حلمي موسى
يدور خلافٌ داخل حكومة بنيامين نتنياهو بشأن التوقيع على مذكرة التفاهم بخصوص حجم المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل في العقد المقبل. وقد طالب كلٌ من وزير المالية موشي كحلون ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان نتنياهو بقبول العرض الأميركي وعدم تفويت الفرصة وتأجيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية. لكن نتنياهو، الذي لا يزال يؤمن بفرص نجاحه في اللعبة الداخلية بين الرئيس الأميركي والكونغرس، يرفض حتى الآن الضغوط لإبرام الصفقة مع إدارة أوباما.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان الذي يزور العاصمة الأميركية حالياً، قد التقى للمرة الاولى قبل يومين وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وتباحث معه بشأن مذكرة التفاهم حول المعونة العسكرية الأميركية. وبحسب مصدر إسرائيلي، فإن الهوة بين الطرفين تقلصت إثر هذا اللقاء، وأنها &laqascii117o;لم تعد كبيرة". وأكد المصدر الإسرائيلي أنه &laqascii117o;من الأفضل لإسرائيل التوقيع على المذكرة بأسرع وقت ممكن".
وقد سبق هذا الكلام مبادرة وزير المالية موشي كحلون إلى مطالبة نتنياهو علناً بقبول العرض الأميركي &laqascii117o;في ولاية الإدارة الحالية" وعدم الانتظار طويلاً.
وقال كحلون في مستهل اجتماع كتلة &laqascii117o;كلنا" في الكنيست إنه يدعو رئيس الحكومة ووزير الدفاع لقبول العرض الأميركي بشأن المعونة، والذي يتأخر بسبب التوتر بين الحكومتين. وشدد على وجوب إبرام الاتفاق في عهد الإدارة الأميركية الحالية، موضحاً أن العرض &laqascii117o;إيجابي ومعقول"، وأن &laqascii117o;المؤسسة الأمنية بوسعها بالتأكيد أن تتدبر أمرها مع هذا العرض، وليس هناك مبرر لأن ننفذ خطوات يمكن أن تفسر على أنها تدخل في الشؤون الداخلية الأميركية". وأشار كحلون إلى &laqascii117o;أنني قلت لرئيس الحكومة ووزير الدفاع وأكرر القول لهما اليوم أيضا – أنه ينبغي تبني العرض ووضع حد لهذه المماطلة، في عهد الإدارة الحالية. أميركا هي الشريك الاستراتيجي الأهم لنا وهي صديق حقيقي، وينبغي التعامل معها على هذا الأساس".
وأوضح كحلون أن &laqascii117o;المصادقة على خطة المعونة الأميركية، سوياً مع الميزانية متعددة الأعوام التي صادقنا عليها لأول مرة منذ سنوات، سيوفران للجيش الإسرائيلي تفوقاً استراتيجياً جوهرياً وسيسمحان له بأن يغدو مستعداً لمواجهة كل سيناريو".
وواضح أن الخلاف الذي بدأه نتنياهو مع إدارة أوباما بشأن حجم المعونة انتقل في الآونة الأخيرة إلى داخل حكومته، وهذا واضح من كلام كحلون وليبرمان. لكن القرار بشأن التوقيع على مذكرة التفاهم ليس بيد الحكومة، وإنما بيد رئيسها الذي لا يزال يعاند ويطالب بمعونة أكبر من تلك التي تعرضها إدارة أوباما. ويرفض نتنياهو دعوات كحلون وليبرمان، ويوضح المقربون منه أن نتنياهو تعهد بالحصول على رزمة مساعدات جيدة.
ومعروف أن مذكرة التفاهم السارية تنتهي في العام المقبل وكانت بحدود 3.1 مليار دولار سنوياً طوال العقد الماضي. ويطالب نتنياهو بأن تكون المعونة للعقد المقبل بحدود 50 مليار دولار، وهو مستعد لتقليصها إلى 45 مليارا، لكن أكثر ما تعرضه إدارة أوباما هو 34 مليار دولار.
وشدد المقربون من نتنياهو على أنه شخصياً من يدير المفاوضات مع الأميركيين وليس بوساطة أي جهة أخرى بما في ذلك وزارتا المالية والدفاع. وبحسب أحد المقربين من نتنياهو &laqascii117o;فإننا لا نتأثر بالدعوات والنصائح. فهذه أفكار غير حكيمة وغير مفيدة. وتدخل جهات ذات خبرات محدودة لن يؤثر على المفاوضات. والاختبار هو اختبار النتيجة".
وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن زيارة ليبرمان إلى واشنطن بينت له أن العلاقات بين الحكومتين ليست على ما يرام، والدليل على ذلك المفاوضات العالقة بين الطرفين على المعونة العسكرية السنوية. ومعروف أن هذه المفاوضات عالقة منذ أواخر العام 2015 بسبب أن نتنياهو يطالب بالمزيد من الأموال، وأيضاً بالسماح له بالالتفاف على الاتفاق ونيل مساعدات إضافية عبر الكونغرس، وهو ما ترفضه إدارة أوباما.
وكان الأميركيون قد أوضحوا أن الظروف الاقتصادية الأميركية لا تسمح بمنح مساعدات أكبر لإسرائيل، فضلاً عن حقيقة أن الإدارة تسعى لتقليص دور الكونغرس في هذا المجال.
ومعروف أن إدارة أوباما أعلنت مؤخراً أنها سوف تستخدم حق الفيتو ضد التعديلات التي أدخلها الكونغرس على ميزانية وزارة الدفاع وتضمنت زيادات بعضها موجه لإسرائيل.
وفي هذه الأثناء، يزداد القلق في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من احتمالات أن تؤثر الخلافات حول المعونة على العلاقات المستقبلية مع أي إدارة أميركية. ويزداد هذا القلق كلما شعر المراقبون بأن المفاوضات تراوح مكانها ولا يحدث فيها أي تقدم. وليس مستبعداً أن كلام كحلون وليبرمان ومواقفهما بهذا الشأن يتضمن تعبيراً عن موقف المؤسسة العسكرية.
المصدر: صحيفة السفير