رجاء يحياوي
أصدر &laqascii117o;مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط" (مقرّه تونس)، تقريره الثاني حول خطابات الحقد والكراهية في عيّنة من الصحف اليوميّة والأسبوعيّة. وبعدما خصّص تقريره الأوّل العام 2014 للصحف التونسيّة، وسّع عيّنته هذا العام لتشمل صحفاً من اليمن، والبحرين، والعراق، وتونس، ومصر، صدرت بين 5 و26 حزيران/ يونيو الماضي.
يندرج التقرير في إطار ما وصفه المرصد بـ &laqascii117o;توعية الصحافيين والمؤسسات حول خطورة إنتاج وإعادة إنتاج خطابات الحقد والكراهيَّة". وقد أنجز بعد ورشة عمل نظّمها المرصد التونسي مع شركائه في الدول المشمولة بالتقرير. وأعلنت منسّقة المشروع فاطمة اللواتي، أنّ &laqascii117o;الصحافة اليمنية المكتوبة تصدرت قائمة تكرار خطابات الحقد والكراهية والشتم والدعوة للعنف والتمييز بنسبة 39,79 في المئة، فيما لم تتجاوز هذه النسبة في تونس ومصر 15 في المئة". وكشف التقرير أن &laqascii117o;الإخوان المسلمين هم أول المستهدفين بخطابات الكراهية في الصحافة اليومية والأسبوعية المصرية بأكثر من نصف الخطابات"، في حين أنّ &laqascii117o;الحوثيين هم المستهدفون بالدرجة الأولى في الصحافة اليمنيّة بنسبة 46 في المئة". كما بيّن التقرير أيضاً أنّ &laqascii117o;القارئ العربي يستهلك يوميّاً حوالي 6 خطابات كراهيّة".
رصد التقرير في تونس صحف &laqascii117o;المغرب"، و&laqascii117o;التونسيّة"، و&laqascii117o;الضمير"، و&laqascii117o;الصريح"، وأسبوعيّات &laqascii117o;آخر خبر"، و&laqascii117o;المساء"، و L&rsqascii117o;aascii117dace. وفي مصر، رصد صحف &laqascii117o;الدستور"، و&laqascii117o;المصري اليوم"، و&laqascii117o;الوطن"، و&laqascii117o;الجمهوريّة"، و&laqascii117o;روز اليوسف"، وأسبوعيّات &laqascii117o;الأسبوع"، و&laqascii117o;صوت الأمّة"، و&laqascii117o;الفجر". وفي العراق، رصد التقرير صحف &laqascii117o;الصباح"، و&laqascii117o;المشرق"، و&laqascii117o;الزمان"، و&laqascii117o;المدى"، و&laqascii117o;المواطن". وفي البحرين، شملت الدراسة صحف &laqascii117o;الأيّام"، و&laqascii117o;أخبار الخليج"، و&laqascii117o;الوسط"، و&laqascii117o;البلاد"، و&laqascii117o;الوطن". وفي اليمن، شمل التقرير صحف &laqascii117o;الجمهورية" و&laqascii117o;14 أكتوبر"، و&laqascii117o;الأولى"، و&laqascii117o;أخبار اليوم"، و&laqascii117o;الأيّام"، وأسبوعيّات &laqascii117o;الأهالي"، و&laqascii117o;الناس"، و&laqascii117o;الوسط".
وضمّت مادّة الرصد &laqascii117o;كل المادّة المقدّمة في الصحف، أيّ كل ّما حرّر في صفحاتها، وكلّ المنتوجات الإعلاميّة المقدّمة، نصّاً وعنواناً وصورةً ورسماً كاريكاتورياً". وتوزّعت خطابات الكراهيّة نوعيّاً بين &laqascii117o;تحريض" (48،7 في المئة)، و &laqascii117o;شتم" (16,3 في المئة)، و &laqascii117o;وصم" (13,9 في المئة)، و &laqascii117o;دعوة للعنف" (9,42 في المئة)، و &laqascii117o;تمييز" (8,1 في المئة)، و &laqascii117o;دعوة للقتل" (3,43 في المئة). وبيّن التقرير أنّ &laqascii117o;50 في المئة من خطابات الحقد والكراهيّة المرصودة في الصحف الأسبوعيّة، تندرج في خانة مقالات الرأي". أمّا في الصحف الأسبوعيّة، فإنّ 22 في المئة من خطابات الكراهيّة تستهدف &laqascii117o;الأنظمة السياسيّة السابقة والرؤساء"، من دون أن يوضح في هذه الحالة، كيف جرى التمييز بين &laqascii117o;خطاب الكراهية"، والنقد السياسي.
بعض الأطراف في تونس وجدت أنّ التقرير يستهدف صحفاً معيّنة تابعة لأحزاب وشخصيّات سياسيّة، من خلال التغاضي عن ممارسات صحف أخرى. وكتب رئيس تحرير موقع &laqascii117o;حقائق أونلاين" الهادي يحمد على &laqascii117o;فايسبوك": أصابتني الدهشة عندما قرأت أنّ جريدة &laqascii117o;آخر خبر" الأسبوعية المحترمة تأتي في طليعة الأسبوعيّات التي تبثُّ خطاب الحقد والكراهيّة (52 في المئة)، بل إن جهابذة التقرير قدّموها في هذا الإطار على جريدة &laqascii117o;المساء"، وجريدة &laqascii117o;اللوداس" الناطقة بالفرنسية". وقال يحمد المختص في شؤون الحركات الإسلامية والأقليات &laqascii117o;إن مقاييس الكراهية والحقد التي اعتمدها أصحاب التقرير غير واضحة وغير مفهومة". وأضاف: &laqascii117o;فهمت من خلال قراءتي الأولية أن كل نقد لمؤسسة رئاسة الجمهورية (المرزوقي)، وكلّ نقد لقناة &laqascii117o;الجزيرة" وللتنظيمات المتطرفة، تعدّ في نظر معدي التقرير كراهية ونشراً للحقد".
من جهته، أوضح رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ناجي البغوري في أكثر من تصريح أن التقرير الصادر عن &laqascii117o;مرصد الإعلام" &laqascii117o;تضمن إخلالات منهجية لا تؤدي إلى نتائج موضوعيّة". كما أشار البغوري إلى أن التقرير لم يتطرق إلى بعض الصحف الصفراء التي &laqascii117o;حادت بشكل فاضح عن أبجديات العمل الصحافي".
من جهته، دعا &laqascii117o;مرصد الإعلام في شمال أفريقيا والشرق الأوسط" (المجموعة العربية لرصد الإعلام سابقاً) إلى &laqascii117o;ضرورة توعية وتكوين الصحافيين ورؤساء التحرير حول كيفية الكتابة من دون نشر ثقافة الحقد وشحن المقالات الصحافية بخطاب الكراهية"، وذلك سعياً &laqascii117o;لضمان حقّ المواطن في إعلام حرّ ومستقل عن أي ضغوطات"، بحسب تعبيره. وطالب بفتح &laqascii117o;نقاش مهني ومدني وحقوقي حول مخاطر إنتاج ثقافة الحقد والكراهيّة".
المصدر: صحيفة السفير