أعلن فريق من علماء #الفيزياء الذين أصبح بإمكانهم الآن أن يعتبروا أنفسهم علماء فلك، أنهم سمعوا وسجّلوا صوت ثقبَين أسودين اصطدما على بعد مليار سنة ضوئية، وأنه كان صوتاً متصاعداً وسريعاً، ما يعني تحقّق النبوءة الأخيرة في نظرية النسبية العامة التي وضعها أينشتاين.
يقول علماء الفيزياء إن ذلك الصوت المتصاعد والخافت هو الدليل المباشر الأول عن موجات الجاذبية، أي التموّجات في نسيج ما يُسمّى الزمكان (space-time) التي تحدّث عنها #أينشتاين قبل قرن من الزمن. ويشكّل تأكيداً على طبيعة الثقوب السوداء، أي حفر #الجاذبية التي لا قعر لها وحتى الضوء لا يستطيع الإفلات منها فتمتصّه، وهو الجزء الذي كان الأكثر إثارة للتوجس (والذي لم يكن موضع ترحيب على الإطلاق) في نظرية أينشتاين.
وتعلق 'نيويورك تايمس' على الاكتشاف بانه يعني أن العلماء توغّلوا وأخيراً بعمق أكبر في الواقع الفيزيائي، حيث تتجلّى المضامين الأكثر غرابة وجموحاً للكون الذي تحدّث عنه أينشتاين.
وقد تمكّنت الطاقة التي أحدثتها هذه الموجات، والتي هي أكبر بخمسين مرة من طاقة كل النجوم مجتمعة في الكون، أن تهزّ هوائيَّين في شكل حرف L في مرصد LIGO لقياس موجات الجاذبية بواسطة اللايزرفي ولاية واشنطن ولويزيانا في 14 أيلول الماضي.
في حال تكرّرت هذه النتائج في التجارب التي ستجرى في المستقبل، يبدو أن هذا الصوت البسيط الذي وصل إلى مستوى النوتة الموسيقية 'سي متوسطة' (middle C) قبل أن يتوقّف فجأة، سيحجز مكانه بين التسجيلات الصوتية الشهيرة في العلوم، أي في مصاف الجملة الأولى التي تلفّظ بها ألكسندر غراهام بيل عبر الهاتف: 'سيد واتسون، تعال إلى هنا'، والإشارات الصوتية الأولى التي أرسلها القمر الصناعي 'سبوتنيك'.
قالت غابرييلا غونزاليس من جامعة ولاية لويزيانا، والمتحدثة باسم 'دائرة التعاون العلمي' في مرصد LIGO: 'وصلنا إلى القمر وعدنا. أعتقد أن أيشنتاين سعيد جداً'.
وقد نشر فريق العمل في مجموعة LIGO الذي يضم علماء من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن العلماء في فريق أوروبي يُعرَف بـVirgo Collaboration، تقريراً في Physical Review Letters شارك في وضعه أكثر من ألف مؤلّف.
قال الأستاذ في جامعة كولومبيا، سزابولكس ماركا، وهو أحد العلماء في مجموعة LIGO: 'أظن أن هذا الاكتشاف سيكون من الاختراقات الأساسية في الفيزياء لفترة طويلة'. أضاف: 'كل شيء آخر في علم الفلك يعتمد على العين'، في إشارة إلى المجموعة الواسعة والشاملة من التلسكوبات التي أتاحت لمراقبي النجوم الاطلاع على مزيد من المعلومات والتفاصيل حول المجال الكهرمغنطيسي والقدرة على التمعّن أكثر فأكثر في المكان والزمان، لكنه أردف: 'أخيراً، أصبحت لعلم الفلك آذان. لم يكن لدينا آذان من قبل'.
المصدر:موقع جريدة النهار