تحت العنوان أعلاه، كتب بيوتر أكوبوف، في "فزغلياد" الروسية بشأن انعكاس إقالة جون بولتون من منصبه على الموقف من إيران وروسيا.
صمد بولتون في العمل مع ترامب عاما ونصف العام تقريبا، لكنه لم يتمكن من إعادة صياغة خط السياسة الخارجية من ترامبي إلى بولتوني. من الواضح أنه لم يعول على ذلك تماما، ولكن بصفته أكثر المتخصصين خبرة في مجال السياسة الخارجية، أمل بتأثير كبير في رسم هذه السياسة. خلاف بينس وبومبو، اللذين لا يفقهان شيئا في الشؤون الدولية، كان بولتون على دراية جيدة بجدول الأعمال. وإلى جانب ذلك، كان لديه وجهة نظره الأيديولوجية الخاصة حول جميع المشاكل الدولية الرئيسية.
كان الشيء الأهم بالنسبة له هو إيجاد لغة مشتركة مع الرئيس وإقناعه بأن تحقيق الهدف الذي يريده ترامب، يقتضي التصرف بهذه الطريقة، دون سواها. لكن المشكلة في عدم تطابق أهداف ترامب وبولتون إلا جزئيا. يريد ترامب جعل أمريكا أقوى من خلال مراجعة السياسة والاستراتيجية الخارجية للولايات المتحدة، في حين اهتم بولتون بالحفاظ على الهيمنة الأمريكية، بتعزيز مواقعها المهزوزة، في السنوات الأخيرة.
ترامب، الذي بنت وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية له سمعة غير القابل للتنبؤ، والخطير، والعدواني، لا يلجأ في الواقع سوى إلى الوقاحة والضغط لتحقيق هدفه المنشود، الذي لا علاقة له بالحرب. فيما بولتون واحد من سياسيين لا يترددون في استخدام القوة العسكرية.
بالنسبة لروسيا، على الرغم من كل صقرية بولتون، فإن لرحيله إيجابيات وسلبيات. الإيجابيات واضحة، فبالنسبة لبلادنا، كان موقف بولتون أفضل قليلاً من معبوده باري غولدووتر. أما السلبية فهي أن قناة التفاعل الحقيقية الوحيدة مع روسيا بنيت عبر بولتون، العام الماضي. فمنذ أغسطس من العام الماضي، التقى بولتون مع نيكولاي باتروشيف ثلاث مرات.
الآن، لم يعد تنسيق باتروشيف- بولتون موجودا، ومن غير الواضح من سيكلف ترامب في الاتجاه الروسي. وهذا مهم حقا، بالنظر إلى قدرة ترامب المحدودة على مقابلة بوتين. من المؤكد أن بومبيو ليس مناسبا لهذا الدور، فلا يبقى سوى انتظار تعيين مستشار جديد للأمن القومي.
katehon