قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 11/10/2011

ـ 'السفير'
الحدود الشرقية والشمالية عالقة بين 'قصور' الدولة... و'صقور' المعارضة
ماذا سيفعل الحريري إذا فتحت السعودية حنفية المال؟
عماد مرمل:

من الواضح ان المعارضة وجدت في الحوادث التي سجلت مؤخرا على الحدود اللبنانية - السورية، فرصة ثمينة لشن هجوم سياسي - إعلامي من &laqascii117o;الدرجة الأولى" على دمشق، أخذ في طريقه حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المتهمة من قبل فريق 14 آذار بالعجز عن التعامل مع &laqascii117o;الخروقات الشقيقة" للسيادة، بل ان البعض المتحمسين بلغ في حملته عليها حد وصمها بـ&laqascii117o;الخيانة الوطنية".
ولعل ما أتاح لقوى 14 آذار ان تصول وتجول على الحدود هو ان الحكومة تباطأت فعلا في تقديم الشروحات او التفسيرات المطلوبة لما جرى في منطقة عرسال، الامر الذي أوجد &laqascii117o;فراغا" سارعت المعارضة الى ملئه، على طريقتها، قبل ان يظهر أول معالم التحرك الرسمي لمعالجة الموقف من خلال اللقاءات التي عقدها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع عدد من المسوؤلين السوريين في دمشق، حيث جرى تبادل للمعطيات حول الوضع الحدودي، فيما تردد ان ابراهيم سمع تأكيدا واضحا بأن سوريا ليست بوارد خرق الحدود اللبنانية وان ما حصل مؤخرا يندرج في إطار مطاردة مهربين ضمن مناطق جغرافية متداخلة.
ولعل ثاني معالم التحرك الرسمي، ما قام به قائد الجيش العماد جان قهوجي قبيل سفره الى واشنطن بالتنسيق مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن، حيث تم تكليف لجنة الارتباط العسكرية اللبنانية السورية أن تضع يدها على ملف عرسال.
وإذا كان متوقعا ان تستغل المعارضة بطبيعة الحال أي حدث بغية توظيفه لصالحها في معركة الضغط على الحكومة وأن تقبل أي هدية سواء أتتها على &laqascii117o;طبق من ذهب" او على &laqascii117o;طبق من عرسال"، فإن المستغرب ان تقدم السلطة خدمات مجانية لخصومها وان تسهل أمرهم، عبر التأخر غير المبرر في استلام المبادرة السياسية والاعلامية والميدانية للتعامل مع المستجدات الحدودية، علما بأن الأمر لم يكن يتطلب الكثير من العناء وكان يكفي إصدار بيان عن جهة رسمية مختصة، بعد إجراء الاتصالات اللازمة مع الجانب السوري، لاحتواء الحوادث التي حصلت وقطع الطريق على محاولات استغلالها، لا سيما ان المؤسسة العسكرية ووزير الدفاع يحظيان لدى دمشق بقدر من الاحترام والثقة، يؤهلهما لمعالجة أي خلل حدودي، بأقل الخسائر الممكنة. وثمة من يردد أن بعض الآراء الرسمية كانت دعت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه الى اصدار بيان بما حصل وبالمعالجات الجارية، لكن قيادة الجيش ارتأت المعالجة بعيدا عن الاثارة الاعلامية.

في المقابل، ليس صعبا الاستنتاج ان قوى 14 آذار بالغت بشكل مفرط في البناء على الخروقات الحدودية الى حد رفع كثيرا منسوب الاستغلال السياسي الذي تجاوز ما يستطيع الحدث بحد ذاته ان يتحمله، بينما كان يمكن ان تتسم مواقفها برصانة أكبر لو انها عرفت كيف تدير حملتها ومتى توقفها، بدلا من ان تندفع بها الى مستوى مريب، أثار تساؤلات أوساط بارزة في الاكثرية حول الخلفيات الحقيقية الكامنة خلف هذا الهجوم العنيف للمعارضة على سوريا والحكومة دفاعا عن السيادة الوطنية، في حين انها تجاهلت على سبيل المثال لا الحصر، أحدث الخروقات الاسرائيلية لهذه السيادة التي سجلت أمس الأول تحديدا، حيث استباحت الطائرات المعادية الاجواء اللبنانية بشكل مكثف من الجنوب وصولا الى عكار مرورا بالبقاع ، من دون ان يرتفع صوت واحد منددا او مستنكرا من بين صفوف المعارضين. وإذ يرى رئيس مجلس النواب نبيه بري ان الهمروجة الحاصلة غير مبررة وغير منطقية، يعتبر ان هناك من يريد ان يفتعل زوبعة... في فنجان، لافتا الانتباه الى وجود تداخل جغرافي على الحدود اللبنانية - السورية، وبالتالي لا يمكن الجزم ما إذا كان الجيش السوري قد تجاوزها أم لا في معرض مطاردته مهربي السلاح.
ويشير بري الى ان الاتفاقية الامنية الموقعة بين لبنان وسوريا يجب ان تكون هي المرجعية وأداة القياس في مقاربة ما يجري عند الحدود، فإذا تبين بموجبها ان السوريين خرقوا فعلا هذه الاتفاقية على الارض يُعالج الأمر عبر الاقنية المؤسساتية من دون إثارة كل هذا الغبار والصراخ، وإذا تبين ان ما حصل لا يتعارض مع محتواها يصمت أولئك الذين افتعلوا كل هذه الضجة.

ويعتبر بري ان من الغرائب ان يساوي البعض بين الاعتداءات الإسرائيلية الفاضحة والواسعة والمستمرة على السيادة الوطنية وبين حوادث ملتبسة تقع على الحدود مع سوريا، مضيفا: لنفترض جدلا ان خرقا سوريا محدودا قد حصل للاراضي اللبنانية، فهل يجوز وضعه في خانة واحدة مع الانتهاكات الاسرائيلية. إن ذلك كمن يساوي بين جار دخل حديقة منزله وبين سارق يقتحمها كل يوم. وتذهب بعض الاوساط البارزة داخل الاكثرية في &laqascii117o;ارتيابها" من حملة فريق 14 آذار الى حد ربطها بكلام السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيللي التي دعت الحكومة اللبنانية الى حماية المعارضين السوريين الموجودين في لبنان. وترى هذه الأوساط ان هجوم المعارضة الحاد يندرج في سياق الترجمة الفورية لرغبة كونيللي، مشيرة الى ان هؤلاء المطلوب حمايتهم إنما يتخذون من الاراضي اللبنانية مقرا للتخريب على سوريا ولتحضير العمليات ضد أمنها، وبالتالي فإن تسمية المعارضين التي تطلق عليهم ليست في الحقيقة سوى الاسم الحركي للمهربين والمخربين.
وتنبه الاوساط الى احتمال ان يكون الهدف المضمر من وراء تصعيد 14 آذار، معطوفا على الكلام الاميركي، تهيئة المناخ للدفع في اتجاه إيجاد &laqascii117o;منطقة آمنة" على الحدود، تؤمن الحماية لمهربي السلاح ولمنفذي أعمال التخريب داخل سوريا، بعد العجز عن فرض منطقة عازلة على الجانب السوري من الحدود.
وإذ تتهم الاوساط جهات فاعلة في 14 آذار بالتورط في أحداث سوريا، تروي ان مديرا لأحد المستشفيات في البقاع تلقى مؤخرا اتصالا هاتفيا من شخصية سياسية معروفة طلبت منه ان يستقبل وفدا من بعض بلدات البقاع للضرورة القصوى وان يتجاوب مع ما سيطرحه. وبالفعل استقبل مدير المستشفى الوفد الذي ابلغه بان الكثير من منازل بعض البلدات البقاعية تستضيف جرحى سوريين سقطوا في مواجهات مع الجيش السوري، والمطلوب نقلهم الى المستشفى بهدف تلقي العلاج.

وقد رفض مدير المستشفى تحمل مسؤولية استقبال الجرحى، ولفت انتباه الوفد الى ان هناك عناصر من الجيش والامن العام يتواجدون عند مدخل المستشفى ولا بد من ان يعبر المصابون هذا الممر الإلزامي أولا. عندها، اقترح الوفد ان يعطي المدير تعليماته الى الاطباء بان ينتقلوا الى المنازل لمعالجة الجرحى وان يسمح بنقل الأدوية الضرورية لهم، لكنه رفض. وتنطلق الأوساط البارزة في الأكثرية من هذه الرواية لتشير الى خطورة المغامرة التي يخوضها البعض في لبنان، وهي تؤكد ان دمشق باتت تملك ملفا موثقا بالصوت والصورة حول تورط جهات لبنانية في أعمال العنف عبر مد مجموعات مسلحة بالمال والسلاح، كما هي تملك ملفا حول سعي جهات لبنانية لإقامة مخيم للنازحين وكيف كان سيتم استقدام بعضهم بالهواتف من الأراضي السورية لقاء مبالغ محددة، وأن الأمر نفسه تكرر، لكن على صورة إقامة مستشفى ميداني يحظى بتمويل أوروبي ولاحقا باهتمام إعلامي عربي.وتختم الأوساط نفسها بالقول: &laqascii117o;تصوروا ماذا لو أقفلت المملكة العربية السعودية، حنفية المال عن سعد الحريري في هذه اللحظة السياسية اللبنانية ـ السورية المفصلية، وتصوروا ماذا سيفعل الحريري غدا لو أعيد فتح الحنفية"؟


ـ 'الأخبار'
القاهرة تنتحر، فمن يبلغ أدما ويعتذر من البطريرك؟
جان عزيز:

لم يكن الانفجار الطائفي في مصر، قبل يومين، انقلاباً على ما سمّي &laqascii117o;ثورة 25 يناير"، لا بل هو نتيجة مباشرة لمنطقها وأحداثها. فعلى مدى عقود طويلة، كان نظام كامل وشامل يقمع الطرفين: يقمع الإسلاميين أولاً، بما هم إيديولوجيا سياسية منبثقة من فكر ديني. ثم يقمع الأقباط ثانياً، بما هم جماعة دينية مغايرة للدين الذي ينبثق منه الإسلاميون. على مدى أكثر من نصف قرن، كان النظام يحارب الإسلاميين ليحفظ سلطته، ثم يضرب الأقباط ليربح شرعية المسلمين. شيء من نظرية الأقلية ـــــ وفي حالة مصر هي الأقلية &laqascii117o;الزمرة" العسكرية، التي تتحول مع الأعوام والمصالح أوليغارشية عسكرية اقتصادية بورجوازية مركبة ـــــ التي تصل الى الحكم بخطاب الأكثرية، فتنتهي الى سحق الأكثرية وكل الأقليات معاً، لمجرد البقاء في السلطة.
لحظة سقوط حسني مبارك، بما هي لحظة تغيير حاكم، لا تغيير نظام ولا انقلاب على نهج ولا ثورة على فكر، وجد الطرفان المقموعان نفسيهما أمام لحظة الحسابات المتناقضة. كل منهما اعتبر أو توهم أنها لحظة الانتقام والثأر من حاكم العقود الستة الماضية، المتبدل الأسماء والثابت الأداء.

الأقباط من جهتهم، كانت حساباتهم بسيطة: حريات فردية وعامة كاملة. تماماً كما حاولوا في &laqascii117o;قرية الماريناب (حيث) توجد كنيسة مار جرجس التي يصلي فيها أقباط القرية منذ عام 1940 وقد تهدمت حوائطها أخيراً بفعل القدم، فأصدر المسؤولون عنها تراخيص قانونية من أجل تجديدها"، وفق شهادة الصادق الملتزم علاء الأسواني. وضعت شروط ذمية على خادم الكنيسة، فقبل بها. لكنها لم تبعد عنه وعنها نار &laqascii117o;الربيع العربي" قبل أسبوع.
أما الإسلاميون بكل تلاوينهم: إخوان مسلمون، سلفيون، أزهريون...كلهم اعتقدوا أنه آن أوان النظام الإسلامي. وأنها اللحظة السانحة التي يصححون فيها &laqascii117o;خطأ" التاريخ. في وثيقة الأزهر في حزيران الماضي، كان واضحاً أن المطلوب دولة &laqascii117o;تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب بما يتوافق مع المفهوم الإسلامي الصحيح". وأن &laqascii117o;تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وبما يضمن لأتباع الديانات السماوية الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم الدينية في قضايا الأحوال الشخصية". إذا الحكم إسلامي. أما حرية الجماعات الأخرى فمحصورة ومقتصرة على &laqascii117o;أحوالها الشخصية"، بما يتوافق مع النظام الإسلامي العام. الكلام حول &laqascii117o;الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية في الفكر والرأي"، فلم يأت على ذكر أي مرجعية دولية لحقوق الإنسان: لا إعلان عالمياً ولا عهد دولياً ولا أي ميثاق أممي من مرجعيات القانون الدولي في هذا المجال.

التيار السلفي بدوره كان قد سبق الأزهر الى إعلانه حقه بقطف ثمار &laqascii117o;الثورة". ففي 17 أيار، كان قد فتح جبهة تعديل نصوص قانون الأحوال الشخصية لـ&laqascii117o;يتوافق مع الشريعة الإسلامية". وكان لافتاً تجاوب &laqascii117o;مجمع البحوث الإسلامية" الفوري مع مطلب السلفيين، بتشكيله لجنة فقهية لإعادة النظر في القوانين الحالية. وقد تظاهر الآلاف من السلفيين أمام مقر مشيخة الأزهر في القاهرة، رافعين لافتات &laqascii117o;اللهم إننا نشهدك أننا ذهبنا إلى ولاة أمرنا لنصل أرحامنا على أهلنا". بعدها بأسبوعين، أعلن السلفيون تأسيس &laqascii117o;حزب النور". ولاحظ أحد الباحثين أنه بين ما يزيد على عشرة آلاف ومئتي كلمة هي برنامجه السياسي، لم ترد كلمة غير المسلمين أو المواطنة مرة واحدة، بينما وردت كلمة المدنية أثناء الحديث عن الصناعات العسكرية والمدنية! ولم يأت على ذكر حقوق الإنسان إلا أثناء الحديث عن الحق في الرعاية الصحية، بينما أتت الديموقراطية في موضعين مشروطة دائماً بالمرجعية الإسلامية. ويؤكد البرنامج السلفي أنه &laqascii117o;ينبغي أن تكون جميع مكونات العملية السياسية منضبطة بضوابط الشريعة الإسلامية، فتحقيق الديموقراطية إنما يكون في إطار الشريعة الإسلامية".
الإخوان المسلمون، من جهتهم، توزعوا الأدوار بين حزب بنيابة رئاسة لقبطي، وبين منشقين وغير سياسيين، لكن أحداً من كل تشكيلاتهم المرتبة على نحو مدروس ومسبق لم يعلن تراجعه عن شعار &laqascii117o;الإسلام هو الحل" الذي رفعوه في الانتخابات التي خاضوها عام 2005.هكذا لحظة سقوط مبارك، بدت الحسابات متناقضة بين طرفين، يرى كل منهما أن له فضلاً في الانتقال الى المرحلة الجديدة، وأن له ثأراً على النظام السابق، وأن أمامه فرصة مشروعة لتحقيق أهدافه. لكن الأهداف في ما بينهما غير قابلة للتعايش: من جهة نظام إسلامي يسمح بقطع أذن القبطي كما حصل أمام أعين المسؤولين، ومن جهة ثانية نظام دولة مدنية منفتحة على أوهام ربيع، أين منه &laqascii117o;ربيع براغ".بين الحسابين، انفجرت في القاهرة التي تبدو كأنها تُنحر أو تنحر &laqascii117o;ثورتها". فمن يخبر بيروت عن السبب، ومن يبلغ المؤتمرين في أدما بعد أيام، ومن يعتذر من بطريرك لم يستقبله حليف حسني مبارك في واشنطن؟؟


ـ 'الأخبار'
خطوط 67 وأمن إسرائيل: حقيقة أم ذريعة؟
مهدي السيد:

حدود 1967 يرفعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذريعة لرفض أي مشارع تسوية، على اعتبار أن هذه الحدود غير قابلة للدفاع عنها، وتمثل عمقاً استراتيجياً للدولة العبرية، غير أن دراسة حديثة العهد لمعهد إسرائيلي أكدت أن كلام نتنياهو مناورة، وأن منطقتي غور الأردن وغرب الضفة الغربية لا تمثلان حلاً للتهديدات الرئيسة المتوقعة
شهدت إسرائيل في الأشهر الماضية نقاشاً واسعاً ومعمقاً بشأن الأهمية الاستراتيجية لخطوط حزيران 1967 لضمان أمن إسرائيل، وما يتفرع عنها من مطالب إسرائيلية بضرورة الاحتفاظ على السيطرة الكاملة على منطقتي غور الأردن، وأجزاء واسعة من الضفة الغربية، في إطار أي تسوية مستقبلية مع السلطة الفلسطينية.

وكان النقاش قد احتدم حول خطوط 1967، ومدى قابلية الدفاع عنها من قبل إسرائيل، في أعقاب دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إسرائيل والفلسطينيين إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، والسعي إلى التسوية وفق عدة مبادئ، بينها حل مشكلة الحدود على أساس خطوط 67، الأمر الذي أثار حفيظة واعتراض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي لم يتورع عن انتقاد أوباما على موقفه هذا في عقر داره، متسلحاً بذريعة العمق الاستراتيجي لإسرائيل للقول إن حدود 67 غير قابلة للدفاع عنها من قبل إسرائيل، وبالتالي فهي غير صالحة كمبدأ للتفاوض، لأن من شأن القبول به تعريض الأمن الإسرائيلي للخطر الشديد.
ويمكن القول إن مقولة عدم قابلية خطوط 67 للدفاع عنها، قد تحولت إلى &laqascii117o;عمود الخيمة" في استراتيجية نتنياهو الحدودية إزاء أي تسوية ممكنة، بحيث أنه من شأن سقوط هذا العمود أن يُفضي إلى تهاوي البنيان الذي يؤوي ذرائعه، ويُعري مزاعمه، ويكشف الخلفية الحقيقية التي تقف وراء رفضه تسوية الصراع مع الفلسطينيين على أساس حدود 1967، على الرغم من كل الضغوط والمغريات التي مارستها عليه الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وعلى الرغم من أن مجرد تلفظ نتنياهو بالأرقام الأربعة، 1967، كان من شأنه ليس فتحة كوة في جدار الجمود الذي تشهده عملية التسوية، بل إطاحة الجدار كله وفتح آفاق واسعة أمام مساعي التسوية.
غير أن من يراقب ويتابع بورصة مواقف نتنياهو من خطوط 1967، يجد تمسكاً متزايداً من قبله برفضه أن تكون هذه الخطوط أساساً لترسيم حدود الدولة الفلسطينية، وهو ما حصل في خطابه الأخير الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تضمن رؤيته لمسألة حدود 67، واعتبارها تمثل خطراً أمنياً كبيراً على المدن الإسرائيلية بحجة افتقار إسرائيل إلى العمق الاستراتيجي. وسأل أمام رؤساء دول العالم &laqascii117o;كيف إذاً يمكن حماية دولة بالغة الصغر كهذه محاطة بناس أقسموا على إبادتها وأصبحوا مدججين بالسلاح بفضل إيران؟".

إذا كان سؤال نتنياهو إلى العالم بقي من دون جواب، فقد جاءه الرد من اهل البيت، رد يُسقط &laqascii117o;عمود خيمته"، لسببين رئيسيين: مصدره ومحتواه. ففي وثيقة أعدها &laqascii117o;المجلس الإسرائيلي للسلام والأمن" في شهر أيلول، تناولت موضوع حدود 1967، ومدى كونها قابلة للدفاع، خلصت إلى التأكيد على أن صيغة حدود عام 1967، مع تبادل أراضٍ، تضمن لإسرائيل خطوط دفاع وحماية جيدة في مواجهة التهديدات ذات الصلة، وأن السيطرة في منطقتي غور الأردن وغربي الضفة الغربية ليست ضرورية على الإطلاق لمواجهة هذه التهديدات.
وتنبع أهمية هذه الوثيقة أولاً من الجهة التي تولت إعدادها، وفريق العمل الذي شارك في العملية. فالمجلس الإسرائيلي للسلام والأمن، هو محفل غير حزبي، وإن كان معارضوه يعطونه صبغة يسارية، يضم نحو ألف عضو يتمتعون بخبرة وتجربة وماض سياسي وأمني غني، ويضم بين أعضائه شخصيات تولت سابقاً مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي، والموساد والشاباك والشرطة، إلى جانب سفراء ومدراء عامين في الوزارات المختلفة، وأساتذة جامعيين وأكاديميين في مجالات متعددة. وقد تأسس المجلس عام 1988 على يد مجموعة من كبار الضباط في الاحتياط، برئاسة اللواء أهرون ياريف، وقام المجلس على أساس فكرة تقول إن الأمن مجال مهني يتطلب معرفة واسعة وخبرة، وأن الهدف منه هو وضع المعرفة والخبرة اللتين يتمتع بهما أعضاؤه في خدمة الجمهور الواسع، كي يكون قادراً على بلورة موقفه من القرارات الصعبة المتعلقة بالأمن وعملية السلام.
على هذا الأساس، وجد المجلس أن من واجبه أن يُدلي بدلوه في النقاش الدائر في إسرائيل بشأن الأهمية الاستراتيجية والأمنية لخطوط 67، فاجتمعت لهذه الغاية مجموعة عمل في المجلس، ووضعت وثيقة تحت عنوان &laqascii117o;وثيقة المجلس في موضوع الحدود القابلة للدفاع"، حيث شارك في مجموعة العمل، رئيس المجلس حالياً اللواء احتياط ناتي شاروني، ورئيس شعبة الاستخبارات سابقاً اللواء احتياط شلومو غازيت، واللواء احتياط عاموس لبيدوت، والعميد احتياط شاؤول غبعولي، والعميد احتياط شلومو بروم، والعميد احتياط غادي زوهر، والعقيد احتياط شاؤول أريئيلي.

حاولت الوثيقة إسقاط عمود الخيمة في استراتيجية نتنياهو، من خلال الإجابة عن عدد من الأسئلة، أهمها ما هي التهديدات الرئيسة التي قد تضطر إسرائيل إلى مجابهتها؟ وما هي أهمية غور الأردن وغربي الضفة كعمق استراتيجي وحدود قابلة للدفاع عنها يمكنان إسرائيل من مواجهة هذه التهديدات بصورة أفضل؟
في ما يتعلق بصورة التهديدات، أشارت الوثيقة إلى أنه عندما تبلور مفهوم الحاجة إلى حدود قابلة للدفاع عنها، وبالتالي ضرورة الاحتفاظ بسيطرة إسرائيلية على منطقة غور الأردن، كان التهديد الرئيس المتربص بإسرائيل عندها هو إمكان تعرضها لهجوم بري واسع النطاق مدعوم جوياً من ائتلاف عربي.وقد كان ذلك تهديداً وجودياً بسبب عدم التناظر بين إسرائيل والعالم العربي، الذي كان أحد عوامل غياب العمق الإستراتيجي. لكن الميزان الاستراتيجي في الشرق الأوسط تغير كلياً، واختفى تقريباً تهديد الهجوم البري الواسع، وذلك للأسباب التالية:
في أعقاب التغيرات التي طرأت على النظام العالمي فقد العرب تأييد قوة عظمى تدعم وتساند مثل هذه الخطوة؛ انهيار فكرة الوحدة العربية والعمل العربي الجماعي، ما أدى بالتالي إلى انعدام فرص قيام ائتلاف عربي من هذا القبيل؛ وقعت إسرائيل على معاهدتي سلام مع دولتين عربيتين (مصر والأردن) أدتا إلى إخراجهما من دائرة الحرب والمواجهة. في المقابل أقرت جميع الأنظمة والحكومات العربية، من دون استثناء، وفق ما عبر ذلك عن نفسه في مبادرة السلام العربية، بانعدام إمكان تحقيق أهدافها حيال إسرائيل بالطرق غير السياسية. تعرض العراق، الذي يمثل عنصراً مركزياً في أي جبهة شرقية ضد إسرائيل، لهزيمة في حربي الخليج، وسحقت قواته العسكرية، وسوف يحتاج إلى سنوات طويلة من أجل إعادة بناء قوة عسكرية مؤثرة، هذا إذا ما نجح العراق في الحفاظ على وحدته.لهذه الأسباب، ترى الوثيقة، أن التهديدات العسكرية الرئيسة التي ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها في الحاضر والمستقبل المنظور، تنحصر في مجالين رئيسين آخرين:

مواجهة في مجال يقع تحت أو دون الحرب النظامية الكلاسيكية، أي في مجال حرب العصابات والإرهاب؛ خوض حرب ضد إسرائيل بأدوات وأسلحة استراتيجية، خاصة الصواريخ الباليستية وأسلحة دمار شامل.
وتشير الوثيقة إلى أنّ هناك عدة أمور مشتركة لهذين المجالين، أهمها: إن الهدف الرئيس في كلا المجالين هو السكان المدنيون في إسرائيل؛ يعتمد كلاهما، كسلاح رئيس، على قدرة إطلاق صاروخية، قادرة على تغطية كامل مساحة دولة إسرائيل؛ الأمر المشترك الثالث لهذين المجالين يتمثل في كونهما لا يسعيان إلى تحقيق انتصار أو حسم عسكريين، بل لاستنزاف قوى إسرائيل وضرب المعنويات وتحقيق مكاسب إعلامية وسياسية ومعنوية.
بعد عرض صورة التهديدات، تنتقل الوثيقة إلى فحص ما إذا كان غور الأردن وغربي الضفة، يمثلان رداً على التهديدات. وفي هذا المجال تؤكد الوثيقة على أن منطقتي غور الأردن وغربي الضفة لا تقدمان رداً ذا صلة حيال التهديدين الرئيسين الجديدين. ذلك أن مدى الصواريخ يمكّن من تغطية كامل مساحة دولة إسرائيل بتهديد صاروخي مكثف من دون الحاجة إلى نشر أي قاذفات أو منصات إطلاق غربي نهر الأردن، كما تؤكد الوثيقة أن صلة المنطقتين (الغور والضفة) بالنسبة إلى تهديد الإرهاب وحرب العصابات، هي صلة ضعيفة جداً.
في المقابل، لم تغفل الوثيقة ما يتعلق بالتهديد العسكري الكلاسيكي، الذي وإن عدّت أن خطورته انحسرت بدرجة كبيرة في العقود الأخيرة، إلا أنها أشارت إلى أنه لا يمكن الجزم هنا بعدم وجود مغزى للأراضي أو المناطق الجغرافية، لكنها مع ذلك لفتت إلى بعض الملاحظات في هذا السياق:
إن استخدام تعبير أو مصطلح عمق استراتيجي في ما يتعلق بمنطقتي غور الأردن وغربي الضفة، هو ضرب من السخرية والاستهزاء. فإسرائيل لا تملك عمقاً استراتيجياً، سواء مع أو بدون غور الأردن. فعرض إسرائيل مع غور الأردن لا يزيد عن 40 كيلومتراً تقريبا، ومن هنا، فإن ثمة حاجة إلى حلول أخرى لهذا التهديد.
إذا كان الهدف من السيطرة في غور الأردن هو ضمان وجود رد عسكري حيال هجوم بري، فإن أي تحليل عسكري بسيط يبين أن المسألة المهمة هنا ليست الاحتفاظ بوجود عسكري على خط نهر الأردن أو في منطقة غور الأردن ذاتها، إذ إن أي قوة عسكرية منتشرة في هاتين المنطقتين سوف تعاني ضعفاً طوبوغرافياً وستكون عرضة للنيران من الغرب والشرق. فالمنطقة الحاسمة والأكثر أهمية هي المرتفعات المؤدية من غور الأردن إلى السفوح الجبلية، إذ إن وجود وانتشار القوات فوق سفوح الجبال المطلة سيحولان منطقة الغور إلى منطقة إبادة لأي قوة مهاجمة. القوة العسكرية التي ستمكث دائماً في غور الأردن ستكون في جميع الأحوال محدودة في حجمها، ومعرضة لخطر دائم بالمحاصرة.استناداً إلى ما تقدم، تخرج الوثيقة بخلاصة مفادها أن منطقتي غور الأردن وغرب الضفة الغربية لا تمثلان حلاً للتهديدات الرئيسة المتوقعة بعد التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، وأنه يتضح من تحليل المسائل الرئيسة المرتبطة بالحدود القابلة للدفاع عنها، أنه يمكن في نطاق المفاوضات مع الفلسطينيين بشأن الحدود الدائمة، رسم حدود قابلة للدفاع عنها على أساس خطوط عام 1967 مع تبادل أراض بحجم غير كب


ـ 'المستقبل'
'ويكيليكس'  عون يضمن للأميركيين الهدوء على الحدود: نصرالله مخادع.. ويتلاعب بالشيعة

كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18/5/2006 ومنشورة في موقع 'ويكيليكس' تحت الرقم 1559 أن رئيس 'التيار الوطني الحر' النائب ميشال عون رأى أن الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان، وشكك بكلامه عن اهتمام الحزب في الدفاع عن لبنان فقط، قائلاً: ''قد يكون نصر الله مخادعاً'. وأشار إلى أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها 'حزب الله' خلال صراعه مع اسرائيل، متنبئاً بأن وجود الحزب سيتضاءل في حياة الناس بعد أن تعود إلى طبيعتها.ورداً على تخوف الحكومة الأميركية من استمرار'حزب الله' بتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل، قدّم عون التطمينات والوعود، مؤكداً أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ في ما يتعلق باسرائيل، وبأن 'حزب الله' لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب، ولا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. كما وعد ببذل كل جهده في الحفاظ على هدوء الحدود. واعترف بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نزع سلاح 'حزب الله'، واقترح انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا الذي من شأنه أن يقوّض الدعم الشعبي لسلاح الحزب، معرباً عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله في موضوع نزع السلاح. وقال 'نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا. فالحرب انتهت'.
وهنا الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم '60Beirascii117t1559' تحت عنوان: 'ميشال عون عن الرؤية الدفاعية لـ'حزب الله' - لا تخافوا مازلنا نتكلم':

'التقى السفير الأميركي يرافقه مسؤول سياسي أميركي في 17 أيار زعيم 'التيار الوطني الحر'، لمناقشة مخاوف الحكومة الأميركية من العرض الذي قدمه 'حزب الله' في 16 أيار في جلسة الحوار الوطنيّ. وكشف السفير أجزاء من وثائق الجلسة. وقال: 'علمنا أن الأمين العام للحزب حسن نصر الله قدم رؤيته للبنان التي شملت المسؤولية المشتركة للدفاع ضد ما يعتبره تهديداً دائماً من اسرائيل لغزو لبنان. واحتفظ الحزب بالحرية التكتيكية الكاملة للعمل، من دون الرجوع إلى قيادة عامة مركزية، وخاضعة للمساءلة. وأكد عون أن معلومات السفير كانت صحيحة. واستمع عون إلى مخاوفنا وحاول الطمأنة بينما كان يحاول أن يستبعد هذه المخاوف. على الرغم من اللغة العدائية للحزب خلال الحوار، قال عون بأنه مقتنع بأن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعي في ما يتعلق باسرائيل، وبأن 'حزب الله' لا يمكنه منطقياً الدفاع ضد أي هجوم من الجنوب. وأضاف أنه سيرد على نصرالله ، بالقول ان أي قرار لوضع استراتيجية مشتركة يجب أن تنتهي مع السيطرة الكاملة على جميع العناصر المسلحة ووضعها تحت سلطة الدولة اللبنانية'.

نصر الله يستلّ سيفه وعون غير مبال
وأشارت البرقية إلى أن السفير ومسؤولاً سياسياً أميركياً زارا عون في منزله في إحدى التلال المحيطة ببيروت (الرابية)، وقال السفير لعون انه غير راض عما قرأه من عرض نصر الله خلال جلسة الحوار الوطني في 16 أيار، حيث بدا نصر الله في تصريحه عدوانياً، يهدد اسرائيل بعمل عسكري، ويصرّ على أن الاسرائيليين لديهم أطماع أبدية في الأراضي اللبنانية. وبينما كان نصرالله على استعداد لمناقشة استراتيجية واسعة النطاق للدفاع عن لبنان، أشار إلى أن 'حزب الله' سيحتفظ بالحرية الكاملة في اتخاذ أي إجراء بشأن التكتيكات. وقال السفير إن الحزب هو من يتسبب بالأخطار التي تستدعي الدفاع عن لبنان. إذا كان 'حزب الله' لا يشكل تهديداً لإسرائيل، فلن تملك إسرائيل أي سبب لموقفها الأمنيّ المتشدد أو للتحليق المستمر فوق الأراضي اللبنانية. أضاف السفير أن ناخبي عون لن يكونوا سعداء من لهجة تدخل نصر الله التي وصفها على أنها رؤية لبنان التي تتعارض مع رؤية عون.
وتصدى عون للملاحظة حول ناخبيه، ولكنه اتفق مع العرض الذي قدمه السفير. ورداً على كلام السفير حيال موقف نصر الله، قال: 'لديك مصادر جيدة'. وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية تتفهم أن الشيعة في الجنوب شعروا بالإهمال أو بالإساءة لأجيال عديدة، على أيدي اللبنانيين السنّة والمسيحيين والفلسطينيين والاسرائيليين. إننا ندرك أن الكثير من الناس يشعرون بالامتنان لدور 'حزب الله' في فرض الانسحاب الاسرائيليّ وتعزيز الدورين السياسي والاقتصادي للشيعة في لبنان. إلا أن نصر الله يستخدم مشاعر الامتنان هذه للحفاظ على أسلحته وإقناع الناس بوجود التهديد الاسرائيلي فقط لأن الحزب يثير ذلك.

ووصف عون عرض نصر الله بأنه كان 'متماسكاً' (وهي كلمة يستخدمها مراراً) ومعداً جيداً. واعتقد عون أن نصرالله تراجع عن موقفه الدفاعيّ الاستراتيجي ضد اسرائيل، مصرّاً على أن نصرالله لم يأت على ذكر العمليات الهجومية ضد اسرائيل، وربط مقترحاته بالسبل الفضلى للدفاع عن لبنان في حالة الهجوم الاسرائيلي. إن المنطق الذي يتبعه نصرالله: نقبل إسرائيل كعدو، والآن كيف يمكننا الجمع بين عملياتنا الدفاعية لحماية أراضينا من هذا العدو؟. ونفى أن يكون نصر الله هدد بنشر أسلحة الحزب رداً على 'الأوضاع الاقليمية'. وتبنى عون ملاحظة أكد أن نصرالله أدلى بها، تعني أنه من المحتمل أن تستخدم إسرائيل الوضع الاقليمي كذريعة لمهاجمة لبنان، وفي هذه الحالة 'حزب الله' سيرد. وقال عون إن خطة نصر الله كانت غامضة في ما يتعلق بقيادة وحدات دفاعية'.
وأضافت البرقية 'كرر السفير أن موقف نصرالله فيه تحريف للحقيقة. ووافقه عون على ذلك، قائلاً: 'إن نصرالله كان يتلاعب بالشيعة في لبنان. ومع ذلك، افترض أن الوقت وحده كفيل بتقليل النوايا الحسنة التي راكمها 'حزب الله' خلال صراعه مع اسرائيل. وأشار إلى أن الناس يبنون المنازل، ويستصلحون الأراضي حول الحدود الآن. وبمجرد أن تصبح حياتهم أكثر طبيعية، سوف يتضاءل وجود 'حزب الله' في حياتهم. وقال عون انه حتى يأتي ذلك اليوم، يجب أن تبقى الحدود سلمية. ووعد ببذل كل ما في وسعه للحفاظ على الهدوء على الحدود. وقال إنه شخصياً مطمئن لأنه كان يعرف نصرالله الذي لم يكن مجنوناً، ولن يهاجم اسرائيل. وأصر السفير على أن 'حزب الله' اتخذ موقفاً عدوانياً متزايداً في المنطقة الحدودية. ويتم حالياً بناء مراكز جديدة، وتحصينها وتجهيزها بوصلات للاتصالات. وأشار السفير إلى أن ايران تدفع ثمن الأسلحة والخدمات الاجتماعية التي يقدمها 'حزب الله'، سأل عما إذا كان 'حزب الله' يملك الحرية في رفض التصرف بعدوانية بعيداً عن التأثير الايراني الذي دفعت ايران ثمنه بأموالها؟'.
عسكرياً 'حزب الله' لا يتسم بالصدقية. وتابعت البرقية 'كان عون مطمئناً، وقال: الحقيقة هي أن نصرالله لا يمكنه الهجوم على إسرائيل على نحو فاعل. نصر الله ليس غبياً ولا انتحارياً. وأشار إلى أنه يعتقد أن مسؤولي 'حزب الله' زعموا أن ايران لم تكن في حاجة إلى الأسلحة الإيرانية التي قدمتها للحزب للدفاع عن ايران. ولفت إلى أن أعضاء 'حزب الله' قالوا له في كثير من الأحيان إنهم مهتمون فقط في الدفاع عن لبنان، معترفاً أنه قد يكون نصرالله مخادعاً في تعليقاته. وقال إذا استخدم 'حزب الله' سلاحه في خدمة إيران، فسيفقد صدقيته المحلية، والحزب لا يثق بالدول العربية، والضمانات الدولية لسيادة لبنان، أو في قيمة الدفاع عن الآخرين، إنه يؤمن بالاعتماد على الذات وقيمة قدراته الذاتية.

ورداً على سؤال، لفت عون إلى أن الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا يمكنه طمأنة اللبنانيين، وبالتالي تقويض الدعم الشعبي لأسلحة 'حزب الله'. وأوضح السفير أن الحكومة الأميركية لا تعتقد أن مزارع شبعا ستكون المفتاح لسلاح 'حزب الله'. وتعليقاً على كلام عون عن الحاجة الى طمأنة اللبنانيين، سأل السفير إذا كان لبنان على استعداد لإلزام نفسه بعقد هدنة مع إسرائيل على طول الحدود المتنازع عليها التي تمتد من قرية الغجر إلى البحر المتوسط. إن هذا الاتفاق الجزئي سوف يبيّن أن إسرائيل لا تشكل تهديداً محلياً للبنان، ويتعارض مع موقف 'حزب الله'.
واعترف عون بأنه شخصياً لا يعتقد ان اسرائيل ستغزو لبنان اذا نُزع سلاح 'حزب الله'، لكن نصرالله وأتباعه يؤمنون بوجود تهديد اسرائيلي، وإنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة لا تستطيع أو لا تريد أن تردع هذا التهديد. وسأل السفير ماذا تستطيع الحكومة الاميركية أو آخرون أن يفعلوا قبل انعقاد الجلسة القادمة من الحوار لرفض ادعاء 'حزب الله' عن وجود تهديد الغزو الإسرائيلي. فأعرب عون عن أمله في أن يساعد الحوار الوطني في كشف الموقف التفاوضي الحقيقي لنصر الله. وقال 'نحن نعرف ما هو الحد الأقصى له الآن، لكننا في حاجة إلى إيجاد الحد الأدنى لمطالبه، علينا أن نفرض تفكيرنا؛ فالحرب انتهت'.

على الحكومة اللبنانية مراقبة أسلحة 'حزب الله'
وبحسب البرقية 'قال السفير إن بيان نصر الله، مهما كان متماسكاً، إلا أنه لا يقدم أي شيء ايجابي في لبنان. ما دام 'حزب الله' حراً في التصرف بشكل مستقل، فإن إسرائيل سوف تبقى في حالة تأهب، متخوفة مثل أي دولة على أمنها، وسوف تستمر في انتهاك الأجواء اللبنانية. إن الدولة اللبنانية أجبرت على قبول قوة متفوقة خارجة عن سيطرتها، وسوف تستمر بأن تكون ضعيفة. إن مؤسسات الدولة التي تم إضعافها لن تكون قادرة على تلبية المطالب الأساسية للشعب. وحذر السفير من أن التعاون بين الدولة و'حزب الله' يمكن أن يؤدي إلى تساؤل الناس عن السبب الذي منع الحكومة الأميركية من اعتبار لبنان دولة راعية للارهاب. وتساءل إذا كان عون يستطيع إيجاد وسيلة لبناء بعض الجسور مع قوى 14 آذار للتوصل الى ردود متضامنة توجه إلى نصر الله. لم يرد عون على هذا الاقتراح. فتابع السفير بمزيد من الضغط قائلا ان الحكومة الأميركية تود أن ترى عون وقوى 14 آذار معاً لبذل جهود متضافرة لحشر 'حزب الله' في الزاوية. وشدد على أن مسألة السيادة على الأراضي اللبنانية أمر أساسي لمستقبل الدولة، والأهمية الكبرى تكمن في أي دولة هو لبنان أكثر من مسألة من سيصبح رئيساً للبلاد؟

وعرض عون موقفه الذي يعتزم اعتماده في 8 حزيران رداً على نصر الله. على الأسلحة التي يسيطر عليها 'حزب الله' أن تقع تحت سيطرة الحكومة اللبنانية. ويمكن أن تتخذ السيطرة أشكالا عديدة، بما في ذلك تجميع أسلحته في الاحتياط. إلا أن قرار القيام بأي عمل عسكري يجب أن يكون متخذاً من قبل الحكومة. لا يمكن للأفراد المقاتلين أو القادة الإعتداء على سلطة الدولة. وقال عون بوضوح إن 'حزب الله' لا يمكنه أن يدمج مع الجيش اللبناني اذا لم تكن القوتان متجانستين بما فيه الكفاية. وأعرب عن تأييده إنشاء وحدة خاصة، اما الحرس الوطني أو وحدة حرس الحدود، والتي من شأنها أن تضم مقاتلي 'حزب الله''.واختتمت البرقية بتعليق جاء فيه 'على الرغم من الأجزاء غير المريحة في المناقشة، بدا ان عون لا يزال مقتنعاً بأنه يستطيع التفاوض مع نصر الله. لكن عون يبدو أنه يعترف بأن لديه نفوذاً كافياً وثميناً مع الشيعة عندما راهن بأن الوقت سوف يقلّل من أهمية 'حزب الله'. وانضم صهر عون جبران باسيل إلى الاجتماع. وتململ باسيل، واعرب عن انزعاجه الشديد في كل مرة اقترح فيها السفير على عون التعاون مع قوى 14 آذار، أو عزل 'حزب الله'. وكان الاتفاق بين 'حزب الله' وعون انجاز باسيل، كما انه احد الاشخاص الرئيسيين الذين يقفون وراء العداء بين عون والحريري. وفي إطار حثّ السفير على ضرورة أن تسيطر الحكومة على كامل لبنان، أجاب 'اذا كانت هذه الحكومة ستسيطر على لبنان، فمن الذي سيسيطر على الحكومة؟' في حين أن عون قد يقبل بإقامة بعض العلاقات بقوى 14 آذار لتحقيق الرئاسة، يبدو باسيل أكثر استعداداً للمراهنة على دعم 'حزب الله' ومساعدة شخصيات سياسية، إلا أنه سينتهي به الأمر متروكاً من قبل سوري


ـ 'الديار'
الرستن حماه ودرعا أسماء تشبه كاليري سمعان سوق الغرب والأسواق
أحداث 'القطيف' السعودية أقفلت تلفزيون 'الوصال' وأسكتت العرعور
التهديدات السورية عبر وكالة 'فارس' الإيرانية سرّبها خضر العواركه
إبراهيم جبيلي:

سوريا دخلت شهرها الثامن، وهي تعاني الاستنزاف وحرباً عبثية لا نهاية لها، حيث الصراع على أشدّه، بين المعارضة التي تدفع الأثمان، اعتقالات تملأ السجون برواد الحراك، وتدفن شهداءها لتنصرف في اليوم التالي الى انتفاضتها، وفي المقابل، نظام يعيش في أخطر مراحله، تحاك من حوله المؤامرات الخارجية، وهو أيضاً يدفن شهداءه، فيما شريط الأخبار على أسفل شاشة التلفزيون السوري الرسمي، يحمل أسماء لمواقع الاشتباكات تتشابه كثيرا مع المواقع اللبنانية التي ترددت طيلة ايام الحرب، فالرستن وحماه ودرعا ودوما وحوله، اسماء تشبه سوق الغرب، الاسواق التجارية، تلة 888، وكاليري سمعان، ذكريات لبنانية قديمة تحاكي بآلامها ما يتعرض له السوريون، فدخل النظام، والتنسيقات والربيع الدمشقي في نفق الحرب الاهلية، فيما ينجح النظام من اجتياز محنته الداخلية، يبقى عالقاً في شباك المجتمع الدولي، الذي قرر ان يشعل الارض تحت اقدام السوريين، كلما توغل النظام ونجح في وأد الانتفاضة.
وظهر جلياً، الاصرار المتبادل بين النظام والمعارضة في السير حتى نهاية المشوار، على قاعدة يا قاتل او مقتول، فالهزيمة هي لمن يقول آخ أولاً، وان الالغاء هو مصير المهزوم، ضمن هذه المعادلة، يستمر النظام في الامساك بقبضته على الأمن، ومثله تفعل الجماهير داخل الاحياء والارياف، وهي ترفع شعار اسقاط النظام، فلا القبضة الامنية للنظام ترخي بأحكامها، والحراك بدوره لن يهدأ، فاذا اخرجوه من المدن الكبرى كحماه وحمص ودرعا، فانه ينتقل الى القرى والاحياء الداخلية، وهو مدرك بأن أي تراخي في الشارع يعني نهاية المعارضة الى أبد الآبدين.
وكي ينجح ويستمر، اعتمد الحراك في الداخل السوري على ذات الوسائل والاساليب حتى يتماهى مع رفاقه في سائر الكيانات العربية حيث تحتفل الشوارع الكبرى في العواصم العربية بربيعها، فالجماهير السورية استعملت الألوان الثورية الزاهية، فعمدت الى صبغ الوجوه وارتدى الثوار السوريون الزي الموحد اقتداءً بالثوار في مصر وتونس واليمن، وجبل الزاوية يشبه بتمرده انفصال بنغازي في بداية الثورة الليبية، رغم ان الفوارق بين الاثنين لا تزال شاسعة.
وبينما تستمر الأوضاع السورية على حالها، نظام لا يربح ومعارضة لا تخسر، يقف صنّاع القرار في العواصم الكبرى حيارى حول كيفية مقاربة الأوضاع الداخلية، فاذا كان المجتمع الدولي يحاذر الدخول الى سوريا على طريقة الناتو في بنغازي، فان الحسابات مع دمشق تختلف كلياً، فعلى هذه الجبهة تنتقل خطوط التماس من لبنان الى العراق وقد تصل الى جبهة الجولان مع اسرائيل، من يدري، والدليل ان ما نقلته وكالة فارس الايرانية، جاءت محملاً بالرسائل المشبعة بالمواد الثقيلة، ومفادها بأن اي شعرة تسقط من رأس النظام، سيصيب الغرب بأفدح الصواريخ وبأن الحلفاء الشيعة جاهزون في ايران، والعراق ولبنان لضرب المصالح الغربية واسرائيل خلال ست ساعات من بدء الهجوم على سوريا.
هذا الكلام الذي نفته اوساط سورية، اكدته بعض الاوساط المطلعة لكن صدوره جاء بطريقة ملتبسة، فالاعلامي خضر عواركه هو من سرّب هذه المعلومات، ولأن عواركه من أهل البيت، فان النظام يستطيع نفي المعلومات الواردة فيه، لكنه لا يستطيع نفي الرسائل التي وصلت عبر صندوقة البريد الآمنة، وأضفى وزير الخارجية السورية وليد المعلم بعضاً من المصداقية للرسائل الموجهة في وكالة أنباء فارس، فقرر ان يرمي الورود على الاتراك، ولم ينس ان ينشر صواريخ &laqascii117o;الاسكندر" ارض ارض، على طول الحدود مع تركيا.
وفيما تتخبط المعارضة في سجال اعلامي بين هيئة التنسيق والمجلس الوطني، وفيما لا يزال البحث جارياً عن امين عام لهيئة التنسيق، فان النظام بدأ حرباً ديبلوماسية بطريقة العين بالعين، وان اي سفارة سورية تتعرض لاي اعتداء من المحتجين، فان سفارات الدول التي لم تؤمن الحمايات المطلوبة ستكون عرضة لاحتجاجات المواطنين السوريين في دمشق، ومنعا لاية رغبة خارجية لدى المتظاهرين وخوفاً من اي شطط، فان النظام جاهز لقمع اي اتصالا بالخارج، وهو لا يمزح في مسألة السيادة، لاجل ذلك ستمنع سوريا هذه المحاولات ولو اشتعلت الحرب الاقليمية مع دول الجوار.
ففي الامس القريب، قدم النظام السوري، المساطر العينية عن قدراته اللامتناهية في الخليج النفطي، فكان الشغب في القطيف السعودي انموذجا بسيطاً وسهلاً يستطيع السوريون وحلفاؤه الشيعة في ايران ولبنان من تقديمه بصورة دورية، ويتباهى السوريون بان اشعال الارض تحت الاقدام هي مهنة النظام، برع فيها ولا يزال، وان طعمها المشتعل لا يزال باقياً تحت الاضراس الاميركية في العراق والسوريون مطمئنون بان نفط الخليج اصدقاء اميركا سريع الاشتعال.
هذا الايقاع الاستراتيجي الملتهب، ادركته السعودية واعتبرته خطراً داهماً، فعادت لتراجع حساباتها وموازين القوى، وهي مدركة ان عدوها القريب خير لها من صديقها الاميركي البعيد، فقررت ان تحيّ مع السوريين اتفاقية السين - سين، لكن على الطريقة العربية، فقدمت لسوريا راديو الوصال واسكتت الشيخ العرعور، الذي ضج الشارع الدمشقي باخباره العديدة.
وفي المقابل، فان سوريا سوف ترخي قبضتها عن بعض الملفات اللبنانية ذات الصلة بالموضوع السعودي، فالتمويل سوف يسلك المسارات المعتمدة ولن يتأثر بالضجيج الذي يثيره العماد ميشال عون، وملف شهود الزور سيستمر غارقاً في السبات وفي النسيان.
هل التطورات الايجابية التي وردت اعلاه تعني بأن النظام بدأ يرتاح، وبان القليل باق تجري معالجته، ام ان الاكمة تخفي اموراً عظيمة وخطيرة، خصوصاً ان المجتمع الدولي يمتلك السيناريوات المختلفة، لكل نظام سيناريو، ولكل رئيس سيناريو آخر، وخلاف ذلك فان المراقبين ذهلوا من عجقة الاستخبارات الدولية التي توافدت الى لبنان واستقرت في بيوتها الآمنة وطريقة انتشارها تشبه مرحلة العام 2006، فهل حضرت لاشعال الساحة السورية عندما يتعب المتظاهرون ام انهم حضروا لتنظيم النهاية؟


ـ 'السفير'
الكتائبي جريج يستقيل ليكمل ولايته فياض.. وللتخفيف من الحضور الشيعي
8 و14 آذار تستعدّان لمعركة 'كسر عظم' على نقيب محامي بيروت
علي الموسوي:

باكراً، أطلقت قوى 14 آذار حملة استعادة منصب نقيب المحامين في بيروت من المستقلين وقوى 8 آذار الذين شكّلوا الدعامة الرئيسية لوصول النقيبة أمل حدّاد قبل سنتين، وذلك في المعركة المرتقبة الأحد في الثالث من تشرين الثاني المقبل، وهي لم تتوان عن فعل المستحيل من أجل نيل المنصب الأرفع في واحدة من نقابات المهن الحرّة، ومع ذلك لا تبدو الطريق معبّدة أمام وصول مرشّحها نبيل طوبيا صاحب الخبرة الطويلة والمراس العتيق في العمل النقابي، لكون منافسيه الاثنين المرشّح المدعوم من &laqascii117o;التيّار الوطني الحرّ" نهاد جبر، والمستقلّ أنطونيو الهاشم، لا يقلاّن خبرة وقدرة عنه، وهما الآتيان من رصيد كبير حصداه في مراحل مختلفة في معارك انتخابية سابقة أوصلتهما إلى عضوية مجلس النقابة، كما أنّهما خاضا معركة النقيب كلّ على حدة، ولم يوفّقا في تحقيق طموحهما وتطلعاتهما، ويعوّلان كثيراً على قطف هذا الإنجاز في هذه الدورة.
وجنّدت قوى 14 آذار كلّ طاقاتها في نقابة المحامين، ووصل الأمر بها على غير عادتها، إلى التضحية بمقعد عضو في مجلس النقابة للطائفة الشيعية ليصبح لها عضوان داخل المجلس وهي واحدة من المرّا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد