قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 17/10/2011

ـ 'الديار'
جنبلاط في حارة حريك يخشى أن يتحول حزب الله الى شريك كامل في الخسائر الاقليمية
ويحذر بأن الفيتو الروسي ــ الصيني لن يدوم.. فالمطلوب الإصلاح ثم الاصلاح ثم الاصلاح
وأوساطه تطمئن: كما منع الأذى عن الحريرية السياسية سيقف مع المقاومة مستقبلاً
ابراهيم جبيلي:

لا تسألوه ماذا يفعل، ولا ماذا سيقول، ولا إلى أين ينتقل، فالنائب وليد جنبلاط ـ شاء من شاء ـ يمشي ويمشي تماما كالرجل في الاعلان الترويجي لمشروب روحي، وهو لن يتوقف إلا اذا لاح الضوء امامه، فالرجل قرر أن ينقذ دروزه من الضلال أو الفناء، وهو قادر مثلاً على الإجتماع المطول مع السيّد حسن نصرالله، وأن يمالحه &laqascii117o;بالصفيحة البعلبكية"، وينتقل بعدها الى &laqascii117o;المنار" تلفزيون حزب الله، ففي اللقاء الأول استسلم وسلّم بالعشرة، معلناً تضامنه ودعمه للمقاومة وللحزب وللسلاح، أما في اللقاء الثاني المرئي، دافع عن الربيع والحراك والإنتفاضة، دون أن يخشى لومة لائم، ولم ترعبه البدائل عن الأنظمة الرابضة على الرقاب لسنوات وسنوات. علماً أن جنبلاط لم يخف الرغبات والأمنيات، بأن يتزاوج الاصلاح مع النظام على ان يسودهما القناعات، وهو مدرك بأن تساكن الاثنان سوف يرتد سلاماً وبرداً على الجميع، فيرتاح هو وترتاح الأقليات المنتشرة في هذا الشرق.
فوسط الحيرة التي غرق فيها المقربون من حزب الله وذهولهم للوقوع في الخديعة مجدداً، تعيش الأوساط الاشتراكية حالة مطمئنة، لأن ما قاله الزعيم الإشتراكي على مرئية حزب الله، وما كتبه رئيس الحزب التقدمي في صحيفته هو من ثمار اللقاءات التي عقدها الأركان في الاشتراكي والأعوان في الحزب وتوّجت بلقاء مسائي استمر لساعتين ونصف الساعة بين الزعيمين، وان جنبلاط أبلغ من يهمهم الأمر بأنه مع المقاومة مهما اشتدت الصعاب السورية وان هذا التأييد أصبح راسخاً لن تغيّره التطورات الاقليمية ولا أي انقلاب في الموازين المحلية، فهو كما كان، وبقي وفياً لحليفه وصديقه الرئيس سعد الحريري، رغم ابعاده القسري عن السراي الحكومي وعن لبنان، فانه أي جنبلاط دعم حليفه الحريري في الملفات الاساسية ذات الصلة بالمحكمة الدولية وأهمها التمويل، وهو أيضاً وقف في وجه المحاولات التي تنال وتتطاول على الحريرية السياسية في التعيينات أم في الاقالات الكيدية، والتيار الوطني الحر المشبوه الأول يعرف تماماً فعالية الحزب الاشتراكي ووزرائه في منعه لتحقيق غايته الالغائية. والحماسة ذاتها سوف يبديها وليد بك، تضيف الأوساط الاشتراكية تجاه الحزب وتجاه اي محاولة خبيثة للنيل من مقاومته او من سلاح الحزب.

وتكرر الأوساط المقولة بأن جنبلاط، مهما حاولوا كتابة المقالات المسيئة عنه والموزعة في صحفهم، سيبقى وفياً للعلاقة الجيدة مع حزب الله، وان المناوشات على خطوط التماس السكاني بين الشيعة والدروز في بعض البلدات ذات الحدود المشتركة، لن تغيّر في العلاقة العميقة بين الإشتراكي والحزب، وان الملفات غير المتطابقة مع الحزب حول الحراك الشعبي في المنطقة وتحديداً في سوريا لن تغيّر شيئاً في الود المشترك، وفي المقابل يحاول جنبلاط مخلصاً أن يجنّب حزب الله أية تطورات سلبية سوف يلحقه النظام السوري به، وحسابات جنبلاط دقيقة في هذا المجال: على حزب الله ألا يدفع الثمن الباهظ وبالتالي عليه ألا يضع بيضه بالكامل في السلال السورية، لأن قناعة جنبلاط وخشيته أن يتحول الحزب إلى شريكاً كاملاً في الخسائر المرتقبة.الغاية والهدف لدى جنبلاط، حسب الأوساط، هو في تأمين الموازين العادلة للقوى السياسية المحلية، فالقناعة الراسخة لديه هي بضرورة تأمين هذه المساواة حتى تستقيم الأحوال في لبنان، وجنبلاط يعتبر أن البلد &laqascii117o;مش ماشي" لأن أهل السنة خارج السلطة الآن، وفي الغد أيضاً لن يمشي إذا قيض للمعارضة أن تزيح الشيعة من السلطة الحاكمة، كما حصل سابقاً في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة.

ولأن الكلام الذي سمعه وليد جنبلاط في المحافل الدولية كبير وخطير، قرر أن &laqascii117o;يستأنس" مع القوى الفاعلة حول مضمونه وسبل تجنب تداعياته، من أجل ذلك قرر أن لا يعلن المواقف في الشويفات كما كان مقرراً في احتفالات قسم اليمين للمنتسبين الجدد، وانصرف الى تدوير الزوايا، مستعيناً بكل الحجج والمنطق التي يمتلكهما عن الديموقراطية والمجتمع المدني والربيع العربي، ومبشراً بأن الخلاص يبدأ بالخلاص من الأنظمة التي دامت وتدوم بعيداً عن أي قيد إنتخابي ومن دون أي استفتاء جدّي وصادق، ولطالما إستعان جنبلاط لإقناع محاوريه بيد الشمال تمسّد أذنه اليمين، مع رجفة دائمة للأرجل لشدة الحماسة والنرفزة، خصوصاً عندما قرر أن يقنع حزب الله بأن الغطاء السميك للمقاومة يؤمنه الداخل اللبناني، مهما تكن نتائج الانتفاضات السورية، شرط أن تنفصل المسارات منذ الآن، وهذا أمر بات ملحاً وسريعاً، لأن الرهانات الأخرى ستصبح مدمرة، لن يستطيع اللبنانيون بحساسيتهم المذهبية ان تنتقل الخسائر الى الشريك الشيعي في لبنان.إذاً هل يزال الزعيم الدرزي متشائماً؟ نعم، تجيب الأوساط الاشتراكية، وعلى المشككين والمتوهمين بالإنتصار، عليهم مراجعة المحاضر لاجتماعاته الفرنسية والقطرية والروسية، عندها سوف يتسرب الرعب الى قلوب هؤلاء، جماعة &laqascii117o;أحمد سعيد" المنتصرة أبد الآبدين، وتطلق الأوساط عينة من التعابير الواردة في المحاضر، وفيها أن المجتمع الدولي لن يتهاون وهو صارم وحازم في المسألة السورية، وقد أصدر أحكامه المبرمة، ورسم النتائج وما بعدها، كما أن النائب جنبلاط تبلّغ في جولاته وأبلغ من يعنيهم الأمر في سوريا، بأن التوقيت هو الوحيد الباقي أمام النظام، وما زاد في تشاؤم جنبلاط وسوداويته، هو أن روسيا صديقة سوريا أبلغت عبر مبعوثها الرئاسي مارغاروف، الذي زار سوريا ولبنان، وجال على الرؤساء الثلاثة وتعشى في الكليمنصو، أبلغ الجميع ان الاصلاح هو الخرطوشة الوحيدة الباقية للخلاص، وان باقي الاسلحة مع الحلول العسكرية، لن تزيد من عمر النظام يوماً واحداً، والخطير في كلام المبعوث الروسي ـ حسب الأوساط الاشتراكية ـ هو أن الفيتو الروسي ـ الصيني المشترك لا يعني أبداً أن ينام اصدقاءنا السوريين مطمئنين إليه، فهو لن يدوم إذا لم يبادروا الى الاصلاح، ثم الاصلاح، ثم الاصلاح.هذه المخاوف حملها النائب وليد جنبلاط الى حارة حريك، وهناك أجرى محادثات الخائف على الكيان والطائفة، داعياً حليفه الأقوى والأفعل على الساحة اللبنانية إلى المساعدة لتدارك الآتي الخطير، متمنياً المزيد من التماسك بين الحلفاء في الحكومة لمواجهة الأخطار، وطالباً الثقة العمياء لمرة وحيدة لأن الجميع في مركب واحد، والأمور بدأت تخرج من عقالها وهي لم تعد ملكاً لأي فريق يستطيع الامساك بزمامها، فالمنطقة تعيش على فوهة البركان ولن ينفع اليوم السلاح والصواريخ لمقاومته، بل المطلوب تأمين الوحدة الوطنية لأن صنّاع القرار يرسمون حاليا حدود الدويلات واي غافل سوف يخرج مع طائفته من المولد من دون حمص الكلام الكبير والخطير لم ينته فالاوساط تستمر في سرد التفاصل التي سنعود اليها في حلقة جديدة


ـ 'الديار'
'الاضحى' موعد جديد وضعته الاستخبارات المناوئة لسقوط النظام السوري فعلى ماذا تراهن ؟
'الربع الساعة الاخيرة' هي الاكثر خطورة ومخاوف جدية من عمليات اغتيال سياسي ... وصالح نموذجاً
ابراهيم ناصرالدين:

اصدار الرئيس السوري بشار الاسد مرسوم تشكيل لجنة التعديلات الدستورية وتحديد مهلة اربعة اشهر لانجاز عملها، مؤشر لا يقبل اي التباس حول اطمئنان النظام السوري لمسار التطورات، ودليل على ان عامل الوقت لا يعمل ضده، وهو يريد من خلال هذا الامر ايصال رسالة الى من يعنيهم الامر في الداخل والخارج الى ان الاصلاحات مستمرة بسرعة وليس بتسرع،ووفق اجندة السلطة وتوقيتها بعيدا عن مواعيد يضربها البعض وتتحدث بتفاؤل عن قرب سقوط النظام.
اهمية الحديث عن عامل الوقت في الازمة السورية مهم للغاية، لان الجميع في سباق مع الزمن لتحقيق المكاسب على الارض قبل الاضطرار للجلوس على طاولة المفاوضات من جديد،او التفاوض من تحت الطاولة، على اعادة ترتيب المنطقة التي لا يمكن ان تحتمل حالة الا استقرار مدة طويلة، خوفا من خروج الاحداث عن سيطرة كافة القوى المعنية في نهاية المطاف بالتعامل مع الوقائع ووفق منطق حماية &laqascii117o;المصالح" او ما تبقى منها، وهذا الامر لا يمكن ان يحصل دون اعادة فتح قنوات الاتصال مع القوى التي اثبتت قوتها على الارض واثبتت ايضا انه يصعب تجاوزها في اي ترتيب جديد للمنطقة. ولكن هل وصلت القوى الغربية ومن معها من دول عربية داعمة الى قناعة نهائية بضرورة عدم الرهان على سقوط النظام السوري واضعاف الموقف الايراني وموقف حزب الله والتسليم بان &laqascii117o;اللعبة" قد انتهت؟ لا يبدو كذلك، ولكن الامور وصلت الى المرحلة الاخيرة من الرهانات، ووفق معلومات موثوقة مستقاة من اوساط مطلعة على مسار الاحداث، هناك نصائح جدية قدمت من اجهزة استخبارات غربية وعربية وتركية بعدم الاستعجال في فتح بازار التفاوض لان الرهان على سقوط النظام السوري لا يزال قائما وخلال فترة وجيزة لن تتجاوز عيد الاضحى الشهر المقبل.
هذه التقارير تشير الى استمرار الضغوط على وتيرة مرتفعة في هذه المرحلة على النظام السوري وعدم اعطائه اي اشارة على وجود تسليم بأنه خرج من &laqascii117o;عنق الزجاجة"، لان تطورات غير محسوبة وغير متوقعة مرجحة ان تحصل في الفترة الفاصلة التي لا تتجاوز الشهرالواحد، وذلك بالتزامن مع تصعيد الموقف تجاه ايران،في رسالة واضحة الى ان زمام المبادرة لا يزال في يد هذه القوى التي تملك الكثير من الاوراق غير المستخدمة بعد، وهي في طور العمل على تسريع الضغط من خلالها لحسم الامور على الارض.فما الذي يمكن ان يقلب الطاولة خلال هذه الفترة الوجيزة؟ وما الذي يمكن ان يغير مجرى الاحداث بهذه الطريقة الدراماتيكية؟ هل تسريب هذه المعلومات جزء من الحرب النفسية على النظام في سوريا؟ ام ان لها حيثيات يجب الركون اليها وعدم اهمالها، والتعامل معها بجدية مطلقة؟
المرحلة الراهنة &laqascii117o;لا تحمل اي نوع من المزاح والاهمال"، لاي معلومة مهما بلغت درجة مصداقيتها،تقول اوساط معنية بمتابعة هذا الملف، وهي تشير الى ان هذه المعلومات لم تكن مجرد تسريبات مستقاة من مصادر غير موثوقة، ولكنها خلاصات تقارير وضعت من قبل اكثر من جهة تعمل على زعزعة الاستقرار في سوريا ولذلك يجري التعامل معها بجدية تامة، رغم غياب المعطيات الموضوعية على الارض والتي لا تشير الى امكانية حصول تدهور دراماتيكي في الازمة السورية، حيث يحقق النظام المزيد من النقاط على حساب خصومه، وبات يتحكم بالكثير من مفاصل الازمة، واستعاد المبادرة التي فقدها في الايام والاسابع الاولى لبدء الاحداث.
وفي السياق نفسه لا يبدو ان الرهان على حصول انشقاق كبير في الجيش السوري في مكانه، فقيادات الجيش وعناصره اثبتت ولائها للنظام، والمنشقين ليسوا الا افراد غير مؤثرين في مجرى الاحداث ولا يمكن التعويل عليهم لقلب الطاولة، وتفيد المعطيات الحسية ان هذا الوضع غير قابل للتغيير في المدى المنظور، وغير المنظور"، و&laqascii117o;لو بدا تشتي غيمت"، اما الرهان على خروج المدن الرئيسية على السلطة فيبدو رهانا على سراب لان الاصعب قد تم تجاوزه، واثبتت تطورات الاشهر القليلة الماضية ان نقطة قوة النظام تكمن في الدعم الشعبي الواضح الذي لا يزال ملتفا حوله، وهذا الامر هو ما يؤخر حصول المجلس الانتقالي السوري على اعتراف دولي به والاكتفاء باعطائه ترحيب خجول، فهو لا يملك الارض ولايحظى بدعم شعبي وليس هناك اجماع حوله من قبل اطياف المعارضة . ولذلك لا يبدو قادرا على تنفيذ الانقلاب المطلوب في الداخل السوري.

ومن خلال وضع هذه المعطيات على طاولة &laqascii117o;التشريح" يظهر بوضوح امساك النظام السوري بالوضع الداخلي، ولا يبقى امام خصومه سوى الرهان على حرب اهلية في الداخل، او تدخل عسكري خارجي، وهذين الخيارين لا ترى المصادر نفسها انهما واقعيين،لان الحرب الاهلية اذا ما وقعت، وهي مستبعدة بعد القضاء على غالبية المجموعات المسلحة الفاعلة على الارض، فان نتائجها لن تكون سقوط النظام وانما حرب مفتوحة دون حدود زمنية او جغرافية،يعرف الجميع كيف تبدأ ولا احد يعرف كيف ستنتهي، اما التدخل العسكري الخارجي فهو ليس على اجندة القوى المناوئة لسوريا لان ظروفه غير متوافرة، لان الحصول على غطاء الشرعية الدولية غي متوفر في مجلس الامن نتيجة الموقف الروسي والصيني، كما يدرك الجميع مخاطر هذه المغامرة، فالغرب غير جاهز لهذه الخطوة واسرائيل غير قادرة على ذلك، وتركيا لن تدخل في هذه المغامرة غير المحسوبة، وقد سمعت كلاما ايرانيا واضحا في هذا السياق، العراق موقفه واضح والاردن اخذ مسافة من الاحداث، اما القوى المناوئة في لبنان فهي غير قادرة على حماية نفسها، وبالتالي لا يعول عليها لاحداث اي تغيير دراماتيكي على الساحة السورية.
اذا على ماذا تراهن هذه القوى؟ وما الذي تبقى لها من اوراق؟ باختصار... &laqascii117o;العمليات القذرة"، وهي تسمية يطلقها العاملون في مجال الاستخبارات على عمليات الاغتيال السياسي، حيث يصبح التخلص الجسدي من العدو اقصر الطرق لتحقيق الانتصار عليه، ومحاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح تشــكل النموذج الاكثر تعبيرا عما يمكن ان تصل اليه الامور اذا ما وجدت القوى المناوئة للنظام الســوري ان لا حل لمشــكلتهم المستعصية الا بالتصفية الجسدية لاركان النظام، وهذا سيكون تطورا خطيرا ولكنه غير مستبعد، وقد لا يمكن تحقيقه بسهولة، لكن النقـــاش اليوم ليس في القدرة على التنفيذ، لكن وجود النية يتطلب الحذر وزيادة الحيطة ورفع مستوى الاستعداد لان اكثر الاوقات خطورة هي &laqascii117o;ربع الساعة الاخيرة"، وهذا الامر تدركه جيدا القيادة السورية والحــلفاء في المنطقة، ولذلك فان الكثير من الاوراق لم يتم استخدامها بعد &laqascii117o;وكل شيء بأوانه احموا بشار الاسد".


ـ 'الأخبار'
المواجهة الخارجية في سوريا
إبراهيم الأمين:

الاستعجال الأميركي للمجموعة العربية بإنجاز خطوات دبلوماسية، وحتى اقتصادية، في سياق محاصرة سوريا، جاء متزامناً مع قرار الإدارة الأميركية رفع مستوى المواجهة ـــــ السياسية حتى الآن ـــــ مع إيران، بينما تشير معلومات دبلوماسيين ناشطين في المنطقة إلى أن تركيا نفسها تواجه تحديّاً مشابهاً لجهة الدور الأمني الذي تقوم به الآن داخل الأراضي السورية دعماً للمنتفضين على حكم الرئيس بشار الأسد.
قبل ذلك، تولّت الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وجماعات ضغط في أوروبا والخليج العربي توفير الشريط اللاصق الذي جمع قسماً من أطياف المعارضة السورية المقيمة في الخارج، وجُمعت في إطار المجلس الوطني، الذي تبدو المواقف داخله متناقضة حيال مستقبل سوريا السياسي، رغم كل الكلام الذي يطلقه أبرز الناطقين باسم المجلس، الدكتور برهان غليون (راجع مقابلته مع &laqascii117o;الأخبار" في قسم عربيات)، وخصوصاً في ما يتعلق بالدور الخارجي المطلوب من هؤلاء لإسقاط حكم الأسد.
في هذه الأثناء، عادت القوى البارزة في فريق 14 آذار اللبناني إلى المناخات التي شهدها لبنان في عام 2005. الرئيس فؤاد السنيورة والدكتور سمير جعجع يقولان إنهما يملكان المعطيات والتقديرات العملانية بأن قرار إطاحة الأسد اتُّخذ، وأن قرار &laqascii117o;ضرب" إيران اتُّخذ أيضاً، وأن التنفيذ جارٍ بشكل أو بآخر، بانتظار الخطوة الأكبر. وهذا ما يبرّر لهما الاستمرار في السير ضمن الخط القائل بوجوب محاصرة النظام السوري والضغط لعدم تحويل لبنان متنفّساً سياسياً أو أمنياً أو حتى اقتصادياً له.

كيف يتصرفون في الجهة المقابلة، حيث المحور المرتكز على القيادة السورية في دمشق وعلى إيران؟
في دمشق، تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء. الرئيس السوري بشار الأسد يقول لزواره إن تواصله مع بعض القادة العرب قائم، وإنه تحادث هاتفياً مع بعضهم، مشيراً بالاسم إلى أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني. ويزيد آخرون أن أمير قطر باشر مهمة دبلوماسية مع إيران وتركيا، هدفها احتواء توترات تشمل البحرين وسوريا والعلاقات الإيرانية ـــــ العربية، وأن قطر تخشى انفلات الوضع، وقد تخرج الأمور صوب مواجهة شاملة تخرب كل شيء.
واضح أن السلطات في سوريا تتصرف الآن على أساس أنها تجاوزت مرحلة الخطر على النظام، وأنها دخلت مرحلة الخطر على الاستقرار، وهذا الجانب يبدو معقداً، حيث يعترف أهل الحكم بأن العودة إلى استقرار حقيقي تحتاج إلى جهد أمني داخلي، لكنها تحتاج إلى خطوات سياسية، ويقصد بها تسريع عملية الإصلاحات بغية تنفيس الاحتقان. كذلك إن استعادة الاستقرار الأمني تتطلّب تسويات سياسية مع الخارج، وخصوصاً مع تركيا ودول في الخليج العربي، بما ينعكس وفقاً لما تسمّيه السلطات السورية &laqascii117o;العمل الأمني المنظّم داخل سوريا" الذي يجري برعاية أجهزة أمنية عربية وتركية، وكذلك وقفاً للحملات الإعلامية والسياسية على الحكم في سوريا.

من جانبها، تبدو إيران ماضية في دعمها اللامحدود للنظام في سوريا. والظاهر من الدعم هو الموقف المانع لأي تدخل خارجي، وخصوصاً العسكري ضد سوريا. والكل صار يعرف الأنباء عن الكلام الذي قاله الإيرانيون لجهات عدة في العالم والمنطقة، من أن التعرض لسوريا يعني التعرض لإيران ويقود إلى نتيجة أكيدة بأن المواجهة ستكون شاملة. وهو أمر ترك أثره المباشر عند الأتراك من جهة، وعند آخرين في العالم أيضاً. لكن الإيرانيين يتحدثون عن أمور أخرى لا تظهر إلى العلن، وهم يشيرون إلى أن التشاور الدائم والمكثف بينهم وبين القيادة السورية يتناول المشاريع الإصلاحية بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية. وبحسب ما يقوله الإيرانيون، أوضحت طهران للرئيس الأسد أن الإصلاح حاجة لسوريا أولاً، وحاجة للنظام نفسه ثانياً، وحاجة للشعب السوري أيضاً. وبالتالي، إن الإيرانيين يشيرون إلى أنهم يعرفون حجم الأخطاء المرتكبة في سوريا قبل اندلاع المواجهات أو بعدها. لكنهم يدعون إلى الفصل بين الأمور.
مثلاً، يقول الإيرانيون إن أي جهة في العالم، القريب أو البعيد من سوريا، لا يمكن تفسير موقفها من الأحداث الآن إلا بأنها تهدف إلى تصفية حسابات مع سوريا ودفعها إلى موقف بعيد عن تيار المقاومة. وبالتالي إن إيران لا تنظر مطلقاً إلى كل المواقف الخارجية على أنها دعم لحقوق الإنسان أو لمسيرة الإصلاحات. كذلك يقول الإيرانيون إن الإدارة السورية بمختلف أوجهها تعاني تخلفاً كبيراً، وإن الرئيس الأسد نفسه يعرف هذا الشيء ويقر به، وإنه معنيّ منذ وقت، لا الآن، بمواجهة هذه التحديات. لكن الإيرانيين هنا يوافقون الأسد على أن عملية التغيير في سوريا ستكون بطيئة، وأن في داخل النظام الآن من يرفض فكرة التغيير أصلاً، وأن أصحاب هذه الوجهة لا يعتقدون أنه يجب القيام بشيء. وهؤلاء يمثلون عقبة حقيقية أمام مسيرة الأسد، وبالتالي إن تجاوزهم ليس بالأمر السهل كما يعتقد كثيرون. أما الأمر الأخير، فهو المتصل بدعم الاقتصاد السوري. ويشير الإيرانيون إلى أنهم يوفرون كل ما تحتاجه سوريا لمواجهة أزمتها الاقتصادية ولتفعيل القطاعات الإنتاجية، وأنه يوجد الآن أكثر من مئة مشروع حيوي بدعم إيراني في طول سوريا وعرضها، وصولاً إلى القول إن إيران معنية بمساعدة سوريا على إيجاد الحلول لتجاوز أي نوع من العقوبات التي يفرضها الغرب عليها.


ـ 'النهار'
لا جدوى من اجتماعات القاهرة والخلاف على آلية المعالجة مستمر
خليل فليحان:

تتهم سوريا عدداً لا يستهان به من الدول العربية الخليجية الثرية بأنها تغذي بالمال والاعلام وربما بالسلاح العناصر المسلحة المعارضة للنظام ضد الجيش وباقي اجهزة الأمن. وما يغيظها ان اكثر من دولة كانت قبل منتصف آذار صديقة ويرتبط أميرها او ملكها بعلاقات شخصية خاصة بالرئيس بشّار الاسد. ومن هذا المناخ الذي تعتبره دمشق عدائيا لها ، تتعاطى مع اي دعوة توجه الى وزراء خارجية الدول العربية بموقف صلب وهجومي، يغيب عنه بشكل دائم وزير الخارجية وليد المعلم ويكلفّ السفير السوري لدى مصر، مندوب بلاده الدائم لدى الجامعة يوسف الأحمد، نقل وجهة نظر بلاده ويدافع عن ردات فعل الجيش لضبط الأمن ومطاردة مَن يسميهم الخارجين عن القانون، والذين يعتبرون، دوليا وعربيا، من الاصلاحيين ويتلقون الدعم المالي واللوجيستي من مسؤولين واغنياء في تلك الدول. وينبري الأحمد في رده الذي يجاوز المفردات الديبلوماسية فيهاجم دولاً عربية مؤثرة ويتهمها، كما في الاجتماع الوزاري في 13 ايلول الماضي في القاهرة، بأنها تطالب بما لا تعمل به اي بالديموقراطية، منتقدا أقنية تلفزيونية عربية تابعة ايضا لدول عربية . واي قرار يتخذه وزراء الخارجية حيال الحوادث الأمنية السورية ترفضه دمشق ولا تأخذ به غالباً.
واللافت ان الموقف السوري بدأ يكوّن الى جانبه جبهة تضم دولاً في مقدمها لبنان، تؤيد ما يقوم به الأمن السوري ضد المسلحين من اجل استتباب الأمن، وتدعو الى الإفساح في المجال أمام الأسد من أجل تنفيذ الإصلاحات.وافادت مصادر ديبلوماسية عربية ، ان اكثر ما يغيظ النظام في سوريا هو تأييد زعماء عرب لحركة التغيير المعارضة، واتهامه بالقمع وتجريد حملة اعلامية وصحافية واسعة ضد الأسد ونظامه، وتعتبر ذلك ' تدخلا في الشؤون الداخلية السورية.

وتعتبر سوريا ايضا المواقف الدولية والعربية المنتقدة لممارساتها خرقاً للمادة الثامنة من ميثاق جامعة الدول العربية الذي ينظم علاقات الدول الاعضاء في ما بينها. وتنص تلك المادة على أن ' تحترم كل دولة من الدول المشتركة في الجامعة نظام الحكم القائم في دول الجامعة الأخرى ، وتعتبره حقا من حقوق تلك الدول ، وتتعهد ألا تقوم بعمل يرمي الى تغيير ذلك النظام فيه '. وسألت مصادر وزارية لبنانية ما الجدوى من هذا النوع من الاجتماعات غير العادية لمجلس الوزراء العرب ما دامت مناقشاته غير منتجة بل تتحول الى ساحة للسجالات والانتقادات اللاذعة، وتنزلق بعض الأحيان الى مستويات غير مقبولة بدلا من أن تكون ميداناً للنقد البنّاء من أجل مساعدة الاسد على الخروج من المأزق الذي تجتازه بلاده منذ نحو ثمانية اشهر، بإيجاد آلية مقبولة من النظام ومن المعارضة. واي موقف يتخذه المجتمعون لاجتماع غير عادي بطلب من دول مجلس التعاون الخليجي سيواجه بموقف سوري مضاد لأي توجه الى الاعتراف بـ'المجلس الوطني' الذي شكلته المعارضة أخيراً برئاسة برهان غليون، لأن مشروع القرار المطروح هو من صنع تلك الدول وبقلم رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي ترئس بلاده الاجتماع بصفتها رئيسة الدورة نصف السنوية لمجلس الجامعة .


ـ 'الديار'

 هل المخطط اعادة طرابلس بالكامل الى اللون الواحد؟
'المستقبل' يبذل جهوداً لاستعادة الشارع الطرابلسي مُستفيداً من بعض المعطيات
إرباكات أمنية قد تحصل نتيجة الضغط الميداني للأصوليين
دموع الاسمر:

تعرب اوساط طرابلسية عن خشيتها من تطورات سياسية تؤدي الى مزيد من توتير الاجواء في المدينة التي تعاني حاليا من انقسام سياسي عامودي بين فريقي 8 و14آذاربعد أن كان الشارع الطرابلسي ينحو منحى شبه آحادي متأثر بتيار المستقبل غير ان نظرة واقعية الى طرابلس يمكن ملاحظة انحسار المد &laqascii117o;الحريري" خاصة منذ تولي الرئيس نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة وتمايزه في المواقف هو والوزير محمد الصفدي عن تيار المستقبل وقد أثرا كلاهما في الشارع الطرابلسي بشكل لافت رغم ان هذا الشارع لا يزال يتأثر عند دغدغة مشاعره الطائفية والمذهبية.
ازاء هذا الواقع يبذل تيار المستقبل جهودا واضحة لاستعادة الشارع الطرابلسي مستفيدا من جملة معطيات محلية اولها الاستفادة من تأثير التيارات الاسلامية الاصولية وخاصة التيارات السلفية وقدرتها على استقطاب الشارع الذي سرعان ما يتأثر عند استثارة الغرائز المذهبية ولذلك يجرى الدفع بهذا الاتجاه وخصوصا توظيف حالة النازحين السوريين والخروج اسبوعيا بتظاهرات صاخبة بعد صلاة كل نهار جمعة مما يشدالعصب والالتفاف تحت شعار"الدفاع عن اهل السنة".
ثانيا استعادة ذاكرة الاحداث في طرابلس حين دخلت المدينة قوات الردع السورية والنفخ في هذه الذاكرة لجذب الناس الى نهجهم في مواجهة حلفاء سوريا من قوى 8آذار.

ثالثا شن حملة شعواء لم تهدأ على الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي باعتبارهما اكثر القيادات الطرابلسية تأثيرا على الحالة الحريرية الى جانب الرئيس كرامي في حال استكمال العلاقة بين الثلاثة نحو تحالف انتخابي سيكون مؤثرا امام تيار المستقبل الذي يفتش منذ الآن عن تحالفات قوية تستطيع المواجهة وقد دخل على الخط النائب السابق مصباح الاحدب الذي رفع في المدينة صوره الى جانب صور الرئيس سعد الحريري موحيا بالتحالف بينهما وان المياه قد عادت الى مجاريها لكن لم يؤكد احدا من المقربين الى تيار المستقبل هذه الحالة عدا عن نقزة لدى رموز &laqascii117o;مستقبلية" عديدة من الاحدب قد تبعده عن الحريري وتمنع التحالف معه.
كل هذه المعطيات مجتمعة وغيرها يمكن ملاحظة انعكساتها في مجريات احداث ميدانية في احياء طرابلس بدءا من مظاهرات القبة الاسبوعية الى بيان نواب المستقبل والدعوة الى اقفال مكاتب المقاومة في احياء المدينة الى اعتصام التل الاسبوع الماضي وصولا الى مؤشرات وضع التهديدات السابقة وما ورد في اكثر من بيان وتلميح &laqascii117o;مستقبلي" موضع التنفيذ انطلاقا من حي الزاهرية الذي شهد مؤخرا اشتباكات مسلحة تنذر بعواقب وخيمة بدأت حين اطلق عدد من ائمة المساجد خطبا نارية ركزت على افتتاح مكاتب اعتبروها موالية للمقاومة ولحزب الله ولقوى 8آذار وحلفاء سوريا وان هذه المكاتب لا تنسجم مع ما يعتبرونه &laqascii117o;نسيج طرابلس" الذي يرونه نسيجا &laqascii117o;حريريا" ويرفضون شركاء في الشارع الطرابلسي من الرأي الآخر.

برأي الاوساط الطرابلسية أن انصار &laqascii117o;المستقبل" والحركات الاصولية في طرابلس يتناسون الوجود التاريخي لاحزاب قومية في طرابلس وقبل وجود &laqascii117o;المستقبل" بعشرات السنين، ويتناسون الحضور الفاعل لحركة التوحيد الاسلامي وعدد من العلماء المسلمين المؤثرين في المدينة وهم من اقطاب الوسطية والاعتدال الذين يتلاقون مع نهج الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي، كما يتناسون الحضور الذي لا يستهان به للتيار الوطني الحر في احياء الميناء والزاهرية والقبة عن النخب العائلية العريقة التي ترفض التعصب والتشدد الديني وتتلاقى مع ميقاتي والصفدي اكثر من تلاقيها مع &laqascii117o;المستقبل" الذي لم يبرز طرابلسيا منه الا الوزير السابق سمير الجسر الذي بقي ولا يزال في مواقفه &laqascii117o; المستقبلية &laqascii117o; معتدلا غير متطرف وغير مستفز على منوال النائب السابق مصطفى علوش.
مصادر طرابلسية تعرب عن خشيتها من أن موالين لـ&laqascii117o;المستقبل" قد يتابعون خطة الضغط الميداني لاقفال ما يعتبرونه مكاتب تابعة للمقاومة او موالية لسوريا ومن شأن ذلك في الايام المقبلة ان يؤدي الى ارباكات امنية مما يستدعي المسارعة الى تدارك الامر ووضع حد قبل تفاقم الحال وكي لا تندلع اشتباكات اخرى على شاكلة ما حصل في الزاهرية وان هناك من يسعى الى فتنة في المدينة من الضروري وأدها في المهد وسريعا لان المدينة لا تستطيع احتمال اشكاليات امنية تؤثر على وضعها الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي.
مصدر آخر قال:لعل حادثة الزاهرية هي المقدمة بحيث الخطة بدأت في مواجهة المجموعات الصغيرة الموالية لـ8آذار في طرابلس على أن تستكمل لانهاء المجموعات والاحزاب ذات الامتداد الاوسع والاقوى بمعنى أن يتم النيل من الضعفاء وتصفيتهم للتفرغ للاقوياء وخوض مواجهات عنيفة معهم وبذلك يتم &laqascii117o;إعادة طرابلس بالكامل الى حظيرة المستقبل" والى اللون الواحد حيث لا منازع من رأي آخر...


ـ 'النهار'

استحقاق ملحّ يستدعي انعقاد هيئة الحوار
كيف يحمي الزعماء السياسيون السلم الأهلي؟
إميل خوري:

إذا كان الزعماء اللبنانيون يختلفون على كثير من الامور فهل يتوصلون الى اتفاق على ما يشغل الجميع: كيف السبيل الى ابقاء لبنان خارج دائرة الخطر وفي منأى عن العاصفة التي تضرب دول المنطقة كي يبقى مستقرا وملاذا آمناً؟
لقد نجح الرئيس شارل حلو في تحييد لبنان عن حرب اسرائيلية – مصرية سورية رغم كل محاولات زجّه فيها باتخاذ منطقة البقاع كنقطة استراتيجية في تلك الحرب، فكانت نتيجة تحييد لبنان ان نعم بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار وتدفقت الاموال الهاربة الى مصارفه. فهل ينجح الرئيس سليمان في إبقاء لبنان في منأى عن تداعيات ما يجري في المنطقة خصوصا في سوريا أيا يكن المنتصر؟
الواقع ان الرئيس شارل حلو ما كان ليتمكن من تحييد لبنان عن الحرب مع اسرائيل لو لم يكن الزعماء اللبنانيون معه في هذا الموقف، والرئيس سليمان لا يستطيع وحده ان يحيد لبنان عما يجري في المنطقة ما لم تكن القوى السياسية الاساسية في البلاد معه، وعلى رأس هذه القوى 'حزب الله' كونه يملك السلاح ومن يملك السلاح يملك قرار الحرب والسلم. فهل يبادر الحزب الى اتخاذ القرار التاريخي الوطني الجريء فيعلن على الرأي العام انه لن يحرك سلاحه في الداخل تحت تأثير أي تطور سلبي او ايجابي في المنطقة، حتى اذا ما دعا الرئيس سليمان الى طاولة الحوار يكون الموضوع الوحيد المطروح للبحث هو تحصين الجبهة الداخلية ومنع حصول اي شكل من اشكال الفتن والاضطرابات والقلاقل بتأثير مما يجري في المنطقة؟

والقرار هو لـ'حزب الله' الذي يستطيع ان يعكر الامن او يبقيه هادئا، كونه يحمل السلاح ولا يبحث في الوقت الحاضر لا في استراتيجية دفاعية ولا في مصير هذا السلاح، لأن الموضوع الأهم الذي يواجهه اللبنانيون على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم هو الحفاظ على الوحدة الداخلية وتحصين الامن والاستقرار فيه لتظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية مستقرة وهذا خير للجميع. وفي حال حصول عدوان اسرائيلي جديد على لبنان يكون جميع اللبنانيين صفا واحدا في مواجهته الى جانب الجيش والمقاومة، ولا يكون الشعب منقسما على نفسه في هذه المواجهة.
ان اقدام 'حزب الله' على خطوة وطنية جريئة كهذه يعوض له شعبيا ما خسره جراء اتخاذه خطوات سابقة كانت ناقصة وسببت انقساما بين اللبنانيين ويجعل من سلاحه المشكلة حلا لترسيخ الامن والاستقرار في البلاد. فحزب الله لا يمكن معاملته كما عومل الفلسطينيون المسلحون في الماضي عندما اخرجوا من لبنان الى تونس، لان هذا الحزب هو من المكونات الاساسية للبنان وهو من نسيجه الوطني ولحمته ومصير السلم الاهلي في يده وليس في يد اي حزب آخر بدليل ان الناس قلقون ليس من استخدام سلاحه ضد اسرائيل ردا على عدوان انما هم قلقون من استخدام هذا السلاح في الداخل كما فعل في 7 ايار رداً على قرارات لمجلس الوزراء وربما حالياً رداً على قرارات المحكمة الدولية او رداً على سقوط النظام في سوريا او على ضربة عسكرية تتعرض لها ايران. وهذا من شأنه ان يحدث فتنة داخلية يكون الحزب سببها، فلا شيء يجمع اللبنانيين حول سلاح 'حزب الله' الا عندما يوجهه نحو اسرائيل وتكون هي المعتدية اي ان معادلة 'الجيش والشعب والمقاومة' تطبق على الحدود فقط، اما في الداخل فينبغي العمل على تحصين وحدته وعلى وضع استراتيجية بحماية الداخل عملا بالقول: 'اللهم احفظ لبنان من اعدائه الداخليين'. فالازمة التي قد يواجهها لبنان هي ازمة مصير لبنان ومستقبله وهي تتجاوز بكثير ما بين قوى 8 و14 آذار التي عليها ان تتحمل مسؤولية توفير الأمن والاستقرار لأنها اذا حافظت على ثلاثة: الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي والوفاق الوطني، تكون قد حافظت على لبنان كيانا وهوية. ولا يظل السؤال الذي يشغل الدول الصديقة والشقيقة: 'ماذا سيحصل في لبنان اذا سقط النظام السوري او ماذا سيحصل اذا تعرضت ايران لضربة عسكرية؟ او ماذا سيحصل اذا صدر عن المحكمة ما يخشى الخائفون صدوره عنها خصوصا بعدما كان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد أعلن في احد احتفالات الحزب: 'ان اي تطور سلبي او ايجابي في سوريا سيطال لبنان والمنطقة'...

لقد دعا البطريرك الراعي الى خلق شبكة امان داخلية تصد العواصف الخارجية عن لبنان. والرئيس سليمان قال في حديث له: 'ان الحرب الاهلية تولد في العقول ولا تولد في المسدسات، وان تعطيل الفتنة هو مسؤولية لبنانية'. وقال قائد الجيش العماد جان قهوجي في تصريح له: 'ان الامن سياسي بالدرجة الاولى وان مسؤولية القادة السياسيين تاريخية في هذه اللحظة من أجل تجنيب البلد اية خضات امنية وان تكون مصلحة بلدهم وشعبهم فوق كل اعتبار'.


ـ 'الحياة'
'نفحة' حرب.. مقبلة!
جميل الذيابي:

هناك سياسة &laqascii117o;ناعمة" وثانية &laqascii117o;خشنة" وثالثة &laqascii117o;صامتة" وهناك رابعة وخامسة. هناك سياسة دفاعية وأخرى هجومية. ولو سئل العارفون بالديبلوماسية السعودية ستوصف بـ &laqascii117o;المتريثة" و"الدفاعية". السياسة السعودية هادئة وحذرة وتجنح إلى البطء والانتظار عند اتخاذ القرار في المواقف السياسية الخارجية.
السياسة السعودية لا تحاول التسابق مع أحد، سواء كانت دولة صغيرة بحجم بعوضة أو كبيرة بحجم فيل، حتى يخيَّل للمراقب أن الرياض تسير على حقول ألغام ما يلزمها الحذر لا التحذير. في المقابل، هناك سياسة إيرانية استفزازية، تتباهى بالقوة وتدعم الميليشيات والعناصر المسلحة وتتحرك في المنطقة لا لبناء علاقات متكافئة مع دول المنطقة والجيران بل للمزايدة، مثل تصريح أحمدي نجاد بعد توليه الرئاسة بأن بلاده ستمسح إسرائيل من الخريطة، وحتى اليوم يسمع شعبه وجيرانه بتلك الجعجعة والشعارات الوهمية، التي لم يتحقق منها شيء.
لم تحرك إيران ساكناً، عندما ضربت إسرائيل لبنان في صيف 2006 حتى وإن قال البعض إن إيرانيين شاركوا إلى جانب عناصر &laqascii117o;حزب الله" في القتال. كما أنها لم ترسل سفينة إغاثية واحدة عندما أحرقت إسرائيل قطاع غزة، بل إن الطائرات الإسرائيلية سبق أن ضربت المنشآت العسكرية السورية الحليفة الاستراتيجية لطهران، ثم &laqascii117o;خرست" طهران التي كانت تهدد بمسح تل أبيب ولم تطلق رصاصة واحدة ولم تشجع دمشق على الرد، لكنها أيدت بشار الأسد على قتل شعبه والإيعاز لعناصر &laqascii117o;حزب الله" بالمشاركة.

التحالفات تتغيَّر. المشهد برمته يتطاير. الأربعاء الماضي في الرياض كان هادئاً وبداية لعطلة نهاية الأسبوع كالمعتاد، وفجأة أطلَّ على الشاشات الفضية &laqascii117o;خبر عاجل" يكشف عن محاولة إيرانية لاغتيال سفير الرياض لدى واشنطن.
هناك من صدّق. هناك من شكّك. هناك من تساءل. هناك من طلب التريث. هناك من صمت حتى اليوم. بعض مَن شكّك في الرواية الأميركية تبدو مشكلته في صدور الخبر عن واشنطن، ومثل هذا لن يشكّك لو بُثَّ الخبر من فنزويلا أو كوبا. لكن يجب ألا يتجاهل البعض أن من خرج لإعلان إحباط محاولة الاغتيال هو وزير العدل الأميركي لا المتحدث باسم البيت الأبيض، وهنا فارق بين الاثنين! لماذا شكك البعض في صدقية الرواية الأميركية، خصوصاً إذا كانت واشنطن تملك تسجيلات صوتية وأوراقاً ثبوتية وحوالة مالية من مسؤول إيراني واعترافات المواطن (الأميركي – الإيراني نفسه)، إضافة إلى أدلة أخرى ستُعرض على أعضاء مجلس الأمن الدائمين والمؤقتين؟
ليس المطلوب من الكل تصديق الرواية، لكن يخطئ من يشكّك في الانتهازية الإيرانية، بحسب أن طرف المعادلة هي واشنطن وعلاقاتها عدائية مع طهران ولديها رغبة في الإيقاع بها لتوجيه ضربة عسكرية لمفاعلاتها النووية.
لا يمكن تجاهل ازدواجية المعايير في السياسة الأميركية، وتمسّكها ببقاء سيطرتها على المنطقة ومصالحها النفطية في الخليج، وهو ما يربطه البعض برغبتها في الضغط على إيران والتعبئة ضدها عالمياً عبر تدبير هذه المحاولة حتى تخضع وتخنع لها، وحتى تتماهى طهران مستقبلاً مع مصالح واشنطن في العراق ونزع سلاح حزب الله في لبنان، لكن لا يمكن في المقابل أيضاً تجاهل الرغبة الإيرانية في كسر شوكة السعودية في المنطقة واختراق نسيجها الاجتماعي وتدمير قوتها الاستراتيجية بضرب &laqascii117o;أسفين" في علاقتها مع الولايات المتحدة.

خبر محاولة اغتيال السفير الجبير في البدايات، لذلك بدأت التأويلات والتفسيرات، وتوزع الضيوف بين مقتنع بالرواية ومشكّك بها أو طالباً التروِّي حتى تتضح كل الخيوط والخطوط.حقيقة، كنت من المترددين في بداية الأمر.. وكلما اتصلت بي قناة تلفزيونية تذرّعت بالأعذار. لكن بقراءة بسيطة لتوتُّر العلاقات السعودية – الإيرانية، وضغط الشارع على حليفتها سورية وإفشال الرياض تدخلها في البحرين وقبله في اليمن، تجعلني أذهب إلى أن طهران تحركت نحو تدبير محاولة اغتيال السفير الجبير لتوتير العلاقة بين الرياض وواشنطن.
لا شك في أن إيران أخطأت بحق المنطقة مرات وبحق السعودية مرات عدة، وكانت إيران هجومية وانفعالية ضد السعودية، فيما ظلَّت الرياض دفاعية أمام مرماها ولم تحاول التسلل نحو تسجيل أهداف تُحسب عليها لا لها. بل إن المعلومات تؤكد أن المملكة حاولت بناء علاقات احترام وحسن جوار مع إيران، لكنها كانت تصطدم بـ &laqascii117o;النزق" الإيراني وتواجه مراوغة مستمرة ومحاولة فارسية &laqascii117o;متعطشة" للتوسُّع والتمدد على حساب جيرانها من دول الخليج العربية عبر اللعب على حبل الطائفية واستغلال الثغرات الداخلية.
لكن هل يمكن طرح سؤال؟ لماذا لم تحاول الولايات المتحدة &laqascii117o;حبك" هذه القصة ضد إيران في السنوات الماضية، على الأقل خلال رئاسة الجمهوريين &laqascii117o;المتعطشين" للحروب لا في عهد الديموقراطيين، ولماذا في هذا الوقت بالتحديد بُعيْد أحداث العوامية وقبيل موسم الحج؟!الأكيد أن غالبية المعلومات المنشورة في السنوات الثلاث الأخيرة تؤكد بناء الحرس الثوري الإيراني كتيبة اغتيالات، تعمل عناصرها بجوازات سفر ديبلوماسية وأسماء مزوَّرة مهمتها تنفيذ اغتيالات ضد سياسيين وإعلاميين في بلدان عربية وأوروبية، ويبدو أن إيران وقعت في الفخ هذه المرة عبر تجّار المخدرات وانكشفت خيوط جريمة تنكرها لكنها تعرف أنها حاولت تدبيرها.
أعتقد أن التصعيد الأميركي الأخير والمواقف الغربية الرسمية المؤيدة له والتلويح باستصدار قرار من مجلس الأمن ضد إيران لن تكون مجرد تطارح كلامي أو ضغط سياسي ولخبطة أوراق، بل ستكون &laqascii117o;نفحة" من حرب ربما لا تستخدم فيها الدبابة والطائرة، لكنها ستُبقي منطقة الخليج لسنوات تحت أعراض الالتهابات والاحتقانات التي تضغط على أعصاب السياسة والاقتصاد والأمن، وستكون فواتيرها &laqascii117o;مرهقة" لكل الأطراف المعنية وغير المعنية، وكل ذلك بسبب رعونة إيران وتصرفات حكومة أحمدي نجاد.


ـ 'الشرق الأوسط'
هل انتهى المشروع الفارسي بالمنطقة؟
طارق الحميد:

منذ اندلاع أعمال إرهاب &laqascii117o;القاعدة" أوائل عام 2000، وكانت نقطة التحول فيها الهجوم على أميركا، كان من الواضح أن أكبر مستفيد من عمل &laqascii117o;القاعدة" الإرهابي بأميركا هو النظام الإيراني، وعلى حساب الثقل السعودي، وهذا ما أثبتته الأحداث منذ سقوط البرجين في نيويورك.استفادت إيران بالعراق، حيث سهلت عملية إسقاط نظام صدام حسين، ممتطية ظهر الثور الأميركي الهائج، وكذلك استفاد حليفها العلوي السوري، رغم كل الشعارات الكاذبة عن العروبة والممانعة ورفض احتلال العراق حينها، كما استفادت إيران من إسقاط نظام طالبان، بل وسهلته أيضا، ثم عادت تستغل ذلك لاحقا مثلما فعلت في العراق لضرب الأميركيين، واستفادت طهران أيضا بتوغلها في لبنان بشكل غير مسبوق، وكانت نقطة التحول اغتيال رفيق الحريري، كما سهلت إيران، وعبر حليفها السوري، انقلاب حماس في غزة، ومولته، كما استخدمت إيران &laqascii117o;القاعدة" في كل مكان، لخدمة قضاياها، وضرب مصالح وسمعة السعودية، وترسيخ الصورة النمطية عن أن الإرهاب صنيعة سنية، وأن الإرهابيين والممولين سعوديون.
وبالطبع، لعبت إيران لعبة الديمقراطية، حتى أنها انطلت على كاتب بحجم الأميركي توماس فريدمان، حيث كتب ذات مرة عن ديمقراطية إيران، ومقارنتها بالسعودية، ومن بوابة المرأة، حتى جاءت الثورة الخضراء في إيران، وحين وأدها نظام الملالي بالأسلحة والقمع، وتكشفت الحقائق، عاد الكاتب الأميركي مستدركا، وإن بعد حين. ولم تتوقف إيران عند ذلك، بل استغلت اللعبة الديمقراطية بالمنطقة، أيام الضغط الشديد الذي مارسه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على دول المنطقة، حيث كانت قناعة أميركا أن سبب مشاكل المنطقة هو التطرف السني، وغياب الديمقراطية، وكانت إيران تتبع كل خطوة إصلاح ديمقراطية بمناطق النفوذ المحتمل لها في المنطقة، وقامت بإغراق تلك الدول بالأموال، وشراء الذمم، من أجل السيطرة على البرلمانات المنتخبة، مثل البحرين ولبنان والعراق، ويقينا في مصر، وخصوصا الإعلام، كما سعت لتدريب وتسليح بعض حلفائها في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.
كان التركيز الإيراني، طوال 10 سنوات ينصب على ضرب المصالح السعودية، وتشويه سمعتها، حتى من خلال كتب ومقالات نشرت على مستوى دولي، وبدعم من حلفاء عرب للأسف، مع تساهل إيراني واضح تجاه دخول وخروج سعوديين منتمين لـ&laqascii117o;القاعدة" للأراضي الإيرانية، وعبر سوريا، وبالطبع استضافة رموز &laqascii117o;القاعدة" وأسرهم في إيران. وهذا ليس كل شيء، حيث قامت إيران بتعزيز فكرة الممانعة والمقاومة بالمنطقة من خلال حليفها السوري، وعميلها حزب الله، وعبر التحالف مع آخرين مثل &laqascii117o;الإخوان المسلمين"، وبالتأكيد حماس، ومن خلال تسخير وسائل إعلام &laqascii117o;الإخوان"، وكتابهم، وكان بعض الإعلام الخليجي شريكا في ذلك المخطط.
اليوم، وبعد الكشف عن المخطط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، من خلال الاستعانة بعصابات المخدرات المكسيكية، ووسط الإدانة الدولية المتصاعدة ضد إيران، والسعي لفرض مزيد من العقوبات المؤثرة عليها، ناهيك عن التلويح بجرها لمجلس الأمن، يكون السؤال المهم هو: هل انتهى المشروع الفارسي بالمنطقة؟
أعتقد أنها بداية النهاية، خصوصا أنه مع الثورة السورية سقط كثير من الشعارات الكاذبة، واليوم تسقط أكبر كذبة، وهي الوثوق بإيران.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد