قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 18/10/2011

ـ 'السفير'
بوادر مطر في صحراء 'الزرق'... أم 'ابرة بنج' بانتظار قرار الرياض؟
لا عودة قريبة للحريري.. والسنيورة يتوغل في 'المستقبل'
كلير شكر:

منذ أكثر من خمسة أشهر، يصيب الجفاف صحراء &laqascii117o;الزرق". أمطار التمويل محبوسة في سماء &laqascii117o;تيار المستقبل" إلى أجل غير محدد. لا مساعدات اجتماعية، لا نفقات صحية على حساب &laqascii117o;الشيخ سعد". لا منح مدرسية أو جامعية... ولا رواتب في المؤسسات &laqascii117o;الحريرية".
الأسبوع الماضي، تمكن موظّفو صحيفة &laqascii117o;المستقبل" من تحصيل راتب شهر واحد من مستحقاتهم المتراكمة. هي الحال نفسها مع موظفي &laqascii117o;أوجيه لبنان"، فيما بدا القيمون على ادارة المحطتين الأرضية والفضائية في &laqascii117o;المستقبل" متفائلين بقرب انتهاء الأزمة المالية وإعادة ضخ الدم في مشروع الدمج بين المحطتين الحمراء والزرقاء، ولكن بأولوية البعد السياسي ـ الاخباري على البعد الترويجي.
هل هي مجرد خطوة تستهدف تنفيس الاحتقان في &laqascii117o;الإعلام الأزرق" وباقي المؤسسات الحريرية، أم إنها جزء من قرار سعودي بفك الحظر السياسي والمالي، ربطا باستحقاقات إقليمية ولبنانية كبرى، خاصة في ضوء الاتهام الأميركي لإيران بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير واستمرار الحملة الدولية ـ العربية على النظام السوري.

لا شيء يدلّ على أن عودة سعد الحريري من &laqascii117o;غربته الطوعية" حجزت لها مقعداً على جدول الإياب.. و لا شيء يدلّ على أن الأزمة المالية ستعرف نهاية قريبة تعيد مياه التمويل بقوة إلى &laqascii117o;الحنفيات". ما تسرب يشي بأن ما هو معروض للبيع، أو هو قيد البيع، من حصة آل الحريري في &laqascii117o;أوجيه تيليكوم" (تركيا وجنوب أفريقيا)، قد يؤدي الى تذليل النسبة الأكبر من الديون الحريرية في انتظار أن تتخذ المملكة قرارا سياسيا بفتح مزراب الخدمات والمال.
لا يستسيغ &laqascii117o;الحريريون" صفة البخل في الكلام عن &laqascii117o;سيّدهم". بنظر هؤلاء لا يقل &laqascii117o;الشيخ سعد" كرماً عن والده، وقد يتخطاه في كثير من المرّات. يحسبها هؤلاء على الورقة والقلم: إن التمدد البشري والجغرافي لـ&laqascii117o;الحريريين" بشكل عام ولـ&laqascii117o;المستقبليين" بشكل خاص، رفع من فاتورة الإنفاق الحزبي أو السياسي، إذا جاز التعبير. مراكز الخدمات الاجتماعية تضاعفت عددياً، وزادت من أعباء الإدارة المركزية... علماً بأن &laqascii117o;الحريريين" يؤكدون أن المساعدات المالية التي كانت قوى الرابع عشر من آذار تحصّلها من السعودية، علّقت منذ ما قبل الاستحقاق النيابي الأخير (2009) الأكثر كلفة منذ العام 1992.
ولكن الواقع &laqascii117o;التقشفي" الذي ضرب &laqascii117o;تيار المسنقبل" في الشهور الأخيرة، لا يصيب أصحابه بالإحباط. لهؤلاء نظرة متفائلة من نصف الكوب: قد يكون من المفيد أن نتقدم من جمهورنا بمخزون سياسي، يعوّض عن &laqascii117o;أكياس المال والخدمات"، يتيح ابتكار آليات تواصل جديدة تهيئ الأرضية &laqascii117o;لإنشاء حزب سياسي مبني على الفكرة... وليس على الليرة".

لا ينكر هؤلاء أن من يعمل يجب أن ينال مقابل عمله وجهده راتبا وهذا حق بديهي من حقوق أي موظف وعامل، كذلك الأمر هناك حالات استثنائية، لا يمكن مقاربتها الا بواقعية. ثمة مواقع حرمان لا يجوز التعاطي معها بالكلمة والتنظير، ولا بدّ من معالجات اجتماعية ـ انسانية، تستدرج العودة إلى لغة المال أو المشاريع الحيوية.
في الوقت المستقطع خلال &laqascii117o;مباراة التغيير" في المنطقة، وبين جولة وأخرى، يحاول &laqascii117o;تيار المستقبل" أن يملأ فراغ غياب &laqascii117o;زعيمه" عن أرض الوطن، من خلال تمتين أواصر التواصل مع القاعدة &laqascii117o;الكوكتيلية" التي تميّز &laqascii117o;الجمهور الأزرق". جمهور من كل الأطياف والألوان، الطبقة المثقفة في المدن، الفقيرة والمهمشة في الأرياف، العشائرية في الشمال والبقاع... وكلها تلتقي في ظلال &laqascii117o;شهادة" رفيق الحريري، ومن بعده وريثه السياسي.
في تقديرهم، أن الشحّ المالي، يثقل حركة &laqascii117o;التيار" ولكنه لا يشلّها. العملية التنظيمية لم تتأثر بهذا العامل، وإن صارت آليات التواصل محدودة بأطر معينة، من دون غيرها. ولكن لهذا القحط إيجابيته أيضاً: لم يعد الإنفاق حكراً على الإدارة المركزية، وصار بمقدور القطاعات الحزبية ابتكار وسائل جديدة لتأمين مصروفها. وبالفعل، فقد شهد شهر رمضان إفطارات من تنظيم قطاعات حزبية هي التي تولت دفع كلفتها على طريقة التمويل الذاتي للمنسقيات. تجربة فريدة يأمل قياديو &laqascii117o;التيار" تعميمها ليكون هذا الاختبار فرصة للانتقال من &laqascii117o;التيار الريعي" إلى الحزب المؤسساتي، ولو كان الهدف حلماً يصعب تحقيقه.

في هذه الأثناء، ثمة محاولة لضخ الهيئات القيادية بجرعات مقوية تعوّض غياب الرأس. إذ عقد منذ نحو عشرة أيام، وللمرّة الأولى منذ اختتام المؤتمر العام (مرّ أكثر من سنة على عقده)، اجتماع للمجلس المركزي المشترك الذي يضم وفق النظام الداخلي، نواب &laqascii117o;المستقبل"، وزراءه السابقين، المكتب السياسي والأمانة العامة. ترأسه، بتكليف من الحريري، وللمرة الأولى، فؤاد السنيورة الذي بدأ يأخذ مساحة في التنظيم وليس على مستوى الكتلة النيابية وحسب. هدف الاجتماع هو تنشيط الهيئات العليا المشلولة بفعل غياب الحريري، ومحاولة بسيطة لتوحيد &laqascii117o;الخطابات الزرقاء" التي يبدو أنها صارت متعددة، بسبب القراءات المتباينة لناحية المسائل المحلية أو الإقليمية. كما جرى إطلاع النواب على أوضاع &laqascii117o;القاعدة المستقبلية" ومدى تماسكها، لا سيما أن هؤلاء باتوا مسكونين بهاجس الانتخابات النيابية وغموض قانونها.
وتتواصل الورشة التنظيمية، على مستوى القيادات الوسطية، بانتظار أن تشمل القاعدة، حيث جرى تنظيم 14 منسقية (على مستوى محافظة) من أصل 17 منسقية. يعترف هؤلاء أن التعيينات الحزبية لا تتبع معياراً واحداً. في كثير من المواقع طغى العامل المحلي، ونادراً ما كان لعامل التجربة وقعه. هي باختصار مرحلة الاستيعاب والضمّ، من كل حدب وصوب، على أن تكون لاحقاً مرحلة الغربلة، وذلك خلال المؤتمر التنظيمي الذي يفترض أن يتوّجه النمط الانتخابي على كل المستويات.

وفي استعراض سريع لأوضاع المنسقيات، يقول أحد &laqascii117o;المستقبليين" إن وضع العاصمة أفضل من غيره، كونها تستضيف مركز القرار، وتساعد على التخفيف من حدّة &laqascii117o;السلبطة" التي تعاني منها الأطراف. هناك الكلمة لأصحاب الأرض (نموذج طرابلس الفاقع). أما في بيروت، فثمة هيبة وتنظيم، ارث الرئيس الشهيد، قيادات المهن الحرة التي عادة ما تعتبر نموذجية في العمل المؤسساتي... &laqascii117o;وكلها عوامل تضفي على العاصمة طابعاً مميزاً في العمل الحزبي، قد لا تلمحه في مناطق أخرى. ولكن، ما دام لكل قاعدة استثناء، فإنه من غير المستغرب أن يثبت بعض منسقيات الأطراف قدرته على البروز بين زملائه، كعكار مثلاً التي أنتجت مجموعة حزبية ركّزت رجليها على الأرض بثقة واضحة".
يعترف هؤلاء بأن التجربة الحزبية الأولى، المتمثلة بسلّة التعيينات المناطقية، قد لا تكون نموذجية. الإخفاقات تطفو على وجه الماء: بعض تلك التشكيلات لم يكن موفقاً وأثبت سريعاً فشله، ولكن ذلك لن يستدعي إجراءات استثنائية، لا بل ستغض القيادة الطرف، لتحاول التعويض عن طريق تفعيل عمل هذه المنسقيات بإشراف مباشر من &laqascii117o;رأس الهرم".وإذا كانت معظم البقع السكانية ذات الطابع السني محكومة بـ&laqascii117o;الطاووس الأزرق"، فإن ثمة مواقع تتعرض &laqascii117o;للمزاركة" من جانب الخصوم. ولا شك في أن الشمال هو أكثر الأماكن حساسية. هناك يشمّر نجيب ميقاتي عن ساعديه. يحاول ملء الفراغ، أو أقله استثمار &laqascii117o;الفقر" الذب يصيب خصومه، مستفيدا من هالة رئاسة الحكومة، وحنفية الخدمات التي صارت بين يديه... أوراق كثيرة صارت بمتناول القطب الطرابلسي، قد تساعده على هز الطاولة في العاصمة الثانية.
في السياسة، يضع &laqascii117o;الحريريون" في طرابلس أيديهم في الماء البارد. الرياح تجري وفق ما تشتهيه سفنهنم. &laqascii117o;خصومنا يلعبون في ملعب الهواة لا ملعب الزعامة"، برأيهم مزاج أهالي الشمال يتأثر كثيرا بالحراك السوري، وبالتالي فإن خطاب السلطة القائم على اتهام &laqascii117o;المستقبل" بدعم وتسليح الاحتجاج الدمشقي، يرفع من معنويات &laqascii117o;التيار الأزرق" ولا يحبطه، لأن &laqascii117o;الناس تتحمس إلى جانبنا وليس العكس. ما يقوم به خصومنا، يخدمنا ولا يضرّ بنا". بالنتيجة، &laqascii117o;من يقف على الجبهة المقابلة يسجل فشلاً ذريعاً في بلورة حالة استقطاب سياسية".
يقر الحريريــون بأن لطرابلس خصــوصيتها، &laqascii117o;حاجتــها لخــطة طوارئ إنمائية لا غنى عنها، لا تزال غائبة، وكأن المدينة مربوطة بــ&laqascii117o;رسن" الخدمات الفردية التي يمكن تسييلها في صناديق الانتخابات. وما دام الخصوم لم ينافسوا كرم آل الحريري، بل سمتهم فلا داعي للقلق".في المناطق المسيحة يحاول تيار &laqascii117o;المستقبل" أن يعزز حضوره الحزبي... والمفتاح الخدمات والسلطة، إلا أن عيون الأصدقاء في 14 آذار ضيّقة ولا تتسع لأكثر من شريك. من الكورة إلى البترون وجبيل وحتى كسروان، يجاهر &laqascii117o;المستقبليون" بقدرتهم على رفع العلم الأزرق، ولكن حلفاءهم، أول الممانعين لهذا الاقتحام.


ـ 'البناء'

بين مثيرات جنبلاط واستجابات سورية
سالم زهران:
 
 خالف النائب وليد جنبلاط في إطلالته الأخيرة عبر شاشة 'المنار' توقّعات الكثير من المشاهدين المنتظرين كلامه، بعد لقائه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. إذ انتظروا أن تصدر مواقف زائر 'حارة حريك' بعد لقائه السيد، عبر شاشة 'المنار' في سياق أقرب إلى قوى المقاومة والممانعة منه إلى الولايات المتحدة الأميركية وبقايا دول 'الاعتدال' العربي.
إلّا أن جنبلاط فعل ما أراد، موجهاً رسالة ملتبسةً ومزدوجة إلى من يهمهم الأمر سواء في الداخل اللبناني من بوابة 'إقليم الخروب' (حيث يسكنه هاجس الدوائر الانتخابية والأصوات الزرقاء)، أو الى الخارج بدءاً من المملكة العربية السعودية التي أشاد بإصلاحات ملكها 'المتواضعة'. فيما لم ير في الوقت عينه ورشة الإصلاحات السورية الكبيرة التي أجراها الرئيس بشار الأسد على المستويات الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية كافة.
إلى هنا تبدو مواقف بيك 'المختارة' في سياق واحد متجه نحو الغرب الأميركي، عبر البوابة السعودية التي لم يوفر سعدها الحريري برسالة 'الرغبة في اللقاء والتعاون'.
إلا أن ازدواجية الموقف، بل فخ الالتباس، وقع حين حاول جنبلاط مراراُ التأكيد على 'العلاقة الاستراتيجية بين الحزب الاشتراكي وحزب الله' وعلى دعمه ثالوث 'الجيش والشعب والمقاومة'، في كلامٍ يناقض سياق كل ما جاء به حيال سورية، وقبلها الولايات المتحدة الاميركية، الراعي الرسمي لما يسمى 'الربيع العربي' المعجب بعواصفه النائب جنبلاط.

وتجلى هذا الالتباس في عجزه عن الرد على السؤال الآخير 'لو أن فيلتمان واللواء محمد ناصيف يسمعانك الآن فمن سيكون أكثر سعادة بكلامك؟'.
فالجواب يعني الخيار بين المقاومة وأعدائها، وهذا ما لم يفعله جنبلاط حتى اللحظة.
كل ذلك عبر شاشة 'المنار' لمثيرات أطلقها 'بيك المختارة'. فماذا في إجابات دمشق عن تلك المثيرات المزدوجة؟
في دمشق يبدو الأمر أكثر وضوحاً، فالجانب السوري لم تفاجئه مواقف جنبلاط الملتبسة، بل على العكس كان يدرك وينتظر حرفياً ما قاله جنبلاط، بل أيضاً ما لم ينطق به من على الشاشة التي أحرجته في كثير من الأسئلة المطروحة.
وتؤكد المصادر السورية 'أن سورية تجاوزت الأزمة وليست في حاجة الى جنبلاط في معركتها التي شارفت على خواتيمها السعيدة'. وتجزم تلك المصادر ان 'صاحب الرادارات السياسية لديه تقديرات مشوشة، وثمة من يرسم له صورة مغايرة لحقيقة الموقف داخل سورية، ولذلك يسلك طرقات وعرة لن توصله الى حقيقة الموقف وصوابيته'. وتمضي تلك المصادر السورية الى القول: 'لو أن جنبلاط يدرك حقيقة الوضع لما التبس في مواقفه، فسورية ليست على شفير الهاوية بل على قمة الاطمئنان، وبدأت تفكر في ما بعد الأزمة من خيارات'.
حول الرسالة المزدوجة لجنبلاط 'مع المقاومة وضدّ سورية' يضحك كثيراً أحد العارفين بالسياسة السورية، مؤكداً أنها رسالة فارغة وبلا جدوى. 'فلا يمكن لأحد أن يفصل المقاومة عن سورية، وبقية قوى المقاومة والمجابهة'. وحول كيفية التعامل مع جنبلاط في المرحلة المقبلة. تبدو سورية حريصة على ضمان استقرار لبنان واستكمال الحكومة لعمرها الطبيعي والمديد. فالفراغ لن يكون في مصلحة الشعب في لبنان وسورية.
اما عن استقبال الرئيس بشار الأسد للنائب جنبلاط فيبدو أن الأمر بات صعباً. فيما لم تغلق أبواب دمشق أمام الوزير غازي العريضي، ولو أن الطريق باتت أطول لوزير الأشغال والطرقات.
اما في ما يخص 'فيلتمان' و 'اللواء ناصيف' فحتماً فيلتمان هو الأكثر سعادة بكلام جنبلاط، باعتبار أن عنوان المرحلة هو الهجوم على سورية، تمهيداً للانقضاض على المقاومة، لذا كل ثناء على المقاومة هو ضمن التكتيك، لا ضمن الاستراتيجية البعيدة.


ـ 'النهار'

'الإشتراكي' يخشى شرخاً داخلياً في حال رفض التمويل المحكمة: المعادلة 2
روزانا بومنصف:
 
لدى الحزب التقدمي الاشتراكي منطقه الخاص في موضوع تمويل المحكمة الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي لم يغب على الارجح في اللقاء الذي عقد الاسبوع الماضي بين رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط والامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله بل كان في جوهرها، من ضمن جملة المواضيع التي تم بحثها. فالحكومة التي ستؤجل هذا الاستحقاق الذي تواجهه في مناقشة الموازنة اليوم الى شهر كانون الاول على اساس انتظار ما يمكن ان تسفر عنه التطورات الاقليمية او ما يمكن استباطه من حلول في حال امكن ذلك، ستواجه هذا الاستحقاق عاجلا ام آجلا. وفي حين اعلن الحزب قبل ايام ان الامور يمكن ان تعالج بالتصويت في مجلس الوزراء، فان هذا الاستحقاق يغدو استحقاق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الدرجة الاولى الذي يتعين عليه حسم الالتزام الذي قطعه من جهتين في حال لم يسفر التأجيل عن نتيجة ايجابية ورفض التمويل في مجلس الوزراء: الجهة الاولى إزاء طائفته وقاعدته الداعمة للمحكمة وتاليا لتمويلها وعدم القدرة على مواجهتها برفض الحزب الموافقة على التمويل مع ما يعنيه ذلك بالنسبة اليه على المستوى الشخصي، وازاء الخارج لجهة مصير الاختراق الذي استطاع تحقيقه مع بعض العواصم المؤثرة عربيا ودوليا نتيجة الالتزامات التي قطعها في هذا الاطار. وهو استحقاق رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نتيجة التزامه كما التزم الرئيس ميقاتي في الامم المتحدة وابان رئاسة لبنان لمجلس الامن القرارات الدولية والمحكمة الدولية مما يعرض صدقية أهم المواقع الرئيسية في البلد للخطر ويطيحها.

الا ان ما يخشاه الحزب الاشتراكي يتصل على ما يبدو بالقلق الكبير الذي يمكن ان يحدثه الشرخ الداخلي لجهة رفض التمويل وتاليا الاستهانة برأي قسم كبير من اللبنانيين ومشاعرهم يشكلون في ظل الانقسامات المذهبية الحاصلة القسم الآخر المطالب بالعدالة ومعرفة الحقيقة. ولذلك فان منطقه يستند الى واقع محاولة التوفيق في معادلة واحدة بين القناعة والمصلحة. اذ انه قد يكون مثاليا ان يتوافق العاملان معا اي ان يكون المرء مقتنعا بشيء ما ويرى فيه مصلحته في الوقت نفسه لكن يضطر المرء احيانا الى الموازنة بين الامرين او يسعى الى مصلحته ولو من دون قناعة. وهذه ما يحاول الحزب ارساءه، المنطق ازاء المحكمة. ووفق ما يشرح وزير الاشغال العامة غازي العريضي فان 'القناعة لدينا هي في مبدأ المحكمة وصولا الى العدالة والحقيقة في المبدأ كما لدينا قناعة بأن هذه المحكمة صدرت بقرار عن مجلس الامن واننا لم نوافق على مشروع او فكرة اميركية اسرائيلية ولا ننظر الى المحكمة على انها كذلك'. يتناقض ذلك جذريا مع المنطق الذي يسوقه 'حزب الله' من ان المحكمة اسرائيلية اميركية وهو يرفض التعاون معها او تمويلها على هذا الاساس، لكن للحزب الاشتراكي المبررات التي تستند الى ان فكرة ' المحكمة اقرت على طاولة الحوار بالاجماع وصارت مناقشات كثيرة مع الحزب حين تولى الوزير بهيج طباره ذلك ولم يناقش احد يومئذ فكرة المحكمة على انها فكرة او قرار اميركي او اسرائيلي'.
ويتفق الحزب الاشتراكي مع 'حزب الله' على ان 'اسرائيل تريد استغلال اي شيء في المحكمة او سواها وهو امر ليس جديدا' كما يؤكد الوزير العريضي. 'فهذه طبيعة اسرائيل التي تحاول ان تستفيد من كل شيء لإثارة مشاكل وانقسامات وإضعاف كل دول المنطقة ومن بينها لبنان. وهي تستفيد راهنا مما يجري في سوريا وفي سائر الدول العربية. والامر الآخر هو اننا على مستوى الحزب كنا الطرف الوحيد الذي دان التسريبات منذ دير شبيغل وصولا الى كل التسريبات الاخرى. فهذه ثغر يتعين على المحكمة التعامل معها بحيث يكون مسارها سليما ودور للعدالة فيها ولذلك فان قناعتنا ان تأخذ المحكمة مداها'.

اما المصلحة فهي مبنية على امرين ايضا في منطق الحزب الاشتراكي كما يشرح العريضي. 'الامر الاول هو شئنا ام بينا وجود فريق كبير جدا في لبنان يعلق املا كبيرا على المحكمة في سلسلة اغتيالات وسقوط ضحايا كثر. ولا يمكن ادارة الظهر لهؤلاء الناس في ظل الانقسام المذهبي الحاصل. فحين كانت معادلة السين السين كان المسعى للأخذ في الاعتبار مخاوف وهواجس الطرفين في حين ان اسقاط الحكومة وتطيير المعادلة الثنائية ادى الى تعزيز الانقسام وزاد كثيرا نسبة المخاطر علما اننا نرى كحزب انه صرنا اكثر اضطرارا لان ناخذ مطالب هذا الفريق في الاعتبار. والامر الاخر هو الالتزام الذي قطعه المرجعان الاساسيان في الدولة في الامم المتحدة بحيث تقضي المصلحة السياسية بألّا نعرض انفسنا لاي مشكلة مدركين ان المحكمة مسارها طويل وامكان التعامل معها بنفس هادئ متوافر وكذلك الامر بالنسبة الى دحض قرائنها او اثباتاتها'.
لكن هذا المنطق لم يجد الصدى الايجابي المطلوب في اللقاء بين جنبلاط والسيد نصرالله بدليل الموقف العلني الذي خرج به الحزب عن التصويت في مجلس الوزراء بعد هذا اللقاء مما يعني ان اي تسوية او تفاهمات غير محتملة في الافق المنظور عل الرهان على الوقت يعطي الحكومة مهلة اضافية.


ـ 'اللواء'
'عندما يرتد السحر على الساحر'
تهريب السلاح الى سوريا ظاهرة غير منظمة

في وقت دخلت الانتفاضة الشعبية السورية شهرها الثامن، يجمع خبراء على ازدهار حركة تهريب السلاح الخفيف إلى الداخل السوري من دول حدودية بينها لبنان، مؤكدين أنها لا تتم برعاية سياسية او اقليمية بل تبتغي الربح قبل كل شيء&bascii117ll;ويقول الباحث بيتر هارلينغ من مجموعة الازمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) أن <شبكات التهريب الناشطة منذ زمن على طول الحدود حصرت نشاطها على ما يبدو منذ اشهر بتهريب السلاح>&bascii117ll; ويضيف <نشأ سريعا سوق للسلاح في بلد لم تكن الاسلحة تتنقل فيه بسهولة كما في لبنان والعراق واليمن وليبيا>&bascii117ll;
ويتابع هارلينغ الذي يتخذ من دمشق مقرا <حتى الآن، يبدو دافع المهربين تجاريا>، مضيفا <لو كان هناك رعاة اجانب (لحركة التسلح) كما يقول النظام (السوري)، لكانت المواجهة مع القوى الامنية اكثر قوة مما هي عليه>&bascii117ll;
ويؤكد دبلوماسي غربي في بيروت رافضا الكشف عن هويته <حصول عمليات تهريب للسلاح من لبنان الى سوريا&bascii117ll; لكنها مبادرات فردية>&bascii117ll;

ويضيف <قد تكون بين هؤلاء الافراد شخصيات متعاطفة مع طرف سياسي معين، لكن لا يمكن القول ان فريقا سياسيا يقف وراء ذلك&bascii117ll; (&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;) لقد أرسل السوريون سلاحا الى لبنان على مدى سنوات، والآن ارتد السحر على الساحر>&bascii117ll; كما يشير الى ان السلاح يدخل سوريا ايضا من العراق وتركيا&bascii117ll;
وتتهم السلطات السورية تيار المستقبل، ابرز مكونات المعارضة في لبنان، وشخصيات سياسية بامداد ما تسميه بـ <العصابات المسلحة> في سوريا بالمال والسلاح، الامر الذي ينفيه التيار بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بشدة&bascii117ll;وتم خلال الاسابيع الماضية توقيف عدد من اللبنانيين والسوريين في مناطق مختلفة من لبنان بتهمة تهريب سلاح الى سوريا&bascii117ll; واوضح مصدر قضائي لفرانس برس ان الاسلحة التي ضبطت معهم هي اما اسلحة صيد واما اسلحة خفيفة بكميات ضئيلة&bascii117ll;وقد ارتفعت اسعار اسلحة الصيد على انواعها، ونشطت تجارة البنادق الرشاشة والقنابل في السوق السوداء&bascii117ll; ويقول تاجر سلاح يملك ترخيصا قانونيا رافضا الكشف عن هويته، لوكالة الأنباء الفرنسية <السوريون يسحبون كل السلاح، لذلك ترتفع اسعاره>&bascii117ll;
ويوضح ان الاسلحة هي <من بقايا الحرب الاهلية (1975-1990) او تم تهريبها خلال السنوات الماضية من العراق>&bascii117ll; ويؤكد تاجر آخر يعمل سرا في الشمال ان <سعر الكلاشينكوف المستعمل ارتفع من 700 او 800 دولار الى 1300 او 1500>، موضحا ان <بنادق الكلاشينكوف وذخيرتها مطلوبة اكثر من غيرها>&bascii117ll;

ويوضح التاجر ان الزبائن السوريين يفضلون الكلاشينكوف الصيني او الروسي على رشاشات من صنع ايراني او عراقي موجودة في السوق&bascii117ll;كما ارتفع سعر القنبلة اليدوية من خمسة دولارات الى اكثر من عشرة، وقذيفة الار بي جي من سبعين الى مئتي دولار&bascii117ll;وكثر الطلب ايضا على بنادق الصيد خمس طلقات، الاوتوماتيكية او من طراز <بامب اكشن>، التي يتم استيرادها من تركيا بسعر يتراوح بين 170 و200 دولار، لتباع ب400 او 500 دولار&bascii117ll; ويشير الى ان تسليم البضاعة يتم في مناطق نائية ومعزولة، وتنقل الاسلحة غالبا عبر مسالك ترابية وعرة، بالسيارات او سيرا على الاقدام&bascii117ll;ومنذ منتصف تموز، تقلصت الى حد بعيد عمليات تهريب المازوت والاغذية وغيرها من السلع القائمة بين لبنان وسوريا منذ عقود في ظل غض الطرف من الحكومتين، بسبب الاجراءات الامنية المشددة التي اتخذها الجيش السوري على الحدود لمنع فرار جنود وتهريب سلاح&bascii117ll; وتسبب ذلك بتقييد حركة تهريب السلاح، لكنه لم يوقفها&bascii117ll;

ويقول الخبير العسكري الياس حنا <هناك اكثر من خمسين معبرا غير شرعي بين لبنان وسوريا (&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;)، ويستحيل نشر جندي في كل متر> من الحدود الممتدة على مسافة حوالى 330 كلم بين البلدين&bascii117ll;ويضيف <الحكومة اللبنانية الحالية موالية لدمشق وقد اتخذت تدابير مشددة لمنع تهريب السلاح، وكذلك فعل حزب الله>، حليف سوريا الذي بنى ترسانته من شحنات مصدرها إيران وصلته عبر الاراضي السورية، بحسب تقارير من دول غربية والامم المتحدة&bascii117ll;ويؤكد الدبلوماسي الغربي ان حزب الله، وهو القوة اللبنانية الوحيدة المسلحة الى جانب الدولة، عزز وجوده على الحدود الشرقية بهدف ضبط عمليات التهريب&bascii117ll;
ويوضح احد وجهاء منطقة وادي خالد الحدودية الشمالية رافضا الكشف عن هويته ان <هناك شقا في عمليات التهريب يمليه التعاطف مع المعارضين السوريين، فالبعض يحاول ان يوفر للثوار ادوية ودما وامصالا و&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; سلاحا>&bascii117ll; ويضيف <الا ان الشق الاكبر يتعلق بالتجارة&bascii117ll; فالسلاح كما الدواء مطلوبان بقوة في سوريا، ويتم بيعها باسعار خيالية>&bascii117ll;ويؤكد هارلينغ ان هدف اقتناء السلاح <حتى الآن من الجانبين هو الدفاع عن النفس>، موضحا ان <هناك قرى علوية (موالية للنظام) تسلحت بشكل واسع خوفا من عمليات ثأر محتملة&bascii117ll; فيما يميل المحتجون اكثر فاكثر الى التسلح لمواجهة نظام يجعل الشعب يدفع ثمنا باهظا لكل شكل من اشكال الاحتجاج>&bascii117ll;

ويؤكد العميد المتقاعد ان <نوعية السلاح (الخفيف) الذي يدخل سوريا حاليا لا تؤدي الى قلب موازين القوى&bascii117ll; ولا توجد هيكلية منظمة لتهريبه>&bascii117ll;

ويتابع <عندما تتغير مواقف الدول المجاورة لسوريا، وخصوصا تركيا، الرافضة حتى الآن لتمرير السلاح او اقامة منطقة آمنة على حدودها، يتغير نمط ارسال السلاح ونوعيته وكميته ويصبح مؤثرا>&bascii117ll; ويقول حنا <حتى الآن، لا شيء من كل هذا&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; والمسألة في سوريا تبدو طويلة>&bascii117ll;

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد