قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 19/10/2011

ـ 'الديار'
'الحداء' يرتفع في المنطقة الدرزية: يا غيرة الدين... الفرس قادمون
روائح خبيثة تنبعث من الجاهلية: 8 آذار ستدخل وهاب شريكاً في الثنائية الدرزية
إبراهيم جبيلي:

استنفار وضجيج داخل المنطقة الدرزية في الجبل، والحداء يرتفع: يا غيرة الدين، الامبراطورية الفارسية تبسط الهيمنة في الداخل الدرزي، وإن &laqascii117o;وئام طروادة" قضى على الخصوصية الدرزية الصافية من زي عرق آخر، وكاد الوافد حديثاً الى النادي السياسي الدرزي، أن ينجح في الدخول الى مصاف القادة الكبار للطائفة، فوئام وهاب اخترق واحتل موقعاً سياسياً وقيادياً، ونجح ايضاً من تحويل الثنائية التاريخية الى زعامة مثلثة الاضلاع، وهكذا لم يتوقف الشغب الوهابي بتصريحاته التي تخرج عادة عن النص، بل نجح في ادخال السوريين الى الجبل كفاعلين من أهل البيت الدرزي، واستطاع من استقدام الايرانيين الى العمق الدرزي، في حين كان الزعماء الدروز يحاذرون من اقحام &laqascii117o;الغرباء" في الخصوصية الدرزية، والزعيم وليد جنبلاط أوقف حلفاءه الفلسطينيين والسوريين في حرب الجبل على تخوم المنطقة الدرزية، وهو ايضاً دمّر المنازل في ساحل الشوف، خوفاً من &laqascii117o;توطين شيعي" في الساحل الدرزي الممتد من الأوزاعي على طول الساحل وصولاً الى صيدا.
فالأوساط الاشتراكية تؤكد بأن حجر الأساس لمستشفى سلمان الفارسي في ديردوريت سيبقى حجراً تأسيسياً، لأن الشحّ الايراني وصل بنضوبه الى القضايا الاساسية في لبنان، وباتت الأموال الايرانية والاموال السعودية صنوان، شحّ وتقطير، وان الامداد بات يرتبط بتطورات المنطقة والتغييرات القائمة فيها، وتعتبر الأوساط الاشتراكية بأنه لو قيض للمشروع ان يبصر النور، فهو سيؤول في النهاية للاشتراكيين الذين يمثّلون تسعين بالمئة من غالبية الدروز، وضمن هذا التصور نعتبر ان اي مشروع خيري، مستشفى، مدرسة مفيد جداً لأهالي الجبل، وكم تمنينا - تضيف الاوساط - بأن يهتم الايرانيون ومعهم مساعي الوزير السابق وهاب، بالمستشفى الجاهز في عين وزين، كي يصبح هذا المستشفى لائقاً صحياً وفعالية بأهل الجبل، لكن يبدو أن الأهداف الايرانية هي غيرها التي لدى حزب الله، فالحزب يسعى خلافاً للرغبات الايرانية الى تعزيز المرجعية الارسلانية، وبأن الأولوية هي لعلاقات جيدة مع المير طلال ارسلان خصوصا لما للاخير من دور توافقي فعال في الملمات وتحديداً اثناء اشتباكات 7 أيار.

ولفتت الاوساط الاشتراكية عناية من يهمهم الأمر، بأن النائب وليد جنبلاط وجه عبر تلفزيون &laqascii117o;المنار"، اثناء مقابلته مع الزميل عماد مرمل، رسائله الدرزية، مؤكداً من خلالها بأن المير طلال ارسلان هو المرجعية، وإن الحزب الاشتراكي وحزب الله يعتمدان على همّته في معالجة اي سوء تفاهم او إشكال بينهما ونحن بدورنا، تتابع الاوساط الاشتراكية، نعقد الاجتماعات التنسيقية في دارة المير في خلدة، وهذا أمر بات معروفاً لدى الجميع، بأن الاشتراكيين هم الراغبون بأن تكون خلدة المكان لهذه الاجتماعات، لكن في المقابل، تضيف الأوساط، فإن اللافت والمستهجن، بأن طهران اعتمدت الجاهلية للدخول الى العمق الدرزي، ولم تنفع محاولات المير طلال ارسلان ولا مناشدات وليد جنبلاط بضرورة الدخول الى البيوت من أبوابها الرئيسية، لكن ايران كان لها رأي آخر، وفضلت ان يكون الوزير السابق وئام وهاب وكيلاً معتمداً لها في الجبل الدرزي. وتوضح الأوساط الاشتراكية بأن وهاب يأكل من كيس المير شعبياً، وهذا أمر ثابت وواضح، وتطمئن الأوساط بعض المشككين بأن وهاب لن يستطيع كسب ودّ اي اشتراكي، فالمحازبون استمروا على ثباتهم وخياراتهم منذ اربعين عاماً ولا يزالون، لكن الزعيم الدرزي يخشى على الثنائية التي حكمت الجبل وان بنسبة متفاوتة من اي دخول يعكّر الأمزجة الدرزية والتاريخ الشعبي الموالي، وتنطلق الأوساط بدلالتها على التاريخية الارسلانية، لتؤكد على التاريخ العريق لآل جنبلاط، وإن هذه الثنائية ملؤها العراقة والتاريخ، فيما الوافدون اليها هم الطارئون كما يحصل الآن مع الوزير السابق وئام وهاب الذي أحضر &laqascii117o;الغرباء" الى الخصوصية الدرزية، ويكاد أن يضع المقدرات الدرزية بين ايدي السوريين او الايرانيين او في ايدي الاثنين معاً.
وتستمرّ الأوساط الاشتراكية في القراءة الميدانية &laqascii117o;للطوشة" التي خلّفها وهاب داخل مناطقهم الدرزية، فيعتبرون ان احتفالات وضع الحجر الأساس والحشد الذي حضر، ومسارعة وسائل اعلام التيار الوطني الحرّ لنقل الحدث مباشرة، هو تأكيد للواقع الذي بدأ يترسخ منذ تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وان الكلام الذي أشيع عن الوسطية التي ستتحكم بمقدرات السلطة هو كلام فارغ وغير دقيق، لأن الصحيح هو أن قوى 8 آذار هي الحاكمة حالياً بأمرها، وهي تتحكم بالتعيينات وبسائر الملفات الاستراتيجية ذات الصلة بالأمن والحدود والخروقات الحدودية، وتضيف هذه الأوساط، بأنه خلافا للتستر الدائم وراء تصاريح العماد ميشال عون الفالتة من اي عقال، فان القرار الفاعل والاستراتيجي هو بين ايدي الفاعلين والاقوياء في التحالف الجديد، ففي الأمس القريب استطاع حزب الله من تعيين رئيس جديد للجامعة، واستطاعت 8 آذار الامساك بخناق التمويل والمحكمة الدولية، ونجحت في قطع &laqascii117o;حبل السرّة" اللبنانية مع لاهاي، وتركت الرئيس نجيب ميقاتي يتخبط وهو يفتش عن الحلول الوسطية المستحيلة التي ترضي المجتمع الدولي ولا تنفّر حلفاءه في 8 آذار داخل الحكومة.

وفيما النائب وليد جنبلاط يشم الروائح الخبيثة المنبعثة من بلدة الجاهلية، ومثله ايضاً يرتاب النائب طلال ارسلان، والاثنان يشعران بأن &laqascii117o;الحياكة" لدى 8 اذار ستدخل وهاب لاعبا اساسيا وشريكا فعالاً في المقدرات الدرزية خصوصاً ان الاخير نسج جيداً علاقاته مع الرابية وأهلها، وان اللوائح المنتظرة قد تحمل في الانتخابات النيابية المقبلة أسماءً جديدة لا علاقة للثنائية الدرزية بها، فتصبح لوائح الشوف وعاليه رهنا بالرابية وحارة حريك وابن الجاهلية، خصوصاً ان القاصي والداني يدرك بأن العونيين لم ولن يصوّتوا للزعيم الدرزي، فالكيميا بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي ليست على ما يرام، ولا تطابق مزاجياً انتخابياً بينهما، بل ان خطوط التماس الانتخابية في الدوائر الاشتراكية هي مع الطائفة السنية، وإن الأمزجة الاشتراكية تطابقت في السابق مع الاحزاب المسيحية كالقوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية اكثر مما هي متطابقة حالياً مع العونيين وسائر الأطراف في قوى 8 آذار.
وتؤكد الأوساط الاشتراكية بأن المرحلة المقبلة ستشهد معارك &laqascii117o;دبِّي واعصري" بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني الحر على طاولة مجلس الوزراء، وان السجالات بينهما لن تتوقف طالما ان وزراء عون يصولون ويجولون على هواهم داخل الحكومة، فالوزير وائل أبو فاعور ينتظر بفارغ الصبر الردّ على عنتريات الوزير شربل نحاس، والوزير غازي العريضي سيمنع الوزير جبران باسيل من رفع ابهامه الدائم في وجه الجميع، فأصبح لكل موضوع نقاش، وأصبح لكل قضية مساءلة، فلن يرضى الاشتراكيون، مالكو بيضة القبان داخل البرلمان، ان تستمر قوى 8 آذار في ممارسة سياسة التاجر والفاجر، وان دخول هذه القوى الى عمق المناطق الدرزية هو معركة في حروب طويلة... والى المشككين بحتمية انسحاب هؤلاء، عليهم مراجعة نتائج حرب الجبل، وسؤال القوات اللبنانية عن كيف خرجت واندحرت من الجبل الدرزي


ـ 'الديار'

الحريري سيلتقي أقطاب 14 آذار في باريس لوضع خطة تحرّك تُواكب التطورات
وجدي العريضي:

تتجه الانظار الى باريس بحيث من المرتقب ان يلتقي الرئىس سعد الحريري الموجود في العاصمة الفرنسية بأقطاب قوى الرابع عشر من آذار وقيادات &laqascii117o;تيار المستقبل" ويعوّل كثيرا وبحسب مصادر هذه اللقاءات في توقيتها المفصلي وبعدما حدّد وحسم الحريري لاءاته السياسية المحلية والاقليمية في هذه المرحلة الحرجة التي يجتازها لبنان والمنطقة.
وتنقل مصادر 14 آذار عن الرئيس الحريري حرصه على حلفائه ومتابعته المسيرة السيادية وخط العدالة معهم كذلك اعتبار امن واستقرار المملكة العربية السعودية خطاً احمر وادانة وشجب اي اعتداء يطاول الرياض ولا سيما محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، كما تنقل المصادر عن الحريري ان لبنان كان ولا يزال الى جانب السعودية في السراء والضراء. وعن لقاءات باريس تقول المصادر عينها ان المرحلة المقبلة ليست بالعادية بل ثمة اجواء عن اسابيع حاسمة وكل الاحتمالات في لبنان والمنطقة واردة ومفتوحة على شتى الصعد، وهذه الامور سيبحثها اقطاب 14 اذار مع الحريري كما سيبحثون في الشأن اللبناني بكل تفاصيله لا سيما الخروقات السورية التي حصلت مؤخرا في عرسال وسواها ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى لبنانيين في ظل صمت لبناني رسمي مريب على حدّ قول مصادر 14 آذار. وتشير المصادر نفسها الى ان اجتماعات باريس ستتطرق الى موضوع خطف لبنانيين كما سيعرضها نواب 14 آذار على لجنة حقوق الانسان النيابية وثمة تواصل وتنسيق بين نواب المعارضة لإثارة هذا الموضوع ومتابعة واذا استدعى الامر اثارته على اعلى المستويات الدولية و المنظمات الانسانية.

اضافت مصادر 14 آذار ان اجتماعات باريس ستعرض موضوع تمويل المحكمة وعدم التزام الحكومة بتعهداتها امام المجتمع الدولي، اضافة الى ممارسات الحكومة الميقاتية وسيرها بأجندة حزب الله وسوريا وطهران الامر الذي تبدى بوضوح من خلال دور واداء وزير الخارجية عدنان منصور والذي ينفّذ التعليمات السورية بشكل فاضح.
وتقول مصادر عينها انه خلال الاجتماعات مع الحريري سنضع خطة تحرك للمرحلة المقبلة على ضوء التطورات اللبنانية والاقليمية وثمة اجواء ايضا عن التحضير والاعداد لوثيقة سياسية تتناول عناوين المرحلة وتفعيل دور المعارضة في كل الميادين والمجالات لا سيما ان انتخابات نقابة موظفي المصارف في الشمال وسواها من الاستحاقاقات النقابية والطالبية تؤكد على دور المعارضة وحضورها وهزالة حضور الرئيس نجيب ميقاتي.
ولفتت مصادر 14 آذار الى ان هناك سلسلة خطوات مهمة للمعارضة يحضّر لها تماشيا مع معطيات واجواء المرحلة الراهنة مع التأكيد على مقاطعة الحكومة ومعارضتها وبالتالي السعي لإسقاطها لن ولم يتوقف وقد تسقط من داخلها في ظل غياب التجانس، والتضامن بين مكوناتها لا سيما بعد مواقف رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط والتي اربكت الاكثرية الحالية واخذ بعض قادتها يهاجمون النائب جنبلاط على خلفية حرصه على تمويل المحكمة.
وتعتبر مصادر 14 آذار ان كلام ميقاتي بما ان الحكومة مستمرة والبعض يتمنى استقالتها فذلك من باب المكابرة ولكن في الوقت نفسه ان مواقفه تؤكد على مناوراته السياسية وعدم التزامه بما يقوله في لبنان وما تطرق اليه في نيويورك الى العشوائية والبدائىة في معالجة الملفات السياسية والاقتصادية والضياع الحكومي والانقسام الواضح بين مكوناتها الى تمويل المحكمة ما يعني ان اقوال ميقاتي وبحسب مصادر المعارضة تحتاج الى ترجمة وافعال بينما الموضوع الاهم ان استقالة او استمرار ميقاتي على رأس هذه الحكومة ليس بيده اطلاقا.


ـ 'الديار'

اختلف مع 'حزب الله' على سوريا عام 2005 والمشهد يتكرر في الـ 2011
جنبلاط لم يعد مرغوبا ًفي دمشق بعدما انحاز ضد نظامها الى جانب 'الثورة السورية'
كمال ذبيان:

في العام 2005 ومع الانقسام السياسي الذي نتج عن تنظيم &laqascii117o;حزب الله" وحلفائه بما عرف قوى 8 اذار التي زحفت الى ساحة رياض الصلح تقول &laqascii117o;شكراً سوريا" التي اتخذ رئىسها بشار الاسد قرارا بسحب القوات السورية من لبنان فرد المناهضون للوجود العسكري والامني السوري بزحف قيل انه مليوني الى ساحة الشهداء في 14 اذار ليرفعوا شعار &laqascii117o;سوريا اطلعي برا" . وبعد الخروج السوري واقتراب الانتخابات النيابية في ايار من ذلك العام فما كان من النائب وليد جنبلا الا ان ابتدع &laqascii117o;التحالف الرباعي" الذي ضم الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار &laqascii117o;المستقبل" وحركة &laqascii117o;امل" و&laqascii117o;حزب الله" مع حلفائهم وكان يريد من هذا الحلف الانتخابي توظيفه سياسيا في معركة تغيير النظام السوري وعدم الاكتفاء بإسقاط النظام الامني اللبناني - السوري المشترك وقد رأى رئىس الحزب التقدمي الاشتراكي ان الفرحة مناسبة &laqascii117o;للبننة حزب الله" ونزع سلاحه بالحوار واحتضانه وتسليمه الى الدولة وانخراط مقاتليه بالجيش وابعاده عن سوريا.امنية جنبلاط ورغباته لم تدم اشهرا اذ وقع الخلاف بينه وبين الامين العام &laqascii117o;لحزب الله" السيد حسن نصرالله حول سوريا بعدا ن وجه الاخير التحية الى قيادتها واكد على دورها في دعم المقاومة وحمايتها وتأييده للخيار السياسي الذي يسلكه النظام السوري الذي راهن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي على سقوطه كما قيل له في واشنطن.
اختلف جنبلاط ونصرالله على سوريا ولم يتصالحا الا بعد ان اقتنع الاول ان لا قرار بتغيير النظام اميركيا بل تبديل سلوكه لا بل صالحت الادارة الاميركية الرئيس الاسد وارسلت الوفود الى دمشق بعد ان تحقق انتصاران للمقاومة في لبنان في صد العدوان الاسرائىلي في تموز 2006 وفي غزة في كانون الثاني 2009، وهذا ما دفع بجنبلاط الى اعادة التموضع في محور المقاومة واعلن في 2 اب 2009، خروجه من قوى 14 آذار وعودته الى التحالف مع المقاومة واعتذاره ما بدر منه من مواقف ضدها، وكان عبوره الى الضاحية الجنوبية مدخلا للانتقال الى دمشق بعد ان اطلّ على شاشة &laqascii117o;الجزيرة" معتذرا عن تطاوله على الرئيس السوري بشار الاسد الذي استقبله في نيسان 2010 بعد ان زارها سعد الحريري رئىسا للحكومة.
ويعود الخلاف على سوريا مع &laqascii117o;حزب الله" الذي يقف الى جانب النظام السوري بإصلاحاته ويدعو الى الاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدتها وموقعها كدولة في محور المقاومة والممانعة في حين ان جنبلاط وقف الى جانب &laqascii117o;الثورة السورية" وامتدحها وغمز من قناة القيادة السورية وحملها مسؤولية اهدار الدم وذهب الى انظمة تحرك الشارع فيها مؤيدا موقفها من الاحداث في سوريا التي اقفلت الابواب بوجهه وباتت تعتبره منذ اشهر اصبح بعيدا عنها وهو ما ينظر اليه ايضا &laqascii117o;حزب الله" الذي لم يعد يرى فيه حليفا سياسيا يستند اليه او يصدقه المواقف. ففتح ابواب حارة حريك امام جنبلاط من جديد، لن تفتح له باب الحارة في دمشق، التي لم تعد تطيق ان يلعب دور &laqascii117o;النمس" في ذلك المسلسل السوري بل تريده &laqascii117o;الزعيم" فيه.


ـ 'الديار'

 أوساط جنبلاط خايفة من بكرا: كل الحكاية 'وجهة نظر'؟
عيسى بو عيسى:

تدور الدوائر والاحداث الكبيرة منها والصغيرة ووليد جنبلاط يستقطب الحدث، لا يتراكض وراء وسيلة اعلامية بل من المفترض ان يتهافت عليه الجميع، انه &laqascii117o;وكر من نار" يقول احد المطلعين على الحياة السياسية لزعيم الدروز في لبنان، اقفل مؤسساته الاعلامية داعياً مدى حاجة الوسائل الاخرى اليه فيما من لديهم الفضاء الاعلامي تراهم يستنجدون بصحيفة من هناك واذاعة من هناك، خلاصة القول ان جنبلاط رجل مستقطب بالرغم من عدم ثباته السياسي ولربما اصبح هذا التوجه قاعدة في العمل السياسي في البلدان المتخلفة، ويضحك جنبلاط في سره على من يتمسك بالثوابت الخاصة به لانه عليم بأن مكانها &laqascii117o;السخيف" في مزبلة التاريخ، ومن لا يستطيع الصراع من اجل البقاء بأية وسيلة كانت سوف يرحل ويضمحل، ويقول المطلعون ان الزعيم الدرزي &laqascii117o;اخترع" من عندياته موقعاً للتموضع الحقيقي فيما الباقي سلسلة من المواقف التي تحتمل الالتواء والتجليس، وهذا الموقع يتمثل ليس بما يمكن ان يطلق عليه تسمية &laqascii117o;وجهة نظر" فقط انما هو المكان الحقيقي الجالس فيه جنبلاط في الآونة الصعبة، يجلس هناك وراء وجهات النظر &laqascii117o;لا اكثر ولا اقل" ومن يستطيع الولوج الى مفردات المفاهيم عليه ان يفهم العنوان فيما التفاصيل تندرج تحت عنوان الموقف الحقيقي والفرق بين وجهة النظر والموقف ان الاولى تشكل الجزء الحقيقي للترجمة الفعلية لما يضمر جنبلاط.
ولا ريب يقول مقربون من جنبلاط انه اسلوب ناجح يأتي موقعه بين الحقيقة المراد تغطيتها بمجرد وجهة نظر ليضيف عليها نكهة &laqascii117o;لا اكثر ولا اقل" واذا أراد البعض المزيد من سبر حقيقة الغموض ما عليه سوى استفسار ما معنى هذا؟ ليأتي الجواب من الزعيم الاشتراكي وفق التالي: الله يخليك لحد هون وبس؟!

وجنبلاط الحانق على هذا والعاتب على ذاك والخائف من الكل لا تتم مشاهدته في لقاءات 8 آذار ولا ضمن اجتماعات 14 آذار وصولا الى التمني بعدم وصفه بالوسطي، اذن يسأل المقربون اين هو الزعيم الدرزي؟ الاجابة انه متمترس خلال هذه الازمات وراء &laqascii117o;وجهة النظر" فهي لا تقيده باعتبارها مجرد رأي غير ملزم ولا تبعده فيما بعد وبعد اتضاح الصورة ليعود ويلتزم بمحتوبات وجهة النظر، انها صناعة سياسية فريدة لم يهضمها العماد ميشال عون ولم يركن لها سعد الدين الحريري ويضحك رئيس الجمهورية لدى سماعها، فهو اي جنبلاط وضع علامة ممتاز لعمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وما الفرق عنده ما دام لا يعطيه علامات من جيبه الخاص فغداً وعند مفترق آخر ينال الرئيس الحريري درجة اعلى منها ولكن لا يمكن للعماد عون ان يحلم بدرجة اقل من الوسط، فرئيس التكتل متمسك بثوابته وهذا ما يفرج اسارير جنبلاط الذي يعي مصير الهنود الحمر، ويسأل المطلعون هل عند مفارق السياسة الخطرة يعتبر هذا العمل &laqascii117o;شطارة"؟ ويأتي الجواب من خلال النتائج ان كان خلال الاجتياح الاسرائيلي في العام 1982 وتداعياته على الجبل اللبناني من مد وجزر في التعامل مع الواقع الذي كان قائماً، او في مراحل استهداف العماد ميشال عون عام 1990 لحظة أيقن جنبلاط ان القوات اللبنانية سوف تخرج من الجبل مهزومة وسيهزم العماد عون ويترك قصر بعبدا.

ويقول المقربون لم تكن لدى جنبلاط في تلك الآونة مجرد وجهات نظر متعددة لا اكثر ولا اقل انما استهزاء بالثوابت التي تمسك بها عون بالرغم من احقيتها لدى مطلقيها وكان لدى الزعيم الاشتراكي يقينا بأنه سيخرج منتصراً في ذلك الزمان، ولكن مع تطور الاوضاع وارتفاع قوة شكيمة حزب الله استنبط مفاعيل ومفردات سياسية مغايرة فالسكين على الرقاب وما من حيلة مع الحلفاء الغربيين الكاذبين فتركوه في السابع من أيار ليعزل نفسه بعدها باحثاً ومستكشفاً عن مخارج او حتى زعيم المختارة بصراحته المرماة عمداً في وسائل الاعلام ان الحلول تأتي وفق هدوء العاصفة انما خلال هبوبها ترتفع لديه مسائل وجهات النظر والفك عن الغاز مستترة لينبري بالاعتذار عما حصل منه في لحظة تخلي، انما اعاجيب العمل السياسي يقول المطلعون على السياسة الجنبلاطية الحديثة فهو بالاساس مؤمن بأن مفاعيل العمل المقاوم له تاريخ لصلاحيته وهذا ما اشار اليه ولكن بشكل سريع وهذا ما يشكل بالنسبة له الآن مجرد وجهة نظر فيما حقيقة ما يرمي اليه انه ترجمة فعلية للموقف الجذري والاساسي في ظل ما يحدث في الشرق الاوسط ولسوريا التي ارسل لها اعلامياً برنامج عمل اصلاحي يبدأ بالغاء المادة الثامنة من الدستور وصولاً الى وقف اطلاق النار على الناس وغامزاً من قناة المطلقين الآخرين على الجيش، ولا يلزم جنبلاط النظام السوري بما قاله ويمكن ان يذهب ابعد من ذلك اذا ما تم حشره ليعتبر ما ارسله مجرد وجهة نظر وليس على الرئيس بشار الاسد الالتزام به اذا ما التقى به يوما على اساس ان الموقف النهائي لجنبلاط يمكن ان تحدث له المغايرة الجذرية.
ويعدد المقربون سلسلة من وجهات النظر قدمها للقادة اللبنانيين وفق التالي:
1- لحزب الله، قدم وجبة كاملة من وجهات النظر وان كانت اكثر واقل مما جرى من احاديث بينه وبين السيد حسن نصرالله، فالمحكمة الدولية لا يمكن مقارعتها وفي حسابات السيد انها منتهية، وفي مسألة المقاومة لا يمكن ان يقوم لبنان وحده فيقدم له نصرالله تاريخ الثاني عشر من تموز من العام 2006 انموذجاً.
2- مع الرئيس الحريري، يربط جنبلاط اكثر من خيط عريض ولو التقى به في زفاف نجل غسان سلامة في باريس لقدم له صحناً كبيراً من وجهات النظر او اكثر بقليل على اعتبار الروابط الموجودة بينهما.
3- ومع اعضاء اللقاء الديموقراطي وعلى رأسهم النائب مروان حماده والنائبين فؤاد السعد وهنري حلو تقدم فهم فحوى العشاء لدى حماده الى الحد الذي يجمع قائد الاوركسترا ونائبه فيما الآخران اكتفيا بالوجبة المعتادة دون اعتراض من فرط الحاجة للزعيم وليد جنبلاط، وعرف حماده كما دائماً يعي ما يرمي اليه رفيق دربه فتعشى الصحن الرئيسي ملتفتا الى زميليه في سبر معالم وجهات النظر.
لا شك، يختم المقربون، بأن النائب وليد جنبلاط يعرف ما ينتظر طائفته في سوريا فهي ايضا لديها وجهة نظر انما اكثر منه وليس اقل وكل الحكاية تبدأ من هناك ولكن الحذر ان يعي النظام السوري ان وجهات النظر تتموضع خلف الحيثيات الحقيقية لجنبلاط وعندها تضيع كافة الابحاث والقواميس في المختارة... انها مرحلة تستحق وجهة نظر انما جنبلاط: خايف من بكر


ـ 'الحياة'

(... لم تكن حليفة يوماً)
جهاد الخازن:

المعلومات عن مؤامرة إيرانية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن كثيرة ومتماسكة، وما كانت إدارة أوباما أعلنتها لو لم تكن واثقة منها، ويبقى أن نعرف إذا كانت من عمل فريق متطرف صغير، أو أن تدبير المؤامرة جرى على مستويات أعلى في الجمهورية الإسلامية. في غضون ذلك أرفض رفضاً قاطعاً أن يقول بعض العرب إن إيران عدو أخطر على العرب، أو على هذا البلد أو ذاك، من إسرائيل، فالخطر الإيراني هو من النظام المتطرف، في حين أن إسرائيل عدو العرب والمسلمين جميعاً.بعض العرب سكت دهراً على ترسانة إسرائيل النووية ونطق كفراً عندما اكْتُشِف أمر برنامج نووي إيراني لم يصل حتماً إلى مرحلة إنتاج قنبلة نووية.كنت أتمنى لو أن كلا من مصر والمملكة العربية السعودية بدأ برنامجاً نووياً قبل سنوات، وكنت أفضل لو أن الكويت والإمارات العربية المتحدة كانتا سباقتين في المجال النووي، الأولى حتى لا تتعرض لاحتلال جديد من أي مصدر، والثانية حتى تكون مستعدة في وجه إيران التي تحتل جزرها الثلاث. دعوت هذه الدول دائماً الى خوض المجال النووي لسببين: الأول أن ترد على ترسانة إسرائيل بمثلها، والثاني لإدراكي أن سباق تسلح نووي حقيقي في الشرق الأوسط سيرغم الولايات المتحدة والغرب كله والشرق على بدء حملة لتجريد إسرائيل من أسلحتها النووية.
إذا كان من القراء من يعرف طريقة أخرى لتجريد إسرائيل من سلاحها النووي فليتفضل وينورنا برأيه، أما أنا فأصر على أن سباق تسلح نووي هو الوسيلة الوحيدة لإطلاق حملة هدفها جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل. وإن لم تنجح الحملة تكون الدول العربية قد حصلت على سلاح نووي ترد به على إسرائيل وإيران في المستقبل.
هل يريد نجوم الميديا العربية الذين أصبحوا يقدمون إيران في العداوة على إسرائيل أن يسمعوا مني كلاماً آخر لا يعجبهم؟منذ انفجار الخُبَر سنة 1996 الذي أثبت المحققون السعوديون مسؤولية حزب الله السعودي/ الإيراني عنه لم تتعرض الأراضي السعودية لأي إرهاب مصدره إيران، ولم تنسب الحكومة السعودية أي عملية إرهابية إلى إيران أو عملائها.أكتب معلومات لا رأياً، فالسعوديون لم يسلموا 'رقبة' إيران إلى الأميركيين بعد الانفجار الذي قتل فيه 19 جندياً أميركياً، والإيرانيون ردوا بالابتعاد عن أي إرهاب موجه إلى المملكة العربية السعودية.

غير أن المؤامرة التي كشفتها السلطات الأميركية أنهت هذا الوضع القائم بين السعودية وإيران، وأوجدت وضعاً جديداً، أو عادت بالوضع إلى أيام الإرهاب الإيراني المنشأ.أغامر بالقول إن إدارة أوباما قالت الحقيقة، فهناك متهم اعترف بدوره في المؤامرة، وهناك تحويلات مالية ثابتة، وهناك مخبر من عصابات المخدرات المكسيكية يعمل للسلطات الأميركية، وهناك تسجيلات بأصوات أبطال المؤامرة أو أشرارها. وإدارة أوباما تسرب معلومات إضافية كل يوم لأن فكرة المؤامرة لا تكاد تصدق، وقد أبدى الشك فيها بعض أبرز المعلقين الصحافيين الغربيين في أهم الصحف العالمية.
أرجو أن تكون السعودية والدول العربية الأخرى تعلمت درساً من المؤامرة لقتل السفير السعودي في واشنطن. فالاستنكار والإدانة والتنديد والتهديد لا تغني شيئاً، وإنما واجب الدول العربية أن تكون قوية بذاتها، وأن لا تنقل إلى إيران أو غيرها المسؤولية عن ضعفها. وأهم من هذا أو ذاك ألا تستقوي بأميركا فهذه لم تكن حليفة يوماً، وإنما تمارس سياسة خارجية مكتوبة في إسرائيل، فأقول لدعاة التدخل الأميركي لحماية هذه الثورة أو تلك إن الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية هاجمت أو شنت حروباً على الصين وكوريا وإندونيسيا وكوبا وبيرو ولاوس وكمبوديا وفيتنام وغرانادا وليبيا (1986) وبنما والعراق وأفغانستان ويوغوسلافيا، ولم يقم نظام ديموقراطي واحد في أي بلد هاجمته الولايات المتحدة أو غزته أو احتلته.


ـ 'الشرق الأوسط'

خرافات حول شاليط
عبد الرحمن الراشد:
 
الحقيقة، لم يكن لحركة حماس علاقة بالأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، على الرغم من أنه خطف باسمها وسجن باسمها أيضا، وأطلق سراح ألف أسير باسمها. بل إن خسائر الفلسطينيين من اختطاف شاليط أضخم من مكاسبهم. لكن هذه هي العادة؛ دغدغة العواطف بدل مناجاة العقول.
سبق أن رويت قصة الوساطة المصرية قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اتصل رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا، وهو فعليا القائد الأعلى للتنظيم. أبلغه حينها أن مصر استطاعت أن ترتب اتفاقا مبدئيا مع الإسرائيليين يقضي بإطلاق سراح شاليط مقابل إطلاق نحو ألف أسير فلسطيني عند الإسرائيليين. ولم يخف مشعل فرحته فرد موافقا على الصفقة. ثم نقل سليمان موافقة مشعل للرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، الذي بدوره هاتف الرئيس السوري بشار الأسد يبشره، وأبلغه بالصفقة المعروضة من الإسرائيليين وأضاف أن مشعل وافق عليها. وسأله الأسد مستنكرا: من قال لك إن مشعل موافق؟ فأجابه مبارك: عمر سليمان اتصل بمشعل قبل قليل وحصل على موافقته، فرد عليه الأسد غاضبا: ومن قال لك إن لمشعل علاقة بالموضوع (الصفقة)؟
فشلت، لأنه لم يكن لمشعل فعلا سلطة على شاليط. وتبين لاحقا أن لا أحد في قادة حماس يعرف شيئا عن مكان شاليط حتى يضمن إطلاق سراحه، لا خالد مشعل، ولا إسماعيل هنية، ولا محمود الزهار، والأرجح حتى موسى أبو مرزوق هو الآخر كان مثلهم. لقد خبئ شاليط في مكان ما لا يستطيع أحد من قادة حماس الوصول إليه، وصار واضحا منذ ذلك الحين أن الذين لهم القول الفصل هم الرئيس السوري والقيادة الإيرانية، التي اعتبرتها جزءا من معركتها الاستراتيجية مع إسرائيل ودبرت الخطة، خطف إسرائيلي من غزة واثنين من جنوب لبنان من قبل حزب الله في نفس الفترة.
لم تكن المرة الأولى التي استخدمت سوريا وإيران فيها الفلسطينيين لأغراضهم السياسية، التي قد تتفق مرات وتختلف مرات مع الأهداف الفلسطينية. كما استخدموا كثيرا حزب الله في لبنان لأهداف سورية - إيرانية.

أعرف أن هذا الحديث يزعج الذين رضعوا سنين من الدعاية الإيرانية - السورية التي كانت تستخدم عناوين شعبية وقضايا حقيقية، مثل الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان والقضية الفلسطينية لأهدافهم السياسية في المنطقة.
وهنا أنا لا أخلط بين الجانب الإنساني الذي يتمثل بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلية، واستغلال القضية لأهداف لا علاقة لها بالفلسطينيين أو حقوقهم. فخطف شاليط سبب في قتل مئات الفلسطينيين وسجن آلاف الفلسطينيين وتدمير غزة، وفوق هذا ضيق على حماس نفسها، التي أصبحت تلاحق الفصائل الفلسطينية من سلفية ويسارية حتى لا تخترق الحدود مع إسرائيل أو إطلاق بضعة صواريخ، أي إن حماس انتهت بعد خطف شاليط، كما أصبحت السلطة الفلسطينية ملتزمة بحماية الحدود مع إسرائيل. وفي المقابل، فإن اليمين الإسرائيلي المتطرف المتمثل ببنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته ليبرمان، وجدوا في اعتقال شاليط فرصة للصعود السياسي.
من الذي دفع فاتورة شاليط خلال خمس سنوات من أسره؟ عمليا، الفلسطينيون، بدليل أن الفرحة اليوم هي بالإفراج عن الأسرى، وبعضهم فرض على حماس تهجيرهم من فلسطين ليشتتوا في أنحاء العالم، الشرط الذي كانت حماس ترفضه في الماضي، كما كانت تقول. والذين كتبوا يهللون وسموه الانتصار العظيم، هل يمكن أن يرشدونا إلى تفسير معنى الانتصار العظيم هذا؟ إذا كان إطلاق سراح المأسورين هدفا من دون المطالبة بالأرض والسيادة وعودة اللاجئين، فإن ذلك أمر يسير ستركض إسرائيل الليلة لإطلاق سراح عشرات الآلاف المأسورين الفلسطينيين.
نحن نشاهد دعاية سياسية كان أبطالها السوريين في يوم مضى، وعندما ضعف النظام السوري لم يعد ممكنا الاحتفاظ بشاليط. ما الذي طرأ حتى أطلق سراح شاليط الذي كانت تقول حماس إنها ترفضه؟ الحقيقة الرقم هو الرقم، والشروط أصبحت أصعب. الذي تغير أن النظام السوري بات محاصرا.
أما الحديث عن صفقة سرية مع إسرائيل بأنها تتعهد ألا تغزو غزة مرة ثانية، فمن يصدق مثل هذه الوعود شخص لم يعش سنوات المواجهة، أو على الأقل لم يقرأ بقية القصة، حيث إن إسرائيل تقول إن حماس تعهدت بألا تهاجمها، وهي بالفعل لم تفعل منذ سنوات الحرب الأخيرة. والذي زعم أن إسرائيل رضخت لمطلب حماس بالانتقال من دمشق وفتح مكتبها في القاهرة، واضح أنه لم يدر بعد ماذا يحدث في سوريا اليوم من ثورة عارمة تهاجم كل حلفاء النظام من حزب الله وحماس وغيرها، وقادة حماس يريدون الفرار من دمشق خشية ساعة سقوط النظام.


ـ 'الشرق الأوسط'
محاولة الاغتيال الإيرانية تدق ناقوس الخطر
ريتشارد كوهين:
 
بعد مرور دقيقة أو دقيقتين على إعلان إدارة أوباما أنها اكتشفت وأحبطت مخططا إيرانيا يهدف إلى قتل السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، من خلال تفجير مطعم بواشنطن، بدأ المشككون يعربون عن شكوكهم. وقال كتاب أعمدة وخبراء، وحتى بعض كتاب الأعمدة من غير الخبراء، إن الإيرانيين ليسوا قذرين بالقدر الذي يجعلهم ينفذون عملا ما يرتقي إلى أعمال الحرب بتفجير قنبلة في العاصمة الأميركية. وقالوا إن المؤامرة المزعومة مجنونة. وأنا أتفق مع ذلك. ولكن ينطبق وصف الجنون على إيران هي الأخرى.

لا يبدو الأمر وكأن الخدمات الاستخباراتية الإيرانية، ولا سيما فيلق القدس التابع للحرس الثوري، تعمل بمهارة ولا تترك وراءها أي بصمات على الدوام. إنه نظام دشن ما يرتقي إلى أعمال قتل جماعية فور وصوله إلى سدة الحكم، بل بلغ الأمر أن إيران سعت وراء إيرانيين منفيين، ففي عام 1991 قتلت رئيس الوزراء السابق، شابور بختيار، في باريس. مات طعنا – كم كان ذلك قذرا! وفي 2010 عندما أطلقت فرنسا سراح أحد قاتلي بختيار، استقبل استقبال الأبطال في طهران.كما حمّل مدعون في الأرجنتين إيران المسؤولية عن تفجير المركز اليهودي في بيونس آيرس عام 1994، الذي نجم عنه مقتل 85 شخصا وجرح 300 على الأقل. وكانت إيران متورطة في تفجير مجمع سكني في الخبر بالسعودية عام 1996، مما أدى إلى مقتل 19 طيارا أميركيا وجرح 372 شخصا، كما أن إيران الراعي الرئيسي لحزب الله في لبنان وحماس داخل قطاع غزة، وكلاهما منظمتان إرهابيتان تستخدمهما إيران بالوكالة.

ويشتبه في أن إيران لعبت دورا في اغتيال رفيق الحريري، الذي شغل منصب رئيس الوزراء في لبنان لخمس مرات، وكان رجل أعمال يتمتع بالنفوذ والثراء، وقتل الحريري عام 2005 بعد أن انفجرت قنبلة في سيارته، وربما كان ذلك بجهد مشترك بين سوريا وحزب الله وإيران، بالتدريب والمساعدة، ولم يكن الحريري مجرد عنصر مساعد على تحقيق الاستقرار، ولكنه كان قريبا للغاية من العائلة المالكة السعودية، ولديه منزل في الرياض، وتعامل السعوديون مع مقتله بصورة شخصية.يتمثل الخطأ عند التعامل مع إيران في الميل إلى اعتبار قياداتها عقلانيين، وربما لا يكون ذلك الحال، فقادة إيران أصوليون إسلاميون قد يقتلون، بالتأكيد، أي عضو في العائلة المالكة السعودية، وهم المؤتمنون على مكة المكرمة وجميع السنة، ويعتبر الإيرانيون شيعة متحمسين، ولديهم الكثير من الأعداء، من بينهم مواطنون إيرانيون، يقومون باضطهادهم باسم الله. وفي العراق، استمر الإيرانيون في حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة، وإذا كانوا بالفعل ضالعين في عملية واشنطن، فإن ذلك يعود إلى أنهم حققوا الكثير ودفعوا القليل.

لا توجد إجابات سهلة للمشكلة الإيرانية، فالعقوبات تؤثر، ولكنها ليست بالقدر الذي يدفع طهران إلى التخلي عما يبدو كأنه برنامج أسلحة نووية، وإذا نجحت إيران في مسعاها، فسيرغب السعوديون في امتلاك قنبلة نووية، وربما ترغب مصر في ذلك أيضا، وسيكون على الولايات المتحدة أن تقدم مظلتها النووية كحماية. ولكن اكتشف السعوديون أخيرا أن باراك أوباما ليس بالصديق الوفي، (وقد شعروا بعدم الرضى لمشهد الإطاحة بحسني مبارك الذي دعمه أوباما)، وإذا ما زادت وتيرة سباق تسلح نووي، فسيتحول الشرق الأوسط حينها من مكان خطير إلى مكان مرعب على نحو لا يصدق. وسيكون الشرق الأوسط مريعا إذا استمرت إيران في ازدرائها للقوة الأميركية.
لقد ظلت إيران الكلمة الأولى التي يتفوه بها أي مسؤول إسرائيلي لأعوام، ويتم التعامل مع هؤلاء الإسرائيليين على أنهم مصابون بالبارانويا أو يميلون إلى الخداع، وقليل في الغرب من أخذ تهديدات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالتخلص من إسرائيل على محمل الجد، ولكن للإسرائيليين بعض الخبرة مع التصرفات غير العقلانية وتبعاتها، ولا يصرفون النظر بسهولة عن تهديدات بالإبادة، وينظرون إلى أميركا أملا في القيام بشيء، ولكن بلا جدوى.
سيكون خطأ لا تحمد عقباه بالنسبة لإدارة أوباما – والروس والصينيين غير المسؤولين – أن يعتبروا المؤامرة الإيرانية المزعومة تصرفا متهورا لبعض القيادات الاستخباراتية. وأحيل البيت الأبيض إلى حكمة بيل هايدون، الخائن في رواية جون لي كير &laqascii117o;Tinker, Tailor, Soldier, Spy"، اعترف هايدون بأن الخدمات الاستخباراتية ليست هيئات مارقة، ولكنها &laqascii117o;المعيار الحقيقي الوحيد للصحة السياسية داخل الدولة، والتعبير الحقيقي الوحيد عن عقلها الباطن".
وقد كان على حق، فالمؤامرة المزعومة داخل واشنطن لا تنبئك بشيء محصور في فيلق القدس الإيراني، ولكنها تعطيك إطلالة على النظام الإيراني بالكامل، ومن التهور السماح لهم بامتلاك ترسانة نووية.


ـ 'النهار'
خياران امام الفلسطينيين واسرائيل... او ثلاثة!
سركيس نعوم:

(...) تفيد معلومات مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة ان وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ابلغ الى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في اثناء زيارته الاخيرة للمنطقة، رسالة من رئيسه باراك اوباما تضمنت اربع نقاط: الاولى، استمرار البيت الابيض التزام حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. والثانية، ان الخلاف بين 'السلطة' في رام الله و'الادارة' في واشنطن حول عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة لن يتحوّل قطيعة رغم حدَّته. والثالثة، عدم تجميد الكونغرس مساعدات اميركا للفلسطينيين التي تبلغ قيمتها 200 مليون دولار. والرابعة، ضرورة عودة المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وهذا امر لا يمانع فيه العرب او معظمهم. اما تحليلات المصادر المذكورة فتعتبر ان خطوة طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة في اثناء زيارة عباس نيويورك اخيراً تشبه زيارة الرئيس المصري الراحل انور السادات القدس، فالاخيرة مهّدت لمفاوضات فتسوية سلمية والاولى ستمهّد للامر نفسه وإن مع صعوبات اكثر. فذهاب السلطة الفلسطينية الى مجلس الامن افضل من ذهابها فقط الى الجمعية العمومية للامم المتحدة، اولاً، لأن احداً لا يضمن حتى ما قبل التصويت، عددَ الدول التي معه والتي ضده. وثانياً، لأن الاعتراف بدولة فلسطين في الامم المتحدة يقفل الباب اسرائيلياً وربما اميركياً امام اي تسوية. في حين ان المرور في مجلس الامن سيواجه بـ'فيتو' اميركي لا بد ان يكفِّر اوباما عنه لاحقاً بضغط لاستئناف التفاوض بين حكومة نتنياهو وسلطة عباس، ولكن بعد تجميد موقت للاستيطان الاسرائيلي مُدَّته ستة اشهر. ولن يستطيع عباس الرفض لأنه يريد ان يأكل عنباً لا أن يقتل الناطور بعدما عجز عن ذلك عقوداً. ولن يستطيع نتنياهو ايضاً المعاندة لأن اوباما مارس انحيازه اليه علناً ورسمياً بـ'الفيتو'. ولأن رئيس حكومة اسرائيل يعرف ان امامه وشعبه خيارين فقط. الاول، سلام الانظمة اي دولة على حدود الـ1967 وهو الآن يعيش فرصته الاخيرة. والثاني، سلام الشعوب اي دولة واحدة يعيش فلسطينيوها تحت الاحتلال الى ان تُحقِّق الديموغرافيا مفعولها. علماً ان جهات اسرائيلية عدة تعتقد ان هناك خياراً ثالثاً هو الدولة البديل


ـ 'النهار'
'العهد النبوي' والمسيحيّ الخائف
سركيس نعوم:

'أمّ الدّنيا' هي أقرب اليوم إلى الأمّ الحزينة، تبكي أبناءها المسيحيين الأقباط، وقد بدأ دمهم يُلوّن نهر النيل، منذرا بلعنة الإله الواحد، الآب الضابط الكل، إلا أولئك الذين توغل الحقد في قلوبهم، والجهل في عقولهم، والكفر في إيمانهم؛ أشباح المجازر والترحيل، وعصابات التدنيس والتنكيل. أولئك الأوثان الذين يستشهدون بإله بريء من دينهم ويُهدّدون الأمان والعيش الصّالح بين الأديان.
من العراق إلى مصر، ومسيحيّو الشرق يستعيدون طريق جلجلة، وصوت سوط يلسع جسد القداسة، ووجهاً مدمّى يطبع صورته على خريطة تاريخنا المعاصر، وحربة تخترق رسالة المحبّة والسّلام، وإكليل شوك يحمله كلّ مسيحيٍّ عربيٍّ في الشرق عندنا. شرقنا، ملتقى الحضارات الأوّل، وأرض التوحيد والإله الواحد، أمسى أسير الذين يبغون الفتنة بين المسيحيين والمسلمين، وقد نسي أن الإسلام الإسلام بريء مما تدّعيه الحناجر والخناجر السّاخطة المتوعّدة، لأنه إسلام النبيّ محمّد الذي يوم جاءه وفد من دير القدّيسة كاترينا في أسفل سيناء، خائفاً وطالباً الحماية والأمان، ردّ النبيّ العربيّ بأن أعطاهم عهداً يحتفظ الدّير بنسخة ثمينة منه في مكتبته، عهداً لا مثيل له في تاريخ حقوق الإنسان، جاء فيه:
'‬هذا كتاب كتبه محمّد بن عبدالله إلى كافة الناس أجمعين...‬ كتبه لأهل ملّته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها، قريبها وبعيدها، فصيحها وأعجميها، معروفها ومجهولها، كتاباً‮ً ‬جعله لهم عهداً‮. ‬لا يُغيّر أسقف من أسقفيته، ولا راهب من رهبانيته، ولا حبيس من صومعته، ولا سايح من سياحته، ولا يُهدم بيت من بيوت كنائسهم وبِيعهم، ولا يُدخل شيء من بناء كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين. فمن فعل شيئاً من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله... وأنا أحفظ ذمّتهم أين ما كانوا من برٍّ أو بحرٍ في المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وهم في ذمّتي وميثاقي وأماني من كلّ مكروه. فمن نكث العهد الذي فيه وخالفه إلى‮ ‬غيره وتعدّى ما أمره، كان لعهد الله ناكثاً‮ ‬ولميثاقه ناقضاً‮ ‬وبدينه مستهزئاً‮ ‬وللّعنة مستوجباً،‮ً ‬سلطاناً‮ ‬كان أو‮ ‬غيره من المسلمين المؤمنين'‬.للمسيحيّ الخائف في الشرق اليوم، أقول: 'إذا ضربك أحدهم على خدّك الأيمن فأدر له الأيسر... وحدّثه عن هذا العهد النبويّ الذي أعطاه النبيّ محمّد صكّ أمان للنصارى على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم وإيمانهم'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد