قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 21/10/2011

- 'السفير'
'خليج تونكين' ينتقل إلى إيران
سمير كرم:

فتحت الادارة الاميركية على نفسها كل ابواب السخرية والتسفيه والاستهزاء عندما حكت ما حاكته بنفسها عن مؤامرة ايرانية لاغتيال سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن.ولعل كثيرين من المسؤولين الاميركيين ـ وربما يكون بينهم الرئيس باراك اوباما نفسه ـ يشعرون بالندم على ما فعلوه، بل ربما لا تنتهي هذه الحكاية عن المؤامرة الايرانية الا ويكون بعض هؤلاء المسؤولين قد استقال اما احتجاجا او خجلا او ندما.ومما يثير الدهشة حقا ان روبرت مولر مدير المباحث الجنائية الاميركية (اف.بي.اي.) نفسه وصف بيان وزارة العدل الاميركية عن المؤامرة بأنه &laqascii117o;يقرأ كما تقرأ صفحات نص من نصوص هوليود". ولم يكن مولر يسخر، ولا هو قصد الى ذلك، انما كانت عبارته اكثر مطابقة لطبيعة بيان وزارة العدل منها الى وصف المؤامرة ذاتها.والملاحظ ان الاتجاه الذي ساد في معالجة الاعلام الاميركي لـ&laqascii117o;المؤامرة" - طبعا في ما عدا اجهزة الاعلام &laqascii117o;الرسمية" التي تخطو خلف بيانات الادارة الاميركية خطوة بخطوة في معظم الاحوال، مثل &laqascii117o;نيويورك تايمز" و&laqascii117o;واشنطن بوست" وتلفزيون &laqascii117o;فوكس نيوز" وتلفزيون &laqascii117o;سي .ان. ان." - لم يكتف بالشك في صحة الاتهام الاميركي الرسمي لايران بالتآمر لاغتيال سفير السعودية عادل جبير، بل تجاوز الشك كثيرا الى التأكيد واليقين بأن المؤامرة المزعومة ليست الا احد السيناريوهات الاميركية التي الفها الناس، والتي تهدف الى تبرير فعل عدواني ما، تنطوي عليه نوايا الادارة الاميركية. وتجاوز هذا اليقين الاعلام الاميركي الى الاعلام الاوروبي.. حتى ان صحيفة &laqascii117o;فاينانشيال تايمز" البريطانية، ذات الاتجاه المحافظ والتي ترتبط بالمصالح الرأسمالية الاميركية والاوروبية، قالت &laqascii117o;ابعد ما يكون عن الوضوح ان المؤامرة كانت تتمتع بمساندة النظام الايراني الحاكم، بل الحقيقة ان هناك اسبابا كثيرة لدى المرء ليكون متشككا في انها كانت تساندها".وعلى الطرف الآخر من الاعلام ـ اي الاعلام التقدمي ـ نجد موقع الاممية الاشتراكية على شبكة الانترنت يؤكد ان &laqascii117o;لا شيء مما اذاعته الادارة الاميركية عن هذه المؤامرة يمكن ان يتفق مع العقل والمنطق... ان هذه المؤامرات وما سبقها من مثيلاتها لم يتضمن اي تهديد حقيقي، وما كان يمكن ان يوجد دون عملاء للحكومة يختلقونها كجزء من حرب زائفة هي الحرب على الاعلام". ويضيف الموقع نفسه انه اذا كانت كلمة الطيش تنطبق في هذه الحالة فإنها تنطبق على سياسات واشنطن ذاتها... ان الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي يؤكد حق اغتيال اي شخص في العالم يعد خطرا محتملا، بمن في ذلك مواطنوها انفسهم بل انها انشأت لجنة فرعية سرية لمجلس الامن القومي لوضع قائمة قتل بأولئك الذين ينبغي قتلهم بواسطة الطائرات بدون طيارين في انتهاك صارخ للقانون الدولي".تكشف خبرة السنوات الطويلة الماضية عن وسائل واشنطن التآمرية في تنفيذ سياساتها الخارجية، ان حديث المؤامرة الايرانية يشبه اكثر ما يشبه حديث اميركا في عام 1964 اثناء حربها على فيتنام، عن هجوم شنته سفن حربية تابعة لفيتنام الشمالية (آنذاك) في خليج تونكين (الفيتنامي) على مدمرة أميركية. وقتها لم تستطع الادارة الاميركية ان تثبت صحة هذا الاتهام ولكنها تمكنت من تحقيق هدفها المرسوم من ورائه، وكان جر فيتنام الشمالية الى الحرب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة ضد جبهة تحرير فيتنام الجنوبية (التي كان الاميركيون يطلقون عليها اسم &laqascii117o;فييت كونغ"). من وقت هذا الاتهام لم تنقطع اميركا عن شن غارات جوية على درجة من الكثافة لم يسبق لها مثيل، حتى في الحرب العالمية الثانية على فيتنام الشمالية، وعلى خطوط امداداتها الى ثوار فيتنام في الجنوب. وصحيح ان الولايات المتحدة هزمت في حربها على فيتنام. ولكن مؤامرة &laqascii117o;خليج تونكين" تسببت في ان تدفع فيتنام الشمالية ثمنا باهظا تحت وطأة الغارات الجوية الاميركية، كان اخطره اعداد الضحايا المدنيين. واستمرت الحرب التي اطلقت اميركا شرارتها في خليج تونكين لعشر سنوات اخرى انتهت بهزيمة حاسمة لاميركا.وإذا اخذنا توقيت المؤامرة الاميركية عن مؤامرة ايرانية لقتل السفير السعودي في واشنطن في الاعتبار فإن من العبث ان لا نتذكر ان واشنطن لم تكن تبدي في الشهور الاخيرة اي درجة من الارتياح ازاء مظاهر السياسة الايرانية الودية تجاه السعودية. وليس خافيا ان السفير السعودي في طهران ابدى شكوكه في بيانات اميركا عن مؤامرة ايرانية لقتل السفير السعودي في واشنطن مشيرا الى ان ايران تبذل كل ما وسعها للاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الرياض، فضلا عن قوله ان الحكومة السعودية نفسها لم تقل شيئا يفيد انها توافق على بيانات واشنطن. وفي هذا السياق ايضا فإن جانبا من الاعلام الاميركي الالكتروني (انفورميشن كليرنغ هاوس) اشار الى ان احد الاهداف التي ترمي اليها واشنطن من الاعلان عن هذه &laqascii117o;المؤامرة" هو رغبة الادارة الاميركية في &laqascii117o;تمرير" صفقات الاسلحة الاميركية الضخمة التي تعاقدت عليها مع السعودية وبلدان الخليج الاخرى (بالتحديد الكويت والامارات العربية وعُمان) والتي تبلغ في مجموعها 120 مليارا من الدولارات، يخص السعودية منها 67 مليارا. وتأتي هذه الذريعة الاميركية بعد ان بدا جليا ان ايران لا تشكل - وفق ما زعمت الادارة الاميركية الحالية والسابقة - خطرا مباشرا على الولايات المتحدة ذاتها. وقد اصبح الرأي السائد الآن في اوساط الاميركيين ان ايران لا تريد الدخول في حرب مع الولايات المتحدة. ولهذا سقط من اعتبارهم ما زعمته الادارة الاميركية من ان مؤامرة ايران لقتل السفير السعودي اختارت واشنطن ولم تختر ارتكاب هذا الفعل الجنائي في السعودية او في اي بلد خليجي او عربي. وهي - اي واشنطن - تعني بهذا ان ايران تستهدف اميركا باختيار سفير السعودية لديها هدفا لتلك المؤامرة.وعلى ذكر الادارة الاميركية السابقة فإن محللين اميركيين وصفوا ملامح المؤامرة الايرانية كما رسمتها واشنطن اوباما بأنها اشبه ما تكون بأفكار دينيس روس وجون بولتون الدبلوماسيين الشهيرين اللذين خدما في ادارة الرئيس بوش الابن. بل ان من هؤلاء المحللين من ابدى اعتقادا بأن روس وبولتون اشتركا في مناقشة &laqascii117o;المؤامرة" قبل اعلانها وانهما كانا يفضلان اضافة الى ملامحها تفيد انها كانت تشمل عملا ايرانيا لنسف مبنى السفارة الاسرائيلية في واشنطن. وكانت الفكرة ترمي الى كسب المزيد من التأييد من جانب اصوات اليهود الاميركيين لاعادة انتخاب اوباما بعد ان اتضح انه اصبح ممقوتا من جانبهم. ولكن مسؤولين من ادارة اوباما شاركوا في المناقشة رأوا ان اضافة سفارة اسرائيل الى اهداف &laqascii117o;المؤامرة" الايرانية انما يكسبها تأييدا وتعاطفا قويا من جانب الرأي العام العربي اين ما كان (...).وفي هذا الجانب نفسه فإن محللا كتب في صحيفة &laqascii117o;آسيا تايمز" قال ان من المؤكد ان الاسرائيليين سعدوا بأنباء هذه المؤامرة الى اقصى حد والأمل يحدوهم في ان تكون دافعا كافيا لواشنطن للقيام بعمل عسكري اميركي ضد ايران يكون بمثابة اعلان عن توقف اشنطن عن الالحاح على اسرائيل بأن تقوم هي اذا شاءت بمثل هذا العمل العسكري بمفردها ضد ايران. وفي كل الاحوال فإن الادارة الاميركية - بصرف النظر عن رأيها في سلامة الانفراد بعمل عسكري ضد ايران او ضرورة انفراد اسرائيل بمثل هذا العمل - لا تكف عن تذكير الاميركيين بأن ايران تشكل &laqascii117o;خطرا وجوديا" على الدولة اليهودية. فضلا عن ان استهداف ايران السفير السعودي لدى واشنطن وفق هذه الخطة يمكن ان يصور على انه عقاب ايراني للسعودية على اقترابها في الآونة الاخيرة الى اسرائيل. كذلك يمكن ان يصور على انه الطريقة التي اختارتها طهران للانتقام من قيام عملاء لاسرائيل والولايات المتحدة باغتيال عدد من كبار علماء الذرة الايرانيين.وثمة نقطة مهمة للغاية في تفكيك مضمون المؤامرة كما اذاعتها واشنطن. لقد تبين ان الاجهزة الاميركية المعنية ابلغت الرئيس الاميركي اوباما بها في شهر حزيران/ يونيو الماضي. اما الملك عبد الله ملك السعودية فإنه لم يبلغ بها الا في شهر ايلول/ سبتمبر الماضي. وحتى الآن فإنه لم يصدر تبرير مفهوم او على الاقل مقنع لهذا التفاوت الزمني بين ابلاغ رئيس اميركا وابلاغ ملك السعودية. وليس هناك ما هو اكثر اقناعا من حقيقة ان واشنطن استغرقت كل هذا الوقت في مناقشة تفصيلاتها للمؤامرة. وعندما حان وقت ابلاغ اعلى مستوى من المسؤولية السعودية بها كان قد حذف منها ما يتعلق بمناقشة جدوى اغتيال السفير السعودي في واشنطن فعليا وإلصاق التهمة بالحكومة الايرانية اثناء محاكمة المتهم.لقد استقر الرأي بعد المناقشة على عدم التضحية بالسفير جبير والاكتفاء بالحديث عن كشف مؤامرة لاغتياله.والسؤال الآن: هل تتحول &laqascii117o;مؤامرة ايران" لاغتيال سفير السعودية لدى واشنطن الى مؤامرة من طراز مؤامرة &laqascii117o;خليج تونكين" التي وسعت حرب فيتنام لتشمل الشمال الفيتنامي قبل نحو خمسين عاما؟ هل يمكن ان يخطر ببال واشنطن ان تشن حربا على ايران، وأية نتائج يمكنها ان تتوقع وهي تعلم مدى قدرة ايران وقدرة اسلحتها وبصفة خاصة صواريخها؟الارجح ان تبقى هذه &laqascii117o;المؤامرة" بتفصيلاتها - الاقرب الى سيناريوهات هوليوود على حد تعبير مدير المباحث الجنائية الاميركية - مادة للأخذ والرد في الاعلام الاميركي والعربي والعالمي لفترة تزيد او تنقص حسب اهمية الاحداث التي يمكن ان تكتسحها من الصورة تماما. ولكنها لن تتحول الى خليج تونكين آخر... على الرغم من ان الادارات الاميركية المتعاقبة تريد ان تبدو وكأنها نسيت درس فيتنام.الارجح ان لا تتورط الولايات المتحدة في حرب بضخامة امكانيات ايران على الرد على الرغم من امكانيات اسرائيل على التحريض.الارجح ان الادارة الاميركية لن تتصرف وكأن &laqascii117o;المؤامرة" شيء حقيقي، فإنها اول من يعرف انها هي التي كتبت هذا السيناريو بخطوطه العريضة وتفصيلاته الدقيقة.


- 'السفير'
دور الإعلام والمثقفين العرب في تحويل الثورات إلى فتن دينية (2)
جورج كرم:

ان تكاثر الكلام، يمينا وشمالا، بحق أو بدون حق، حول خوف العرب المسيحيين، قد أصبح ملهاة أخرى يحول دون وعي جو التوتر والفتنة بين المذاهب الإسلامية نفسها. والحقيقة هي ان القضية الرئيسية هنا ليست قضية مسيحيين أو سنة أو دروز أو شيعة أو علويين، بل هي قضية الحفاظ على التعددية الدينية والمذهبية العظيمة التي امتازت بها على مرّ العصور المجتمعات العربية وبعض المجتمعات الإسلامية الأخرى، وذلك على خلاف ما كان قد أصاب الأنظمة السياسية الأوروبية التي عملت للقضاء على التنوع، تارة باسم الدين وطورا في العصر الحديث باسم العرق أو القومية النقية. وقد وظّفت أوروبا الاستعمارية الدين الى ابعد الحدود في هيمنتها على العالم الخارجي وزعزعة كيان السلطنة العثمانية المتعددة القوميات والديانات عبر استغلال التنوع الديني والعرقي في كل أقاليمها والادعاء بحماية &laqascii117o;الأقليات"، ما أدى في نهاية الأمر الى المجازر البشعة في نهاية الحرب العالمية الأولى بين الأتراك والأرمن واليونانيين القاطنين في الأناضول منذ قرون طويلة وتهجير العنصر غير التركي قسريا خارج حدود الدولة التركية الحديثة.وتجدر الإشارة هنا الى ان كلمة &laqascii117o;أقلية" هي حديثة الطابع وهي مستوردة من القاموس الأوروبي العائد الى القرن التاسع عشر عند إقامة نظام الدولة ـ الأمة بهوية واحدة وأحادية الجانب، مما حوّل العديد من المواطنين غير المنتمين الى مثل هذه الهوية الى &laqascii117o;أقلية" بالمعنى العنصري، ينظر اليها سياسياً واجتماعيا بنظرة الشك والريب في ولائها الوطني. وقد أصبحت قضية الأقليات في أوروبا مدخلاً الى تدّخل دولة في شؤون دولة أخرى بحجة حماية الأقليات. وهذا المنهج طُبق في علاقة الدول الأوروبية مع السلطنة العثمانية لإضعافها ثم تفكيكها. والجدير بالذكر هنا، أن في تراثنا العربي لا يوجد مثل هذه الثنائية العنصرية الطابع بين أغلبية دينية أو لغوية أو مذهبية، وأقلية مختلفة بالدين أو اللغة أو المذهب، بل لدينا مفهوم &laqascii117o;الملة" وهو يؤكد على قبول العرب والمسلمين خلال تاريخهم للتعددية الدينية والمذهبية. أما حذفه من قاموسنا فهو نتاج استيرادنا لإشكاليات التاريخ الأوروبي في ثقافتنا العربية الحديثة المتميزة إما بالاستشراق السياسي المتصل بالحملات الاستعمارية الغربية وبالصهيونية، وإما بالغلوّ الديني كردة فعل سلبية تجاه تأثير الثقافة الغربية في المنطقة، والذي يُنسينا تقاليدنا العريقة الماضية في قبول التعددية الدينية والمذهبية؛ وهو فوق ذلك مناف لجوهر الدين الإسلامي ووسطيته واعتداله.لذلك فإن امتلاء الجو الإعلامي والتحاليل السياسية باختزال ما أصبح يعتري الأوضاع الثورية العربية من ظواهر عنف ومن الخوف على انها قبلية وعرقية وطائفية ومذهبية لهو بالفعل امتداد لما يحصل في منطقتنا العربية والشرق أوسطية من فتن فتاكة بين أبناء المجتمعات العربية المختلفة لصالح قوى الهيمنة الخارجية والقوى المحلية المحافظة والمتحالفة مع الخارج والمستغِلة في كثير من الأحيان اقتصاديا واجتماعيا لخيرات شعوبنا وهي تقف حجر عثرة أمام إمكانية أي تغيير جذري.ونحن اللبنانيين يُفترض فينا ان نكون قد وعينا هذه اللعبة القذرة حيث ان لبنان كان أول ضحية لها بين 1840 و1860، عندما قامت كل من فرنسا وانكلترا بتهيئة الجو لمجازر طائفية بالاتفاق مع أعيان الطائفتين المارونية والدرزية لصدّ حركة العاميات الفلاحية التي أصبحت تهز سيطرة هؤلاء المتحالفين مع الخارج. ومن المستغرب فعلا انه برغم تكرار الفتن الداخلية اللبنانية في عام 1956-1958 وبين عامي 1975- 1990 لم نتعلم بعد قواعد هذه اللعبة البشعة لنقضي عليها بشكل نهائي. بل بالعكس، فإننا اليوم نتخذ مواقف متفرقة متباينة متناقضة مما يحصل في سوريا أو البحرين أو اليمن ونحلل في كثير من الأحيان أوضاعها المؤلمة بالمنظور الطائفي المذهبي المحض، بدلا من المساهمة في التحليل الرصين الذي يبتعد عن المقولات المذهبية كمفتاح وحيد، بل أوحد، لتفسير ما يجري فيها.أما الأحداث المؤلمة والمتصاعدة التي يتعرض اليها المواطنون الأقباط في مصر الذين أصبحوا في جو الحرية الجديدة يطالبون بإزالة القيود على بناء الكنائس وترميمها وعلى حماية الحرية الدينية وأماكن العبادة، ويبدو انه بالرغم من سقوط رأس النظام وأعوانه الرئيسيين فإن لعبة إثارة الفتنة الطائفية في مصر ما زالت سارية كما كان واضحاً من الأحداث التي حصلت في الأيام الأخيرة، كما من الأحداث المتتالية التي أدّت في أحيانٍ كثيرة الى صدامات في الشارع بين عناصر سلفية متعصبة ومتظاهرين من الأقباط وإلى جانبهم مواطنون مسلمون من أنصار الحرية والمساواة. وخلال الأحداث المؤلمة التي حصلت في يومي 9 و10 تشرين الأول/ أكتوبر بين متظاهرين من الأقباط والجيش المصري كان واضحاً ان &laqascii117o;البلطجية" لعبت فيها دوراً خطيراً؛ ومن اللافت للنظر ان عدداً كبيراً من الصدامات بين الأقباط والمسلمين تحصل في مناطق ريفية فقيرة حيث هناك شح في الموارد الى جانب وجود عناصر قليلة من السلفيين المتعصبين لا يروق لها وجود مواطنين متأصلين من ديانة غير الديانة الإسلامية. وقد حصل ذلك ايضا في الإسكندرية أكثر من مرة لأسباب غير واضحة أو مفهومة. وبطبيعة الحال يصعب على أي إنسان عاقل ان يفهم كيف أن دولة بسطوة الدولة المصرية وأجهزتها الأمنية الضخمة غير قادرة على حماية أمكنة العبادة القبطية، او لا تتمكن من الحؤول دون تناحر الفقراء من الأقباط والمسلمين في الأحياء الشعبية او الفقيرة من العاصمة أو في الأرياف، فهذه لعبة مكشوفة تُلهي المصريين عن قضاياهم الأساسية وتربك القوى المدنية الثورية وتزيد الطين بلة اذ تظهر الثورة المصرية كأنها مسؤولة عن حالة الفوضى الأمنية واضطهاد &laqascii117o;الأقلية" القبطية.والجدير بالذكر هنا، ان الرئيس &laqascii117o;أوباما" عند إلقاء خطابه في القاهرة في شهر حزيران 2009، قد أبدى اهتمامه بحماية &laqascii117o;الأقليات" وذكر بالاسم طائفة الأقباط وطائفة الموارنة. وكالعادة كلما يدعي قائد دولة غربية قوية حماية أقلية ما، فهذا يعني تعرضها لعدم الاستقرار والفتنة مع أبناء الطوائف الأخرى، وفي المحصلة مزيد من الهجرة الى الخارج وتبرير السياسات الصهيونية في قمع وتهميش الشعب الفلسطيني ومصادرة أراضيه بحجة حماية الأقلية اليهودية في الشرق الأوسط القاطنة في &laqascii117o;بحر إسلامي معادٍ".اننا ندعو هنا الى وضع شرعة شرف في الإعلام العربي ولدى المثقفين بألاّ يتوغل في منظور تحليلاتهم ونظام إدراكهم التقسيمات الاستشراقية العنصرية الطابع للمجتمعات العربية والإشكاليات الغربية حول الأقليات العرقية والدينية والتعدد الحضاري في المجتمع الواحد. بل من واجب المثقف والمحلل الإعلامي ان يركز على العوامل الاقتصادية والاجتماعية وعلى كبت الحريات المزمن وهي العوامل الرئيسية الموّلدة لظروف العنف في مجتمعاتنا العربية والذي قد يُترجم في بعض الأحيان وبعض المناطق الجغرافية أعمال شغب وقتل تظهر في لباس طائفي أو مذهبي أو ديني او عرقي. وحقيقة مثل هذه الأحداث غير ما تظهر به، وعلينا جميعا ان نقدم على طلب الحرية في الحقل الديني والمذهبي، فالقضية ليست قضية أقلية مسيحية هنا أو أقلية علوية أو شيعية هناك أو سنية في مكان آخر، بل هي أوضاع وضعية موضوعية مختلفة، يزيدها توتراً غياب الحرية الدينية بما فيها حرية الاجتهاد وحرية الإنسان العربي أن يختار دينه ومذهبه ويمارس بعقله حرية الاجتهاد وتجدد الموروث بحيث لا يكبله هذا الأخير، انما يساعده على التحرر من المواطنية المنقوصة والمقيدة للوصول الى مواطنية شاملة يتمكن من خلالها من المساعدة في نهضة مجتمعه وتأمين الحياة الكريمة فيه.وختاما، لا شك ان الثورات العربية قضية مصيرية لأنها تهدف بالدرجة الأولى الى إطلاق الحريات العامة وتثبيتها بما لا رجعة عنه وتأمين كرامة المواطن ونهضة مجتمعه العلمية والتكنولوجية ليتخلص وطننا العربي من التبعية للخارج والحضارة الناقصة أو المقيّدة وصولاً الى الفكر المتحرر المنتج الخلاّق. أما التحليل الطائفي والمذهبي فهو تأبيد حالة التبعية والوهن والتخلف والتأخر في كل الميادين، بما فيها تحرير فلسطين وإعادتها الى حالة التنوع الديني وحرية الإقامة التي كانت فيها منذ أقدم العصور.


- 'النهار'

رسالة قلقة الى رجب طيب اردوغان  
جهاد الزين:

.. ' ثار' عليك ليس النظام السوري فقط بل ايران وروسيا والصين. بدا الامر لإيران وسوريا انخراطا تركيا في السياسة السعودية الاقليمية وبدا الامر لروسيا عودة الى ايام كانت تركيا فيها جدار الحلف الاطلسي المباشر ضد الاتحاد السوفياتي. على ان ما يمكن ان يصبح خطرا هو  ان الصراع الايراني - السعودي يعتمد سياسة المواجهة السنية - الشيعية لاسيما في الخليج. واحدى اكثر الاوراق جاذبية في البيئات العربية الليبرالية الشابة التي كانت ولا تزال المحركة لِـ – لا المسيطرة على - الانتفاضات ان صورة تركيا الدولة  السنية العريقة في المنطقة كانت صورة انها دولة تتصرف على اساس غير مذهبي في الصراعات العربية - العربية قبل 'الربيع' وبعده. فلماذا سمحتَ بشطط ما مذهبي في خطابك خلال الانتخابات وبعدها بينما لم يكن دعمك للتغيير في سوريا محتاجا اليه؟ ناهيك اصلا  عن ان صديقة تركيا اللدودة ايران، والتي تريد تركيا ان تأخذ سوريا ذات الاكثرية السنية منها مقابل العراق ذي الاكثرية الشيعية، هذه الإيران ليست في وضع قادر على المنافسة مع جاذبيات 'الربيع العربي' لانها هي نفسها خرجت من 'اللعبة' الاستقطابية القيمية (دون ان تدري الا لاحقا) يوم قمعت الانتفاضة الشبابية السياسية التي قامت ضد اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد عام 2009. فقد  كان رأيي دائما ان 'الربيع العربي' بدأ بمسرحه ومضمونه وضحاياه في طهران 2009 وليس في تونس 2010. وهكذا بينما تحاول مصر ميدان التحرير ان تخرج من لعبة التركيز على الاستقطاب المذهبي الذي وضعها فيه عهد الرئيس السابق مبارك دون ان تتساهل مع التدخل الايراني في الخليج، اذا بتركيا تحت قيادتك تتسرع في اظهار وجه مذهبي.مكمن الخطأ في هذا الوجه المذهبي ليس في محض الحسابات السياسية التي ستظهر نتائجها السلبية عاجلا ام اجلا على تركيا في العراق تحديدا حيث نفوذها الاقتصادي يمتد من اربيل الكردية الى البصرة، بل في ما هو اكثر جوهرية باعتقادي: انه المساس بالتكوين الحداثي التركي العميق المفترض ان يجعل العامل المذهبي هامشيا في آلية اتخاذ القرار على مستوى دولة تتقدم بنيويا مثل تركيا. قد يتوسل الاميركيون العامل المذهبي في الشرق الاوسط ولكن مصالحهم اوسع بكثير، فقد 'تشيعوا' في عراق 2003 وها هم 'يتسنّنون' في سوريا 2011! المسألة بالنسبة لهم هي مسالة الأكثرية لا هويتها الخاصة الا بالدرجة الثانية. او لكي اعطي مثالا حداثيا آخر، كنا نظن ان 'النموذج التركي' بلغه بصورة من الصور هو المتعلق بفرنسا: فلو وضعنا جانبا الإرث الاستعماري لفرنسا وهو امر نرفض اي تشبيه له بالتاريخ العثماني في بلادنا والذي هو تاريخنا الداخلي، هل يجوز اعتبار الخطاب الديني الكاثوليكي حاسما في صناعة القرار الرسمي الفرنسي؟ الجواب معروف وهو لا، مع ان فرنسا هي البلد ذو مجتمع الاغلبية الكاثوليكية؟ لكل ما سبق اشعر انك ذهبت بعيدا في سياستك الجديدة. لقد كان بامكانك ان تحتفظ برهانك المشروع على الديموقراطية في سوريا حيال نظام من المؤكد انه  لم يعد يستطيع الاستمرار ولكن مع غياب الحدة الطائفية التي طبعت هذا الرهان لأن دخول تركيا على خط الازمة العميقة في سوريا يجب ان يكون عامل عقلنة للعبة الطائفية سواء من  النظام او من بعض المعارضة الفعالة على الارض، كما ان الدور التركي يجب ان يكون عامل لجم لقوى اقليمية لا تتقن الا التحريض المذهبي...


- 'الحياة'
زعزعة استقرار الشرق الأوسط
باتريك سيل:

اتهمت الحكومة الأميركية إيران بالدفع لتاجر مخدرات مكسيكي مقابل تدبير اغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة في أحد مطاعم واشنطن، وهي بهذا الاتهام تزيد عاملاً إضافياً من شأنه زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب أساساً في شكلٍ خطير. كما أنها بذلك، تدفع النزاع الأميركي الإيراني الطويل خطوةً أقرب نحو صراعٍ مسلح، وتؤجج الخصومة الخفية بين المملكة العربيّة السعوديّة وإيران. من المتوقع أن تكون للحرب الإيرانية الأميركيّة نتائج مدمرة على المنطقة وعلى الولايات المتحدة وعلى العالم بأسره. فخلال هذه الحرب، ستكون دول الخليج الصغيرة، التي توجد في العديد منها قواعد عسكرية أميركية، على خط النار. وبالتالي، ستتحوّل إنجازات هذه الدول المدهشة في العقود الأخيرة إلى ركام. ومن المؤكد أن الاعتداءات ضد أهداف أميركية في العراق وأفغانستان وفي مناطق أخرى ستتضاعف. ولا شكّ في أن التوتر الطائفي القائم بين السنة والشيعة في العالم العربي، والذي تفاقم نتيجة حرب أميركا ضد العراق، سيزداد حدّةً. أمّا بالنسبة إلى العالم الصناعي، فستفضي أي حرب إقليميّة إلى تعطيل إمدادات النفط على الفور، ما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية الراهنة. ليس من المستغرب أن يتفاعل الرأي العام العالمي بشكٍ كبير مع إعلان وزير العدل الأميركي إريك هولدر في 13 تشرين الأول (أكتوبر) عن المؤامرة الإيرانية المزعومة. فقد نفت إيران بشدة أيّ علاقةٍ لها بالموضوع. كما أنه يُستبعد أن تقدم إيران على استفزاز الولايات المتحدة وتدفعها إلى ردٍّ عسكري، من خلال عملٍ إرهابي خالٍ من أي قيمة إستراتيجية. في الواقع، يعتقد معظم الخبراء أن آخر ما تتمناه إيران هو نشوب حرب بينها وبين الولايات المتحدة. لذا، فإن هذه القصة تفتقر إلى الصدقية. وعليه، إذا كانت الحكومة الأميركية ترغب في الحفاظ على ماء وجهها، فيتعيّن عليها عندئذٍ تقديم دليلٍ قاطعٍ على تورط إيراني رفيع المستوى بالمؤامرة المزعومة. لكن في حال تبيّن أن المؤامرة ليست سوى عملية سرية فاشلة ومبالغٍ فيها من عمليات مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (FBI) ومكتب مكافحة المخدرات (DEA)، فإن ذلك سيقتضي دراسةً وشرحاً صريحين. أمّا في حال اتضح، كما يفيد البعض، أن هذا العمل هو من صنع بعض العناصر المارقة في &laqascii117o;فيلق القدس الإيراني" (وهو جناح &laqascii117o;الحرس الثوري" المتخصص في العمليات الخارجية على غرار القوات الأميركية الخاصّة)، فهذا الأمر أيضاً يوجب إبراز إثباتٍ مقنعٍ. على أي حال، لا شك في أن الاتهامات الأميركية ستضاعف تخوّف إيران من تخطيط أميركا وإسرائيل لمهاجمتها، ما سيدفعها إلى السعي إلى تأمين الردع والحماية من خلال الحصول على الطاقة النووية. وفي الواقع، هذه ليست الطريقة المثالية للحدّ من الانتشار النووي. غير أن الرئيس باراك أوباما يقدّم بموقفه من هذه القضية، مشهداً محزناً بوقوفه في صف دعاة الحرب. فقد دعا إلى فرض &laqascii117o;أشد العقوبات" الممكنة ضد إيران، كما أن تكراره النغمة القديمة القائلة إن &laqascii117o;كل الخيارات مطروحة على الطاولة"، يشير إشارةً واضحةً إلى عمل عسكري.علاوةً على ذلك، دفعت حملة أوباما من أجل إعادة انتخابه إلى استقطاب أصوات اليهود من خلال رفض طلب فلسطين في الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة، وفي الوقت عينه إلى غض الطرف عن مطامح المستوطنين اليهود المتعصبين التواقين إلى إنشاء دولة &laqascii117o;إسرائيل الكبرى". في الواقع، تضمن الولايات المتحدة تفوّق إسرائيل العسكري على كافة جيرانها، غير أنها تعجز عن ممارسة أيّ تأثير على السياسات الإسرائيلية، حتى على تلك الأشد تطرفاً. وحالياً، وربما لأسباب انتخابية، أقدم الرئيس أوباما على خطوة أكبر، من خلال تكرار التهديدات الإسرائيلية بالقيام بعملية عسكرية ضد إيران، التي يبدو أنه يؤيدها. تأتي الأنباء حول ما يسمى المؤامرة في وقتٍ دعا مسؤولون إيرانيون كبار، من بينهم الرئيس أحمدي نجاد نفسه، إلى إجراء محادثات جديدة مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا، حول برنامج إيران النووي. في الحقيقة، يشكّل هذا الأمر بحد ذاته تناقضاً. فكيف يعقل أن تسعى إيران إلى إجراء محادثات، وفي الوقت عينه أن تتصرف بطريقةٍ تحول دون حصول ذلك؟ الاستنتاج واضح، إذ يبدو أن هذه المؤامرة افتعلها شخصٌ يرغب في تخريب إمكانية حصول حوار بين الولايات المتحدة وإيران، ناهيك عن التوصل إلى توافق في شأن أنشطة إيران النوويّة. في الواقع، تفوح من هذه المؤامرة رائحة عملية مفادها أن طرفاً ثالثاً أعدّ هذه العملية بغية دفع الولايات المتحدة إلى صراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.ثمة مرشحون كثر لأداء مثل هذا الدور، كلّهم يتوقون إلى رؤية النظام الإيراني يتعرض للعقاب. ويتألف هؤلاء من المنفيين الإيرانيين الذين يأملون مشاهدة رجال الدين خارج السلطة، وخصوم &laqascii117o;حزب الله" في لبنان، الذين تربط العديد منهم علاقات مع أميركا اللاتينية. هذا إلى جانب معارضي النظام السوري المدعوم من إيران الذين يعتقدون أن بشّار الأسد سيضعف بشدة في حال سقط النظام الإيراني الحالي، والمحافظين الجدد في أميركا الداعين إلى الحرب ضد إيران، وهم الأشخاص عينهم الذين جروا أميركا إلى حرب العراق، وبالتأكيد الموساد الإسرائيلي الذي يعتبر، بحسب الجميع، خبيراً في انقلابات أجهزة الاستخبارات ويُعتقد أنه المسؤول عن مقتل العديد من العلماء النوويّين الإيرانيين وعن تلويث الحواسيب الخاصّة بإحدى محطات توليد الطاقة النوويّة في إيران بواسطة فيروسات سامّة مثل &laqascii117o;ستاكس نت". لم تدّخر الحكومة الإسرائيلية اليمينيّة المتشددة جهداً إلا وبذلته في سبيل تشويه برنامج إيران النووي باعتبار أنه يشكّل تهديداً مميتاً للبشرية، كما أنها استبسلت من أجل دفع الولايات المتحدة إلى تدميره. إن الدافع الإسرائيلي واضح. ففي حال تمكّنت إيران من الحصول على الطاقة النووية، وإن بشكلٍ بدائي، فإنها بذلك ستهدّد الترسانة النووية الإسرائيليّة الضخمة وستحدّ من قدرة الدولة اليهوديّة على ضرب جيرانها ساعة تشاء.لذا، عوضاً عن إثارة التوترات، وهو ما يقوم به أوباما، وبدلاً من إثارة أسوأ الغرائز الأميركية يتعين على القائد الحكيم الذي يتمتّع بقوة خارقة السعي إلى نشر السلام في المنطقة والى تسوية النزاعات وتهدئة التوترات. وعلى رغم أن هذا الأمر يبدو مستبعداً، يجدر بأوباما التحدث مع إيران عوضاً عن تشويه صورتها. وحريٌ به أيضاً أن يكرّس نفسه أكثر وأكثر، وهذه المرة بقوة وعن اقتناع، لحلّ الصراع العربي الإسرائيلي. وهو من خلال هذه الخطوة، سيزيل عامل عدم استقرار رئيسي وسيفتح الطريق أمام اندماج إسرائيل السلمي في المنطقة. لذا يجدر به السعي إلى التهدئة عوضاً عن تأجيج الأحقاد الطائفية. كما يتعيّن عليه سحب جنوده بأسرع وقتٍ ممكن من العراق وأفغانستان ومنطقة الخليج ووقف اعتداءات الطائرات من دون طيّار ذات النتائج العكسية التي تولّد إرهابيين أكثر من الذين تقتلهم، والتي سبّبت الدمار والموت في العراق وأفغانستان وباكستان وليبيا والصومال واليمن.يحتاج الشرق الأوسط إلى وضع حد للمطامح والمكائد الإمبريالية التي يعاني منها منذ الحرب العالمية الأولى. بالتالي، لا بدّ من بذل جهد دولي كبير منسّق بغية إعادة إحياء الاقتصادات المدمّرة في كلّ من مصر وتونس وليبيا واليمن وسورية والأراضي الفلسطينية. أمّا الأهم من ذلك كله فيبقى إيجاد فرص عمل، فمن دون فرص عمل، لن يتحقق السلام أبداً. هناك من يقول إن الولايات المتحدة تعمل على توجيه جهودها نحو الشرق الأقصى بغية احتواء قوة الصين الصاعدة. وكلما سارعت إلى منح منطقة الشرق الأوسط استراحة، من خلال تحويل انتباهها إلى مكانٍ آخر، سيكون ذلك أفضل.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد