قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 11/11/2011

ـ  'السفير'
لماذا يسعى المدعي العام إلى إرجاء الجلسة.. من على سرير المرض؟
'المحاكمة الدولية الغيابية': تبرئة الحكومة أم.. إدانتها؟
عماد مرمل:

من الواضح أن لعنة ما قد حلت على المحكمة الدولية التي بات العمل في صفوفها يشبه &laqascii117o;المغامرة". البداية كانت مع الاستقالات المتلاحقة التي راحت تكر كالسبحة، ثم وصلت الدراما الى ذروتها مع وفاة رئيس المحكمة أنطونيو كاسيزي، قبل ان يصيب المرض المدعي العام الدولي دانيال بلمار، حتى كادت المحكمة تشبه المسلسل الشهير &laqascii117o;عشرة عبيد صغار" الذي كان أبطاله يتساقطون الواحد تلو الآخر.
ومع ذلك، فإن المحكمة مصرة على لملمة جراحها ومتابعة مهمتها حتى آخر حاجب فيها، وهي تلتئم اليوم في لاهاي في جلسة تكتسب الكثير من الأهمية، كونها تشكل منعطفا في مسار عمل المحكمة التي ستحدد في ضوء المطالعات المرتقبة إمكان تحديد موعد قريب للمباشرة في المحاكمة الغيابية للمتهمين الأربعة.
وستقرر المحكمة بعد المراجعة والتأمل ما إذا كانت شروط بدء المحاكمة قد أصبحت متوافرة أم لا، وفقا للمادتين 105و106 من قواعد الإجراءات والإثبات، علما ان بلمار استبق الجلسة بإعطاء إشارة الى ان متطلبات انطلاق المحاكمة ليست ناضجة بعد، من خلال &laqascii117o;اتهامه" السلطات اللبنانية بعدم بذل الجهد الكافي لتوقيف المتهمين، ليخلص الى الاستنتاج الصريح بأنه من السابق لأوانه البدء بالمحاكمة الغيابية.

وفي المقابل، هناك في أوساط مكتب الدفاع من يعتبر ان شروط المحاكمة الغيابية توافرت بمجرد ان أصدر الرئيس الراحل للمحكمة أنطونيو كاسيزي في وقت سابق أمرا بالاعلان عن هوية المتهمين وبنشر صورهم وخلاصات القرار الاتهامي عبر الصحف والمواقع الالكترونية اللبنانية، الامر الذي كان يستوجب بعد مرور 30 يوما &laqascii117o;تقويميا"- وفق اللغة القانونية المتعارف عليها - المباشرة في المحاكمة.
وتتعدى حساسية جلسة اليوم الجانب التقني - القانوني المتصل بنضوج شروط المحاكمة الغيابية أو عدمه، لتلامس بُعدا سياسيا فرضه موقف بلمار المشكك بجدية السلطات اللبنانية في السعي الى توقيف المتهمين الأربعة، ما يعني ان المحكمة، وفي حال اقتنعت بأن متطلبات المحاكمة أصبحت جاهزة تكون قد أسقطت نظرية بلمار وأعطت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي &laqascii117o;براءة ذمة" ستنفض عنها غبار الكثير من الاتهامات. وتصح هذه المعادلة ايضا إذا اعتبرت المحكمة ان شروط المحاكمة غير متحققة لأسباب لا تتعلق بما أورده بلمار قبل ايام حول تقصير لبنان في تقفي أثر المتهمين، كأن تفترض على سبيل المثال انه كان يجب نشر المعطيات المتعلقة بالمتهمين والقرار الاتهامي في دول أخرى، الى جانب لبنان.

أما إذا أخذت المحكمة بالرأي القائل بأن الحكومة اللبنانية لم تسع بما فيه الكفاية الى توقيف المتهمين، ما يستدعي تاليا إرجاء المحاكمة الغيابية، فإن ذلك سيكون دليلا على ان يد دانيال بلمار ما زالت هي اليد الطولى والمؤثرة في المحكمة، على حساب الوقائع الموضوعية، لأن المعطيات المجردة لا تخدم منطق المدعي العام الدولي، وينبغي عدم الأخذ بها، كما يؤكد مرجع قانوني بارز.
ويرى المرجع ان بلمار يسعى جاهدا الى تأجيل المحاكمة الغيابية لسببين:
الاول يتصل بمعرفته انه سيكون ملزما بتسليم فرق الدفاع كل ملف التحقيق الموجود بحوزته خلال مدة شهر من تحديد موعد انطلاق المحاكمة ما يتيح كشف الكثير من الثغرات والفجوات التي لم ينجح بعد في معالجتها وإقفالها، والسبب الثاني، يعود الى خشيته من ان يضطر الى سلق قرارات اتهامية ما زال يُعد لها، باعتباره سيكون محكوما بإصدارها سريعا لانه لا يجوز ان تبدأ المحاكمة وهو" ينام" على قرارات اتهامية إضافية.
ويبدي المرجع القانوني اعتقاده بأن بلمار أراد من خلال &laqascii117o;البيان الاتهامي" الذي اصدره قبل أيام ان يبعث برسالة الى من يهمه الامر مفادها انه متعاف ويتمتع بالجهوزية اللازمة للاستمرار في مهمته والبقاء رقما صعبا في المعادلة، علما ان المتواجدين في لاهاي يجزمون بأنه لم يظهر أي أثر لبلمار في مقر المحكمة منذ فترة طويلة.

وفي انتظار ان تقول المحكمة كلمتها في &laqascii117o;المحاكمة الغيابية"، تواصل فرق الدفاع استعداداتها للتعامل مع كل الاحتمالات، وهي انتهت تقريبا من إعداد &laqascii117o;إستراتيجية دفاعية" للمرافعة عن المتهمين الاربعة، بالتعاون مع الخبير القانوني والدستوري الدكتور سليم جريصاتي الذي كان مكتب الدفاع في المحكمة برئاسة فرنسوا رو قد طلب مشورته، فاستجاب لرغبته وانتقل الى لاهاي حيث يواكب عن كثب، بصفته الشخصية، التحضيرات الجارية للمواجهة المنتظرة مع بلمار، متجنبا في الوقت ذاته أي تصرف قد يُفهم منه الاعتراف بالمحكمة، وذلك من خلال حصر علاقته بالمحامين تحديدا.وعند دوران عجلة المحاكمة الغيابية، سيبدأ تطبيق &laqascii117o;الإستراتيجية الدفاعية" التي تركز في مرحلة أولى على طرح الدفوع التمهيدية المتعلقة بعدم شرعية المحكمة الدولية من جهة وعدم شرعية الإجراءات الغيابية في ظل العدالة الجنائية الدولية من جهة أخرى، ويُرجح أن يصول ويجول المحامون في هذا الملعب، استنادا الى مطالعات متينة لا يمكن إلا لمحكمة مسيسة ان تتجاوزها.
وخلف خط الدفاع الأول هذا، يمتد خط الدفاع الثاني الذي سيتكئ عليه المحامون لتعرية القرار الاتهامي وتفريغه من أي محتوى، متى انتقلت المعركة القانونية الى هذه الساحة التي ستشهد المنازلة الفاصلة مع بلمار، في حال لم تأخذ المحكمة بالدفوع الأولية.تجدر الإشارة الى ان مكتب الدفاع خصص لكل من المتهمين الأربعة فريقا يضم محاميا أصيلا وآخر ثانويا ومحققا ومترجما ومساعدا.


ـ 'النهار'
4 متّهمين مقابل 4 ملايين!
مازن حايك:

صحيح أن مسألة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تتعلّق بمبدأ العدالة، وبضرورة وضع حدّ لحقبة الاغتيال السياسي، وهي تصبّ في مصلحة لبنان – 'دولة الحق' الذي يُفترَض أن يَفي دوماً بالتزاماته الدولية، وأن يلعب دوراً فاعلاً ومتفاعلاً ضمن الأسرة الدولية، بعكس ما تتمنّاه إسرائيل. لكن الأصح أن شبح العقوبات الدولية على لبنان، وخطر انتقال الأزمات الاقتصادية والمالية العالمية، وتضييق الخناق على إيران النووية، وعزلة سوريا، وتَفاقُم الديون المحلية، وضعف الاقتصاد الوطني... كلّها تجعل من خيار عدم تمويل المحكمة أغلى ثمناً على لبنان من تكلفة تمويلها والمجازفة بسمعة 4 متّهمين – أبرياء حتى تَثبُت إدانتهم - مقابل 4 ملايين! كما أن الثمن السياسي لعدم التمويل أصبح أشدّ وطأة على الخط 'الممانِع' المناهض للمحكمة والدافع نحو عدم التعاون معها، مما هو عليه بالنسبة للخط 'السيادي' المَعني بها والمدافِع عنها، لأن الأول وببساطة، هو من سيدفع الثمن في المحصّلة من مكتسباته، أكان ذلك في رئاسة الحكومة، أم في الفراغ الحكومي المحتمَل الناجم عن عدم القدرة على تألـــيف حكومة جديدة يكون للخط 'الممانِع' فيها ما له من حضور وازن ولَون فاقع في الحكومــــة الحالية، أم في الأكثرية النيابية المتأرجحة ونتائج الانتخابات المرتقَبة عام 2013... أم أخيراً، في تحميل سوريا المزيد من الضغط الخارجي عبر عزلة لبنان.

إن الاستمرار في الذهاب نحو عدم التمويل، يشبه الانتحار الجماعي، السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والمالي، ويُذكّر بالمناخ الضاغط الذي واكب فترة التمديد للرئيس إميل لحّود عام 2004، مع الوضع المختلِف جذرياً في سوريا اليوم، والاحتقان المذهبي المتفاقِم في لبنان والمنطقة. كما يؤشّر هذا الخيار إلى أثمانٍ باهظة لا قدرة لنا على دفعها، مقابل 'مَكسَب' نظري واحد، يُظهِر الخط 'الممانِع' وكأنه 'ربح' معنوياً، في وقت يكون فيه قد خسر فعلياً! وبما أن المحكمة مستمرّة 'فينا وبلانا'، بمَن موّل أو لم يُموّل، وبمَن حَضَر أو غاب، فلنعتمِد التمويل كخيار براغماتي يحفظ وحدة البلد ولُحمة أبنائه، ويبقي لبنان ضمن الأسرة الدولية، بموازاة تأمين حق الدفاع عن المتّهمين، والعمل الديبلوماسي لإيصال ملاحظات بعضهم على المحكمة وأدائها إلى المحافل الدولية، ربما سعياً إلى تعديل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1757. عندها، سيلتفّ اللبنانيون حول حكومتهم والمتّهمين الأربعة، في سياق البحث عن الحقيقة، عوضاً عن حصر المسألة بطائفة كريمة وحزب فاعل... على حساب الملايين الأربعة!


ـ 'السفير'
خطر إسرائيل النووي على إيران
سمير كرم:
 
إسرائيل هي الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، وهي تريد ان تبقى كذلك مهما كلفها ذلك، وبخاصة مهما كلف ذلك الآخرين.هذه حقيقة خطيرة للغاية، وقد تكون، بل الأحرى إنها بالفعل اخطر من &laqascii117o;كامب ديفيد"، والأحرى ان نقول إن أخطر ما في كامب ديفيد، انها لم تتضمن تعهداً او التزاماً من جانب اسرائيل بعدم استخدام سلاحها النووي. ولا احد يعرف لماذا لم يحاول السادات الحصول على مثل هذا التعهد عندما ذهب الى اسرائيل عارضاً السلام عليها بشروطها، وبعض من شروط مصر في ذلك الوقت. كان الخطر النووي الاسرائيلي موجودا وماثلا وبكل خطورته، ومع ذلك فإن الوطن العربي اختار ان ينساه وأن يتناساه مكتفياً بمحاولات غير مجدية لإثارة امتلاك إسرائيل للسلاح النووي في المنظمة الدولية التي يعرقلها تأييد اميركا للسلاح النووي الإسرائيلي بلا حدود او قيود.
اما لماذا نثير هذا الموضوع الآن، وهو موضوع محكوم عليه بأن يبقى مدفوناً، فلأن تهديدات اسرائيل بشن هجوم على ايران بلغت في الايام الاخيرة ذروة لم تبلغها من قبل، وبدا تغاضي اميركا عن هذه التهديدات في احط اشكاله ومستوياته. والامر المؤكد ان اسرائيل لا تتحفظ على اي شيء ايراني الى حد التهديد بالحرب، الا على ما تزعمه من ان ايران بصدد الانتقال الى العصر النووي، الامر الذي يقضي على تفرد اسرائيل في المنطقة بامتلاك السلاح النووي.

ولعل من الضروري ان نتذكر في الظروف الراهنة ان اسرائيل لم تنزعج من فكرة ان يوجد في الشرق الاوسط سلاح نووي غير ذلك الذي تملكه، عندما فكر صديقها الموثوق به شاه إيران في منتصف السبعينيات في امتلاك سلاح نووي. اما وقد اصبح خطر فقدانها التفرد بهذا السلاح في المنطقة متمثلا في دولة تناصبها العداء وتقف في صف العرب ضد مشاريعها التوسعية، فإن الامر يبدو مختلفاً تماماً.
وإذا تساءلنا اذا كانت اسرائيل مستعدة للوصول الى حد استخدام سلاحها النووي ضد احتمال ان تكون ايران قريبة من الوصول الى هذا الهدف، فليست هناك إجابة صحيحة على هذا التساؤل إلا بنعم. إن إسرائيل مستعدة لاستخدام سلاحها النووي ضد مشروع ايران النووي ولن تتردد في ذلك اذا قدّرت - هي وليس غيرها - ان هذا المشروع ربما يخلق في الشرق الاوسط توازناً نووياً يستحيل معه ان يصبح بالإمكان استخدام هذا السلاح من جانب اي طرف. توازن نووي شبيه بما بين الهند وباكستان الآن او بين اميركا وروسيا الذي كان قائماً بين اميركا والاتحاد السوفياتي قبل ذلك. باختصار وبصراحة فإن حرباً اسرائيلية ضد ايران يمكن ان تكون حرباً نووية أو ان تتحول الى هجوم نووي اسرائيلي في اي لحظة.

لماذا؟هناك عدة اسباب:
اولاً: إن اسرائيل تتصور او تقدّر ان ضربة نووية لهدف عسكري او صناعي ايراني يمكن بل لا بد ان يكون له تأثير قنبلة هيروشيما الاميركية على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. وهذا تصور او تقدير مخالف للحقيقة الفعلية، لأن ضرب هدف ايراني الآن بسلاح نووي اسرائيلي يأتي في وقت تحتفظ فيه ايران بكامل قوتها العسكرية فيما وراء هذا الهدف. انها بداية حرب اسرائيلية - ايرانية لا نهايتها.
ثانياً: إن اسرائيل لا تستهدف ايران وحدها اذا هي اقدمت على شن هجوم نووي على اهداف ايرانية. إنها تستهدف بالضرورة الحالية والتاريخية الوطن العربي طولاً وعرضاً. والهدف هنا هو تقويض معنويات الوطن العربي وتأييده لقضية فلسطين والارض المحتلة.
ثالثاً: إن إسرائيل تستهدف بشكل خاص كلا من حزب الله وحماس باعتبارهما القوتان المقاومتان لقوة اسرائيل العسكرية، وهنا فإن استخدام السلاح النووي يقصد به إخافة الجماهير العربية التي تشكل السند الحقيقي والمعنوي للمقاومة الفلسطينية وفقاً لتقديرات اسرائيل لما يمكن ان يحدثه استخدام سلاحها النووي كقوة رادعة مطلقة.
رابعاً: إن اسرائيل، إما ان تكون قد وصلت الى نقطة إقناع الولايات المتحدة بشل قدرة ايران العسكرية عن طريق استخدام السلاح النووي ضدها، او تكون اسرائيل قد قررت ان تضع الولايات المتحدة امام امر واقع باستخدام السلاح النووي ضد ايران، فلا تملك الولايات المتحدة ان تعترض بعد ان يكون ذلك قد تم بالفعل، وخاصة اذا حقق ـ كما تظن ـ الهدف الأوسع منه.
خامساً: إن اسرائيل قد كونت قناعة استراتيجية بأن الفرق من الناحية السياسية ليس كبيراً بين التهديد باستخدام السلاح النووي واستخدامه فعلاً في الدفاع عن نفسها ضد خطر يهدد وجودها من اساسه، وهو الخطر النووي الايراني المزعوم. وقد ساعدت الولايات المتحدة في علاقتها بإسرائيل التي تنطوي على تأييد غير مشروط ـ اميركي نحو اسرائيل ـ يترك لها حرية الاختيار بين ان يكون وجود سلاحها النووي بحد ذاته تهديداً جدياً وقوياً وأن يكون استخدام هذا السلاح ضرورة لا مفر منها.

سادساً: إن إسرائيل تستشعر خطراً جسيماً من وراء ثورات الربيع العربي والنهايات التي يمكن ان تذهب هذه الثورات نحوها فيما يتعلق بإسرائيل ومطامعها التوسعية في المنطقة. إن اسرائيل تعرف جيداً أن أياً من هذه الثورات لا يملك ضمانة واحدة بالانتصار اذا كان له موقف استسلامي تجاه اسرائيل. لهذا فإن الوقت حاسم لإسرائيل لكي تظهر قدرتها على سحق القوى العربية والعمل من أجل إعلاء قرار اسرائيل على اي ثورة يمكن ان تقود في المنطقة باتجاه محاصرة اسرائيل في حدودها الدولية المعترف بها.
سابعاً: إن إسرائيل تجد نفسها اليوم عند مفترق طرق بين ان تختار التخلي عن أطماعها التوسعية الموثقة تاريخياً، على الأقل، وبين ان تخلق الظروف التي تلائم هذه الاطماع والتي تبدو، في الفترة الاخيرة، مواتية وموافقة للأهداف الاميركية في السعي الجاد الى تفكيك الوطن العربي الى دويلات طائفية صغيرة تتخلى واحدة تلو الاخرى عن اية اهداف قومية واسعة.
لقد اطلق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل الحالي تصريحاً لعله اخطر تصريح من نوعه عن نوايا اسرائيل من دون التطرق مباشرة الى هذه النوايا. لقد قال بعبارات واضحة إن إسرائيل تنتهج الآن استراتيجية ان تكون قاتلة او مقتولة. هذا كلام مطلق يعني أن إسرائيل لا ترى اي احتمال في الوضع الراهن لأن تتخلى عن اهدافها البعيدة، فهي لا ترى ابدا امكانية لان تعيش دون ان تكون قاتلة او مقتولة. وعادة ما تلجأ الدول الى صيغة &laqascii117o;اما...او..." عندما تقرر أن تلجأ الى أخطر اسلحتها لقتل من يعاديها حتى لا تكون هي القتيلة. ولقد عرفنا منذ سنوات طويلة ـ منذ تأسيس دولة اسرائيل ـ أن إسرائيل الحالية، حتى وهي تحتل مساحات كبيرة من الارض العربية، ليست اسرائيل النهائية وأن المشروع الاسرائيلي لدولة صهيونية ينطوي على توسعات تتجاوز الحدود الراهنة بكثير. بل ان صورة المنطقة التي تسيطر عليها اسرائيل سياسياً واستراتيجياً لا تحتمل وجود نوايا او حتى أحلام عربية تتعلق بالتحرير او الوحدة. ومن المؤكد ان هذه النوايا او الاحلام قد عادت الى الظهور في ظروف الثورة الحالية، وأن الثورات العربية ترتبط بالتحرير والوحدة ولا ترتبط بالسلام مع اسرائيل، خاصة اسرائيل الصهيونية التوسعية.
ثامناً: في الظروف الراهنة تظهر بوادر وحدة في الرؤى السياسية بين الوطن العربي والعالم الاسلامي لم تكن بادية من قبل. لم تكن بادية قبل وجود الجمهورية الاسلامية الايرانية وصعود دورها الاقليمي الواسع، ولم تكن بادية قبل صعود تركيا الحالي الى مرتبة القوة الاقليمية المؤثرة. كما ان هذه البوادر لم تكن مسلحة نووياً كما هي حال باكستان. وعند هذه النقطة لا بد ان نلاحظ ان خطط اسرائيل التوسعية التي تتحدث عن تفكيك وتفتيت البلدان العربية الى كيانات طائفية صغيرة وضعيفة، تذكر &laqascii117o;العالمين العربي والإسلامي" معاً وليس الوطن العربي وحده.
يقول اوديد يينون، الذي حرر &laqascii117o;استراتيجية لإسرائيل في ثمانينيات القرن العشرين": &laqascii117o;إن العالم العربي الاسلامي ليس مشكلة استراتيجية رئيسية سنواجهها في الثمانينيات، على الرغم من حقيقة ان هذا العالم يحمل التهديد الرئيسي ضد اسرائيل، نظراً لنمو قوته العسكرية. إن هذا العالم بأقلياته العرقية وجزئياته وأزماته الداخلية التي تدمر ذاتها بصورة تدعو للدهشة... في إيران غير العربية والآن ايضاً في سوريا، هو عالم غير قادر على التعاطي بنجاح مع مشكلاته الرئيسية ولهذا لا يشكل خطراً حقيقياً ضد دولة اسرائيل في المدى البعيد، إنما يشكله فقط في المدى القصير حيث تملك قوته العسكرية المباشرة اهميتها. ويضيف: &laqascii117o;إن كل دولة عربية مسلمة تواجه اليوم دماراً اجتماعياً عرقياً من داخلها، وفي بعض هذه الدول فإن حرباً أهلية تدور بالفعل".

لقد حرر الاسرائيلي يينون هذه الوثيقة بالعبرية عام 1980 وترجمها عن العبرية الى الانكليزية داعية حقوق الانسان الاسرائيلي المؤيد للقضية الفلسطينية اسرائيل شاحاك عام 1982 ونشرتها رابطة متخرجي الجامعات الاميركية العرب في بلمونت بولاية ماساتشويتس الاميركية حيث كانت قد عقدت مؤتمرها الاول.
وكثير مما كتب في هذه الوثيقة الاسرائيلية يوحي بأنها كتبت في الظروف العربية الاسلامية الراهنة، ولكنها في حقيقة الامر كتبت في بداية الثمانينيات وتعبر بكل وضوح عمّا ترمي اليه اسرائيل من توسع في الارض العربية وما ترمي اليه من تفتيت بلدان عربية معينة ـ خاصة العراق وسوريا وبلدان المغرب العربي ـ الى وحدات عرقية وطائفية صغيرة لا قبل لها بمواجهة قوة اسرائيل.ان الخطر النووي الاسرائيلي موجه اليوم صوب ايران ولكنه لا يقصد ايران وحدها انما يقصد اخضاع المنطقة العربية المسلمة بأكملها لقبول خطط اسرائيل المدعومة اميركياً.
مع ذلك فإن ارتكاب اسرائيل لهذه الجريمة، اذا وقعت، سينطوي على اخطاء وأخطار جسيمة تقع على عاتق اسرائيل نفسها، ولكنه سيحيط منطقة الشرق الاوسط بحريق هائل يغير ملامحها وتكوينها نفسه.


ـ 'النهار'
قوى في 8 آذار تتحدث عن سقوف جديدة، في لعبة البعض حيال الحدث السوري
إبراهيم بيرم:

باتت دوائر التحليل والقرار في قوى 8 آذار تقيم في الايام القليلة الماضية على خلاصة جديدة للأوضاع عنوانها العريض ان ثمة تحولين جديدين طرآ على المشهد اللبناني، وعلاقته بالمشهد السوري على وجه التحديد، والسعي الاميركي والغربي عموما الى استكمال حلقات الحصار المالي والاقتصادي على سوريا، او بمعنى آخر، جعل لبنان على درجة عالية من الانضباط من موجبات هذا الحصار، فضلا عن ابقاء 'حبل السرة' الذي انشأته بعض الاطراف بين بعض المناطق اللبنانية والداخل السوري قائما.
ولا ريب ان زيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الارهاب دانيال غلايزر لبيروت خلال الساعات الماضية، قد ألقى الضوء ساطعا على الملف الاول، وبالتالي طرح على بساط البحث هذا الموضوع، ولا سيما ان للامر مقدمات تتجلى في ما تبلغه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من الادارة الاميركية ابان زيارته الاخيرة لنيويورك، وما نقل عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حيال استشعاره الواضح بالرغبة الغربية في ان لا تستغل سوريا الساحة اللبنانية بغية 'اختراق' الحصار المالي الذي بدأ عليها.
وكل من له علاقة وتماس بالمسائل المالية يعي أن الاميركيين والغرب عموما، يدركون أن اي حصار قد فرض او يمكن ان تشتد حلقاته في القريب، سيكون محدود الجدوى ان لم يكن عديمها، اذا لم يتم ضبط ساحتين اساسيتين مجاورتين لسوريا هما الساحة اللبنانية والساحة العراقية، من سماتها وجود قوى رسمية وغير رسمية فيهما تملكان ارادة التعاون مع النظام في سوريا ومساعدته لتجاوز ازمته المفتوحة منذ نحو ثمانية اشهر. وبناء على كل هذه المعطيات والوقائع، بات مرتقبا منذ زمن ان تصعّد الجهات الاميركية المختصة ومعها جهات تهويلها وتحذيراتها على القطاع المصرفي اللبناني وعلى الحكومة اللبنانية نفسها والعمل على تعزيز الصوت الرافض لسلوك التعاون بين النظام في سوريا واولئك الرافعين لشعار الحياد وفي مقدمهم الرئيس ميقاتي.
ومع ذلك فإن القوى صاحبة هذه الوجهة ما فتئت ترى أن كل هذا التهويل الاميركي لن يحقق مبتغاه، لأن في الساحة اللبنانية من الماليين وغير الماليين من حضر البدائل لهذه اللحظة على نحو لا يبدو مكشوفا، وهو يملك خريطة طريق جلية تحتوي على الشعاب والأروقة الالتفافية التي يمكن سلوكها عند الحاجة.
ولقد أقر أحد سفراء الدول الكبرى في بيروت في لقاء جرى اخيرا معه بوجود حركة يومية مكثفة لنقل الاموال بين البلدين، مقدما رقما كبيرا عن ذلك.
اما الملف الثاني الذي يعلو الضجيج حوله ويتحوّل مواجهات حقيقية بين 8 و14 آذار، وتتركز عليه اتهامات متبادلة، فهو المندرج تحت عنوان ملف التدخل في الشأن السوري الداخلي، في ظل الاتهامات المتبادلة بين فريق 8 آذار الذي يوجه للفريق الآخر اصابع الاتهام بانحيازه المباشر الى المعارضة السورية، ورفدها بأسباب الدعم عبر حبل سرة، وخصوصا في الشمال، وبين فريق 14 آذار الذي يرفع من عقيرته في الايام الاخيرة متهماً الحكومة والاكثرية بالضغط على المعارضين السوريين الهاربين الى لبنان، عبر خطف بعضهم او 'محاصرة' بعضهم الآخر بأشكال شتى من الحصار.
ولا شك ان ثمة قوى في 8 آذار، معنية بمتابعة هذا الملف عن كثب لم تفاجأ بعلو اصوات الاقلية اخيرا حول مسألة ما يتعرض له النازحون من سوريا وما يحكى عن خطف للمعارضين، فهو في رأيها عبارة عن قنابل 'دخانية' لتحقيق امرين:
الاول درء الشبهات التي تحيط بأداء الفريق الاقلوي نفسه حيال مسألة تدخله في احداث سوريا الى جانب المعارضة، وبالتالي الحيلولة دون تسليط الاضواء على الدور الذي يقوم به هذا الفريق، وخصوصا في المنطقة المسماة 'كف حمص' وهو الاسم الذي يطلق عادة على منطقتي وادي خالد وعكار على وجه العموم.
ولقد توقفت الاوساط نفسها عند ما نشرته بعض الصحف العربية المعارضة للنظام في سوريا قبل ايام قليلة والتي تحدثت صراحة عن وجود '3 آلاف سلفي ومقاتل' في الشمال اللبناني جاهزين لجبه اي تدخل عسكري سوري في تلك المنطقة.
وهو ان كان في رأي الاوساط عينها جزء من حملة 'تهويل' و'تضخيم' الا انه ينطوي على ابعاد شتى، وخصوصا ان ثمة معلومات سرت اخيرا، فحواها ان النظام السوري الذي دخل اخيرا في طور العمل بقوة وفي عجالة لحسم المعركة ضد المتمردين عليه في بعض احياء حمص، ربما وضع في حساباته فكرة 'تأديب' هذه المنطقة، وبالتالي العمل لقطع فعلي لـ'حبل السرة' الذي يغذي حركة التمرد والاعتراض في حمص وريفها، نتيجة التداخل الجغرافي والتاريخي بين هذه الخاصرة السورية والشمال اللبناني عموما. أما الامر الثاني فهو 'حشر' الرئيس ميقاتي الذي حقق لتوه 'فتحاً' آخر مبيناً في لندن، حيث اسقط احد ملفات 'التحفظ' الغربي عنه والتي عبّرت عن نفسها، لحظة قبوله بالتصدي لخلافة الرئيس سعد الحريري.
ثم 'حشر' الاكثرية عموما وفي مقدمها 'حزب الله'، واستطرادا الجيش اللبناني، الذي يتعرض لألوان غير مسبوقة من الاتهامات.
وقد جعل الجميع في موقع 'دفاعي' يضطرون فيه الى الرد على الاتهامات التي تحاصرهم، ويكون الهدف الاساسي التعمية على لعبة الاستمرار في التدخل في الشأن الداخلي السوري، عبر اساليب وسبل تتعدى الاعلامي والسياسي، او في الحد الادنى الحفاظ على وضع متفجر، وخصوصا ان حلفاء النظام السوري في لبنان، ينقلون عنه ان لعبة تفجير سوريا من الداخل قد اخفقت، وبالتالي صار على اعداء النظام الصامد هناك ان يبحثوا عن دروب اخرى لإسقاطه تتوسل ساحتين خارجيتين على وجه الخصوص هما الساحة التركية ثم الساحة اللبنانية.
وحيال هذا التحوّل، فإن السؤال المطروح هو عن تبدد كل 'الضمانات' التي سرت سابقا والقائمة على فكرة ان ثمة موانع وضوابط تحول دون تفجير الساحة اللبنانية. ليس بالطبع من يملك اجابة جازمة، لكن الاكيد ان شروط لعبة بعض اللبنانيين في الموضوع السوري قد طالها التغيير اخيرا، لذا ربما هناك امر 'عمليات جديد'.


ـ 'السفير'
ضوء أخضر من الحريري لزيادة الضغط على النظام السوري والحكومة
'إغاثة النازحين' للضغط على ميقاتي بعد إقفال ملف التمويل؟
غسان ريفي:

في زيارة قام بها مسؤول حزبي لبناني سابق لدمشق، سمع كلاماً من أحد كبار المسؤولين السوريين مفاده &laqascii117o;أن الأزمة في سوريا سوف تنتهي عاجلا أم آجلا لمصلحة النظام وأن الأمور ستعود الى طبيعتها، لكن هناك أزمة لديكم في لبنان وتحديداً في عكار والقرى الحدودية تتعلق بالتوتير السياسي والأمني الذي يدأب على إشاعته بعض المتضررين من بقاء النظام، تحت شعار حقوق النازحين السوريين وإغاثتهم".
لم يفهم المسؤول الحزبي بداية ما قصده المسؤول السوري، لكنه شيئاً فشيئاً بدأ يشعر أن البيئة الحاضنة في عكار، بدأت تكبر وتتسع لتصبح حصراً دون باقي المناطق اللبنانية وحتى تلك الحدودية في محافظة البقاع، ملاذاً لاستقبال المصابين السوريين ومن يرافقهم، حيث شهدت مستشفيات عكار وصول عدد من الجرحى دخلوا عبر حدود المصنع لكنهم لم يعالجوا في مستشفيات منطقة البقاع وتم نقلهم بشكل سريع الى الشمال حيث يرفع نواب &laqascii117o;كتلة المستقبل" في عكار لواء الدفاع عن النازحين، ويهددون بالتحركات الشعبية إذا ما جرى التقصير بحق أي من هؤلاء النازحين!
ويبدو واضحاً أن &laqascii117o;نواب المستقبل" يسعون اليوم لإصابة عصفورين بحجر واحد، أولاً، لجهة رفع السقف السياسي ضد النظام السوري ومحاولة الضغط عليه من منطقة كانت وما تزال تعتبر الداخل السوري امتداداً استراتيجياً لها ولا يمكن الاستغناء عنه نظراً للارتباط الكامل بينهما حتى في تفاصيل الحياة اليومية.
وثانياً، لجهة إيجاد باب جديد لاستهداف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واتهامه بالولاء للنظام السوري وبوقف مساعدات الهيئة العليا للإغاثة عن النازحين والمصابين السوريين، وذلك بعد أن تراجع الحديث نوعاً ما عن المحكمة الدولية انطلاقاً من تأكيد ميقاتي المتكرر التزامه بتمويلها.
كما يبدو واضحاً أن الرئيس سعد الحريري وعبر موقعه على &laqascii117o;تويتر"، قد أعطى &laqascii117o;الضوء الأخضر" مجدداً لنواب &laqascii117o;المستقبل" من أجل رفع سقف الهجوم في الاتجاهين السوري والحكومي بعد فترة من الهدوء النسبي، فارتفعت وبشكل مفاجئ الأصوات المطالبة بالتدخل الدولي لإسقاط النظام السوري متجاهلة المبادرة العربية، والمعترفة بالمجلس الوطني السوري، والمنتقدة للهيئة العليا للاغاثة، والمستهدفة الرئيس نجيب ميقاتي، والمشككة بدور الجيش اللبناني، والمهددة بالنزول الى الشارع للدفاع عن النازحين، الأمر الذي يضع عكار والقرى الحدودية في وادي خالد على فوهة بركان نتيجة الشحن السياسي والتوتير المذهبي، ويؤدي الى شل الحركة الاقتصادية والتجارية في عكار، وهي بدأت تنسحب على طرابلس التي شهدت خلال الفترة الماضية أسوأ موسم لها قبيل عيد الأضحى المبارك بفعل الخوف الذي تتركه التصريحات النارية التي تطلق هنا وهناك، وتوحي بتحركات شعبية، إضافة الى الشائعات الغزيرة التي تتحدث عن سيناريوهات أمنية مختلفة.
في غضون ذلك، ما تزال أعداد النازحين السوريين أرقاماً في علم الغيب، حيث أن كل الاحصاءات التي تصدر سواء عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أو عن المؤسسات المحلية، والمكاتب السياسية لا تتطابق مع الواقع الذي يؤكد وجود عدد من العائلات في مدرستيّ العبرة والرامي في وادي خالد يعدون مجتمعين نحو 250 شخصاً، في حين أن كثيراً من القاطنين في سوريا ممن يحملون الجنسيتين اللبنانية والسورية يقيمون في منازلهم وبين أهلهم سواء في عكار أو في طرابلس أو في سائر المناطق اللبنانية، فيما أشارت معلومات الى أن الدعوات المتكررة من أجل قيام الهيئة العليا للاغاثة بتقديم المساعدات للنازحين قد أغرى كثيراً من السوريين العاملين في لبنان والذين يقيمون في مختلف المناطق منذ ما قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا، لتسجيل أسمائهم ضمن لوائح النازحين للاستفادة من التقديمات الصحية والاجتماعية التي يمكن أن تساهم في تحسين مستوى معيشتهم.
أمام هذا الواقع، تجتاح عكار ومعها منطقة الشمال سلسلة تساؤلات حول الهدف من كل ما يحصل، وذلك لجهة: هل أغلق نجيب ميقاتي أبواب انتقاده بما في ذلك موضوع المحكمة الدولية حتى يدخل نواب &laqascii117o;المستقبل" عليه من باب تعاطي الهيئة العليا للإغاثة مع النازحين السوريين؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات أعيد طرح قضية إغاثة النازحين؟ ولماذا لم يبادر الغيارى عليهم الى تقديم بعض المساعدات التي يحتاجونها والتي لا تدخل في إطار تقديمات الهيئة العليا للإغاثة خصوصا خلال عيد الأضحى المبارك؟
كذلك، لماذا رفع وتيرة التصعيد السياسي ضد النظام السوري؟ هل هي مجرد محاولات لشد عصب الشارع الأزرق في عكار، وإشغاله بالشحن السياسي والمذهبي كبديل عن غياب الخدمات والتقديمات التي لا يوجد في الأفق ما يبشر بعودتها في القريب العاجل؟. ولماذا الحملة الشعواء على الجيش اللبناني؟ ولماذا يطالبونه بالتدخل في القرى الحدودية لمواجهة خروقات الجيش السوري، ومن ثم يضغطون عليه بالتشكيك بدوره؟ وهل المطلوب اليوم إرباك الجيش اللبناني لتعطيله عن مواجهة أي استحقاق أمني قد يحصل؟ أم هي محاولة لإعادة فتح الحدود أمام النازحين وعمليات التهريب المختلفة التي كانت تشهدها؟.
والأخطر من ذلك، هل تبقى الأمور بعد كل ما يجري في عكار تحت السقف الأمني؟ والى ماذا يريد هؤلاء دفع عكار وبعض مناطق الشمال؟ وما هو مستقبل قرى وادي خالد التي تعتمد في معيشتها بشكل شبه كامل على الداخل السوري؟ ولماذا الإيحاء بأنها بدأت تتحول الى سجن كبير للنازحين السوريين؟ وما هو مصير العائلات السورية التي وفدت الى لبنان مؤقتاً حتى انتهاء الأحداث الدائرة في مناطقها بعد محاولات توريط كل السوريين الموجودين في لبنان على أنهم ضد النظام؟، ولماذا إعادة طرح إقامة معسكر اللاجئين السوريين مجدداً؟ وهل من مخطط حول هذه القضية ينتظر الوقت المناسب لطرحه؟. تشير المعطيات الى أن الأرضية العكارية بمكوناتها المختلفة وتنوعها السياسي لا يمكن أن تحتمل إقامة معسكر للاجئين، وأن إعادة طرحه اليوم يأتي ضمن محاولات التهويل والمزيد من الضغط على النظام السوري والحكومة اللبنانية، خصوصاً أن أي معسكر يحتاج الى تمويل كبير، وهذا غير متوفر اليوم لدى &laqascii117o;تيار المستقبل" المتحمس لإقامته في ظل رفض الحكومة اللبنانية للفكرة من أساسها


ـ 'السفير'
الاعتمادات السورية والعلاقات مع إيران، غلايزر أسمع المصارف واستمع إليها
عدنان الحاج:

خلافاً للزيارات السابقة لسلفه ليفي ستيورات، لم يحمل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دنيال غليزر تعليمات ولائحة بالشروط والقرارات او العقوبات الأميركية ضد بعض الأنظمة والمدرجين على لائحة العقوبات لا سيما في سوريا وإيران، بل اكتفى بالاطلاع على التدابير التي تعتمدها المصارف اللبنانية في منع التجاوزات والحد من العمليات لجهة دخول الأموال المشكوك بسلامتها.
ثلاثة لقاءات عقدها غليزر مع كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحاكم مصرف لبنان ومن ثم الاجتماع الأخير مساء أمس مع جمعية المصارف اللبنانية.
نقل عن المبعوث المالي الأميركي ارتياحه لما سمعه من رئيس الحكومة وحاكم مصرف لبنان حول سلامة التعاملات من قبل القطاع المالي اللبناني والتنبه إلى أهمية موضوع القرارات الدولية لا سيما تلك التي تصدر عن مجلس الأمن والأمم المتحدة.
1ـ المسؤول الأميركي سمع من حاكم مصرف لبنان كلاماً محدداً حول طبيعة العلاقات المصرفية بين لبنان وسوريا لا سيما المصارف اللبنانية العاملة في سوريا وطريقة التعامل مع الاعتمادات التجارية، وهي علاقات قديمة ليست فيها أية شوائب وهذا ما يظهر في الميزانية المجمعة للمصارف وتبعاً للنظام الرقابي المتشدد والمتحفظ الذي تعتمده الهيئات الرقابية، وقيل انه كان مرتاحاً لعرض الحاكم.
2ـ المسؤول الأميركي حمل إلى جمعية المصارف بعض الأسئلة، مع العلم ان زيارته كانت مقررة سابقاً ضمن جولة في المنطقة، تشمل الأردن ودبي، إضافة إلى تركيا وروسيا.
الأسئلة كانت حول العلاقات التجارية واللائحة المفروضة على إيران وكيفية التعامل معها، وتركز السؤال حول نشاط وحجم بنك صادرات إيران، حيث تبلغ من المصارف والمصرف المركزي اللبناني ان حجم بنك صادرات إيران في لبنان هو حوالى 120 مليون دولار من اصل موجودات للقطاع المصرفي تفوق 138 مليار دولار. كما سمع كلاماً حول حجم الميزان التجاري بين لبنان وإيران الذي لا يصل إلى 100 مليون دولار.
3ـ جمعية المصارف قدمت شرحاً إلى علاقتها مع موضوع فتح الاعتمادات للتجار والمستوردين السوريين، وهي متوقفة اليوم عن فتح الاعتمادات بالدولار نتيجة المنع الأميركي، وهي أكدت انها تفتح اعتمادات بالعملات الاخرى التي ما زالت مسموحة على أساس ان كل عملية بالدولار تمر عبر الولايات المتحدة ويتم تجميدها او مصادرتها.
وأكد المصرفيون اللبنانيون انهم حريصون على سلامة القطاع، لا سيما انه يملك تواجداً في عواصم العالم وبالتالي فهو الاحرص على مصلحته لجهة احترام القرارات الدولية وعدم التعامل مع لائحة المحظورات الدولية.
القطاع المصرفي سمع كلاماً مشجعاً حول أداء المصارف اللبنانية، مشيراً إلى انه يقوم بزيارات لمعظم دول المنطقة وهو يتوجه اليوم إلى روسيا في إطار الجولات الدورية نافياً وجود أية تدابير مبيتة ضد مصارف لبنان او قطاعه المالي.
وأشار إلى انه سمع من السفيرة الأميركية في لبنان كل ما يدور من شائعات حول دخول أموال سورية إلى لبنان وهو لم يتوقف امام هذه الشائعات، فإن الزيارة تعتبر عادية جداً، ضمن الزيارات الدورية.
أشار في إطار لقاءاته إلى انه سأل في دبي حول تطبيق القرارات الصادرة بالحظر حول إيران ضمن المتابعات الجارية في ضوء لوائح الحظر الدولية والأميركية والأوروبية.
مصادر جمعية مصارف اكدت لـ&laqascii117o;السفير" ان اللقاء كان إيجابياً لجهة سمعة القطاع المالي اللبناني وخطواته المعتمدة في التنبه للأداء خلال فترة التطورات الحاصلة في الدول العربية ودول المنطقة.
في الخلاصة يقرأ بعض المتابعين زيارة المسؤول الأميركي المالي في اطار التحضير لخطوات وقرارات جديدة وبالتالي التحضير لوضع لوائح بالمحظورات المقبلة ضمن التضييق على بعض دول المنطقة وإقفال الأبواب في وجه التسهيلات على المحظورين من اشخاص ومؤسسات


ـ 'الديار'
أوساط 'المستقبل': سننشر لعون وقائع حرب التحرير على مواقعنا الالكترونية
بيضون وأبو حمدان جاهزان للبوح بأسرار نبيه بري.. فالمحاضر جاهزة
'ما يربّحنا جميلي الميقاتي'.. المحكمة سائرة ولو غاب المتهمون
ابراهيم جبيلي:
 
تصريح.. تصريحان عبر &laqascii117o;التويتر" للرئيس سعد الحريري، أخرجوا 8 آذار عن أطوارها، وأفلتوا جوقة &laqascii117o;الرديدة" واستنجدوا بشعراء الزجل والسجع، واستفزوا &laqascii117o;الكتبة" والجماعة العاملة على الخط بين بيروت ودمشق، وحاولوا قطع السبل لعودته المحتملة على اعتبار انهم يقفلون الباب الذي تأتي من خلاله الرياح، فهم قرروا التمادي في العيش برغد السلطة رغم ائتلافهم الهجين داخل حكومة &laqascii117o;كلنا للعمل" يهدد هذا البقاء. هكذا بدأت الأوساط المعنية في تيار المستقبل حملتها الدفاعية رداً على ما قيل وكتب واذيع ضد زعيمهم، وهي قررت شن الهجوم دحضاً لمزاعم الأكثرية الساخرة وحملاتها الشخصية والمهنية الحالية من آداب اهل السياسة والاعلام.
كل ما سبق اعلاه يقع على عاتق الأوساط في تيار المستقبل، وان ما سيرد لاحقاً هو أيضاً من مسؤوليتها، لذا سترد العبارات حرفياً وفق ما صرحت به، وهي، أي المصادر، تعتبر أن الجماعة فقدت عقلها وانهارت أعصابها عندما بدأ الخطر يداهم حليفها الإقليمي، خصوصاً أن المصير بات مشتركاً بين أهل الداخل الذين استولوا على السلطة مع المحور الممانع الداعم. ولأن الهشاشة تطفو على سطوح مقراتهم، يتبارى العماد ميشال عون في دعمه الأعمى للنظام، وهو يراهن أمام جمهور المتناقص يومياً بأن الاسبوع المقبل سيحمل للعونيين بشائر الصمود في القطر السوري الشقيق.. تذكروا، هكذا قال العماد عون. وفي المقابل يتناسى عماد الرابية أيامه المجيدة في حرب التحرير المستحيلة، وكي لا ينسى، تضيف الأوساط، سننشر له في مواقعنا الالكترونية ابتداء من الاسبوع المقبل وقائع حرب التحرير يوماً بعد يوم وصولاً الى احتلال القصر الجمهوري ولجوئه الى السفارة الفرنسية، وكي لا ينسى ايضاً، وهو المؤمن حديثاً بالمشرقية، سننشر أيضاً حواراته وتصريحاته طيلة الفترة التي امضاها في فرنسا وخطاباته أيام قصر الشعب وإطلالاته اليومية على جمهوره المنتشر في الحدائق والاحراج.

وتؤكد الأوساط في تيار المستقبل أن الجميع في فريق 8 آذار سواسية كما &laqascii117o;اسنان المشط"، فجميعهم يمارسون طقوس الكذب والتدجيل على جمهور بدأ يعي ماذا يدور حوله، فالرئيس نبيه بري مثلاً، يعتقد خطأ بانه &laqascii117o;ظمط" من فضائح الويكيليكس، فعندما سننشر له المحاضر على الطريقة ذاتها التي نشرها وزير الصحة في صحيفة السفير ولأن في الاعادة افادة، فان المحاضر ستكون كافية لمعرفة الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وفي هذه الحالة، اذا اعتقد أو صدق بأن الخيمة يمكن أن تحمي الرؤوس، فهو اعتقاد خاطىء، لأن فريقاً واسعاً في حركة امل جاهز للبوح، فالوزيران السابقان محمد عبدالحميد بيضون ومحمود ابو حمدان جاهزان كل من موقعه، ومحمد عبيد من تعوزه جرأة البوح، رغم انتمائه الى الفريق الآخر.اما بخصوص الفريق المرتزق الذي هاج معترضاً على التواصل الافتراضي، توضح اوساط المستقبل بأن هذا الفريق سيكتشف سريعاً فوائد هذه التكنولوجيا، خصوصاً عندما يقرأ أهل الاعلام الفصول الفضائحية على المواقع الالكترونية التي سوف تروي حكايات وطلبات ورغبات بعض السياسيين من الدرجة الثانية او بعض اهل الاعلام، حينها تؤكد الاوساط بأن الحدائق الخلفية للمقرات الرئيسية حيث تسكن قيادات 8 آذار لن تسلم من شرور المواقع الحديثة التي انشئت لهذه الغاية ولهذه الاهداف.
وتكمل الأوساط في تيار المستقبل دائرة هجومها، فتصل الى الرئيس نجيب ميقاتي فتقول له: &laqascii117o;لا تربحنا جميلي" بالموافقة على التمويل، فالمحكمة الدولية، سائرة وهي ستعقد جلساتها في لاهاي رغم خشية البعض ورغم اعتراضات البعض الآخر، ورغم غياب المتهمين"، وتسأل الأوساط عن البرنامج الذي وضعه المرشح نجيب ميقاتي امام الناخبين في طرابلس الذين منحوه الثقة، اضافة الى ان بيانه الوزاري جاء مليئاً بالعبارات المؤيدة والداعمة للمحكمة الدولية، فما الذي تغيّر الآن حتى يقع فريسة حلفائه، فاذا كان وفياً لبرنامجه الانتخابي ولبيانه الوزاري، فما عليه سوى الاستقالة عندما يتجرأ وينجح الحلفاء في شطب التمويل الذي يسبق الغاء المحكمة الدولية.
وفي مطلق الاحوال، تتابع الأوساط في تيار المستقبل، فالرئيس نجيب ميقاتي يشبه كثيراً ذاك الناطور في الصحراء، يحرك يديه على غير هدى او هدف، لا همّ عنده سوى الادعاء &laqascii117o;بأنني رئيس في السراي الحكومي"، وهو بذلك لن يتأثر بالهجوم والحملات التي يشنها التيار الوطني الحر ضده، ولن يغيّر حرفاً في بقائه رئيساً للحكومة اذا حركوها من الخارج، فالمهم والهدف الأسمى هو البقاء رئيساً للحكومة، ولا ندري، تضيف الاوساط، من يحتمي بمن؟ رئيس الجمهورية ام رئيس الحكومة، فالميقاتي دعا الى تكريم سليمان في عاصمة الشمال وهو يدرك جيداً ان دخول طرابلس جماهيرياً بات مستحيلاً، لذلك لجأ الى اسلوبه الميقاتي في استدراج الحماية لكن تؤكد الأوساط بأن طرابلس والشمال اللذان يتعرضان لتدابير أمنية مشددة، أصبحا في قبضة القرار الأصولي الاسلامي حيث تتدفق العائلات السورية هرباً من جحيم الداخل، وتتعرض في الشمال لمضايقات امنية رسمية لا يقوى رئيس الحكومة، ابن الشمال التخفيف من حدتها.
واذا كانت انجازات الحكومة صفراً على أصفار عديدة، في الكهرباء والاتصالات ورديات البنزين للسائقين العموميين، وزيادة الاجور اضافة الى الاصفار المتعددة في التعيينات والاقالات وفي السياسة المالية والنقص الحاد في النمو الاقتصادي حيث تدهور الى 1.5 بالمئة بعدما وصل الى سبعة بالمئة ايام حكومتي السنيورة والحريري، تعتبر الأوساط في تيار المستقبل ان رئيس الجمهورية هو ايضاً &laqascii117o;مش طالع بإيدو"، فالجميع يعتبرونه الحلقة الاضعف وزيارات بري الاسبوعية لن تغني ولا تزيد الى الرئاسة الأولى اية قيمة مضافة، لان التضامن والالتفاف حول الرئاسة الأولى يفترضان الوقوف صفاً واحداً خلف رئيس الجمهورية خصوصاً ان الخرق الحدودي يلزمه استنفاراً وطنياً، علماً ان سليمان كان شريكاً كامل الاوصاف وفعالاً في تسليم السلطة الى 8 آذار عندما أجّل الاستشارات اسبوعاً كاملاً تدبّر بعدها فريقهم الاستيلاء على السلطة، لكن الرئيس بقي وحيداً وبعيداً عن نزاعات الحلفاء في الحكومة نقل الى زائريه الاعتذارات عن الخروقات الحدودية، لكن ميشال سليمان، تضيف الاوساط في تيار المستقبل، لم يخبرنا اذا حصل على وعد بعدم تكرار حوادث الخرق.
وفيما الأمن توزع بين القوى السياسية والمذهبية، وفيما الجميع منقسم افقياً وعامودياً، وفيما المنطقة المحيطة تغلي بكافة انواع الصراعات وترسيم الحدود الجديد للدول وللمناطق والطوائف، تستمر القوى اللبنانية في فريقي 8 و14 آذار تتصارع فيما بينها على الطريقة البيزنطية، وجميعهم يستدرجون الصراع السوري الى داخل الحدود اللبنانية.. فهل من يتعظ؟


ـ 'الأخبار'
الشهيد أحمد قصير 'يعود' إلى حضن والديه
آمال خليل:

تحل ذكرى عملية الشهيد أحمد قصير ويوم شهيد حزب الله مختلفة هذا العام. أما السبب، فالمسلسل الدرامي &laqascii117o;الغالبون"، الذي قدّم للمرة الأولى نبذة عن سيرة قصير، التي توّجها بتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي. عشية الذكرى، اليوم، اختار من جسّد الشخصية، تعقب خطواته عائداً من العملية وصولاً إلى حضن والديه
تتوقف بنا السيارة في ساحة بلدة دير قانون النهر للسؤال عن منزل عائلة الشهيد أحمد قصير. ينهض رجلان وثلاث نسوة وشاب من مقاعدهم لجوابنا بحماسة لا يتأخرون في إعلان سببها: &laqascii117o;جايبين لهم الشهيد أحمد معكم؟"، مشيراً إلى الشاب الجالس في المقعد الأمامي، لكن &laqascii117o;الشهيد الذي كان في حوزتنا" لم يكن أحمد، فاتح عهد الاستشهاديين قبل 29 عاماً حينما اقتحم بجسده وسيارته المفخخة مقر الحاكم الإسرائيلي في جل البحر في صور، بل قاسم اسطمبولي، الفنان الذي جسّد شخصيته في المسلسل الدرا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد