ـ 'الحياة'
'الحاج قاسم' سليماني 'رجل المهمات الصعبة'
طهران ـ محمد صالح صدقيان:
قلّة تعرف قاسم سليماني في إيران، ونسبة أقل تعرفه خارجها. لكن أروقة الساسة ودهاليز الاستخبارات في دول إقليمية وأجنبية عدة، تدرك أهمية هذا الرجل الذي يقود فيلقاً من &laqascii117o;الحرس الثوري" الايراني يضمّ 15 ألف عضو مدربين في شكل جيد علی أحدث أساليب العمل الاستخباراتي، حتی أن ثمة من يعتبرهم &laqascii117o;أمهر عناصر القوات الخاصة في العالم".قاسم سليماني و &laqascii117o;فيلق القدس"، اسمان متلازمان. بعضهم يصف سليماني بأنه ثائر ومقاوم، فيما يرى فيه بعضهم ليس مجرد إرهابي، بل أنه يقود &laqascii117o;جيشاً من الإرهابيين" المنتشرين في العالم، ويتهمونه بالتدخل في شؤون دول أخرى، ما جعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدرجانه على لائحتيمها للعقوبات، كما يُعتبر &laqascii117o;الرجل القوي" المؤثر في السياسة الخارجية الايرانية.
تطلق أوساط ثورية في إيران على سليماني لقب &laqascii117o;حسن نصر الله إيران"، و &laqascii117o;الوجه الآخر لعماد مغنية"، وذلك في اشارة الى الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" في لبنان والقائد العسكري للحزب، والذي اغتيل في دمشق قبل سنوات، إعجاباً منهم بالدور الذي يؤديه سليماني في الاوساط الثورية والاسلامية.
هـــادئ، يعتمد علی نفسه في انجاز مهماته الخاصة، لا يثير أحداً أمامه، ولا يترك أثراً له، منطقي ومؤدب ومجامل من الطراز الأول، يسمع بهدوء وإصغاء، وإذا أراد أن يجيب، يفعل ذلك بعفوية وبساطة. من لم يدرك إمكاناته، لا يستطيع التكهن بمكانته السياسية والأمنية. وُلد في بيئة صحراوية عشائرية في محافظة كرمان عام 1958، وعمل في قطاع البناء قبل انخراطه في صفوف &laqascii117o;الباسيج" (متطوعي الحرس الثوري) لدى اندلاع الحرب العراقية - الايرانية عام 1980، وقاد فوجاً من المتطوعين من منطقته في جبهات القتال، ليعود الی مسقط رأسه قائداً ساهم في استتباب الأمن في هذه المحافظة القلقة أمنياً، بسبب قربها من الحدود الأفغانية - الباكستانية.
استدعاه مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي عام 2001، مسنداً إليه قيادة &laqascii117o;فيلق القدس" التابع لـ &laqascii117o;الحرس الثوري"، ومُنح رتبة لواء عام 2010.
في عهده، شهد &laqascii117o;فيلق القدس"، وهو أحد خمسة فيالق يتألف منها &laqascii117o;الحرس الثوري"، تطوراً ضخماً، وأُسندت إليه مهمات كثيرة خارج إيران.
لم يظهر قاسم سليماني الذي يدعوه المقربون منه &laqascii117o;الحاج قاسم"، في الصحافة ووسائل الإعلام، ويعيش بعيداً من الأضواء، سوى في المناسبات المهمة التي تتطلب منه تقويم الوضع الإقليمي والدولي.
برز اسمه في شكل واضح، عندما دعا رويل مارك غريشت، وهو عميل سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي) ويعمل الآن في &laqascii117o;مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات"، الی اغتيال قادة &laqascii117o;الحرس الثوري"، وفي مقدمهم قاسم سليماني، لإرعابهم. وانضم الی تلك الدعوة، أعضاء في الكونغرس الأميركي، بعد إعلان الإدارة الأميركية إدراج اسمه في لائحة العقوبات، وإغلاق جميع حساباته المصرفية، علی رغم أنه لا يملك أي حساب مصرفي خارج إيران، وربما يتعذر عليه قراءة الـ &laqascii117o;فيزا كارد" أو الـ &laqascii117o;ماستر كارد".
ارتبط اسم &laqascii117o;الحاج قاسم" كثيراً بالملفين العراقي واللبناني، إذ يعتبره كثيرون في العراق &laqascii117o;اليد الإيرانية" في بلادهم، فيما يصفه لبنانيون بأنه &laqascii117o;ضابط الارتباط" بين &laqascii117o;حزب الله" والقيادة الإيرانية. وأوردت صحيفة &laqascii117o;ذي غارديان" البريطانية أن مسؤولين أميركيين &laqascii117o;أبدوا إعجابهم" بأعماله، معربين عن &laqascii117o;رغبتهم برؤيته". وهذا ما جعل أحد قادة الجيش الأميركي في العراق يقول إنه إذا التقی سليماني سيسأله: &laqascii117o;ماذا تريد منا؟". كما وصفه السفير الأميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد بأنه &laqascii117o;ناشط من أجل السلام، لنيل أهدافه".
ـ اللواء فادي شامية : قراءة أولية في البُعد الإقليمي لخطاب نصر الله:
دفاع عن نظام الأسد وتخوين للشعب السوري&bascii117ll;&bascii117ll; وتناقضات
لعل السيد حسن نصر الله لم ينتبه، خلال سرده، <خلفيات ما يحصل في سوريا>، إلى أن ما يقدّمه من أدلة على وجود <حرب> عليها، يشكل بحد ذاته تخويناً للشعب السوري، الذي احتضن أنصاره في العام 2006، عن قناعة ورحابة، وبلا إكراه سياسي من النظام&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; مع أن نصر الله كان يتكلم في <يوم الشهيد>، الذي ينبغي في حضرته الاعتراف بالفضل للشعب الذي وقف إلى جانب <المقاومة>، لا خذلانه والدفاع عن قاتله!&bascii117ll;
تخوين الشعب السوري
في خطابه في يوم شهيد <حزب الله> أمس؛ أورد السيد نصر الله الأسباب الآتية ليشرح لجمهوره <خلفيات ما يحصل في سوريا>&bascii117ll; قال نصر الله: <نفهم ما يحصل إذا عدنا إلى الخلفيات، وهنا أريد أن أتحدث عن إيران وسوريا معاً>، ثم استرسل في تعداد أسباب ما أسماه <تهويل وحرب واعتداء>:
<هناك انسحاب أميركي من العراق&bascii117ll; أميركا غير قادرة أن تنسحب تحت النار العسكرية لذا تريد أن تقوم بدخان وغبار وضباب، وأن تنسحب تحت النار السياسية والإعلامية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ومن الطبيعي أن تقوم أميركا في هذا التوقيت بمعاقبة الدول المؤثرة في إلحاق الهزيمة بها وبمشروعها في العراق>&bascii117ll;
<بالإضافة إلى ذلك هناك التحولات التي حصلت في منطقتنا&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لا شك أن سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس خسارة للحضور الأميركي الغربي في منطقتنا، ومن الأكيد أن سقوط معمر القذافي في ليبيا كان خسارة لهم، والخسارة العظمى لأميركا وإسرائيل هي سقوط نظام حسني مبارك في مصر>&bascii117ll; ( بدا لافتاً هنا أن نصر الله اعتبر سقوط القذافي خسارة لأميركا مع أن <الناتو> هو الذي أسقط القذافي عسكرياً!)&bascii117ll;
<صعوبة الوضع المالي الاقتصادي في أميركا&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; والوضع الاقتصادي في أوروبا، اليونان وايطاليا والبرتغال>&bascii117ll; (لم يشرح نصر الله علاقة الثورة في سوريا ?على فرض أن ما يجري مؤامرة خارجية- بالوضع الاقتصادي العالمي!)&bascii117ll;
ثم خلص إلى القول: <المطلوب إذاً إخضاع وجر سوريا، والمطلوب من سوريا أن تخضع وتقبل ما لم تكن تقبله في الماضي>&bascii117ll;هكذا؛ وبتحليل غير منطقي جعل السيد نصر الله الشعب السوري الثائر منذ أكثر من سبعة أشهر مجرد <غطاء دخاني> للانسحاب الأميركي من العراق، و<أداة> في يد أميركا للرد على خسارتها أنظمة حليفة في المنطقة، و<حساباًَ> مالياً لمعالجة الوضع الاقتصادي العالمي!&bascii117ll;
والأغرب أن نصر الله لم يفسر لجمهوره لماذا لم يستجب الرئيس بشار الأسد للمبادرة العربية التي وافق عليها بلا تحفظ، أقله من أجل إحباط <المؤامرة> التي تتعرض لها سوريا، ولماذا لم يتوقف قتل المدنيين العزل، ولماذا لم يقبل النظام السوري بدخول وسائل الإعلام كلها <لفضح المؤامرة>&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; هذا ناهيك عن الجانب الأخلاقي المتمثل بواجب أن يقول نصر الله كلمة، ولو لرفع العتب، في إدانة الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري&bascii117ll;
لبنان أولاً
في الخطاب إياه؛ قال نصر الله الشيء وعكسه، عندما دعا القوى السياسية كلها لـ <العودة إلى الاهتمام بشؤون بلدنا، ولنترك الرهان على الخارج، وعلى التطورات الإقليمية> مستغرباً أن تهتم قوى لبنانية بالتطورات الإقليمية أو تراهن عليها فيما شعارها <لبنان أولاً>&bascii117ll; وما إن أنهى نصر الله دعوته <الوطنية> تلك حتى غاص في الشأن السوري جازماً -بعد مطالعة طويلة- أن <الرهان على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا سيفشل وسيسقط>!&bascii117ll;المدهش أكثر أن عدداً كبيراً من حضور الصف الأول في مجمع <سيد الشهداء>، حيث كانت تبث كلمة نصر الله، سبق أن كانت له مشاركات ميدانية (خطابات ومشاركة في تظاهرات) داخل سوريا دعماً للنظام (وهؤلاء لا يخفون ذلك بل يفخرون به)، فيما عدد آخر متورط في عمليات خطف ناشطين سوريين من لبنان وتسليمهم إلى سوريا، وهو ما لا يتفق تماماً مع <احترام> نصر الله المستجد لشعار <لبنان أولاً>!&bascii117ll;
أما الأغرب والأخطر معاً؛ أن السيد نصر الله أدخل البلد كله في أتون صراع لا قدرة لنا على احتماله، عندما قال: <عليهم أن يفهموا - وهم يفهمون جيداً-، أن الحرب على إيران، والحرب على سوريا، لن تبقيا في إيران وسوريا، وإنما ستتدحرج هذه الحرب على مستوى المنطقة بأكملها> طالباً من <الدول العربية والإسلامية وحكوماتها والشعوب المعنية عليها أن تتخذ موقفاً>!&bascii117ll;ومع هذا التهديد الخطير؛ كيف تستقيم دعوة نصر الله لـ <الاهتمام بشؤون بلدنا>، وهو الذي اتخذ صفة المتحدث باسم إيران التي - بحسب وصفه ? <لا يمكن أن تخاف لا من التهويل ولا من الأساطيل>، والتي <لديها قائد لا مثيل له>، والتي <سترد الصاع صاعين>، وصولاً إلى تهديده بتدحرج الحرب، بناءً ما أسماه <واقع الحال>، الذي يشكل ارتباط <حزب الله> المباشر بإيران جزءاً منه، بكل تأكيد؟!&bascii117ll;ومع أن ما سبق من مواقف واضح التناقض ?إضافة إلى كونه خطيراً- فإن الأمر لم يقتصر على هذا الحد، ففي مقاربة السيد نصر الله لملف المحكمة الدولية ما هو جديد في غرابته&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وللحديث صلة&bascii117ll;
ـ 'الأخبار'
بلمار يتمسك باستدعاء ميرزا وبوادر حل خارجي لعقدة التمويل
عمر نشابة:
ضرب مكتب دانيال بلمار أمس بسيادة القضاء اللبناني عرض الحائط عبر تشديده على ضرورة استدعاء المدعي العام اللبناني إلى لاهاي للاستماع إلى إفادته، وتحدّث ممثل بلمار عن سؤال القاضي ميرزا قيادة حزب الله عن عناوين المتهمين الأربعة. أما بشأن &laqascii117o;عقدة التمويل"، فظهرت حلول في الأفق من نيويورك ولاهاي تقضي بعدم فرض عقوبات
&laqascii117o;عقدة تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان"، المتمثلة برفض وزراء التيار الوطني الحرّ وحزب الله تسديد المبالغ المالية التي يفرض قرار مجلس الأمن الدولي 1757/2007 على لبنان تسديدها، والتي تبلغ 49 بالمئة من ميزانية المحكمة (نحو 32 مليون دولار سنوياً)، في طريقها نحو الحلحلة، بحسب أوساط دولية في لاهاي ونيويورك. فقد علمت &laqascii117o;الأخبار" مساء أمس من مسؤولين دوليين أن مجلس الأمن لن يفرض عقوبات على لبنان بسبب عدم تسديد الأموال، وذلك بسبب عدم وجود توافق أممي بهذا الشأن وبسبب استمرار تعاون لبنان مع المحكمة على المستويات الأخرى: عدم طلب سحب القضاة، والتعاون مع مكتب المدعي العام والدفاع وحماية الموظفين ومقرّ المحكمة في لبنان وغيرها. وبالتالي ستُسدَّد المبالغ من دول مانحة من بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وإيطاليا وكندا وألمانيا واليابان، على أن تسحب هذه المبالغ من مجمل المساعدات التي تقدمها للبنان في قطاعات أخرى.
وفيما بدا تكريساً لأحد وجوه الاستعمار القضائي للبنان، شدّد مكتب المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دانيال بلمار على ضرورة استدعاء المدعي العام لدى محكمة التمييز اللبناني القاضي سعيد ميرزا إلى لاهاي للاستماع إلى إفادته بشأن التدابير التي اتخذها لتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحقّ أربعة أشخاص ينتمون إلى حزب الله اتهمهم بلمار بالضلوع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. حصل ذلك خلال التئام غرفة الدرجة الأولى في لاهاي أمس، لبحث إطلاق المحاكمات الغيابية في جريمة اغتيال الحريري. وفي مقابل موقف بلمار الذي عبّر عنه أحد المحامين العامين في مكتبه مورغن لاندال، طلب رئيس مكتب الدفاع المحامي فرانسوا رو من المحكمة إلغاء مذكرات التوقيف الصادرة بحقّ المتهمين بعدما قدّم مطالعة معمّقة أكّد في خلالها عدم تناسب إصدار مذكرات التوقيف مع معايير العدالة ونظام المحكمة. كذلك، قدّمت نائبة رو، المحامية اللبنانية عليا عون، مطالعة قانونية شكّكت في خلالها في عدالة المحاكمات الغيابية وفي قدرتها على الحدّ من الإفلات من العقاب.
&laqascii117o;نود أن نعرف من مكتب المدعي بعض التفاصيل عن طلب الاستماع إلى السلطات اللبنانية"، قال القاضي روث بداية، فرد ممثل بلمار: &laqascii117o;في ما يتعلق بالرد الوارد من النائب العام التمييزي اللبناني الذي يتحدث عن وضع سياسي دقيق في لبنان ويتحدث عن صعوبة العمل في هذه الظروف، فإن الأمر لا يعود إلى المدعي العام (بلمار) لتفسير كلام المدعي التمييزي، وقد يكون من المفيد الغوص في تفاصيل ما يقصد بهذا التصريح". وأضاف: &laqascii117o;ليس باستطاعتنا الكلام في ما إذا كان هناك أشخاص لا يمكن المس بهم، وبالتالي يجب الاستماع إلى السلطات اللبنانية قبل اتخاذ قرار في المقصود بهذا الكلام". ولدى سؤال القاضي اللبناني وليد عاكوم عمّن يقصده بالسلطالت اللبنانية، حدّد لاندال المدعي العام اللبناني القاضي سعيد ميرزا.
وأشار لاندال إلى أن قيادة حزب الله (من دون أن يسميها) أعلنت أنها تقدم الحماية للمتهمين، وبالتالي فهي تعرف مكان وجودهم، وأثار أيضاً موضوع المقابلة المزعومة التي أجرتها مجلة &laqascii117o;تايم" مع أحدهم، من دون أن يشير إلى أن الشخص الذي ادعت المجلة أنه أجراها &laqascii117o;مجهول". وتحدّث خلال الجلسة عن وجوب تبليغ المتهمين لصقاً القرار الاتهامي ومذكرات التوقيف الموجهة بحقهم، وذلك ليس فقط في أماكن إقامتهم المعروفة، بل في أماكن عملهم. وتحدّث أيضاً عن وجوب القيام بجهود إضافية للبحث عنهم، وذلك في غير الأمكنة المعروفة لإقامتهم. لكن لدى سؤال القاضية اللبنانية ميشلين بريدي عما إذا كان مكتب المدعي العام الدولي قد دقق في العناوين قبل صدور القرار الاتهامي وخلال مرحلة التحقيق، أجاب لاندال بطريقة بدت ملتبسة. وأشار ممثل المدعي العام إلى نقص في عديد الأشخاص المكلفين البحث عن المتهمين وإلقاء القبض عليهم، وعدّ المدة الزمنية التي مرّت منذ صدور القرار الاتهامي، أي نحو أربعة أشهر ونصف شهر، غير كافية للقبض على المتهمين. وعندما أعلن عاكوم أن ميرزا أقرّ بكلّ ما لديه بشأن التدابير في تقاريره إلى المحكمة، ردّ لاندال بأن بإمكان ميرزا القيام بأكثر مما قام به.
وتوجه القاضي راي إلى لاندال قائلاً: &laqascii117o;من خلال مذكرتكم، يظهر أن هناك نوعاً من الاختلاف في وجهات النظر في ما يتعلق بالخطوات اللاحقة التي ينبغي القيام بها لإلقاء القبض على المتهمين، فهل يمكن أن نطلب منكم تفسير بعض المواضيع التي ذكرتموها في إحدى المذكرات التي رفعتموها إلينا والتي تشير في السطر الأول إلى أن المدعي العام يرى أن السلطات المعقولة لم تستنفدها السلطات اللبنانية بناءً على قواعد الإجراء والإثبات؟ هل هناك خطوات يمكن اتخاذها خلال الأشهر المقبلة؟"، فرد ممثل المدعي العام: &laqascii117o;يمكن المحكمة أن تتخذ كل الخطوات الهادفة إلى تحديد مكان المتهمين، وبالتالي يجب البحث عن المعلومات المتوافرة في هذا الشأن. أما في ما يتعلق بكلامكم على اختلاف في وجهات النظر، فإن ذلك ليس في ما يتعلق بما يجب القيام به، بل بالصلاحيات الممنوحة للسلطات اللبنانية وما هي الوقائع التي يمكن على أساسها القيام بخطوات معقولة، وهذا سبب طلبنا الاستماع إلى السلطات اللبنانية، وقد يكون ذلك صعباً نظراً إلى الأوضاع القائمة حالياً في لبنان".
وسأل القاضي روث عن المهلة الزمنية الإضافية التي يقترح الادعاء العام منحها للسلطات اللبنانية لتنفيذ مذكرات التوقيف، فحددها لاندال بثلاثة أشهر.
تشكيك بعدالة المحاكمات الغيابية
&laqascii117o;&laqascii117o;هناك سؤال ضمني يتعلق بمعرفة إن كان من المناسب الشروع بالمحاكمة الغيابية، وما هو الأساس القانوني لهذا المحاكمة، وفي أي ترتيب يجب علينا التطرق إلى شرعية مسألة المحاكمة الغيابية، والمدعي العام بدأ النقاشات في غياب محامين. ومكتب الدفاع سيطرح أسئلة عن رهانات الشروع في المحاكمات الغيابية"، قالت نائبة فرانسوا رو المحامية اللبنانية عليا عون، وتابعت: &laqascii117o;يحق لكل متهم المحافظة على حقوقه، ونحن نسأل عن عدالة هذه الإجراءات"، مؤكدة أنه &laqascii117o;لا يمكن أن نعتبر أن هناك إمكاناً للعودة إلى قانون أصول المحاكمة اللبنانية لنبرر الشروع في المحاكمات الغيابية". أما رو فأكد أن لا علاقة لمكتب الدفاع بالمتهمين ولا اتصال معهم. وطلب رئيس مكتب الدفاع &laqascii117o;إلغاء أو تعليق العمل بمذكرات التوقيف بحق المتهمين باغتيال الرئيس الحريري". وقال خلال الجلسة إن &laqascii117o;مكتب الدفاع يتقدم من الغرفة الموقرة بطلب البدء بأي إجراء يتيح إلغاء أو تعليق العمل بمذكرات التوقيف". أضاف المحامي الفرنسي: &laqascii117o;إن إصدار مذكرات التوقيف أدى إلى ثني المتهمين عن المثول الطوعي أمام المحكمة كما هو وارد في نظامها"، مشيراً إلى &laqascii117o;إمكان أن يمثل المتهم أمام المحكمة عبر حلقة الفيديو المغلقة من منزله".
من الاتهام إلى المحاكمة
17 كانون الثاني: المدعي العام بلمار (الصورة) يقدّم قرار اتهام إلى قاضي الإجراءات التمهيدية للنظر فيه.
28 حزيران: قاضي الإجراءات التمهيدية يصدّق قرار الاتهام ويطلب إبقاءه سرّياً.
30 حزيران: قرار الاتهام يُبلّغ إلى السلطات اللبنانية التي تُمهَل 30 يوماً لتقديم تقرير عن الجهود التي بذلتها في البحث عن المتهمين وتوقيفهم.
29 تموز: قاضي الإجراءات التمهيدية يطلب رفع السرّية عن جزء من قرار الاتهام.
17 آب: السرّية تُرفع عن قرار الاتهام وقرار تصديقه.
18 آب: رئيس المحكمة يقرّر إعلان قرار الاتهام ويطلب تكثيف الجهود لاحتجاز المتهمين.
19 آب: المحكمة ترى أنها صاحبة اختصاص للنظر في ثلاث قضايا متلازمة.
8 أيلول: رئيس المحكمة يدعو إلى انعقاد غرفة الدرجة الأولى في إطار قضية عياش وآخرين.
17 تشرين الأول: قاضي الإجراءات التمهيدية يطلب إلى غرفة الدرجة الأولى اتخاذ قرار بشأن الإجراءات الغيابية.
20 تشرين الأول: غرفة الدرجة الأولى تطلب إيداع المذكرات بشأن الإجراءات الغيابية.
11 تشرين الثاني: جلسة غرفة الدرجة الأولى للاستماع إلى مواقف الادعاء والدفاع بشأن السير بالمحاكمة الغيابية.
&laqascii117o;ثقافة" التهديد بالعقوبات
عقدت منظمة غير حكومية تعرف باسم &laqascii117o;الهيئة العلمية لنشر الثقافة القانونية في العالم العربي" أمس ورشة عمل بشأن &laqascii117o;المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" في فندق البستان (بيت مري)، حضرها قضاة ومحامون وأساتذة قانون لبنانيون وعرب. ووصف رئيس الهيئة عبد الحميد الأحدب المحاكم الدولية بأنها &laqascii117o;هدية حضارية للإنسانية لمنع الإفلات من العقاب". وفي ما بدا تهديداً للبنان، قال القاضي وائل طبارة إن &laqascii117o;الدول الأجنبية الكبرى ستصنف لبنان، إذا تخلف عن سداد حصته، دولة إرهابية وتعمد إلى فرض القطيعة عليه، ومن هنا، فإنها تستطيع مصادرة أموال اللبنانيين أو أموال الدولة اللبنانية على حد سواء". وجرت خلال الجلسات مداخلات قانونية شددت على ضرورة التزام لبنان تمويل المحكمة
ـ 'النهار'
'تغريدات' الحريري عبر 'تويتر' توتّر الأجواء مع بري
ومشاورات شيعية لِكبْت حماس الردّ على 'المستقبل'
رضوان عقيل:
لم يستغرب أحد انعدام الود المفقود بين الرئيس سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري منذ ازاحة الاول عن الرئاسة الثالثة بفعل اكثرية نيابية جديدة استغل فريق 8 آذار ظروف ولادتها، هي التي اوصلت الرئيس نجيب ميقاتي الى كرسي السرايا علما ان 'تيار المستقبل' يعتبرها من حقه الطبيعي اثر نتائج الانتخابات النيابية.
ويعود سبب أزمة الثقة بين قريطم وعين التينة الى لمس الحريري معطيات وحيثيات عدة تثبت ان بري كان الساعي الاول الى ابعاد 'تيار المستقبل' عن جنة الحكم. وفي المقابل لم يشأ الرجل احداث قطيعة مع هذا الفريق، فظل على تواصل مع الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من نواب كتلة 'المستقبل'، حتى ان احد صقورهم ارسل اليه هدية قبل ايام لمناسبة عيد الاضحى.
وثمة حلقة ضيقة من الاصدقاء المشتركين بين بري والحريري تردد في مجالسها ان رئيس المجلس بقي حتى الساعات الاخيرة التي سبقت تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة يقول انه يريد الحريري، لكن سياسات الاخير وتصلبه حيال عدد من الموضوعات أدت الى القطيعة بين الرجلين.
ولا ينسى هؤلاء كيف كان بري يخاطب الحريري بود واخلاص مستذكراً صورة الحريري الاب الذي كان يحسن الوصول الى قلب 'ابو مصطفى' ولو في اتصال هاتفي يقول خلاله: 'انا جايي لعندك على العشاء'. وكانت تسبق هذا الاتصال جولات من الردود والمناقشات الساخنة.
وثمة من يذكر ايضا عبارة اطلقها بري في مجالسه اكثر من مرة 'انت مثل أبني يا سعد' في اتصالات هاتفية بين الاثنين.وما زاد الطين بلة في الشقاق ايضا هو ما يحدث بين بري والنائبة بهية الحريري وخلافهما في موضوعات عدة في صيدا والزهراني من الخلاف على اتحاد البلديات في المنطقة الى تعيين موظف في دائرة المساحة والعقارات في المدينة، علما ان بري واظب على علاقة خاصة مع النائبة الحريري منذ عام 1992، ولم تعكرها بعض خلافاته مع شقيقها.
وبينما كان بري يمضي عطلة عيد الاضحى في المصيلح غارقاً في القراءة، أفاق في اليوم التالي على ما اورده الحريري في حديثه وردوده عبر 'تويتر'، وهو ما وتر العلاقات اكثر وأدخل جمهور الفريقين في حرب الكترونية، وكأنه لا يكفي الانقسام العمودي في الجامعات والمؤسسات وصولاً الى الازقة والاحياء في بيروت ومناطق اخرى.
واستغربت الاوساط المؤيدة لبري توقيت 'وعد' الحريري بعدم انتخاب بري لرئاسة المجلس مرة اخرى، لكن الامر لم يحظ بأي متابعة لدى القيادات الشيعية سواء في حركة 'أمل' و'حزب الله' او حتى داخل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي يوفر لبري المظلة من خلال الاجماع على اسمه لرئاسة المجلس.
وتوقفت اوساط شيعية عند طرح الحريري المسألة في هذا التوقيت الذي يمر به لبنان والمنطقة وخصوصاً في سوريا، وان الرئيس بري ازاء هذا المشهد لا ينفك يدعو الى الحوار بين سائر الافرقاء بغية حماية البلاد لا طائفته وحدها وهذا ما قاله لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في لقائهما يوم الاربعاء الفائت.
وترد الاوساط بأن التسوية التي جاءت ببري هي نفسها التي أدت الى تسمية الرئيس السنيورة ومن بعده الرئيس سعد الحريري.وتؤكد ايضا ان واقع التطورات في المنطقة يستدعي من الجميع الجلوس الى طاولة الحوار بدل اطلاق هذا النوع من الردود على 'تويتر' وتعكير الاجواء في البلد.
ولم تستغرب الاوساط أيضا هجوم 'تيار المستقبل' على بري لان 'الكتائب الزرقاء' لدى 'التيار' لم تتحمل بعض المواقف الوطنية والجامعة التي اطلقها مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.
وتخلص الاوساط الشيعية الى القول ان لا حماسة لديها للرد على حملة 'تيار المستقبل' ورئيسه على بري. وتكتفي بالقول ان هذا الفريق يقدم للبنانيين الشعار الآتي: 'من ليس معنا فهو ضدنا'.
ـ 'الشرق'
الربيع العربي خريف الاطماع الايرانية
محمد عريمط:
ان قيام الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني لم تكن تهدف الى تغيير نظام الحكم في ايران فقط، بل مشروعاً متكاملاً تم تحضيره للسيطرة على العالم العربي، عبر زرع مجموعات صغيرة بإمكانات كبيرة، لنشر الثورة الايرانية وتعميم نظرية ولاية الفقيه، واعادة امجاد الحزب الواحد، والقائد الواحد، ونشر الفوضى عبر تلك المجموعات للسيطرة على مقدرات امتنا العربية من المحيط الى الخليج.
فوجود حزب الله وحلفائه في لبنان، وسيطرتهم على الدولة، ومؤسساتها بقوة السلاح، عبر مراحل تكتيكية، بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، واسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الرئيس سعد الحريري، وتشكيل حكومة من لون واحد، ليس الا لاخفاء حقيقة الاغتيالات السياسية واعادة الكيان اللبناني الى زمن الوصاية ولدعم النظام السوري الذي يشكل صلة الوصل بين ايران ويدها العسكرية حزب الله، الذي تم تدريبه وترسيخ وجوده لحماية مصالح الثورة الايرانية، فسقوط نظام الاسد سيضعف الدور الايراني في لبنان والعراق، ويعيد خلط اوراق المنطقة من جديد. انه الربيع العربي الذي اوشك ان يطيح بالحلم الايراني الطامح الى توسيع رقعة نفوذه على كل الاراضي العربية، بعدما امتد من لبنان، وسوريا، والعراق، الى البحرين، واليمن، ذلك الحلم الذي اصطدم بالثورة العربية المتوجهة نحو سوريا لتعيد بذلك تغيير قواعد اللعبة التي مارسها النظامان السوري والايراني لعشرات السنين، عبر خلق مفهوم الممانعة، لخداع الشعوب العربية بشعارات تطالب بالحقوق الفلسطينية، والارض المقدسة، فنتج عن ذلك سنوات من الضياع الفكري فما كانت تلك الشعارات سوى افيون لتخدير الشعوب العربية وقتل احلامهم في النهوض من جديد.
انها ثورة الشعوب العربية التي اعادت احياء نبض الشارع العربي، والسوري تحديداً فتحرر من خوفه مطالباً بالحرية الفكرية، والسياسية، والعدالة الاجتماعية، وبإسقاط النظام القمعي الذي فرض على شعبه اعباء الطموح الايراني، الحالمة ببناء امبراطوريتها على ارضنا العربية، والمصدر للفتنة في اليمن، والبحرين، والعراق، ولبنان، فالشعوب العربية بمختلف طوائفها مسلمين ومسيحيين لن ترضخ بعد الان للافكار الانهزامية ولن تقبل بأن تكون ورقة يساوم عليها لصالح اطماع اقليمية، بل ستعود لتمارس دورها في بناء المجتمع وبناء الدولة المدنية القادرة على حماية اراضيها. انه الربيع العربي الذي هزم المشروع الايراني الطامح لشرق اوسط جديد لا مكان فيه للديموقراطية او الحرية الفكرية بل عالم تسوده فوضى السلاح وشعوب تمجد القائد الاوحد فنعود بذلك الى زمن الفراعنة وملوك العصور الوسطى
ـ 'السفير'
يسـعى لجعـل دول الخليـج قـوة موازيـة لطهـران
أوباما يخطط لتزويد الإمارات بـ4900 قنبلة خارقة للتحصينات
رسمت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بهدوء خططاً واضحة لتوفير حليف &laqascii117o;مفتاح" في الخليج عبر تزويده بالآلاف من القنابل المتطورة &laqascii117o;الخارقة للتحصينات" وغيرها من الذخائر، وذلك كجزء من جهود الولايات المتحدة الساعية لبناء تحالف إقليمي لمواجهة إيران.
هي صفقة تقترحها الولايات المتحدة على الإمارات من المرجح أن توسع من القدرات الحالية للقوة الجوية في هذا البلد الخليجي بشكل كبير، وذلك لاستهداف المنشآت الايرانية الثابتة، التي يمكن أن تشمل المخابئ والأنفاق. اما الحزمة &laqascii117o;العسكرية" المقترحة للإمارات فمن المتوقع أن تقدم رسمياً الى الكونغرس في الأيام المقبلة ليأذن ببيع ما يصل الى 4900 قنبـلة ذكية (JDAMs) بالإضافة الى أنظمة أسلحة أخرى.
وتظهر الخطوة عزم إدارة أوباما على إبقاء إيران في دائرة الاختبار، لأنها &laqascii117o;تناضل" من أجل استقطاب الدعم الأممي الكافي لاستصدار عقوبات جديدة، خصوصاً بعد صدور تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع والذي خلص الى ان طهران تطور التقنيات اللازمة لإنتاج سلاح نووي.
تقليدياً، لطالما كان للإمارات الغنية بالنفط علاقات تجارية قوية مع إيران. ولكن ينظر إلى عائلة آل نهيان الحاكمة في أبو ظبي، باعتبارها واحدة من الأكثر تشدداً ضد إيران بين الملكيات في الخليج، كما أن قيادة البلاد قد أعربت علناً عن خوفها من سلاح إيراني نووي. في المقابل، أعلنت طهران بانتظام عن سيادتها على الجزر الإماراتية الثلاث في الخليج، في وقت أصرت على نفي التهمة النووية الموجهة إليها قائلة إن برنامجها قائم لأغراض سلمية.
وتعكس هذه الصفقة تركيز إدارة أوباما على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من العراق بحلول نهاية العام، بالرغم من تأكيد بعض المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية ان الولايات المتحدة ستترك حوالى 40 الف جندي في المنطقة بعد الانسحاب.
وفي وقت تسعى واشنطن لفرض عقوبات جديدة على الجمهورية الإسلامية، تقف كل من روسيا والصين بالمرصاد، ما دفع الأميركيين للجوء الى ادوات اخرى، قد تكون قليلة، إلا انها قد تتخطى ارادة &laqascii117o;المعارضين" في مجلس الامن. لذا يتجه أوباما ليجعل من الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي (السعودية، البحرين، سلطنة عُمان، قطر، الإمارات والكويت) قوة موازية موحّدة ضد ايران.
هذا ما بدأ به الأميركيون قبل أشهر، فاتحين حواراً استراتيجياً منتظماً مع مجلس التعاون، في وقت حاول البنتاغون تطوير التناغم الاستخباراتي والعسكري بين الدول الست.. ويقول مسؤول عسكري اميركي إنه &laqascii117o;بالنسبة اليهم، أن تكون دولة رائدة في المنطقة، يعني أن تملك القدرة والإمكانيات والمصداقية"...
صفقات السلاح الأخيرة شملت رقما قياسيا بلغ 60 مليار دولار كخطة لبيع السعودية طائرات متطورة من طراز &laqascii117o;اف 15"، بالإضافة الى الذخائر القوية الأخرى. كذلك، أخطرت وزارة الدفاع الأميركية الكونغرس مؤخراً عن خطط لبيع صواريخ &laqascii117o;ستينغر" وصواريخ &laqascii117o;جو- جو" متوسطة المدى لسلطنة عمان. وقد سعت الولايات المتحدة أيضاً لبناء أنظمة للدفاع الصاروخي في المنطقة، بهدف بناء شبكة متكاملة للدفاع ضد الصواريخ الايرانية البالستية القصيرة والمتوسطة المدى.
... لا يبدو واضحاً حتى اللحظة الى أي مدى قد تكون القنابل الجديدة المرسلة إلى الإمارات فعالة في حال نشوب نزاع في المنطقة وبالتالي في خرق التحصينات الإيرانية التي يعتقد انها على عمق كاف يمكنها من تحمّل الضربات المباشرة. وهذا ما يدفع البنتاغون اليوم الى تطوير قنابل اكثر قوة، تكون قادرة على إحداث ضرر أوسع.
أتم البنتاغون ووزارة الخارجية أسس الاتفاق مع الإمارات في مناقشات خاصة مع الكونغرس، حيث حُددّ حجم الصفقة المقترحة على حين غرة. وفي حين تملك الدولة الخليجية أسطولاً كبيراً من المقاتلات الأميركية المتقدمة من طراز &laqascii117o;اف 16" التي يمكن أن تحمل القنابل الخارقة للتحصينات، يقول مسؤولون إن لأبو ظبي حالياً مئات القنابل الذكية في ترسانتها (JDAMs) فيما يمثل الاقتراح الجديد ببيع 4900 قنبلة من النوع ذاته إضافة هائلة إلى قدرتها العسكرية. وقال مسؤولون في الإدارة الاميركية إن هذه &laqascii117o;الزيادة" ستسمح للإمارات بتكثيف مخزونها لتلبية احتياجاتها التدريبية المتوقعة، والاضطلاع بدور أمني موسع في المنطقة وخارجها، وردع إيران، وفقاً لمطلعين على المناقشات الثنائية.
ويرى المحلل في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية انتوني كوردسمان ان المقاتلات في الإمارات مجهزة بقنابل &laqascii117o;JDAMs" وغيرها من الذخائر، وقد تكون &laqascii117o;حاسمة" في وجه أسطول من الطائرات الإيرانية &laqascii117o;المسنّة"، مضيفاً أن &laqascii117o;على ايران ان تأخذ الإمارات على محمل الجد".
ويذكر أن شركة &laqascii117o;بوينغ" هي التي تصنّع هذا النوع من القنابل ما يسهّل مثل هذه الصفقة من قبل الحكومة الأميركية.
ويشير أنصار الاتفاق الأميركي - الإماراتي الى دور ابو ظبي في دعم مخطط عزل إيران، وتأييدها الحاسم لحملة حلف شمال الأطلسي الجوية المنظمة في ليبيا. كما يقول مسؤولون إن مدّ أبو ظبي بهذه الأنظمة العسكرية سوف يجعل من الأسهل لها المشاركة في مهمات مماثلة في المستقبل.
(عن &laqascii117o;وول ستريت جورنال")
ـ 'الأخبار'
كيوسك | العالم لإيران: القنبلة أو الحرب
صباح أيوب:
بعد التقرير الدولي حول النووي الايراني: إسرائيل هددت بهجوم عسكري، أميركا حائرة، والصراع انتقل الى إخضاع روسيا والصين للاختيار بين حرب شاملة أو خنق إيران اقتصادياً
إيران تسعى جدّياً إلى امتلاك سلاح نووي. لا شيء جديداً في ذلك، إذ إن إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي ودول الخليج العربي لم يفوتوا فرصة إلا وكرروا تلك المقولة خلال السنوات العشر الاخيرة. فلماذا كان لتقرير &laqascii117o;الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الذي نشر الاسبوع الماضي وقع مدوّ على الساحة الدولية؟ ولماذا عاد الحديث عن هجوم عسكري محتمل وضرورة شنّ &laqascii117o;حرب وقائية" على إيران ليتصدر التصريحات السياسية والمقالات الصحافية؟
ففيما لم يعلن التقرير صراحة امتلاك إيران سلاحاً نووياً، واكتفى بالاشارة الى أنها تتجه في أبحاثها الى ذلك، سارعت إسرائيل الى التلويح بضربة عسكرية مباشرة، وقرع المحافظون الاميركيون طبول الحرب وباتت عبارة &laqascii117o;كل الخيارات ممكنة" شعاراً يهدّد به البريطانيون ويسمع صداه في الخليج العربي. وفي الاعلام، كما في التقرير الذرّي، لا إجابات بل الكثير الكثير من الاسئلة: الايرانيون لا يمتلكون سلاحاً نووياً بعد، لكن متى سيتمكنون من ذلك، غداً أو بعد سنوات؟ كيف يمكن المجتمع الدولي منعهم، هل من خلال عقوبات اقتصادية قاسية جداً تشلّ قدرات النظام؟ ام بحرب عسكرية شاملة؟ كيف سيتعامل باراك أوباما مع الأمر؟ هل يخذل شعاراته &laqascii117o;المسالمة" التي رفعها منذ تسلمه الحكم ويقبل بحرب مكلفة اخرى ستقضي على شعبيته داخلياً؟ أم تجرّه إسرائيل الى مساندتها اذا ما قررت الهجوم أحادياً على إيران؟ لكن هل إسرائيل مستعدة فعلاً لتنفيذ هجوم مماثل أم أنها تلوّح بذلك فقط لتزيد الضغط على المجتمع الدولي وتدفعه لاتخاذ موقف حاد من النظام الذي يهدد استقرارها؟ ماذا عن تداعيات ضرب إيران على أسعار النفط العالمية؟
الاعلام الأميركي والبريطاني والفرنسي بمعظمه لم يطرح أسئلة حول توقيت نشر التقرير او مدى صوابيته، رغم الاعتراف بالغموض الذي يطغى على مضمونه واستنتاجاته. المحللون قفزوا الى ما بعد التسليم بنتائج التقرير وطرحوا سيناريوهات، أفضلها &laqascii117o;يبشّر" بعقوبات مميتة على النظام الايراني.
&laqascii117o;الوقت يدهمنا لوقف برنامج إيران النووي"، عنونت صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" افتتاحيتها أول من أمس، دافعة بطريقة غير مباشرة الى خيار الهجوم العسكري. الصحيفة وضعت إدارة أوباما أمام خيارين: إما عدم استخدام القوة العسكرية واللجوء الى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، بالتالي جرّ الرئيس والبلاد الى تحمّل ارتفاع أسعار النفظ وخنق الاقتصاد الاميركي أكثر، أو السماح لإيران بالاستمرار في برنامجها &laqascii117o;وذلك ستكون كلفته أكبر".افتتاحية &laqascii117o;نيويورك تايمز" دافعت، بدورها، عن صدقية التقرير مشيرة الى &laqascii117o;دقة مصادره". لكن الصحيفة عرضت الخيارات الأميركية كما هي: &laqascii117o;لسنا واثقين من أن مجموعة من العقوبات الجديدة والمتنوعة ستردع إيران عن المضي بطموحاتها النووية، لكننا واثقون من أن أي حرب عليها ستكون كارثية. كما أن ضربة عسكرية على المنشآت الايرانية لن توقف البرنامج بل ستؤخره فقط، وستدفع الايرانيين إلى الالتفاف حول حكومتهم اللاشرعية كما ستؤدي الى ردود فعل دولية عنيفة ضد إسرائيل وضد الولايات المتحدة".
التقرير مموّه
وحول التقرير ينقل موقع معهد &laqascii117o;بروكينغز" عن مارك هيبس من &laqascii117o;مجلس العلاقات الخارجية" أنه &laqascii117o;يشير بكل وضوح الى أن إيران تعمل، بحثاً وتطويراً، على امتلاك سلاح نووي بطريقة نظامية ودقيقة". هيبس يشير الى الصفحة ٥ من الملحق المرفق بالتقرير، والتي تبيّن كيف يتقاطع البرنامج النووي السلمي الايراني مع العسكري. وهذا &laqascii117o;ما يبرّر" حسب هيبس، شعور إسرائيل بأنها مهددة. لكن الباحث يقول أيضاً إن التقرير يظهر كيف أن إيران أوقفت بعض أهمّ نشاطاتها في العمل على امتلاك السلاح النووي خلال عام ٢٠٠٣ أو ٢٠٠٤ خشية كشفها بعد الغزو الاميركي للعراق. هيبس يمضي مدافعاً عن &laqascii117o;الوكالة الدولية" وتقريرها بالقول إنه بعد فعلة جورج والكر بوش باتت سمعة الوكالة على المحك، لذا فهي باتت تعمل بدقة أكبر كي لا تقع تقاريرها تحت تأثير الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة. لكن &laqascii117o;ماذا يقول التقرير عملياً؟" يجيب هيبس أنه &laqascii117o;يعطي أجزاء معلومات تشير الى أن إيران كانت تستعدّ لكيفية تنظيم إجراء اختبار سلاح نووي". لكن التقرير، يردف هيبس، لم يذهب بعيداً بالقول لإيران: &laqascii117o;ها قد كشفناكِ وكشفنا كل خطتك الزمنية لإجراء اختبار نووي".
لكن جوليان بورغرز، في &laqascii117o;ذي غارديان" البريطانية، يرى أن مضمون التقرير هو مموّه لدرجة أن معناه قد يختلف بين قارئ وآخر. فالتقرير يؤكد من جهة وجود برنامج نووي عسكري إيراني، وهو لا يحسم ما اذا توقف العمل عليه في عام ٢٠٠٣ أو لا. كما أن المراقبين الدوليين لا يبدون واثقين من التوصل الى أي استنتاج حول الفترة الاخيرة رغم كشف التقرير نفسه عن برامج كومبيوتر وتقنيات اخرى استخدمت أخيراً لتطوير النووي العسكري. بورغرز يخلص الى أن الأكيد الوحيد هو أن &laqascii117o;ليس هناك سباق إيراني لامتلاك القنبلة الذرية بل هو مجرد مشي على رؤوس الاصابع أو السير على مهل تجاهه".
أما الجديد المهم في التقرير، فهو، بنظر تييري كوفيل من &laqascii117o;معهد العلاقات الدولية والاستراتيجة"، تصعيد لهجة الوكالة الدولية تجاه إيران وتغيير طريقة تعاملها مع الملف الايراني، &laqascii117o;وهو أمر لاحظناه بعد مغادرة الرئيس السابق محمد البرادعي ومجيء يوكيا أمانو الذي يعتمد بوضوح سياسة موالية للغرب".
أوباما والانتخابات والصين
لكن ماذا عن الحراك السياسي بعد إخراج الخطة النووية الايرانية الى العلن وتوثيقها أممياً؟ &laqascii117o;نحن امام لعبة متعددة المستويات"، تقول سوزان مالوني من معهد &laqascii117o;بروكينغز"، كما نقلت عنها صحيفة &laqascii117o;لو موند". مالوني تشرح أن &laqascii117o;الاسرائيليين يضغطون حالياً على الاميركيين والصينيين لفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران يغية تفادي هجوم عسكري إسرائيلي أحادي".
والسؤال يبقى هل ستتنبّه الصين الى أن إسرائيل والولايات المتحدة &laqascii117o;تبلفانها" وتصرّ على رفض معاقبة إيران؟ أم توافق على مواجهة الايرانيين وقطع علاقاتها التجارية والاستثمارية معهم؟ وبأي ثمن؟ مالوني تشير الى أن فرض العقوبات لن يكون سهلاً على أوباما أيضاً، إذ إن الأمر سيزيد من حدّة الازمة الاقتصادية الاميركية في خضم حملته الانتخابية كما سيخرّب علاقاته مع روسيا.
ورغم اعتراف مالوني بأن ما نشهده حالياً هو &laqascii117o;مستوى غير مسبوق من التوتر في العلاقات مع إيران" الا أنها تستبعد احتمال اللجوء الى خيار المواجهة العسكرية معها. &laqascii117o;إذ ليس من مصلحة إسرائيل أن تدخل في حرب مباشرة مع إيران وبالتالي مع &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس" في ظل علاقات مستجدة غير سوية مع كل من تركيا ومصر". مالوني تستنتج أنه &laqascii117o;فقط عندما يتحول تهديد إيران لإسرائيل واقعاً ملموساً ستبارك الولايات المتحدة الهجوم الاسرائيلي من دون أن تشارك مباشرة فيه".
من جهته، ينتقد سيمون تيسدال في &laqascii117o;ذي غارديان" دعوة الجمهوريين والمحافظين الاميركيين الى حرب على إيران لأن ذلك يعني تصعيد الحرب النووية، انتقام عسكري من إسرائيل، عداء للولايات المتحدة في البلدان المجاورة لإيران، أزمة حادّة في سوق النفط العالمية... &laqascii117o;وهذا لا يبدو جيداً بالنسبة إلى رئيس مرشح لولاية ثانية"، يستنتج تيسدال. فيما يناقضه جيفري غولدبرغ، على موقع &laqascii117o;بلومبرغ"، الذي يدعو الى تدخل عسكري في إيران، ويقول إن &laqascii117o;أوباما لا يريد أن يتذكّره التاريخ على أنه الرئيس الذي فشل في حماية وجود إسرائيل"!
&laqascii117o;لعبة بوكر إسرائيلية"
&laqascii117o;إمسكوني وإلا أرتكبت الأسوأ" هكذا تلخص مراسلة صحيفة &laqascii117o;ليبيراسيون" الفرنسية في القدس المحتلة الرسالة الاسرائيلية للقوى الدولية العظمى. دلفين ماتيوسان تذكر بأن إسرائيل طالما لوّحت بضربة استباقية على إيران إذا لم تنفع العقوبات الدولية بردعها عن تطوير برنامج نووي عسكري. ورئيس الوزراء الاسرائيلي طالما وصف النووي الايراني بـ&laqascii117o;التهديد الوجودي". لكن هل التلويح الاسرائيلي الاخير بشن هجوم على إيران أمر وارد رغم انقسام الآراء الداخلية حوله أم هو مجرد وسيلة لزيادة الضغط الدولي على إيران وإضعافها؟
وفي حال اختيار اسرائيل الهجوم العسكري، يشرح المقال، مدى صعوبة تدمير الاهداف النووية الايرانية لأنها قد تكون مخبّأة جيداً أو مدفونة تحت الارض، ما سيستدعي طلعات جوية إسرائيلية كثيفة، وبالتالي الحاجة الى مساندة أميركية كبيرة أقلّه لوجستياً. فهل ستشارك الولايات المتحدة في ذلك؟ كيف؟ وهل أوباما مستعد لمخاطرة بهذا الحجم؟
ـ 'النهار'
سيناريو حرب إيرانية - إسرائيلية لن تقع
بقلم سليم نصار ـ لندن (كاتب وصحافي لبناني):
بحسب تقديرات المحللين فإن غرق سوريا في حرب اهلية محتملة سيضطر النظام الايراني الى تحصين نفسه ضد موجات 'الربيع العربي'. لهذا كان الاستعجال في عملية تطوير صناعة القنبلة الذرية كرادع مخيف.
مع اقتراب موعد الرابع عشر من تشرين الثاني الحالي، تزداد التكهنات حول مضمون التقرير الرسمي للبرنامج النووي الايراني. وقبل ان تعلن الوكالة الدولية للطاقة الذرية محتوى التقرير، سارع الرئيس الاميركي باراك اوباما، الى تمديد حال الطوارىء تجاه طهران. وأبلغ البيت الابيض الكونغرس بتمديد حال الطوارىء سنة اضافية بدءاً من 14 تشرين الثاني 2011. ويبدو ان هذا القرار اصبح جزءاً من تقاليد السياسة الخارجية الاميركية، بدليل تكراره منذ 14 تشرين الثاني 1979. يومها اعلن الرئيس جيمي كارتر حال الطوارىء تجاه ايران كونها تشكل تهديداً للامن القومي واقتصاد الولايات المتحدة.
يوم الثلثاء الماضي، اعلن وزير الخارجية الايرانية علي اكبر صالحي، نفيه المسبق للاتهامات التي يتوقع ان يتضمنها تقرير وكالة الطاقة الذرية. وأكد في مؤتمر صحافي، ان التقرير يستند الى وثائق زائفة، سبق ان ردت عليها طهران في شكل مفصل.
الدول الغربية – وفي مقدمها اميركا – لا تجد في تعليق الوزير صالحي ما يطمئن العلماء الذين يتتبعون النشاط المتزايد لعمليات تخصيب الاورانيوم في ايران. وتدعي معلومات سربتها صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية ان العلماء الايرانيين باشروا في نقل اجهزة الطرد المركزي الى المنشأة النووية في 'برودو' القريبة من مدينة 'قم'. وهذه المنشأة اكتشفتها طائرات التجسس سنة 2009 قالت واشنطن في حينه انها مبنية داخل جبل حصين يستحيل رؤيتها او مراقبتها. وصرح الوزير البريطاني لشؤون الشرق الاوسط اليستر بارت، اثناء زيارته للكويت، ان الايرانيين بدأوا في نقل اجهزة الطرد المركزي الى المنشأة الجديدة قرب 'برودو'، الامر الذي يؤكد اصرارهم على تحقيق المشروع النووي لاغراض عسكرية.
وقد كرر هذه الاستنتاجات وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك خلال زيارته الاخيرة للندن، مدعياً ان 'الموساد' اكتشف موادّ مرتبطة بالمشروع النووي. وتحدث من موقعه العسكري الى العسكريين البريطانيين، مؤكداً صعوبة ضرب المفاعل من الجو – كما حدث مع المفاعل النووي العراقي – وذلك بسبب وجوده داخل جبل حصين وآمن. لهذا السبب، قال باراك، ان مشاركة القوة الجوية ا