قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 15/11/2011

ـ 'الأخبار'
أي انتقال للسلطة في سوريا بعد 63 عاماً؟
نقولا ناصيف:

بين أيلول وتشرين الثاني انقلب موقف العرب. منذ اندلاع اضطرابات آذار في سوريا، لزموا الصمت مكتفين بحضّ الرئيس بشّار الأسد على الحوار والإصلاح، وميّزوا سوريا عن ليبيا وهم يرفضون تدخّلاً عسكرياً غربياً. تجاهلوا معارضة الداخل والخارج وتمسّكوا بالأسد ونظامه
عندما وضعت الجامعة العربية يدها على الأزمة السورية دخلت على خط مبادرة توقف العنف وتستعجل الإصلاح . تدريجاً ارتفعت نبرة العرب عمّا يجري في سوريا حتى انتهى الأمر بموقف 12 تشرين الثاني: تجميد عضويتها في الجامعة ما لم تطبّق المبادرة، تحت وطأة عقوبات والتفاوض مع المجلس الوطني.
في الساعات القليلة التي سبقت اجتماع وزراء الخارجية العرب، صدر أكثر من نفي لإجراء مشابه لتجميد العضوية طالبت به المعارضة، وشعر المجلس الوطني بيأس حقيقي من خذلان الجامعة له وعدم انتزاعه اعترافاً منها. لكن قرار السبت صدم الجميع. الذي ابتهج والذي غضب. الأبرز فيه إعلان الجامعة رغبتها في التفاوض مع المجلس الوطني على مرحلة تالية تفترض انتقال السلطة من الرئيس بشّار الأسد إلى مَن يُظن أنه سيخلفه رئيساً أو قيادة جماعية .
عجّل مجلس الجامعة في توقعات انهيار النظام، ولم يتأكد ممّن سيرث الرئيس، وكيف يخلفه إذا لم يتنحَّ، وكيف يتم انتقال السلطة؟

ما أضحت عليه الأزمة السورية يشير إلى معطيات منها:
1 ـ تحوّل موقف الجامعة من نظام الأسد عاملاً ضاغطاً على مقاربته الصعوبات السياسية والأمنية التي يتخبّط فيها . لكن ذلك لا يوحي حتماً بتراجعه عن مواجهة التنظيمات المسلحة، ولا تخفيف عنفها وقسوتها لإخمادها. لم يتردّد في ذلك مرة في درعا ولا في جسر الشغور ولا في حماه واللاذقية ودير الزور وحمص وأريافها . الواضح أن سيطرة الأسد على الوضع الداخلي تعزّز شرعيته التي بات الغرب والعرب ينكرانها عليه، ويقرنها بسعيه إلى الحوار الوطني والتظاهرات الحاشدة الموالية له التي تبتلع تظاهرات المعارضة، كي تظهره المفاوض الأقوى في الداخل، وإن هو يئن من ضغوط الخارج . يقدّم دليلاً تلو آخر على تماسك النظام والإدارة والجيش والإستخبارات والديبلوماسية . ولا تزال العاصمة جزءاً لا يتجزأ من سلطته وشرعيته رغم فوضى دبّت في بعض الأرياف .
2 ـ لا تزال فرص تدخّل عسكري خارجي ضئيلة إلى اليوم على الأقل. يُسقط ذلك أحد احتمالات إطاحة النظام على الطريقتين العراقية والليبية . كذلك تبدو حظوظ إسقاط الرئيس على الطريقة المصرية شبه معدومة نظراً إلى تعذّر الرهان على انقلاب الجيش على الرئيس وإرغامه ـ كالرئيس حسني مبارك ـ على الإعتزال . يختلف الجيش السوري عن الجيش المصري أنه بات، بعد تفكيك الجيش العراقي عندما كان يأتمر بحزب البعث، آخر جيوش العقيدة في العالم العربي. جيش الحزب والرئيس، قبل أن يكون جيش الدولة والنظام. ولأن الحزب يتطابق مع النظام والدولة، بات جيش هؤلاء جميعاً. تمضحل أمامه الفروق الضئيلة بين الحزب والدولة . يشبه بذلك الحرس الوطني السعودي الذي قاده الأمير عبدالله سنوات طويلة قبل أن يصبح ملكاً. ويُعدّ بطبيعته، لتكوينه من قبائل وعشائر، جيش العائلة المالكة ما دامت هي حزب المملكة .

يبرّر مغزى عدم تفكك الجيش السوري وانهياره، وهو يخوض منذ آذار حروباً داخلية متنقلة وعنيفة من محافظة إلى أخرى، وفي أكثر من ريف في وقت واحد . جيش حزب يشرّع الدستور صفته المرجعية على الدولة.
يقترن ذلك بمسألتين :
أولاهما، لا تفصح عنها القيادة العسكرية، هي أن السلاح ما فوق البندقية يقيم حصراً في الطبقة العسكرية الموالية للرئيس والحزب. فسّر ذلك فرار عشرات الجنود والضبّاط من الجيش . لكن أي لواء أو فرقة لم تنشق عنه، ولا احتلت إحدى ثكنه، ولا استولت على دبابات أو على قاعدة جوية، ولا رسمت خطوط تماس على الطريقة اللبنانية عندما انهار الجيش وتفكك.
ثانيتهما، إحاطة الأسد نفسه بضباط كبار يمسكون بقوة بالجيش والأجهزة الأمنية التي لم يمسّها أي اهتزاز أو فرار يضع نظام الأسد في خطر حقيقي هو تفككه من الداخل . فضحت أمثولة الأشهر المنصرمة ـ وهو ما ناقشته القيادة السورية بعدما أفاقت من صدمة ما حدث ـ النظام الأمني الذي لم يعدُ كونه نمراً من ورق عندما يتسرّب كمّ ضخم من السلاح والمسلحين من الحدود الطويلة التي تجمع سوريا بتركيا ولبنان والعراق والأردن. ناهيك بسلاح كان مخبأ في البلاد. المغزى الآخر للأمثولة، تراخي الأجهزة وأوهام قبضتها وصدقيتها.
لم يحل ذلك كله دون أن تصل إلى مسامع القيادة السورية أصداء اهتمام أجهزة استخبارات غربية، وأخصّها فرنسية، بحثت طويلاً في الرهان عن فرص تفكك الجيش السوري كي يتاح إسقاط الأسد من الداخل، وسألت باستمرار عن ضابطين سوريين كبيرين يثيران اهتمامها أكثر من سواهما، من المحيطين بالرئيس السوري، هما نائب رئيس الأركان العماد آصف شوكت و مدير إدارة المخابرات العامة اللواء علي المملوك . ومن دون أن تتوقع الإستخبارات الغربية موقفاً سلبياً يقدمان عليه حيال الأسد، تركزت أسئلتها، أمام زوّار لبنانيين، على قوة النظام من دونهما .

3 ـ تحدّثت الجامعة عن مرحلة انتقالية في بلد لم يعرف انتقالاً طبيعياً وسليماً للسلطة منذ 63 عاماً. على مرّها كان انتقال السلطة يجري بقوة انقلاب عسكري، ثم انقلاب على الإنقلاب حتى آخر انقلاب (1970) مع الرئيس حافظ الأسد عندما انتخب السنة التالية ـ ثمرة لانقلابه ـ رئيساً للجمهورية، وأعاد تجديد انتخابه أربع مرات حتى وفاته (2000). ثم خلفه بشار.
آخر انتقال طبيعي للسلطة كان في 17 آب 1948 ـ ولم يكن انتقالاً إلا من ولاية إلى أخرى ـ عندما جُدّد للرئيس شكري القوتلي من داخل الدستور. بعد أشهر، في آذار 1949 كرّت سبحة الانقلابات العسكرية وبلغت حتى آخرها 10 انقلابات، فلم يُنتخب الرئيس إلا بإرادة قائد الإنقلاب . إما يكون هو كحسني الزعيم (1949) وأديب الشيشكلي (1953) أو يسمي الرئيس كهاشم الأتاسي (1949 و 1954) أو ضابطاً صورياً كفوزي سلو (1951) أو ناظم القدسي (1961) أو القوتلي نفسه (1955) ، وصولاً إلى أمين الحافظ (1963) ونور الدين الأتاسي (1964). مذ ذاك صنعت الإنقلابات الرؤساء .
منذ انهيار الجمهورية الأولى في ظلّ القوتلي، لم يختبر السوريون استعادة الحياة الديموقراطية والدستورية وتداول السلطة التي لم يكن يصنعها إلا الجيش، أو الحزب بقبضة الجيش.
وبحسب عبارة لمسؤول سوري رفيع همس بها أمام بعض زواره اللبنانيين، قبل سنوات، قبل أن يحصل ما يحصل اليوم، فإن النظام في سوريا، في ظل البعث وقبله، لا يتنحى ويذهب إلى بيته كي يتقاعد في سلام . بل يُسقط بالقوة. عندئذ يُدفع رجاله إلى السجن أو إلى القبر .تلك هي عبر عقود حكم الجيش والحزب في سوريا


ـ 'الأخبار'

ألا يتحسّب خصوم الأسد لردّ فعله؟
ابراهيم الأمين:

كأن المشهد ينقصه المزيد من المهرّجين، حتى يخرج ملك الأردن المفدّى بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي. بائع الأملاك العامة في الأردن، وحفيد السلالة التي تتقاضى حتى الآن رواتب شهرية من الاستخبارات الأميركية ويشرف على تربيتها وتعليمها أفضل المدرسين في الاستخبارات البريطانية، وجد أن الأزمة السورية تستوجب رحيل الأسد. ترى هل يقف هذا الرجل يوماً أمام المرآة؟
على أي حال، السيناريو الدرامي مستمر بفصوله. يبدو العرض مشوّقاً حتى يتقرر عرض أكثر من حلقة منه في اليوم الواحد. ستصاب الدراما السورية بنكسة. فلا الأجزاء الإضافية من &laqascii117o;باب الحارة" ستنفع بعد اليوم، ولا دبلجة المسلسلات التركية الطويلة يمكنها حجز مكان إلى جانب العرض المفتوح للمسرحية المنتجة من قبل &laqascii117o;الشركة الأميركية ــــ الفرنسية ــــ القطرية للثورات".
حتى الآن، يكتفي المخرج بما يتيسّر من دماء سورية تسقط في بلاد الشام. لكن بعد وقت، وربما غير طويل، وما دامت مستلزمات الإنتاج تقتضي العجلة والتكثيف، فقد تكون الحبكة مرتطبة بمشاهد دموية أكثر. لكن كيف يريدون الأمر: عبوات ناسفة في الأسواق الشعبية؟ اغتيالات لقادة في النظام؟ مزيد من التصفيات على خلفيات طائفية؟ لا أحد يعرف ما هي المعايير التي تحرّض منظمات حقوق الإنسان العالمية التي بدأ أركانها يفركون الأيدي استعداداً لوجبة جديدة. غداً أو بعده، سيناشدها نبيل العربي، ربما العبري، الحضور فوراً ومن دون تأخير. ستتولى دول النفط التمويل. حمد بن جاسم دعا نظراءه العرب وأبلغ الأمانة العامة للجامعة العربية ألا تقلق إزاء التمويل المطلوب لخطة التدخل الخارجي الهادفة إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

اليوم، سيكتمل فصل من المشهد. هذا هو المقرر، والله أعلم إذا كانت هناك مفاجآت. على المعارضين السوريين التوحد في إطار واحد كي يُعترف بهم ممثّلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. أما من يقف إلى جانب النظام، أو الذين يقفون ضد التدخل الخارجي، فهم لا شيء. هذه المرة سيصيب المفكر العظيم جداً داوود أوغلو في تحليلاته، لأنه سيجري اعتبار الذين يؤيّدون الأسد لا شيء: فقط صفر.
في القاهرة اليوم، ستكون هناك جهوزية لشريط لاصق من نوع خاص. هو نوع ليس معدّاً ليخدم طويلاً. فقط المطلوب الآن، ولمهلة أسابيع أو شهور أو أكثر، خلق إطار يقال عنه إنه الإطار الشامل لأطياف المعارضة السورية. سيختار له أحد ما اسماً وشعاراً وما يتطلبه الأمر. وسيُحجز له مقعد في الجامعة العربية، يتنافس كثر على ملئه. لكنّ شاغله سيكون هدفاً للمصورين. لا أحد ينتظر سماع رأيه، لأن القرارات جاهزة، لكن سيكون له شرف تلاوتها. وهي القرارات التي يعتقد طبّاخوها أنها كافية لإسقاط نظام الأسد.
أما في الرباط التي يتوجه إليها الوزراء العرب لمناقشة برنامج الضغط على سوريا، فستشهد هي الأخرى مزايدات في الكلام على حقوق الإنسان وعلى الشعب المهدور دمه ليل نهار في سوريا. والكل هناك ينتظر، أيضاً، المزيد من القرارات، مع الترجيح أنه لا أحد سيكون معه جواب على طلب سوريا عقد قمة عربية طارئة.
مسلسل الضغوط مستمر حتى إشعار آخر. في عواصم القرار العربية والغربية، اعتقاد بأنه يمكن القيام بالكثير من الآن حتى موعد الأعياد قبل نهاية السنة. ينتظر هؤلاء احتفالات تعمّ دمشق وحلب والمدن السورية إلى جانب العواصم الأخرى بسقوط بشار الأسد، لا احتفالات في سوريا نفسها كما في العراق ولبنان وإيران بخروج القوات الأميركية من العراق. صحيح أن أميركا لا تريد للكاميرا ملاحقة آخر طائرة تقلّ جنود الاحتلال من بغداد، لكن الولايات المتحدة وعربها يريدون للكاميرا أن تكون مركّزة فوق المدن السورية. هم لا يهتمون بأي صور تنقل. المهم أن يكون هناك صراخ وألم ودماء .... كل شيء مسموح به لخدمة الهدف الوحيد، وهو التخلص من سوريا التي نعرفها في مواجهة المشروع الأميركي ــــ الإسرائيلي.
في حسابات الأطراف العربية والدولية المتورّطة في هذا الجنون أن النظام السوري لن يكون قادراً على الصمود في وجه الحملة الدبلوماسية المترافقة مع عقوبات اقتصادية، وأعمال تخريب وفوضى أمنية. وهم يراهنون على قيام مجموعات، يجري أو جرى تنظيمها، بعمليات عسكرية واسعة على الحدود مع تركيا، أو حتى مع لبنان، من أجل إنجاز ملف المنطقة العازلة. ويكفي حصول اشتباك حدودي واحد حتى يتقرر، من دون انتظار مجلس الأمن ولا غيره، بناء المنطقة العازلة. لكن أصحاب هذا القرار ينتظرون القرار التركي النهائي بشأن ما إذا كانت ظروف أنقرة تسمح بهذه الخطوة أو لا.
الفيلم صار مملاً قبل وصوله إلى الحبكة. ومع ذلك فإن حضوره إلزامي على ما يبدو، ومدفوع الأجر أيضاً، من دماء السوريين أنفسهم وعرقهم، كما من دماء العرب الآخرين وعرقهم. لكن هذا الفيلم لا يزال يصنع بمنتج واحد وبإخراج واحد وبممثلين تختارهم الجهة نفسها.
ترى، هل فكر أصحاب هذه الشركة في كيفية تعامل الطرف الآخر معهم؟ هل يعتقدون أن تجنّب المشكلات يعني فعلاً علامة ضعف، وأنه ليس في يد الطرف الآخر من حيلة؟ لننتظر!


ـ 'الشرق الأوسط'
سوريا.. خيبة وتطور عراقي
طارق حميد:
 
كانت هناك ثلاثة مواقف عربية مهمة في الاجتماع الوزاري العربي الخاص بالملف السوري، وهي امتناع العراق عن التصويت على القرار، وتصويت كل من لبنان واليمن ضده، ولكل موقف بالطبع دلالات تستحق التأمل. بالنسبة للموقف اليمني، فالأمر واضح، لأن النظام نفسه في عين العاصفة، ومرفوض من شعبه، والمجتمع الدولي. وبالتالي، فمن الطبيعي أن يقف إلى صف الأسد في معركة البقاء بالسلطة. وهذا الأمر يجب أن لا يكون مدعاة للاستغراب بقدر ما أنه تذكير بخطورة بقاء مثل هذه الأنظمة بيننا.
أما لبنانيا، فالمسألة أكثر من كونها تبعية لإيران، وعملائها، سواء حزب الله أو النظام الأسدي، وإن كان معلوما أن الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة المثلث الإيراني السوري وحزب الله، لكن تصويت لبنان ضد القرارات العربية الخاصة بسوريا يعد مؤشرا على انحدار مستوى اللعبة السياسية في بيروت، بل وفيه تذاك واضح من قبل الحكومة اللبنانية، واستخفاف بالدول العربية كافة، وإلا كيف نفهم أن يمتنع لبنان عن التصويت ضد سوريا في مجلس الأمن، علما بأن الصين وموسكو كانتا قد استخدمتا الفيتو ضد قرار يدين النظام الأسدي، بينما يصوت لبنان ضد القرار العربي؟

كان بإمكان لبنان الامتناع عن التصويت، مثل ما فعل في مجلس الأمن، وبذلك يسجل احتراما للدماء السورية، وتقديرا للمنظومة العربية الجادة التي وقفت مع لبنان سواء ضد إسرائيل، أو إيران وعميلها حزب الله. وتستطيع الحكومة اللبنانية حينها أن تقول إنها راعت موقعها الجغرافي، وغيره من الأعذار الواهية. فالواضح الآن أن الحكومة اللبنانية كانت تخشى المجتمع الدولي حين امتنعت عن التصويت في الأمم المتحدة، بينما لم تكترث بدماء السوريين، كما لم تقم وزنا للعرب يوم صوتت ضد قرارهم لحماية السوريين. والموقف اللبناني ما هو إلا تذاك مفضوح، هو أقرب إلى الاستخفاف، ومن باب &laqascii117o;حبة خشم" غدا تنهي الموضوع!
عراقيا، يجب أن ينظر للموقف العراقي على أنه تطور.. نعم تطور، ويجب أن يكون الشكر والثناء فيه للأكراد، فالموقف الكردي هو الذي ألجم حكومة المالكي عن التصويت ضد القرار العربي والاكتفاء بالامتناع عن التصويت. ومن يتأمل مواقف المحسوبين على أصدقاء إيران في العراق، سيلمس حجم الهجمة الشرسة التي يشنونها على الجامعة العربية. فالواضح أن حلفاء إيران، خصوصا المؤثرين في الحكومة العراقية، قد أجبروا على الامتناع عن التصويت بسبب الموقف الكردي المتعقل. وهذا الأمر بحد ذاته يعد تطورا إيجابيا، ودليلا على أهمية الانفتاح العربي على أكراد العراق، خصوصا أنهم إلى الآن يقدمون مواقف عقلانية تساهم في الحفاظ على وحدة العراق وسلامته، وهم أكثر حرصا على العراق من آخرين يلتحفون بإيران ويسبحون بحمدها، وإن كان على حساب وحدة ومصالح العراق. ويكفي تأمل موقف حكومة المالكي من ملاحقتها لمن تسميهم البعثيين في العراق، بينما تدعم الحكومة العراقية نفسها بعثيي سوريا!
ومن هنا، يجب أن ينظر إلى الموقف اللبناني على أنه خيبة، بينما ينظر للموقف العراقي على أنه تطور يحسب لمصلحة الأكراد الذين يستحقون تواصلا أفضل من قبل العرب، وكل العرب


ـ 'الشرق الأوسط'

نيوب الأسد.. ونوائبه
مشاري الذايد:
 
الساعة الرملية لنظام الأسد في سوريا بدأت في العمل، وحبات الرمل تنزل دون توقف من الأعلى إلى الأسفل.
لم يُفِد ما صنعه نظام بشار، لا القمع أفاد، ولا التذاكي نفع، ولا رفع العقيرة بالشعارات القومية والوطنية، ولا تكرير هذر &laqascii117o;الممانعة" والهجوم &laqascii117o;اللفظي" على أميركا، وفرنسا، صديقة الأمس القريب!
بالأحرى، إن لم يفد هذا كله، فلن يكون لشتائم وئام وهاب، أحد أتباع النظام السوري الأسدي في لبنان، أي قيمة، وهو يستخدم هذه الأيام كامل عدته في الردح والتهديد والوعيد. وللتسلية، في هذا الجو القاتم، أذكر بعض نصائح وهاب، فقد قال في حديث لقناة &laqascii117o;أو تي في" اللبنانية إن التاريخ سيحاسب أولئك الذين وقفوا ضد سوريا بالأمس، كما حاسب قاتلي الخلفاء الراشدين! وحث بشار الأسد، المحتار في إطفاء النار الشعبية، على أن يقصف قطر بعشرات الصواريخ!
هذا منتهى ما تفتق عنه الخطاب الإعلامي &laqascii117o;الممانع" هذه الأيام.
بعد القرار التاريخي للجامعة العربية بعزل نظام بشار، ونزع الغطاء العربي عنه، جن جنون آلته الإعلامية، واستنفر كل الأصدقاء والحلفاء والأتباع، فهذا يومهم، ليخرج زعيم الحزب الإلهي الأصفر في لبنان، ويهدد هو الآخر بالويل والثبور وعظائم الأمور، إن مُس نظام الأسد بسوء، على الرغم من أنه يرى، كما نرى طبعا، فظائع الشبيحة والفرقة الرابعة في الشعب السوري، لكن ذلك لم يهز بدن حسن نصر الله، ولم يحرك غيرته الإسلامية، بل ولا حسه الإنساني! لماذا؟ من أجل عيون الممانعة والمقاومة.. الاسم الحركي للسلطة الشعبوية، ونصرة المشروع الإيراني.. وكأن نصر الله نفسه هذا لم يهلل ويخطب بطريقته الشعبوية المعروفة لنصرة &laqascii117o;الثورة" في مصر وتونس واليمن، ويحيي صمود الشعوب العربية، ثم فجأة غير الكلام والتعابير، و&laqascii117o;لحس" الكلام الثوري عن حق الشعوب في الثورة، حين وصل الأمر إلى سوريا!
النظام السوري يشعر بالحصار، وربما بالخديعة، حسب بعض التقارير، فهو كان قد قبل بالمبادرة العربية، من حيث المبدأ، قبل أيام، واستقبل وفد الجامعة، برئاسة قطر، على الرغم من كرهه الشديد - والجديد! - للدور القطري، لكنه قبل مرغما بضغط من روسيا، التي أبلغت الأسد بوجوب أن يمنح الروس حجة للمساعدة في مجلس الأمن والمحافل الدولية، فطريقة الأسد الأثيرة في المضي قدما في الحل الأمني، والضرب بعرض الحائط كل الحلول السياسية، لن يجديا في &laqascii117o;تسويق" الموقف السوري والرواية السورية في الخارج، باختصار يبدو أن النصائح الروسية لدمشق هي التي جعلت النظام يبدي &laqascii117o;شيئا" من المرونة، الظاهرية، ويناور سياسيا، بدل الاعتماد الغرائزي والعاري على الحل الأمني فقط، الغرض كان المماطلة والمناورة؛ لذلك رأينا أكثر من موقف سوري تجاه المبادرة العربية، ويبدو أن هذا كان هو جوهر النصيحة الروسية: العبوا، وناوروا، وأخرجوا أكثر من &laqascii117o;كارت" في اللعب، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، لكن في المقابل يبدو أن العرب، باستثناء &laqascii117o;الأصدقاء الضارين" للأسد، قد تيقظوا لهذه اللعبة، وقرروا الحسم السياسي مبكرا، وكان الاجتماع الأخير عبارة عن: نقطة آخر السطر بالنسبة للأسد. أتخيل أنه لام الروس بسبب الضغط عليه من أجل &laqascii117o;التنازل" عن الرواية الرسمية السورية، وقبول &laqascii117o;خروقات" في السيادة السورية، والمساواة بين السلطة والمعارضة؛ لذلك رأينا فور صدور الموقف العربي القوي تجاه نظام الأسد، بما فيه تعليق العضوية، ودعوة الجيش للعمل، والترتيب للمرحلة الانتقالية، رأينا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يصف قرار جامعة الدول العربية بأنه &laqascii117o;قرار غير صائب". واعتبر في تصريحات صحافية أدلى بها على متن الطائرة التي نقلته إلى موسكو من هونولولو؛ حيث شارك في أعمال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك)، أن &laqascii117o;هؤلاء الذين اتخذوا هذا القرار أضاعوا فرصة مهمة لتحويل الوضع إلى مسار أكثر شفافية".

الوزير الروسي تعامى عن أن هذا الموقف هو موقف عربي، بشبه الإجماع، فكيف يكون هو أحرص من جيران سوريا، وشركاء التاريخ والثقافة، والمصالح، على سوريا، وأكثر إدراكا لكيفية تحقيق التحول نحو &laqascii117o;المسار الشفاف"، كما يقول؟!إنها مجرد حسرة روسية - مؤقتة ربما - على فشل المناورة السياسية المشتركة مع النظام الأسدي. أما لماذا يفعل الروس ذلك، ولماذا يرمون طوق النجاة للنظام في سوريا، فلا ندري حقا، لكن ربما أن ذلك يرتبط بالرؤية الروسية الكبرى في التصارع مع أميركا على النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وهو دافع قديم في السياسة الروسية، من أيام الدولة القيصرية وجارتها الدولة العثمانية، مع النفوذين الفرنسي والإنجليزي.. ربما.
إلى أين تتجه الأمور؟ وكيف سيسقط النظام السوري؟ هل يكون ذلك بطريقة مبارك، أم طريقة بن علي السريعة، أم بطريقة القذافي، أم بطريقة اليمني علي عبد الله صالح (إن سقط هو بطريقة أخرى عبر التفاوض وتوفير الخروج الآمن)؟
سوريا، وهذا أمر بدهي، غير ليبيا ومصر وتونس واليمن، ولا يوجد &laqascii117o;كتالوج" واحد للثورات، كما حاول أن يروج ذلك بسطحية، البعض في الإعلام العربي، طيلة هذه السنة.
سوريا تقع في قلب التنوع الإثني والديني في منطقة الهلال الخصيب، وهي في نقاط التقاطع الاستراتيجية بين الغرب والشرق، هي الجار الأكبر لإسرائيل، وهي ينبوع الآيديولوجيات العربية المعاصرة، من فكرة القومية العربية نفسها، إلى فكرة القومية السورية (أنطون سعادة).
أكثر التكوينات الدينية، المختلفة في المنطقة، ما زالت موجودة في سوريا، ومعها الجار الصغير لبنان، أكبر وجود مسيحي وعلوي ودرزي، هو في سوريا، فكيف سيكون موقف &laqascii117o;الأقليات" الشرق أوسطية من هذا التحول؟
نظام الأسد يحاول ترويج نظرية تحالف الأقليات، بشكل غير مباشر، وقد تلقف هذه النظرية أحد صقور التفكير الأقلوي في الشرق الأوسط، وهو اللبناني الماروني ميشال عون، عدو الأمس في سوريا، وحليف اليوم، فحسب جريدة &laqascii117o;الراي" الكويتية، فإن فكرة بناء تحالف شرق أوسطي جديد مكون من &laqascii117o;اليهود، والدروز، والمسيحيين، والعلويين، والشيعة، والكرد" فكرة يسوقها مستشارو النائب ميشال عون، من المقيمين في واشنطن وزوارها، لدى أصدقائهم من مؤيدي دولة إسرائيل من يهود وأميركيين، الذين صاروا يؤمنون بصحة هذا القول. أما الأعداء فيتراوحون بين &laqascii117o;المتطرفين السنة الإرهابيين، والسلفيين عموما، و(القاعدة)، وحماس، والسنة في سوريا ولبنان، والحريري".

وحسب الصحيفة الكويتية، فإن بعض الأميركيين ممن شاركوا مؤخرا في لقاء مع سياسي إسرائيلي كبير، ينقلون قوله: إن عددا لا بأس به من الضباط العلويين في سوريا كانوا يعتقدون بضرورة عقد تحالف في المنطقة يجمعهم مع يهود إسرائيل ومسيحيي لبنان في السبعينات والثمانينات، وإن &laqascii117o;تل أبيب على اتصال حاليا ببعض هؤلاء الضباط السوريين لتأكيد استمرار ثبات الوضع في سوريا". ويقدم هؤلاء ملاحظة مفادها أن &laqascii117o;إسرائيل وحزب الله يتفقان على بعض السياسات في المنطقة، منها ضرورة بقاء نظام الأسد".
ويقول أميركي ممن حضر هذه الاجتماعات مع الإسرائيليين: &laqascii117o;تفضل إسرائيل التحالفات المعتدلة في الخطاب السياسي"، مضيفا: &laqascii117o;لكنها تدرك أن التحالفات المعتدلة في سوريا ولبنان والعراق ومصر لا أنياب لها، وتاليا هي ترى أن في مصلحتها بقاء الأنظمة والمجموعات التي تعاديها علنا، لكنها تهادنها على أرض الواقع".
صحيح أن قطبا مسيحيا لبنانيا كبيرا، مثل سمير جعجع، قد تصدى لهذه النظرية بقوة، وبيَّن أن قوة الحرية وزوال الديكتاتورية هما اللذان يفيدان الجميع في المنطقة، وليس الاحتماء بنظام الأسد، بدعوى حماية الأقليات، وكذلك قال وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي، بشكل آخر، إلا أنه يجب ألا نستهين بمثل هذه الطروحات، خصوصا مع كلام البطريرك الماروني الجديد، بشارة الراعي، المرسخ بطريقته الخاصة، لنظرية تحالف الأقليات.
في سوريا، إن حدث التغيير فسيكون الأسد صادقا حين قال إن المنطقة كلها ستتغير، ولن يقف الأمر عند حدود سوريا، لكن في تقديري أنه تغير نحو الأفضل.. أو هكذا نأمل.. هكذا نأمل!


ـ 'النهار'
14 آذار والربيع؟
غسان حجار:

تخطئ قوى 14 آذار تكراراً عندما تشن حروبها في المكان الخطأ والزمان غير المناسب. ففي ظل الثورات العربية، التي فاجأت الجميع في هذه القوى، وكذلك خصومها السياسيين في 8 آذار، بل فاجأت العالم ومعه الأنظمة المتداعية وتلك القابلة للسقوط في كل حين، تصبح المهمة أصعب، لأنها لا تقوم فقط على التعامل مع الوقائع المتسارعة ومحاولة تجنب الأخطار والفتن والمفاجآت، بل استشراف المستقبل الآتي من تغيير محتوم لا توقفه أو تخفّف من اندفاعته الأنظمة البالية والمنابر الخشبية. وهذا التحدي واجه تلك القوى في العام 2005، عندما تهيأت الظروف لانتصار سياسي لم يتحقق لعوامل كثيرة أبرزها الواقع الأمني الذي أودت جرائمه بخيرة قياديي هذه القوى. اليوم الوضع مختلف، أو هكذا يجب ان يكون، لأن من لا يفيد من خبراته على الأقل، لا يستحق القيادة. ولكن حتى اليوم، يبدو ان 14 آذار لم تحدد بعد الاتجاه الذي ستسلكه ومعها الناس جماعات. كل ما تفعله قوى 14 آذار حتى تاريخه هو الرهان على سقوط النظام السوري، وهو أمر سيفتح باب التغيير واسعاً، ولكن قد لا تجري رياح هذا التغيير بما تشتهيه سفنها، لذا وجب وضع سيناريوات للتعامل مع كل واقع جديد.
في الأيام الماضية، فتحت قوى 14 آذار معارك عديدة تصب كلها في الاتجاه المعاكس، فإذا كانت تريد التخفيف من القبضة الحديد (؟) للأمن وتتخوف من عودة منظومة سابقة، فلماذا لا تركز حملاتها في هذا الاتجاه؟

لماذا فتح جبهة متجددة مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي يقول أحد معاونيه ان جهة قريبة من قوى 14 آذار تدفع مالاً لإحدى الوسائل الإعلامية وتمدها بالمعلومات 'المضللة' عن البطريرك والمفتي معاً، ويسأل عما اذا كان القرار على مستوى هذه الجهة أو على مستوى القيادة السياسية التي تتبع لها؟ هكذا يصبح ترميم العلاقة بين بكركي وهذه القوى معقداً بعض الشيء، مما يدفع بالقيادة الروحية للموارنة الى المقلب الآخر. والأمر نفسه مع مفتي الجمهورية. أما الرئيس نبيه بري فتعيش قواعده تململاً من سيطرة 'حزب الله' عليها في أماكن كثيرة ومحاولة إلغاء دورها في مناطق أخرى، إضافة الى ظاهرة التململ العام في حياة أبناء الضاحية الجنوبية والنبطية وغيرها، لكن هجوم الرئيس سعد الحريري عليه أعاد إيقاظ 'الحس الشيعي' وتذكيره بوجوب التضامن والوحدة في مواجهة الآخرين، الذين ينتظرون الأكثرية الشيعية لتنقسم فيمسكون بقرارها. كلام الرئيس الحريري حسّن من وضع الرئيس بري لدى قواعده، ودفعه مجدداً الى أحضان 'حزب الله' الذي سخر من الكلام المباح، وعمل على استثماره سياسياً وشعبياً في ساحته. اليوم، تحتاج قوى 14 آذار لا الى لقاء سيدة جبل، أو لقاء عرمون، كأن الانقسام حاصل في ما بينها، بل الى بريستول جديد يعيد صوغ التوجهات.


ـ 'الحياة'
عيون وآذان (انطقوا يا أئمة)
جهاد الخازن:

كنا نأمل أن يكون &laqascii117o;ربيع العرب" اسماً على مسمّى، كما تقول عبارة معروفة، إلا أنه بدأ في الشتاء وسط عواصف وزمهرير وبرق خُلَّب ورعد، ولم يخرج إلى دائرة الضوء حتى الآن.
أستطيع أن أنتقد كل حركة معارضة رأيناها في كل بلد، وهذا من دون أن أدافع إطلاقاً عن أي نظام فبعضها سمعته مستحقة في القمع والفساد والفشل.
اليوم اكتفي بالمعارضة في البحرين مثلاً على الفشل، مع إشارات عابرة إلى سورية وليبيا لضيق المجال.
أستطيع أن أتهم بعض المعارضة البحرينية بالخيانة العظمى، إلا أنني لا أفعل فالجماعة ليسوا خونة وإنما هم جاهلون إلى درجة الحمق وتسليم الرقاب للأعداء.
في الأخبار أن معهد شؤون الخليج سيستضيف مؤتمرات في واشنطن عن البحرين في 14 من الشهر المقبل. من هو هذا المعهد ومن هم الضيوف؟
المعهد أسسه شيعي سعودي اسمه علي الأحمد، يعارض المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى من منطق شيعي بـ &laqascii117o;ريموت كونترول" عن بعد عشرة آلاف كيلومتر، ويتعامل مع بعض أعتى أعداء العرب والمسلمين.
المعهد هذا له نشاطات مسجلة أكتفي منها بتقرير مشترك مع بيت الحرية، وهو معقل ليكودي بعض أركانه عمل في لوبي إسرائيل، درس 12 كتاباً مدرسياً سعودياً وخلص منها إلى أن الكتب تضم تحاملاً على غير المسلمين.
أقارن هذا النشاط بكتاب لداعية السلام الإسرائيلية البروفسورة نوريت بيليد من الجامعة العبرية في القدس، عنوانه &laqascii117o;فلسطين في الكتب المدرسية الإسرائيلية الإيديولوجية والبروباغندا في التعليم"، فهي تثبت في شكل قاطع العنصرية والتحامل في الكتب المدرسية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وتنتصر لنا والمعهد ينتصر للأعداء.وسألت من سيشارك في المؤتمر وأجيب أن بين المشاركين النائبة (وهي مصيبة حقيقية) إيلينا روس-تاتينين، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس. هي مهاجرة يهودية كوبية سجلها السياسي متوافر بضغطة أصبع على الإنترنت، وكله عداء كامل للعرب والمسلمين، آخرها حملات لها على الإخوان المسلمين في مصر، مع تأييد مطلق لإسرائيل، أي دولة الجريمة والعنصرية والاحتلال.

بين المشاركين الآخرين إيليوت أبرامز، وسجله السياسي أيضاً متوافر بضغطة أصبع فهو عمل للحرب على العراق وأيدها، مثل روسن تاتينين وعصابة إسرائيل، وهو عنصري ليكودي حتى العظم.
المعارضون البحرينيون وهل هم مع بلدهم أو ضده؟ وهل هم مع إيران أو مع دعاة الحرب عليها؟ وهل هم موافقون على قتل مليون عراقي، ما يعني أن 600 ألف منهم شيعة.
هل يمكن أن يبلغ الجهل بالنائب السابق عضو جماعة الوفاق خليل المرزوق حداً لا يعرف معه أي نوع من الناس سيجالس في ضيافة معهد شؤون الخليج.
أنا واثق أن الرجل ليس خائناً، فاتهمه إذا شارك بالجهل والحمق وهو يتعامل مع ناس كانوا جزءاً أساسياً من الحرب على العراق ويؤيدون حرباً أميركية أو إسرائيلية أو مشتركة على إيران لتدمير منشآتها النووية.
وأسأل ما رأي &laqascii117o;مرشد" الوفاق في البحرين عيسى قاسم في التعامل مع أعداء إيران تحديداً، وما رأي مرشد هذا المرشد، الإمام خامنئي في قم؟ انطقوا يا أئمة.
وبسرعة عن المعارضة السورية، فإذا كانت الخلافات بين المعارضين لا تكفي، فقد كشف بعض المعارضة وجهه الحقيقي في الشارع، لأنه ابن شارع، وليس في مقر جامعة الدول العربية عندما هاجم معارضين سوريين آخرين واعتدى عليهم جسدياً. وأسأل كيف سيتعامل هذا المعارض &laqascii117o;الديموقراطي" مع أركان النظام الحالي في دمشق إذا وصل إلى الحكم.
الجواب في وحشية الثوار الليبيين في قتل معمر القذافي في شكل فظيع يثير اشمئزاز كل من في نفسه ذرة من الإنسانية.أخيراً، وقبل أن يأتيني معارض أحمق آخر يقول إنني أدافع عن هذا النظام أو ذاك أقول إنني اليوم انتقدت المعارضة وعرضت أسبابي ودنت معها بعض الأنظمة، وقد كتبت عن سورية مقالات عدة دعوت فيها جميعاً إلى وقف قتل المتظاهرين، والمقالات الأولى سبقت البيان السعودي عن &laqascii117o;آلة القتل" ومشروع الجامعة العربية الذي كان أول بند فيه وقف قتل المتظاهرين.فقط في العالم العربي الشتاء سنة كاملة ومن دون مطر يروي الأرض العطش


ـ 'المستقبل'
الأمن المستباح.. تحت راية السلاح (2)
'المستقبل': ليالي الشمال الحزينة مُثقلة بالثأر ودم.. 'البارد'
ربيع دمج:

'تواصل صحيفة 'المستقبل' نشر ملف 'الأمن المستباح.. تحت راية السلاح' وهو ملف جديد تفتحه الصحيفة للوقوف على ظاهرة هي الأخطر، ليس في زمننا الحديث فحسب، وإنّما أيضاً في زمن 'الربيع' الذي يقضّ مضاجع الأنظمة على أجنحة حركات تغييرية سلمية في مواجهة سلاح الطغاة وأمنهم وشبّيحتهم.
الأمن في لبنان، ملف مفتوح منذ أيام الوصاية، حيث كان يُفتح ويُغلق غبّ الطلب، ورهناً بإشارة سياسية من هنا وأخرى من هناك. ورغم أفول زمن الوصاية، وقع اللبنانيون تحت رحمة وصاية جديدة هي 'وصاية السلاح' الذي أضحى 'فزّاعة' لطموحاتهم وآمالهم، قبل أن يغيّر نتائج اقتراعهم، فيحدّد عنهم خياراتهم المصيرية وما بعد بعدها.. شاؤوا أم أبوا.
في هذا الملف الذي تنشره 'المستقبل' على حلقات، يُحصي الزميل ربيع دمج، بالاستناد إلى مراجع ومصادر أمنية رسمية، عدد الجرائم على اختلافها، في المحافظات اللبنانية خلال عام، مفنّداً ما يميّز كل محافظة عن رفيقتها في 'المعاناة' ونوعيّة الجرائم التي تطبع كلاً منها. على أنّ لبنان لا يختلف عن دول العالم من ناحية أنواع الجرائم، لكنه يسجّل ميزة 'مضافة' عنها، تتمثّل بكثافة السلاح المنتشر فيه والذي هو أهم أدوات تلك الجرائم.
في الحلقة الثانية اليوم، تركيز على محافظة الشمال التي تختلف فيها اسباب الجريمة عن جارتها البقاع، وتحتل المرتبة الثانية في مجال الفلتان الامني وارتفاع معدل الجريمة، مع تسجيل اكثر من 700 حادث امني في اقل من عام، وتزايد آفة جريمة الثأر الفردية المزمنة والتي يتوارى فيها الجاني عبر الحدود. ليعود الحدث الامني اليوم ايضاً عبر الحدود نفسها، او اللاحدود، مع جرائم انتهاك 'كتائب الأسد' لها، وتوغلها لإرهاب السوريين واللبنانيين على السواء. إضافة الى تداعيات انتشار الحركات المتشددة 'المستوردة' أيضاً من دول الجوار، ولا ينسى اللبنانيون ما حدث في نهر البارد في حزيران 2007.

انتهاكات 'كتائب الأسد' تُرهب السوريين واللبنانيين على.. اللاحدود
ليالي الشمال الحزينة مثقلة بالثأر ودم.. 'البارد'
2
تعود محافظة الشمال الى الواجهة الأمنية هذه الأيام، والتي تتصدرها بين الحين والآخر، بفعل جرائم انتهاك حدودها البرية من قبل كتائب الأسد، التي تتمادى في التوغل، كما يحلو لها وساعة تشاء، لإرهاب السوريين واللبنانيين معاً وترويعهم، وتحولها الى محمية أمنية معزولة، و'على عينك يا دولة'، لتضيف مآسي جديدة الى الجرائم المختلفة المزمنة التي تطاولها تاريخياً.
وتختلف أسباب الجريمة ودوافعها في محافظة الشمال عن جارتها 'البقاع'. ففي حين تحتلّ تجارة المخدرات والأسلحة إضافة الى 'التارات' العائلية الحيّز الأبرز من جرائم قضائَي بعلبك والهرمل، تأخذ الجريمة طابعاً آخر في الشمال، حيث المبرّر الرئيسي لوجودها يعود إلى انتشار الحركات الاسلامية، المستوردة من دول الجوار، والتي وجدت في شمال لبنان الأرض الخصبة كي تنمو وتزدهر. ولا ينسى اللبنانيون ما جرى في نهر البارد خلال حزيران 2007، حيث سقط مئات الشهداء في صفوف الجيش اللبناني والمواطنين العزّل، خلال معركة قاسية مع عصابات 'فتح الإسلام' التي اتخذت من الدين ستاراً لتغطية ارتكاباتها.
وبعيداً عن هذا النوع من الجرائم المستجدة، ثمة آفة أخرى تتعلق بما يُعرف بـ'جريمة الثأر'، والتي لا تزال خصائصها راسخة في عقول المواطنين هناك، حيث نادراً ما يتم القبض على الفاعل، الذي يتوارى في معظم الأوقات عن الأنظار، وأحيانأً يلجأ بحماية وتغطية من بعض أعيان المنطقة إلى استصدار وثيقة قيد مزوّرة تمكّنه من الإفلات من قصاص العدالة، والفرار برّاً عبر الحدود.
يتركّز الفلتان الأمني وارتفاع معدّل الجريمة في محافظة الشمال، التي تحلّ في المرتبة الثانية في هذا المجال، في بعض قرى عكار (لاسيما مخيّم نهر البارد)، وبعض أحياء طرابلس أبرزها باب التبانة، ومخيّم البداوي، والزاهرية، وجبل محسن، حيث تشهد تلك المناطق وبشكل مستمر العديد من الإشكالات الأمنية التي لا تنتهي من دون أن تحصد عدداً من القتلى والجرحى إضافة إلى الأضرار المادية.

300 سرقة بواسطة الأسلحة الرشاشة لترهيب المسلوبين
حادثان أمنيان مع إشراقة كل شمس

الواقع 'الشمالي' الدامي والحامي، دفع نواب 'كتلة المستقبل' في الشمال، خلال جلسة مجلس النواب الشهر الفائت، إلى إصدار بيان أشاروا فيه إلى 'انتشار المربّعات الأمنية في أكثر من حيّ من أحياء طرابلس، وإلى تكاثر المظاهر المسلّحة، معربين عن تخوّفهم من أن يؤدي استمرار أجواء التسلح من قبل أطراف معروفة، والتي توسع انتشارها نحو طرابلس ومنطقة الشمال، إلى إشكالات أمنية 'لا يمكن السيطرة عليها في المنطقة، في وقت تمضي فيه توغلات سورية إلى عمق الأراضي اللبنانية، تارة بحثاً عن مهرّبين، وطوراً عن مسلحين، وصولاً إلى أرتال الشاحنات المتجمدة عند المناطق الحدودية في البقاع والشمال'.
700 حادث أمني في أقل من عام
وفقاً لمصادر أمنية رسمية، تم منذ بداية العام 2011 حتى اليوم رصد ما يقارب 700 إشكال أمني مختلف الأسباب في محافظة الشمال، أي بمعدل حادثين في اليوم، توزّعت على 300 جريمة سرقة معظمها تم بواسطة الأسلحة الرشاشة لترهيب المسلوبين. كما سجلت مئتان وخمسون حالة إطلاق نار بسبب إشكالات مع جماعات متشددة أدت إلى وقوع ما يزيد عن ثلاثين قتيلاً، إضافة إلى مئة وخمسين حادثاً فردياً بين أبناء منطقة واحدة، تعود بمعظمها إلى خلافات سياسية، أسفرت عن مقتل خمسة عشر مواطناً. كما كان لبعض الجرائم العائلية حضور ملحوظ في محافظة الشمال حيث وقعت خلال هذا العام 4 جرائم عائلية، كان ضحيتها ثلاثة عشر مواطناً، فضلاً عن الحوادث الأمنية الأسبوعية أو شبه اليومية المتفرّقة، وكلها بحماية السلاح الحربي والأبيض.
يعتبر الشمال، على حدّ تعبير مصدر أمني بارز في وزارة الداخلية، المنطقة 'الأكثر حساسية' لتهريب السلاح عبر الحدود، وأيضاً لدخول مطلوبين ومجرمين أو مهرّبين إلى لبنان، كما هو واقع الحال في محافظة البقاع، ولا يمكن الحدّ من هذه المشكلة في الوقت الراهن لأن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد، والتغطيات الأمنية من قبل بعض الجهات تحول دون الانقضاض على هؤلاء، تماماً كما تمنحهم الحق بالتطاول على أجهزة الدولة وأمنها'. والسؤال الذي يقضّ مضاجع أهل الشمال، هو 'مَن يحمي الناس وكيف يمكن مكافحة الجريمة وأدواتها وأبرزها السلاح؟'، يجيب المصدر: 'مشكلة السلاح في لبنان ليست حديثة العهد، بل تعود إلى مرحلة ما قبل الاستقلال، وليس هناك أي حل جذري في الوقت الحاضر لهذه المعضلة، طالما أنّ لبنان مهدّد على الدوام بنزاعات حزبية وطائفية، وطالما أنّ ثمّة شريحة سياسية في لبنان تساعد في تصفية حسابات الدول الاخرى فوق أرضه وعلى حساب شعبه'.
فكيف إذا ترافقت هذه المعضلة مع واقع اجتماعي صعب في بعض المناطق التي تعاني الفقر نسبة عالية من الأمّية، حيث يصبح استدراج هذه الشريحة المعدمة إلى الجريمة 'أسهل بكثير'، كما يقول أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية قاسم ابراهيم.
وقد شهدت الحدود الشمالية في الآونة الأخيرة الكثير من عمليات تهريب الأسلحة إلى لبنان، أو الاتجار بها، وآخرها عبر السوري محمد شاكر توفيق الذي أوقفته السلطات الأمنية منذ أيام في مطار رفيق الحريري الدولي بتهمة الاتجار بالسلاح، اضافة إلى الشاحنات المحمّلة بالسلاح والمهرّبة من سوريا وإليها، التي يبقى مصدرها مجهولاً.
ويبدو واضحاً أنّ هذه العمليات تفاقمت في الآونة الأخيرة اثر اندلاع الثورة الشعبية ضدّ النظام في سوريا. ويقول مختار بلدة حيزوق عكار محيي الدين العتر ان المنطقة صارت 'عرضة لاعتداءات متكررة من قبل كتائب الأسد، حيث تتعرض بعض القرى لرشقات نارية أو بعض القذائف العشوائية لترهيب المواطنين اللبنانيين واللاجئين السوريين الهاربين من جحيم القتل والظلم والقهر والتعذيب الذي يمارسه النظام الأسدي بحقهم، والدولة اللبنانية غائبة ليس عن حماية مواطنيها وحسب بل حتى عن إصدار بيان يشرح ما يجري وسبل معالجته أو استنكار سقوط الضحايا البريئة'.
ويؤكد العتر انه 'تزامناً مع هذه الاعتداءات تتعرض منطقة الشمال لحملة تقودها وسائل إعلام تابعة لحزب الله وحلفائه، مستخدمةً أسلوب التسريبات والتصريحات والمعلومات الصادرة عن مراجع أمنية خاصة ووثيقة الصلة، أو مواقع أمنية مسؤولة، تتحدث عن موجة تسليح وتسلل إرهابيين، ومعابر تهريب، واستعدادات تستهدف بث الفتنة في دولة الجوار سوريا، ما يعتبر تدخلاً في شؤون دولة شقيقة مجاورة، أمنها من أمننا وبالعكس'. وتابع 'هذا كله عارٍ عن الصحة، لأن الجهات التي تهرّب السلاح إلى عكار معروفة مصادرها جداً، ولا سيما أن هناك عملاء للنظام السوري في المنطقة ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومن مؤيدي حزب الله وأنصار النائب السابق علي عيد الموالين لبشار الأسد'.
الأشهر الأخيرة الأكثر سخونة
حمل تشرين الأول الفائت إلى محافظة الشمال المزيد من السخونة والتوترات الأمنية. فكان حافلاً بعشرات الأحداث الأمنية التي وقعت كلها بواسطة السلاح غير الشرعي، المتداول بين السكان بصورة غير مسبوقة، بحيث يكون الحاضر الأول في أبسط إشكال.
وفي هذا الصدد، عقد لقاء في منزل النائب محمد كبارة في طرابلس في 18 تشرين الأول، ضمّ كلا من النواب سمير الجسر واحمد فتفت وخالد ضاهر ومعين المرعبي، والعلماء زكريا المصري وسالم الرافعي وبلال بارودي وكنعان ناجي، للبحث في موضوع الفلتان الأمني والسلاح المستشري بين الشباب في طرابلس، والذي تحوّل إلى ظاهرة لا تحتمل. وجاء في البيان الذي صدر عن الاجتماع: 'سبق لنا في لقاءات سابقة وعلى اثر الفلتان الامني الذي تشهده المدينة من حين إلى آخر ان طالبنا بضبط الفلتان الامني ومصادرة السلاح الذي هو في اصل كل فتنة، وقد انطلقنا في مطالبتنا هذه، من إجماع المدينة بقياداتها السياسية والمدنية والروحية لجعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح'.
رفع شعار طرابلس 'مدينة منزوعة السلاح' وعدم السعي لتنفيذه، بل التراخي في ملاحقة المخلين بالأمن، أدى الى اختلالات امنية متتالية كان آخرها محاولتي قتل احداهما في القبة والاخرى في ميناء طرابلس، وما تبعهما من اطلاق نار يوم 13/10/2011 داخل المربع الامني الذي أنشئ في منطقة الزاهرية والذي ادى إغفال خطورته إلى تفاقم الوضع في اليوم التالي.
كما أدى تكرار الحوادث الى ترويع الاطفال والنساء في المنطقة وخلق أجواء من التوتر التي ما كان لها أن تسود لو جرت معالجتها بالحزم المطلوب وبالسرعة الضرورية. وبناء عليه، طلب المجتمعون من 'رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزيريّ الداخلية والدفاع والأجهزة الأمنية وضع حدّ لهذا الفلتان والبدء الفوري بإلقاء القبض على المطلوبين وكل متسببيّ الأحداث الأمنية من دون استثناء والإقدام على إلغاء المربعات الأمنية التي 'زُرِعت' في منطقة الزاهرية ومصادرة السلاح منها كبداية لتحقيق 'طرابلس منزوعة السلاح'.
وسبق حادثة إطلاق النار في الزاهرية والقبة، حادثة أخرى صنّفت عائلية في بداية المطاف، لكن سرعان ما تطوّرت الأمور لتصبح مشكلة بين حركة 'فتح' ومنشقين عنها. وقد جاء في تقرير عن القضية أن 'إشكالاً وقع في منطقة المنكوبين المجاورة لمخيم البداوي، على خلفية حفل زفاف، تطور إلى إطلاق نار بين عناصر محسوبة على تنظيمات فلسطينية، أدى الى اصابة 4 أشخاص بجروح خطرة، وتلت تلك الواقعة حركة نزوح لسكان المخيم'. في حين أفادت بعض المصادر الصحافية والأمنية أن الإشتباكات وقعت بين عناصر من 'فتح' ومنشقين عنها على خلفية إنتخابات اللجنة المركزية للحركة.
وشهد منتصف تشرين الأول حادثة أخرى ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء الذين كانوا متواجدين في حي باب التبانة حين أقدم مجهول يركب دراجة نارية، على إلقاء قنبلة يدوية أدت إلى إصابة هلا يونس بجروح خطيرة، إضافة إلى جرح طفلتيها إسراء وإكتمال، البالغتين من العمر 5 و3 سنوات، بانفجار جسم غريب خلف مسجد الناصري في التبانة، وكذلك جرح المواطن محمد عثمان الذي فقد يده اليسرى، ويوسف دندشي، من دون أن تعرف ملابسات الحادث.
وحمل شهر تشرين الأول أيضاً جرائم أمنية أدت إلى مقتل 5 أشخاص. فقد هزّت جريمة مروّعة بلدة بيت الفقس في جرد الضنية، حيث أقدم رئيف يونس (51 عاماً) الملقّب بالجراح، من بلدة المرج في البقاع الغربي، على إطلاق النار من بندقية صيد على زوجته ص. ح. (27 عام

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد