قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 16/11/2011

ـ 'السفير'
لبيـكِ أيتـها الأمـة
سليم الحص:

سوريا كانت ولا تزال تختصر الوطن العربي برمّته في ما قد يصيبها من صروف الدهر، وهي في هذا الموقع متميّزة. كثير من الأقطار العربية تواجه أحياناً انتكاسات في حياتها الوطنية فتبقى مشكلتها قاصرة عليها. أما سوريا فهي من الأقطار العربية القليلة التي تصدّر القضايا التي تواجهها إلى دول الجوار العربي وأحياناً إلى سائر الأقطار العربية.
وسوريا تواجه مشكلة هذه الأيام لم تكن في حسبان أحد قبل حين. وكانت قبل ذلك تبدو على كثير من المنعة والاستقرار. فإذا بالأحداث الأمنية تبدّد صفاءها ويتبدى في الأفق مشروع حرب أهلية. ويتفاقم الوضع على نحو جعل من سوريا مسرحاً لاختلالات أمنية خطيرة تنذر بالتطور إلى حرب أهلية إن اشتعلت فإنها تنذر لا قدر الله بأن لا تبقي ولا تذر. وإذا كانت سوريا في موقع تصدير القلاقل فأخشى ما نخشاه أن يكون بلدنا لبنان أول بلد يتلقى مفاعيلها وارتداداتها نظراً لتجاور البلدين الشقيقين على امتداد حدود لبنان الشمالية والشرقية لا بل نظراً لتداخل أوضاع البلدين الشقيقين حتى في التفاصيل اليومية الدقيقة. ونحن من الذين يشعرون أن لبنان لا يستطيع عملياً درء انعكاسات ما قد تتعرض له سوريا من تقلبات ولو حاول أو سعى. فالتفاعل المباشر والوثيق بين البلدين هو قدرهما. وهذا التفاعل ناجم عن تداخل نشط بين البلدين الشقيقين على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهناك الكثير من قرابات النسب بين الشعبين التوأمين.

لذا هذا الهم الذي يستشعره اللبناني عموماً هذه الأيام جراء تفاقم الوضع في الشقيقة سوريا، ونحمد الله على أن الوضع ما زال في مستوى عدم الاستقرار ولم يتفجّر على نطاق يتجاوز حدود الضبط، ولكن الخوف يبقى ماثلاً من أن يتطور الوضع نحو الأسوأ، لا سمح الله، فيما لو لم تُبذل جهود حثيثة لاحتواء الأزمة ومن ثم القضاء عليها. وهذا يتطلب إطلاق حوار على أوسع نطاق ممكن بين تيارات الشعب يكون من شأنه إحلال التداول والتفاعل السلمي الهادئ محل الاحتكام للعنف في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا العالقة.
وإذا كان الحل يمكن أن يصدر عن حوار وطني يُعقد فمثل هذا الحوار ينتظر من يبادر إليه ويرعاه وينظمه. والأفضل لا بل الأفعل أن يعقد الحوار الوطني المنشود ضمن حكومة ائتلافية، حكومة اتحاد وطني تجمع الأطراف كافة. وهذا يقود إلى تساؤل مشروع: أين هي جامعة الدول العربية؟ ما الذي يحول بينها وبين تبني مثل هذه المبادرة الإنقاذية؟ والأمر رهن إلى حد ملحوظ بما يمكن أن يقدم عليه أمين عام الجامعة الدكتور نبيل العربي، وهو حديث العهد في هذا الموقع، فإذا ما أقدم على عمل ناجع على هذا الصعيد فإنه سيرسي بذلك مدماكاً يمكن أن يبني عليه مستقبلاً صرحاً من الإنجاز في العمل العربي المشترك لما فيه خير الأمة جمعاء.

ونحن من الذين يراهنون على أن يتوثق العمل المشترك على الوجه الذي ينجم عنه مزيد من التلاحم والتعاون والتلازم بين الشعوب العربية على نحو يمهد مع الوقت، الذي نرجو أن لا يطول، لاتحاد حقيقي بين الأقطار العربية يستولد في لحظة مباركة وحدة ناجزة بين عناصر الأمة الواحدة. عند ذلك تتوطد الفرص أمام الأمة لتبني لها مكانة مرموقة بين أمم العالم وتتمكن من الإسهام في تطور الحضارة الإنسانية على الوجه الذي يرضي طموح الأجيال الطالعة لهذه الأمة. فأين نحن من هذا الهدف الأسمى؟  كل ما نرجوه في المرحلة الحاضرة التنبه إلى ما تكتنز الأمة العربية من طاقات وإمكانات ومن ثم إرساء ركائز العمل المنهجي في سبيل تحقيق المرتجى مهما كان بعيد المنال على ما يبدو في الظروف الراهنة. والإنجاز على الصعيد القومي لا يتحقق إلا بتوحيد الجهود والتضحيات، ونحن العرب جديرون بالإنجاز القومي الساطع، والمسيرة الواعدة إنما تنطلق أولاً بتذليل المشكلة القائمة في سوريا. والمطلوب تضافر الجهود العربية في هذا السبيل. وتوافق الإرادات داخل القطر السوري.


ـ 'الأخبار'

الحرب القادمة
عامر محسن:

كأنّ 14 آذار أرادت أن تثبت لنا أنّ التّاريخ مسخرة، فاصطفَت من بينها سمير جعجع (بالذات) حتّى يخطّ لنا استراتيجيّةً دفاعيّةً في وجه اسرائيل. الورقة الّتي نشرتها القوّات في 2010 جديرة بالمطالعة، فهي ــ عدا كونها مسلّيّة ــ تفسّر بجلاء للقارئ لماذا لم ينتصر جعجع في معركة عسكرية واحدة في حياته (على الرّغم من أنّ القوّات اللبنانيّة حظيت خلال الحرب بدعم وموارد، من اسرائيل وحدها، لم يحلم بمثلها حزب الله حتّى 2006).
الفنّ العسكري الوحيد الّذي أجاده سمير جعجع كان &laqascii117o;العمليّات الخاصّة": الاغتيالات والانقلابات الداخليّة وشنّ &laqascii117o;الغزوات" في المنطقة الشرقيّة على الطريق السّاحلية ــ وهذه الأخيرة، في عمقها اللاواعي، استعادة حداثيّة لتقليد بدويّ قديم. أمّا على جبهات الحرب، فقد كان تاريخ القوات في الثمانينات عبارة عن سلسلة من الكوارث العسكريّة. وثيقة &laqascii117o;الرّؤية الدفاعيّة" للقوّات اللبنانيّة تخلو، وبإصرار، من أي فكر عسكريّ، أو فهم لطبيعة الحرب بين لبنان واسرائيل، بل هي تحوي مقاطع مضحكة بالمقياس العلمي، وتوصيات من نوع الدّعوة إلى إنشاء تشكيلات عسكرية &laqascii117o;بالغة السرية" في القرى والمدن الحدوديّة ــ كأنّه يكفي أن تصدر أمراً ومرسوماً بأن تكون الوحدات &laqascii117o;بالغة السرية" حتّى تخفى عن العدوّ، وتصير عصيّة على الاختراق.
حجّة الوثيقة الأساسيّة هي باختصار: الحرب مع اسرائيل مستحيلة، ولا قبل لنا بها، علينا إذاً أن نخطّط لتجنّب الحرب بدلاً من خوضها، والعمل على ردع اسرائيل عن الابتداء بالغزو عبر إظهار بأسنا ــ وتخويف الصهاينة وإرهابهم يكون عبر حلّ المقاومة واستبدالها بقوّات المغاوير وفوج التدخّل.

ساعة تُطفأ الأنوار عن تلّ أبيب
من الأقوال الشائعة في العلوم العسكريّة أنّ الجيوش تستعد باستمرار لخوض الحرب الماضية. طبيعة التّاريخ تمنع تكرار حربين على المنوال نفسه، لذا، فإنّه من المحال أن نتنبّأ بدقّة بشكل المواجهة القادمة مع اسرائيل. نحن نعرف جزئيّات قليلة: سيكون هناك دور أكبر للطائرات بدون طيّار، المقاومة ستضرب العمق الإسرائيلي بترسانة مختلفة وضمن استراتيجيّة مغايرة لما سبق، وجنرالات العدوّ يهدّدوننا، من الآن، بارتكاب أفعال في غزوهم القادم، هي جرائم حرب موصوفة في القانون الدولي، من نوع &laqascii117o;مسح" القرى التي تنطلق منها الصواريخ، وضرب المدن المقاوِمة بلا تمييز.
إضافة إلى ذلك، فإنّ مسار الحرب نفسه هو ما سيقرّر سلوك الطرفين وتكتيكاتهما. القاعدة الذهبية في الأكاديميات العسكريّة هي أنّ &laqascii117o;أبدع الخطط الحربيّة تتلاشى مع أوّل التحام بين الجيشين"، إلّا أنّنا قد نجد في الحرب الماضية بعض الملامح الدّالّة على ما قد يحصل. أولى الأمثولات باعتقادي، هي أنّ الحرب القادمة لن تكون على الأرجح قريبة، ولن تحصل في المدى المنظور.
السبب لا يتعلّق بالوضع الدولي وبحالة النظام العالمي فحسب، بل بطبيعة المواجهة بين لبنان واسرائيل أيضاً. الحرب القادمة ليست في الأفق لأنّ اسرائيل تقيم منصّات لاستخراج الغاز في البحر على مقربة من سواحلنا. أتعرفون حجم البصمة الراداريّة لمنصّة عائمة عملاقة؟ لن يتمكّن أقدم صاروخ مضادّ للسّفن من إخطاء هدف من هذا النّوع حتّى لو أراد ذلك. الكلفة ليست فقط في الخسائر المادية المباشرة ــ وهي بالمليارات ــ بل أيضاً في سنوات سبع من العمل والتخطيط سيتحتّم إعادتها من الصّفر، هذا إن خاطر مستثمرٌ ما بالعمل في هذا القطاع مجدداً، وغنيّ عن القول إنّ كلّ خطط اسرائيل الطاقويّة ستشطب.
الأثمان الّتي تأمّلها اسرائيل في أيّ نزاع قادم تختلف جذريّاً عن &laqascii117o;الحملات التأديبية" التي كانت تشنّها على لبنان في الماضي ــ بحدّ أدنى من الاستعدادات وبلا حاجة الى إذن أميركيّ في بعض الحالات. تأملوا التصاعد المتسارع في المواجهة: في أوائل التسعينات، أقامت الصحافة العسكرية الاسرائيلية الدنيا، وبدأت بالكلام عن &laqascii117o;تغيير في قواعد اللعبة" في جنوب لبنان، حين بدأ حزب الله باستعمال صواريخ &laqascii117o;السّاغر" الروسية ضد دبابات وتحصينات المحتلّ. صاروخٌ قديم وصعب الاستعمال وكثير الأعطال، وهو السّلاح ذاته الّذي قاتل به المصريّون والسوريّون في حرب تشرين 1973. بعد أقلّ من عقدين، تجد اسرائيل نفسها في مواجهة قوّة قادرة على ضرب عاصمتها بصواريخ تزن رؤوسها الحربيّة أكثر من نصف طنّ. وهناك ما هو أخطر: هي صواريخ دقيقة (أو ستصبح كذا في المستقبل القريب) ويمكن توجيهها ضدّ مبانٍ ومنشآت بعينها، ومن هنا فعاليّتها الحقيقيّة. نحن هنا لا نتكلّم عن &laqascii117o;السكود" الّذي لا يمكن تصويبه الّا ضدّ أهداف بحجم &laqascii117o;قضاء تل أبيب"، وتطلقه وأنت تصلّي كي لا يسقط في البحر أو على مخيّم فلسطيني في الضّفّة.

المواجهة القادمة، الّتي تكوّنت معالمها عبر عقود من الحروب والتّأقلم والابتكار، تعرّي نقاط الضّعف الجغرافية والديموغرافيّة لاسرائيل. ماذا سيفعل الكيان، مثلاً، حين تُضرب معامله الكهربائيّة؟ نحن سنحصل على الطاقة من ايران أو سوريا أو مصر. في المقابل، من سيزوّد اسرائيل بالكهرباء؟ هل ستمكث الدولة العبرية في الظلام سنة أو اثنتين حتّى يجري بناء ما تدمّر؟
اسرائيل قادرة على إيلامنا، غير أنّ قدرتها على التصعيد ــ فوق عنفها المعتاد ــ محدودة للغاية؛ في حرب تمّوز قالت تقديرات الحكومة اللبنانيّة (التي يبالغ فيها عادة لأسباب تتعلق بالمساعدات) إنّ اسرائيل دمّرت من بنيتنا التحتية ما قيمته مليار ونصف مليار دولار. بإمكان اسرائيل أن تصعّد وتضرب معامل الكهرباء مثلاً (وهو ما قد يدخل تحسينات الى قطاع الطاقة اللبناني) أو مبنى المطار، لكن الرقم لن يرتفع كثيراً. اسرائيل، في المقابل، تعجّ بأهداف حيويّة ودسمة، قيمة كلّ منها بالمليارات: مصافي نفط، منشآت صناعيّة ضخمة، استثمارات أجنبية هائلة، معامل لانتاج شرائح الكمبيوتر، وصناعات دفاعيّة كبيرة تقع أضخم مجمّعاتها على مرمى راجمة من حدودنا، قرب حيفا. هذه هي الوقائع الحقّة الّتي يفكّر عبرها المخطّطون العسكريّون، بعيداً عن خطابات التهويل والتهديد.
هناك ما هو أدهى بالنّسبة إلى اسرائيل. السّؤال الأساسي في أيّ حرب يبقى &laqascii117o;الى أين؟"، أي كيف سيغلق باب المواجهة، وما هي التسوية السياسية التي سينتجها الانتصار المنشود، وما هو الهدف النهائي من الحرب؟ في تمّوز 2006، ما أوقف غزو اسرائيل لم يكن خسارة مئتي جندي أو ضرب بارجة، بل قيادة العدوّ التي سرعان ما اكتشفت أنّ حربها ــ بالمعنى العسكري والسياسي ــ كانت مكلفةً وبلا أفق.
في تمّوز 2006، لم تقدّم الوحدات المحترفة في المقاومة أداءً خارقاً فاق التّوقّعات. ما أرهق اسرائيل فعليّاً، وما يمثل كابوساً لأي محتلّ، هو وحدات الدّفاع المحلّيّة، الّتي جعلت من كلّ دسكرة جنوبيّة ستالينغراد محتملة. دخلت قرىً صغيرة كعيتا الشعب صفحات التاريخ العسكري وصارت ساحات قرىً مجهولة لعموم العالم، كمركبا والغندوريّة، مواقع وغىً قضى فيها العشرات من جنود النّخبة. وفي الجنوب مئات القرى، والجيش الاسرائيلي لم يتعدّ بقعةً صغيرة من جنوب لبنان. من المستحيل لجيش غازٍ أن يحقّق سيطرةً على الأرض، فيما الصواريخ تنطلق من كلّ منزل على كلّ تلّة لتصطاد آلياته. الخيار الباقي هو في خوض معركة غير مأمونة العواقب من أجل السيطرة على كلّ قرية على حدة.

يمكنك اليوم أن تتصفّح السّير الذاتيّة لشهداء تلك المواجهات: أستاذ الكيمياء في مدرسة القرية، مجنّد سابق في الجّيش يعمل بائعاً، طالب جامعيّ، حلّاق القرية. هؤلاء النّاس يخيفون جيشاً غازياً أكثر بكثير من لواء أو لواءين لحزب الله، مهما بلغت درجة تدريبهم. شهداء عيتا الشعب كانوا بأغلبهم أناساً &laqascii117o;عاديّين" ولدوا وأرضهم محتلّة، وهم حرّروها وعادوا اليها، وهم كانوا بكلّ بساطة مستعدّين لأن يستشهدوا حتى آخر فرد فيهم، قبل أن يروا قريتهم تستسلم مجدّداً لاسرائيل.
حتّى اذا افترضنا أنّ اسرائيل تمكّنت، في 2006 مثلاً، من اقتحام كافّة قرانا ومدننا، ودخلت الضاحية وبيروت، ودمّرت البنية العسكريّة الرّسميّة لحزب الله. هل كان ذلك سيعني أنّ الحرب انتهت؟ بالطّبع لا، فهنا، بالذات، تبدأ الحرب الحقيقيّة! ذكرى الاحتلال المباشر للبنان لا تزال حاضرة بقوّة في وجدان الجيش الاسرائيلي، ولن تتمكّن اسرائيل من إقامة أيّ نظام سياسي قابل للاستمرار عبر عملاء لها ــ وخاصّة أنّ المتفجّرات اليوم أكثر ابتكاراً وفعاليةً بكثير عمّا كانت عليه في الثمانينات.
بعد حرب جورجيا في 2008، والهزيمة الكاملة لنظام ساكاشفيلي، اقترح عدد من السياسيين الأميركيين ــ مستلهمين تجربة 2006 ــ أن يجري تسليح البلد &laqascii117o;على طريقة حزب الله"، أي أن يُعطى الجورجيّون صواريخ حديثة ضدّ الدبابات، وأن يؤطّروا ضمن مجموعات صغيرة تقاتل في الجبال ضدّ &laqascii117o;الغزاة" الروس.
ما إن طرحت محاورة أميركيّة هذا الاحتمال على ساكاشفيلي في مقابلة، حتّى شحب وجهه وشرح متلعثماً أنّ الجورجيّين &laqascii117o;شعب نبيذ وأغانٍ"، وهُم مسالمون ولا يحبّون القتال والحرب ــ متناسياً ابن جورجيا البارّ جوزف ستالين. شرح معلّق عسكريّ أميركيّ تردّد ساكاشفيلي، مذكّراً سياسيّي بلده بمعنى أن يختار مجتمع ما خوض حرب مقاومة ضدّ عدوّ أقوى منه بكثير. &laqascii117o;حرب كهذه تعني أنّك، حتّى في حال الانتصار، ستُقتل على الأرجح، ومعك أغلب رفاقك، وسيتعرّض مجتمعك لدمار يغيّر معالمه؛ كلّ ذلك حتّى تؤلم عدوّك بمقدار يجعله يكفّ عنك". ساكاشفيلي دخل في حلف مع اميركا واسرائيل طمعاً بالسّلطة وببعض المساعدات والمديح من السيّد الأبيض، لا لكي يخوض حرب تحرير وطنيّة من جوف خندق.

من يسلك درب حرب &laqascii117o;الغوار" فسرعان ما سيكتشف أنّ الحرب ليست لعبة، وأنّ الموت ليس رومانسيّاً. الطّريق الوحيد لتخفيف الكلفة على المجتمع هو في مضاعفة إمكاناتك على أذية العدوّ، وفي أن تكون متقبّلاً، على الدوام، إمكان وقوع الحرب وضريبتها الثقيلة. إن أردت العيش ضمن هذه الشروط، فأهلاً وسهلاً بك في لبنان.
يجب أن تُقارب تلك المسائل بوعي وبواقعيّة. أمّا في لبنان، حيث يعيش الخطاب السياسي السائد، ومعه نخبته، في معزل مريح عن التّاريخ وعن معظم اكتشافات العلوم الإنسانيّة منذ أيّام شارل مالك، فإنّك تجد من يبني استراتيجيّته الدّفاعيّة على فكرة &laqascii117o;سدّ الذّرائع"، وينتقد المقاومة لأنّها على ما يبدو توفر &laqascii117o;الحجج" المتوالية لإسرائيل حتّى تقصف بلادنا. هؤلاء الذّرائعيّون، على ما يبدو، يعتقدون أنّ العالم برنامج ألعاب تلفزيونيّ: ترد بإجابة خاطئة أو تخطو خطوة ناقصة، فتُعاقَب بحرب اسرائيليّة. تصبح الاستراتيجيّة والسياسة وعمل المقاومة كلّها متمحورة حول تجنّب الوقوع في ذلك الخطأ القاتل!

أيعلم هؤلاء أنّ اجتياح اسرائيل للبنان في 1982، وقتل عشرين ألف لبنانيّ وفلسطينيّ، جاءا بعد هدنة استمرّت ما يقارب العام مع المقاومة الفلسطينية، لم يطلق خلالها صاروخ كاتيوشا واحد، أو تشنّ فيها عمليّة واحدة داخل فلسطين؟ أيعلمون أنّ فتح دخلت في منطق &laqascii117o;سدّ الذّرائع" و جرّبته، والتزمت به أكثر من حزب الله اليوم بقليل؟ ما كانت النتيجة؟ غيّرت اسرائيل ببساطة ذرائعها، ورفعت مستوى مطالبها وعقابها. عندما التزمت فتح بعدم ضرب اسرائيل، صارت المقاومة الفلسطينيّة تقتل ضابطاً (أي هدف عسكريّ لا يخرق الهدنة) بعبوة في الجّزء المحتلّ من الجّنوب، فيردّ الاحتلال بقصف الدامور وقتل العشرات. غيّرت اسرائيل القواعد ببساطة لأنّها كانت قادرة على ذلك، وعلى فرض الواقع الذي تريده؛ وحين يسمح ميزان القوى لإسرائيل بإعادة السيناريو نفسه، فإنّنا سنرى طائراتها تضرب الأهداف على أرضنا اليوم قبل الغد، تحت ألف ذريعة وذريعة، ولن ينفعنا ساعتها &laqascii117o;المجتمع الدّولي" وقوانينه. أنعتمد على &laqascii117o;التكاتف الوطني في وجه اسرائيل"، الّذي يعدنا به البعض، مشروطاً بتخلّي المقاومة عن سلاحها؟ من شاء أن يستند الى تلك الوعود، حين تصدر عن أمثال أمين الجميّل وسمير جعجع ودوري شمعون، فليفعل ذلك على مسؤوليّته الشخصية...
الميزان القائم اليوم بين لبنان واسرائيل ليس نتاج تكتيك عسكريّ أو فلسفة تنظيميّة معيّنة، بل هو خلاصة أربعة عقود من الحرب، وتراكم خبرات كان ثمنها آلاف الشّهداء، لا من المقاومة الإسلاميّة وحزب الله فحسب، بلّ من كلّ من سبقوه أيضاً، وتجربة حزب الله، في المحصلة، لن تكون إلّا تركةً لمن سيتبعه


ـ 'الشرق الأوسط'
إيران ومرحلة ما بعد الأسد
طارق الحميد:

لافت أنه لم يصدر - حتى كتابة هذا المقال - أي موقف رسمي إيراني تجاه قرارات الجامعة العربية الخاصة بسوريا، على الرغم من مرور قرابة خمسة أيام على تلك القرارات التي أفقدت النظام الأسدي صوابه، وعلى الرغم من أن حزب الله وصف الجامعة العربية بـ&laqascii117o;العبرية"!
واللافت أكثر - حسب ما كشفت صحيفة الـ&laqascii117o;ديلي تليغراف" البريطانية - أن لقاءً تم بين أطراف من المعارضة السورية والنظام الإيراني؛ حيث يبدو أن طهران - كما هو متوقع - قلقة على مصالحها في حال سقط نظام بشار الأسد، وتريد التعرف على ماهية المعارضة السورية، وتوجهاتها. وهذا أمر طبيعي ومعتاد من الإيرانيين، خصوصا أن لطهران مصالح حقيقية ستتضرر بشكل كبير عند رحيل الأسد؛ حيث سيعتبر ذلك الأمر بمثابة الإعلان الرسمي عن فشل مشروع تصدير الثورة الإيرانية، ناهيك عن فشل السياسة الخارجية لطهران ككل.
وما يستحق التأمل هنا أيضا، وعطفا على أخبار تواصل إيران مع أطراف في المعارضة السورية، أنه كان هناك جدل سياسي في المنطقة أوائل اندلاع الثورة السورية، مفاده أنه في حال وقف العرب مع بشار الأسد في هذه الأزمة، فقد يعيد حساباته في العلاقة مع إيران، وربما يعود الأسد إلى عمقه العربي، لكن الواضح اليوم أن طهران هي من قرر فتح جسور التواصل مع المعارضة السورية؛ لأنه يبدو أن إيران لم تعد واثقة من إمكانية بقاء النظام الأسدي.

وهناك معلومات مهمة، غير مؤكدة حتى الآن، لكنها منطقية، تستحق التأمل، خصوصا بعد ما كشفته الصحيفة البريطانية عن لقاءات إيرانية مع بعض أطراف المعارضة السورية، وتقول تلك المعلومات إن هناك تحركات تقودها شخصيات قيادية من حماس للتوسط من أجل عقد لقاءات بين إيران والإخوان المسلمين في سوريا من خلال وسطاء سودانيين، وإن تلك المفاوضات تتم بهدوء تام، وبعيدا عن الأعين، وذلك من أجل أن يُطمئن كل طرف منهما الآخر حول نواياه في المرحلة المقبلة، أي مرحلة ما بعد بشار الأسد.
ما سبق يعني أنه بمقدار ما تشعر إيران بالخطر على المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد الأسد، إلا أنها باتت تدرك أن عمر النظام الأسدي قد شارف على الانتهاء؛ لذا فإن صمت طهران حيال القرارات العربية، والحديث عن مفاوضاتها مع أطراف من المعارضة السورية، يوحيان بأن إيران باتت قلقة على مصالحها في المنطقة، وباتت تشعر أنها، أي طهران، قد وصلت لمرحلة تقليم الأظافر، بل وقطع الذيل. ويتجسد ذلك من خلال سقوط النظام الأسدي الذي سيعني أن جل المنافذ قد سُدت على حليف إيران بلبنان، حزب الله. كما أن حجم وتأثير التغيير المقبل في سوريا سيكون له أثر كبير على العراق، ويفترض أن يكون إيجابيا. فحينها لن يكون بمقدور إيران مد جسر فارسي من طهران مرورا بالعراق، ومن سوريا إلى لبنان؛ حيث يصبح لطهران ميناء على البحر المتوسط.
ومن هنا، يجب أن نتأمل أمرا مهما، هو: كيف ترتبك إيران وعملاؤها في المنطقة، بينما النظام الأسدي لا يزال يترنح؟ فكيف سيكون حال طهران، إذن، بعد رحيل الأسد؟


ـ 'اللواء'
الرهان على الأوهام
رضوان السيّد:
 
هناك شبهٌ كبيرٌ بين خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير، وكلام المندوب السوري بعد صدور قرار الجامعة العربية بشأن سورية&bascii117ll; فقد تضمّن خطاب الأمين العام للحزب ثلاثة أمور رئيسية: أولها أن موقفه من الدفع للمحكمة الدولية سيكون مثل موقف الولايات المتحدة من الدفع لليونيسكو بعد الاعتراف بفلسطين! وثانيها أن النظام السوري باقٍ لأنه نظام مقاومة وممانعة، ومعه إيران والعراق وحزب الله في لبنان، والمقاومة في فلسطين! وثالثها أنه لا حرب بالمنطقة إن لم يبادر العدو الى الهجوم على لبنان أو إيران! والأمر نفسه أو بعضه قاله الأحمد مندوب النظام السوري بالجامعة: قرار الجامعة مؤامرة خارجية على نظام الممانعة والمقاومة، وهو لا يساوي الحِبْر الذي كُتب به&bascii117ll; أما منطق الحرب، فيختلف بشأنه الحزب والنظام السوري&bascii117ll; فالحزب يميل إلى طمأنة أنصاره في لبنان لأنهم خبروا أهوال الحرب، حتى إذا حصلت فيمكن تحميل اسرائيل المسؤولية والذهاب إلى منطق الدفاع&bascii117ll; أما النظام السوري فهو يهدّد بالحرب إنما ليس اسرائيل بل العرب الآخرين&bascii117ll;

ويصل به الأمر الى حدود الطلب المبطّن من الاسرائيليين أن يشنّوا هم الحرب لمساعدته! على أن هذا <الخلاف> الظاهر بين الحزب والأسد لا ينفي شدة التشابه في التوجّهات، بسبب الموقف المأزقي الذي يجدون أنفسهم فيه&bascii117ll; فالحرب والتهديد بها وتوظيفها وقوعاً وعدماً هي صناعتهما على مدى العقود التي تعاونوا خلالها وتجاذبوا وتصارعوا وتشاركوا مع <العدو الغاشم>&bascii117ll; إنما المشكلة أنهم ما تعلّموا بعد متغيّرات الزمان الجديد، فالمتغيّرات تجعل من الحرب من جانبهم أو جانب اسرائيل أموراً غير مفيدة لهم، رغم الخرائط الوهمية الجغرافية والمذهبية التي يرسمونها ثم يعيدون رسمها كل يوم كأنما لطمأنة النفس، أكثر مما هو لإظهار حقيقة استراتيجية!
إن المتغيّر الرئيس بالمنطقة هو نزول الجمهور العربي إلى الشارع، لتغيير أنظمة الحكم في الجمهوريات الوراثية الخالدة&bascii117ll; ولذا فإن المتضررين الرئيسيين هم ثلاثة أطراف: أنظمة الحكم ذاتها، والمقاومات والمعارضات التي كانت تعمل مع أنظمة الحكم نيابةً عن الجمهور باعتبارها تمثِّل الناس الغائبين المُعادين لإسرائيل&bascii117ll; والطرف الثالث: اسرائيل التي كانت مطمئنة بسبب غياب الجمهور، وتعاون أنظمة الحكم، واقتصار <المقاومة> على التجاذب مع أنصار إيران بالمنطقة! وقد بلغ من اختلال موازين القيم في المرحلة (الماضية) أن يُهدّد النظام السوري الناس بحربٍ اسرائيلية، ويعمد الأمين العام لحزب الله لتهديدنا بتقليد الولايات المتحدة في عدم الدفع للمحكمة، كما أعرضت أميركا عن الدفع لليونيسكو! فكيف يكون النظام السوري شيخ القومية العربية (في نظر حزب الله وبطرك الروم الكاثوليك لحّام)، ثم يهدّد شعبه والعرب بأن اسرائيل سوف تشنّ الحروب إن ازدادت الضغوط عليه - ويذهب الأمين العام للحزب الى تقليد الولايات المتحدة في هذا الموقف غير المشرِّف وغير الإنساني: أميركا تظلم فلسطين وتخضع للصهاينة، والأمين العام للحزب يرفض العدالة التي يقول بها ويريدها فريقٌ كبيرٌ جداً من مواطنيه، متحججاً بأن أميركا ما دفعت أيضاً!

بيد أن هناك أمراً ثانياً أو ثالثاً ينبغي التنبُّه إليه، وهو سوف يحتلّ صفحات الصحف الأولى خلال الأسابيع القادمة: شتم العرب والعروبة، من جانب <تحالف الأقليات> القائم هذا! لقد انصرف النظام السوري في الشهور الماضية لشتم الإسلام بحجة الأصولية والإرهاب&bascii117ll; ونحن نعرف أن النظام فرع من العروبة أيضاً هو وحزب البعث العظيم منذ عقدين ونيّف&bascii117ll; فلنراقب كيف يندفع جماعة إيران، وجماعة الحزب القومي السوري، وجماعة تحالف الأقليات، في شتم العروبة الخليجية، والعروبة الاسلامية، وعروبة الجامعة العربية&bascii117ll; فإذا كانت قد بقيت أوهام من نوع ما في ستر مغطّى، فإن ذلك سينكشف بسرعة من جانب الشبان الأشاوس وفي وسائل إعلام لبنان قبل سورية والعراق&bascii117ll; فلا رهان على أي شيء مع الحزب والنظام السوري،&bascii117ll; ومَنْ راهن لديهما على عروبة أو إسلام، فإنه يُراهن ولا شكّ على أوها


ـ 'المستقبل'
'شكراً قطر'
فيصل سلمان:

بعد حرب تموز العام 2006 استقبل امير دولة قطر في الضاحية الجنوبية لبيروت استقبال الفاتحين.
احتضنت وسائل اعلام 'حزب الله' وحركة 'أمل' زيارة الامير وعملت على رفع لافتات امتدت حتى اقصى الجنوب وقد خط عليها 'شكراً قطر'.لاحقاً، في الجلسة الختامية لمؤتمر الدوحة اللبناني تحدث الرئيس نبيه بري فقال: 'إذا كان اول الغيث قطرة فكيف إذا كان قطر'... وعلا التصفيق..حتى ما قبل سنة كانت امارة قطر تعتبر بالنسبة للفريق العربي ـ اللبناني 'المقاوم' عنوان العروبة والكرم الحاتمي وشيخ صلح العرب.ولا ننسى ان قناة 'الجزيرة' القطرية كانت ومنذ حرب تموز العام 2006 عنوان الاعلام المقاوم الذي رافق لاحقا الثورات في تونس ومصر وليبيا وناصرها.فجأة وحين بدأ التحرك الشعبي في سوريا صارت قطر قلعة استعمارية وصار اميرها 'حاييم' ورئيس حكومتها 'شارون'!
فجأة تذكر البعض ان في قطر اكبر قاعدة عسكرية اميركية في الشرق الأوسط وربما في العالم.ثم بعد مقررات جامعة الدول العربية الأخيرة صارت هذه 'الجامعة العبرية' وخرج مؤيدو النظام في دمشق يشتمونها ويلعنونها.
لا يعنينا هنا الدفاع عن قطر بقدر ما يعنينا تنبيه الجميع الى ان ما يقال اليوم معيب وفيه اهانة لعقول الناس.
اذا كنت تعرف واخترت السكوت سابقا فهذا تواطؤ، وان كنت لا تعرف فهذا تقصير فاضح.. لا تأتي اليوم لتضحك على نفسك وعلينا.قطر هي اليوم المشجب الذي سيعلق عليه البعض هزائمه و'مرتا' تتلهى بأمور كثيرة


ـ 'السفير'
ماذا إذا تدحرج الوضع السوري وامتد إلى لبنان وتمسك الغرب بمعادلة الاستقرار
الحريري حارس سرايا ميقاتي.. أو يضع يده بيد الأسد مجدداً!
هناء شهاب:
 
منذ أن &laqascii117o;زقزق" سعد الحريري على موقع &laqascii117o;تويتر"، شعرت &laqascii117o;قوى 14 آذار" بأن الحياة عادت لتدب في شرايينها السياسية. تنفّست هذه القوى الصعداء. وما هي إلا أيام حتى جاءتها رياحٌ عربية ملأت &laqascii117o;رئتيها" بالمؤونة السياسية اللازمة. مشهد اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، وقرارهم بفرض العقوبات على سوريا، أعادهم الى &laqascii117o;الزمن الجميل". إلى مخيّلة الآذاريين الذين أتخموا بالأمل بسقوطٍ وشيكٍ لنظام الرئيس بشار الأسد. عثر هؤلاء أخيراً على عنوانٍ جذابٍ يعيد إليهم جزءاً مما خسروه من قواعدهم الشعبية، وحصاناً يستطيعون امتطاءه للعودة إلى السلطة التي أدمنوها سنوات، قبل أن تطير عند عتبة البيت الأبيض.
تودّع &laqascii117o;القوى البريستولية"، نظام المعارضة &laqascii117o;على القطعة" الذي اعتمدته سابقاً، باختيارها ملفات محددة تستطيع الاتكاء عليها لتأليب الرأي العام ضدّ الحكومة. وهي اليوم تحضّر"عدة الشغل" لمعارضةٍ حقيقية &laqascii117o;لم يعهدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي"، على حد قول أحدهم. اتخذت &laqascii117o;قوى 14 آذار" قرارها بالحرب الشاملة على الحكومة، رافعةً وتيرة الضغوط على ميقاتي حتى تحاصره سياسياً وترغمه على الاستقالة، كحلٍ لا بديل عنه. وفي السياق عينه، تؤكد المعلومات المتوافرة أن الحريري سيعود الى بيروت قبل الرابع عشر من شباط المقبل، على أبعد تقدير، لخوض المعركة ضدّ الحكومة مباشرةً حتى إسقاطها، ومن ثمّ عودته إلى رئاسة الحكومة والاستعداد مبكرا لخوض معركة انتخابات العام 2013 ومن ثم انتخابات رئاسة الجمهورية.

بكل قوّتهم، يحاول الآذاريون استحضار &laqascii117o;شياطين" سوريا إلى الحلبة السياسية. هي بالنسبة لمن يكفرون بالحيادية أو الوسطية الميقاتية، خشبة الخلاص التي تستطيع إعادتهم إلى الواجهة. والأهمّ، أنها الدواء الأنجع لشدّ العصب الشعبي عموماً والحريري خصوصاً. يرى هؤلاء أن حنكة ميقاتي وأداءه الحكومي، من جهة، ومقبولية خطابه خارجيا وشبكة علاقاته الدولية، من جهة ثانية، أفقدتهم الكثير على المستوى السياسي والشعبي، وأقفلت أمامهم العديد من الثغرات التي كانوا يأملون التسلل عبرها أو منها للضغط عليه. هذا في الماضي؛ أما في الحاضر، فإن موقف العرب من الأزمة السورية وارتفاع منسوب التفاؤل بإمكان سقوط النظام، كلها &laqascii117o;صواعقٌ من ذهبٍ"، تستطيع المعارضة استتثمارها داخلياً لتفجير الحكومة.
إزاء عودة الحياة إلى &laqascii117o;قوى 14 آذار" يبدو ميقاتي، بحسب المعلومات، مرتاحاً، لكنه يقرّ، في المقابل بدقة المرحلة وحساسيتها، وخاصة بعد القرار الذي اتخذه لبنان بالتصويت الى جانب سوريا في المجلس الوزاري العربي. ولا ينكر ميقاتي أن موقف لبنان في الجامعة العربية أفقده من رصيده المتزايد في &laqascii117o;بيئته" وفي المقابل، أعطى زخماً شعبياً لخصومه الآذاريين، إلا أن رئيس الحكومة ينام على حرير عدم القدرة على صرف الرصيد الشعبي إلا في اتجاهين. الأول، باستخدامه في الشارع، وهو ما ليس بمقدور &laqascii117o;القوى البريستولية" القيام به لأنه سيرتد عليها سلباً، فيما ستكون نتيجته الوحيدة انهيار الاستقرار الذي ستتحمّل هذه القوى، وحدها، تبعاته. أما الاتجاه الثاني، فهو داخل الصناديق الانتخابية. لكنّ ميقاتي يدرك أن البنوك الانتخابية مقفلة حتى العام 2013، وحتى ذلك التاريخ سيولد ألف شعار وسيموت ألف عنوانٍ سياسي.
أكثر من ذلك، فإن ازدياد الضغط على سوريا، قد يغير الاستراتيجية السورية في التعامل مع الملف اللبناني، وبالتالي ماذا يمنع دمشق من الانتقال من مربع الحفاظ على الاستقرار اللبناني الذي تجتمع فيه مع واشنطن والغرب والعرب، الى مربع تفجير الوضع اللبناني، ويكون المدخل الى ذلك اهتزاز الحكومة وصولا الى اسقاطها، وهل سيكون مستغربا أن نجد سعد الحريري عائدا الى لبنان، على وجه السرعة من أجل الحفاظ على حكومة ميقاتي ومنع استقالتها تحصينا للاستقرار اللبناني، الا اذا قرر وضع يده بيد النظام السوري مجددا، فيكون شريكا بإطاحة ميقاتي والاستقرار لمصلحة المجهول!
يعتبر ميقاتي أنه نجح، حتى الساعة، في منع حصول ارتدادات كبيرة لما يجري داخل سوريا على لبنان، وما يهمه هو عدم نقل &laqascii117o;المعركة السورية" إلى الداخل اللبناني. إلا أن &laqascii117o;قوى 14 آذار" وخصوصاً &laqascii117o;تيار المستقبل" يسهمون بدائهم ومواقفهم في انتقال &laqascii117o;الأزمة" من الشقيقة إلى الشقيق. الآذاريون يرون أن أي إرباكٍ داخلي أو انقسامٍ إزاء الوضع السوري مفيد، فهم يتمسكون بمبدئهم القائل: &laqascii117o;إسقاط الاستقرار (أي زعزعته وليس تدميره) يعني إسقاط الحكومة، والحفاظ على الاستقرار هو حفاظٌ على الحكومة. وفي هذا الإطار، بدأت &laqascii117o;قوى 14آذار" بترجمة هذا المبدأ عملياً، فـ &laqascii117o;طرحت الثقة" بالوضع الأمني من خلال تحريك ملفات المخطوفين السوريين في لبنان، والتهويل بملف الحدود مع سوريا، والحديث عن توغّلات عسكرية وجاء موقف لبنان في الجامعة العربية مثل &laqascii117o;الشحمة على الفطيرة"، بحيث اضافوا عدنان منصور الى &laqascii117o;بنك أهدافهم السياسية".
برأي الآذاريين، ستؤدي ضغوطهم الى حتمية سقوط الحكومة، خاصة إذا ترافق ذلك مع ضغط من داخلها، سواء عبر أداء مدروس لجبهة النضال أو عبر الأداء العشوائي لوزراء &laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح". لذلك، يراهن فريق 14 آذار على إعادة تموضع النائب وليد جنبلاط بما يؤدي للعصف بالمعطيات الحالية، ويمنحهم غطاءً شرعياً لـ&laqascii117o;حق العودة" إلى الأكثرية ومن ثم السلطة. يحاول هؤلاء قراءة تفاصيل مواقف رئيس &laqascii117o;جبهة النضال الوطني"، ويتطلّعون باهتمامٍ إلى مقاطعة وزير الأشغال العامة غازي العريضي جلسات مجلس الوزراء، وإلى &laqascii117o;الاعتراض الاشتراكي الناعم" على موقف الوزير عدنان منصور في اجتماع القاهرة، وصولا إلى مراهنة هؤلاء على إمكان ذهاب جنبلاط بتمايزه إلى حدّ الانعطافة الكاملة. ثمّ ما يلبث هؤلاء أن يردّوا على أنفسهم بالقول: &laqascii117o;من المبكر في الوقت الحالي، الحديث عن رهانٍ جدي على جنبلاط لإسقاط الحكومة في مجلس النواب، قبل سقوط النظام السوري"!

على المستوى الإقليمي والدولي، تحاول &laqascii117o;قوى 14 آذار" صمّ آذانها عن غزل الدبلوماسيين الغربيين المتزايد بأداء نجيب ميقاتي، واكتفاء العرب بما تؤمنه الحكومة من استقرار داخلي يقيها شرّ زلازل الشرق الأوسط. وبالرغم من سياسة صمّ الآذان هذه، إلا أن براغماتية القوى البريستولية، تفرض عليها الاعتراف بأن من وضع الروح في جسد الحكومة سيأخذها متى شاء وكيف ما شاء. وبالتالي فهي تدرك أن قرار إسقاط الحكومة ليس قراراً داخلياً محضاً، بل هو قرارٌ إقليميٌ دولي سيتّخذ حينما تكون ظروفه مؤاتية. لا تنكر هذه القوى أن ضغوطها لن تزحزح الحكومة من السرايا الحكومي، غير أنها تشير إلى أن تحرّكاتها تهدف إلى تهيئة الأرضية المناسبة حتى اختمار الظروف الموضوعية. حينها تستطيع الانقضاض على الحكومة لإسقاطها، من دون عناء... ولا بأس في هذا الوقت السياسي الضائع من شد عصب جمهورنا بعد فترة طويلة من الإحباط والإرباك.
إذاً، تحارب &laqascii117o;قوى 14 آذار" للبقاء في الصورة قاطفة الثمار الشعبية اليانعة من جرّاء الأزمة السورية. هذا أقصى المتاح، في المرحلة الحالية. أما لجهة التكتيك الإستراتيجي لإسقاط الحكومة، فثمة دونكيشوتية مكشوفة في مصارعة طواحين الهواء الأقوى والأعتى منها والمرشحة لأن تصبح اعصارا وربما أكثر في الأسابيع الفاصلة عن موعد الانسحاب الأميركي من العراق..


ـ 'النهار'
'لبنان وسوريا تحت 'الغطاء الإيراني'
عبد الوهاب بدرخان:

عبثاً حاول أركان الحكم والحكومة ويحاولون تبرير الموقف اللبناني المخزي ضد قرار الجامعة العربية لمعالجة الأزمة السورية، لعلهم يدركون انهم فوّتوا لتوّهم فرصة تاريخية نادرة لتأسيس علاقة مستقبلية سليمة مع الشعب السوري ومع سوريا ما بعد هذا النظام. لجأوا الى 'الخصوصية' و'الاعتبارات التاريخية والجغرافية' لتسويغ كونهم مجرد عابرين في قيادة البلد، فتلك اعتبارات لا تتغيّر لكن البشر يتغيّرون بل يغيّرون التاريخ. ها هم، مرة أخرى، يلوذون بـ'تفهم' العرب لتمرير تخاذلهم. ولا يزال رئيس الحكومة يبشّر بأن لبنان 'سيظل يتفاعل مع محيطه العربي'. يتفاعل؟ شكراً جزيلاً. لا بدّ أنه يراهن أيضاً على تفهم العرب لـ'تفاعله' مع النفوذين السوري والايراني في لبنان. الواقع أن العرب لا يتفهمون بل يعتبرون ان لبنان مجرد 'تابع لسوريا'، ويذهلهم ان يكون متمتعاً بهذه التبعية ومصرّاً عليها. لذلك صاروا يعاملونه كحرف ناقص أو رقم زائد. أي لا قيمة له في صنع الاجماع العربي او خرقه. كانت الجامعة تخطو بهذا القرار الجريء خطوة أولى نحو نظام عربي جديد، ولم يكن حكام لبنان معهم على الموعد. كان لبنان على الدوام ضمير العرب، فاذا به في استكانته السورية – الإيرانية بلا ضمير، وحتى بلا اخلاقية، اذ ينفرد بالوقوف مع نظام يرفض التوقف عن قتل شعبه. نعم، كان لبنان وحده، فالعراق امتنع من التصويت مسايرة لايران، أما اليمن فيخشى قراراً عربياً مماثلاً بخصوص نظامه المتهاوي.

إذا كان أركان الحكم والحكومة يعتقدون أن هذا الموقف يضمن الاستقرار الداخلي، أو يقي البلد تداعيات انهيار النظام السوري، فهم اول من يعلم أن هذا مجرد أوهام. فالساحة اللبنانية مصادرة وموضوعة في خدمة سوريا وايران، وهي ممنوعة من 'التفاعل مع المحيط العربي' بل منسلخة عنه. واذا احتاجها هذان النظامان للتوتير والتفجير، او 'لإشعال المنطقة'، وفقاً لرغبة بشار الأسد، ومن أجل استمراره، فلن يترددا في استخدامها. لقد غيّرا وجه لبنان وموقعه ومعناه ورسالته. في الخطاب الأخير نصح السيد حسن نصرالله مجدداً بـ'عدم المراهنة' على سقوط النظام السوري. المشكلة ان النظام نفسه لا ينفك يفسد كل المراهنات على بقائه. وبصفته الحاكم الفعلي للبنان، بدا نصرالله مهجوساً بحديث الحرب، على سوريا وعلى ايران، 'انتقاماً للهزيمة الأميركية في العراق'. أراد السيد ان يطمئن فاذا به يبث الرعب. كان يعني ان الحفاظ على نظام الأسد يستحق حرباً قال إنه لا يريدها لكنه مستعد لها. فماذا لو لم تقع، وماذا لو استمر تداعي نظام الأسد، فهل تفتعل الحرب لانقاذه؟ فات الوقت على مثل هذه الاحتمالات. وحده النظام السوري يعرف، في لجة ارتباكاته، ماذا يعني فقد الغطاء العربي، حتى لو كان معنوياً وواهياً. فهو اختار اللعب في الفلك الايراني، ووضع لبنان تحت رحمة سلاح 'حزب الله'، ليجد نفسه هو الآخر تحت رحمة مرشد الجمهورية الايرانية. هذه وصفة للسقوط، ولاستدراج سوريا الى حرب أهلية قد تكون هي التي عناها نصرالله وسيخوضها ضد خصوم النظام السوري في لبنان.


ـ 'السفير'
نصر الله الضالع في المسؤولية
صادق النابلسي:
 
ربّما لستُ وحدي من تتعاقب عليه فصولُ الفرحِ والحماسة كلّما خرجَ السيّد حسن نصرالله من مخمرِ التجدد والاجتهادِ والعبادة, لِيُلقي من كلامه الأبيّ النضيج شيئاً صادقاً كما لو أنّ أُمَّه قد ولدته للتوِّ حراً. يَصْعُبُ أن نظفرَ بحريةٍ بكاملِ قوامِها مُجسَدةً في شخص وببصيرةٍ ملازمةٍ لها تحتفظ بكل توازنها الحي كما هي في السيد. قَطعاً لستُ وحدي, بل إنّ كثيرينَ مِثلي ينتظرونه ليطلَّ من بين غيومِ العدمِ واليأس التي تلفُّ ربوعنا الخالية على سعتها وإن كانت تلك الربوع قد تحولت عند البعض مجالاً ملائماً للتدرب على جاهليات فارهة تجمع بين طقوس سياسي الشرق وتراثهم العريق في هذا الحقل, ورُماة المنجَنِيق الجدد وآخر ابتكاراتهم الآتية من وراء البحار. إلاّ أنّ الأمرَ في كلامِ السيّد يبقَى جُزئياً ومُلتبساً بإشكالاته الخاصّة لدى قسمٍ من اللبنانيين مِمن يََجدون صُعوبةً في التعامل مع نُصوصِه وتفسيرها وترجمتها إلى أوضاعٍ وظروفٍ وإمكاناتٍ وخياراتٍ وإرادات. ففي الوقت الذي يتحدث فيه السيّد عن قُوة المقاومة التي أصبح بمقدورها تغيير وجه المنطقة, ما زال البعض يُردد الرواية الأضعف سنداً &laqascii117o;قُوة لُبنان في ضَعفِه" ويعمل بمضمونها ويتصرف على أساس هذا الضعف أمام الدول المُشَبحة (كأميركا وإسرائيل) اللَّهمَ إلاّ في وجه سوريا. فلبنان في ذِهن هذا البعض يستطيع أن يَدمغَ إبداعه الثوري وحده بما لا عينٌ رأتْ ولا خطر على قلبِ بشر! ويلعب دوراً محورياً بتغيير صورة سوريا وسمتها. أَليست ثَورةُ الأرز مُلهِمَة الثوراتِ العربيّة! بلى وربِّ الكعبة فلقد هامَ العرب بها غراماً. والدليل على ذلك الغرام ما ينشر هذه الأيام عبر (&laqascii117o;تويتر")، وطالما أن الشيء بالشيء يذكر يقول أحدهم إنّ &laqascii117o;تويتر" هذا شمولياً وليس ديموقراطياً, لكن لا بأسَ به طَالما يَعكسُ روح الثورة والهوية الحضارية الجديدة!
وا أسفاه مِن أحدٍ لا يَبرأُ من الوهم الذي فيه قَابِع, وتسليمِه بالهزيمة ومَآلِها في كل الظروف والأحوال, ولا يرى الفضاءَ الجديدَ الذي يَنفتحُ أمامه, وقد يكون سببُ ذلك أن من كان نتاج مجتمع الهزيمة يَصعُبُ عليهِ أن يرى نفسه قوياً أو منتصراً, فهذا يحتاج إلى تقاليد موروثة وأجيال متعاقبة. أمّا من كان نتاج مجتمع الإيمان واليقين والكرامة فلا يجد نفسه إلاّ أمَام إحدى الحُسنيَين إما النَّصرْ وإما الشَّهادة. في الحقيقة إنَّ بعض القادة اللبنانيين يعيشون زمنياً وواقعياً في الحاضر لكنَّ عُقولهم ومَواقفهم وأفكَارهم مَتروكةً في عُهدَةِ زمنٍ غَابِر ولا يَجرَأون أن يشتقوا لأنفسهم مكاناً خارج الدائرة الغربية المُسْتعلِيَة أو العربيَّة المنبَطِحة. ولذلك فإنَّ ما نَسمعه من بعض السَّاسَةِ اللبنانيين بَالِغ الهَشاشة والسطحيّة ويرتبط إلى حد كبير بما تحمله المَظاريف من رسائل ودراهم, فذابَت عِند هؤلاء الحدود وانعدَمت المعَايير وتحوّلت القِيَم الإنسانيّة بِمعنَاها الحَضاري والأخلاقي إلى شكلٍ من أَشكَال الاستغلال داخل المجتمع اللبناني نفسه الذي يحتاج إلى المزيد من الوعي حَتى لا يُداس ويدنس بِأفعالٍ مثيرة للهزل حِين يبدأ هؤلاء بالهُتَافِ باسم الحرية. مَا قيمة ما يُقال اليوم عن الحُريّة من فريقٍ كان في متنِ الفلك الاستبدادي الملوكي الذي غمر تارِيخَنا المعَاصر بِالدماء, هَل هي مُحاولة منه لإنتاج التغَايُر أو للتوثب خَارِجَ الموقعِ الذي يحتله مَوقفه السياسي المحلي أو لِيغنم من نِتاجٍ قادم لا تتبدى إلينا عناصره الخفية؟ لقد ظلت حركة هَذا الفَريق رهناً لمغامراتٍ خارجيّة (أميركيّة على وجه التحديد) ومُرتبطة إلى حدٍ بَعيد بالأنانيّات الذاتيّة والاتجاهات الفرديّة التائهة في الطريق إلى السلطة وهَذا كل شيء.

الشُّعوب تريدُ الحريّة بالتأكيد, ولكن الشعوبَ ترفض أيضاً أن تكون مخدوعةً بفردوسٍ فلا تجد في انتظارها إلا جحيم مُستبدين آخَرين يُقدمون أنفسهم كَمنقذين ورُسُل. داخل إشكاليّة الحريّة والسلطة, الثورة والهدف, ثمّة أسئلة كبيرة ومُحرقة، فقد تكون الحريّة مجرد فورانٍ عاطفيّ بلا مسؤوليّة, والثورة مجرد حَراك وصَخب خالٍ من أي اتجاه وهدف. العُلمَاء في عِلم تكنولوجيا التعليم يتحدثون عَن شيءٍ اسمه تقييم الحَاجَات وتَحديد الأهداف العامة والأدائيّة, والأخيرة هي تلك التي تُصاغ أدائياً لتصف ما الذي ينفذ على أرض الواقع لتحقيق شروط الأداء الصحيح. السيد في كلامه الأخير كان يشير إلى هذا المعنى ويقدم نموذجاً عن المقاومة التي بدأت حاجةً ثم أخذت تتطور وفق مساراتٍ متحركة وضوابط قيامية ثابتة واستراتيجيات واضحة وصولاً إلى الاهداف الأدائية على مستوى الممارسة والتصرف, والعامة المتعلقة بحماية لبنان من عُدوانيّة إسرائيل. وفي النهايَة فإنَّ الإنجازات لَم تكن صنيعة الخَيال ولكنها ملتصقة بالبصيرة والإرادة ودماء الشهداء.
بين مَواقف السيّد الضالعة عميقاً في المسؤولية والأمل بالمستقبل والواعية بضرورةِ إعادة خلق اللغة الثورية التي ترتَبطُ بأهدافٍ إنسانيّة وإيمانيّة صافية وبين مواقف بعض اللبنانيين التي لا تُعرف حجم تناقضاتها بين اليوم والبارحَة، يندر أن نجد من يتحدث عن الوضع اللبناني في إطار علمي رصين ويهتم بتطوير طرائق وأساليب الدفاع عن لبنان وحل مشكلاته وسد الحاجات الأمنية والثقافية والاقتصادية وغَيرِها من المجَالات فيما العدو الإسرائيلي لا يَبرح وسيلة تمكنه من تحقيق أهدافه. إذ لا يَهوي كل الكلام الذي نسمعه ردوداً وانتقاداً في الأعم الأغلب إلا على هوائيّات طنّانة وعباراتٍ لَقيطة سعياً وراء الجائزة. هذه الموجة لا تخلو من التشدق, والريح أخذت تصخب في الخارج ولن يستطيع مواجهتها إلا من كان بيته من صخر لا من زجاج. رحِمَ الله من استمع القول فاتبع أحسنه.


ـ 'المستقبل'
المؤتمر الصحافي لوليد المعلم: منطق مقلوب ومعلومات غير دقيقة!
فادي شامية:
 
على غرار المؤتمرات الإعلامية على مدار السنوات السابقة، فإن الحذر في طرح الأسئلة، وتجنب إحراج المسؤول، وطرح أسئلة تحمل إجاباتها في ذاتها... ظل موجوداً في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الخارجية السورية وليد المعلم أمس الأول. السائلون كلهم تقريباً موالون يسألون ويزايدون على المعلم، والأخير في موضع من لا يتوقع لكلامه أي تعليق أو استغراب، ما شجعه على ارتكاب جملة من الأخطاء الفادحة، سواء لجهة دقة المعلومات، أو لجهة استعمال عبارات لا تليق برأس الدبلوماسية السورية.

مغالطات واعترافات
خلال المؤتمر الصحفي بدا الإعلاميون السوريون كتلاميذ يلوم بعضهم 'المعلم' على تركهم بلا بينة من الأمر، فيما لاحظ آخرون

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد