ـ 'السفير'
عقيدة إسرائيل الأمنية في مواجهة 'الحرب المتدحرجة'
نصر الله يعزز منظومة الردع.. بـ'واقع الحال'
علي شهاب:
يزيد الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله من جرعات الردع وفق مسار محدد يتناسب مع التهديدات ومع عملية رصد إعلامية سياسية دقيقة يقودها بنفسه، على الأرجح، قبل أن يقرّر مضمون أي موقف وتوقيته. &laqascii117o;الحرب المتدحرجة" هو عنوان النظرية الجديدة. الخوض في سبب التسمية وأبعادها ودلالاتها يتطلّب ما هو أكبر من مقال؛ لكن ما لا يُدرك جلّه لا يُترك كله.
حرص السيد نصر الله في خطابه الأخير بمناسبة &laqascii117o;يوم الشهيد" المقاوم على التشديد على أنه لا يهدد في ما يتعلق بالمعادلة الجديدة التي أطلقها: &laqascii117o;عليهم ان يفهموا جيداً ان الحرب على ايران والحرب على سوريا لن تبقيا في ايران ولا في سوريا وإنما ستتدحرج على مستوى المنطقة بأكملها. وهذه حسابات حقيقية وواقعية، لا نحن نهدّد ولا احد يهدّد. لنضع التهديدات جانباً ولا يتخذ أحد مواقف مسبقة، لكن هذا هو واقع الحال".
على أن &laqascii117o;واقع الحال" هذا لم يفهمه البعض؛ سوى أنه تورط في لعبة المحاور الدولية والاقليمية، مع ان المعطيات العسكرية والامنية والبيئة الاستراتيجية و&laqascii117o;الأمن القومي اللبناني" (وهو مصطلح يغيب عن أذهان الساسة في بيروت بسبب انشغالاتهم في زواريب المصالح الفئوية)؛ جميعها عناصر تقود تلقائياً الى معادلة &laqascii117o;الحرب المتدحرجة"؛ من منطلق قوة بالاستناد الى فلسفة وطنية تضع أسسها المقاومة منذ 30 عاماً وتطورها بشكل متواصل ضمن اطار نظرية معدّلة مفادها: &laqascii117o;قوة لبنان في صواريخه".
في المقابل، استندت العقيدة الأمنية الإسرائيلية طوال عقود على ثلاثة عناصر:
- الردع: في اوقات السلم؛ حين ترتكز المصلحة الاسرائيلية على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن على ما هو عليه، من خلال فارق شاسع في موازين القوة بحيث يخشى اعداء اسرائيل احتمال لجوئها الى الخيار العسكري.
- الإنذار الاستراتيجي: وتلجأ اليه اسرائيل فور حدوث خلل في ميزان الردع، بداية من خلال استدعاء الاحتياط.
- الحسم: من خلال العمل العسكري من أجل القضاء على مصادر التهديد. علماً ان هذا الحسم يستند أيضاً الى جملة عناصر حساسة في مقدمها &laqascii117o;السرعة" والقتال على أراضي الآخرين؛ ذلك أن العقيدة القتالية الاسرائيلية وطبيعة الكيان لا تحتملان حروباً طويلة الامد او أخرى مكلفة للجبهة الداخلية.
غير أن هذه النظرية الأمنية بعناصرها الثلاثة تعرّضت لاختبارات مفصلية في العقد الأخير من الزمن، ثم جاء &laqascii117o;الربيع العربي"؛ وتحديداً الثورة المصرية، لتتحول البيئة الاستراتيجية الاسرائيلية في فترة زمنية قصيرة الى مصدر قلق جدي بلغ حد الحديث عن تهديد وجودي.
مع هذا التحول، يطوّر نصر الله خطابه الردعي. يدرك &laqascii117o;السيد" جيداً ان اخفاق اسرائيل في أي من عناصر نظريتها الأمنية: الردع أو الانذار او الحسم لا يكفي لمواجهة التفوق المادي الإسرائيلي. لذا انتقل الى مرحلة أعلى: التصويب باتجاه العناصر الثلاثة معاً. وهو بطبيعة الحال يستفيد من التوقيت السياسي والمشهد الإقليمي في اختيار اللحظة المناسبة لإطلاق معادلته الجديدة.
منذ انتهاء حرب تموز 2006، ضاعفت اسرائيل حجم اعتمادها على دمج معطيات استخبارية أميركية في جميع منظوماتها العسكرية بحراً وبراً وجواً؛ حتى أن ضباطاً اميركيين رفيعي المستوى يشرفون على المناورات القومية &laqascii117o;نقطة تحوّل" في السنوات الأخيرة ويمتلكون صلاحيات واسعة لناحية تقرير جهوزية وثغرات الجبهة الداخلية.
وبما أن المسار التصاعدي للمعارك يفرض استفادة من التجارب السابقة، فإن العون الأميركي لإسرائيل في أي حرب مفترضة لن يكون أقل او بالمستوى نفسه الذي قدمه الأميركيون في تموز 2006؛ بل إن التنسيق والدمج بين منظومات الحليفين يقود الى ما هو أبعد من مجرد خطوط لنقل القنابل الذكية والوقود اللازم للطائرات الحربية. الحرب المقبلة لإسرائيل عند أي جبهة اقليمية ستستدعي حتماً تدخلاً أميركياً مباشراً، بغض النظر عن ساحات هذا التدخل ونطاقه الجغرافي وحجمه وحدوده وتبعاته.
اما في الإنذار الاستراتيجي؛ ثاني عناصر النظرية الأمنية الاسرائيلية التي يصوّب عليها السيد نصر الله، فإن فكرة &laqascii117o;الحرب المتدحرجة" تمثل إشكالية حقيقية بالنسبة لجيش تقليدي كالجيش الاسرائيلي الذي لم يوفر وسيلة إدارية وتقنية حتى الساعة لتطوير آليات استدعاء الاحتياط بأسرع فترة زمنية ممكنة. بهذا المعنى فإن مسار &laqascii117o;الحرب المتدحرجة" غير المقدور على التنبؤ بسرعة اتساع نطاقها، إشكالية، على مديرية التخطيط (آغات) في قيادة الأركان الاسرائيلية الإجابة عليها. اما في جانب التقديرات الاستخبارية المرتبطة بهذا العنصر فتكفي الإشارة الى تعثر تطوير نظم الإنذار الاستراتيجي المبكر في الأوقات العادية لأسباب تتعلق بحجم المعطيات الاستخبارية وآليات تحليلها، فكيف هو الحال في بيئة مماثلة لما تشهدها المنطقة؟
من هنا تُصبح أيضا نظرية نصر الله حول &laqascii117o;حرب متدحرجة" هماً اضافياً على عاتق الأجهزة الاستخبارية الاسرائيلية والغربية التعامل معه أثناء رصدها وتقديرها لأي حدث مهما كان عادياً للوهلة الأولى.
وفي ما يخصّ الحسم، فإن تجربتي غزة 2008 وتموز 2006، كافيتان لاختصار مشهد تآكل وتراجع وزن هذا العنصر في ميزان النظرية الامنية الاسرائيلية. مع ذلك؛ تعني &laqascii117o;الحرب المتدحرجة" بالنسبة لهذا المسار استحالة في التحقق؛ لأن القتال على أكثر من جبهة في الآن نفسه (وصودف أنها جميعها جبهات تعتمد اساليب مشابهة في القتال!) يتعارض مع جوهر العقيدة القتالية الاسرائيلية القائمة على الحسم السريع على أراضي الآخرين.
بأي حال، مواجهة الواقع ضمن البيئة التي تعيشها اسرائيل نفسها، يفرض على خصومها ابتداع اسلوب كـ&laqascii117o;الحرب المتدحرجة" لتحقيق ردع حقيقي للمرة الأولى في تاريخ الصراع. والمتابع لخطابات نصر الله وحربه النفسية ضد العدو الإسرائيلي يلحظ بوضوح أنه حين يلجأ للحرب النفسية فهو لا يتوانى عن التهديد، معتمداً على ما تمتلك المقاومة. وهو يقول إنه يخوض &laqascii117o;حرباً نفسية صادقة".
منذ أكثر من سنة، يتدرج نصرالله في معادلاته بدءاً من &laqascii117o;تدمير الفرق العشر" فـ&laqascii117o;المبنى بالمبنى" ثم &laqascii117o;تحويل التهديد الى فرصة" الى &laqascii117o;سحق الجيش الإسرائيلي"، لكنه هذه المرة تقصّد أن يُعلن أن سياق كلامه خارج عن إطار التهديد. ما قصده السيد نصر الله هو فعلاً &laqascii117o;واقع الحال"، لا مجرد تهديد اعتيادي.
ويبدو أن الرسالة وصلت بوضوح هذه المرة، بحسب ما يوحي الصمت اللافت للانتباه لوسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية والأميركية والبريطانية إزاء كلام السيد.
ـ 'السفير'
مارتن يوسف لـ'السفير': موازنة 2011 توفرت كاملة.. وهذا لا يعفي لبنان من التزاماته
ما هي 'الدول الإقليمية' المشاركة في تمويل المحكمة؟
حكمت عبيد:
لم يتوصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حتى الآن الى مخرجٍ قانوني وسياسي ومالي لمعضلة دفع مساهمة لبنان في موازنة السنة الثالثة والأخيرة من الولاية الأولى للمحكمة الخاصة بلبنان والتي تنتهي حسب المادة (21) من الاتفاق الموقع بين لبنان والأمم المتحدة في شهر آذار من العام 2013.
غير أن عدم تسديد لبنان لمساهمته حتى الآن، والتي كان من المفترض تسديدها في بداية السنة العملية للمحكمة أي في شباط الفائت، لم يؤخر عمل المحكمة، فقد أكّد الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف لـ&laqascii117o;السفير" أن المحكمة قد أمّنت موازنة السنة الثالثة كاملةً من مساهمات مالية لنحو ثلاثين دولة من خمس قارات"، مضيفاً في رد مكتوب: &laqascii117o;لكن هذا لا يعفي لبنان من التزاماته المالية". يحسم مارتن يوسف من خلال إجابته، النقاش المتعلّق بالهامش الذي ورد في الفقرة (ج) من القرار 1757 والذي يعطي الحكومة اللبنانية إمكان الاعتذار عن جزء من (أو كلّ) المساهمة التي حددتها الإتفاقية المشتركة بـ 49% من إجمالي موازنة المحكمة، وهذا الموقف إنما يُعبر عن اجتهادٍ أخذت به المحكمة دون العودة إلى لبنان، أكان ذلك في التمويل أم في أي نزاع قد ينشأ بين الطرفين بشأن تفسير الاتفاق أو تطبيقه، وذلك بالتفاوض أو بأي طريقة أخرى يتفق عليها الطرفان، كما نصّت المادة (18) من الاتفاق. إن هذا الاجتهاد كان موضع اهتمام لدى الجهات اللبنانية المعنية وبالتحديد وزارة العدل المعنية بمتابعة ورصد كافة المسائل التي تعني لبنان في القضايا والمسائل القانونية والمتصلة بشكل مباشر بسيادة الدولة وسلطانها الداخلي بحسب المادة (7) من ميثاق الأمم المتحدة. ووفق المعلومات المتوافرة، فإن وزير العدل شكيب قرطباوي أنهى وضع ملاحظاته الإجرائية على أداء المحكمة راصداً العثرات التي خالفت بها المحكمة أسس قيامها كمحكمة، إبتداء من 1/3/2009.
وانطلق الوزير قرطباوي في دراسته الخاصة مما تضمنه نص البيان الوزاري للحكومة، الذي جاء فيه: &laqascii117o;انطلاقاً من احترامها القرارات الدولية، تؤكد حرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وسنتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لإحقاق الحق والعدالة بعيداً عن أي تسييس أو انتقام وبما لا ينعكس سلباً على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي".
وبما ان النص في هذا المجال يبدو واضحاً في ان متابعة مسار المحكمة مرتبط بشرطي عدم التسييس او الانتقام، لانعكاسهما سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي، فإن لبنان يرى في بعض الإجراءات المتبعة من قبل مكتب الإدعاء، وبتغطية مباشرة من رئاسة المحكمة، وباعتراف غير مباشر من رئيس مكتب الدفاع المحامي فرانسوا رو وقبله قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة دانيال فرانسين، تسييساً وانتقاماً يضاف إليهما طريقة قيام المحكمة وتجاوزها للأصول الدستورية اللبنانية؛ ما يمنع الحكومة، من تسديد مساهمتها قبل الشروع في مفاوضات مباشرة مع الأمم المتحدة وليس مع المحكمة، لتصويب الأمور.
ويقول مصدر رسمي معني لـ&laqascii117o;السفير" إن من مصلحة المحكمة عدم دفع الخلاف مع الحكومة اللبنانية الى نقطة اللاعودة والتشجيع على بدء مفاوضات شراكة بين لبنان والأمم المتحدة بحيث تنتهي هذه المفاوضات الى تأمين إجماع وطني على المحكمة.
يضيف المصدر أن الحكومة اكّدت نيتها التعامل الإيجابي مع المحكمة في ما يتعلّق بالتمويل، فضمّنت مشروع موازنة 2012 قانون برنامج لتأمين مساهمة لبنان، ولكن هذا لا يعني ان يسدّد الاستحقاق من موقع المدين وليس من موقع الشريك. ويتابع أن الحكومة اللبنانية لم تتسلّم اية معلومات تفصيلية مرتبطة بالتمويل سوى ما أُعلن رسميا في تقريرين صدرا عن الرئيس الأول للمحكمة الراحل انطونيو كاسيزي حيث ورد في التقرير السنوي الأول 2009-2010 ضمن المادة (154) أن 25 دولة ساهمت في ميزانية المحكمة، من خلال تبرعات أو من خلال الدعم العيني وهذه الدول هي: &laqascii117o;النمسا، بلجيكا، كندا، كرواتيا، الجمهورية التشيكية، فرنسا، إلمانيا، اليونان، بلغاريا، إيرلندا، إيطاليا، اليابان، الكويت، لوكسمبرغ، هولندا، الدول الإقليمية، الإتحاد الروسي، السويد، جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، الأوروغواي" بالإضافة إلى &laqascii117o;منحة سخيةً من المفوضية الأوروبية قيمتها 1.500.000 يورو".
إن هذا النص ذاته ورد في التقرير السنوي الثاني 2010-2011 ما يترك علامات استفهام فعلية بشأن الشفافية التي يجب أن تتحلى بها علاقة المحكمة مع الدولة اللبنانية، في الشأن المالي.
إن النص الموحّد في التقريرين يولد مجموعة أسئلة، تحتاج إلى أجوبة دقيقة من قبل قلم المحكمة انسجاماً مع مبدأ الشفافية في دوائرها:
1- من هي الدول التي يمكن إدراجها تحت خانة &laqascii117o;الدول الإقليمية" التي ساهمت في تمويل المحكمة، فمن المعروف أن هذا المصطلح يعني الدول المجاورة أو المحيطة، هل أن إسرائيل مثلاً، هي من الدول المساهمة؟ ثم ألا تتضارب هذه المساهمة، اذا صحت التوقعات، مع مبدأ الحياد والنزاهة، خاصةً وأن إسرائيل دولة عدوة للبنان، وثمة شبهات عند فريق سياسي لبناني وازن بضلوعها في جريمة اغتيال الرئيس الحريري؟
وإذا كان الجواب، أن الدول الأقليمية، يعني حصراً الدول العربية، فلماذا إذن ذكرت دولة الكويت في النص دون سواها؟ والأمر نفسه ينطبق على تركيا كدولة اقليمية ورد اسمها أيضا.
2- إذا كان التمويل قد جرى تأمينه بالكامل من التبرعات النقدية والعينية، وليس من موازنة الأمم المتحدة التي تخضع لآليات مختلفة ومحددة، فلماذا كل هذا الضجيج والضغط على الحكومة اللبنانية، والتهديد المباشر من قبل الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي &laqascii117o;بفرض عقوبات إقتصادية"، تمهيداً لموقف من مجلس الأمن بنزع الشرعية عن المؤسسات الدستورية القائمة في لبنان، بذريعـة أن المحكمة أقرت تحت الفصل السابع؟
3- من المؤكد أن جزءاً هاماً من موازنتي السنتين الماضيتين قد جرى تدويره إلى السنة الثالثة. لاسيما وأن بنوداً عدّة من الموازنتين السابقتين لم يتم صرفها وفق خطة العمل المرسومة من قبل المحكمة؛ فكيف يمكن للبنان أن يدفع المستحقات دون أن يكون له الحق بالإطلاع على تقريري شركة التدقيق البريطانية التي كلفتها المحكمة، ولم يتسلم لبنان أيٍ تقرير منهما حتى الآن؟ فهل أن الدولة اللبنانية بمثابة موظف أو دولة قاصرة حتى يتم التعامل معها بهذه الطريقة أم أنها دولة شريك.
ـ 'السفير'
'افتتاح غرفة التنصت' يوقظ الحالمين بحرية التخابر:
القانون ينتصر على الأجهزة بعد 12 عاماً من الكباش
ايلي الفرزلي:
قلة من اللبنانيين كانوا يصدقون الأخبار المتناقلة عن اقتراب موعد افتتاح مركز التحكم بالاتصالات. حتى أكثر المتفائلين من النواب لم يصدقوا &laqascii117o;الشائعة التي صدرت بعد العيد عن افتتاح المركز خلال أيام"، فأبدوا ثقتهم بأن هذه الخطوة لن تتم قريباً. اليوم تحديداً لم يعد من مجال للشك، ومن كان واثقاً من عدم تحقق الشائعة فوجئ أمس بإعلان وزارة الداخلية عن تدشين الوزير مروان شربل &laqascii117o;مركز المراقبة والتحكم الخاص باعتراض المخابرات الهاتفية، في مبنى وزارة الاتصالات بدارو". وهو ما يتقاطع عملياً مع المعلومات التي سبق وأكدت أن اللجنة الخاصة بالتحضير لافتتاح المركز عقدت آخر اجتماعاتها الأسبوع الماضي في وزارة الداخلية، تحضيراً للافتتاح الرسمي.بعد تدشين المركز، تكون الحكومة قد حققت إنجازاً غير مسبوق بتنفيذها للقانون الرقم 140 المتعلق بصون حرية التخابر، والذي ظل معلقاً، منذ عام 1999، على مصالح الأجهزة الأمنية المختلفة التي كانت دائماًً تعتبر أن تنظيم &laqascii117o;مهنة" التنصت لا بد أن تؤثر سلباً على أعمالها المفتوحة على كل الشعب اللبناني، عبر أساليب عدة، معظمها غير شرعي.
تحريك الملف فعلياً يعود إلى شباط 2009، حين أصرت لجنة الإعلام والاتصالات النيابية على إزاحة الغبار عنه، خلال جلسة وصفت حينها بـ&laqascii117o;التاريخية" وخصصت للبحث في ملف &laqascii117o;التنصت غير الشرعي وغير القانوني المخالف للقانون 140". تلك كانت المرة الأولى التي يثار فيها الموضوع في حقبة ما بعد العام 2005. حينها كان النواب منقسمين بين من يعترض على تنصت بعض الأجهزة الأمنية على المواطنين والمسؤولين، متذرعة بالأسباب الأمنية، وبين من رأى بتحريك هذا الملف محاولة لحجب المعلومات فيما يتعلق بحوادث التفجير والاغتيالات، تضاف إلى المحاولات المستمرة لحجب معلومات دقيقة عن لجنة التحقيق الدولية.
بعيداً عن أسباب التنصت وأهدافه، إلا أن الثابت أن ثلاثة أنماط من التنصت كانت مباحة على مدى السنوات الماضية وهي: التنصت الصوتي، تعقب الاتصالات، والتنصت على الرسائل القصيرة. وهو ما ضرب عملياً الأمن الاجتماعي لكل مواطن لبناني. بالنتيجة، تبين أن الأجهزة الأمنية تحصل على كل &laqascii117o;داتا" الاتصالات من دون حسيب أو رقيب، وكذلك كانت تفعل لجان التحقيق الدولية التي ظهر لاحقاًَ أنها كانت تملك كل &laqascii117o;داتا" اتصالات الشعب اللبناني. منذ ذلك الاجتماع للجنة الاتصالات النيابية، انطلقت معركة تطبيق القانون عملياً، وتقررت مواجهة استباحة خصوصيات الناس، فاضطرت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة الرئيس سعد الحريري إلى تلقف الموضوع بعدما تحول إلى قضية رأي عام، فيما بقيت الأجهزة الأمنية تسعى جاهدة إلى وقف تنفيذ القانون 140 قدر الإمكان، خوفاً من إعاقة عملها.
قضت التسوية بين الأقلية والأكثرية في حينها إلى إيجاد وسيلة يتم من خلالها ضبط مسألة التنصت، من دون إعاقة عمل الأجهزة الأمنية، فاتفق على آلية تقضي بتوقيع وزير الداخلية أو الدفاع لطلب أحد الأجهزة ومن ثم إرساله إلى وزير الاتصالات الذي يعمد إلى تنفيذ القرار. وما حصل أنه في أحيان كثيرة كان وزير الاتصالات يلبي طلب الأجهزة الأمنية مباشرة، على أن يصار لاحقاً إلى استكمال الطريق القانونية.
بالنسبة لرئيس لجنة الاتصالات النيابية النائب حسن فضل الله، فإن تشغيل الغرفة اليوم يعتبر لحظة هامة تنهي أي تبرير أو ادعاء للحاجة إلى التنصت أو الحصول على &laqascii117o;داتا" الاتصالات من قبل أي جهاز أمني كان، ما دامت كل الأجهزة ممثلة في غرفة التحكم. إلا أن فضل الله يشدّد على ضرورة التشدد في ضبط عمل المركز وفق الآليات القانونية، وبسرية تامة، لا سيما أن الأمر يتعلق بأمن البلد وخصوصيات المواطنين.ويدعو فضل الله وزارة الداخلية إلى القيام بإجراءات صارمة لمنع أي عملية تنصت داخلية، فضلاً عن اعتماد معايير عالية تحول دون أية خروقات غير شرعية من جانب الموظفين في الغرفة نفسها.أما وقد تحولت الشائعة إلى حقيقة، فإن ذلك سيعني بحسب المادة الأولى من القانون رقم 140 أن الحق بحرية التخابر لن يخرق إلا بحالتين لا ثالث لهما: اما بناء على أمر قضائي بحالات الضرورة القصوى عندما يكون هناك دعوى او قضية عالقة، يرى قاضي التحقيق الأول ان ثمة ضرورة لإجراء اعتراض مخابرات محددة ومعينة، فيتخذ عندها قراراً خطياً ومعلّلاً يحدد فيه الجرم شرط ان تكون عقوبة هذا الجرم لا تقل عن السنة، ويحدّد المدة التي ستجري فيها عملية الاعتراض.
أما الحالة الثانية، التي يحدّدها القانون المذكور، فتتم بناءً على قرار إداري، من أجل مكافحة الإرهاب والجرائم التي تمسّ بأمن الدولة، والجرائم المنظمة، وهذا النوع يصدر إما عن وزير الدفاع او عن وزير الداخلية، وعلى هذا القرار أيضاً أن يكون معللاً وحاصلاً على موافقة رئيس مجلس الوزراء المسبقة.
ـ 'السفير'
اتهامات أميركية للصين: تسلّح 'حزب الله' برعاية إيرانية
سلّط تقرير نشرته صحيفة &laqascii117o;واشنطن تايمز" الأميركية الضوء على مبيعات الأسلحة الصينية &laqascii117o;التي تغزو العالم"، معتبراً أن &laqascii117o;حزب الله" هو المستفيد الأساسي من &laqascii117o;الأسلحة الصينية المتدفقة التي تصبّ الزيت على نيران الصراع الإسلامي ـ اليهودي"، ويأتي هذا التقرير في خضمّ &laqascii117o;حرب الاتهامات المحتدمة" على خط بكين ـ واشنطن، وفي سياق الصراع الدائر بينهما لتوسيع النفوذ عالمياً بالسياسة والاقتصاد.. والعسكر.
وفي إطار الحديث عن &laqascii117o;حجم الخطر" الذي تمثله الصين في مجال تسليح &laqascii117o;الحركات الإرهابيّة"، عاد كاتبا التقرير بريت ديكر، وهو كاتب افتتاحيات في الصحيفة، ووليام تريبليت، وهو مستشار سابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إلى &laqascii117o;الحرب اللبنانية الثانية، حين قصف صاروخ صيني مضاد للسفن من طراز &laqascii117o;سي ـ 802" البارجة العسكرية الإسرائيلية حانيت قبالة الشواطئ اللبنانية، وقتل أربعة كانوا على متنها". ووفقاً للكاتبين &laqascii117o;كان بإمكان الصاروخ أن يحدث أضراراً أكثر فداحة، لو لم يكن طاقم السفينة مجتمعاً في موقع مركزي بعيد عن المكان الذي أصابه الصاروخ".
وفيما أكد الكاتبان أن حزب الله تبنى الهجوم لكن الإيرانيين هم الذين أطلقوا الصاروخ، قالا إن &laqascii117o;تحقيقا حكوميا إسرائيليا انتقد عدم تفكير الجيش الإسرائيلي في احتمال أن الصين يمكن أن تضع صاروخاً خطيراً بيد منظمة ما، وفي ذلك التحقيق قال قائد البحرية الإسرائيلية إن التفكير الذي كان سائداً هو أن احتمال وقوع صواريخ تقليدية صينية متطورة بيد حزب الله بدا فكرة خيالية وغير ممكنة".
والصين، وفقاً لكل من ديكر وتريبلت، متورطة &laqascii117o;أكثر مما ينبغي" في مساعدة دول عدة بالتقنيات النووية بطريقة غير قانونية، فتصميمات البرنامج النووي للرئيس العراقي السابق صدام حسين كانت صينية، وكذلك البرنامجان النوويان لليبيا وباكستان كانا صينيين، كما أن الصين تساعد إيران نوويا مقابل النفط، وعن طريق غطاء شركات تمويه تمّ تمرير مواد ذات استخدام مزدوج من كوريا الشمالية إلى سوريا. كما نقلا عن مختصين تأكيدهم أن الصين تتاجر سرا بأنواع مختلفة من أسلحة الدمار الشامل وأسلحة تقليدية متطورة.
وقال الكاتبان إن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يعرفون هذه التفاصيل لكنهم يجهلون طبيعة الأسلحة التقليدية المتطورة التي ستبيعها الصين لجهات غير دولية، وهم يؤكدون علمهم أن الصين باعت أسلحة دمار شامل إلى دول مثل إيران أو كوريا الشمالية، ولكن &laqascii117o;الإسرائيليين، مثل مسؤولي الأمن القومي وواضعي السياسات في معظم دول العالم الحر، يفترضون أن الصين سيئة لكنها ليست مجنونة.. فكبار مسؤولي الأمن الإسرائيليين يعتقدون أن الصين لن تذهب إلى حد إمداد جماعات إرهابية بأسلحــة تقليدية متطورة".
وذكر الكاتبان أن &laqascii117o;الصاروخ الذي استهدف الزورق الإسرائيلي في حرب 2006، كان مصنوعاً بالكامل في الصين وربما تم تجميعه في إيران، وكان بإمكان الصينيين أن يشترطوا على الإيرانيين عدم تسليمه لأي منظمة إرهابية، لكنهم لم يفعلوا ذلك".وأوضحا، في النهاية، أن تجارة الأسلحة الصينية تتم عن طريق مؤسسات يديرها أبناء وأحفاد مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني، وأن لكل عائلة حصة معينة، وقد شبّها طريقة العمل هناك بما كان عليه الأمر في فيلم &laqascii117o;العرّاب"، حيث اقتسمت عائلات المافيا &laqascii117o;مسرح الجريمة" في مدينة نيويورك.
(عن &laqascii117o;واشنطن تايمز")
ـ 'السفير'
باريـس تحـرّض الجنـود السـوريين علـى الانشـقاق
فرانسيس غاي تلتقي معارضين وتحذر من حرب أهلية
محمد بلوط:
&laqascii117o;نشعر بأنها نهاية النظام السوري". المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو لم يفعل أكثر من تأكيد ما قاله وزير الخارجية آلان جوبيه بعد لقائه في اسطنبول برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن &laqascii117o;الوقت قد فات لكي يحصل النظام السوري على فرصة أخرى للبقاء".
والنهاية التي يتحدث عنها فاليرو تتكاثر الإشارات التي تدل عليها كما تقرأ من باريس ليس فحسب &laqascii117o;في تلك الشجاعة التي يبديها المعارضون السوريون، في الإصرار على النزول إلى الشارع برغم اشتداد القمع" ولكن في &laqascii117o;اشتداد خناق العزلة الدبلوماسية على النظام السوري أيضا، وانفضاض المزيد من الدول عنه: تركيا والجامعة العربية، مما يدل على ارتسام حركة جديدة، واتساع ظاهرة الانشقاق داخل آلة القمع، والمسؤول عنها هو الإصرار الأعمى والبربري لبشار الأسد على قمع شعبه. إن الأمور إلى تقدم نظرا لما يجري في الجيش، وهناك المعارضة، أضف إليها التعبئة المتزايدة لأوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية".
وتصيب ظاهرة الانشقاق في الجيش السوري، ما لا يقل عن ثمانية آلاف جندي وضابط، بحسب تقديرات الاستخبارات العسكرية الفرنسية، التي تقدر بألف ومئة الجنود الموالين للرئيس الأسد ممن قتلوا في اشتباكات تخللت الحراك الشعبي المندلع منذ ثمانية أشهر.
&laqascii117o;كلما اتسع الانشقاق تضاءلت قبضة القمع، وفقد النظام بعضا من أداوته" قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية. وهو ما يبدو تشجيعا لجنود يرفضون إطلاق النار على مواطنيهم، إلا أن المسؤولية عنه تعود &laqascii117o;بالدرجة الأولى لسياسة القمع المستمرة". الخيار بدأ يفرض نفسه على الأرض وتبدو ورقة الانشقاق بالغة الأهمية وفي قلب السيناريوهات التي يجري إنضاجها لإنشاء رأس جسر في الشمال السوري وتسهيل فرض منطقة عازلة محتملة لحماية المدنيين، بعد تصريحات رياض الشقفة، المراقب العام للإخوان المسلمين، المؤيدة لذلك.
&laqascii117o;يمكن تخيل كل السيناريوهات"، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، لكن كل ذلك، وفي كل الحالات ينبغي أن يتم بالضرورة في ظل القانون الدولي، وبقرار من مجلس الأمن"، أما إذا كان الأتراك يرغبون بإنشاء منطقة عازلة لحماية المدنيين، &laqascii117o;فإن الأمر يعود إليهم وهم على أرضهم".
وإزاء الفيتو الروسي الذي يمنع أي إدانة أو تقدم نحو تدخل دولي، يمكن التساؤل عما إذا كان لمبادرة الجامعة العربية، وسوريا بلد موقع على ميثاقها، أن تقدم مخرجا قانونيا وكافيا لكي تشارك دول من خارج الجامعة في أي عملية على الأرض لحماية المدنيين &laqascii117o;ذلك ممكن"، قال فاليرو رداً على سؤال لـ&laqascii117o;السفير"، مضيفاً &laqascii117o;يبدو لي أن هناك مشاورات تجري بين الجامعة العربية والأمم المتحدة للعثور على أفضل السبل لتمرير هذا النوع من المبادرات".
وتتجه الدبلوماسية الفرنسية إلى الالتفاف على عقبة الفيتو الروسي في مجلس الأمن إلى طرح القضية السورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والحصول فيها على قرار دولي يعزز المبادرة العربية، ويدين القمع في سوريا، ويظهر عزلة الدبلوماسية الروسية وحدها مع دمشق، بعد ابتعاد الشريك الصيني عنها، إذ رحبت الخارجية الفرنسية بتصريحات من بكين تطالب دمشق بتطبيق المبادرة العربية، وهو ما لم تفعله موسكو.
ولا يبدو الخيار التركي، خيارا غربيا في كل مستوياته، من المنطقة العازلة إذا ما أعيد طرحها لتشجيع المزيد من الانشقاق في الجيش السوري، أو حتى في رعاية طرف من المعارضة السورية، كالمجلس الوطني السوري، وتقديمه على ما عداه من أطراف المعارضة السورية لأنه يضم بقوة الأجنحة الإسلامية، و&laqascii117o;الإخوان المسلمين" بشكل خاص. وبخلاف إقدامها منذ الساعات الأولى للثورة الليبية على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، لا يحظى المجلس الذي يرأسه المثقف السوري برهان غليون، بتأييد مشابه. وفي غياب &laqascii117o;بنغازي سورية" تسمح بالتقدم داخل سوريا، واستبعاد فرضية التدخل العسكري، باتت الدبلوماسية الأوروبية محكومة بالتعامل مع التعقيدات الداخلية السورية، ومد اليد لكافة أطياف المعارضة السورية، واعتبار ان المجلس الوطني السوري لا يمثلها كافة، وأن هيئة التنسيق، وتيار الدولة، والشخصيات المستقلة، تزن بقوة، لا سيما في العمل الداخلي، وتنافس بقوة المجلس الوطني.
وتشترط الدبلوماسية الفرنسية على المعارضة السورية أن تتجه نحو المزيد من توحيد صفوفها، وأن تجتمع حول &laqascii117o;برنامج ومشروع مشترك، لكي تزداد قوة، وعندها فقط يمكنها أن تطلب علنا الاعتراف بها" كما قال فاليرو.
ويبدو أن باريس أصبحت مقر لقاءات بريطانية وأميركية مع أطراف المعارضة السورية. وينتظر وفد من الخارجية الأميركية وصل باريس أمس، إجراء لقاءات، مع شخصيات لم تحدد بعد من المعارضة السورية .
وصباح أمس، وفي مقر السفارة البريطانية في باريس، التقت السفيرة البريطانية السابقة في لبنان فرانسيس غاي، وهي المسؤولة حالياً عن الملف السوري في الخارجية البريطانية، سبع شخصيات من المعارضة السورية، لا يضمون أفرادا من المجلس الوطني، وينتمون إلى هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، كحسين كامل، وتيار الدولة كريم تركماني وشخصيات مستقلة كسمير عيطة.
وفي اللقاء الأول من نوعه بين دبلوماسي بريطاني ومعارضين سوريين، عرضت غاي للوفد السوري المعارض اعتراضات مشابهة للاعتراضات الفرنسية على اي تدخل عسكري. وقالت غاي للوفد إن أي تدخل عسكري لن يأتي بحل، وقد يؤدي إلى حرب أهلية لو وقعت فلن تتوقف نيرانها عند الحدود السورية، بحسب ما نسب إلى السفيرة البريطانية السابقة في لبنان.وقالت غاي إن بريطانيا تفضل دعم المبادرة العربية، مع علمها بالتعقيدات الإقليمية. وقالت غاي للمعارضين السوريين إنها تفضل التواصل مع جميع أطراف المعارضة، لتلافي انقسامها وإنها ستلتقي الاثنين المقبل بوفد من المجلس الوطني في لندن، شرط ألا يقتصر المشاركون في اللقاء على المنتمين إلى المجلس كي لا يفسر اعترافا بوحدانية تمثيله للمعارضة السورية. وأبلغت فراسيس غاي الوفد أن احتمال صدور قرار من مجلس الأمن امر لا يزال بعيد التحقق بسبب الفيتو الروسي.
وقال أحد المشاركين السوريين في اللقاء إن البريطانيين يشاركوننا مخاوفنا من فكرة المنطقة العازلة في الشمال السوري، وقد شرحنا لهم أنها لن تكون فعالة بأي حال لأنها ستكون ملجأ للعسكريين وحدهم، وستتحول إلى بؤرة مسلحة، ولن تحمي المدنيين، الذين لن يكون بوسعهم الوصول إليها، لا سيما من المنتفضين في حمص او ريف دمشق او درعا وغيرها من المناطق السورية البعيدة.
ـ 'الشرق الأوسط'
سوريا والصدر العاري!
طارق الحميد:
يقول الزعيم &laqascii117o;الشيعي" العراقي مقتدى الصدر في رسالة وجهها إلى &laqascii117o;الثوار في سوريا الحبيبة" بأنه &laqascii117o;كونوا على يقين بأني مؤمن كل الإيمان بقضيتكم"، لكن هناك &laqascii117o;فارقا كبيرا" بين ما يحدث بسوريا و&laqascii117o;الثورات العظيمة في تونس ومصر وليبيا والبحرين واليمن"!
وهذا ليس كل شيء، فوقاحة الصدر بلغت حد دعوته السوريين للإبقاء على الأسد لأنه &laqascii117o;معارض للوجود الأميركي، والإسرائيلي، ومواقفه واضحة، ليس كمثل من سقط من قبله، أو سيسقط"! مضيفا، أي الصدر، في خطابه &laqascii117o;الإدانة" للسوريين، بأن &laqascii117o;بعض أراضيكم ما زالت محتلة"، وعليه فإنه مطلوب الحذر من سقوط سوريا &laqascii117o;في هاوية الإرهاب والتشرذم في حال حدوث فراغ في السلطة". ويقول الزعيم &laqascii117o;الشيعي" للثوار السوريين &laqascii117o;نحن نؤيد مظاهراتكم لإبداء رأيكم، لكن هناك الجموع الغفيرة التي رأيها لصالح بقاء الحكومة وهذا يستدعي منكم كشعب أن تتحاوروا وتتركوا الصدام"!
فإذا لم تكن تصريحات الصدر هي العري السياسي، والطائفي، بعينه فماذا عسانا أن نسميها؟ فهذا زعيم شيعي قيل إنه حصل على أعلى المراتب العلمية من إيران، وأصبح يفقه، ولا ندري في ماذا، يؤيد الأسد البعثي ضد شعبه فقط بدافع الطائفية، لا غير، وهو، أي الصدر، ابن أسرة شيعية تفخر بعدائها للبعث، ومنذ زمان نظام صدام حسين، ويسخر كل إمكاناته اليوم لمعاداة نصف العراقيين، أي السنة، بحجة أنهم بعثيون، فهل من تطرف أكثر من هذا؟ أمر محبط، ومخز بالطبع، لكن العزاء لمنطقتنا، وخصوصا العقلاء فيها، أن &laqascii117o;رب ضارة نافعة"، حيث انفضح زيف هؤلاء الطائفيين من أمثال الصدر، وحسن نصر الله، الذين لا يختلفون أبدا عن أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وأبو مصعب الزرقاوي، حيث لا فرق بينهم، فكلهم طائفيون، وتجار دم ودين، وأبعد ما يكونون عن العلم والمعرفة والتقى، وإن تلحفوا بالتقية، الشيعية منها والسنية.
فالصدر لا يخجل من دعوة السوريين لقبول بشار الأسد رغم أن نظامه، وقبله نظام أبيه، قد قتلا آلاف السوريين، والله يعلم دقة العدد بالطبع، بل إن الصدر يدعو السوريين للحوار مع الأسد، ويذكرهم أن جزءا من أراضيهم محتل، وكان حريا بالصدر أن يسأل نظام الأسد نفسه لماذا ظلت أراضيه محتلة دون إطلاق رصاصة واحدة لتحريرها طوال عقود من الزمان! بل وعلينا نحن كعرب أن نتساءل لماذا يدافع الصدر، وحسن نصر الله، عن الأسد في نفس الوقت الذي يدافع عنه الإسرائيليون، وآخرهم رئيس الطاقم السياسي الأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، وكذلك الروس تجار حروب منطقتنا الفاشلة؟
كما أن على العرب، وقبل أي أحد آخر، أن يطرحوا على أنفسهم أولا، ثم على الأميركيين، سؤالا جادا جدا، وهو: هل العراق يسير بالطريق الصحيح؟ وهل الانسحاب الأميركي المتسرع من هناك أمر منطقي، خصوصا أن العراق قد سلم، وبشكل واضح، لحفنة من الطائفيين الذين ما هم إلا دمى بيد إيران؟ لا بد من طرح هذا السؤال، ليس لقمع الشيعة، بل لتجنب شرور إرهابييهم، وطائفييهم، ولتجنيب منطقتنا حقبة أخرى من التخلف، والحروب.
ـ 'الحياة'
عيون وآذان (الله يكون في عون السوريين)
جهاد الخازن:
كتبت عن أحداث سورية في بداية التظاهرات قبل ثمانية أشهر أو نحوها، وكتبت عنها قبل أسبوع، وطالبت في أول مقال وآخر مقال، وفي كل المقالات بينهما، بوقف القتل قبل أي إجراء آخر فحفظ أرواح البشر أول واجبات الدولة.ووجدت بعد كل مقال لي أن القتل زاد، وحتى عندما أعطت جامعة الدول العربية سورية مهلة أربعة أيام لتنفيذ شروط المجموعة العربية، وأولها وقف قتل المتظاهرين، زاد عدد القتلى في اليوم التالي. وأخيراً عُلِّقت عضوية سورية في الجامعة فكان مقعدها خالياً، وأيد العالم كله القرار، بما في ذلك الصين التي كانت بين المدافعين عن سورية ما منع اتخاذ قرار ضدها في مجلس الأمن على امتداد الأشهر السابقة.
وبلغ الأمر أن الملك عبدالله الثاني قال إنه لو كان مكان الرئيس بشار الأسد لاستقال.
أحكي للقراء قصة.
قبل سنتين في دافوس جلست مع الملكة رانيا وهي أخبرتني أنها والملك زارا سورية زيارة خاصة، وكانا في ضيافة الرئيس الأسد وقرينته السيدة أسماء الأسد. وقالت: &laqascii117o;إن الزيارة كانت أجمل زيارة قضتها منذ سنوات، فقد خلت من أي بروتوكول أو واجبات رسمية، والدكتور بشار كان يقود السيارة بنفسه، والملك والرئيس والزوجتان ذهبوا إلى مطاعم في المدينة من دون حجز أو إنذار، وزاروا معالم سياحية في دمشق وحولها". قالت الملكة: &laqascii117o;إن الملك عبدالله الثاني وهي يعتزمان أن يدعوا الرئيس السوري والسيدة الأولى إلى الأردن في زيارة مماثلة".
بعد أشهر دعيت إلى حضور الاحتفالات بألفية مار مارون في حلب، وكان من ضمن البرنامج غداء استضاف فيه الرئيس الأسد المشاركين في الاحتفالات. وهو والسيدة أسماء وقفا في نهاية الغداء لتوديع الضيوف، ونقلت لهما ما قالت لي الملكة رانيا، ورد الرئيس الأسد أنهما سرّا كثيراً باستضافة ملك الأردن والملكة، ويعتزمان تلبية دعوتهما في المستقبل القريب.
ما حدث بعد ذلك كان العكس تماماً فدموية المواجهة جعلت الدول العربية، ومعها دول العالم، تتخلى تدريجياً عن سورية، حتى وصل الأمر بالملك عبدالله الثاني أن ينصح الرئيس الأسد بالاستقالة.
بعض المقارنة. عندما احتل صدام حسين الكويت في عدوان همجي على جارة شقيقة وجد بين أعضاء جامعة الدول العربية ستّاً تؤيده. والدكتور بشار الأسد لم يجد وأعضاء الجامعة يقررون تعليق عضوية سورية أكثر من أربع دول تؤيده.
لم يخطر لي في أحلامي أن أرى الرئيس حسني مبارك على نقالة طبية في قفص الاتهام داخل محكمة مصرية. ولم يخطر لي في أحلامي أيضاً أن يصبح بشار الأسد أقل شعبية بين العرب من صدام حسين بعد احتلال الكويت.
هل يقدّر الرئيس الأسد حجم خسائره، وهل يدرك أنه أدخل نفسه في طريق مسدود؟
كنت اعتقد أنني أعرفه جيداً، إلا أنني بدأت أشك في مدى معرفتي بالرئيس ومستشاريه، وأعترف بالخوف من المستقبل.في البداية كان النظام السوري يقول إن هناك جماعات مسلحة تندس بين المتظاهرين وتطلق النار على الجنود ورجال الأمن وتقتلهم. وكان رد الفعل على هذه التهم أنها غير صحيحة أو مبالغ فيها كثيراً.
واليوم هناك قتل متبادل لا ينكره أحد، ونقرأ أن بين المسلحين جنوداً فروا من الخدمة، وأن متظاهرين كثيرين أصبحوا يستعملون السلاح ويحصلون عليه من دول خارجية.
بكلام آخر، سورية تواجه خطر حرب أهلية، أو مجزرة، قبل أن يسقط النظام لأن الجيش السوري لن يقوم بانقلاب على الرئيس كما حدث في تونس، أو نصف انقلاب كما حدث في مصر.
لو أن النظام السوري أراد أن ينتحر هل كان فعل أسوأ مما فعل منذ ثمانية أشهر وحتى الآن؟ الله يكون في عون السوريين.
ـ 'الحياة'
الأرض للأقوياء والجنة للشهداء
مصطفى زين:
ينصح الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ديفيد بولوك الإدارة الأميركية بـ &laqascii117o;قطع شريان الحياة" عن النظام السوري. شريان &laqascii117o;يدعم النظام اقتصادياً وسياسياً وأمنياً". ويشكل صلة الوصل بين طهران ودمشق، ومنها إلى لبنان وفلسطين. ولمن لا يعرف هذا المعهد هو مؤسسة بحثية أسستها لجنة العلاقات الأميركية - الإسرائيلية &laqascii117o;إيباك" عام 1985 وغالباً ما تتحول دراساتها إلى سياسة رسمية.
الواقع أن جزءاً كبيراً من الأزمة المتفاقمة في سورية له علاقة باستراتيجية النظام، المستمرة منذ قرار الأسد الأب التحالف مع إيران، منذ الثورة الإسلامية وإطاحة الشاه، واستمرار هذه الإستراتيجية مع الإبن وتعميقها على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وغني عن القول إن المساعي الأميركية والعربية، منذ وصول بشار الأسد إلى الحكم، كان هدفها الرئيس فك هذا التحالف، وزاد الضغط على دمشق في هذا الاتجاه بعد احتلال العراق وتفكيكه ووصول أحزاب وجماعات احتضنتها طهران قبل الحماقة الأميركية الكبرى وما زالت تحتضنها، وتحولت بغداد إلى ساحة للصراع الأميركي - الإيراني، من جهة، والأميركي - السوري من جهة أخرى.
اتخذ هذا الصراع اتجاهاً أكثر عنفاً بعد اغتيال الحريري عام 2005 وإجبار النظام السوري على سحب جيشه من لبنان، لكن النظام السوري استطاع استيعاب هذه الصدمة بالتفاف شعبي ملحوظ حوله، وتمتين علاقاته الإستراتيجية مع إيران وتركيا. ثم كانت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، على أمل القضاء على &laqascii117o;حزب الله" وحرمان سورية وإيران من هذا الموقع المتقدم من الصراع على المنطقة. لكن الحرب فشلت، وخرج منها المحور الإيراني - السوري أكثر قوة. وتجذر نفوذه في العراق، خصوصاً بعد فشل وصول إياد علاوي إلى رئاسة الوزراء وتولي نوري المالكي، بما ومن يمثل، هذا المنصب.
بمعنى آخر، أصبحت سورية وإيران جاهزتين لملء الفراغ الأمني والسياسي في العراق، بعد انسحاب الجيش الأميركي نهاية العام الجاري، فكان لا بد من فعل شيء لتغيير هذا الواقع. بدأت واشنطن استغلال &laqascii117o;الربيع" العربي والأحداث في سورية لقلب المعادلة. إلتقت في ذلك مع اصحاب &laqascii117o;الربيع" ومن يساندهم من العرب الذين يرون في إيران عدواً يشكل خطراً عليهم في الخليج، إذا ما تمكن في العراق أكثر وحافظ على تحالفه مع دمشق.
توصية بولوك للإدارة الأميركية بقطع شريان الحياة عن النظام السوري، جاءت ضمن دراسة خلت تماماً من اي إشارة إلى الديموقراطية والحرية التي يطالب بها السوريون. المهم لديه المحافظة على مصالح واشنطن ونفوذها، فحتى ورقة التوت هذه التي تغطي بها الولايات المتحدة سياساتها وحروبها لم تعد تعني لها شيئاً. فك التحالف السوري - الإيراني هو المهم، وليكلف هذا الهدف ما يكلف من دماء السوريين.
للشهداء الجنة أما الأرض فللأقويا
ـ 'السفير'
نقاش قبل قصف إيران
'نيويورك تايمز':
درجت العادة أن يلجأ المرشحون للانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى استخدام لغة التهديد والوعيد، خلال التصفيات الأولية، لكي يُثبتوا جدارتهم وقوتهم. وهذا النوع من الأدبيات الكلامية يبدو مفيداً، بنوع خاص، في الانتخابات التمهيدية للمرشحين الجمهوريين، كون المحازبين يؤمنون فعلاً بأهمية القوة العسكرية في حل المشاكل. غير أن الشجاعة والقوة والحكمة ليست هكذا.
والفارق بين الاثنين تجلّى بوضوح خلال مناقشة الجمهوريين مؤخراً، للسياسة الخارجية الأميركية، من ضمن الحملة الرئاسية داخل الحزب. فقد قال معظم المرشحين، مثل &laqascii117o;ميت روفي" و&laqascii117o;نيوت غنغريتش" و&laqascii117o;هيرمان كين" و&laqascii117o;جون هانتسمان" ان استبعاد الخيار العسكري ضد إيران أمر غير مقبول.
المشكلة مع هذه التبريرات هي أنها تتجاهل او ترفض النصيحة الواضحة والصحيحة الصادرة عن قيادات الأمن القومي الأميركية، من أمثال وزير الدفاع السابق، روبرت غيتس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق، الأدميرال &laqascii117o;مايك مولين" وقائد القيادة الوسطى الأميركية السابق، الجنرال &laqascii117o;أنطونيو زيني"، وغيرهم، من الذين حذروا من مغبة تداعيات مهاجمة ايران، وضرورة التفكير ملياً قبل الإقدام على أية خطوة من هذا النوع. وقال عضو الكونغرس الأسبق، الأدميرال &laqascii117o;جوسيستاك": &laqascii117o;إن أي هجوم عسكري، سواء كان جويا أو برياً، ضد إيران، من شأنه ان يجعل تداعيات اجتياح العراق تبدو كأنها مجرد نزهة، بالنسبة إلى تداعيات ذلك على الأمن القومي الأميركي".
وإذا كان الكلام عن الضربات العسكرية يمكن ان يثير حماس الجمهوريين، فإن أي عمل عسكري لن يكون بهذه البساطة، لأن القادة العسكريين يؤكدون ان الخيار العسكري سوف يتمخض عن نتائج خطيرة جدا وغير متوقعة.
نحن لم نطرح الأسئلة اللازمة عام 2003 عندما اندفعت اميركا إلى أتون الحرب في العراق بحثاً عن أسلحة الدمار الشامل المزعومة. والمؤكد هو ان أمن أميركا واستقرار الشرق الأوسط يرتبطان بقدرتنا على الاستمرار في عزل واحتواء إيران.
إن السباق الرئاسي يعني السباق على منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية. وإذا كان المرشحون يفضلون اللجوء إلى عمل عسكري، كما يزعمون، فعليهم التوقف عن الحديث عن &laqascii117o;عمل جراحي" بسيط، والرد على الأسئلة الحرجة، وهي: كيف سيتمكنون من احتواء حرب اقليمية أوسع؟ وما هي وجهة نظرهم بالنسبة لتداعيات عملية انتشار أوسع للقوات الأميركية؟ ولماذا يتجاهلون نصائح العديد من كبار القادة العسكريين في أميركا؟
على الولايات المتحدة ألا تتورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط بدون إجراء نقاش وحوار جادين لنتائجها وتداعياتها. ومن واجب المرشحين السياسيين كبح جماح عواطفهم وحماسهم الشوفينيين، وخفض حدة اندفاعهم، والعودة إلى التفكير الهادئ والمنطقي.
جون جونز ـ جنرال متقاعد
وأستاذ استراتيجية الأمن القومي في جامعة الدفاع الوطني
ترجمة: جوزيف حرب
ـ 'الديار'
ليس للجبان الحق في أن يتكلّم
شارل أيوب:
كل الرجال لهم الحق في أن يتكلّموا إلا الجبان، فكيف إذا كان عسكرياً وبرتبة عماد وإذا كان جباناً ؟! القائد العسكري يبقى دائماً على رأس القوة التي يقودها ويسير في الطليعة، بينما العماد عون هرب من مركز قيادته في بعبدا حيث كان يقود الحرب ضد الجيش السوري الى السفارة الفرنسية تاركاً وراءه زوجته وبناته الثلاث ولم يعتبر أن كرامته وعرضه وشرفه على الأقل في أن يحمي زوجته وبناته الثلاث.
لبس الطاسة ولبس واقي الرصاص ودخل الى الملالة ولم يتجرأ على الهرب بواسطة سيارة عادية، إنما داخل ملالة وهو قائد جيش ليهرب من الساحة الى السفارة الفرنسية في الحازمية رغم ان مقر السفارة لا يبعد سوى كيلومترين ويترك المعركة، فيما الجنود يقاتلون في ساحة المعركة. وعند الخامسة بعد الظهر أطلق عون نداءً عبر صوت لبنان يطلب فيه من جنوده وقف إطلاق النار و