قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 26/11/2011

ـ 'النهار'
'مشروع الدولة العلوية' المزعوم
عبد الله حنا:

مشروع الدولة العلوية لم يكن راسخا في اذهان اكثرية العلويين ولم تكن مقومات وجوده متوافرة بدليل الاندماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي السريع والعميق لبلاد العلويين في الجسم السوري الناشئ.
تحت عنوان 'مشروع الدولة العلوية' نشرت 'النهار' بتاريخ 23 تشرين الاول 2011 وثيقة مرسلة إلى وزارة الخارجية الفرنسية بتاريخ 15 حزيران 1936 وموقعة من ستة من زعماء العلويين يطالبون الحكومة الفرنسية بعدم ضم بلاد العلويين إلى الوحدة السورية في المعاهدة المزمع عقدها مع وفد الكتلة الوطنية المفاوض في باريس. وقد جاء في خاتمة ديباجة ناشر الوثيقة انطون صعب: ' إن ما يطرحه هذا المستند التاريخي' هو 'ان مشروع إقامة الدولة العلوية يعود إلى عشرات السنين...'. واللافت للنظر ان الناشر لم يذكر في ديباجته من الموقعين على الوثيقة إلا سلمان الأسد (جد الرئيس الحالي بشار الاسد) مهملا الأسماء الأخرى وهنا بيت القصيد.    

نشير في البداية إلى النقاط الآتية:
نشرت جريدة 'الاهرام' القاهرية هذه الوثيقة في اواخر ثمانينات القرن العشرين ونشرها اليوم ليس جديدا. وكان الرئيس الأسبق لاتحاد نقابات العمال في سوريا خالد الجندي قد اطلعني عليها في برلين قبل نشرها بأشهر عدة في 'الأهرام'. وابديت في ذلك الحين تساؤلا حول وضع سلمان الأسد في جملة الموقعين وهو ليس في منزلة الآخرين في الوجاهة وهم: عزيز آغا الهواش، محمود آغا جديد، محمد بك جنيد، سلمان اسد، سلمان المرشد، محمد سليمان الأحمد (بدوي اللجبل).
هذه الاسماء لا تمثل جميع العلويين بل قسما منهم، إذ ان القسم الآخر كان مع الوحدة السورية. وقد عقد هؤلاء في حزيران 1936 مؤتمرا  لهم نادى بالوحدة السورية. وقامت جريدة 'القبس' الدمشقية بنشر مقررات مؤتمر القرداحة. وهذا يعني ان العلويين لم يكونوا جميعا ضد الاندماج في الوحدة السورية.
لم يكن الموقعون على عداء شديد مع الوحدة السورية المطروحة على بساط البحث في صيف 1936. فعزيز الهواش زعيم عشيرة المتاورة تعاون بعد اشهر عدة مع حكومة الكتلة الوطنية في دمشق وسلمان اسد كان في عداد الوفد العلوي مستقبلا في حلب وفد الكتلة الوطنية المفاوض في باريس (واسماء الوفد العلوي المشارك في استقبال الوفد منشورة في جريدة 'القبس' الكتلوية). وبدوي الجبل المعروف بمواقفه المتنوعة جاب شعره اليعربي معظم اصقاع العالم العربي وله في تمجيد عاصمة الأمويين دمشق قصائد عديدة وصلاته بالحزب الوطني وانتخابه اكثر من مرة في مجلس النواب السوري أمر معروف. وسلمان مرشد ترشح بعد قليل في خريف 1936 لانتخابات مجلس النواب ونجح في الانتخابات وشارك في جميع جلسات البرلمان بدمشق بدليل موافقته على الوحدة السورية.

من هنا يتبين ان مشروع الدولة العلوية  لم يكن راسخا في أذهان أكثرية العلويين ولم تكن مقومات وجوده متوافرة بدليل الاندماج السياسي والاقتصادي والاجتماعي  السريع والعميق لبلاد العلويين في الجسم السوري الناشئ.نظر الموقعون على الوثيقة المنوه عنها إلى الوحدة مع سوريا بأنها استمرار للدولة العثمانية، التي لاقى منها العلويون ألوانا من القهر والاضطهاد يفوق ما لاقته المناطق الأخرى. ولم يدرك هؤلاء ان الكتلة الوطنية قائدة النضال الوطني المناهض للانتداب الفرنسي تتبنى مبادئ النهضة العربية وتنادي بالمساواة في المواطنة بين جميع الطوائف والمذاهب. وبالتالي فإن مخاوفهم لم تكن في محلها بسبب نقص المعلومات وانعزال المناطق بعضها عن بعض.
لم يكن لسكان الجبل العلوي أي صلة اقتصادية مع ولايتي الشام وحلب في العهد العثماني، وكان الداخل السوري بالنسبة لهم بلدا غريبا لا علاقة لهم به. ومعروف أن الجبل العلوي كان تابعا لولاية بيروت ويعيش في ظلّ اقتصاد طبيعي معزول ولم يرَ من الدولة العثمانية إلا سياط جباتها واضطهاد الأعيان الذين استولوا على الأراضي السهلية وحولوها إقطاعيات يعمل في قسم كبير منها الفلاحون العلويون إلى جانب فلاحي الطوائف الأخرى. وكان مما يحزّ في نفوس الفلاحين العلويين انهم لم يعاملوا معاملة الفلاحين المحاصصين الآخرين بل مُورِس عليهم اضطهاد يفوق اضعاف ما لاقاه الفلاحون الآخرون. وكان الآغا أو البك أو الأفندي يعاملون القرى العلوية التابعة لهم وكأنها بلاد مفتوحة مستباحة لهم. وهذه المعاملة التي لمسها كاتب هذه السطور أثناء دراساته الميدانية في الأرياف السورية خلقت في أعماق الفلاح العلوي الخوف وجعلته حذرا من الجميع دون تمييز بين اقطاعي مستثمر مضطهد وانسان عادي يرى ان 'الخلق كلهم عيال الله'. ومن هذه المواقف العثملية المضطهدةٍ للعلويين علينا أن ننظر إلى موقفهم أو موقف قسم منهم من عملية الاندماج في الوحدة السورية.

لا يتسع المجال هنا لتتبع إرهاصات النهضة أو التوقف عند المحطات النهضوية، التي طرقت أبواب المجتمع في الجبل العلوي، ببنيته الزراعية الرعوية وموروثه التاريخي التقليدي (الطائفي – العشائري) ونكتفي بتتبع مواقف العلويين من الوحدة السورية.
في أوائل صيف 1936 جرى انقسام عنيف بالرأي: فئة تطالب بالوحدة السورية، وأخرى تصر على بقاء الانفصال، وجرى مؤتمر في طرطوس لم يصل إلى نتيجة، لكن المجابهة بين الفريقين قويت، والهوة ازدادت اتساعاً وعمقاً.
التيار المنادي بانضمام الجبل العلوي إلى الوحدة السورية شكل وفداً مؤلفاً من العلويين والسنة والمسيحيين زار دمشق، واستقبل فيها استقبالاً حافلاً، ونشرت الصحف الوطنية أخبار تحركات هذا الوفد تحت العنوانين التاليين: 'وفد زعماء البلاد العلوية في دمشق'  و'الكتلة الوطنية وزعماء البلاد يحتفلون بالوفد العلوي احتفالاً عظيماً'.
وهذا التيار عقد مؤتمراً في طرطوس في 25/1/1939، قرر فيه رفع مذكرة إلى السلطة الفرنسية تضمنت: إن محافظة اللاذقية جزء لا يتجزأ من سوريا... تأييد المعاهدة المعقودة بين الكتلة الوطنية وفرنسا بشأن استقلال سوريا... تأييد مقررات المجلس النيابي السوري في جلسة 31/11/1938 بشأن انضمام محافظة اللاذقية إلى الجمهورية السورية.

تجلى انتصار التيار المنادي بالوحدة السورية في الزيارة التي قام بها سنة 1944  شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية لمحافظة اللاذقية. فقد جرت له استقبالات رسمية وشعبية حافلة بدأت من مصياف، وانتهت في تلكلخ. وفي رأس الخشوفة قرب صافيتا أقام يوسف الحامد سرداقاً ضخماً عند مدخل القرية، وألقى الشيخ عبد اللطيف إبرهيم قصيدة ذات مغزى جاء فيها:
هذي الجبال أساور عربية        صدئت، وأغفلت الشآم صقالها
وحسمت هذه الزيارة والاستقبالات الشعبية التي رحبت برئيس الجمهورية أمر الجبل العلوي بعدِّه جزءاً من 'الوطن السوري العربي'. وأخذت المشاعر الوطنية تتسارع مكتسحة أفئدة الجماهير، وبخاصة الفئات المتعلمة منها.
ومن خلال تتبع الأحداث يتبين بوضوح ان العلويين بأكثريتهم لم يسعوا إلى الدولة العلوية المستقلة عن الداخل ولم يرفعوا السلاح في وجه عاصمة بني امية التي حظيت بنصيب وافر من شعر بدوي الجبل. ودولة العلويين التي أقامها الانتداب الفرنسي لم تكن دولة العلويين بل كانت أداة في يد الحاكم الفرنسي. والمجلس التمثيلي لهذه الدولة ضمّ العلويين والمسيحيين والسنة والإسماعيليين. والكتلة الوطنية بمنطلقاتها النهضوية وعزيمتها اليعربية كان لها دور في توحيد البلاد وقيام الجمهورية السورية.
 
 
ـ 'الأخبار'
السقوط في الهاوية
ابراهيم الأمين:
 
ساذج من يعتقد أن الأمر يتصل بملف تمويل المحكمة الدولية. لم يعد أحد يهتم لأمر المحكمة سوى موظفيها الذين يتقاضون رواتب خيالية في مقابل جهود تساوي صفراً. ولو أن المشرفين على الملف برمته كانوا منصفين، لكان المفروض بهم صرف هذه الأموال على شكل مكافآت لعناصر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وبعض المحققين الأجانب. علماً بأن ما أنجزه فرع المعلومات في شأن التحقيق الدولي، موجود بنسخه الأصلية عند من يهمه الأمر، ومعه آلية العمل وآلية الفبركة حيث تطلب الأمر، بما في ذلك الاستنتاجات السياسية القائمة على نظرية الدليل الظرفي. ولكي لا يُتعب أحد نفسه بالبحث عن الحقيقة، فإن جدول الأعمال الفعلي لمن يقف خلف المحكمة وخلف التحقيقات وخلف الاتهامات، انتقل إلى مستوى جديد، وبلاعبين جدد أيضاً.
الرئيس نجيب ميقاتي مصر على موقفه. رمى كرة النار أول من أمس، قاصداً أن تصل إلى حضن سوريا وحلفائها في لبنان. هو يأمل تراجع هذا الفريق على خلفية أن مصلحة سوريا وحزب الله بشكل رئيسي، ومن ثم التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري تكمن في عدم إسقاط حكومة الرئيس ميقاتي، لصعوبة تأليف غيرها. العماد ميشال عون مدّ يده إلى وسط الملعب وأقام حاجزاً لكرة النار. هو مستعد لاستقالة شاملة من الحكومة على خلفية فشلها في مواجهة الأزمات العامة للبنانيين. وفي الخلف منه، يقف حزب الله. لكن الحزب لا يرى في ما رماه ميقاتي كرة نار، بل يجد في الأمر نوعاً من الانتحار السياسي.

هناك فهم واضح، بأن رئيس الحكومة لا يمارس الآن لعبة حافة الهاوية. بل هو ألقى بنفسه مباشرة نحو الهاوية. رصيده لدى حزب الله والتيار الوطني الحر وسوريا يقرب مرتبة الصفر. أما لدى الفريق الآخر، فهناك رصيد من المطالب بالانتقام منه، ومعاقبته إلى يوم الدين على فعلته بأن قبل ترؤس حكومة قامت على أساس إبعاد سعد الحريري ومعه فريق 14 آذار عن الحكم. ليس في قاموس 14 آذار أي نوع من العفو. ثمة تسويات ممكنة مع أصحاب المواقع الطائفية النافذة، مثل وليد جنبلاط، الذي يتمنى اليوم لو تنشق الأرض وتبتلعه، بدل إخضاعه للامتحان الأقسى في تاريخه السياسي. يعرف وليد جنبلاط أنه رسب، وهذه المرة لا مجال للمساعدة، لا من الجمهور ولا من صديق، ولا من أقرب المقربين. ويمكن أن يكون الحل الأفضل عنده، تقريب موعد خروجه من رئاسة حزبه وطائفته وبالابتعاد سريعاً... مباشرة نحو نيويورك.
فريق 14 آذار له حساب مزدوج. سيكون قادته، كما جمهوره، في حالة سرور إن استقالت حكومة الرئيس ميقاتي. سيعدّون الأمر إنجازاً لهم. لكن سعد الحريري، على وجه الخصوص، كان يفضل أن يبقى ميقاتي على رأس حكومة لا تمويل المحكمة؛ لأنه كان يرغب كما هي حال جهات عربية وغربية، في أن يُستخدَم الأمر حجة لضغوط على مستويات عدة، بينها ما هو مستحب عنده، أي الضرب على رأس ميقاتي، سُنّياً وعربياً ودولياً. لكن لن يكون له ما يريد. بل سيكون مضطراً إلى أن يبتدع العبارات التي لا تعطي ميقاتي أي رصيد في حالة استقالته كرمى لعيون الحقيقة، وهو بدأ بذلك فعلاً.

لكن ما الذي يُعَدّ للبنان؟
لا شيء يختلف عن السيناريو المُعَدّ للمنطقة برمتها، ربطاً بما يجري إعداده ليل نهار لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة. الاستنفار غير المسبوق من كل العالم ضد سوريا، والصفاقة البارزة من دول عربية بائسة، ورائحة العنصرية والاستعمار التي تفوح من أنوف الغربيين، والاستعلاء الكريه الصادر عن الجانب التركي، كل ذلك يقود إلى نقطة واحدة: فصل جديد من المواجهة مع التيار الداعم للمقاومة.
لم يعد هناك اسم آخر لهذه المعركة. والخشية أن تضيع الروح الجميلة للثورات العربية تحت عربات الاستعمار الجديد. لكن مقابل هذا المستوى غير المسبوق من التصعيد والضغوط، كان تيار المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى إيران يتصرف على أساس مقاومة حرب الاستنزاف التي يتعرض لها. كانت كل خطواته دفاعية، بل كان يضطر حتى الأمس القريب إلى المراوحة في مربع المستنفر لمواجهة التهديدات. لكن، يبدو أن هناك من حسم الأمر. وتلوح في الأفق معالم الانتقال إلى مرحلة الدفاع بالهجوم، وهو ما يعني أن على الطرف الآخر تحسس أطرافه الأصلية أو تلك الممتدة إلى منطقتنا. باسم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، أو باسم التجمع العربي المستجد بدل الجامعة العربية. وهذا يعني أن المنطقة مقبلة على مواجهات واضحة:
ـــــ في لبنان، لن يسمح تيار المقاومة وحلفاؤه بقيام حكومة يتولاها سعد الحريري أو أي أحد آخر من 14 آذار.
ـــــ في سوريا، ثمة استعداد لمرحلة من المواجهة الواسعة، داخلياً ومع دول الجوار، ضمن سياق مواجهة حرب التدخل الخارجية لإسقاط النظام، وسيكون الحكم هناك معذوراً في القيام بما يجب عليه القيام به ضد هذا الخارج القريب أو البعيد.
ـــــ وأبعد بقليل، سيكون العراق مسرح الوداع الحزين لقوات الاحتلال الأميركية، مع ما كل ما يتطلبه المشهد، من هروب غير مشرف للقوات الأميركية نفسها، إلى احتفالات انتصارية للجهة المقابلة.
ـــــ وفي إيران، ثمة استعداد لدور جديد في مواجهة المنطقة المقابلة. وسيشعر حكام دول الخليج بأن النار لا تقف في وجهها جدران فولاذية ولا قوات متعددة الجنسية. وما دام الجميع معجَبين هذه الأيام بالربيع العربي، فها هو يقترب من حيث لا يحتسبون


ـ 'الأخبار'
'باكاج ديل' واشنطن مع الإخوان
جان عزيز:
 
تصر &laqascii117o;دمشق الرسمية" على إظهار ارتياحها في مواجهة كل الأخبار المتتالية من القاهرة والدوحة وأنقره، فضلاً عن كل الغرب. الابتسامة نفسها ترتسم في ظل إنذارات المهل الأخيرة وتهديدات العقوبات. لا تتوقف كثيراً عند التفاصيل لشرح أسباب الارتياح أو خلفياته، أو تبيان خريطة القوى الإقليمية أو توازنات مجلس الأمن، وسط احتمالات الانتقال من &laqascii117o;التعريب" الى التدويل. في مواجهة كل ذلك، تكتفي دمشق الرسمية بالتعبير عن رضاها لكون التطورات قد أثبتت انسجام موقعها وموقفها مع ما تعتبره قضيتها، ومع كونها فعلاً الهدف الأول في حرب اسرائيل الأميركية على كل المنطقة.
تستعيد قراءتها لكل أحداث المنطقة، من تونس الى سوريا، ومن العام 2006 وما قبله حتى اللحظة: القضية المركزية والثابتة في كل السياسات الغربية، هي وجود اسرائيل وأمنها. كل الباقي ملحق أو هامش أو تفصيل. تسخر دمشق من كل الكلام الذي يرميه خصومها حول &laqascii117o;مهادنتها" لاسرائيل، و&laqascii117o;هدوء" الجولان. لكنها تتعزى بأن الأمور قد ظهرت الآن جلية. فالقصة بحسب قراءتها، بدأت عند إدراك اسرائيل للخطورة المصيرية التي بات يشكلها في وجهها، محور حزب الله ـــــ حماس. فضلاً عن إدراك اسرائيل التام للمحور الخلفي لتلك المواجهة، أي سوريا ـــــ إيران. وسط هذا القلق الاسرائيلي الوجودي، كان قرار نهائي في تل أبيب بكسر المحورين. بدأ التنفيذ في لبنان في حرب تموز 2006. وكانت المفاجأة الأولى، لا بل الصدمة أو حتى بداية الهلع. الجيش الاسرائيلي لم يعد قادراً على حسم حرب خارجية. الأسطورة الاسرائيلية التاريخية باتت عاجزة عن كسب معركة ضد جيش غير نظامي. فانطلقت عندها الحسابات المقلقة. وسط البحث عن استراتيجيات جديدة بين تل أبيب وواشنطن، وفي ظل الاستعدادات لمقاربات جديدة، تولّد قرار بمحاولة تجربة أخرى في مكان آخر: عجزنا عن ضرب حزب الله لأنه محصن بتركيبة لبنانية مؤيدة، ومستند الى ظهير سوري ثابت. لذلك، وقبل الانعطاف صوب قراءات مغايرة جذرياً، فلنحاول الأسلوب نفسه، لكن في مكان آخر أقل صعوبة. هكذا كانت معركة غزة سنة 2008. لكن الصدمة هناك كانت أكبر. غزة القطاع الضيّق، المحاصر منذ أعوام، المشلع وسط صراع حماس و&laqascii117o;فتح"، المقفل عن أي ظهير لوجستي أو استراتيجي، بفضل تعاون كامل من نظام حسني مبارك وأولاده... غزة هذه نفسها صمدت، لا بل انتصرت على الجيش الاسرائيلي.

عند هذا الواقع، تعتبر دمشق الرسمية أن اسرائيل والغرب أيقنا أن الشرق الأوسط كله قد تغير، وأن وجود اسرائيل ككيان فيه بات فعلاً في خطر. فحين تعجز آلة التدمير التاريخية الشهيرة عن حسم معركتين واحدة خارجية وأخرى شبه داخلية، وضد مجموعتين محدودتين، فهذا يعني أن أيام اسرائيل في المنطقة باتت معدودة. بعد معركة غزة 2008، تعتقد دمشق أن التخطيط الاسرائيلي الأميركي الغربي قد بدأ فعلاً لـ&laqascii117o;الربيع العربي". القراءة كانت واضحة ومختصرة ومبسطة: ثنائي حزب الله ـــــ حماس بات قادراً على إزالة اسرائيل. فشلنا في القضاء عليه. خلف هذا المحور ثمة ثنائي آخر: سوريا ـــــ إيران. فلنحاول هناك. محاولة أولى في طهران في حزيران 2009، مع &laqascii117o;ثورة المخمل"، وأولى بوادر حرب مواقع التواصل الاجتماعي عبر فايسبوك وتويتر. النتيجة مقبولة: خروق جيدة نسبياً، لكن النتيجة النهائية محدودة، نظراً الى عدم وجود بدائل إيرانية جاهزة. لكن التبدل الاستراتيجي كان قد بدأ. استعانة تكتية بحشد من القوى الحليفة النائمة: تركيا وقطر شوكة ثنائية للعب أكثر من دور: الاستفادة من التلميع السابق لصورة &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;دافوس" وسفينة مرمرة، للانطلاق في عملية الاتفاق على صفقة شاملة مع الإخوان المسلمين: العرض صريح واضح: مطلوب رأس الأسد، لكسر الجسر الإيراني الغزاوي في وسطه. نحن ندعمكم للتنفيذ. ماذا تريدون في المقابل؟ الجواب الإخواني جاء سريعاً: لا نتعامل بالقِطعة. تعالوا نتفاوض حول كل المنطقة، من المغرب الى تركيا. اتفقنا، قال الأميركي. لكن بشرط واحد، في حال انتقلنا الى اللعب على مستوى المنطقة، مطلوب منكم ضمانات لاسرائيل. لا مشكلة، كان الجواب الإخواني. أصلاً لا وجود لعداء تجاه اسرائيل في كل أدبياتنا. اتفقنا؟ اتفقنا. البداية من تونس، لأن لتركيا قدرة كبيرة هناك. قضمة أولى سهلة الهضم. &laqascii117o;النهضة" جاهزة، وهي جزء من تركيبتنا وتركيبة إردوغان. بعدها نمشي بحسب التيسير. ملاحظة على الهامش: هناك مسيحيون وأقليات في طريقنا. غداً سيثيرون ضجة عندنا أو عندكم... لا تخافوا، نحن نسكتهم في إعلامنا، ثم إنهم سيهربون بسرعة. أما رأيتم في العراق؟ ممتاز. نلتقي إذن في قصر الشعب. حسناً، لكن ضروري جداً قبل 31 كانون الأول. بعده كل الاتفاق ساقط، مع بند جزائي بحجة عدم التسليم على الموعد... الوقت قاتل. اللاعبون أيضاً.


ـ 'السفير'
بدء العد العكسي لمرحلة الزمن الإقليمي الصعب
'حاجز' التمويل 'يخطف' الحكومة.. ويرسم 'خريف' لبنان
هناء شهاب:

لا يوحي المشهد الإقليمي الملبّد بالغيوم السوداء بأن صورته يمكن أن تتبلور خلال الأسبوعين المقبلين، وهو مرشح لمزيد من السخونة خلال هذه الفترة بحكم استعجال الأميركي ترتيب أوراقه مع دول الجوار العراقي، وعلى وجه خاص مع إيران، بالتزامن مع مباشرته بتوضيب عديده وعتاده للرحيل العسكري عن العراق، وسعيه لرسم أفق مصالحه وحفظها، من خلال ممارسته الضغط على إيران لدفعها إلى الجلوس معه الى طاولة مفاوضات.
لكن القلق الأميركي من تساقط أوراق روزنامة أيامه في العراق، ودخوله في سباق محموم مع الوقت للحفاظ على الحد الأدنى من المكتسبات التي حقّقها باحتلاله العراق على مدى ثماني سنوات، بات يدفعه لاستهلاك أوراقه تباعاً من دون أن تحقق له مبتغاه في استدراج إيران للتفاوض معه قبل الانسحاب.
وهكذا سقطت تباعاً أوراق اتهام إيران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير ثم الاتهام باغتيال دبلوماسي سعودي في باكستان، وإعادة تحريك الملف النووي الإيراني بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية والتلويح بعقوبات اقتصادية.
أما بالنسبة إلى سوريا، فإن السقف العالي للموقف الأميركي، المباشر أو بواسطة جامعة الدول العربية، فيبقى الورقة الأقوى التي تلعبها الولايات المتحدة للضغط المزدوج على كل من سوريا وإيران، في مقابل عامل الوقت الضاغط على واشنطن قبل نهاية العام الجاري والذي تراهن عليه كل من دمشق وطهران لوصل الخطوط مباشرة بينهما، كي تتمكن القيادة السورية من الاتكاء إلى الواقع الجديد في العراق بعد الانسحاب الأميركي، وتتمكن إيران من تأمين سور حماية ضمن إطار تحالف إقليمي كبير، من دون أن تتأثّر بالرسالة الأميركية التي وردت قبل أيام على لسان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن الذي توقع أن تحدث اضطرابات أمنية في البلاد بعد انسحاب قواته منها نهاية العام الحالي، وهو الأمر الذي سارع مسؤولون حكوميون عراقيون الى نفيه سريعاً.

وإذا كانت &laqascii117o;مطحنة الوقت" قد دارت عجلتها مع بدء العدّ العكسي لدخول مرحلة الزمن الصعب في أي مفاوضات، فإن ما جرى في مصر والمملكة العربية السعودية(القطيف) زاد من حالة الارتباك الأميركي المشحون في المواجهة مع كل من إيران وسوريا، ورفع من قيمة &laqascii117o;الأسهم الاستثمارية سياسياً" في دمشق وطهران، ما يسمح لهما بالانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم المضاد في الوقت القاتل أميركياً، مما يضع تقرير لجنة تقصي الحقائق في البحرين، التي منحت إيران صكّ براءة من الأحداث التي حصلت في المنامة، في سياق تقديم &laqascii117o;دفعة أولى على الحساب" وبمثابة بادرة حسن نيات و&laqascii117o;إغراء" لتشجيع طهران على التفاوض مع واشنطن حول مستقبل المصالح الأميركية في العراق.
تزامناً، كانت سوريا تمارس سياسة &laqascii117o;ضبط النفس" أمام الهجوم الأميركي، وشكّل &laqascii117o;انضباطها" مفارقة لافتة للانتباه، خصوصاً أن دمشق لم تستثمر أي ورقة في حوزتها، ولم تستخدم نفوذها، ربما لأنها تثق بقدرتها على استنزاف الإدارة الأميركية التي أحرقت تباعاً ما تملك من أوراق، في حين أن دمشق بدت حريصة على إبعاد أوراقها عن نيران المواجهة، وهذا ما ساهم باستقرار لبنان الذي تملك فيه سوريا الكثير من الأوراق &laqascii117o;الدسمة" التي تكفي أي واحدة منها لإصابة الإدارة الأميركية بـ&laqascii117o;تلبّك معوي".
ولهذا فإن الحكومة حافظت على توازنها طيلة شهور ما بعد تأليفها الصعب، برغم الأمواج العاتية المحيطة بلبنان، ربما لأن هذه الحكومة كانت حاجة لـ&laqascii117o;تحييد" لبنان عن المواجهة في مرحلة المناورات، فلعبت دور &laqascii117o;العائق المؤقت" أمام تسلّل مشكلات المنطقة إلى الداخل اللبناني. إلا أنه من سوء حظ هذه الحكومة أنها مضطرة للبتّ بقرار دفع حصة لبنان في المحكمة الدولية في نهاية السقف الزمني للتمويل، والذي يتزامن مع توقيت ضاغط إقليمياً ودولياً، ما يعني أن الارتباكات المحيطة بلبنان، وتحديداً في سوريا، تدفع هذه الحكومة إلى &laqascii117o;حكّ جلدها بنفسها"، وبالتالي البحث عن &laqascii117o;حياكة" بالقدرات الذاتية لملف التمويل، وأخذاً في الحسبان السؤال الكبير: هل إطاحة الحكومة، سواء عبر اعتكاف وزراء &laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح" اعتبارا من يوم أمس، أو عبر استقالة رئيسها هو قرار استراتيجي كبير، بمعنى أن الحكــومة أدت عسـكريتـها وصار لزاماً البحث عن بديل لها أو أن يكــون الفراغ وتصريف الأعمال هو البديل؟

في القراءة الأولى لآلية معالجة الملف، يبدو واضحاً الانقسام بين وجهتي نظر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وإلى جانبه كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وبين &laqascii117o;حزب الله" وإلى يمينه كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري وزعيم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون، وعلى يسارهم من يمثلون سوريا مباشرة وهم رئيس &laqascii117o;تيار المردة" النائب سليمان فرنجية والوزيران فيصل كرامي ونقولا فتوش والنائب طلال أرسلان والحزب السوري القومي الاجتماعي و&laqascii117o;الطاشناق".
هذا التوازن داخل الحكومة يعني مبدئياً أن ترجيح كفة التمويل أو إسقاطه هو بيد حلفاء سوريا في لبنان، وفق المعادلة التي تقسم الحكومة 12 + 10 + 8، أي أن الكتلة الوسطية المؤيدة للتمويل والمؤلفة من وزراء رئيسي الجمهورية (3 وزراء) والحكومة (6 وزراء) وجبهة النضال (3 وزراء) تضم 12 وزيراً، بينما عدد وزراء الكتلة الوزارية الرافضة للتمويل المؤلفة من &laqascii117o;حزب الله"(وزيران) وحركة أمل (وزيران) والتيار الوطني الحر (6 وزراء) يصل الى عشرة وزراء، في حين أن الكتلة الوزارية الحليفة لسوريا والتي تضم 8 وزراء وهي أقرب، نظرياً، إلى رفض التمويل، لكنها مستعدة لمسايرة السوري، اذا كان قراره الاستراتيجي الحفاظ على الحكومة ولو أدى ذلك الى دفع حصة لبنان بتمويل المحكمة.
أما الاستنتاج الطبيعي لمصير هذا التوازن فهو لا يرتبط بمساره أو بمبدأ التمويل، بل يرتبط بسؤال محوري: هل لا تزال هذه الحكومة ضرورة أم أن الحاجة إليها قد انتفت وبات رحيلها مطلوباً لأن المطلوب إزالة &laqascii117o;العائق المؤقت" للسماح بـ&laqascii117o;مدّ" الأمواج العاتية نحو &laqascii117o;المنطقة المحايدة"؟
لا توحي المؤشرات الأولى المتداولة خلف الكواليس بأن الحكومة ستجتاز &laqascii117o;حاجز" التمويل في ضوء عجز الاتصالات المكثّفة التي جرت في الساعات الأخيرة، والحوار بالرسائل النصّية عن تفكيك &laqascii117o;لغم" التمويل، ولهذا فإن الاستنتاجات الأولى توحي بأنه اعتباراً من يوم أمس، بات لبنان، عمليا، من دون حكومة.. وربما لأمد طويل. ما يعني بالتالي أنه آن أوان هبوب الإعصار في لبنان ليلتحق بالركب العربي في خريف أطاحت عاصفته مظلة كانت تقيه من المطر...


ـ 'النهار'
ميقاتي يستغيث
أحمد عياش:
 
لم يشبه الرئيس نجيب ميقاتي البارحة نفسه منذ أن أوصله الانقلاب السوري – الايراني الى سدّة الرئاسة الثالثة. فمن شاهده في أشد حالات الانفعال فوجئ بالتعرف على الرجل للمرة الأولى بعدما اعتاده طويلاً شخصاً بلا انفعالات تقريباً، يبدو في قامته العالية برجاً للمراقبة لا كائناً يسير على الارض، يشبه الناس في تحولاتهم بين فرح وحزن واطمئنان وخوف وسكينة واضطراب. وهكذا انقلب ميقاتي على صورته فهبط من على البرج وراح يتلمّس طريقه في زحمة الأحداث التي تتلاطم في لبنان والمنطقة.
كثيرون وجدوا في هذا التحول استشعاراً، وإن ليس مبكراً،  بمصير المركب الذي يديره النظامان الايراني والسوري ويقوده ربان أوحد في لبنان هو السيد حسن نصرالله. ووفق تعبير الدكتور سمير جعجع، فإن المركب على وشك الارتطام بآلاف الصخور. ومن الطيش ان لا يقفز ميقاتي منه قبل فوات الأوان. وربما أدرك الأخير ان زمن تمرجل أصحاب المركب وربانه قد ولّى، وليس من الحكمة وهو يشاهد كيف يصدر قرار وزراء الخارجية العرب بشبه اجماع نادر بحق نظام الرئيس بشار الأسد من دون أن يهب أحد في العالم الى نجدته، ان يبقى الوفي الأخير تقريباً لهذا النظام.

لكن البعض ممن لم يفاجئهم رئيس الحكومة يرون ان صراخه على اليمين واليسار يخفي في طياته استغاثة. إنه يطلب النجدة من ربّان المركب كي لا يلقى معه مصيراً قاتماً. لكن المعضلة هي في مدى استجابة الربان لطلب الاستغاثة هذا. فميقاتي، الذي انقذ نصرالله من الفتنة بعد الانقلاب الذي أطاح بالرئيس سعد الحريري في كانون الثاني الماضي، يريد من الأمين العام لـ'حزب الله' ان ينجده من الهاوية التي سيسقط فيها اذا ما عجز عن تمويل المحكمة الخاصة بلبنان. وهنا جوهر الأزمة. ما يريده ميقاتي ببساطة ان يعوّض هزيمته السياسية منذ صعوده الى مركب الانقلاب بانتصار في تمويل المحكمة. وفي المقابل، يرى نصرالله في تمويل المحكمة هزيمة سياسية تفتح الأبواب على مسلسل هزائم يلوّح بها المشهد العربي.
من يعرف نصرالله عن كثب يعلم أن هذا الرجل مجبول بالعنف في مواقفه. فهو يلين فقط عندما ينكسر لمرة واحدة وأخيرة. وهذا الانكسار لم يحصل بعد. أما ميقاتي، فقد عرفه الناس منذ قبوله برئاسة الحكومة للمرة الثانية يتعايش مع التنازلات حتى ولو خالفت كل المواثيق والاعراف التي تفرضها الحياة السياسية السوية. ولهذا اعتاد  الجميع وأولهم نصرالله على انه يستطيع احتمال تنازلات جديدة حتى في تمويل المحكمة.
من يعرفون نصرالله يتوقعون ان يندفع الى تحطيم المسرح اذا فرضت عليه الهزيمة. ومن يراقبون ميقاتي يعلمون انه وصل الى خط نهاية الاحتمال. لذلك فهو يستغيث من أجل ان يمن عليه نصرالله بحبل نجاة. بالتأكيد ان المركب على وشك الارتطام بالصخرة الأولى. الانذار بدأ من تأجيل جلسة مجلس الوزراء أمس.


ـ 'الأخبار'
محطة 'إم.تي.في' (ومثيلاتها): فكر اليمين الرجعي
أسعد أبو خليل*:
 
لا شكّ في أنّ محطة &laqascii117o;إم.تي.في" لم تأتِ من عدم. هي نتاج لتاريخ مُعاصر من الإعلام المتناغم أو المُتحالف (في سنوات الحرب الأهليّة فقط) مع دولة العدوّ الإسرائيلي. ولا يمكن تحليل الدور المشين لمحطة &laqascii117o;إم.تي.في" في السياسة اللبنانيّة، من حيث التحريض الطائفي والمذهبي الصريح، إلى إرسال الإشارات الإيجابيّة للعدوّ الإسرائيلي، من دون الرجوع إلى بداية الإعلام الكتائبي المُتحالف مع إسرائيل. &laqascii117o;صوت لبنان" هو الإعلام الأم الذي أنتج (من حيث الذهنيّة وصناعة الخبر) في ما بعد &laqascii117o;إل.بي.سي" وبعدها &laqascii117o;إم.تي.في". وكل واحدة من تلك الوسائل تضيف إلى سابقتها وتتخطّاها في الكراهية.
&laqascii117o;صوت لبنان"، تلك المحطّة الكتائبيّة التي بدأت بالضخ في 1958 بعد ورود المساعدات الإسرائيليّة، أدت دوراً دعائيّاً أساسيّاً في الحرب الأهليّة. نعلم اليوم أنّها كانت تعمل بإشراف إسرائيلي: اعترف واحد من المُتهمين &laqascii117o;المرموقين" بالعمالة لإسرائيل، بأنّه إلتقى صديقه الإسرائيلي &laqascii117o;المُشغّل" في محطة &laqascii117o;صوت لبنان". كانت المحطة تستورد تعابير العدوّ الإسرائيلي ومصطلحاته لتدخله إلى عقول اللبنانيّين واللبنانيّات. ولا شكّ في أنّ المحطة كانت مسموعة حتى في بيروت الغربيّة، وساعدت في بلورة رأي عام عنصري مُناهض للثورة الفلسطينيّة في لبنان، على مرّ السنين. كانت &laqascii117o;صوت لبنان" لا تشير إلى الفلسطينيّين إلّا بعبارة &laqascii117o;مخرّبين" (وهي العبارة التي انتقتها إذاعة العدوّ باللغة العربيّة، قبل أن يعثر مستشرقو جيش الإرهاب الإسرائيلي على كلمة إرهابي) أو &laqascii117o;إرهابيّين". وكانت على خطى محطتها الأم في إسرائيل تسمّي المخيّمات الفلسطينيّة في لبنان &laqascii117o;معسكرات" (ولا يزال بعض قادة 14 آذار يستعمل المصطلحات نفسها. كذلك، تحدّثت محطة &laqascii117o;إم.تي.في"، قبل أيّام، في تقرير مقيت وعنصري، عن المخيّمات الفلسطينيّة، عن منظمات &laqascii117o;إرهابيّة").

وممّا أعان &laqascii117o;صوت لبنان" أنّ الدعم الإسرائيلي للقوّات اللبنانيّة (الإسرائيليّة الهوى) أتاح لها أن تبثّ بقوّة على الأراضي اللبنانيّة، فيما كانت المحطات المناهضة تعاني من ضعف (المال الليبي كان شحيحاً أحياناً، كذلك فإنّ بعض الأمناء العامّين لأحزاب الحركة الوطنيّة أفرطوا في الرفاهية والتنعّم). صحيح أنّ محطة &laqascii117o;صوت لبنان العربي" قامت بدور في منافسة &laqascii117o;صوت لبنان"، إلا أنّ الأخيرة كانت مسموعة أكثر، في غياب الإحصاءات الدقيقة. وبرعت المحطة (مستعينة على الأرجح بجواسيس إسرائيل في لبنان) في بثّ تقارير سريعة وعاجلة عن انفجارات واشتباكات واضطرابات ـــــ وكان بعضها حقيقياً وبعضها الآخر مُختلقاً تماماً، للتأثير على معنوّيات الناس ـــــ في مناطق مختلفة من لبنان. نذكر أحياناً في بيروت الغربيّة أنّ المحطة كانت تسارع إلى بثّ نبأ عاجل عن اشتباك أو عن انفجار في منطقة ما وتكون (أو تكونين) أنت فيها من دون أن يكون هناك أي شيء من هذا القبيل. وكان هناك من يقول إنّ المحطة كانت تبثّ أخباراً عن انفجارات قبل حصولها، لكن هذا يدخل في باب التكهّن، في غياب قرائن وإثباتات (يمكن أن ننتظر سنوات لفتح الأرشيف الصهيوني). وكانت المحطة كذلك تجاهر بضخ العنصريّة ضد الشعب السوري وضد البشرة السوداء والسمراء. من يذكر تقارير تلك المحطة المشينة عن العثور على جثث &laqascii117o;مرتزقة صوماليّين" بين صفوف المقاتلين الفلسطينيّين؟ وكانت صحيفة &laqascii117o;العمل"، وغيرها من صحف العدوّ المزروع بين ظهرانينا، تنشر صور جثث لفلسطينيّين ذوي البشرة الداكنة (كما دأبت محطات أعوان إسرائيل الجدد والقدماء في حرب تمّوز على بثّ خبر إسرائيلي عن العثور على جثث إيرانيّين في جنوب لبنان)، وقد يكون مصدر تلك الأخبار هو مصدر الأخبار ذاته عن &laqascii117o;براهين" (أكيدة بنظر فارس خشّان الذي هتف في حرب تمّوز من على شاشة &laqascii117o;إل.بي.سي" &laqascii117o;كلنا إسرائيليّون") لوجود جنود إيرانيّين أو (و) جنود لحزب الله في سوريا أو لعناصر &laqascii117o;جيش المهدي". ومحطة &laqascii117o;صوت لبنان" كانت تصرّ على حشر التحليل والتفسير الطائفي والمذهبي، في كل ما تبثّ، حتى قبل زمن الحريري البغيض الذي أوصل السعار المذهبي والطائفي إلى حدّ لم يبلغه لبنان في تاريخه. وكانت تقارير &laqascii117o;صوت لبنان" حريصة على تبرئة إسرائيل من كل ذنب حتى عندما تقصف وتجتاح وتقتل وتحرق وتحتلّ، وقد فعلت فعلها في الإعداد للغزو الإسرائيلي في 1978 و1982.
لكن الحرب الأهليّة انتهت ولم ينته الإعلام الحربي الموالي لإسرائيل. لم يكن إنشاء &laqascii117o;إل.بي.سي" سرّاً من الأسرار. فقد أنشأت مجموعة بشير الجميّل تلفزيوناً خاصاً كي يُواكب باقي أدوات الإعلام الموالي لإسرائيل. لم يكن بيار الضاهر إلّا واحداً من الفريق الحربي في الحلقة المحيطة ببشير الجميّل (هناك شريط قديم له على &laqascii117o;يوتيوب" وفيه يكرّس المحطة لخدمة &laqascii117o;المقاومة اللبنانيّة" ـــــ يعني ميليشيات إسرائيل في لبنان). ولقد استفادت &laqascii117o;إل.بي.سي" في صعودها من عوامل عدّة. قد تكون استفادت، مثلها مثل &laqascii117o;صوت لبنان"، من دعم إسرائيلي وأميركي، وغيره في البدايات. لم يكن إعلام &laqascii117o;القوّات اللبنانيّة" لبنانيّاً على الإطلاق (كان ذلك قبل زمن سمير جعجع وحلفه الوثيق هذه الأيّام مع دولة الإمارات والكويت والسعوديّة). كذلك إنّ زمن صعود &laqascii117o;القوّات" ساهم في إضفاء صدقيّة دعائيّة على إعلامهم، حتى لو كان الكذب والاختلاق والخداع عنصراً ثابتاً في إعلامهم. ثالثاً، كانت محطة &laqascii117o;إل.بي.سي" سبّاقة في الانطلاق، ما أعطاها أفضليّة في السبق. ولا ينفصل هذا الانطلاق عن الخبرة التي كانت الحركات الصهيونيّة (المسيحيّة واليهوديّة) في الغرب تمدّ بها القوات وأجهزتها، بالإضافة إلى المعونة. طبعاً، ليست محطة القوّات، &laqascii117o;إل.بي.سي"، كما كانت عليه آنذاك، لا من ناحية الصراع التجاري (المحض) بين جعجع والضاهر، بل من حيث تفجّر المحطات الفضائيّة العربيّة والإصرار السعودي على السيطرة.

لكن المحطة تميّزت. تميّزت بإضفاء شرعيّة إعلاميّة &laqascii117o;وطنيّة" على التنميط الطائفي وعلى الــ(لا) منطق الطائفي والمذهبي. أنا زرت محطة &laqascii117o;إل.بي.سي" مرتيْن قبل اغتيال الحريري بدعوة من مي شدياق في برنامجها &laqascii117o;نهاركم سعيد". كانت المرّة الأولى في 2003، وأذكر عندما وصلت أنّني لاحظت أنّ كل الشاشات كانت متسمّرة على محطة &laqascii117o; تيلي لوميير". ما إن جلست في غرفة الانتظار حتى انهالت عليّ الأسئلة من كل حدب وصوب: &laqascii117o;شو دكتور؟ متى تأتي أميركا إلينا لتخلّصنا؟" كذا. &laqascii117o;ألن يمرّوا من العراق نحوَنا". كان واضحاً أنّ الجماعة وضعوا فرضيّات سياسيّة (وطائفيّة؟) عنّي. أجبتهم بما لم يسرّهم. ساد الصمت المطبق وطاف التوتّر. وعندما ظهرت مع الشدياق على الشاشة، انتظرت أوّل فقرة إعلانيّة كي تسألني: &laqascii117o;إنت شو؟" تصنّعت البراءة الشديدة وأجبتها: ماذا تعنين؟ قالت: &laqascii117o;إنت سنّي؟ شيعي؟ مسيحي؟ مش قادرة أعرف؟". لم أكن أحتاج إلى تلك الزيارة كي أدرك أنّ المحطة غارقة في الذهنيّة الطائفيّة الصريحة، وتلك الذهنيّة عادت وسادت بوضوح أكثر قليلاً في محطة &laqascii117o;إم.تي.في".
بدا الدافع الطائفي في إنشاء &laqascii117o;إل.بي.سي" (و&laqascii117o;إم.تي.في" في ما بعد) ليس فقط في الخطاب الصريح، بل في غياب التنويع الطائفي في الضيوف أو العاملين والعاملات (طبعاً، عمد بيار الضاهر أخيراً إلى إحداث تنوّع سياسي وطائفي وذلك لأهداف تجاريّة تتعلّق بخلافه غير السياسي مع سمير جعجع). والتغطية هي طائفيّة من حيث المناطق التي تحظى بالتغطية والاهتمام. فهناك مناطق في بعلبك الهرمل أو البقاع أو الجنوب أو عكّار لا تنتمي إلى لبنان، باستثناء تلك &laqascii117o;المناطق" التي تتعاطف معها المحطة طائفيّاً. استطاعت &laqascii117o;إل.بي.سي" (وبعدها &laqascii117o;إم.تي.في") أن ترسم معالم وطن مُتخيّل لا ينسجم مع الخريطة الجغرافيّة أو مع الواقع الديموغرافي. فالجنوب هو بعض القرى غير الشيعيّة، حيث يجري احتفال بين حين وآخر للقوّات أو الكتائب، وزحلة تختصر البقاع. (لكن الجنوب يحضر بقوّة عندما تتذكّر &laqascii117o;إل.بي.سي" و&laqascii117o;إم.تي.في" عملاء إسرائيل وعائلاتهم الذين فرّوا مذعورين إلى إسرائيل). أما جبيل فهي ليست تلك المنطقة التي تنوّعت طائفيّاً لقرون، بل منطقة مسيحيّة تعرّضت لتطفّل من غزاة الشيعة. حتى حوادث السير وانقطاع الكهرباء وتطورّات الطقس تبقى محض مناطقيّة وطائفيّة.

وقد أثّرت &laqascii117o;إل.بي.سي" على سائر الفضائيّات العربيّة في تصوير المرأة: الهدف هو &laqascii117o;البورنو" من دون عري (حتى إشعار آخر) لاستثارة الغرائز في مجتمع يزهو بممنوعاته وكبته. تخصّصت المحطة في تصدير نموذج (لا) جمالي للمرأة اللبنانيّة إلى دول الخليج والدول العربيّة، وإلى باقي الشاشات العربيّة التي تقلّد التقليد اللبناني المبتذل للرجل الأبيض. المرأة العربيّة على الشاشة جميلة بقدر ما تبتعد عن ذاتها: ناجحة وجميلة بقدر ما تنجح في تقليد المرأة الغربيّة البيضاء. المرأة ليست إلا سلعة للتصدير إلى أسواق الخليج، في مفهوم صناعة الثقافة الجنسيّة (لا الجنسويّة) من على شاشة &laqascii117o;إل.بي.سي" أو &laqascii117o;إم.تي.في" في ما بعد. وتستطيع &laqascii117o;إل.بي.سي" أن تزهو بكونها بدأت بالترويج لفنّ يعتمد على الشكل والإيحاء الجنسي، أكثر من التركيز على الموسيقى أو الغناء. ونقد المفاهيم الثقافيّة (بالمعنى التجاري السلعي) لا يعني الموافقة على التزمّت الديني (يجمع الإعلام السعودي بين شاشات &laqascii117o;البورنو" من دون عري والتزمّت الديني الرجعي). لكن الحريّة الاجتماعيّة والجنسيّة لا تكون على حساب المرأة واحترامها (عقلاً وجسداً). ولم تكن سابقة &laqascii117o;إل.بي.سي" في إدراج اللهجة اللبنانيّة للغة العربيّة (أو هي &laqascii117o;اللغا اللبنانيّي" كما يسمّيها أدعياء الوطنيّة الفينيقيّة) كبديل من الفصحى كلّما أمكن وبطريقة تحاكي لهجة بشير الجميّل. لكن &laqascii117o;إل.بي.سي" وقعت في فخ: لم تستطع أن تمضي بعيداً في معاداة العربي (مع أنّ برامجها الكوميديّة غير المُضحكة تزخر بالسخرية من العربي كعنصر). إنّها تحتاج إلى أسواق الخليج للدعاية وللترويج وللتمويل. عندها، واءمت بين عقيدتها الشوفينيّة الضيّقة وعروبة تجاريّة تبتغي الرأسمال الخليجي (وقد أتى إلى محطة &laqascii117o;إل.بي.سي" عبر الأمير وليد بن طلال).

محطة &laqascii117o;إم.تي.في" تكرار لصيغة &laqascii117o;إل.بي.سي" مع درجة أقلّ من التوجّه لإرضاء أهل الخليج، ولعلّ ذلك يعود للاكتفاء المالي (الذاتي؟). المحطة تتطرّف أكثر من &laqascii117o;إل.بي.سي" في قوميّتها اللبنانيّة وفي إهانتها للمشاعر الدينيّة لمن تضعه في صفّ العدوّ من اللبنانيّين. الأخطر أنّ &laqascii117o;إل.بي.سي" و&laqascii117o;إم.تي.في" استبطنتا الصهيونيّة في تغطيتهما للصراع العربي ـــــ الإسرائيلي. لم تكن تغطية &laqascii117o;إل.بي.سي" حياديّة قطّ في حرب تمّوز بالرغم من جهود سلطان سليمان.
نحن نعلم اليوم من &laqascii117o;ويكيليكس" أنّ منى صليبا، التي كانت مراسلة ميدانيّة أثناء الحرب، كانت مُناصرة للفريق الإسرائيلي في الحرب. وظهر ذلك بقوّة في التغطية، عندما تنافست المحطة مع محطة آل الحريري في الترويج لشائعات وأكاذيب إسرائيليّة، للنيل من معنويّات مقاتلي المقاومة (لحسن الحظ، فشلت خطة المحطتيْن).
لكن &laqascii117o;إم.تي.في" تذهب أبعد من &laqascii117o;إل.بي.سي" في مناصرتها للمصالح الصهيونيّة. تغطّي إعلان إيران بأنّها ستردّ على هجوم إسرائيل عليها، بأنّه تهديد إيراني لإسرائيل. والمواقع والشاشات الحريريّة، خصوصاً موقع فارس خشّان الذي يرقص ويدبك عند أي تهديد إسرائيلي بضرب لبنان، تحرص على الابتهاج بأي تهديد إسرائيلي. وتتوافق الدعاية لمصلحة إسرائيل مع عنصريّة وعدائيّة للشعب الفلسطيني والعمّال السوريّين في لبنان. هؤلاء يتحمّلون مسؤوليّة عن الإجرام الذي تعرّض له الشعبان في لبنان (لا نستطيع طبعاً أن نلوم المحطتيْن حصراً على المجزرة في نهر البارد، لأنّها لاقت تأييداً ومناصرة من مختلف القوى السياسيّة والإعلاميّة في مسخ الوطن). محطة &laqascii117o;إم.تي.في" تغطّي المخيّمات على أنّها &laqascii117o;بؤر أمنيّة" أو &laqascii117o;إجراميّة" ـــــ على طريقة &laqascii117o;إل.بي.سي" التقليديّة. لا ترى أبداً تغطية إنسانيّة على المحطتيْن للمخيّمات. وهذا نتاج العقليّة الإسرائيليّة التي رعت نشوء الإعلام اليميني الطائفي في لبنان.

والمحطتان وجدتا صيغة جديدة لتجاوز الحد الأدنى من المبادئ الصحافيّة البديهيّة، مثل تغطية وجهتي نظر أو دعم الخبر من مصدريْن موثوقيْن أو الحرص على عدم نشر شائعات أو دعاية (غالباً إسرائيليّة) ضد بعض الأطراف في لبنان. برنامج &laqascii117o;نهاركم سعيد" على مرّ السنوات كان يأتي بضيوف من طرف واحد ـــــ ومن دون تنوّع طائفيّ (مفترض في بلد الحصص) ـــــ بنسبة تقترب من 90 في المئة، (وإن كان يندر وجود دراسة جادّة في ذلك الخصوص). ثم يظن أطراف الإعلام الحربي الطائفي أنّهم يستطيعون أن يتجاوزوا المهنيّة عبر التشديد على الإكثار من استعمال كلمة &laqascii117o;موضوعيّة"، على طريقة برنامج &laqascii117o;بموضوعيّة" لوليد عبّود. يستطيع البرنامج أن يحتفظ باسمه عندما يدعو نحو أربعة أو خمسة ضيوف من طرف واحد ـــــ يساندهم المُضيف، ويأتي بضيف ضعيف من الطرف الآخر. يكفي أن تكون دنيز رحمة فخري مراسلة أساسيّة في &laqascii117o;إم.تي.في" لتعلم أنّ المهنيّة ليست عنصراً في إعلام المحطة: هي التي كادت تصفع الوزراء الشيعة في حرب تمّوز، ولا تحاول أن تخفي حماستها لسمير جعجع. أما جويس عقيقي، فهي مهمومة بالتعدّي الشيعي الغريب على أراض لبنانيّة في لاسا. للاستيلاء الكنسي على الأراضي تاريخ طويل، لا تكترث محطات الطائفيّة له. وتعمد &laqascii117o;إم.تي.في" (على خطى &laqascii117o;إل.بي.سي") إلى تعيين ناطقين وزعماء لطوائف بما يتماشى مع الخيارات السياسيّة لتوّجهات المحطة، حتى لو تناقضت قناعات هؤلاء مع أهواء الناخبين الذين نبذوهم أو نبذوا قناعاتهم. وذلك الأسلوب مُقتبس من الإعلام اليميني في أميركا، مثل فوكس نيوز. إنّ الأميركيّين السود يؤيّدون بأكثر من 90% منهم ومنهنّ الحزب الديموقراطيّ. لكن محطة &laqascii117o;فوكس" قرّرت أن تتجاهل الأمر وأن تجلب سوداً لا يتمتّعون بقاعدة شعبيّة، كي تنصّبهم زعماء وقادة متخيّلين على السود. قرّرت &laqascii117o;إل.بي.سي" عبر السنوات، مثلاً، أنّ رجلاً حاز نسبة 1% من أصوات الشيعة في آخر انتخابات نيابيّة (أحمد الأسعد)، هو الزعيم الفعلي والأوحد للشيعة. فيظهر الرجل على &laqascii117o;إل.بي.سي" أو &laqascii117o;إم.تي.في" كي يصول ويجول في وعظ الشيعة، والتحدّث باسمهم، بصرف النظر عن نبذ الناخب الشيعي له. يكفي أنّه ينتمي إلى الطائفة المنبوذة ويعارض المقاومة ويردّد شعارات تتوافق مع سياسة محطتيْ اليمين الطائفي المسيحي. وبناءً عليه، لا حاجة لدعوة ز

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد