ـ 'الديار'
كيف خططت قطر وتركيا لاسقاط الأسد ؟
كريستينا شطح:
بعد تقديم وزراء المعارضة استقالتهم من الحكومة بتاريخ 12 كانون الثاني 2011 زار رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان في اليوم التالي دولة قطر واجتمع مع أميرها لبحث الأزمة اللبنانية التي نشبت بعد استقالة المعارضة اللبنانية السابقة و&laqascii117o;الوزير الوديعة" عند رئيس الجمهورية الوزير عدنان السيد حسين.
أوساط ديبلوماسية عربية كشفت عن أن الرجلان اتفقا في ذلك الوقت على أن خروج سعد الحريري من رئاسة الحكومة أمر غير مقبول للدولتين، فضلا عن تلقي الطرفين تعليمات أميركية برفض الإطاحة بالحريري ووجوب العمل على إعادته عبر الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد.
واعتبرت الدولتان في ذلك الوقت استقالة وزراء المعارضة من الحكومة اللبنانية ضربة قاضية لإتفاق الدوحة الذي رعته، والذي يشكل النجاح الوحيد لدبلوماسيتها بعد تعثر حلها في اليمن وفي دارفور، واعتبرت سقوط الحريري إنهاء لدورها السياسي والدبلوماسي في المنطقة، بينما كان رجب طيب اردوغان، الساعي إلى الدخول عبر البوابتين الفلسطينية واللبنانية لإظهار نفوذه للولايات المتحدة على دول المنطقة، يشعر أن الأمور تجري دون استشارته.
المصادر تقول إن خطة المسؤولين الأتراك والقطريين بعودة الحريري سقطت برفض أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في تلك الفترة عودة سعد الدين الحريري للقصر الحكومي. هذا الأمر هو أساس الغضب الكبير الذي انتاب أمير قطر ضد الرئيس السوري بشار الأسد والذي تحول إلى حملة شعواء من التحريض الإعلامي تقوم به الجزيرة على مدار الساعة في تغطيتها للحدث السوري، بينما كانت الخسارة التركية كبيرة لدى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، خصوصا أن تركيا التي عاد لحكمها حزب العدالة والتنمية، أمامها استحقاقات سياسية واقتصادية كبيرة سوف تؤثر على قوتها وتماسكها، على عكس ما يشاع في الإعلام.
فالسياحة التركية معرضة لانخفاض حاد في المداخيل بسبب الأزمة الاقتصادية الأوروبية الحادة بعد أن استفاد الأتراك من قوة اليورو التي جعلت السائح الأوروبي يغير وجهته اليونانية نحو تركيا الأكثر رخصا، كما أن تركيا أمام استحقاق كردي حاسم بعد أن علت الأصوات الكردية متهمة اردوغان بالكذب عليهم طيلة ثماني سنوات، ولا ننسى أن الجبهة مع حزب العمال الكردستاني اشتعلت بعنف الخريف الماضي حيث استعملت تركيا الطائرات الحربية وجنود المشاة في حملة عسكرية شنتها ضد مواقع الحزب الكردي الثائر.
هذه المآزق التركية القادمة أراد أردوغان القفز فوقها وتجنبها عبر الدخول في عملية الضغط على سوريا كسبا للغرب، وفي عملية إعادة للعلاقات مع إسرائيل، وهو الذي سوف يحتاج للمال الغربي للاستمرار في الانتعاش الاقتصادي لديه فضلا عن السعي الاستراتيجي الأكبر وهو الحظوة بنفوذ إقليمي يمكنه من فرض نفسه دوليا.
وبحسب المصادر العربية عينها فأن رجب أردوغان وحمد بن خليفة أبلغا الرئيس الأسد أن الأميركيين يريدون عودة الحريري إلى رئاسة الحكومة فورا، الرئيس السوري لم يمانع ولكنه قال إنه لا يمكن له الضغط على حلفائه اللبنانيين، وخصوصا حزب الله، بعدما أفشل الحريري ورقة الحل السوري السعودي.
ـ 'النهار'
'شرف' الاستقالة لن يُعطى لميقاتي؟
سركيس نعوم:
لا تبدو اوساط سياسية لبنانية على صلة جزئية بـ'حزب الله' وأوساط ديبلوماسية أجنبية مطلعة، مقتنعة بأن 'الحزب' سيذهب في رفض تمويل 'المحكمة الخاصة بلبنان' الى الآخر، وبأن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيقدم استقالتها في حال تبنت الغالبية في مجلس الوزراء، موقف 'الحزب' من التمويل الموضوع المهم. وما يدفعها الى هذا الاقتناع معلومات تفيد بأن الرفض الحكومي للتمويل من دون تصويت مجلس الوزراء، سيدفع الجميع الى احالة الموضوع الى مجلس النواب حيث يكون رئيسه نبيه بري قد رتّب المخرج الملائم للتمويل، بموافقة حليفيه 'حزب الله' وسوريا. هل من صحة لوجود سيناريو متفق عليه؟ وهل يكون مجلس النواب المخرج من مأزق التمويل لـ'المحكمة'؟ يؤكد العارفون القريبون من 'الحزب' عدم وجود سيناريو كالمشار اليه. ويشددون على ان الرئيس ميقاتي 'نشَّز' وخرج عن الإطار العام للسيمفونية الحكومية التي وضعها الحزب والنظام السوري. و'نشز' ايضاً عندما هدد باستقالة حكومته في حال رفضها تمويل 'المحكمة'، ذلك ان الذين 'رأّسوه' عليها هم الذين يمتلكون 'شرف' استقالة الحكومة أو اقالتها او ابقائها. و'نشَّز' ثالثاً عندما اعتبر ان الثوابت السنية هي الثوابت الوطنية مثيراً بذلك الخوف من تحوله طرفاً في الاصطفاف المذهبي ومن اعتبار ثوابت الطوائف والمذاهب الاخرى غير وطنية. و'نشَّز' رابعاً عندما اعتبر ان مَن لا يمول 'المحكمة' ليس وطنياً، وان عدم التمويل يخدم اسرائيل ويؤذي لبنان و'المقاومة'، المتهم اربعة من عناصرها بالاشتراك في اغتيال الحريري، واذا كانت 'التنشيزات' الثلاثة الأولى ازعجت قادة 'الحزب' فإن 'النشاز' الرابع 'أشعلهم'.
انطلاقاً من ذلك وتأكيداً لعدم وجود سيناريو مسبق، يقول العارفون انفسهم، بدأ 'عقاب' ميقاتي الذي أثار 'الموقف هذا النهار' يوم السبت الماضي احتمال ممارسته عليه. فتكتل 'التغيير والاصلاح' قاطع الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء. وهو وآخرون قد يقاطعون كل جلساته أو التي منها ستخصص للتمويل. والعقاب قد يتصاعد بإقدام ثلث الوزراء زائد واحد على الاستقالة، إلا إذا تم الاتفاق على احالة 'مشكلة' التمويل على مجلس النواب للبحث فيها.
طبعاً، يتفهم البعض ربما في الموالاة 'المعارضة' لرئيس الحكومة 'حشرة ميقاتي' وخصوصاً في ضوء التحضيرات الواسعة لمهرجان 'المستقبل' في طرابلس. لكنهم يعتبرون ان طريقته في المعالجة كانت خاطئة. فالانسجام مع مطالب منظمي المهرجان يقضي عليه سياسياً ولن ينجيه 'شعبيا'. واستقالة حكومته لن تجعله زعيم السنة أو الاول بينهم. ولذلك كان الاجدر به التفاهم على المخارج الممكنة مع حلفائه، وعدم المناورة عليهم وعلى غيرهم. في أي حال تفيد معلومات العارفين ان ميقاتي يتعرض حالياً لضغوط من جبهتين متناقضتين. الأولى، جبهة 'حزب الله' وحلفائه داخلياً وخارجياً. وهي تضغط عليه لعدم الاستقالة والاستمرار في التزام تعهداته حيالها قبل تكليفه رئاسة الحكومة. والثانية، جبهة 'الغرب'. وهو يعتبر ان غالبية المؤسسات في لبنان ليست معه أو صارت ضده. ولم يبق له سوى خيط رفيع يمثله ميقاتي. وهو لا يريد ان يفقده. وهذا الغرب يعتبر ان اندلاع أزمة كبرى ومع تداعيات امنية يشتت تركيزه والمجتمع الدولي على الأزمة السورية. وهو لا يريد ذلك لأن القضية الاهم اليوم عنده هي سوريا وطريقة الخلاص من نظامها. لذلك فانه يتمسك بالتمويل، لكنه قد يرضى بصيغ يقدمها لبنان لتجنب ازمة واسعة، شرط ان لا يندرج مضمونها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وهذه الأمور كانت موضع بحث اخيراً من جهات ديبلوماسية غربية. فضلاً عن ان نصيحة فرنسا لـ'المستقبل' اخيراً قد تكون الاستمرار في المواقف ولكن بهدوء. كيف سيتعاطى مجلس النواب مع التمويل اذا احيل اليه 'رسمياً'؟
لا يزال هذا الموضوع قيد البحث مع رئيسه نبيه بري والآخرين. وهذا دليل على ان لا سيناريو موضوع مسبقا. ومن الاقتراحات الموجودة على الطاولة واحد يقول باقرار التمويل مع تحفظات من ضمن القانون تشير الى عدم دستورية 'البروتوكول' وميثاقيته أي تبقي هذا الموضوع حيّاً لتناوله بعد اشهر. وآخر يقول بوضعها في الاسباب الموجبة لقانون التمويل بعد الاتفاق على صيغتها. في اختصار يعتبر 'الحزب'، استناداً الى العارفين، ان المصير السياسي لميقاتي في يده. فاستقالة 'البطل' التي يسعى اليها قد تكلفه في السياسة الكثير، وقد تجعله أسيراً في فترة تصريف الاعمال. والاستقالة المفروضة عليه باستقالة الثلث زائد واحداً تبقيه شريكاً ولكن 'مضارباً' كما يقال، فماذا سيختار؟
ـ 'النهار'
المساعي استنفرت منعاً لايحاءات التدهور السوري
أين المناورة من الجدية في أزمة رهن مخارجها؟
روزانا بومنصف:
اثار تلويح الرئيس نجيب ميقاتي بالاستقالة في حال عدم تمويل المحكمة انطباعات مختلفة حول جديته او عدمها، فالرجل جهد في خلال الشهرين الماضيين في نفي تسريبات عن احتمال استقالته في حال عدم التجاوب مع طلبه تمويل المحكمة، واعلن امام زوار كثر في الاونة الاخيرة ان الاستقالة غير واردة وانه لو كان في نيته الاستقالة لما كان تسلم هذا المنصب. اضف الى ذلك تأكيده خلال زيارته لبريطانيا اخيرا ان الحكومة باقية ولا نية لديه للاستقالة رابطا وجودها بحماية الاستقرار في لبنان. ومن الاسباب التي عززت ترجيح بعضهم طابع المناورة على الجدية في هذا الاطار ان الحكومة الحالية حيوية جدا للنظام السوري بحيث لا يمكن اللعب اطلاقا في هذا الاطار، خصوصا مع الاتجاه الى فرض عقوبات من الدول العربية على هذا النظام مع اعتبار هؤلاء ايضا ان خطوة مماثلة لن تتخذ في غفلة من النظام السوري، او على نحو يمكن ان تؤذيه. ولذلك ربط كثر خطوته بمجموعة اعتبارات تبدأ بمحاولة الضغط على حلفائه في الحكومة من اجل تأمين التمويل على نحو يفاجىء هؤلاء ويظهر للخارج مدى جديته وصولا الى استباق الاجواء التحضيرية لمهرجان طرابلس مع ما يعنيه على اكثر من صعيد شخصي وسياسي بالنسبة اليه من ضمن طائفته، ومرورا بمحاولة التلويح بانه جدي وصادق في مسعاه تمويل المحكمة الى درجة تهديد استمرار الحكومة مع اعتقاد البعض ان الدول الغربية المعنية ربما تخفف ضغطها، وتعمل على اعطاء لبنان فرصة سماح اضافية خشية الوقوع في فراغ حكومي يمكن ان يسمح بزعزعة الاستقرار. اذ ان الاحتمال او اي حكومة برئاسة شخص اخر من قوى 14 اذار قد تؤدي في هذه المرحلة الى مرحلة شبيهة بتلك التي سادت بعد العام 2005 لجهة امكان حصول اغتيالات جديدة او عمليات تفجير لا تبدو الساحة اللبنانية بعيدة منها في ظل اجواء سياسية مشحونة بعوامل داخلية واخرى خارجية .
ـ 'الديار'
نصرالله يتجاوب مع تمنيات بري ويرجىء 'الخروج'عن الصمت افساحا للاتصالات
حزب الله لم يتفاجأ بموقف رئيس الحكومة والخطة 'باء' جاهزة في 'الدرج' وقريبا سيتم وضعها على الطاولة
ابراهيم ناصرالدين:
كانت قيادات الرابع عشر من اذار تنتظر على &laqascii117o;احر من الجمر" ليلة امس الاول اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في المجلس العاشورائي المركزي لتبني على كلامه حملة شماتة برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وكانت تمني النفس بالبناء على موقفه من المستجدات لزيادة التحريض وتامين المزيد من الزخم لمهرجان طرابلس، وكذلك كان عامة الناس ينتظرون سماع مواقف جديدة من الحزب ازاء التطورات الدراماتيكية خصوصا على صعيد التداعيات الداخلية المتصلة بالوضع الحكومي، لكن السيد نصرالله لم يجد في كل الصخب الدائر في البلاد وخارج الحدود اي مستجد يدفعه الى تغيير استراتيجيته المعتمدة كل عام في احياء مراسم عاشوراء. فهل صحيح ان الاحداث على جسامتها لا تستحق اتخاذ موقف منها الان وهي يمكن ان تنتظر العاشر من محرم ؟ هل المسألة تتعلق بالتوقيت فقط ام ان حزب الله لم يحدد بعد بشكل حاسم مواقفه من تطورات يرى البعض انها كانت مفاجئة وليست في الحسبان؟
اوساط سياسية متابعة عن كثب لاستراتيجية الحزب في التعامل مع الملف الداخلي تشير الى ان الاحداث المتسارعة في لبنان والمنطقة على قدر كبير من الخطورة وهذا لا يختلف عليه اثنان، ولكن طريقة التعامل معها تختلف بين من تعود على ادارة الامور باسلوب &laqascii117o;الهوبرة" والصراخ العالي الذي يهدف فقط الى تسجيل المواقف واستدراج عصبية الجمهور، وبين مدرسة اخرى يتقنها حزب الله وهي تقوم على ادارة الاحداث بعقل بارد ودون صخب وضجيج في وقت تحتاج اليه الامور الى القليل من الكلام والكثير من العمل، وهذا ما يقوم به حزب الله على الارض بصمت تفاديا لاي مفاجئات غير &laqascii117o;منظورة". هذا في المبدأ،لكن حقيقة عدم تطرق السيد نصرالله في كلمته الى اعلان موقف الحزب من تطورات الازمة الحكومية فهو يعود الى ما حصل من اتصالات خلال الساعات التي تلت الاطلالة الاعلامية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي والذي وضع فيها معادلة التمويل مقابل الاستقالة، حيث بذل رئيس مجلس النواب نبيه بري جهدا مضاعفا للحد من التداعيات &laqascii117o;العلنية" لما اعتبره تصرفا متهورا وغير مبرر لرئيس الحكومة، وهو تمنى على قيادة الحزب وعلى راسها السيد نصرالله التريث في التعليق على ما بدر من رئيس الحكومة افساحا في المجال امام اتصالات ربع الساعة الاخيرة، والتي تدور في الكواليس، وهي تحتاج الى اجواء اعلامية هادئة كي تثمر اما مخرجاً يؤدي الى تسوية ما حول بند التمويل، اوتسوية تطيل من عمر الحكومة ولا تحل ازمة التمويل، ولكنها تحد من التداعيات السياسية وغير السياسية بانتظار تبلور الازمة السورية المؤثرة بشكل مباشر على الساحة اللبنانية.
وبحسب الاوساط نفسها فان حزب الله لا يمانع في اعطاء هذه الفسحة الزمنية لمزيد من الاتصالات، لكن &laqascii117o;العقل الجمعي" داخل الحزب بات مقتنعا بان الرئيس ميقاتي قد اضاع فرصة تاريخية من بين يديه لتقديم نموذج جديد في الحكم يقوم على انقاض &laqascii117o;مدرسة الحريرية" السياسية وهو بمواقفه الاخيرة التي توجت مساراً &laqascii117o;ملتبساً" في ادارته للملفات الحكومية، خسر شريحة كبيرة من اللبنانيين توسلت في مناقبيته خيرا، وأملت منه ان يخرج البلاد من اتون خطاب مذهبي تعتاش عليه قوى 14 اذار، لكنه اختار في السر والعلن الاصطفاف وراء هذا العامل وبات في قراراته اسيرا لهذه المدرسة التي باتت العامل الرئيسي في اتخاذه للقرارات، تحت حجة مفادها، هذا هو لبنان، وهذا هو نظامه ولا يمكنني ان اكون استثناء.
وبراي المصادر نفسها فان الرئيس ميقاتي اختار &laqascii117o;الانتحار سياسيا" ومن يتابع اداءه ومواقفه يتذكر المثل اللبناني الشهيرالذي يقول &laqascii117o;لقد خرج مثل الفواخرة لا دنيا ولا اخرة"، فهو خسر جمهور 14 اذار الذي يتهمه بالخيانة واليوم في طريقه الى خسارة الشريحة الثانية التي ستتهمه ايضا بالخيانة، وهذا ليس دليلا على نجاح الوسطية كما يقول رئيس الحكومة، فاكبر دليل على الفشل و&laqascii117o;الخواء" السياسي، هو عدم القدرة على اتخاذ المواقف الحاسمة والجريئة في الاوقات الصعبة، وعدم وضوح الرؤية في اللحظات التاريخية التي يحتاج فيها الجمهور الى مواقف قادته المبنية على قناعات وليس على مصالح عابرة، خصوصا ان الاوضاع التي تمر بها المنطقة ولبنان لا تحتمل انصاف الحلول ولا يمكن ادارتها وفق &laqascii117o;المدرسة الجنبلاطية" التي تقوم على نظرية &laqascii117o;اجر في البور واخرى في الفلاحة".
وتسخر المصادر من حديث البعض عن وجود صدمة في حزب الله ازاء ما ذهبت اليه مواقف رئيس الحكومة، وبحسب معلوماتها فان موقفه كان متوقعا منذ اسابيع وكانت الاتصالات الجارية بعيدا عن الاضواء تشير الى انه يتجه الى هذا الخيار، خصوصا ان المعلومات المتوافرة اشارت الى وجود ضغوط اميركية كبيرة مورست على رئيس الحكومة لتظهير موقفه، ترافقت مع تزويده بمعلومات &laqascii117o;موثوقة" عن خريطة طريق سقوط النظام السوري ودعوات ملحة له لحسم خياراته قبل الغرق مع حلفاء سوريا في لبنان، لكن توقيت اعلانه والاسلوب والطريقة كانت ملك رئيس الحكومة الذي اختار، &laqascii117o;الاستفزاز" الاعلامي لشركائه في الحكومة وذلك قبل ساعات من مهرجان قوى 14 اذار في طرابلس، وقبل ايام من جلسة حكومية كان يفترض خلالها نقاش بند التمويل . وامام هذه المعطيات بدأ حزب الله منذ اسابيع التعامل مع التطورات على اساس ان انهيار الحكومة بات مسألة وقت، وكان الرهان فقط على عدم رضوخ رئيس الحكومة للضغوط الخارجية ومحاولة تخفيف &laqascii117o;الهلع" الذي اصابه ازاء التطورات في سوريا، لكنه على ما يبدو قد حسم خياراته، لكن ذلك لا يمنع من اعطائه فرصة لن تكون طويلة اذا ما اراد مراجعة حسابات الربح والخسارة، وذلك لتقطيع هذه المرحلة الصعبة باقل الخسائر الممكنة وابعاد لبنان عن تداعيات &laqascii117o;العاصفة" التي تضرب المنطقة، واذا كان رئيس الحكومة لا يملك تصورا واضحا لليوم الثاني لسقوط الحكومة، فأن حزب الله لديه تصوراته الجاهزة وخططه العملية التي لا تترك اي شاردة وواردة للصدفة، ذلك ان ادخال لبنان في حالة الفوضى ليس قرارا محليا ولكنه جزء من الحرب الخارجية المفتوحة على قوى المقاومة في المنطقة، وهذا لن يكلف قيادة حزب الله الكثير من العناء، فالخطة &laqascii117o;باء" جاهزة في &laqascii117o;الدرج" ووضعها على الطاولة للتنفيذ بات مسألة وقت.
ـ 'النهار'
مقربون من رئيس المجلس يتحدثون عن 'فرصة حل'وحلفاء له يلمّحون إلى استعجال و'خفة' لميقاتي
صونيا رزق:
على رغم التطورات المتسارعة التي برزت بعد الظهور الاعلامي المفاجئ لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، والتي انطوت على مؤشرات سلبية لمستقبل الوضع الحكومي، ثمة من هم على مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ما برحوا يحتفظون 'برباطة جأشهم'، ويتحدثون بحدود معينة من الثقة عن عملية 'تدارك عاجل' لانحدار الامور وتدحرجها، على نحو يلجم عملية 'الصعود الى هاوية' الفراغ الحكومي، من خلال استقالة الرئيس ميقاتي وانخراط عقد حكومته التي لم تبلغ شهرها الخامس بعد.
يستند هؤلاء في قراراتهم 'التفاؤلية' هذه الى جملة معطيات ووقائع وقراءات ابرزها:
- نتائج اللقاء الذي عقد بين الرئيسين بري وميقاتي في عين التينة والذي اعقب الاطلالة الاعلامية لرئيس السلطة التنفيذية بساعات قليلة والذي لم تصدر عنه اشارات تبدد الغيوم السود التي ظللت الحكومة وانصارها بعد كلام ميقاتي التصعيدي، الا ان ثمة من تحدث عن جانب بقي طي الكتمان وملك الرئيسين.
- اللقاء والاتصالات التي جرت في بعبدا على هامش جلسة مجلس الوزراء التي لم تعقد وشارك فيها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ومساعد بري الوزير علي حسن خليل والرئيس ميقاتي، والتي بقيت خلاصتها ايضا محجوبة عن الانظار والاسماع.
- المؤتمر الصحافي الاخير لرئيس 'تكتل التغيير الاصلاح' النائب ميشال عون، الذي وان اتصف باللهجة التصعيدية، فإنه ابقى ابوابا ومسالك مفتوحة للمساعي والاتصالات.
وعلى هذا كله، يبني هؤلاء، وبعضهم شريك في حركة الاتصالات دعوة جدية الى عدم الذهاب بعيدا في التشاؤم، وبالتالي انتظار تطورات الساعات القليلة التي تفصل عن 30 من الشهر الجاري، عسى تثمر حركة الاتصالات في الفناءات الخفية والتي لم تنقطع جسورها نهائيا، على رغم حالة الاحباط التي سادت الموقف اثر كلام قيل الجمعة لميقاتي والذي اوشك معه بعض المراقبين على القول ان ايام حكومة القوى الاربع اوشكت على الافول نهائيا.الا ان حلفاء بري في صلب قوى 8 آذار، لا يجنحون مع بعض اركانه في هذا المنحى المنطوي على انتظار ايجابيات تعيد الامور الى نصابها لاعتبارات عدة لديهم هي ملك ايمانهم، وهم بالتالي ما برحوا برغم اشارات بري والمحيطين به، لا يكتمون شعورا بالمرارة واحساسا مغايرا مفعما بالاحباط والتشاؤم، عنوانه العريض ان ميقاتي، الذي تصدى طائعا مختارا في الشهر الاول من العام الماضي لمهمة كان يعي كما الجميع مدى جسامتها وضخامتها لم يكن ينجح في استكمال ما بدأه ولم يكن عند ما وعد به وتعهده.
وعليه يقول هؤلاء ان سلوك بري في الساعات القليلة الماضية حيال الحدث المستجد عبارة عن مسار طبيعي، ففي بداية الامر، وبعدما بلغه كلام ميقاتي شهد المقربون من رئيس المجلس 'انفجار' مشاعر الاستياء، بل ان الرجل المعروف بفولاذية اعصابه في مثل هذه المواقف، خرج عن طوره، وقال كلاما ينم عن انفلات مشاعر الغضب، لاعتبارات عدة:
الاول: ان بري ابلغ الى من يعنيهم الامر قبل فترة انه مطمئن الى نوع من التفاهم مع ميقاتي في موضوع تمويل المحكمة، قوامه ان ليس ما يدعو للعجلة وان في الامكان تأجيل الموضوع الى آذار المقبل حيث ثمة فرصة 'لاجتراح' حل عملي للموضوع.ولقد بلغت ثقة بري بفكرة ان ميقاتي حريص على التزام مندرجات التفاهم اياه، حداً جعله يرد بلهجة الاستنكار على كل من يشكك امامه في ما كان يصدر عن ميقاتي او المحيطين به، ولا سيما في زيارته النيويوركية ثم اللندنية.
الثاني: ان الفريق الذي يعبر حاليا عن مرارته من مواقف ميقاتي الاخيرة كان سمع من ميقاتي والمحيطين به ان استمراره في الحكومة وتنكبه هذه المهمة من الثوابت الوطنية، وانه اتى الى سدة المسؤولية لكي يمضي بها قدما حتى موعد الانتخابات المقبلة، وليس الى اجل موعود، وذلك حرصا على الوضع في البلاد والحيلولة دون انزلاقها الى مهاوي وضع اسوأ، اعتقادا منه ان الحكومة الحالية هي مظلة الامان لهذا البلد، في ظل الاحداث في سوريا.
الثالث: ان الحكومة الحالية هي بشكل من الاشكال ضمان للساحة الداخلية للحيلولة دون الانزلاق اكثر في الاحداث السورية، او لدرء هذه الساحة من تداعيات هذه الاحداث وارتداداتها، بصرف النظر عن مآل هذه الاحداث. وبناء على كل هذه المعطيات، وبعضها ثوابت، فإن هؤلاء ومن بينهم 'حزب الله' لا يكتمون استنتاجات لديهم من جراء 'حركة' ميقاتي الاخيرة فحواها الآتي:
- ان ميقاتي نكل بكثير من التعهدات التي سبق ان اطلقها لرفاقه في الاكثرية.
- تعامله باستعجال وتسرع وخفة، وبحسابات ضيقة جدا مع وضع يدرك انه قضية وطنية بامتياز، لا سيما انه (اي ميقاتي) يعي سلفا لماذا هو بالاساس في موقعه الحالي، وبالتحديد في مكان شغله الرئيس سعد الحريري ويدرك بطبيعة الحال 'تكاليف' هذه المهمة.
- لا بدّ ان ميقاتي يعي انه بموقفه هذا، وباستقالته اذا تطورت الامور، لا يحمي البلاد، ولا يقيها رياح ما يخشى هو منه، بل يشرعها على كل الاحتمالات السود، ويساهم في رفع منسوب الهجمة على سوريا، وفي اسوأ الاحوال يساهم في تعقيد الوضع في الساحة السورية.
وعليه، فإن هؤلاء لم يجدوا حتى الساعة الاجابة الشافية والمقنعة عن سؤال فحواه ما الذي دفع الوزير محمد الصفدي الى الاستعجال في رفع طلب سلفة تمويل المحكمة الدولية، علما ان ثمة من ابلغ بري وبدا الاخير مقتنعا بأن لا عواقب تذكر اذا لم يبادر لبنان الى اقرار التمويل باستثناء ان الامم المتحدة ستساهم في ايجاد سبل تمويل و'تفوتر' على لبنان ليس الا. وحيال كل التساؤلات فإن اصحاب هذه التساؤلات والرؤى ليس امامهم الا ان يتركوا الفرصة للرئيس بري ليقوم بمساعيه الانقاذية الاخيرة، علما انهم يصرون على البقاء على موجة الحذر والهواجس التي انتابتهم وهم يرون 'استعجال' ميقاتي و'الخفة' التي وسمت حركته وهو يتناول مسألة يعرف انها قضية وطنية بالغة.وفي كل الاحوال، بين معطيات المقربين من بري المتحدثة عن فرصة لتدارك الوضع الحكومي، والوقائع المتحفظة لحلفاء بري، تبقى الامور رهينة الساعات المقبلة، علما ان الفريق الثاني ما برح يرفض اي انزياح عن سلم اولوياته المعروفة ومن بينها رفض تمويل المحكمة الدولية.
ـ 'اللواء'
في خطر... ولكن؟
صونيا رزق:
... أما الوضع الأكثر غرابة فيبقى في هذه الحالة غير المبررة من العداء بين <تيار المستقبل> و <حزب الله>، وما يرافقها من ظاهرة انعدام الحوار، حتى على المستويات المتوسطة بينهما، رغم اعتراف الواحد منهما بحجم تمثيل الآخر على مستوى قواعده الشعبية والمناطقية&bascii117ll;
لقد أثبت مهرجان طرابلس بالأمس، أن التيار الأزرق بقيادة الرئيس سعد الحريري، ما زال يُمسك بزمام الزعامة الشمالية بفارق بعيد جداً عن القيادات المنافسة الأخرى، والتي يكاد نفوذها ينحصر في الفيحاء، من دون أن يصل إلى عكار والمنية والضنية والكورة والبترون&bascii117ll;
كما يُثبت <حزب الله> في مناسباته المختلفة، أنه صاحب الرصيد الأكبر شيعياً، وقادر على حشد قواعده الشعبية كلما دعت الحاجة لذلك&bascii117ll;
فلماذا إذاً لا تكون هناك محاولات جدية لإعادة وصل ما انقطع بين الطرفين، على قاعدة العمل من أجل التوصّل إلى اتفاق على تحييد الوضع اللبناني عمّا يجري في المنطقة، لا سيما عند الشقيقة سوريا، وبالتالي التوافق على ضرورة الحفاظ على الاستقرار الحالي، ولو بحده الأدنى، تجنباً لأية خضات أمنية، قد نعرف كيف تبدأ، ولكن لا أحد يعرف حتى وكيف تنتهي!&bascii117ll;
الوضع اللبناني في خطر&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; طالما بقي الانقسام الحالي سائداً، في غياب الحوار بين القوى الفاعلة، وفي ظل افتقاد التوافق على الثوابت الوطنية &bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; البديهية!&bascii117ll;
رب قائل إن المحكمة تقف حجر عثرة أمام عودة التواصل بين <المستقبل> و <حزب الله>&bascii117ll;
لا شك أن المحكمة هي أحد البنود الخلافية الرئيسية بين الطرفين، ولكن حان الوقت لندرك جميعاً أن الخلافات اللبنانية - اللبنانية حول المحكمة، والثرثرات المحيطة بها من بعض الأطراف، لن تقدّم ولن تؤخّر في عمل المحكمة التي تبقى من صلاحية مرجعيتها الدولية، حتى ولو امتنع لبنان عن سداد حصته المالية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; أو حتى لو ركب البعض رأسه وحاول إلغاء، أو حتى تعديل، بروتوكول التعاون المعقود بين لبنان والمحكمة منذ عهد حكومة ميقاتي الأولى!&bascii117ll; الوضع اللبناني في خطر&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; فمن يكون المُنقذ هذه المرة؟!&bascii117ll;
ـ 'اللواء'
ولاية الفقيه بالوراثة صمام أمان أم صاعق انفجار؟
مأمون كيوان:
ادّعت طهران بأنّ في الانتفاضة الديموقراطية العربية مؤشّرات على <يقظة إسلامية> مستوحاة من الثورة الإيرانية في العام 1979&bascii117ll; إلاّ أنّ النزاع مع إسرائيل والعقوبات الدولية تتيح لنظام طهران، المستقوي بضعف منافسيه الإقليميين (مصر والسعودية)، أن يعيد إحياء خطابه القومي&bascii117ll; وهو يحتاج إلى ذلك طالما أنّه لم ينجح في قمعه المتواصل في القضاء على <الحركة الخضراء> التي انطلقت عام 2009&bascii117ll; وكان المرشد الأعلى علي خامنئي يأمل بأنّ <لقاح> الشنق والتعذيب سيقضي على <جرثومة> الاعتراض&bascii117ll; لكن من سوء حظّه أنّ في الانتفاضات العربية والتعارض المذلّ بين شعبٍ متعلّم ونظامٍ سياسيّ غارق في القدم، ما يقضي على الشرعية الضعيفة للنظام&bascii117ll; وتجاهل خامنئي ونجاد قول الرئيس التركي عبد الله غول، خلال زيارته لطهران في 14 شباط/ فبراير الماضي: <عندما لا يصغي رؤساء الدول إلى مطالب أمّتهم، فإنّ الشعوب ستتكفّل بذلك بنفسها>&bascii117ll;
وثمة مؤشرات تفيد باتساع الفجوات والخلافات بين المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد قد تفضي لوضع الأخير في منزلة آخر رؤساء إيران&bascii117ll; فمنذ تولي نجاد فترة ولايته الرئاسية الثانية بدأت مسيرة الخلافات والتدخلات بتشكيلة وسياسات حكومة نجاد على أكثر من صعيد وعلى نحو خاص الشخصيات المقربة جداً من نجاد وفي مقدمهم مساعده الأهم إسفنديار رحيم مشائي، الذي يرتبط بنجاد بصلة مصاهرة ، نظراً لزواج ابن احمدي نجاد عام 2008 بابنة مشائي الذي أُشيعت أنباء عن تورطه بقضايا فساد مالي من جهة أولى ومن جهة ثانية ما نُسب إليه من تصريحات غير معادية لإسرائيل وتأكيده العلني ان ما من مشكلة لدى الشعب الايراني مع الشعب الاسرائيلي&bascii117ll;
ويعتقد أن نجاد الذي لن يتمكن من الترشح إلى الانتخابات الرئاسية عندما تنتهي ولايته في حزيران 2013، لكون الدستور الإيراني يحدّد مدة الرئاسة بولايتين متعاقبتين&bascii117ll; وليضمن خلافته مستقبلاً، يساند ترشيح مشائي للرئاسة، آملاً من دون ريب بأن يتيح وجود مشائي في الرئاسة الاحتفاظَ بمنصب مهم في الحكومة ?على غرار (الرئيس الروسي السابق) فلاديمير بوتين في حكومة (الرئيس) ديمتري مدفيديف-، وبمجرد ان يُتِمّ مشائي ولايته الاولى، البالغة اربع سنوات، فإن احمدي نجاد سيستغلّ سمعته لتولي المنصب مجدداً&bascii117ll;
بالمقابل، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي في خطاب ألقاه في 16 تشرين الأول الماضي في مدينة كرمنشاه أنه: <لن تكون هناك أي مشكلة في تعديل بنية النظام الحالية>&bascii117ll;في إشارة إلى أنه سيُلغى منصب رئيس الجمهورية في المستقبل القريب، وسيُعتمد النظام البرلماني لانتخاب الحكومة&bascii117ll;
ولعل الوجه المهم في النزاع بين خامنئي والرئيس نجاد يتعلق بخليفتيهما، والمرشد الأعلى ينظر الى المسألة بجدية كبيرة، و خامنئي مشغول بخلافته، ومنذ توليه منصب المرشد الاعلى عام 1989 (بعدما تولى منصب الرئيس بين 1981 و1989)، اتسمت علاقاته بالصعوبة مع أول رئيسين في عهده، علي أكبر هاشمي رفسنجاني (من 1989 الى 1997) ومحمد خاتمي (من 1997 الى 2005)، فظهر أحمدي نجاد كجندي متحمس ومطيع ينفّذ أوامر قائده&bascii117ll; وحتى يتمكن من انهاء ولايته بهدوء، ربما يكون خامنئي قرر ألاّ يمارس مهماته بصحبة رئيس&bascii117ll; ليست هي المرة الاولى التي يتصرف فيها خامنئي على هذا النحو، فعندما أصبح المرشد الاعلى، لم يعترض على إلغاء منصب رئيس الوزراء من خلال تعديل دستوري&bascii117ll;
ولعل خامنئي شرع في إعداد خلافته، لأن الغاء منصب الرئيس يمكن ان يؤثر أيضاً في منصب المرشد المقبل للبلاد&bascii117ll;وقد يقرر ان يتولى ابنه مجتبى خلافته&bascii117ll; لكن ستكون شرعية مجتبى خامنئي هشة، فضلاً عن أن توريث منصب المرشد لن يوافق عليه تلقائياً أقطاب مجلس الخبراء الذي يتكون من 83 عضوا?غالبيتهم من رجال الدين&bascii117ll; وحدد القانون أن يكون مقر واجتماعات مجلس الخبراء السنوية في مدينة قم، إلا إن كل اجتماعات المجلس عقدت في العاصمة طهران&bascii117ll; و تبلغ مدة مجلس الخبراء ثماني سنوات، وللمجلس حق تعيين وإقالة مرشد الثورة&bascii117ll; كما أن أعضاء مجلس الخبراء غير ممنوعين من تولي المناصب الحكومية المختلفة مثل عضوية مجلس الشورى&bascii117ll;?ويقوم مجلس الخبراء بعزل المرشد في الحالات التالية: عجز المرشد عن أداء واجباته الدستورية&bascii117ll; و فقدانه صفة من صفات الأهلية التي نصت عليها المادتان الخامسة والتاسعة بعد المائة من الدستور، أو إذا تبين أنه لا يملك تلك الصفة من الأساس&bascii117ll; وكذلك أقطاب مجلس القيادة الذي يضم المجلس في عضويته رئيس الدولة، ورئيس الهيئة القضائية، وفقيه من أعضاء مجلس الأوصياء يختاره مجمع تشخيص مصلحة النظام&bascii117ll; ويمارس?مجلس القيادة مهام المرشد حتى انتخاب مرشد جديد&bascii117ll; لكن واقع الحال يشير إلى أن الولي الفقيه المطلق يستطيع أن يلغي القانون عندما يرى أن ذلك من مصلحة الإسلام والمسلمين، وذلك باعتبار أن القانون الواقعي هو قانون الإسلام&bascii117ll; وبناء عليه فأوامر الولي الفقيه تعتبر في حكم القانون، والولي الفقيه فوق الدستور، ولو تعارض الولي الفقيه مع الدستور فالدستور هو الذي يتغير&bascii117ll;ومهام وصلاحيات المرشد واسعة منها: إقرار السياسات العامة?للدولة، بعد استشارة مجلس تشخيص مصلحة النظام لتحديد الأهم والمهم، وللمرشد القرار النهائي&bascii117ll; و مراقبة?تنفيذ?السياسات العامة للدولة&bascii117ll; وحل المشاكل التي لا تحل بالطرق العادية، بالاستعانة بمجلس تشخيص مصلحة النظام&bascii117ll; وإقالة رئيس الدولة من منصبه?تحقيقا للمصلحة العامة بعد أن?يدينه القضاء في مخالفة قانونية أو بعد أن يحجب مجلس الشورى الثقة عن الرئيس في ضوء ما?ورد في المادة التاسعة والثمانين من الدستور&bascii117ll; وإسقاط أو تخفيف الأحكام القضائية على المدانين وفق ما تسمح به الشريعة الإسلامية وبتزكية من رئيس الهيئة القضائية&bascii117ll; وللمرشد أن يعطي بعض صلاحياته لشخص آخر&bascii117ll;
ـ 'اللواء'
رعى عرضه الخاص العماد عون في صالة أبراج وسط حشد أمني وسياسي
'خلَّة وردة': ناس المقاومة يهزمون العملاء المسلّحين..
من نادين لبكي التي جمعت اللبنانيين في <وهلأ لوين؟!> إلى <شارع هوفلين> لـ منير معاصري حيث أجواء التظاهرات الطلابية ضد النظام الأمني السوري - اللبناني السابق، وقبلهما جورج هاشم في <رصاصة طايشة> حيث نجد رصدا لحال الانقسام في المجتمع اللبناني خلال الحرب المنصرمة وأزمة صبية (نادين لبكي أحبَّت) وصولاً إلى <خلِّة وردة> لـ عادل سرحان الذي افُتِتَح جماهرياً يوم الخميس الماضي في 24 الجاري بعد عدة أيام على عرضه في صالة أبراج برعاية العماد ميشال عون وحضوره، وسط حضور مكثّف للأمن والسياسة والإعلام، رصداً لهذا الحدث الذي وراءه مركز بيروت الدولي للإنتاج والتوزيع (تابع لمحطة المنار)&bascii117ll;
المقاومة هي العنوان البارز، من خلال عائلة جنوبية في إحدى القرى تواجه صلف الميليشيا المتعاملة مع إسرائيل بكثير من الإيمان والصبر والثبات وصولاً إلى تحقيق الانتصار، من خلال نص كتبه السوري محمود الجعفري، وأخرجه سرحان كأول فيلم درامي روائي طويل له، بعدما كنّا تعرّفنا على مناخه من خلال شريط: <آديم> القصير، الذي لعبت بطولته كارمن لبُّس وحاز عدة جوائز&bascii117ll;
<خلِّة وردة> يستند إلى فكرة بسيطة صاغها الجعفوري في نص سريع الإيقاع، يتناول سيرة أبو عبدالله (أحمد الزين) وزوجته (ختام اللحام) وأولادهما عبدالله (سعد حمدان) والطالبين الجامعيين (سليم علاء الدين وعدي رعد) اللذين يعيشان في بيروت ويتابعان دراستهما هناك، ويزوران ذويهما من فترة لفترة، وفق ما تسمح به ظروف إزعاجات ميليشيا العملاء في القرية، وعناصرها من شباب البلدة الذين لأكثر من سبب انساقوا مع إسرائيل وأحدثهم عبدالله المتضايق من كونه يعمل في الأرض بينما شقيقاه يتابعان دراستهما الجامعية، وهو بالكاد يُطعِم زوجته (بولين حداد) في القرية، ويجدها حتى فرصة للانتقام من إمام القرية (حسام الصبّاح) الذي أرهقه بتدخّلاته في حياته وبتأثيره على والده&bascii117ll;
يلتحق عبدالله بمسؤول العملاء في القرية ويدعى أبو جميل (حسن فرحات)، الذي يريد من خلاله إخضاع عائلته كلها، وكفّ خطرها عليه، فهناك العديد من الاتهامات لكن من دون تأكيد بأنّ العائلة تتعامل مع رجال المقاومة وتسهّل إمدادهم بالسلاح حيث هم، وحين يُعثر على عقب سيجارة يتأكد أبو جميل أنّها لأبي عبدالله فيستنطقه ثم يعتقله، ويودعه السجن لفترة لا يستطيع معها إبنه عبدالله فعل شيء، وحين حاول تم الهزء منه وإبعاده&bascii117ll;
أبو عبدالله رُسِمَتْ شخصيته في إطار راعى صورة الفنان أحمد الزين الجماهيرية في <إبن البلد>، وبالتالي كانت الطُرفة جاهزة على لسانه دائماً، وهي موجّهة إلى أبي جميل وأمثاله من عناصره لكن المخرج كما كان واضحاً ترك له حرية أنْ يتحرّك كما يشاء أمام الكاميرا، فإذا بالشخصية المحورية تنجح لصالح <إبن البلد>، بينما هي واثقة، ثابتة، قوية، ومحط احترام الجميع، فلماذا تُرِكَ يفعل ما يريد أمام الكاميرا&bascii117ll;
الإبن البكر عبدالله يصبح على المقلب الآخر، مكروهاً من أهله، وجيرانه، لا أحد يكلّمه أو يُبدي نحوه أيَّ نوع من الاحترام، بينما والده يُهان في السجن، لكنّه كان يستغل العملاء، فالزوجة طالبته دائماً بالذهاب إلى <خلِّة وردة> وحراثتها وهو يبلغها بأنّ جاراً لهما استشهد وهو يحرث أرضاً قريبة له هناك، واستغل الموقف وأوهم أحد مُخبري أبي جميل بأنّ السلاح الذي يبحثون عنه موجود في أرض الخلّة عندها ذهبت ملالتان M133 وراقت تحرث الأرض بجنازيرها وكأنها تلبّي طلب أم عبدالله&bascii117ll;
ونعرف لاحقاً أنّ الإمام كان متضامناً مع أبي عبدالله، وولديه الجامعيين وتمّت تخبئة الأسلحة في حفرة أمام مركز العملاء، وعندما دقَّت ساعة الصفر، وباشر الجميع الهجوم كشف عبدالله عن وجهه وهو يحمل بندقيته مع عائلته وأهل بلده وتم تدمير قصر العملاء&bascii117ll;والحقيقة أنّ للعديد من المشاركين مكان في دفع الأحداث، لكن المؤثر الحقيقي في سياقها هو حسن فرحات في دور أبي جميل، إذ إنّه الأكثر إقناعاً بدوره بينما الآخرون لم يدخلوا في جلد شخصياتهم مثله، لكنها فرصة للفنان أحمد الزين كي يستعيد حضوره اللبناني، وإثبات جديد لـ ختام لحام بأنّها وجه درامي معه، ونافذة جديدة فُتِحَتْ لـ سعد حمدان في الدور، ولكنه لم يعط الكثير فيه، وكذلك هي حال بولين حداد في دور زوجة عبدالله التي تعيش بعيداً عنه مع بيت عمّها ريثما يعود من العمل مع الميليشيا العملية&bascii117ll;
المخرج سرحان يعترف بأنّه اعتُقِلَ على يد <قوّات لحد> وكان لا يزال في الرابعة والعشرين من عمره، وقد شارك في التمثيل أيضاً: اسماعيل نعنوع، هشام أبو سليمان، سعيد بركات، عايدة عساف، عدنان عوض، عبده شاهين وأحمد مجاري&bascii117ll;
ـ 'الشرق الأوسط'
سوريا.. العقوبات لا تردع ولا تسقط
طارق الحميد:
إذا أردنا أن ننظر للجزء الممتلئ من الكوب في قرارات الجامعة العربية أمس، فيمكن القول إنها قرارات مهمة لأنها من اللحظات النادرة التي تقر بها الجامعة عقوبات على دولة عضو، لكن الأخبار السيئة هنا أن تلك العقوبات لن تردع النظام الأسدي، كما لن تسقطه.
وقد يقول قائل، أو أحد أعضاء الجامعة، ومن قال إن العرب يريدون إسقاط بشار الأسد، فهذه ليست مهمة الجامعة؟ وهنا يتضح الخلل تماما! فالسوريون يقتلون من قبل النظام، ليس لأن هناك خلافا في وجهات النظر بين الشعب والأسد، بل لأن هناك دما، وذلا، وقمعا، وانعداما للشرعية. ويكفي أن يتأمل العرب، وتحديدا المعنيين، مقولة لأحد المواطنين السوريين في حمص الذي علق على قرار العقوبات العربية على النظام الأسدي، والقول إنه يُخشى من أن تؤثر العقوبات على السوريين، وليس النظام، حيث كان رد فعل المواطن السوري هو التالي: &laqascii117o;مستعد أن آكل أنا وأولادي التراب من أجل أن يسقط النظام"! هذا هو الحال في سوريا، وعلى الرغم من كل الدعاية الكاذبة التي يقوم بها النظام الأسدي من مظاهرات مؤيدة له، وخلافه، فإنه لو كان هناك تأييد حقيقي له لما استعان النظام بحزب الله والصدريين ومعهم الإيرانيون ضد شعبه، وخصوصا مع تصاعد الانقسامات في الجيش السوري. ولذا، فمع أهمية إقرار العقوبات العربية على النظام الأسدي تبقى نقطة مهمة جدا وهي أن الأوضاع في سوريا تجاوزت مرحلة العقوبات، وتتطلب ما هو أكثر منها، خصوصا أن القتل والقمع لا يزالان مستمرين من دون انقطاع من قبل النظام الأسدي. ولا يكفي العرب، أو غيرهم، القول إن هناك مخاوف من انزلاق الأوضاع في سوريا إلى حالة حرب، فإذا وصلت الأوضاع في سوريا إلى مواجهات مسلحة حقيقية فإن من يتحمل المسؤولية حينها هو نظام بشار الأسد أولا، وكل من تأخر عن تقديم مد يد العون للمدنيين السوريين ثانيا، وخصوصا أنه قد بات من المستحيل اليوم أن تعود الأمور بسوريا إلى ما كانت عليه، ومهما فعل الأسد، فالسوري الذي يتحدى القمع، والذل، والقتل، طوال هذه الشهور، وعلى الرغم من كل ما يحدث، لم يعد قابلا للنظام، مما يعني أن فرص الأسد الوحيدة هي إما نهاية القذافي، أو بن علي، فقد تجاوز الأسد حتى مرحلة علي عبد الله صالح. وعليه، فإنه يحسب للعرب اليوم إقرارهم، وبواقع 19 صوتا، العقوبات على نظام الأسد، إلا أن تلك العقوبات لا تكفي كون آلة القتل الأسدية لم تتوقف، كما أنه من المؤكد أن النظام بنفسه سيقود عملية إدارة السوق السوداء بسوريا بعد إقرار هذه العقوبات، كما فعل وقتها نظام صدام حسين إبان العقوبات الدولية، ولا ننسى أن العراق متحفظ على العقوبات العربية، مما يعني أن هناك منفذ تهريب سيعمل ليل نهار على الحدود السورية العراقية، ولذلك فإن أفضل ما يمكن أن يفعله العرب اليوم حماية للسوريين هو نقل المعركة إلى مجلس الأمن
ـ 'الشرق الأوسط'
السلفي وولي الأمر الإخواني
حمد الماجد:
لم يخطر ببال السلفيين أن دنيا العرب ستتحول هذا التحول الدراماتيكي ليغمضوا أعينهم على غريمهم ومنافسهم (الإخوان) وهم إما في السجون أو ملاحقون قضائيا ومضيق عليهم، ويفتحون أعينهم ليجدوا السجين الإخواني صار طليقا، والمبعد صار مقربا، والمضيق عليه في الانتخابات صار مرشحا لرئاسة البلاد والمتحكم في مصير العباد، والذين كان السلفيون يجادلونهم حول وجوب الطاعة صاروا هم من تبذل لهم الطاعة.
كانت مسألة طاعة &laqascii117o;ولي الأمر" وعدم منازعته في سلطانه والصبر عليه وإن أخذ المال وجلد الظهر، أبرز نقاط التماس والنزاع بين أكبر حركتين إسلاميتين؛ الإخوان المسلمين والسلفيين، فما موقف السلفيين المتوقع من &laqascii117o;ولي الأمر الإخواني"؟ كيف سيكون تعاملهم مع المرشد العام لـ&laqascii117o;الإخوان" الذي ربما أصبح مرشدا سياسيا للبلاد كلها؟ هل سيطبقون أدبياتهم في السمع والطاعة له في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأثرة عليهم؟ وماذا عن النصح والانتقاد العلني لـ&laqascii117o;ولي الأمر"، الذي كان من أبرز مثالب السلفيين على &laqascii117o;الإخوان"، بدعوى عدم جواز التأليب على الحاكم ودق إسفين الخصومة بينه وبين الناس، وتهييج الدهماء عليه؟ هل سيبذل السلفيون لإمام المسلمين الإخواني &laqascii117o;صفقة اليد وثمرة الفؤاد"، ولن ينزعوا يدا من طاعته؟ وهل سيتمتع رئيس الجمهورية &laqascii117o;الإخواني"، بهذه الخاصية السلفية؟ أم أن السلفيين سيكون لهم رأي آخر تبعا للتغييرات والمراجعات التي حدثت لعدد من أدبياتهم بعد اندلاع ثورات الربيع العربي؟
وهل سيكون رئيس الجمهورية الإخواني في نظر بعض السلفيين من خيار أئمتهم &laqascii117o;الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم؟" أم يكون المرشد الرئيس من &laqascii117o;شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم"؟ وماذا عن فكرة &laqascii117o;المعارضة" السياسية؟ التي تعتبر في أدبيات بعض السلفيين نوعا من الخروج على الحاكم، هل ستعتبر في عهد &laqascii117o;الجمهورية الإخوانية" نوعا من الخروج على المرشد؟ وهل سيعتبر السلفيون فترة الحكم الإخوانية بعد فترة مبارك نوعا من الخير الذي جاء من بعد شر لكن فيه دخن &laqascii117o;قوم يستنون بغير سنتي.. تعرف منهم وتنكر"؟ وهو الحديث الذي يردده السلفيون دوما عن غيرهم من الحركات الإسلامية السياسية، أم أن عصر الثورات العربية صار ثورة على كثير من الأدبيات السلفية، وأن السلفيين ينظرون إلى غيرهم من الحركات الإسلامية السياسية الحاكمة على أنهم الأقرب لهم، ولو اختلفوا معهم في بعض التفاصيل؟
وماذا لو تسلط رئيس الجمهورية الإخواني ومنع بعض شيوخ السلفية من إلقاء الدروس والمحاضرات وخطب الجمعة؟ هل سيسمعون ويطيعون؟ أم أن هناك فقها سلفيا سيولد من رحم الثورات العربية؟ وأن الإمام الصائل الظالم له فقه، وللإمام الإخواني في ظل الديمقراطيات العربية الناشئة فقه آخر؟ وماذا عن المظاهرات والمسيرات والاعتصامات التي مايزت بسبب تحريمها فكر السلفيين عن فكر &laqascii117o;الإخوان"، هل سيحجم السلفيون عن المشاركة فيها؟ ولو تنادى الشعب في ميدان التحرير تحت حكم الرئيس الإخواني ونادوا بصوت واحد &laqascii117o;الشعب يريد إسقاط (الإخوان)"، فهل سيكونون في الصفوف الأولى؟ أم سيحجمون حتى لا يكونوا عونا للشيطان الليبرالي على &laqascii117o;إخوانهم"؟ سأكون مخطئا لو تبرعت بالإجابة عن هذه التساؤلات، لسبب بسيط وهو أن الحركة السلفية صارت مثل القنبلة العن