ـ 'الشرق الأوسط'
إيران و'الإخوان'.. والمنزل الخشن!
يهدد الشبح الإيراني، جنرال قاسم سليماني، العالم كله، ويخص منه أميركا، بأن إيران ستصبح إيرانات في منطقة الشرق الأوسط، وأن مصر ستصبح إيرانا أخرى، شاء من شاء وأبى من أبى.
قائد فيلق القدس، ومهندس الشبكات الإيرانية الإرهابية في العالم، ومعلم السيد نصر الله في لبنان، والسيد مقتدى في العراق، لا يتكلم عبثا، ولكنه أيضا يمارس، في هذا الظهور النادر له، نوعا من أنواع الحرب النفسية ضد خصوم إيران، وهم بالمناسبة ليسوا أميركا فقط، كما يدعي سليماني، بل غالبية الدول العربية، ولكن خفاش الاستخبارات الإيرانية قرر أن ينظر بعين واحدة لأسباب دعائية.
إيران مستنفرة، وهي تريد &laqascii117o;حلب" هذه الثورات العربية في المحلب الإيراني فقط، ففي بداية انهيار &laqascii117o;الدولة" في مصر لصالح ما سمي، وما زال يسمى، بالثورة المصرية، هلل مرشد إيران، علي خامنئي، لما سماه بثورة الصحوة الإسلامية، وقرر أن يرى في هذه الثورات عودة لروح الخميني، مؤسس جمهورية ولاية الفقيه الإسلامية، وهكذا عزف كل قادة إيران من العسكر والمدنيين، وأتباعهم في لبنان مثل حسن نصر الله، على ذات النغمة، لكن هذه المعزوفة أصابها النشاز حين وصلت أمواج الثورة إلى سوريا بشار الأسد، وقرر خامنئي وأتباع معسكره النظر، كالأعور، بعين واحدة، والتحدث بلسانين، فما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن هي ثورات خمينية صحوية، نسخ أخرى من إيران، أو إيرانات جديدة، كما يقول سليماني، بينما ما جرى ويجري في سوريا هو مؤامرة من الشيطان الأكبر والشياطين الصغرى!
كانت الثورة الشعبية السورية هي المسمار الأعمق في اللوح الإيراني الدعائي، كانت هي المربكة لكل أتباع خطاب الممانعة والمقاومة، الذي كان &laqascii117o;شغالا" طيلة السنوات القريبة الماضية، وتم تبسيط كل الصراعات والتعقيدات في المنطقة من زاوية هذا الصراع &laqascii117o;المفتعل"، فعبر ثنائية: الاعتدال والممانعة، أو القوى التابعة للمشروع الأميركي والمشروع الوطني الإسلامي.. كان يتم تسويغ وتسويق المصالح الإيرانية ومصالح نظام الأسد في المنطقة، والويل كل الويل لمن يختلف أو ينتقد هذا المعسكر، الويل له من إعلام &laqascii117o;الجزيرة" و&laqascii117o;القدس" وهيكل وميكروفونات الإخوان المسلمين، الظاهرة منها والباطنة!
الآن سقط القناع عن القناع، كما قال درويش، وها نحن نرى الصامت القاتل، قاسم سليماني، يفضح المستور، ويكشف المغطى، ويصرح بأن إيران تريد من هذه الثورات العربية أن تكون &laqascii117o;إيرانات" أخرى، إيرانات بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أو بعبارة أخرى تريد منها أن تكون على غرار التابع الأليف &laqascii117o;الحاج" أبو إسراء، نوري المالكي في العراق، الذي سخر قدرات الدولة العراقية لإنقاذ الحليف الطائفي والسياسي بشار الأسد، وها هي الأخبار تقول إن ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية رفضت بيع أجهزة اتصالات متطورة، تتيح تتبع الهواتف الجوالة، والتجسس عليها واستخدامها، لصالح نظام بغداد، خوفا من تمرير هذه الأجهزة إلى نظام القمع الأسدي، وأن يكون نظام المالكي مجرد &laqascii117o;جسر" شرعي تمرر منه كل الوسائل الكافلة لتفوق القمع والقهر الذي يمارسه بشار وماهر في السوريين، قبل ذلك كانت الاتهامات طالت حكومة المالكي بتمرير أجهزة تجسس على الإنترنت، فائقة التقنية، لصالح نظام بشار الأسد.
باختصار، تحول مركز الثقل الإيراني إلى بغداد، وأصبحت بغداد، في ظل حكومة المالكي، هي سوريا الجديدة، التي تعول عليها طهران، ولذلك عين المرشد خامنئي أحد مراجع التقليد التابعين له، وهو آية الله شاهرودي، ليشرف على العراق، عقائديا ونسجا للخطاب الديني السياسي الشيعي، وهو بدوره يؤيد نوري المالكي، الحليف الشاطر والمنشد المخلص في روضة الإمام. إيران ترى أنها حققت نجاحا في تطويع العراق، واستخدامه، وهي تريد تكرار هذا النموذج في بقية الدول العربية التي تعاني من اضطرابات عميقة، ولذلك غضت الطرف عن مشروع &laqascii117o;ربيع عراقي" ضد حكومة المالكي، بل ساندته، على الرغم من الفساد الفاضح والعجز الواضح لحكومة المالكي، كما أعلنت، بكل عري، انحيازها الكامل إلى نظام بشار الذي يشرب دماء الناس في سوريا، وفي نفس الوقت تتغنى إيران ببراءة وطهر ثورات الشعوب العربية ضد القهر والظلم!
على ماذا تعول إيران في هذه الأماني، بإيرانات أخرى؟
هي تعول على فوز حزب النهضة في تونس، جماعة راشد الغنوشي، وتعول على فوز &laqascii117o;الإخوان" في مصر، ومثلهم في اليمن ومعهم الحوثيون، والآن فوز حزب العدالة والتنمية في المغرب، وفي ليبيا تقدم الإسلاميين، بإخوانييهم وجهادييهم.
هل التفاؤل الإيراني مشروع ومنطقي؟
في جانب منه، نعم، فـ&laqascii117o;إخوان" مصر، نسخة مهدي عاكف ومحمد بديع، ومعهم سليم العوا، هم أصدقاء لإيران بلا ريب، وشركاء في صياغة و&laqascii117o;تعريب" الخطاب الإيراني الخميني في المنطقة طيلة العقد الماضي، ولا داعي لتكرير تصريحات عاكف والعوا، على سبيل المثال لا الحصر، في هذا الإطار.
كذلك كان خطاب الغنوشي في ما يخص قراءة السياسات الإقليمية، قريبا من نفس الخطاب الإيراني، بصرف النظر عن انفتاح جماعة النهضة في ما يخص &laqascii117o;فقهيات" المرأة والديمقراطية والمدنية، فهذا بحث آخر.
لكن في جانب آخر، قد يقال إن هذا التلاقي والتقارب كان حينما كان الإسلاميون في مصر وتونس خارج خيمة السلطة، فأرادوا الاتقاء بخيمة &laqascii117o;دولة" إيران، على الرغم من تكلفة هذا الاتقاء من الناحية الانضباطية السنية (محتوى العقائد السنية)، وعلى الرغم من صرفهم لكثير من الجهد في الدفاع عن أنفسهم العمالة لإيران، لكن الآن هم في حل من دفع هذه التكاليف، بعدما دخلوا خيمة السلطة نفسها، واعترف بهم الغرب اعترافا شرعيا، وشرعت لهم أبواب العالم، بينما نظام الملالي في طهران ما زال يعاني من &laqascii117o;النبذ" الدولي والإقليمي، وعلى هذا فموقع الإسلاميين اليوم في دولهم أقوى من موقف الخمينيين في إيران، لناحية الشرعية الدولية والإقليمية!
ثم هل يمكن تطبيق وصفة واحدة لكيفية التعامل من قبل الإسلاميين الذين يحصدون الكثير من السلطة في دولهم، مع إيران؟ هل يمكن أن نطابق بين إسلاميي ليبيا &laqascii117o;الإخوان منهم والسلفيين" الذين تلقوا العون والدعم الكبير من قطر والإمارات ودول الناتو، لدحر القذافي، والوصول للحكم، بإسلاميي مصر الذين كانوا إلى فترة قريبة أصدقاء حميمين لنظام طهران؟
ناهيك عن أن نقارن إسلاميي سوريا، أعداء بشار الأسد، بغيرهم في ما يخص العلاقة مع إيران.
ربما تنقلب الآية، وتصبح إيران هي من يتودد إلى &laqascii117o;الإخوان" والإسلاميين في الدول التي يصلون فيها لسلطة الحكم.. بعد أن كانوا هم من يتودد إليها. بل ربما ينشأ صراع شرس بينهم وبين ملالي طهران بسبب أنهم ينطلقون من نفس المناخ الفكري، وسبب الصراع يكون: من هو الأحق بقيادة المجتمعات العربية؟ وهنا ربما يجد الإسلاميون العرب السنة أنفسهم في حاجة إلى ترسيخ مبدأ الانفصال عن إيران، المحرجة طائفيا وقوميا، من يدري؟ وربما كانت مشاحنة أحد عرابي الأصولية السياسية السنية، وهو يوسف القرضاوي، قبل قليل من موسم الربيع العربي، لإيران ونشرها التشيع، أحد المقدمات أو &laqascii117o;البروفات" المصغرة لما يمكن أن يجري مستقبلا.
بكل حال، نحن نعيش في ظروف متقلبة، وحتى الجزم بأن الحزب الفلاني أو التيار الفلاني سيتفرد بالحكم دون منغصات، أو أن زلازل العالم العربي قد انتهت، هو أمر مبكر جدا.. ولذلك ربما كانت إيران تريد استباق الأمور، من خلال تذكير أصدقاء الأمس من الإسلاميين بواجب اليوم عليهم تجاه إيران.
ربما تريد تذكير الإسلاميين ببيت من الشعر العربي القديم يقول:
إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن
ـ 'الشرق الأوسط '
هواجس إيران لما بعد بشار
في التقرير المنسوب للدبلوماسي الإيراني علي جنتي، الذي كان سفيرا في الكويت، ونشرته إحدى الصحف الإيرانية، يبدو أن إيران، مثل بقية دول المنطقة، أصبحت مقتنعة بأن النظام السوري يسير نحو الهاوية، لكنها ليست متأكدة كيف ستكون الخاتمة. أهمية التقرير ليست في تشخيص حالة النظام، لأن الجميع يعي أنه مصاب بجلطة خطيرة، إنما برأيه في حكام دمشق المحتملين بعد سقوط النظام السوري.
يقول التقرير إن المخاوف الإيرانية هي من سيطرة السنة الإسلاميين المعادين لإيران على الحكم في سوريا، وهذا استنتاج منطقي، لكونهم يمثلون ثلاثة أرباع السكان. وهنا تحصد إيران نتيجة سياستها هي ورفيقها نظام الأسد الذين شجعوا وعقدوا تحالفاتهم الإقليمية مع الجماعات الإسلامية في لبنان وفلسطين ومصر. تحالف بني على مصالح لا آيديولوجيا، بدليل أن مساندتهم الإسلام السياسي استثنيت منه الجماعات الإسلامية السورية.. &laqascii117o;الإخوان" والسلفيون.
ويقول جنتي &laqascii117o;إذا كان الإخوان المسلمون هم من سيقود الحكومة القادمة بعد سقوط نظام بشار الأسد، فلن يقبلوا بأن يتعاونوا مع حزب الله في لبنان، وذلك بسبب الاختلافات المذهبية". الحقيقة، أنه لا يهم من سيخلف نظام الأسد، دينيا كان أم مدنيا، فالأرجح أنه سيتبنى سياسة سلبية تجاه حزب الله. الاختلاف المذهبي ليس سببا، بدليل أن علاقة الأسد وإيران قوية بحركة حماس السنية الفلسطينية، وكذلك &laqascii117o;الجهاد" الفلسطيني.. بل السبب أن حزب الله كان الذراع العسكرية للنظام السوري في لبنان، وتنطع للدفاع عنه منذ بداية أزمته مطلع العام الحالي.
ومن المفارقات أن إيران الدينية خائفة من نظام ديني يحكم دمشق، وهي التي ساندت حركات دينية مسيّسة في مصر وفلسطين والبحرين، وطبعا العراق! إنما - كما تعلمنا من التقلبات في منطقتنا - للدينيين مثل السياسيين أطباق مختلفة، ولكل فريق أطباقه المفضلة الدينية والليبرالية. وجعلت إيران وسوريا محور سياستهما للسنوات السبع الماضية، هو تمكين الحركات والأحزاب الدينية من حكم الجارة العراق. فقد بذلت إيران الكثير لدعم الجماعات الدينية الشيعية للإمساك بالحكم سياسيا. وتكفلت سوريا باستقبال وإرسال ودعم الجماعات السنية المتطرفة، تحت مسمى المقاومة العراقية، لزعزعة الوضع هناك، ضد الوجود الأميركي والنظام العراقي الجديد. الآن يتجرع النظام السوري من نفس الدواء المر، وإيران بدورها تشتكي من احتمال وصول الإسلاميين للحكم في دمشق بعد أن كانت تروج لهم في غزة وتنادي بهم في القاهرة!
ـ 'السفير'
لا أحــد يســتطيع خســارة المواجهــة الكبــرى
الانفجــار الإقليــمي لــن يســتثني لبنــان.. إذا وقــع
سامي كليب:
كل شيء في المنطقة يحتقن ويوحي بانفجار كبير محتمل. وحده توازن الرعب يلجم راهناً هذا الخيار التدميري. لا أحد يجرؤ حتى الآن في الضغط على الزناد الأول، ولكن الحديث عن الانفجار صار يومياً في التصريحات الغربية والإسرائيلية، وسط تضاؤل احتمالات الحل الدبلوماســي والصفــقات السياسية.
لأن إيران هي &laqascii117o;العدو" الأبرز، فالحرب إذا وقعت ستكون طاحنة وتشمل سوريا ولبنان، لأن احداً من أطراف الصراع لا يستطيع خسارتها.
لو خسرتها اسرائيل ستكون بداية نهايتها الفعلية بعدما أحدثته في داخلها هزيمة تموز 2006...
لو خسرتها أميركا ستتعرض لهزة كبيرة بعد الخروج المهلهل من العراق وافغانستان وغيرهما.
لو خسرتها ايران ستعني انتهاء الثورة الإسلامية برمتها وانحسار الدور الايراني والعودة مئة عام الى الوراء (على حد وصف خصوم إيران)...لو خسرتها سوريا، ففي الأمر نهاية مأساوية لجزء من التركيبة الداخلية، والتحاق سوريا المقبلة بأحلاف خليجية وغربية.
لو خسرها &laqascii117o;حزب الله" لانتهت أسطورة المقاومة وانتهى معها جزء كبير من التوازن اللبناني الداخلي الدقيق بين طوائف اخترعت نمطاً غريباً من التآلف الذي يهتز عند كل مشكلة وأزمة.
ولأن أحداً لا يستطيع خسارة الحرب، فإن كل طرف سيستشرس في الدفاع عن مواقعه وحلفائه. وليس غريباً والحالة هذه ان يرتفع منسوب التصريحات الى حد التهديد المباشر، ففي التهـــديد رغبة بإبراز المخالب، ولكن فيه رغبة أكبر بلجــم الحرب والمغامرات.
ولأن الرهان الغربي والخليجي كبير على تركيا للعب دور عسكري في سوريا مدعوم بحلف &laqascii117o;الناتو"، تتعدد التصريحات الإيرانية المحذرة والمهددة. رئيس سلاح الجو في &laqascii117o;الحرس الثوري الإيراني" أمير علي حاجي زاده يقول: &laqascii117o;نحن مستعدون لمهاجمة الدرع الصاروخي التابع للناتو في تركيا إذا واجهنا تهديداً، وان موقف ايران من الآن فصاعداً سيكون الردّ على التهديدات بتهديد"، مضيفاً: &laqascii117o;اذا استهدفت الصواريخ الاسرائيلية إحدى منشآتنا النووية او اي مراكز حيوية اخرى عندئذ يتعين عليهم معرفة أي جزء في اسرائيل سيجري استهدافه بصواريخنا من بين ذلك مواقعهم النووية".
يذكر الامر بتصريحات الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله باستهداف الشواطئ الاسرائيلية وعمق المدن في الأراضي المحتلة عام 1948.
ايران تستعد فعلاً لاحتمال مغامرة اسرائيلية، ولكنها تستعد أكثر لصد أي محاولة لضرب حليفها السوري في الوقت الراهن. وقد كان القادة الايرانيون واضحين في هذا المجال، تماماً كما كان السيد نصرالله، واضحاً، في الدفاع عن سوريا في مقابلته المتلفزة الاخيرة، ذلك ان المطلوب في المرحلة المقبلة هو الانتقال الى مرحلة اخرى في الازمة السورية قد تحمل رفعاً لمستوى الكلام السوري والخروج من لهجة الدبلوماسية الهادئة التي أتقنها وزير الخارجية وليد المعلم فأغضبت جزءاً من الشارع السوري.
الاستعدادات للحرب قائمة. وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا زار قبل فترة اسرائيل. قيل انه جاء للجم الاندفاعة الاسرائيلية، ولكن قيل أيضاً إن مرحلة التنسيق في ذروتها. وجرى حديث عن زيارة سرية لرئيس الاركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز الى تل ابيب. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال في شهر أيلول الماضي إن ايران تخاطر بالتعرض لضربة عسكرية.
وعلى المستوى العسكري، قامت اسرائيل بمناورات جوية في جزيرة سردينيا الايطالية بمشاركة قوات اوروبية، واختبرت صاروخ &laqascii117o;اريحا 3" العابر للقارات، وكثفت المناورات لحماية جبهتها الداخلية ذلك ان صواريخ ايران و&laqascii117o;حزب الله" قادرة اليوم على ضرب العمق الإسرائيلي بقوة وشراسة تدميرية برغم منظومة &laqascii117o;القبة الحديدية" الصاروخية الاسرائيلية. وايران جاهرت مؤخراً بكثير من العروض العسكرية ربما بغية لجم الاندفاعة الاسرائيلية والغربية لضربها.
وها هم غلاة الصقور في واشنطن يهددون ويتوعدون ايران. فيخرج جو ليبرمان للقول &laqascii117o;إن الوقت المتاح لوقف الايرانيين عن انتاج القنبلة النووية ينفد منا". وتتكثف التصريحات بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى ولو ان ليون بانيتا نفسه يعتبر كما الكثير من القادة الاميركيين المدركين خطورة الحرب أن &laqascii117o;العمل العسكري يبقى ملاذاً اخيراً"، وان العقوبات هي المطلوبة اكثر في الوقت الراهن.
العمل العسكري يبقى إذاً ملاذاً أخيراً، ولكنه خيار مطروح. هذا وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك يقول &laqascii117o;إن إسرائيل متمسكة بموقفها القاضي بدراسة جميع الخيارات المتوفرة بما فيها الخيار العسكري ضد إيران، لشل برنامجها النووي"، وتعود النغمة الاسرائيلية والغربية القائلة بأن العالم غداة حرب ضد ايران &laqascii117o;سيكون افضل من عالم غداة تصنيع القنبلة النووية الايرانية مهما كانت التكاليف".
تدرك اسرائيل ان قدرات &laqascii117o;حزب الله" ستخرج عن إمكانية الضبط، وتتذكر ايضاً تهديدات نصرالله للانتقام من اغتيال القيادي العسكري في الحزب عماد مغنية (الحاج رضوان)، فهو قال حرفياً &laqascii117o;إن القرار ما زال قراراً وسينفذ ان شاء الله في الوقت المناسب وضمن الهدف المناسب، وانا اقول للقادة والجنرالات الصهاينة حيثما ذهبتم في العالم الى أي مكان في العالم وفي أي زمان، يجب ان تتحسسوا رؤوسكم لأن دم عماد مغنية لن يذهب هدراً".
الأكيد ان لا ايران ولا &laqascii117o;حزب الله" قابلان بسقوط سوريا، والأكيد ايضاً ان القيادة السورية متجهة الى إبراز انياب عسكرية اكثر في المستقبل القريب، خصوصاً بعد مقتل 6 ضباط طيارين من ذوي التدريب العالي بسلاح الجو. قال بيان القيادة العامة للقوات المسلحة السورية قبل يومين &laqascii117o;ستبتر اليد التي ستمتدّ الى الدم السوري". هذه أول اطلالة عسكرية مُهدّدة منذ بداية الازمة السورية قبل تسعة أشهر.
ولكن السؤال الأبرز: من سيجرؤ على البدء بخيار الحرب اذا صار حتمياً؟
تشعر إيران بان ثمة من يحاول جرها نحو فخ الحرب. شعرت بذلك حين تمّ اتهامها بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وشعرت ايضا مع كل اغتيال لأحد علمائها النوويين او قادتها العسكريين كما حصل في التفجيرين اللذين استهدفا قاعدة عسكرية غرب ايران قبل ايام، وأديا الى مقتل حسن تهراني مقدم المسؤول عن وحدة جهاد الاكتفاء الذاتي للصناعات العسكرية التابع للحرس الثوري، وهو باحث في العلوم العسكرية.
ولعل سوريا قد تجد نفسها في فخ الحرب لو تحركت تركيا عند حدودها او لو حصل اختراق جدي عبر الحدود اللبنانية. فالقيادة السورية لا تستطيع عدم الرد على التحرك التركي، ويقال إنها مطمئنة الى التحالف الأمني مع ايران و&laqascii117o;حزب الله" والى الغطاء السياسي الروسي والذي قد يتطور الى غطاء عسكري لو ساءت الأمور اكثر ذلك، ان موسكو منزعجة ايضاً وبقوة من الدرع الصاروخي التركي.
وربما &laqascii117o;حزب الله" يشعر هو الآخر بانه مضطر للحرب لو ساءت أمور المنطقة الى حد يهدد مصيره ومقاومته وحلفاءه. هي مجرد نذر حتى الآن، والجميع يقول إن الحرب مستبعدة، لكن بعد رفع الغطاء العربي عن سوريا بحضور تركي في القاهرة، باتت المواجهة بين المشروعين في المنطقة في ذروة تأزمها، وكل الاحتمالات واردة بما فيها الانفجار الكبير ولبنان سيكون حتماً إحدى ساحات الانفجار، لو وقع.
ـ 'السفير'
تقرير للكاتب الفرنسي جورج مالبرونو:
هل تدعم فرنسا منشقين سـوريين...عبر لبـنان؟
نشرت صحيفة &laqascii117o;لوفيغارو" الفرنسية مقالاً للكاتب جورج مالبرونو، رصد خلاله عدداً من الحقائق التي استقاها من مقابلات واتصالات أثناء تواجده في بيروت تكشف دعم فرنسا لمسلحين سوريين معارضين، إلى جانب كل من بريطانيا وتركيا &laqascii117o;التي تؤمّن الحماية للجيش السوري الحرّ".
وكتب مالبرونو يقول &laqascii117o;قبل ثلاثة أسابيع، ابلغني مصدر فرنسي مطلع أن &laqascii117o;باريس تدعم المتمردين السوريين لوجستياً من خلال إمدادهم، من وراء الكواليس، بمعدات رؤية ليلية (الأشعة تحت الحمراء) ووسائل للاتصال". ولكن، خلال اتجاهنا الى منطقة الشرق الأوسط، سألني المصدر الملمّ بالمنطقة ألا &laqascii117o;انشر أي شيء" مما أبلغني به.
بعد وقت قصير من وصولي الى بيروت، يوم السبت في 19 تشرين الثاني الحالي، أكد لي عسكري فرنسي متمركز في لبنان أن الفرنسيين ليسوا &laqascii117o;غير فاعلين" مع المعارضين السوريين اللاجئين الى تركيا ولبنان، وأنه &laqascii117o;من السهل جداً استخدام شبكات الاتجار بالأسلحة العاملة في لبنان لتعزيز قوة المتمردين"، الذين يمكن أن يصعّدوا في الجانب الآخر من الحدود العمليات ضد قوات الأمن السورية.
ويضيف الضابط، الذي قال لي أيضاً إنه خلال فصل الصيف &laqascii117o;حاولت باريس عبثاً فرض خطة تهدف الى الإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد ولكن مع إبعاده عمّن حوله"، أن الاستخبارات الأردنية المتخصصة بالتسلل، ناشطة كذلك في جنوب سوريا على الحدود مع المملكة.
وبحسب الضابط، فإن من بين مجموعة عناصر الدعم الذي يمكن لفرنسا أن تقدّمها للمنشقين السوريين المسلحين أيضاً، هي المعلومات عبر الأقمار الاصطناعية حول مواقع الجيش السوري الذي يقاتلهم.
وفي الـ21 من الشهر الحالي، اتصل بي أحد الأصدقاء من بريطانيا ليطلعني على تفاصيل اللقاء الذي جرى بين وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مع ممثلين من المعارضة السورية على ضفاف نهر التايمز، حيث أطلع هيغ السوريين على ما يعتريه من شكوك بشأن &laqascii117o;استعداد تركيا لفرض منطقة عازلة داخل سوريا"، مؤكداً أن &laqascii117o;بشار الأسد لن يستسلم طالما أنه يشعر أن روسيا إلى جانبه".
أما عندما التقيت السفير التركي في لبنان، فقد بدا متحفظاً إزاء إمكانية تأمين اللجوء لعناصر الجيش السوري الحرّ، وغداة اللقاء أخبرتني دبلوماسيّة فرنسيّة أن &laqascii117o;المراسلات الدبلوماسية من المنطقة" توحي بأن &laqascii117o;الأتراك يتكلمون كثيراً ويفعلون قليلاً".ولدى صعودي إلى الطائرة، مغادراً لبيروت، قرأت مقالاً عن مساعدة فرنسا للمتمردين السوريين إلى جانب بريطانيا وتركيا في إطار ما عُرف بـ&laqascii117o;التدخل المحدود" في سوريا.
وفي النهاية أتساءل، مَن مِن بين هؤلاء على حق؟ هل يكون المصدر الأول والعسكري الفرنسي؟ وهل النفي التركي والبريطاني حقيقي أم مجرّد قناع لتغطية واقع دعم البلدين لمعارضي نظام بشار الأسد؟ الأكيد بالنسبة لي هو أن الأتراك يدعمون الجيش السوري الحرّ، أما الباقي فتجدر متابعته خلال الأيام المقبلة".(&laqascii117o;السفير")
ـ 'النهار'
'سيناء الأصولية' تقلق مصر وإسرائيل وأميركا
سركيس نعوم:
بدأت منطقة سيناء المصرية تشكّل مصدر قلق للسلطات الامنية في مصر. ذلك ان التفجيرات المتعددة التي استهدفت الانبوب الذي ينقل الغاز المصري الى الأردن واسرائيل بدأت تتخذ شكلاً منتظماً، وبدأت تثير اسئلة كثيرة عن وضع هذه المنطقة ومدى سيطرة الدولة عليها؟ بل هل صارت ملاذاً آمناً لجهات إسلامية اصولية تُنفذ اجندا معينة هدفها ايصال مصر واسرائيل الى خلاف يؤدي الى نهاية السلام بينهما؟ في اختصار فان السؤال الاساسي الذي يطرحه المواطنون في العالم العربي كما في العالم الاوسع هو ماذا يجري في سيناء؟ والدافع اليه امتناع مصر سواء قبل إطاحة الرئيس حسني مبارك قبل اشهر او بعد تسلّم المجلس الاعلى للقوات المسلحة فيها السلطة انتقالياً عن اعطاء جواب عنه مقنع للجميع.
هل من جواب عن السؤال الاخير هذا؟
يقدم باحث اميركي يعرف سيناء بكل تفاصيلها جراء عمله مدة طويلة مع 'القوة المتعددة الجنسية' العاملة في سيناء مع عدد من المراقبين الدوليين، يقدم جواباً عنه فيقول ان تطور المشكلات في هذه المنطقة ليس حديثاً. فعدد من البدو الذين يعيشون فيها كقبائل شعروا دوما ان معاملة اسرائيل لهم اثناء احتلالها سيناء كان أفضل. وبعد انتهائه شددت السلطة المصرية اجراءاتها الامنية جراء شكوك عندها في قبائلها. ومع الوقت تعلّم العسكر المصري وبدو سيناء التعاون ولكن من خلال ابتعاد كل منهما عن طريق الآخر. وباستثناء اعمال تجارية محدودة وبعض المشروعات السياحية لم تحظ المنطقة باهتمام جدي، فبقي البدو على شيء من التخلف وعلى حرمان كبير من الحقوق. وفي هذا المجال لا بد من الاشارة الى ان الرئيس الراحل انور السادات قرر يوماً توطين حوالى ثلاثة ملايين مصري في سيناء يضافون الى سكانها الـ 500 ألف. وكان يفترض انجاز المشروع عام 2018. لكن تمويله توقف عام 1997 فتجمّد ولا يزال. لكل ذلك بدأ بدو سيناء ارسال اولادهم الى مدارس حركة 'حماس'، وبدأوا يبحثون عن فرص عمل في المملكة العربية السعودية. ادى ذلك الى تحوّل قسم منهم سلفيين وجهاديين وساهم، بعد عودتهم الى بلادهم، في اقامة بنية تحتية قوية لمجموعات 'ارهابية' قامت بعمليات عدة كان ابرزها في طابا بين عامي 2004 و2006 وفي شرم الشيخ وغيرهما. اما معالجة الحكومة المصرية لهذا الوضع الناشئ فكانت بتحقيقٍ واسع وبزيادة قوات الشرطة في المنطقة ثم تكليفها أمنها بدلاً من الجيش. وكثيرون من افرادها كانوا بلا خبرة في التعامل مع البدو، فقسوا عليهم الامر الذي آذى كثيراً علاقتهم بالدولة. وبعد حصار اسرائيل غزة ثم عمليتها العسكرية ضدها عام 2008 ازدهرت اعمال التهريب المتنوعة بينها وبين مصر. وكان لبدو سيناء دورهم في كل ذلك وفي نشوء تعاون مع بعض العسكر المصري لتسهيل الاعمال غير الشرعية. وقد ازدهرت اعمال البدو وتحوّلوا منظمات شبه عسكرية بل عصابات مجهزة بالآليات اللازمة. وفشلت كل محاولات الشرطة المصرية اعادة هؤلاء الى بيت الطاعة.
ما هي حال سيناء اليوم؟
يقول الباحث الاميركي نفسه ان مجموعة إرهابية قوية ومسلحة ذات توجّه ديني تسيطر عليها. وفي صفوفها محكومون فروا من سجونهم اثناء ثورة مصر. وهي تشكل تحدياً للامن الاقليمي لأنها مستعدة دائماً لتسهيل مهمات 'حماس' واسلاميين في مقابل ثمن. وهي تمتلك معرفة سيناء، والمقدرة على التجول فيها، وعلى النجاة من اي قمع، وعلى الرد بقسوة على مهاجميها، هذا الوضع الذي تساهلت حياله مصر قبل اطاحة مبارك، لا تعرف كيف توقفه الآن. ويُستبعد ان تتورط في عمل كهذا القوة المتعددة الجنسية والمراقبون الدوليون. لكن يبدو انها تنتظر انتهاء الانتخابات التشريعية لتحديد طريقة استعادة السيطرة على سيناء اولاً لأسباب وطنية، ولأخرى تتصل بكونها الى حد ما منطقة عازلة مع اسرائيل. ذلك ان الجيش المصري يبدو عازماً على الانتهاء من هذه الحال الشاذة والمؤذية. وقد يستوجب ذلك زيادة العسكر في سيناء بعد التفاهم مع اسرائيل على ذلك. طبعاً في مقابل ذلك، يلفت الباحث نفسه، أنه ستحاول 'حماس' و'الاخوان المسلمون' استغلال الوضع، علماً ان 'الاخوان' الطاحشين للوصول الى السلطة في مصر او للمشاركة فيها عبر الانتخابات، قد لا يناسبهم في ضوء اوضاع بلادهم وتعقيداتها توسيع مقاومة 'حماس' لتشمل سيناء.
ـ 'الديار'
اللقاء بين الاسد ونصرالله: ملف التمويل بيد السيّد
رضوان الذيب:
سيناريوات عديدة ومخارج توزع يمينا وشمالا لموضوع التمويل، لكن المخرج الذي لا يركب على &laqascii117o;البال والخاطر" يكمن في الحديث عن تباين بين سوريا وحزب الله في هذا الملف، وهناك من يركب على هذا التباين سيناريوات وصلت الى حد تصنيف وزراء الاكثرية بين من هو موال لحزب الله ومن هو موال لسوريا، وتذهب مخيلة البعض بان التمويل سيمر عبر تصويت الوزراء مروان خير الدين وفايز غصن، وسليم كرم وعلي قانصو وبانوس مانوجيان لصالح التمويل كون سوريا في هذا الظرف لا تحتمل اسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وكأن حزب الله يريد اسقاط هذه الحكومة وهو الذي دعمها حتى النهاية وقدم كل التسهيلات لانجاحها.
وتقول المعلومات ان الذين يطرحون هذا السيناريو لا يعرفون مدى التحالف بين سوريا وحزب الله في هذا الظرف الدقيق والاستثنائي، وتكشف المعلومات بانه خلال اللقاء الاخير بين الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي عقد منذ شهر تقريبا وتناول كل التطورات في المنطقة، ووضع الخطط لكل الاحتمالات والسيناريوات، تم النقاش بموضوع التمويل. وطرحت القيادة السورية اسئلة عن هذا الموضوع وتفسيرات عن مدى النتائج السلبية، في حال عدم اقرار التمويل على لبنان وحكومة الرئيس ميقاتي وبان القرار دولي ولا يمكن للبنان الا الالتزام وبانه لا بد من تخفيف الضغط عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وبقيت كلها في إطار التفسيرات والتحليل، فيما طرح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وجهة نظره المعروفة واتفق في النهاية على ان موضوع التمويل يعود القرارفيه للسيد حسن نصرالله، وهو يقدر الظروف المحيطة بهذا الملف والقرار يعود له شخصياً.
وتقول المعلومات ان وزراء الاكثرية وتحديداً وزراء فرنجية وارسلان والقومي سيلتزمون بما سيقرره حزب الله في هذا الملف. وهذا امر محسوم ولا جدال فيه مطلقاً، والسيد نصرالله يدرس كل الظروف والمعطيات وان كان موقف الحزب في المحكمة معروف وهو يعتبرها غير موجودة كما ان حلفاء الحزب يعتبرون ان المحكمة غير دستورية.وتضيف المعلومات، اذا كان هناك بعض الوزراء في الاكثرية لهم وجهة نظرهم الخاصة المؤيدة للتمويل وهذا ما ظهر في تصاريح صحافية. لكن عندما يأتي القرار فجميع وزراء الاكثرية سيلتزمون بما فيهم وزير حزب الطاشناق.وتضيف المعلومات ان مشكلة البعض في لبنان تكمن بالنظرة السطحية للامور، وهل يمكن ان يحصل تباين في هذا الظرف الدقيق بين سوريا وحزب الله وايران حيث التنسيق يطال الامور الاستراتيجية والتفاصيل المملة احيانا عن ابسط التطورات، وعندما يقول السيد حسن نصرالله اننا سنتقاسم &laqascii117o;كسرة الخبز" مع حلفائنا فهو صادق &laqascii117o;كوعده الصادق"، فحزب الله لم يتخل يوما عن حليف وصديق ويتهم بأنه خاض حرباً من اجل الافراج عن سمير القنطار، فكيف اذا كان رأس سوريا في &laqascii117o;الدق" وبهذه الطريقة من الاخوة يتعامل حزب الله مع الرئيس ميقاتي لكن الظرف دقيق واستثنائي.
وفي المقابل، تعاملت سوريا بنفس &laqascii117o;النهج والوفاء" مع المقاومة حيث وقفت بوجه كل ضغوط العالم وتتعرض الآن لاشرس حملة نتيجة وقوفها مع المقاومة ولن تتراجع مهما كانت التضحيات، فهذا هو جوهر التحالف بين سوريا وايران وحزب الله، وهو قائم على المبادئ وليس على ملف من هنا وملف من هناك، ولقد كانت القيادة الايرانية واضحة خلال زيارته امير قطر الاخيرة الى ايران الذي ابلغ بشكل واضح بان اي اعتداء على سوريا هو اعتداء علينا، كما ابلغت تركيا بنفس الموقف، واكبر دليل امس الكلام الايراني باننا سنضطر اذا ما هوجمنا بان نقصف الدرع الصاروخية الاميركية في تركيا، وهذا الكلام رسالة واضحة لتركيا.
وبالتالي فان الامور في سوريا لن تذهب الى اكثر من عقوبات اقتصادية لن تلتزم بها اية دولة عربية، فكيف سيلتزم الاردن و&laqascii117o;لقمة عيشه" من سوريا عبر تصدير القمح والشعير للاردن حتى ان ازمة المياه في الاردن تم حلها بنسبة كبيرة من سوريا، وكذلك موضوع الكهرباء، وكيف سيأتي الغاز المصري الى الاردن، فالاردن بدون سوريا ينهار في ايام، اما تركيا فلا يمكن ان تتخلى عن السوق السوري مطلقا الذي شكل متنفساً لها عام 2005، اما في 2011 فان المتنفس للاقتصاد السوري هو السوق العراقي وليس التركي، حيث يستوعب السوق العراقي 50% من الصادرات السورية، اما الذين يتحدثون عن ضرورة التزام لبنان بالعقوبات عليهم ان يقوموا بجولة على اسواق شتورا والبقاع وطرابلس وصرخة التجار اللبنانيين حيث بلغ التبادل التجاري بين اسواق شتورا وطرابلس مع السوق السوري حوالي 30 مليون دولار يوميا عام 2004، اما اليوم فلا يتجاوز المليون دولار حيث صرخة التجار واضحة ومعظم هؤلاء من الطائفة السنية الذين يشكون ايضا من عدم القدرة على التصدير لتركيا بسبب المنافسة وجودة البضائع التركية واسعارها المتدنية نسبة الى الانتاج اللبناني، وبالتالي فان سوريا لن تتأثر مطلقا بالعقوبات فالمشاريع الخليجية الاستثمارية في سوريا غير موجودة باستثناء العقارات والفنادق، رغم ان القطاع الوحيد الذي اصيب بالضرر يتمثل بالقطاع السياحي فقط. لذلك فان الامور في دمشق لن تذهب الى اكثر من اجراءات اقتصادية لن تلتزم بها اية دولة عربية، فيما شهر آذار لناظره قريب ليتأكد من سيرحل اولا ساركوزي ام الرئيس الاسد وفي الصيف من سيرحل اوباما او الاسد وغيرهم وغيرهم.
ـ 'النهار'
الميقاتيّون ينبّهون الى محاذير فشل التحالف الحكومي والمعارضة تقلل أهمية مناورة حول سقوط الساقط
سابين عويس:
اذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سعى من خلال استباق مهرجان 'تيار المستقبل' في طرابلس بالتهديد بالاستقالة اذا فشل في الايفاء بالتزامه حيال تمويل المحكمة، الى ضرب عصفورين بحجر، فان الردود الساخرة اذا جاز التعبير التي أثارها موقفه من حلفائه وتغاضي خصومه عن التعليق على خلفية تعاملهم مع الحكومة على أنها ساقطة أساساً، أظهر ميقاتي متروكاً وأعطى الاشارة الى أن العد العكسي للتخلي الكلي عنه قد بدأ بعدما بات واضحاً أن 'حزب الله' ومن ورائه سوريا قررا اعتماد الحل الامني بدلاً من الحل السياسي، وإحكام القبضة على البلاد في ظل انطباع أن 'سنية' ميقاتي تجعله خارج دائرة الثقة في مرحلة يحتاج فيها تحالف 8 آذار الى شخصية سنية تجاريه تماما في رئاسة الحكومة.
فميقاتي سعى بموقفه التصعيدي الى توجيه أكثر من رسالة. فهو أولا، وبحسب عارفيه، قرر أن يرفع وتيرة الضغط في ملف تمويل المحكمة الى اقصى الحدود بعدما بدا من حركة الاتصالات الجارية نوع من المماطلة والرغبة في تأجيل التعاطي مع هذا الاستحقاق حتى موعد تجديد بروتوكول التعاون مع الامم المتحدة في آذار المقبل، علماً ان اقصى مهلة لتسديد التمويل هي 15 كانون الاول المقبل، وفترة اسبوعين بالكاد تكون كافية في رأي ميقاتي لانجاز أي توافق سياسي أو تسوية تتيح المخرج لهذه المسألة الدقيقة والضاغطة.
اما الرسالة الى الداخل فهي للحلفاء قبل الخصوم، ومفادها أن التعويل على أن الرجل لا يستقيل في غير محله، وأن أي رغبة في استمرار الحكومة في السلطة مشروط بانجاز التمويل، والا فإن الطاولة ستنقلب على الجميع. فيما الرسالة الثالثة موجهة الى ابناء طرابلس والشمال، وفيها أن حسابات ميقاتي حيال طائفته وصلاحيات رئاسة الحكومة والتمسك بتحقيق العدالة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تأتي في سلم أولوياته، معربا عن عدم استعداده للتنازل عن هذه الاولويات.
لكن بدا من ردود الفعل أن قراءة ميقاتي لا تلتقي مع حسابات حلفائه أو المعارضة.
ففي أوساط المعارضة قراءة مغايرة تبدأ من اعتبار أن الحكومة ساقطة أساساً في السياسة كما في الاداء كما في تخبط اعضائها. أما التهويل بالاستقالة فتقلل المعارضة من أهميته على قاعدة 'أن من يريد أن يستقيل لا يهدد عبر التلفزيون، والاستقالة تأتي متأخرة اذ لم يكن على الرئيس ميقاتي أساساً القبول بترؤس حكومة ليس قادرا على الامساك بزمامها'.
وتضيف الاوساط المعارضة أنه لا يمكن رئيس الحكومة 'أن ينفي عن حكومته صبغة اللون الواحد بعدما تبين أن قرار قيامها أو سقوطها بيد من أتى بها، وان اداءها في السياسات الداخلية والخارجية يعاكس كلام رئيسها. وليس موقف لبنان من قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا أو النأي عن العقوبات الاقتصادية في حقها الا الدليل على أن هذه الحكومة تعارض الاجماع العربي والاسرة الدولية بغية الوقوف الى جانب النظام السوري ومساندته'.
وترى الاوساط أن التلويح بالاستقالة لا يعدو كونه مناورة تقطع الطريق على أي مخارج محتملة للتمويل لا تحرج 'حزب الله' وحلفاءه، بعدما رمى ميقاتي الكرة الملتهبة في أحضانهم طالباً اليهم الموافقة على ما هو مرفوض مبدئياً بالنسبة اليهم، وكيف لا والمحكمة وجهت الاتهام الى اربعة عناصر من الحزب؟
لكن التهويل بالاستقالة أحرج الحزب وأثار سخط قياداته، لأن ميقاتي بخطوته خرج عن التحالف الاكثري الذي جاء به الى رئاسة الحكومة معولاً على 'قراءات خاطئة للتطورات الاقليمية' على ما يقول مصدر أكثري، لا يقلق رئيس الحكومة وفريقه، لأكثر من سبب:
- فالتهويل بالاستقالة ليس الا لوضع مكونات الحكومة أمام مسؤولياتهم في ظل الضغوط المتنامية محليا ودولياً، ذلك أن الحكومة تعجز عن المضي في معالجة ملفاتها تحت وطأة ملف المحكمة وتمويلها. ولا بد من قفل هذا الملف للنظر في الملفات الشائكة المستجدة ولا سيما على الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية. وقد جاءت ردة فعل الاسواق سلبية في أول يوم عمل بعد عطلة نهاية الاسبوع.
- ويسأل الميقاتيون اذا كان وزراء 'تكتل التغيير والاصلاح' يعون ماذا يعني اسقاطهم الحكومة اذا كانوا فعلا يعتبرون انها حكومتهم؟ ويجيبون بالقول ان هذا يعني أن تحالف 8 آذار فشل في ادارة الحكم وتولّي السلطة وحده، وأن ملف المحكمة الذي من اجله أسقطوا وحلفاءهم في 'حزب الله' حكومة الرئيس سعد الحريري، هو عينه الذي يسقطون لأجله حكومتهم اليوم.
ويخلص هؤلاء الى جملة من المعطيات تؤكد في نظرهم أن الحكومة لن تستقيل وأن التمويل لا بد أن يحصل أياً يكن السيناريو الذي يجري بحثه من ضمن مجموعة من السيناريوات القابلة للتنفيذ.
ومن أبرز هذه المعطيات أن 'حزب الله' لم يقفل باب الاتصالات وأن الرئيس نبيه بري لا يزال يعمل على تأمين المخرج الملائم حتى لو اقتضى الامر نقل الملف الى المجلس النيابي.
- ان الحكومة لا تزال حاجة سورية بقطع النظر عن المواقف المغايرة ولا سيما في ظل تطبيق العقوبات الاقتصادية والمالية والمصرفية على دمشق، بحيث يبقى لبنان المتنفس الاخير للاقتصاد السوري.
- ان موقف وزراء التيار الوطني الحر فضح الخلفية التي يتعاملون معها حيال الملفات المطروحة. وليس التهديد بالاستقالة أولاً الا في اطار التفاوض والمقايضة كما يتبين من لائحة الملفات التي تقدموا بها شرطاً للعودة الى طاولة مجلس الوزراء.
لكن قراءة الحزب وحلفائه مغايرة تماماً، وفيها أن الحكومة لم تعد حاجة داخلية او سورية وأن تعنت ميقاتي وتفرده بقراراته يستدعي استبداله، والبحث جار عن البديل.
فهل يسدي رئيس الحكومة الخدمة لطالبيها ويستقيل، أو يلجأ الى الاعتكاف فيحرج الحلفاء ويعطل مشروعهم الذي قدم لهم فيه الكثير؟
ـ 'اللواء'
بعد تشنيعه وحلفاءه على شعار 'لبنان أولاً': المعلّم يتبنّى 'سوريا أولاً' ويقدّم فيلماً جديداً!
فادي شامية:
باستثناء الفيلم الذي عرضه وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مؤتمره الصحفي؛ فلا جديد يستحق التعليق&bascii117ll; وسائل الإعلام الحاضرة هي نفسها، والمراسلون المؤيدون لنظام الرئيس بشار الأسد هم أنفسهم، وطريقة الأسئلة هي هي أيضاً (تعيين مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية لا بد أن يحظى بقبول النظام في سوريا؛ وعلى هذا الأساس يمكن فهم أسئلة واقتراحات مدهشة من قبيل أن يقوم ممثل وسيلة إعلام تركية بالسؤال؛ لماذا لا تفتح سوريا مكاتب لحزب العمال الكردستاني على الأراضي السورية رداً على احتضان تركيا للجيش السوري الحر؟! - المعلم نفسه اندهش -)&bascii117ll;
فيلم المعلم : فيما خص الفيلم الذي عرضه المعلم؛ وبمعزل عن المشاهد المرعبة والتي تدعو للتأثر؛ فقد بدا أن لعنة الفشل تلاحق نظام بشار الأسد حتى في أبسط الأمور، ذلك أن ما عُرض أقل بكثير، جودةً وتوثيقاً وإقناعاً، مما ينتجه <المندسون> السوريون الهواة، وهو بأدنى المقاييس الفنية لا يليق بنسبته إلى دولة - أي دولة - لكأن النظام أقر بفشله الإعلامي، فراح ينافس <المندسين> في صناعتهم التي تطورت حتى صار عاجزاً عن منافستها، إن لجهة جودة الصور، أو لجهة التعليقات التي توضح ما يجري، أو لجهة إيراد التواريخ الزمنية والتعريفات المكانية، التي تسهّل التوثق من المادة، وهذا كله غاب كلياً أو جزئياً عن الفيلم، إذ لا يمكن للمشاهد أن يتتبع الأحداث وأماكنها وأزمنتها الدقيقة ولا ملابساتها، علماً أن المادة هي عبارة عن تجميع لصور متفرقة لا تجمعها منهجية واضحة، وبعضها بُث من قبل، وأثار جدلاً في صدقيته (قتلى الجيش السوري في جسر الشغور الموجودة في الشريط التي سبق أن عرضها التلفزيون السوري من قبل)&bascii117ll;
وإذا كانت المشاهد غير الواضحة التي قدمها النظام؛ تظهر قتلى دون أن تظهر القاتلين - بمعظمها - فإن مئات المشاهد التي بثها ويبثها الناشطون تظهر القتلى وقاتلهيم لحظة قتلهم، وعلى أي حال فإن المادة المجروحة التي قدمها النظام؛ يُرد عليها بنحو مئة ألف مادة مصورة توثق جرائم النظام، (يمكن الدخول إلى موقع www.onsyria.com لمشاهدة عشرات آلاف الأفلام والمواد المتعلقة بالثورة السورية) حتى قيل إن الثورة السورية هي أحد أكثر الثورات توثيقاً في التاريخ، رغم أنها الثورة الأكثر حرماناً من التغطية الإعلامية منذ ظهور الفضائيات في هذا العالم&bascii117ll;
ولعل أحد أهم الملاحظات التي تتبادر للذهن عند مشاهدة فيلم المعلم الجديد؛ كيف أن النظام السوري الذي دأب على اعتبار الأفلام المبثوثة من قبل الناشطين مفبركة، كيف أنه نفسه يقدم صوراً من خامتها - بل أقل جودة - باعتبارها أدلة لصالحه! علماً أن المادة الأكثر وضوحاً في الفيلم هي التي تتعلق بمقتل أحد الأطفال المسيحيين، وكأن النظام السوري لم يعد يرى سبيلاً للنجاة سوى بتأجيج الفتنة الطائفية وتخويف الأقليات (قالت إحدى السيدات في الشريط: وضعوا الكاميرا على ابني وعلى الصليب&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لو كان الجيش موجوداً ما قتل ابني)&bascii117ll;
أما في ما يتعلق بقتلى الجيش؛ فهي ليست جديداً يضيفه الشريط، فليس من أحد ينكر وجود قتلى للجيش والشرطة؛ فهؤلاء إما يُقتلون برصاص زملائهم أو الشبيحة لرفضهم تنفيذ الأوامر، وإما يُقتلون برصاص مواطنين يدافعون عن أنفسهم وأعراضهم وأرزاقهم، وإما يُقتلون برصاص زملائهم المنشقين الذين باتوا يعلنون عن عملياتهم ببيانات واضحة، فضلاً عن أن <الجيش السوري الحر> بات مؤخراً <يؤمن> التظاهرات السلمية، بتواجده المسلح قريباً منها، لرد هجمات الجيش والشبيحة، كما أن الثوار أنفسهم قتلوا ويقتلون شبيحة للنظام&bascii117ll; هذه حقائق أكيدة، والقول بعكسها يتجاهل أن الذين يُقتَلون هم بشر يدافعون عن أنفسهم، وقد يقع منهم الصبر أو الانتقام ممن لم يرقب فيهم إلاً ولا ذمة!&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لكن ذلك كله لا يجعل - حتى الآن على الأقل - الثورة غير سلمية، كما أنه بالتأكيد لا يبرر بطش النظام وقتله المستمر للمدنيين&bascii117ll;
مزيد من الفشل!
بعد عرض الشريط؛ انتقل المعلم إلى التفصيل والاستنتاج، فزاد من فشل خطاب نظامه الإعلامي، واستعداء <الدنيا> عليه&bascii117ll;
1 - أعاد المعلم تمسكه بالمبادرة العربية، التي تعني وفق القراءة السورية، موجبات واضحة على الدول العربية، أهمها: وقف التحريض الإعلامي، وضبط الحدود، ووقف التمويل للمجموعات المسلحة (وهو ما لم يرد في المبادرة لا تصريحاً ولا تلميحاً)، لكنه هذه المرة وقع في تناقض كبير، عندما اعتبر أن العرب نكلوا بهذه الالتزامات، متناسياً أنه قال في بداية مؤتمره الصحفي حرفياً: <إنهم لا يعترفون أصلاً بوجود جماعات مسلحة>!&bascii117ll;
2 - وضع المعلم نفسه في معادلة لا يمكن أن تكون في صالحه، عندما أسبغ على إعلام نظامه الصدقية والموضوعية، وعرى بالمقابل أهم قناتين عربيتين من الصدقية والموضوعية هما: <الجزيرة> و?<العربية> - ذكرهما بالاسم -! علماً أن نظامه لا يسمح للإعلام الأجنبي غير الموالي له كله، بالعمل داخل سوريا، وليس فقط <الجزيرة> و?<العربية>، فضلاً عن رفضه الحركة الحرة للمراقبين المستقلين بدعوى السيادة، مع أنه يدعي وجود عصابات مسلحة ومؤامرة خارجية، ويجهد بوسائل متخلفة للتدليل عليها!&bascii117ll;
3 - شدّد المعلم خلال مؤتمره الصحفي على أن هدف وزراء الخارجية العرب من البداية هو أخذ ملف سوريا إلى مجلس الأمن (التدويل)، لكنه عاد وقال في إجابته عن أحد الأسئلة: إن طريق جامعة الدول العربية معروف: <حوار في القاهرة وحكومة انتقالية>، وأما طريقنا فمعروف <الإصلاح والحوار الوطني>!&bascii117ll;
4 - أكثر ما لفت الانتباه في كلام المعلم الجديد قوله؛ <مصالح شعبنا أولاً&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; سوريا أولاً>، ولما سأله أحد المراسلين: <هل بتنا في مرحلة سوريا أولاً وليس سوريا قلب العروبة النابض>، أجاب المعلم: <لا تناقض في أن تكون سوريا أولاً وأن تكون قلب العروبة النابض>!&bascii117ll; وبذلك يكون المعلم - ومن قبله صحيفة الوطن السورية صبيحة يوم المؤتمر الصحفي نفسه - قد مس