قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 30/11/2011

ـ 'النهار'
إيجابيات تعكس مرونة في اتجاه التمويل المخرج يتبلور قريباً والاستحقاق الأهم في آذار
سمير منصور:

'يبدو ان الامور تسير في اتجاه التوصل إلى مخرج يرضي الجميع ويصب في النهاية في دفع مساهمة لبنان في تمويل المحكمة الدولية'. بهذه العبارات لخصت مصادر مواكبة للمساعي المبذولة مساء امس حصيلة الاتصالات واللقاءات التي كان القصر الجمهوري امس محورا في جانـب اساسي منها، من خلال موفدين، لرئيس مجلس النواب نبيه بري صباحا، وآخر لرئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون مساء، في موازاة محور آخر تمثل بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع رئيس مجلس النواب الذي يؤدي دورا اساسيا في السعي الى مخرج للتمويل، بالتنسيق الاكيد مع قيادة 'حزب الله'. ووسط تكتم شديد من جميع المشاركين في هذه الاتصالات على الصيغة المقترحة والتي يجري البحث فيها، فإن كل التسريبات والتصريحات اشارت الى اجواء ايجابية والسير في اتجاه الحل، وكان آخرها ما ادلى به النائب عــــــون إثر ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لتكتله النيابي، وقد سجل انعطافة كبرى في هذا الاتجاه، ولا سيما بتأكيده 'اولوية الاستقرار' من جهة، وتذكيره بـ'اننا اول من اعطى دعما لانشاء المحكمة الدولية' من جـــــــهة اخرى، وكذلك قوله: 'لست متزمتا حول موضوع المحكمة الدولية ولكن يجب اخضاعها للنصوص الدستورية'. ولعل هذا الموقف، الى تفاؤل الرئيس بري الذي التقى مساء أمس رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط، يعكس مرونة في موقف 'حزب الله' في اتـــــجاه 'تمرير' التمـــــويل الذي لا يغير شيئا من موقفه المعروف من المحكمة.
وكذلك فإن زيارة أحد وزراء الحزب، محمد فنيش للسرايا قبل الظهر وقوله بعد لقاء رئيس الحكومة: 'نحن نتمنى الا تستقيل الحكومة' شكّل اشارة اخرى واضحة الى تلك المرونة، باعتبار ان تلويـــح الرئيس ميقاتي باستقالة الحكومة، كان على خلفية 'في حال عدم التمويل'...
وقد حرص ميقاتي منذ البداية على عدم اغلاق الابواب مؤكدا تفاؤله بعدم وصول الامور الى طريق مسدود، ومتمسكا بموقفه المعـــروف والداعم لتمويل المحكمة، بمؤازرة مـــــوقف مماثل للرئيس ميشال سليمان وآخر لوليد جنبلاط الذي وجه في موقفه الاسبوعي لصحيفة 'الانباء' ما يشبه النداء الى 'كل المعنيين'، ومفاده ان 'تمرير تمويل المحكمة الدولية فيه مصلحة وطنيــــة لبنانية عليا'.
وفي موقف بلغ قمة 'الوسطية' يلفت جنبلاط الى ان المحكمة الدولية 'وإن تكن تشكل توجسا عند البعض، فإنها تعتبر عند البعض الآخر مسارا حتميا لكشف حقيقة الاغتيالات السياسية التي طالت رجال دولة وكتابا ومفكرين وصحافيين'.
وقد شكّل الموقف الجنبلاطي، الى موقفي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، رافعة للمساعي المستمرة نحو الحل – المخرج والمتوقع ان يتبلور قريبا، في الايام القليلة المقبلة.
ولعل احتمال تأجيل جلسة مجلس الوزراء، اليوم، سيشكل اشارة اخرى في اتجاه اقتراب الحل وفق اوساط قريبة من رئاسة الحكومة، وتسأل هذه الاوساط في سياق مناقشتها للمواقف المختلفة واستغراب بعضها: 'هل هي المرة الاولى التي يطرح فيها موضوع التمويــــل؟ ألم يوافــــق وزراء تكتل التغيير والاصلاح في الحكومة السابقة على التمويل؟'.
وتذكّر الاوساط نفسها 'في المناسبة' بما ورد في البيان الوزاري في شأن المحكمة 'وقد وافق عليه الجميع في الحكومة بمن فيهم تكتل النائب عون'، وجاء فيه تأكيد حرص الحكومة على 'جلاء الحقيقة وتبيانها' وان الحكومة 'ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت مبدئيا لإحقاق الحق والعدالة بعيدا عن اي تسييس او انتقام وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الاهلي'.
واذا كان قدر ميقاتي ان يواجه الاستحقاقات الصعبة، واحدا تلو الآخر، وقد استطاع حتى الآن تجاوزها، فإن الاستحقاق الاهم الذي ينتظر حكومته، سيكون في آذار المقبل، موعد انتهاء البروتوكول الموقع بين لبنان والأمم المتحدة حول المحكمة الدولية. فهل هذا الاستحقاق القريب ساهم الى حد ما في تجاوز الاستحقاق الحالي، وهو التمويل؟ وهل سيتمكن ميقاتي من تجاوز الاستحقاق الأصعب؟ إن غداً لناظره قريب!


ـ 'النهار'

عاشوراء والفداء الإلهيّ
الأب جورج مسوح:
 
ارتبطت ذكرى عاشوراء، في التراث الشيعيّ، بالاعتقاد أنّ استشهاد الإمام الحسين كان في سبيل خلاص أتباعه وأنصاره. لذلك اعتمد هذا التراث تعبير 'الفداء' للدلالة إلى عمل الحسين وثورته ضدّ 'الظلم والاستبداد' الذي مارسه الخليفة الأمويّ يزيد بن معاوية. فالحسين قال في إعلان ثورته: 'إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالـماً، إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدّي وأبي'. ويعتقد الشيعة، وفق الباحث إبرهيم الحيدري في كتابه 'تراجيديا كربلاء' (دار الساقي، 1999)، أنّ فداء الحسين يؤدّي إلى الإنقاذ والخلاص والنهائيّ، فتلك هي الإرادة الإلهيّة التي قرّرت ذلك الاستشهاد الذي أصبح طريق الشفاعة والنجاة. لذلك، لا ينفصل الاعتقاد بشهادة الحسين في سبيل الحقّ والعدالة عن دوره في الشفاعة لشيعته ومحبّيه يوم القيامة. وثمّة رواية تشير إلى هذا الدور، اذ قال الحسين: 'كيف أنسى شيعتي (يوم القيامة) وقد ضحّيت بنفسي من أجلهم'. ومن هنا، يسعنا أن ندرك لماذا يسمّي الشيعة الحسين 'سفينة النجاة'.
الحسين أضحى في التراث الشيعيّ ليس منقذاً للامّة الإسلاميّة وحسب، بل هو 'المنقذ الإلهيّ'، لأنّ مشيئة الله التي قدّرت مسيرة الكون وحياة المخلوقات وتاريخ البشريّة ومسيرتها قد قدّرت أيضاً استشهاد الحسين في يوم عاشوراء. لذلك، تكثر الروايات التي تشير إلى معرفة الأنبياء جميعاً، من آدم إلى محمّد، بمصير الحسين، حتّى أنّ رواية ورد فيها أنّ الحسين عندما وصل قرب أرض كربلاء قال: 'إنّ اليوم الذي كُتب في لوح القدر لا يمكن تفاديه أبداً'.
أجمعت الدراسات التي أجراها البحّاثة في مقارنة الأديان على التشابه ما بين موقع المسيح ودوره في المسيحيّة وموقع الحسين ودوره في الإسلام الشيعيّ. فثمّة نقاط التقاء ما بين السيّد المسيح، الذي يؤمن المسيحيّون بأنّه 'المخلّص الوحيد' الذي افتدى البشريّة بموته على الصليب وقيامته، وبأنّه 'الشفيع الوحيد'، وبأنّ الأنبياء الذين سبقوه قد تنبّأوا كلّهم بعمله الفدائيّ من أجل خلاص البشر، من جهة؛ وما بين الحسين في التقليد الشيعيّ من جهة أخرى. غير أنّ ثمّة فوارق جمّة بينهما إذ يؤمن المسيحيّون بأنّ المسيح ليس مجرّد نبيّ بل هو كلمة الله الأزليّ الذي صار إنساناً، فيما يؤكّد المعتقد الشيعيّ كون الحسين قد حلّ فيه النور الإلهيّ، كما حلّ في الأئمة الاثني عشر.
لم تقتصر المقارنة، لدى الدارسين، على الشبه ما بين المسيح في التراث المسيحيّ والحسين في التراث الشيعيّ، بل وجدوا في اعتبار السيّدة فاطمة أمّ الحسين 'عذراء مقدّسة وبتولاً'، ما يشبه اعتقاد المسيحيّين بالسيّدة مريم العذراء 'الدائمة البتوليّة' كما ورد في العقيدة التي أقرّت في المجمع المسكونيّ الخامس (عام 553). وقد ربط بعض المستشرقين بين شعائر عاشوراء وطقوس الجمعة العظيمة في بعض التراثات المسيحيّة غير الأرثوذكسيّة، وبخاصّة في حقبة القرون الوسطى. البشريّة جمعاء تسعى إلى مخلّص، إلى منقذ، إلى فادٍ. وهي تتوق إلى الخلاص والنجاة والحياة الأبديّة. وهذا الخلاص لا يمكن أن يأتي على يد بشريّ، فالبشر تحكمهم أهواؤهم وشهواتهم وهناتهم. لذلك، جعل الله الخلاص شأناً خاصّاً به لا بالبشر. والحمد لله أنّ رحمته واسعة ومحبّته فائقة لبني البشر جميعاً.


ـ 'الديار'

ميقاتي عاد من روما أكثر مرونة والحلول تتركّـز على التمويل من خارج الحكومة ومجلس النواب
لبنان في غرفة الانتظار حتى إشعار آخر: التمديد للسلطة الحاليّة حتى إيجاد صيغة بديلة
جوني منيّر:
 
عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته الى روما وهو أكثر مرونة في كيفية معالجة البند المتعلق بتمويل المحكمة الدولية، وأكثر مناعة في مسألة تقديم استقالته.
فعشية مغادرته الى الخارج، ابلغ ميقاتي بعض الاطراف انه متمسك بتقديم استقالته بعد جلسة مجلس الوزراء في حال لم يجر بت بند التمويل للمحكمة الدولية. وقال ايضاً أن حزب الله ابلغه عبر قنواته الرسمية انه متمسك بعدم اقرار هذا البند في مجلس الوزراء.
وقال ميقاتي انه حاول ايجاد مخرج وسطي يقضي بتهريب اصوات بعض الوزراء (الارمن وفتوش وكرامي) لصالح اقرار هذا البند، بما يبقي حزب الله على موقفه المعلن لكن جواب حزب الله هو أنه ليس بصدد الدخول في مساومات شبيهة، وان موقفه واضح وهو بعدم اقرار هذا البند وهو سيتعامل مع الجميع وفق هذا الموقف.
وازاء هذا الأمر، وجد ميقاتي ان الأبواب مغلقة، وأعلن كلامه حول الاستقالة في المقابلة التلفزيونية مع الزميل مرسال غانم والتي جرت بناء على طلب رئيس الحكومة.
وعندها باشرحزب الله بتحضير خطواته المقبلة على هذا الاساس، ومعلناً أمام الذين راجعوه ان استقالة ميقاتي لن تعني ابداً عودة سعد الحريري او فريقه السياسي عندها بدا واضحاً أن البلد يخطو خطوات سريعة باتجاه الفوضى السياسية.والرئيس ميقاتي الذي أعلن موقفه تحت ضغط التحضير لمهرجان تيار المستقبل والذي أقيم الاحد الماضي في طرابلس، وجد أن الحسابات قد تعطيه الفرصة للخروج الآن من المأزق الحاصل. فالعواصم العربية تريد المحكمة وهو التزم امامها بذلك يوم تعيينه، فيما حزب الله يرفض ذلك بأي ثمن، في وقت تتصاعد فيه الضغوط على سوريا من خلال العقوبات المفروضة، فيما الساحة السنية معبأة لمساندة المعارضة السورية. وكانت النتيجة أن الانسحاب يبقى افضل من البقاء.
لكن في روما حصلت اتصالات فرنسية مع الرئيس ميقاتي، حيث كررت باريس تمسك المجتمع الدولي بتمويل المحكمة، وفي الوقت نفسه الحرص على بقاء الحكومة وعدم سقوطها.
واول ثمار هذا التمسك الدولي كان السعي للتخفيف من الضغط على كاهل الرئىس ميقاتي. فعندما التقي الرئىس الفرنسي نيكولا ساركوزي الرئيس سعد الحريري في خطوة وفاقية وخارجة عن اصول البروتوكول، بدا واضحاً أن الاشارة الفرنسية هي تبنيها لمهرجان المستقبل في طرابلس وللكلمات والمواقف التي كان من المفترض أن تكون عنيفة وموجهة الى الداخل السوري، مع احتمال مشاركة الحريري في زيارة لبضع ساعات الى لبنان. لكن الطلب الفرنسي السريع، جاء بضرورة خفض السقف السياسي في مهرجان طرابلس، فغاب الحريري وجاءت الكلمات في اطار السياق العام للمواقف ليس أكثر.
وفهم الرئيس ميقاتي ان المطلوب تخفيف الضغط عنه بهدف حماية الحكومة.
ومن روما عاد رئيس الحكومة ليتواصل مع رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي معلناً أن الابواب لم تغلق بعد.في المقابل، بقي حزب الله متمسكاً بموقفه الرافض لأي تسوية داخل مجلس الوزراء. وبدا في النتيجة أن المطلوب ايجاد حل لهذه الازمةخارج مجلسي النواب والوزراء، أي خارج الاطار الرسمي. وربما يكون من خلال احدى الهيئات الرسمية التابعة لرئيس الحكومة مثل الهيئة العليا للاغاثة، او اي هيئة اخرى شبيهة، وهو ما يجري البحث عنه.لكن العبرة في ما حصل، أن العواصم الغربية متمسكة ببقاء الحكومة في هذه المرحلة ولو على شكل حكومة معطلة تقوم بتصريف الأعمال. ولهذا الامر اسبابه الكثيرة، وابرزها: ان العواصم الغربية ولاسيما واشنطن وباريس، تركز اهتمامها على الصراع الكبير مع ايران من خلال سوريا، وان لي ذراع طهران من خلال تغيير قواعد اللعبة في دمشق، يستوجب حصر النار داخل الحدود السورية وليس تركها تتمدد.
فتركيا غارقة في انقساماتها الداخلية حيال كيفية التعاطي مع الازمة السورية ما يعطّل آلتها العسكرية الضخمة. والازمات الاقتصادية كبيرة جدا في اوروبا والولايات المتحدة الاميركية ما يلغي احتمالات التدخل العسكري. وفي المقابل فإن سوريا تحظى بعمق استراتيجي من خلال ايران القريبة وتحظى بحلفاء اقوياء مثل حزب الله اللبناني والشيعة في العراق، وكل ذلك لديه غطاء دولي قوي مثل روسيا وحتى الصين.
لذلك فإن الحسابات الواقعية تقضي بحصر النيران داخل الاراضي السورية بهدف اتعاب الجيش السوري، وارهاق النظام اقتصاديا وامنيا واي امتداد للازمة خارج الحدود سيكون في غير مصلحة الغرب.
لذلك فإن الاوساط الديبلوماسية الغربية تريد الابقاء على الحد الادنى من الاستقرار السياسي في لبنان، وفي الوقت نفسه في المحافظة على خيط يربط بين لبنان والمحكمة الدولية والتي سيكون لها دور في المستقبل غير البعيد.
لكن هذه الاوساط تهمس بأن المرسوم للبنان هو ابعد من ذلك.
فالازمة في سوريا لا تهدف فقط الى تغيير وجه النظام فيها بل الى تغيير وجه المنطقة لذلك تدخل طهران بقوة في الصراع الى جانب روسيا الساعية لحجز مقعد لها في هذه المنطقة وتعزيز مصالحها.
وهذا يعني ان الوجه الجديد للمنطقة كما هو جاري التحضير له سيشمل لبنان بطبيعة الحال. وبانتظار ان تنضج الامور الاقليمية ينعكس ذلك على لبنان فإن المطلوب من بيروت الوقوف في قاعة الانتظار وفق &laqascii117o;الستاتيكو" الحالي وبأقل قدر ممكن من الشغب والفوضى.

العارفون يرددون بأن صيغة الـ 43 في لبنان سقطت وكذلك اتفاقي الطائف والدوحة وان لبنان مرحلة انتقالية قبل الدخول في صيغة جديدة تتلاءم والصورة المستقبلية للمنطقة.
ولأن الوقت المطلوب لانضاج هذه الظروف الجديدة في المنطقة لا يستطيع احد التكهن به فإن وقوف لبنان في قاعة الانتظار قد تطول. وهو ما يعني ان حكومة الرئيس ميقاتي قد يطول عمرها لأن هذه الحكومة ستكون اخر حكومات الجمهورية النيابية وكذلك ميشال سليمان سيكون اخر رؤساء هذه الجمهورية والمجلس النيابي الحالي ايضا.
ويبدو ان العواصم الغربية تجري حساباتها على هذا الاساس وهي تضع في احتمالات ان تطول هذه المرحلة في المنطقة ما يعني احتمال التمديد ايضا للمجلس النيابي وربما رئيس الجمهورية في حال لم تحسم الامور في المنطقة رغم ان ترجيحات هذه العواصم تعطي فترة تتراوح بين السنة والسنة ونصف السنة لانتاج وجه جديد للشرق الاوسط. وفي باريس جرى تخصيص مجموعة من الاخصائيين لدراسة كل الصيغ التي يمكن ان تشكل نظاما سياسيا جديدا للبنان، بما فيها تلك التي تدعو الى لا مركزية ادارية وسياسية واسعة واعطاء دور اكبر للبلديات بما يشبه صيغة &laqascii117o;الولايات اللبنانية المتحدة".
بالتأكيد فإن ذلك سيحدث مع انعقاد مؤتمر لبناني - دولي ينتج هذه الصيغة، ويأتي عقب اتضاح الصورة في المنطقة وازمة سياسية داخلية حادة في الداخل، قابلة اصلا لافتعالها وحصولها عند كل لحظة ومناسبة.
لكن مرحلة الانتظار تستوجب حدا ادنى من الاستقرار الداخلي واستمرار حضور الدولة بكامل اجهزتها ولو تلك المهترئة &laqascii117o;والمجنزرة" واحتواء اي صدام امني قد يحصل بغية عدم تمدده ولو ان هذا الغرب لا يستبعد حصول عمليات اغتيال واستهدافات امنية كلما بلغت مستويات المواجهة في المنطقة درجات متقدمة.


ـ 'اللواء'
اعتراف إسرائيلي بالعجز العسكري والإستخباراتي
نقولا ناصر (كاتب عربي من فلسطين):
 
تحاول آلة الحرب النفسية التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي احتواء قوة الدفع المعنوية الكبيرة التي منحها اتفاق تبادل الأسرى للشعب الفلسطيني وتشويش الرسالة الفلسطينية الأهم فيه المتمثلة في الوحدة الوطنية التي جسّدها والرسالة التي لا تقل عنها أهمية المتمثلة في أن كل الانجازات الهامة لحركة التحرر الوطني الفلسطينية حققتها المقاومة التي حاول الاحتلال وراعيه الأميركي، ولا زالوا يحاولون، القضاء عليها بالمفاوضات بعد أن عجزوا عن القضاء عليها عسكريا&bascii117ll;
لذلك نرى الاحتلال اليوم يسوق الاتفاق باعتباره انتصارا للمقاومة على مفاوض منظمة التحرير الفلسطينية، ولـ <حماس> على <فتح>، وليس باعتباره انتصارا لكل الشعب الفلسطيني على الاحتلال، يوحده في فرحة انتصار مقاومته في تحرير بعض أسراها&bascii117ll; ومن هنا كان اتصال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ورئيس حكومتها في غزة، إسماعيل هنية، بالرئيس محمود عباس لاطلاعه على تفاصيل اتفاق التبادل، وترحيب عباس بالاتفاق، ردا إيجابيا في محله، لن يكتمل إلا بتحويل استقبال الأسرى المحررين الى عرس شعبي للوحدة الوطنية، يقطع الطريق على مناورات إعلامية إسرائيلية تستهدف التغطية على عجز دولة الاحتلال بكل جبروتها العسكري عن تحرير جنديها الأسير جلعاد شاليط بعد مضي خمس سنوات على أسره، وعجز <موسادها> و>شاباكها> وعيون زرقاء اليمامة والأيدي الطويلة التي تدعيها لأجهزة مخابراتها حتى عن معرفة مكان أسره&bascii117ll;
وبالتالي فإنها مناورات تستهدف منع الرأي العام في دولة الاحتلال من رؤية الاتفاق على حقيقته باعتباره اعترافا معلنا مدويا بالعجز قبل أن تستهدف الحط من قيمته في أوساط الرأي العام الفلسطيني واستغلاله أداة لمنع تحوله الى رافعة جديدة للوحدة الوطنية الفلسطينية، وخصوصا أن قوة رسالة الوحدة الوطنية التي حملها الاتفاق وجسدها في توزيع الأسرى المحررين على كل الفصائل وكل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، ومنها <المحرمات> الإسرائيلية السابقة التي حالت دون شمول اتفاقيات تبادل الأسرى التي أبرمها مفاوض منظمة التحرير لتحرير أسرى من القدس المحتلة عام 1967 أو من فلسطين المحتلة عام 1948، باعتبار المنطقتين خارج صلاحيات المنظمة بموجب اتفاقيات أوسلو سيئة الصيت الموقعة مع دولة الاحتلال&bascii117ll;

ومن الحجج التي تسوقها الحرب النفسية الإسرائيلية للحط من قيمة الاتفاق فلسطينياً وللتغطية على عجز دولة الاحتلال داخلياً عدم شمول الاتفاق لقيادات فلسطينية أسيرة مقاومة وسياسية&bascii117ll; ومع أن ذلك ما زال بحاجة الى تأكيد قطعي، فإن عدم تحرير القيادات الأسرى إن تأكد له علاقة وثيقة بالوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية&bascii117ll;
فخطر قيادات مثل مروان البرغوثي وأحمد سعادات وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي وعباس السيد وغيرهم على الاحتلال لا يكمن في كون هؤلاء أكثر جرأة أو مهارة في مقاومة الاحتلال من أي أسير أو أسيرة سوف يحررهما الاتفاق بل يكمن في كونهم قد تعالوا على الولاء الفصائلي ليتشاركوا في صياغة <وثيقة الأسرى> للوحدة الوطنية وفي حقيقة أن الافراج عنهم سوف يفتح الباب واسعا أمام تنفيذ ما اتفقوا على صياغته، وسوف يغير في المعادلة الفلسطينية الداخلية بحيث يرجح كفة الساعين الى انجاز الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكن، ويحاصر من ما زالوا يتذرعون بأوهام التفاوض الخادعة لمحاصرة المقاومة كشرط مسبق لاستمرار التفاوض كخيار استراتيجي وحيد، وبالتالي لاستمرار الانقسام، بقدر ما سيكون خروجهم من سجنهم الصغير الى سجنهم الكبير قوة دفع ستكون على الأرجح حاسمة في إنهاء الانقسام الفلسطيني الراهن&bascii117ll; وهذا هو السبب الحقيقي لاصرار حكومة دولة الاحتلال على عدم الافراج عنهم&bascii117ll;غير أن توحد الشعب الفلسطيني في الاحتفال بالاتفاق كانجاز وطني لإفشال أهداف الحرب النفسية الاسرائيلية لا ينبغي له أن يغطي على حقيقة أن المقاومة توحد والتفاوض يفرق ويثير الانقسام&bascii117ll; ولأن الأسرى هم في الأصل مقاومون وقعوا في الأسر، فإن المقاومين والأسرى يتكلمون لغة واحدة وموحدة (بكسر الحاء) بالرغم من الانقسام المصطنع المفروض على فصائلهم من الخارج، لأن العلاقة عضوية بين المقاومة وبين الأسرى، وقد اثبتها مجددا شمول اتفاق تبادل الأسرى على التزام الاحتلال بتنفيذ مطالب الأسرى المضربين عن الطعام الآن في سجونه كجزء من الاتفاق، كما أعلن الشيخ صالح العاروري مسؤول ملف الأسرى في حماس وعضو الفريق المفاوض على الاتفاق&bascii117ll;
فكتائب القسام تؤكد بأن <أسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط لن يكون الأخير طالما احتجز الاحتلال أسرى فلسطينيين>، كما أعلن أبو عبيدة الناطق باسمها، وهي الرسالة ذاتها التي كررها من سجنه قائد كتائب الأقصى مروان البرغوثي: <لو ان اسرائيل افرجت عن الاسير اللبناني سمير القنطار وافرجت عن الاسرى الفلسطينين لما اقدم حزب الله على اختطاف الجنديين ولما كان الفلسطينيون اختطفوا الجندي جلعاد شاليط>&bascii117ll; وكانت <وثيقة الأسرى> للوحدة الوطنية أبلغ تعبير عن اللغة الواحدة الموحدة التي يتكلمها المقاومون والأسرى، وكانت المقاومة دائما هي الأجدى في تحرير الأسرى من سجنهم الصغير الى السجن الكبير تحت الاحتلال الذي يتحرك المفاوض فيه ببطاقة <في آي بي> تمنحه إحساسا زائفا بحرية موهومة&bascii117ll;
ويأتي هذا الانجاز الوطني كبصيص نور في النفق المظلم الذي تمر فيه القضية الفلسطينية حاليا، يأتي من المقاومة ويسلط الضوء على أهمية العودة للمقاومة كمصدر لكل الانجازات الوطنية التي تحققت حتى الآن، من الاعتراف الدولي بوجود شعب فلسطيني الى الاعتراف بوجود ممثل شرعي له حتى إنجاز الاتفاق الحالي لتبادل الأسرى أخيرا وليس آخرا&bascii117ll;ويأتي هذا الانجاز وسط حملة تيئيس دولية تقودها الولايات المتحدة وتتبنى دعوة دولة الاحتلال الى <خفض توقعات> الشعب الفلسطيني من المجتمع الدولي الذي يراهن مفاوض منظمة التحرير عليه بديلا لمقاومة الاحتلال على الأرض&bascii117ll; فواشنطن التي أعلنت آخر إدارتين حكوميتين فيها في عهدي الرئيسين الحالي باراك أوباما والسابق جورج بوش أن قيام دولة فلسطينية في إطار <حل الدولتين> هو <مصلحة قومية> لها تقيم الدنيا ولا تقعدها اليوم لمنع اعتراف الأمم المتحدة بهذه الدولة التي فشلت وساطتها المنحازة غير النزيهة في رعاية قيامها خارج إطار المنظمة الأممية طوال عقدين من الزمن، كي تتساءل وزيرة خارجيتها، هيلاري كلينتون، في سياق معارضتها حتى لاعتراف اليونسكو، إحدى وكالات الأمم المتحدة، بعضوية دولة فلسطين فيها: <ما هي حدود هذه الدولة التي تنظر فيها اليونسكو الآن>، متجاهلة أن بلادها كانت أول من اعترف بدولة لا حدود لها حتى الآن للاحتلال الإسرائيلي&bascii117ll;
إن استمرار دولة الاحتلال وراعيها الأميركي في حصار المقاومة ومطاردتها وفي اتخاذ كل الاستعدادات لمنع الشعب الفلسطيني من الانتفاضة ضد الاحتلال أمر متوقع ومفهوم، لكن استمرار مفاوض منظمة التحرير في منح الاحتلال كل أسباب كيل المديح للتنسيق الأمني معه لأنه مفيد في <العمل الممتاز الجاري لحماية المستوطنات>، كما قال وزير الحرب ايهود باراك يوم الثلاثاء الماضي، فهو أمر كان متوقعا عندما كان هذا المفاوض يرى <ضوءا في نهاية نفق> المفاوضات، غير أنه لم يعد أمرا متوقعا ولا مفهوما بعد أن نفض هذا المفاوض نفسه يده من التفاوض ولجأ الى الأمم المتحدة بحثا عن بديل للمفاوضات أو عن دعم يعزز موقفه فيها إن استؤنفت ليجد نفسه فقط أمام أبواب موصدة أقفالها ومفاتيحها صهيونية وحارسها أميركي، بحيث لم يعد متوقعا ولا مفهوما كذلك أن يستمر مفاوض المنظمة في التنسيق الأمني لمنع شعبه من اللجوء الى خيار الانتفاضة الوحيد الذي يظل مفتوحا أمامه، ليكرر الرئيس عباس، في حديثه الأخير لصحيفة <الأيام>، التعهد علنا بأنه <لن تكون هناك انتفاضة ثالثة> بحجة أن الاحتلال ودولته هم الذين <يريدون الانتفاضة>، ولذلك فإنه يتعهد بأن <نخيب آمالهم>!
أليست هذه وصفة مثلى لاستمرار الانقسام الوطني الذي يفرغ استمراره التفاوض والمقاومة على حد سواء من الشرط المسبق، المتمثل في إنجاز الوحدة الوطنية، للنجاح فيهما معا أو في أي منهما كلا على حدة؟ إنه أمر محير حقا أن يختار عباس، أو أي مسؤول آخر في موقع القيادة، عدم توسيع خياراته ليستمر في الارتهان لخيار التفاوض الوحيد الذي لم يعد أحد يشك في فشله سوى رئاسة منظمة التحرير&bascii117ll;


ـ 'السفير'

أربعة أسابيع صعبة في المنطقة
قاسم قصير:
 
حذرت مصادر اسلامية في بيروت من ان الضغوط السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية ستزداد في الاسابيع الاربعة المقبلة الفاصلة عن موعد الانسحاب الأميركي من العراق، وستطال لبنان وسوريا والعراق وإيران، وذلك من اجل محاولة تحقيق اختراق كبير على الجبهة السورية، بما يؤدي الى زعزعة النظام وإضعاف سيطرته الميدانية مما يمهد لتدخل دولي بدعم تركي وعربي.
وأشارت المصادر الى ان الضغوط على العراق تزايدت في الاسابيع الاخيرة لتغيير موقف حكومته من الوضع السوري وتمثلت هذه الضغوط بنشر اخبار عن محاولات اغتيال تعرض لها رئيس الوزراء نوري المالكي برغم نفي المصادر المقربة من المالكي هذه الاخبار، كما تمثلت بازدياد وتيرة الهجمات الامنية ووقف خطوط الطيران التركي الى بغداد والتهديد بإحياء الدعوات الانفصالية للاقاليم والاعتداءات على الزوار العراقيين القادمين الى سوريا وتعزيز نشاط المجموعات المسلحة في اكثر من منطقة.
اما على الصعيد الايراني، فالضغوط تتم على عدة جبهات ومنها الاختراقات الامنية والعقوبات الاقتصادية وإثارة بعض القلاقل في المناطق الحدودية اضافة الى التهديد باغتيال قيادات اساسية ومنها التهديد باستهداف قائد &laqascii117o;فيلق القدس" في الحرس الثوري العقيد قاسم سليماني.
وعلى الصعيد اللبناني، تخوفت المصادر من تدهور الوضع السياسي والامني عبر الدفع لاستقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحجة عدم تمويل المحكمة وازدياد الحملات السياسية والامنية ضد قوى 8 آذار وتخريب الاوضاع الامنية في اكثر من منطقة ولا سيما في الشمال والبقاع، من دون استبعاد احتمال تسخين الجبهة الجنوبية لاحراج الحكومة والمقاومة والجيش.
وفي موازاة ذلك، تستمر جامعة الدول العربية بخطتها لاحراج الحكومة السورية ودفعها لرفض الاقتراحات العربية مما يمهد لتدخل دولي بحجج مختلفة، على ان يتزامن ذلك مع ازدياد العمليات التي تستهدف الجيش السوري والاجهزة الامنية مما يؤدي الى ضعضعة الاوضاع وتفكيك اوصال المناطق الشمالية وارتكاب مجازر طائفية تمهد لقيام مناطق ذات اتجاه طائفي او مذهبي صاف وقد بدأت ملامح هذا التوجه في بعض المناطق القريبة من حمص وحماه حيث جرى استهداف مجموعات مذهبية محددة مما ادى الى افراغ بعض القرى منها.
واوضحت المصادر ان لبنان سيكون الساحة الموازية للساحة السورية حيث تم رصد دخول مجموعات متشددة الى بعض المناطق بهدف التمهيد للقيام بعمليات امنية وخصوصا في اجواء إحياء ذكرى عاشوراء.
وفي مواجهة هذه الضغوط الدولية والعربية المتزايدة ودرس سبل مواجهتها، عقد مؤخرا لقاء قيادي بين &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله" في مكاتب الحركة في دمشق جرى خلاله الاتفاق على استمرار التنسيق والعمل من اجل البحث عن حلول جدية للازمة.
اما على الصعيد العراقي، فهناك تواصل مستمر بين قيادة &laqascii117o;حزب الله" والمسؤولين العراقيين اضافة للتنسيق العراقي الايراني- السوري المستمر حيث تتم متابعة الاوضاع تمهيدا للانسحاب الاميركي من العراق وحل بعض القضايا العالقة &laqascii117o;بحيث يتحول الانسحاب الى هزيمة كاملة للاميركيين مما يمهد لتشكيل جبهة جديدة في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها سوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين" على حد تعبير المصادر الاسلامية.
وفي ضوء هذه المعطيات، توقعت المصادر الإسلامية ان تشهد الأسابيع الأربعة المقبلة تصعيدا كبيرا في العديد من الجبهات والمناطق العربية بهدف خلط الأوراق ومنع استهداف النظام السوري منفردا.


ـ 'السفير'
سوريا مفتاح الحلّ للتمويل
هناء شهاب:
 
ما أن أعلن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي نيّته إطلاق &laqascii117o;رصاصة الرحمة" على حكومته، حتى بدا أن كل البنيان الحكومي المشيد منذ شهور قليلة، أشبه بقصر من الرمل سترميه أمواج تمويل المحكمة في قعر تصريف الأعمال. إلا أن دخول رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى ملعب المفاوضات كلاعبٍ أساسي في اللحظات الصعبة، أدى الى تراجع منسوب التوتر وأشعر &laqascii117o;مشجعي التمويل" أن هدف الأربعاء قد يهزّ الشباك، منتظرين الحسم في &laqascii117o;الوقت الضائع" الفاصل عن موعد جلسة اليوم.
ويشير المطلعون على الاتصالات الى أن تصاعد الدخان الأبيض ليس بالمستحيل، ويشدد هؤلاء على أن التصويت داخل مجلس الوزراء هو أكثر المخارج منطقيةً وأقربها إلى الواقع.
يستند المعولون على تسوية الى المعطيات الآتية:
ـ يعتبر ميقاتي أن مفتاح الحلّ في الوقت الراهن موجود وراء الحدود وفي سوريا بالتحديد. فالنظام السوري يحتاج إلى الاستقرار في الداخل اللبناني في خضمّ أزمته الداخلية و&laqascii117o;الحرب الكونية" عليه، ومن هنا، فإن الحفاظ على الاستقرار هو النتيجة الحتمية المتأتية من بقاء الحكومة الحالية على قيد الحياة.
- يشكل الوزراء المحسوبون على سوريا (وعددهم 8) المخرج الحقيقي لتمرير التمويل داخل مجلس الوزراء، وهؤلاء لم يحزموا أمرهم بعد، مما يعني أنه يمكن المراهنة عليهم لإمكان تمرير تسوية ما.
ـ لقد عبر رئيس الحكومة عن تفهّمه لموقف &laqascii117o;حزب الله"، مشيراً إلى أنه لا يريد رؤية يدي وزيري &laqascii117o;حزب الله" ترتفعان خلال جلسة مجلس الوزراء للتصويت مع دفع لبنان حصّته، إلا أنه يريد السماح بالتمويل.
ـ ثمة &laqascii117o;جائزة ترضية" لا بد أن تدفع لميشال عون حتى يعود وزراؤه الى مجلس الوزراء، من جهة وأن يكون شريكا في أية &laqascii117o;تخريجة" للتمويل من جهة ثانية.
ـ وضع تلويح ميقاتي بالاستقالة كل الأطراف أمام مسؤولياتهم، فيما تحوّل هو من &laqascii117o;رئيس حكومة لحظة سياسية" إلى &laqascii117o;رئيس حكومة الحاجة والضرورة اللبنانية والاقليمية والدولية"، في لحظة تكاد تكون شبيهة بلحظة الحكومة الميقاتية الأولى في العام 2005. هذه الضرورة تدركها &laqascii117o;قوى 8 آذار" جيداً، إذ إنها متأكدة أن لا بديل عن رئيس الحكومة الحالية، لأن استقالته ستضعها أمام معضلتين: أولهما تأمين الأكثرية نفسها في استشاراتٍ نيابيةٍ جديدة، وثانيهما أن لا إمكانية للعثور على رئيس من &laqascii117o;نفس طينة" ميقاتي الوسطية، إلا إذا أرادت الذهاب إلى خيار &laqascii117o;حكومة المواجهة" التي ستترأسها إحدى الشخصيات التي تنتمي إلى &laqascii117o;قوى 8 آذار"، مع العلم بأن خطوة من هذا النوع ستفجّر الشارع السني.... أو التسليم بأن لا شريك سنيا حقيقيا للثامن من آذار في رئاسة الحكومة الا سعد الحريري!
ـ برغم الابتسامة الكبرى التي تعلو وجوه قيادات &laqascii117o;14 آذار"، من جراء أزمة الحكومة، إلا أن الرسائل التي تبادلها هؤلاء خلال الأيام الأخيرة، تؤكد أن موعد عودتهم للسلطة ما زال مؤجلا وبالتالي فإن إسقاط الحكومة بات شعاراً شعبوياً أكثر من كونه شعاراً يعملون على تنفيذه في الوقت الراهن.


ـ 'السفير'
حكومة 'كلهم على حق' و'سياسة جحا'!
واصف عواضة:
 
يُروى عن &laqascii117o;جحا" ان جارا له دخل عليه ذات يوم شاكيا ظلم جاره الآخر، فاستمع اليه باهتمام وقال له &laqascii117o;معك حق". ثم ان جاره الآخر جاءه شاكيا جاره الأول، فقال له ايضا &laqascii117o;معك حق". وهنا هبّت زوجة &laqascii117o;جحا" غاضبة من هذا التصرف الذي اعطى الحق لجارين متناقضين، فرد عليها قائلا: وأنتِ معك حق ايضا.
استنادا الى هذه الرواية يرى بعض الخبثاء ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تنطبق عليها &laqascii117o;سياسة جحا"، حتى ليكاد يصفها بـ&laqascii117o;حكومة جحا". فكل أقطابها وأركانها &laqascii117o;على حق" في ما يذهبون ويصبون اليه، وهي تواجه اعمق ازمة تهدد مصيرها واستمرارها على خلفية تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
&laqascii117o;حزب الله" على حق في موقفه من المحكمة، اذ لا يعقل ان يوافق على تمويل مؤسسة يرفض وجودها من الاساس ويعتبرها اسرائيلية وهدفها تشويه سمعة المقاومة توطئة لضربها والقضاء عليها، من قبل ان تتهم عناصر منه صراحة باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقد اعلن الحزب اكثر من مرة على لسان امينه العام انه غير معني بهذه المحكمة ولن يتعامل معها، ومن الطبيعي ان يرفض تمويلها.
الرئيس نجيب ميقاتي بدوره على حق في اصراره على التمويل. فرئيس حكومة لبنان لا يستطيع ان يحمل دم سلفه رفيق الحريري من خلال رفض حكومته تمويل المحكمة الناظرة في قضية اغتياله. وبالتالي ليس من طبع الرجل مواجهة المجتمع الدولي والعقوبات التي قد يتعرض لها لبنان جراء ذلك، فضلا عما يجرّه عليه هذا الأمر من عزل له داخل طائفته التي تبقى الغطاء الاخير لمستقبله السياسي في بلد كلبنان محكوم بنظام طائفي، وهو يعرف سلفا ان هويته الطائفية هي التي تقوده الى رئاسة الحكومة، ايا كانت الكفاءات والمهارات والخبرات السياسية والشخصية والخلقية التي يتمتع بها، وكذلك الارصدة الشعبية والمصرفية.
&laqascii117o;تكتل التغيير والاصلاح" بقيادة العماد ميشال عون ايضا وأيضا على حق في ما يرمي اليه. فالرصيد الذي يتمتع به &laqascii117o;التيار الوطني الحر" في الساحة المسيحية ليس نابعا من عصبية طائفية، بل من حجم الانجازات التي يحققها على مستوى ساحته ومن ثم الساحة اللبنانية بشكل عام. وهو يعرف ان خصومه في الساحة المسيحية يتفوقون عليه في شد العصب الطائفي. رهانه الوحيد على مواقفه وإنجازاته على المستوى السياسي والاقتصادي والاداري الى آخر السلسلة. وهو بالتالي لا يستطيع ان يقاتل احدا بحكومة فاشلة هو شريك اساسي فيها، ولا يمكنه الذهاب الى الانتخابات بمثل هذه الحكومة. وعليه يفضل الف مرة ان يخوض الانتخابات من موقع المعارض. ولذلك كان التصور من الاساس ان التيار العوني سيلجأ الى فرط الحكومة اذا لم تحقق الانجازات التي وعد وتعهد بها امام جمهوره خاصة واللبنانيين عامة.
النائب وليد جنبلاط على حق. هو ينتظر تبلور الظروف الخارجية ليبني استراتيجيته السياسية، ولن يغرق طائفته الصغيرة مرة أخرى في الرمال اللبنانية المتحركة.
الرئيس نبيه بري ايضا على حق. هو يحاول جاهدا تفادي انهيار الهيكل الحكومي الذي يشكل نوعا من ضمان الاستقرار في البلد وسط منطقة مضطربة. يفتش عن مخرج لا يقتل الذئب ولا يفني الغنم. تحالفه مع &laqascii117o;حزب الله" والمقاومة خط أحمر لن يغامر به ايا تكن الظروف، والاسباب كثيرة لا تعد ولا تحصى. يسعى بحنكته المعهودة لإيجاد المخرج المناسب. والرئيس ميشال سليمان على حق. يهمه دوام الاستقرار في ما تبقى من ولايته بأي ثمن. هو يحظى اليوم بإجماع سياسي في البلد، لأنه يسير بين النقاط غير المتجانسة بعناية فائقة، مستفيدا من تجربة اسلافه على رأس الدولة.
حكومة هؤلاء اركانها (كلهم على حق) يفترض ان يسودها حد أدنى من التفهم والتفاهم لعبور درب الجلجلة بأقل كلفة، بما يمكنها من ادارة الأزمة ريثما يقضي الله أمرا كان مفعولا. فمنذ تشكلت هذه الحكومة، لم يكن الخوف عليها وما يزال من المعارضة، انما من نفسها، وها هي تؤكد هذه النظرية. وأحرى بها ان تتجاوز قطوع التمويل وتلتفت لهموم الناس وتغلق آذانها على الضجيج المباح، على غرار ما فعل جحا مع ولده والحمار.


- 'المستقبل'
هل أصبح ذهاب ميقاتي ضرورة للنظام السوري؟
مصطفى علوش:
 
قد يكون عنوان المقالة خارج السياق المتداول في السياسة اليوم، خصوصاً لاعتبار أنّ حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي أتت في بدايات الثورة في سوريا بتسهيل من النظام السوري، وتأييد من 'حزب الله'، إنّما أتت لتكون جزءاً من منظومة سياسية وديبلوماسية دفاعية واستباقية لمعسكر الممانعة. فقد كان النظام السوري يومها في وضع يريد أن يؤكد فيه سعة باعه الاقليمية وقدرته على لعب أوراق خارج حدوده، كما أنّه كان بحاجة إلى دولة إضافية تدعم موقفه في مختلف المحافل، وهذا ما أكّدته هذه الحكومة ديبلوماسياً من خلال المواقف في الأمم المتحدة وفي مجلس الجامعة العربية، وأكدته أيضاً أمنياً من خلال التغاضي حيناً وبالترهيب أحياناً. قد يكون النظام السوري بحاجة أيضاً إلى نافذة اقتصادية إضافية في حال اشتدت الضغوط الدولية عليه. كل هذا يعني أيضاً أنّ الرئيس نجيب ميقاتي، بالرغم من كل الحيثيات الشخصية التي يحاول أن يوحي بها، ما هو إلا خيط من خيوط الشبكة العنكبوتية التي نصبها النظام السوري في لبنان، ووضعها كصمّام أمان للطوارئ، خلال فترة الوصاية وبعدها، وتشمل هذه الشبكة الآلاف من العملاء الظاهرين والنائمين والسياسيين والصحافيين والأمنيين المرتبطين بطريقة أو بأخرى بالمخابرات السورية. وهذا يعني أيضاً أنّ هامش المناورة للرئيس ميقاتي قد يكون أوسع بعض الشيء ممّا كان متاحاً للرئيس عمر كرامي بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري لناحية اتخاذ مواقف عزّ حاسمة، ولكن هذا الهامش أصبح ضيّقاً بالتأكيد بعد وصول الثورة السورية وتداعياتها على النظام هناك. على هذا الأساس فإنّ احتمال أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي يتصرّف من دون تنسيق دقيق مع 'صديقه' بشار الأسد هو احتمال بعيد بالمعطيات المنطقية إلا إذا قرّر دولته المغامرة 'بالقفز من السفينة قبل ارتطامها بالصخور'، مما يؤشر إلى أنّه أصبح مقتنعاً بقرب سقوط النظام في سوريا وحاجته بالتالي إلى الحدّ من خسائره السياسية والشعبية والنأي بنفسه عن شبكة العنكبوت المنصوبة. وهنا لا أحد منّا قد يعلم بماهية الأوراق التي يحتفظ بها هذا النظام بحق دولته لمنعه من الجموح إلى مواقف ثورية. أما الآن وقد وصلت الأمور إلى مرحلة المأزق، فما هي الحلول أو الاحتمالات الممكنة على صعيد الوضع الحكومي؟ فإنْ كانت رغبة النظام السوري استمرار الحكومة الحالية كحاجة ضرورية، وتعويم الرئيس ميقاتي شعبياً، فقد تدفع حلفاءها إلى إعطائه فرصة الانتصار في ملف تمويل المحكمة إما مباشرة بالتصويت داخل الحكومة، وإما مواربة من خلال المراسيم أو من خلال مجلس النواب، وقد طُرحت في الإعلام سيناريوهات متعدّدة لهذا الاحتمال. هناك احتمال آخر وهو أن تكون هذه الحكومة 'الصديقة' لمعسكر الممانعة قد قلّلت من هامش العبث في مسألة الأمن، لأنّ لبنان في وجود حكومة متعاونة أصبح أرضاً صديقة، وأي عبث أمني سيرتد حتماً على صنّاعه. أما في حال ترك رئيس الحكومة ليقدم استقالته فقد يؤشّر ذلك إلى انطلاقة مرحلة جديدة عنوانها الملف الأمني، وقد يكون ما حدث في الجنوب من إطلاق صواريخ مقدّمة لهذا التوجّه الذي فيه ذهاب حكومة الرئيس ميقاتي من ضرورات المرحلة. إنّ هذه المعطيات تؤكد أنّ لبنان اليوم وغداً سيمر في مرحلة دقيقة على مختلف المستويات، وقد لا يكون من مصلحة أي من القوى السياسية أن تكون فيها في سدّة الحكم خوفاً من أن تقع تبعات المرحلة عليها وعلى مستقبلها السياسي. حتى ولو سقط النظام السوري في وقت قريب، فإنّ الرؤيا لا تزال غامضة بالنسبة إلى كيفية التعامل مع المعطيات الداخلية وأهمها موقف 'حزب الله' وردود فعله على المتغيّرات الاقليمية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد