قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 5/12/2011

- 'اللواء'
هل لبنان أمام مشهد دراماتيكي جديد؟
صلاح سلام:

من تعطيل معمل الكهرباء في الزهراني إلى التفجير الإسرائيلي قرب صريفا جنوباً، إلى المطاردات السورية المسلحة في وادي خالد والعريضة شمالاً، مروراً بالخطابات النارية والاحتكاكات الشوارعية المتنقلة بين بيروت وطرابلس وصيدا ومناطق أخرى، تبدو الصورة وكأنه كُتب على هذا البلد وأهله الصابرين عدم الراحة، وبل عدم تذوق طعم الاستقرار! فما أن تنفّس اللبنانيون الصعداء بتمرير قطوع تمويل المحكمة، حتى عاجلتهم سلسلة من الحوادث والأحداث، التي حاول البعض من خلالها، الرد على مبادرة رئيس الحكومة المشهودة بتمويل حصة لبنان من ميزانية المحكمة الدولية وذلك عبر افتعال مسلسل من التوتيرات بهدف الانقلاب على الطاولة وتذكير الجميع بأن <الأمر لي>، وإن افلح الرئيس ميقاتي في الوفاء بوعوده حول تمويل المحكمة!فهل نحن أمام مشهد لبناني دراماتيكي جديد على نحو ما يبشرنا به أهل الحل والربط في السياسة؟ لا ندري إذا كان من مصلحة أحد في لبنان، أو حتى في سوريا، أن يدفع الوضع اللبناني نحو المزيد من الشحن والتصعيد والتوتير بلوغاً إلى حدّ التفجير على نحو ما يتوقعه البعض سواء في الأكثرية الحالية، أم في المعارضة&bascii117ll; فالتطورات المتلاحقة التي فجّرت حرارة الربيع العربي، ضربت المعادلات التي كانت سائدة ليس في لبنان وحسب، بل في الإقليم كلّه، وبالتالي أدت إلى عملية خلط أوراق ليس من السهل قراءة نتائجها قبل انتهاء المخاض السوري الحالي ومعرفة الحالة التي سترسو عليها الأوضاع في سوريا&bascii117ll; وعلى خلفية الزلزال السياسي الذي يضرب المنطقة، كان من المفترض بالقوى السياسية اللبنانية أن تعمد إلى تنظيم خلافاتها، طالما هي غير قادرة على معالجة مشكلات البلد والصراعات المزمنة إلى الانصراف إلى تعزيز الجبهة الداخلية درءاً للمخاطر المحدقة بالوطن الصغير من كل حدب وصوب&bascii117ll;

كان من الممكن أن تضع خطوة رئيس الحكومة بتمويل المحكمة نهاية حاسمة لفترة القلق والخلافات والتردد التي عطّلت انتاجية الحكومة وبداية لاطلاق ورشة عمل حكومية - برلمانية لتحريك العجلة في الإدارات الفارغة عبر تعيينات مدروسة ووضع المشاريع المعطّلة على سكة التنفيذ والانجاز، وإخراج مشاريع الاتفاقيات والقوانين من أدراج مجلس النواب، واستعادة ثقة النّاس في الداخل، والمصداقية أمام الأشقاء والأصدقاء في الخارج، بما يؤدي إلى تحقيق نقلة نوعية للحكم والدولة والمؤسسات الدستورية الأخرى&bascii117ll; إن الاستغراق في السجال الدائر حول مَن الرابح ومَن الخاسر من سداد حصة لبنان في المحكمة، هو أشبه بالنقاش البيزنطي حول جنس الملائكة!&bascii117ll; صحيح أن <حزب الله> وحليفه التيار العوني قد أصيبا بصدمة سياسية قاسية، حتى لا نقول شيئاً آخر، ولكن الأصح أيضاً أن صدمة لبنان الدولة والشعب والمؤسسات كانت ستكون أقسى وأكبر ضرراً على الجميع لو لم يحصل التمويل، ولتعرض الوطن المنهك اقتصادياً وسياسياً لحزمة من العقوبات الدولية كانت كافية للإطاحة بما تبقى من مقومات صمود الاقتصاد اللبناني، وخاصة القطاع المصرفي&bascii117ll; صحيح أن <حزب الله> والتيار العوني قد خسرا جولة سياسية قاهرة، ولكن الأصح أيضاً، أن لبنان الوطن والدولة خسارته كانت ستكون أشد إيلاماً لو نقض التزاماته الدولية، وعاند قرارات مجلس الأمن الدولي، وفرضت عليه عزلة دولية محكمة&bascii117ll; صحيح أن <حزب الله> وحليفه التيار العوني قد تراجعا عن مواقفهما من المحكمة قبل أن يجف حبر الخطابات والتصريحات الرافضة للتمويل، والتي تعتبر المحكمة أداة مسيّسة بإدارة أميركية وإسرائيلية، ولكن الأصح أيضاً وأيضاً أن هذا التراجع تمّ لحسابات إقليمية وخارجية أطرافها حلفاء في <جبهة الممانعة>، تشتت اللحظة السياسية وتشابكاتها المختلفة، لتمرير تمويل المحكمة ولتخفيف الضغط عن دمشق وطهران في هذه المرحلة بالذات! نبش ملف شهود الزور، ولا قطع الكهرباء عن نصف لبنان بهذه الطريقة المشينة، ولا الابتزاز في التعيينات، يؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار، أو على الأقل، يحول دون سقوط تجربة قوى 8 آذار في الحكم منفردة بعدما أصرت على تشكيل هذه الحكومة بدون الشركاء في الوطن من جماعة 14 آذار&bascii117ll; لن تضير نجيب ميقاتي استقالة الحكومة بشيء، وهو الذي يقف بين نارين، نار الحليف في الحكم والحكومة، ونار المعارضة التي لا ترحم، ولكن الواقعة ستقع على فريق 8 آذار الذي سيتعذر عليه تشكيل حكومة جديدة، أو على الأقل الإتيان بحكومة تتوفر فيها مشاركة بمستوى مشاركتي نجيب ميقاتي ووليد جنبلاط&bascii117ll; لنرتفع فوق سياسة الحرتقة والنكايات، ونضحي من أجل هذا البلد المعذب، خاصة وأننا نعيش هذه الأيام ذكرى سيّد الشهداء والتضحيات&bascii117ll;


- 'الأخبار'

هل يبتلعنا الحوت أم يبتلعه بحرنا؟
ابراهيم الأمين:

نزعة الجنون لا تصيب السياسيين فقط. بل هي اكثر فاعلية وأكثر خطورة عند القائمين على مؤسسات رسمية، خدماتية او امنية او خلافه. وهي عدوى منتشرة في لبنان، صارت تصيب كل من تخيل نفسه الآمر الناهي بشؤون الناس. وتصيبه بالعمى الاخلاقي، فيصير يعبث برزق اهل بلده، موحياً لنفسه انه مصدر الرزق، او صاحبه.
لعنة لبنان ليست من السياسيين فقط، ولا من الطائفيين الملونين فقط، بل من جانب قسم كبير من الذين جيء بهم على خلفية انهم تكنوقراط، لا يتدخلون في السياسية، فصار هؤلاء مجانين من الطراز الذي لا تفيد معه علاجات الطوائف المتبادلة تهويلاً أو توازناً او احتراباً. لعنة لبنان، تتمثل هذه الايام، بمريض اين منه عوارض الاحتضار للدولة ومؤسساتها، انه الوقح، المجنون، الذي يبدو انه مولع بأفلام الكرتون، والمخرج الذي يحول سمكة صغيرة الى حوت يقدر على ابتلاع جميع من حوله. ما الذي يجعل محمد الحوت يتصور نفسه اقوى من القانون، وكيف يمكن الرجل ذا الوجه الاصفر والنائب الأزرق أن يفعل ما يفعل؟ كيف له أن يمون ليس فقط على ادارة شركة الميدل ايست، بل على مرافق المطار، على اجهزته الامنية، وعلى قواه الامنية من جيش وقوى امن داخلي؟ وكيف له ان يتدخل مع ضباط وعناصر الامن العام وادارة الجمارك؟ وكيف له ان يتدخل في كل تفصيل يخص الموظفين الاداريين وغير الاداريين، في السوق الحرة، وفي الممرات وعمال النظافة والصيانة؟ كيف له ان لا يخشى احداً في الدولة وفي القطاع الخاص؟ وكيف له أن لا يخشى القوى السياسية والنقابية وخلافها؟ ما الذي يجعله يسجل طائرات الميدل ايست لدى الشركات العالمية بالاحرف الاولى من اسمه، او اسم زوجته، او اسم احد أولاده؟ ما الذي يجعله يطلب من الرسام الذي يضع لوحة ترويجية للطائرة أن تكون صورة الطائرة على شكل حوت طائر؟ ما الذي يجعله محتاجاً لمن يفتح له باب السيارة ويقف مستعداً مثل عسكري في قاعدة هيئة الاركان؟ ما الذي يدفعه الى الطلب من جميع الموظفين ان يقفوا متسمرين عندما يمر بالقرب منهم، مثل رجال الامن في اقبية المخابرات وادارات الامن؟ ما الذي يجعله يأتي بمستشارين ومساعدين حفظوا كل ما كتب من قصائد في مدح السلطان، وحفظوا كل ما كتب من قصائد هجاء لخصومه؟ ما الذي يشعره بالحصانة لأن يعلن في مؤتمر صحافي انه سجل سيارة باسم مصرف لبنان كي لا يدفع الضريبة، ولا يلاحقه احد؟ ما الذي يشعره بالحرية بأن يخالف قوانين الشركة فيوظف من يوظف خلافاً للقانون، ويحشو الشركة بحشد من الاقارب والمقربين في مناصب استشارية؟ هل هو ملك الملوك، أم بيده العصا السحرية؟ لا هذه ولا تلك، هو مرتاح لكون حاكم مصرف لبنان، أو القيصر رياض سلامة، القابض على نصف البلاد، يعطيه تفويضاً كاملاً لكي يقوم بما يريده داخل الشركة، وهو مرتاح لأن بين يديه دجاجة تبيض ذهباً فيتولى رشوة من يمكنه رشوته... عيب بل عار على كل سياسي يقبل رشوة من الحوت بأن يسافر مجاناً على متن طيران الشرق الاوسط، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء!. عيب بل عار على كل ضابط في اي مؤسسة من مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، ومن العاملين في الرئاسات والادارات ان يقبل رشوة بأن يأخذ بطاقات سفر مجانية له ولعائلته، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء! عيب بل عار على كل صحافي واعلامي، وعلى كل محام أو قاض عامل أو مستقيل قبول هذه الرشوة بأن يسافر لقضاء عطلة خاصة في بلد اوروبي على حساب طيران الشرق الاوسط بحجة تسويق وما الى ذلك، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء! عيب بل عار علي اي تنظيم تتم رشوة مسؤولين فيه فيطلبون من الموظفين المحسوبين عليهم وقف التحرك اعتراضاً على غبن او على مخالفة، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء! عيب على كل رجل اعمال من اصحاب الحظوة السياسية أن يستفيد من خدمات اضافية اذا قرر استخدام طائرة خاصة، فيقبل هدية الحوت خدمات المضيفين الأرضية والجوية مجاناً، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء عيب بل عار على وزراء ونواب يقبلون بأن يشتروا بطاقات سفر خاصة بالدرجة السياحية، وهم على ثقة بأن الحوت سوف يكلف من ينتظرهم لكي يحولها الى الدرجة الاولى من دون نفقات اضافية. ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء! عيب بل عار على رجال دين، ومستشارين، واقتصاديين، وأصحاب النفوذ المنتشرين حول الرؤساء والوزراء والمديرين والقادة الامنيين والعسكريين أن يقبلوا خدمات يوفرها لهم الحوت بأن يمنحهم ما يقدر عليه مجاناً، او أن يطلب فريقاً من رجاله ينتظرونه ليخلّصوا لهم معاملات السفر والشحن وخلافه، ومن بين هؤلاء من يفعل ذلك، ولهم اسماء! لم يعد الامر يتعلق بطيارين يريد ملك الادارة الحديثة تسييرهم كما يقرر، ولا بموظفين يريد إلزامهم العمل كما يريد هو لا كما تنص القوانين، ولم يعد الامر يتعلق بسياسة تجارية تقوم على الاحتكار والاستغلال، ولا بمزاجية لا تهتم لمآسي مواطنين يعيشون القهر في الاغتراب ليدفع اهلهم فوائد الديون التي راكمها من القى بالحوت في بحرنا... لقد صار محمد الحوت عنوان العجز عن اقناع الناس بأن لهم املاً بقيامة بعد طول انتظار!


- 'الأخبار'

أين إسرائيل من الأزمة السوريّة؟
يحيى دبوق:

لم يعد سيناريو إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيناريو ممكن الوجود. المواقف والتحليلات التي تصدر من هنا وهناك، وتتحدث عن إسقاط النظام، باتت مواقف &laqascii117o;عدة شغل" الهجمة على هذا البلد، ولا تعدّ بالضرورة تعبيراً عن قدرات فعلية متاحة في أيدي المهاجمين. وصلت الحرب على سوريا، كجهة أساسية ومركزية في محور المقاومة، إلى حائط مسدود. مع ذلك، الهجمة ما زالت حية، ولم تلفظ أنفاسها، ولا يُقدّر لها أن تلفظ أنفاسها قريباً. ويمكن وصف مشهد المواجهة كالآتي: بدأت سوريا تنفلت من أزمتها التي أُريد أن تصل إليها، وفي المقابل، يفقد أعداؤها القدرة على الانتصار، ولا يريدون التراجع إلى الخلف والاستسلام.. وهو واقع يشير إلى أن وجهة الحرب باتت حالياً في اتجاه واحد: جهود للمحور الأميركي لإبقاء الأزمة على حالها، وإشغال النظام والمحور التابع له في الساحة السورية لأطول فترة ممكنة. أي محاولة إبعاد هذا المحور عن استحقاق انتصاره على المحور الأميركي.
تعذَّر الخيار العسكري ضد سوريا ليس نتيجة موازنة بين النتائج والأثمان وحسب، بل نتيجة عوائق وموانع مادية، تحول دون استخدامه، بدأت تتكشف أخيراً، فيما العقوبات دونها أيضاً عوائق، ليس أقلها أنها ترتدّ سلباً على المعاقبين، عدا عن قدرة محور المقاومة على تعويض الخسائر، ما يحول دون فاعليتها المتوخاة. في الوقت نفسه، وهو الأهم، أثبت النظام في سوريا، رغم أشهر طويلة من الهجمة بكافة أنواعها ومستوياتها، تماسكه ومنعته داخلياً، بل إن الإجراءات العربية الأخيرة، كما يتبيّن من ساحات المدن السورية، زادت من منعته، وهي نتيجة مناقضة لما أراده عرب أميركا. أين إسرائيل في ظل انسداد أفق الهجمة على سوريا؟ لا تختلف كثيراً مصلحة إسرائيل عن المصلحة الأميركية والخليجية إزاء سوريا: إما إسقاط النظام، وإما إبقاؤه في دائرة الاستنزاف الداخلي. وفي كلتا الحالتين تحييد دوره أو إنهاؤه، في محور المقاومة. والحديث الأخير لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد يشير إلى أن إسرائيل عادت وجدّدت رهاناتها على إسقاط النظام، على خلفية الحراك العدائي الخليجي تحديداً، إذ قال &laqascii117o;إسرائيل ترى في توجّه جامعة الدول العربية ضد سوريا تطوراً مهماً يقرّب الرئيس السوري من نهاية حكمه"، مع إعادة التنبّؤ بسقوط النظام خلال أشهر، وأن ذلك يفيد إسرائيل في كسر محور المقاومة.. في الوقت نفسه، برزت خشية إسرائيلية، وإن يتيمة حتى الآن، عبّر عنها رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، من إمكان تمدّد سيطرة الإخوان المسلمين على أكثر من دولة في المنطقة، ومن بينها سوريا، الأمر الذي يعني &laqascii117o;تهديداً استراتيجياً على المدى البعيد". وفي الواقع، لا يوجد تعارض بين الموقفين، إذ يوصّف باراك مصلحة إسرائيل في إسقاط النظام السوري كفرصة تجبي تل أبيب من خلالها فوائد كبيرة، أما جلعاد فيوصّف مصلحة إسرائيل في عدم تولّي الإخوان المسلمين للسلطة، كتهديد مستقبلي كامن، خاصة إذا أضيف إلى ذلك نجاح إسلامي في أكثر من بلد عربي.. أي إنهما يوصّفان الفرصة والتهديد الإسرائيليين المتلازمين في مآلات الساحة السورية، على فرض سقوط النظام فيها. من جهة ثانية، وأساسية، يصعب التصديق أن الاستخبارات الإسرائيلية غير مدركة أن النظام في سوريا بات منيعاً أمام الهجمة، ويصعب التصديق أن تقديراتها ترى نقيض ذلك، ما يعني أن أحاديث إسرائيل عن إسقاط الأسد، واليوم الذي يليه، غير ذات صلة بتقديرات تل أبيب الحقيقية في هذه المرحلة، بعد أشهر من المواجهة وتبيّن منعة النظام، إلا إذا أريد إسرائيلياً، من خلال التصريحات والمواقف المعلنة، الحثّ على مواصلة المقاربة العدائية ضد النظام، وإشغاله في صراع داخلي وضغط خارجي، من شأنهما أن يحيّدا دوره وفاعليته تجاه إسرائيل والمنطقة.. ولجهة الموقف الإسرائيلي أيضاً، يجب استحضار الآتي: أي خيار عسكري إسرائيلي مباشر ضد سوريا بات متعذراً، إن لم يكن منتفياً، في ظل خشية تل أبيب من تبعاته، وإمكان أن ينزلق إلى مواجهة مع أكثر من جبهة، بعيدة كانت أو قريبة، أو أن يسبّب سقوط مزيد من الأنظمة الحليفة لإسرائيل في المنطقة. في هذا الإطار، يشير نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، موشيه يعلون، الذي يتولى أيضاً حقيبة الشؤون الاستراتيجية، إلى موقف اللاموقف في إسرائيل، والمرتكز على حالة الترقّب الذي يسود تقديراتها (الإذاعة الاسرائيلية 29/11/2011)، إذ يقول إن &laqascii117o;المواجهات في سوريا تتواصل يومياً، مع سقوط عشرات القتلى، حتى في صفوف القوات الأمنية النظامية، حيث باتت المعارضة أيضاً مسلحة، ولنترك هذه العملية قائمة تسير على منوالها، ثم بعدها نُشغل بنتائجها".


- 'السفير'

الجامعة العربية تعاقب سوريا: ارتكاب الخطيئة المميتة مرتين!
طلال سلمان:
    
لا تكفي كوفية الشيخ حمد بن جاسم لتأكيد &laqascii117o;عروبة" القرار في جامعة الدول العربية، خصوصاً أنها قد باتت تمثل مع الكوفيات الأخرى المرقطة امتيازاً للأغنياء بالنفط والغاز على عرب الفقر والعوز، مشرقاً ومغرباً. ولا يكفي أن تصدر العقوبات مكتوبة باللغة العربية عن هذه الجامعة المعطلة القرار والتأثير منذ زمن بعيد، لنفي صلتها بمشروع تدويل الأزمة الدموية في سوريا والتي يتحمل النظام حتما مسؤوليتها المباشرة، مع الوعي بأن هذا التدويل هو أقصر الطرق إلى &laqascii117o;تشريع" الحرب الأهلية التي يخشى ألا تقف عند حدود &laqascii117o;القطر السوري"، وإنما قد تتجاوزه ممتدة على جواره الأقرب ثم البعيد ثم الأبعد... ومن هنا صرخات التنبيه والتحذير بل الاستغاثة التي تنطلق من لبنان والعراق والأردن، وصولاً إلى اليمن، خصوصاً أن بعض هذه &laqascii117o;الجبهات" تكاد تكون جاهزة للاشتعال بأفضال الاحتلال الأميركي للعراق والتهديدات الإسرائيلية اليومية التي توجه إلى لبنان ومقاومته ومجاهديها، لكي تسمعها طهران باعتبارها الهدف المقصود. لنضع جانباً ذلك المنطق القائل إنه بقدر ما تندفع الجامعة المؤكدة عروبتها، في هذه اللحظة، بكوفية الشيخ حمد، في فرض العقوبات على سوريا بذريعة تأديب نظامها وإجباره على وقف القمع الدموي لشعبه، إلى ما يتجاوز قدراتها فضلاً عن صلاحياتها، فإنها إنما تخرج من عروبتها وعليها، أي من هويتها القومية الجامعة، التي كانت تؤهلها لأن تكون المرجعية. ثم إنها، وبلسان الشيخ حمد ذاته، قد تخلت عن تحفظها واندفعت تتحدث عن &laqascii117o;التدويل" باعتباره تحصيل حاصل، متهمة النظام بأنه ـ بعناده وإصراره على الاندفاع في القمع حتى النهاية ـ هو المسؤول عن تعريض سوريا لهذا المصير المدمر. أي إن الجامعة العربية، تكرر مرة أخرى، وعلى يدي الشيخ حمد ذاته الذي ألغى الأمانة العامة ومجلس الجامعة في المرتين، الخطيئة التي ارتكبت في ليبيا ومعها، أي &laqascii117o;التدويل". بل إن الجامعة العربية، بقيادة الشيخ حمد، ترتكب خطأ أفدح اليوم، مع قوى المعارضة المختلفة في سوريا، إذ تشجع الأكثر تطرفاً بينها والأوثق ارتباطاً بالخارج، على الخروج على وطنيته وعروبته، مندفعاً إلى تبرير التدخل الخارجي، بينما المعارضة الوطنية في الداخل تحاذر الانزلاق وتتمسك برفض التدويل وتمتنع عن إضفاء الشرعية عليه بوصفه المخرج الوحيد. ومن خلال النموذج الليبي يمكننا تصور الكارثة القومية التي يمكن أن يتسبب بها التدويل، فإذا كانت القبائل والأعراق في ليبيا قد استكانت مؤقتاً في انتظار معرفة نصيب كل منها من الثروة، قبل السلطة، فإن &laqascii117o;الجوائز" في سوريا لن تكون من ذهب بل من حق شعبها المهدد الآن في وحدته في دولة له جميعاً، بكل أطيافه، وهو الذي رفض قبل حوالى قرن المشروع الاستعماري الذي حاول أن يقسم سوريا دولاً لكل من طوائفها &laqascii117o;دولة"، وكأنها مجموعة من الشعوب المتخاصمة إلى حد الحرب. ومع أن الأمل وطيد في ان تنتصر وطنية السوريين على مثل هذا المشروع المستعاد من الماضي الاستعماري، فإن خطيئة الجامعة في فتح الباب مجدداً، وعبر مطالبتها بالتدويل، لمثل هذا الخطر لا تقل فداحة عن خطيئة النظام في الاندفاع في قمعه الدموي والاستمرار فيه يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع وشهراً بعد شهر، من دون أن يتوقف لحظة لمراجعة نهجه المدمر، والتوقف عن المذبحة، والمبادرة إلى فتح الباب لحل سياسي مع قوى المعارضة التي زاد فيضان الدم من شرعية مطالبها، بقدر ما حصل الفرز بين فصائلها المختلفة فإذا من في الداخل هم الأصدق تعبيراً عن الضمير الوطني وإذا من في الخارج تأخذهم &laqascii117o;الدول" ربما إلى حيث لم يكونوا يقصدون، وتتحدث بلسانهم فلا يعترضون، وتنتزع منهم التنازلات فيقدمونها إما بدافع من تعجّل الفوز بجائزة السلطة وإما بدافع المزايدة بعضهم على البعض الآخر، أو ربما بقصد قطع الطريق على معارضة الداخل وإحراجها بحيث تبدو ـ في اعتدالها ـ كأنها متواطئة مع النظام على الوطن وأهله. بالمقابل فإن جامعة الدول العربية المجلببة الآن بعباءة الشيخ حمد بن جاسم توقع على الشعب السوري عقوبات أشد وأقسى من تلك التي يفرضها النظام بقمعه الدموي، والذي قد يستخدم هذا القرار الهمايوني بالتدويل للاندفاع أبعد فأبعد في تصديه بالسلاح لمعارضيه تحت ذرائع عديدة بينها &laqascii117o;حماية سوريا من خطر السقوط في قبضة الاستعمار أو تحت الهيمنة الاستعمارية" والتي ـ في نموذج سوريا ـ تجمع إلى الامبريالية الأميركية العثمانية السلطانية مع تعديل عصري لخلافتها الإسلامية! الأخطر أنه بقدر ما تندفع الجامعة العربية في فرض العقوبات على سوريا إلى ما يتجاوز قدراتها فضلاً عن صلاحياتها، فإنها إنما تخرج من عروبتها وعليها، أي من هويتها القومية الشاملة ومصدر شرعيتها، مندفعة ـ مرة أخرى ـ إلى تشريع &laqascii117o;التدويل" وتبريره، وبمعزل عن، بل بالتعارض المطلق مع مصالح الشعب السوري ومعه الشعوب العربية الشقيقة المجاورة والتي سيلحقها من الأذى بقدر ما يلحق السوريين وربما أكثر. للمناسبة: يمكن استذكار واقعة بين أبطالها الشيخ حمد بن جاسم نفسه... فعندما شجر الخلاف بين إمارة قطر والمملكة العربية السعودية حول منطقة العيديد، قبل خمس عشرة سنة أو يزيد قليلاً، لم يلجأ الشيخ حمد بن خليفة، حاكم قطر إلى الجامعة العربية لفض الخلاف... بل إنه قال ما يفيد أنه حاول استدراج إيران لتهديد السعودية بها فرفضت طهران، ثم حاول الاستعانة بصدام حسين، مفترضاً أن الأميركيين سيتدخلون مع الرياض لمصلحته فيتم فض النزاع بالتفاوض فرفضت بغداد هذه المهمة المستحيلة.. وبالفعل جاءه اتصال من واشنطن مفاده: إن بوابتنا هي إسرائيل، فاعترف بها نبادر فوراً إلى التدخل ووقف السعودية عند حدها. ولا يخجل الشيخ حمد بن خليفة من القول إنه قد أوفد وزيره الشيخ حمد بن جاسم ذاته إلى واشنطن للقاء وزير الخارجية الإسرائيلية آنذاك شيمون بيريز، معترفا بإسرائيل فعلاً، ثم أعطى العيديد لتقيم عليها الولايات المتحدة الأميركية أكبر قواعدها في الأرض العربية. لم يلجأ الشيخ حمد يومها إلى الجامعة العربية، وذهب إلى واشنطن من بوابة إسرائيل. لكنه اليوم وقد بات القيّم على الجامعة العربية ودولها صار أكثر إيماناً بالجامعة بوصفها المعبر الشرعي إلى التدويل على الطريقة القطرية. مع ذلك يبقى النظام السوري هو المسؤول الأول والأخير عن المأساة التي تعيشها سوريا ويعيش معها فيها كل شعوب الجوار السوري، بل كل العرب في مختلف أقطارهم وقد تبدى عجزهم عن نجدتها فاضحاً، لا يخفف منه القول: لقد حاولنا فلم ننجح! اللهم فاشهد!


- 'السفير'
 هل يحوّل الأسد تركيا إلى 'نمر من ورق'؟        
محمد نور الدين:

تضع تركيا كل ثقلها في هذه المرحلة التي تبدو مصيرية بالنسبة لسياستها تجاه سوريا.
تكثر المؤتمرات في أنقرة واسطنبول وغازي عينتاب وإنطاكية، والتي تلتقي على موضوع واحد هو حشد الدعم لسياسة تركيا تجاه ما يسمى"الربيع العربي". ومنذ البداية كان واضحا أن كل دروب الحراك التركي في مصر وليبيا وتونس تؤدي إلى الطاحونة السورية. امتحان تركيا الأكبر مع سوريا وفي سوريا. وهي تدرك أنها بوابتها إلى العالم العربي ومن كل النواحي. وهي عقدة علاقتها مع المنظومة التي تنتمي إليها سوريا في الشرق الأوسط. وسوريا هي مفتاح استمرار الدور التركي أو انطفائه في المنطقة. منذ أشهر وأنقرة رفعت سقف خطابها إلى الحد الأقصى مع دمشق، ولم يعد بينهما سوى &laqascii117o;الميدان" وشعار &laqascii117o;يا قاتل يا مقتول". لذا تحشد أنقرة كل ما استطاعت إليه سبيلا، علها تخرج من النفق الذي أدخلت نفسها فيه، ومن المأزق الذي سببته الرهانات الخاطئة. النقاش في الداخل التركي يتصاعد حتى من أقرب المقربين من سياسات الحكومة. الجميع يتحدث عن &laqascii117o;المأزق" وعن التحدي وعن خطورة المرحلة الراهنة على تركيا نفسها، خصوصا أنها وضعت بيضها في سلة واحدة، وهي &laqascii117o;إسقاط النظام السوري" وإحلال نظام بديل يكون ألعوبة بيدها تحديدا، ولو تطلب الأمر التعاون مع فرنسا التي أخرجت العثمانيين في العام 1918 من سوريا، ليعودا إليها معاً، يعني جمال باشا السفاح يدا بيد مع الجنرال غورو، إذا تمكنا من ذلك. لا أحد يحسد تركيا على الموقع الذي هي فيه الآن: تنسيق وتعاون غير مسبوق مع كل القوى والدول الغربية والأطلسية، تحالف لم يصل إليه حتى العلمانيون والعسكر في أشد مراحل تعاونهم مع الغرب. إحسان داغي، واحد من الباحثين المعروفين والمعتبرين والمتخصصين في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. وهو من المواكبين والداعمين لسياسات حزب العدالة والتنمية منذ انطلاقتها. داغي يرمي الصوت عاليا من عواقب سياسة : &laqascii117o;إما كل شيء أو لا شيء" التركية تجاه سوريا. يقول داغي، قبل يومين في مقالة في صحيفة &laqascii117o;زمان" الإسلامية، الموالية لحزب العدالة والتنمية والتابعة لرجل الدين فتح الله غولين الموجود بدوره في الولايات المتحدة منذ أكثر من 10 سنوات، &laqascii117o;إن المسألة السورية ليست عبارة عن سوريا فقط، بل هي تبدأ من إيران إلى العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان وفلسطين عبر حماس، وتأخذ في طريقها الأردن، ومن إيران تنزل إلى الخليج. ولا ننسى الدور الروسي في هذا المجال". ويقول داغي &laqascii117o;إننا نتحدث عن أزمة عميقة تمس التوازنات الداخلية في المنطقة. ولذا كانت مقاربة تركيا أن يكون التحول في سوريا تدريجيا ومنظما. لكن (الرئيس السوري بشار) الأسد وداعميه لم يتخلوا عن السلطة بعدما ظهر أن النظام في سوريا وعلاقاته ليست بسيطة كما ظننا في البداية". ويضيف داغي &laqascii117o;إن السهم الآن قد خرج من القوس. ولم يعد ممكنا تطبيع العلاقات مع سوريا من دون رحيل الأسد. بل لم يعد ممكنا ترميم القوة المتصاعدة لتركيا، والتي هي مصدر فخرها، من دون سقوط سوريا. وإن أي سيناريو يلحظ بقاء الأسد في السلطة سيحوّل تركيا في السياسة الإقليمية إلى نمر من ورق، ويحمل زعم تركيا أنها تلعب دور اللاعب المؤسس في النظام الإقليمي إلى حالة مضحكة". ويتابع داغي &laqascii117o;إن سياسة تركيا اختصرت الآن بـ&laqascii117o;اما ربح كل شيء او خسارة كل شيء". أي إما أن تفرض تطبيق قوتها التحويلية لتغيير النظام في سوريا، الذي هو هدفها السياسي، وإما أن تتراجع وتعيد النظر بكل لغة وأهداف ووسائل سياستها الإقليمية". ويعتبر انه &laqascii117o;في حال نجاح سياسة تغيير الأنظمة يرتفع وهج الدولة الداعية للتغيير إقليميا وعالميا، ويتصاعد نفوذها في الدولة المستهدفة. لكن في حال الفشل في ذلك يتحول الأمر إلى فضيحة. وهذا هو المأزق الذي تعيشه تركيا في الحالة السورية". ويرى الكاتب أن تركيا بالسياسات التي اتبعتها تجاه سوريا ربطت كل شيء بتغيير النظام، لذلك من الصعب أن تخطو خطوة إلى الوراء. ويقول &laqascii117o;إذا عدنا إلى بدايات الأزمة فإن الغرب والعالم العربي كانا يدعوان تركيا إلى التحرك تجاه سوريا. أما اليوم فإن تركيا هي التي تدعو الغرب والعالم العربي للتحرك تجاه سوريا. لكن إذا تراجع واحد من الذين نظن أنهم بادروا إلى التحرك فسنكون من جديد بمفردنا". ويضيف إن واحدة من صعوبات المرحلة هي عدم وجود تطابق بين القوى التي تريد رحيل الأسد على كيفية إسقاطه، لأن القوة التي ستسقطه هي التي سيكون لها النفوذ على النظام الجديد. وينهي داغي مقالته بتحذير قوي جدا قائلا &laqascii117o;إن البعض يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد. تركيا عندما بدأت القيام بدور الرافعة الفعلية لإسقاط الأسد وجدت نفسها وحيدة. فما رأيكم بالسيناريو الذي يقول بأن يسقط الأسد مع إغراق تركيا أيضا؟ وهل اللاعبون الإقليميون والعالميون مستعدون برأيكم لأن يقبلوا بالقوة والنفوذ الذي يمكن أن تحققه تركيا التي تضغط لتغيير النظام في سوريا؟".


- 'السفير'

فصل جديد من كتاب الثورة السورية بقلم: برهان هنري ليفي
نصري الصايغ:
        
I ـ الخطر على الثورة السورية
الثورة السورية في خطر. نجاحها في الصمود لأكثر من ثمانية أشهر في مواجهة آلة النظام الأمنية، يمنحها شرعية المشروع الديموقراطي، ويزكي دماءها في دفع قضيتها إلى التجسد، في إمكانية إقامة نظام سياسي ديموقراطي يتحرر من القيود، متعدد الآراء والميول والاتجاهات، ثري التطلعات والإنجازات.
هذه الثورة في خطر.. النظام ألجأها إلى طلب العون من الشيطان، بل من الشياطين، الذين لا يمتّون بصلة قربى للحرية والديموقراطية والتقدم والحداثة والإبداع. فأكثرهم، في المدى العربي، ظلامي في السياسة، نهّاب في الاقتصاد، تاجر قضايا رابحة، يشتري مواقفه بحقائب مالية غنية وغزيرة، وأكثرهم كذلك، إن لم يكن كلهم، قمعي بنسبة ما، تبعي بنسبة 99,99 بالمئة، معتدل بمستوى التخلي عن فلسطين، وبمستوى محارب بالأجرة ضد الممانعة.هذه الثورة في خطر ممن يمد لها يد المساعدة، ليحرفها عن مسارها الوطني، بحجة حمايتها وحماية دماء أبنائها من السفك اليومي، الذي ترتكبه قبضة النظام.

II ـ الخطر من فلسطين
تساءل كثير عن فلسطين في حراك الثورات العربية، كانت القضية مغيّبة، والأعلام الفلسطينية التي ارتفعت لماما، عادت واختفت، والهجوم السلمي على السفارة الإسرائيلية في القاهرة، والذي ووجه بعنف وبطش دمويين، اتهم &laqascii117o;مرتكبوه" بأنهم مرتزقة ويشبهون &laqascii117o;قادة معركة الجمل" في ميدان التحرير. برر كثير من المراقبين هذا التجاهل. قالوا: &laqascii117o;الآن نحن في مواجهة الاستبداد. فلسطين، ليس وقتها الآن". حاول كثير الاقتناع، دفاعاً عن الثورات التي كانت تدفع ثمناً باهظاً في ميادين التحرير... قال البعض: فلننتظر. قد يستعيدون فلسطين، ويقيمون لها حيزاً، في بياناتهم وتصريحاتهم وخطبهم ولقاءاتهم المتلفزة، ولو كان هذا الحيز كلاماً إنشائياً... كان هذا المتوقع من &laqascii117o;الثوار"، يثلج قلب المؤمن بأن فلسطين ليست عارضاً طارئاً، بل هي الأم التي يلتئم حولها شأن النضال وشؤون المناضلين... ولو بعد حين. لذلك، اندفع كثيرون لتبرئة الثورة السورية من تبعات حضور بعض &laqascii117o;القادة" و&laqascii117o;الممثلين" لتيارات &laqascii117o;ليبرالية" و&laqascii117o;إسلامية" لمؤتمر نظمه ودعا إليه، برنار هنري ليفي، أحد أبرز جنرالات السياسة الإسرائيلية، والذي ينشر &laqascii117o;قواته" في مناطق النفوذ الدولية، والذي يجهز الخنادق الاسرائيلية بذخيرة المواقف والآراء، والذي يتجرأ على ارتكاب المديح الدائم، لجيش الدفاع الإسرائيلي، حتى بعد مجزرة جنين، والذي ابتدع تهمة فذة، إذ اعتبر ان محمد الدرة، طفل الانتفاضة الأمثولة، قد قتل بسبب والده، ولأنه تعمد ان يكون في مرمى النيران الاسرائيلية.
يومها، أعلن برهان غليون رفضه المشاركة، فاطمأن قلبنا... وقلنا: آمنا بالثورة.

III ـ الخطر من الثورة
تبين بعد أشهر قليلة، أن فلسطين يجب ان تبقى بعيدة. ممنوع حضورها. بل مطلوب باستمرار حذفها من أي جملة أو فقرة أو نص أو تصريح... بل مطلوب أكثر، إرسال إشارات واضحة ان هذه الثورة ليست مهتمة بفلسطين، إذ عليها إنجاح ثورتها في بلدها. (لبنان أولاً، تونس أولاً، مصر أولاً، الثورة السورية أولا... رحم الله الشيخ بيار الجميل، الذي كان فلسطينياً ولو كانت فلسطينيته كشاهد زور، لأنه كان معيباً بلبنان أولاً، وقبله، بالموارنة أولاً).
لا مزاح البتة في العودة إلى الشيخ بيار الجميل. تابعت ما كتب في جريدة &laqascii117o;الأهرام"، بعد انتصار ثورتها، وسقوط دكتاتورها، وقرأت عشرات المقالات والتعليقات اليومية، ولم أقع على نص سياسي يناقش القضية الفلسطينية، ومسار الثورة معها، حتى ان البعض عندما لامس القضية، نظر إليها من خلال مسألة الشرق الأوسط، واتفاقيات كامب ديفيد، ومعبر رفح والمصالحة الفلسطينية. لا مزاح أبداً مع العودة إلى منظري الانعزال اليميني، (المسيحي نوعا ما) الذين يلتقي معهم عدد من قادة الثورة الفعليين والرمزيين. فإثر نجاح الثورة في تونس، واستقرار الوضع الديموقراطي بعد الانتخابات على فوز حزب &laqascii117o;النهضة" الإسلامي بقيادة راشد الغنوشي، أعلن هذا الأخير، &laqascii117o;ما يهمني هو تونس... لدي نموذج وتجربة (&laqascii117o;الصيغة" بلغة الجميل وأترابه) أريدها أن تنجح. فيما الآخرون مهتمون بفلسطين وليبيا.. الكل مهتم بمصلحته الخاصة، ومصلحتي هي تونس". الغنوشي تبرأ من فلسطين في واشنطن لينال الرضى الأميركي ورضى المقربين من اسرائيل، ولكنه أيّد &laqascii117o;حماس"، لأنها حكومة منتخية ديموقراطياً. كأن حماس، أحد فروع الاشتراكية الدولية، التي تتآزر في ما بينها. &laqascii117o;حماس"، لباسها ديموقراطي. وهذه قيمة مضافة إلى جهادها من أجل تحرير فلسطين، فلسطين دينها السياسي، ومن دونه، لا قيمة لانتخابها ولسلطتها ولشرعيتها في ظل الحصار والاحتلال، من دون فلسطين، تصير كافرة وتخرج من نطاق الجماعة المؤمنة بالتحرير والحرية والإنسان.

IV ـ الخطر من برنار هنري ليفي عربي
الدفاع الذي تبرع به كثيرون عن لقاء &laqascii117o;سان جرمي" في فرنسا، سقط أمس. برهان غليون باع الثورة قبل أن تنتصر. أخرجها من كونها ثورة ضد الاستبداد، لتصبح ثورة في خدمة مشروع قديم، احتضنته دول التخلي العربية، (دول الاعتدال) وسوّقته بالمال، ودفعت إلى إنجاحه بتبني حربي إسرائيل على لبنان (تموز 2006) وعلى غزة منذ عامين تحديداً. أسقط برهان غليون الثورة، وبفساد نادر الوجود، وانتهازية عز تقليدها. جعل الثورة في معسكر الاعتدال العربي، الذي التزم في نشاطه، على مدى أعوام، بعد زلزال 11 أيلول، ان يكون متواطئاً مع أميركا في ممارسة التعذيب، واستقبال المعتقلين بتهم الارهاب، واقتلاع أظافرهم وقلوبهم، للاعتراف بأدوارهم الارهابية السابقة و... اللاحقة. برهان غليون، يضع الثورة السورية، التي تتعرض للاعتقال (بالطبع ليس هو ولا أقرانه المنفيون طوعاً أو قسرا) والتعذيب والتشرد والتهجير والقتل، في طليعة دول الممانعة العربية، التي قبلت أن تكون الجبهة الأمامية في منازعة طهران، صاحبة الذنوب التي تغتفر، وأعظم ذنوبها، اعترافها بفلسطين من البحر إلى النهر، وأعظم جرائمها، دعم المقاومة في فلسطين وفي لبنان، عبر النظام السوري، الذي، برغم ما ارتكبه ويرتكبه في مواجهة أزمة الحريات، وضرورات الاصلاح، يبقى إحدى قلاع الذود والدعم للمقاومة (حماس وحزب الله وآخرون). لم يذهب برنار هنري ليفي إلى ما ذهب إليه مقلده الجديد، برهان غليون. صهيونية ليفي أرشدته إلى طرق الاستفادة الدنيا من الثورات العربية ضمن إقرار الثوار في ليبيا بصيغة: &laqascii117o;الاهتمام بعدالة فلسطينية وأمن اسرائيل". ومع ذلك، فقد أنكر أعضاء المجلس الوطني الليبي كل ما قاله ليفي... قد يكذبون. ولكنهم لم يتجرأوا على ما تجرأ عليه غليون. الخوف من أميركا على الثورة كان حقيقياً. الخوف من ان يقود فرسان الخليج في الجامعة العربية الثورة، بدل ان تقودهم، كان شاغلاً لكثير من العقول. الخوف على الثورة كان دائما من خارجها: عدوها وصديقها. خوف عليها من النظام وبطشه، وخوف عليها من &laqascii117o;حلفائها" الذين يأخذونها إلى تقليد حميد قرضاي، وأحمد الجلبي. برهان غليون كرئيس للمجلس الوطني السوري، أعلن أنه فور سقوط النظام وتولي المعارضة الحكم، سيقطع العلاقات الخاصة بإيران وحزب الله وحماس. إلى أين أيتها الثورة؟ أليس مطلوباً من قادتها الميدانيين الميامين، أن يصححوا المسار. إذ لا يجوز على الإطلاق، أن يكون الشعار: الدكتاتورية أفضل من الثورة، إذا ما قورنت الدكتاتورية ومواقفها من المقاومة، بالثورة وسرعتها على التجاهل ثم التخلي إلى حد وقاحة الاصطفاف في الجانب المعادي. ماذا لو كانت هذه الثورة قد انتصرت بالأمس؟ أما كانت قد تجرأت على الوقوف في عدوان غزة مع السعودية، وفي عدوان تموز مع جماعة فيلتمان ومعسكر السفارة الأميركية في بيروت. لا يجوز ان يكون قلبنا على الثورة ومعها، فيما بعض قادتها يسنون الخناجر لطعن المقاومة في الظهر والصدر معاً.

V ـ بهدوء.. قبل فوات الأوان
الثورة السورية مطالبة بمراجعة مسارها، والبحث عن مساراتها الجديدة. يلزم أن تعيد صياغة استراتيجيتها قبل فوات الأوان: النحر أو الانتحار. ثورة تونس لم تهزم. ثورة مصر لم تهزم. مسارات الثورتين باتت محتضنة بالآليات الديموقراطية. ليبيا تنتظر مصيرها الذي لا يكتب بيدها وحدها... والبقية كذلك... تأخرت الثورة في البحرين، بسبب نجاح السلطة هناك في تحويل المطالب الوطنية والسياسية والاجتماعية، إلى مطالب طائفية تحركها إيران ويدعمها حزب الله... وفشلت الحركة الوطنية في لبنان عام 1976، بسبب احتضان الطائفية لقوى المعسكرين، ولتداخل المسألة الوطنية بالمسائل الطائفية وبالصراع الفلسطيني/ العربي/ اللبناني مع اسرائيل. وبسرعة تحول مشروع الحركة الوطنية إلى مسلسل من الحروب الأهلية والطائفية. مسؤولية الثورة في سوريا، ان تبحث في الوسائل والآليات السياسية والنضالية، وفي تحالفاتها الاقليمية والدولية، كي لا تقع فريسة قوى، أقوى منها بكثير. ولا طاقة لها، إن وقعت في براثنها، (الدعم السياسي والمالي والإعلامي) على أن تخرج منها سالمة، إن ظلت على قيد الحياة. مسؤولية الثورة ان لا تذهب إلى حيث يقال: ان النظام يجرها إلى فتنة طائفية. وأحد وجوه هذه الفتنة، استيراد الدعم السني ضد الشيعي إلى الداخل السوري، واستيراد قوى الاعتدال ضد قوى الممانعة، واستيراد السلام مع اسرائيل ضد القوى التي تقاتلها. أخيراً، وبهدوء، نسأل الدكتور برهان غليون السؤال التالي: &laqascii117o;هل تصدق نفسك عندما تقول ان سوريا بعد انتصار المعارضة، ستغير سياستها الخارجية وتخوض مفاوضات لاستعادة الجولان؟ أما كتبت مراراً عن عبثية التفاوض؟ ألم تعاين نتائج التفاوض؟ ماذا استرجع الفلسطيني بالتفاوض؟ ماذا استرجع السوري في التسعينيات بالتفاوض بعد مؤتمر مدريد؟". ما تم استرجاعه من لبنان، كان بقوة المقاومة المسلّحة والتي تزداد تسلحاً وتزيد العدو قلقاً. وما تم استرجاعه من فلسطين (غزة تحديداً) كان بقوة الصواريخ البدائية الصنع، فكيف وقد باتت اسرائيل تخشى من تنامي القوة الصاروخية لحماس، فيما غزة تحت أعتى أنواع الحصار. طبعاً لا جواب. لأن المعني بالإجابة، يلزم أن يكون على اطلاع بما يقوله برنار هنري ليفي، في كتابه الجديد عن دوره في الثورة الليبية.


- 'السفير'
لا حاجة لإحالة الملف إلى 'العدلي' لأن قضية الحريري بعهدته
المحكمة تجيز ملاحقة شهود الزور.. والمضللين أيضا!    
نبيل هيثم:
    
اذا كان ثمة من يعتبر ان ملف شهود الزور يشكل نقطة ضعف كبرى لدى &laqascii117o;تيار المستقبل"، خاصة أن ما كشفته &laqascii117o;الحقيقة ليكس" حول اللقاء الشهير بين سعد الحريري وشاهد الزور محمد زهير الصديق هو بمثابة واقعة مثبتة لا يستطيع أن ينقضها رئيس الحكومة السابق، فإن السؤال البديهي هو هل يوجد ملف اسمه شهود الزور أم إن طرحه ليس في محله؟
تورد شخصية مشهود لها بخبرتها القانونية والقضائية الآتي:
- لقد كان للقضاء اللبناني، وقبل أن ترفع صلاحيته بالنظر في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، الدور الأساس في التحقيق، وقد تم تعيين ثلاثة قضاء تحقيق عدليين في هذه القضية هم ميشال ابو عراج والياس عيد وصقر صقر، وقد استمع هؤلاء القضاة الى افادات الكثير من الشهود. ومن بينهم هسام هسام وإبراهيم جرجورة وأكرم شكيب مراد. وأما محمد زهير الصديق فقد استمع اليه رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس وأحال إفادته الى القضاء اللبناني الذي أصدر مذكرة توقيف غيابية بحقه بناء على تلك الافادة.
- عندما رفعت صلاحية القضاء اللبناني بالنظر في جريمة الحريري، متنازلا عنها لمصلحة المحكمة الدولية، قام بتسليم كامل الملف الى المحكمة. وهنا لا بد من تأكيد وجود نسخ لتلك الإفادات لدى القضاء اللبناني، كما عن إفادة محمد زهير الصديق الذي سطرت مذكرة التوقيف الغيابية بحقه بناء عليها، وبالتالي لا يستطيع القضاء اللبناني ان يقول ان الملف غير موجود لديه، او إنه لا يمتلك اية نسخة عن تلك الافادات، فهذا امر لن يكون مقنعا على الإطلاق.
- لنفرض أن قال القضاء اللبناني إنه لا يمتلك أية نسخة من هذا الملف، إلا أن هذا الأمر ينبغي ألا يقف عند هذا الحد، إذ إن بمقدور القضاء ان يراسل المحكمة الدولية لإيداعه &laqascii117o;نسخة" عن &laqascii117o;النسخة" التي سبق ان ارسلها الى المحكمة. ويستند في مراسلته على ما أعلنته المحكمة قبل نهاية الاسبوع الماضي على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي &laqascii117o;تويتر"، حول صلاحية القضاء اللبناني بملاحقة مضللي التحقيق ومحاكمتهم. إذ يستطيع القضاء اللبناني في هذه الحالة أن يقول: لقد قررنا ملاحقة هؤلاء المضللين، لذا نطلب إيداعنا نسخة من الملف الذي زودناكم به. ويستغرب أحد كبار القضاة مرور كلام المحكمة الأخير، مرور الكرام، من دون أن يتلقفه المعنيون بهذا الملف، وخاصة المتضررين من شهود الزور، ذلك ان المحكمة قدمت ورقة من ذهب عندما قالت ان بإمكان القضاء اللبناني ان يحاكم الاشخاص الذين ضللوا التحقيق، وفي هذا الكلام شهادة صريحة من قبل المحكمة التي بحوزتها كل ملف التحقيق والإفادات، بأن هناك تضليلاً للتحقيق وبأن هناك مضللين. وبالتالي يمكن من خلال هذه الورقة اذا ما تم الاستثمار عليها جيدا وجديا، ان تنير التحقيق وتكشف خلفيات وخفايا وتوضح أمورا غير منظورة حتى الآن، بما قد يؤدي الى تطورات دراماتيكية وربما تغيير جذري في مسار التحقيق برمته. ويضيف القاضي أن ما قدمته من خلال استخدامها عبارة &laqascii117o;المضللين"، يعني ان صلاحية القضاء اللبناني بالملاحقة ليست محصورة فقط بمن يسمون في لبنان &laqascii117o;شهود الزور" بل تشمل آخرين، ذلك ان وصف &laqascii117o;مضللي التحقيق" أوسع بكثير من وصف شهود الزور. ويفترض ان يفتح أمام القضاء اللبناني بابين: الاول، باب شهود الزور، بما يعني من قدم شهادة كاذبة ( المادة 408 اصول محاكمات)، او &laqascii117o;من قدم شكاية او إخبارا وعزا الى احد الناس جنحة او مخالفة يعرف براءته منها او اختلق عليه أدلة مادية" (المادة 403 ـ اصول محاكمات). ما يعني ان كل من شهد وحلف اليمين وكذب في وقائع هو مضلل، وكل من افترى وقدم أخبارا غير صحيحة وفبرك امورا او شهودا او افادات او أدلة او غير ذلك فهو ايضا مضلل. والسؤال الذي تطرحه الشخصية القضائية &laqascii117o;لماذا لم يبادر القضاء اللبناني فور صدور بيان المحكمة الدولية، الى تحريك الملف سواء بما هو موجود لديه او بمراسلة المحكمة لتزويده بما يلزم. وهل ان عدم تحرك القضاء سيحمل وزير العدل انطلاقا من صلاحيته على الطلب الى النائب العام التمييزي وبكتاب خطي، متابعة النظر بالملف وإجراء التحقيقات؟. وعندما تسأل الشخصية القضائية عما يمكن ان تقوم به الحكومة في هذا المجال، تجيب بالآتي:
- لا توجد حاجة لأن تبادر الحكومة الحالية الى إحالة الملف الى المجلس العدلي، خاصة ان حكومة الرئيس عمر كرامي قد سبق لها ان أحالت جريمة اغتيال الرئيس الحريري وكل ما يتفرع عنها الى المجلس العدلي، ما يعني ان كل ما تفرع عنها من شهود زور او مضللين اصبح حكما من صلاحية المجلس العدلي. وبالتالي يمكن العودة الى قرار مجلس الوزراء ايام حكومة كرامي والاستناد اليه.
- من الخطأ ربط البحث بهذا الملف، بتعيين رئيس مجلس القضاء الاعلى، اذ لا موانع ابدا تحول دون انعقاد المجلس العدلي، وخير مثال ان هناك قضايا اخرى ينظر فيها المجلس العدلي من دون ربطها بتعيين رئيس مجلس القضاء الذي هو حكماً رئيس المجلس العدلي، ومنها قضية اخفاء الامام موسى الصدر التي يحكم فيها القاضي سامي منصور بصفته القاضي الأعلى درجة بين زملائه من أعضاء المجلس العدلي .


- 'السفير'

الخاسرون: أميركا وإسرائيل... وإيران؟
غراهام فولر:
        
قد يكون الطريق المستقبلي بالنسبة للمواطن العربي وعراً ومبهماً، لكن الأحداث في الشرق الأوسط تمثل مكسبا كبيرا له بمجرد كسره الأنظمة القديمة العقيمة والجامدة. ولكن مع انهيار النظام القديم في الشرق الأوسط، من هم الفائزون والخاسرون؟ الخاسر الأكبر بيديه الفارغتين، هو إسرائيل. العديد من الحكام المستبدين القدامى الذين كانوا مدعومين من الولايات المتحدة بالمال والسياسة يتهاوون الواحد تلو الآخر، في تمهيد لأنظمة مماثلة أخرى كالبحرين والأردن على الأرجح، وحتى السعودية. لذا لم يعد بإمكان إسرائيل الاعتماد على تصرفاتها الحرة للحفاظ على سياسات الاحتلال لأجل غير مسمى... لا شك بأنه في حال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد فإن شخصية بارزة معادية لإسرائيل تكون قد تلاشت لمصلحة الأخيرة. لكن تاريخ سوريا لا يقدم لنا أي سبب للاعتقاد بأن النظام الجديد، السن

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد