قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 30/12/2011

- 'السفير'
الحرب الناعمة.. قاتلة أيضاً
الياس فرحات:

في 11 ايلول 2001 اصيبت الولايات المتحدة بجرح عميق بعد ان ضرب ارهاب القاعدة قلب اميركا نيويورك وواشنطن. كبرياء الدولة العظمى الوحيدة في العالم حتم عليها الاقتصاص من الارهابيين والانتقام من كل من دعمهم وآواهم. هاجمت الولايات المتحدة افغانستان ملاذ القاعدة وحصن شقيقتها حركة طالبان. استخدمت في هجومها الاسلحة التقليدية المتطورة من طائرات ودبابات وقوات خاصة وحرب الكترونية مدعمة بأساطيل قريبة وأقمار اصطناعية للمراقبة وأطاحت بنظام طالبان. بعد نحو سنتين اختلقت الولايات المتحدة ذرائع وهاجمت العراق وأطاحت بنظام صدام حسين واحتلته. تعرضت القوات العسكرية الاميركية المحتلة في العراق وأفغانستان الى مقاومة متطورة ارتقت الى مرتبة الحرب غير المتماثلة(1) يتواجه فيها جيش حديث متطور التدريب والتجهيز مع مقاومة تستخدم متفجرات مرتجلة الصنع وتستدرج الجيش الى الشوارع والازقة ومواجهة انسان لانسان. خسرت الولايات المتحدة الحرب بعد ان الحقت هذه الحرب خسائر بقواتها ادت الى تأليب الرأي العام الداخلي ومطالبته بإنهائها. لم يقتنع الاميركيون بهدف الحرب وهو ترويج الديموقراطية، ان يموت اميركيون ويتراجع الاقتصاد من اجل ديموقراطية العراق امر لا يمكن لهم ان يتفهموه. ادركت الولايات المتحدة ان انسحابها من العراق وتركها الساحة العراقية مشرعة امام عدوتها المعلنة ايران هو فشل ذريع، والامر نفسه ينطبق على الانسحاب من افغانستان، حيث تشير المعطيات الراهنة الى احتمال كبير بسيطرة طالبان على السلطة بعد الانسحاب الاميركي.
هل يعقل ان تنسحب الولايات المتحدة وتقر بخسارتها من دون اية خطط بديلة عودتنا عليها البراغماتية الاميركية منذ زمن بعيد؟
الواضح من الأداء الاميركي السياسي والعسكري في العالم ان الولايات المتحدة لن تكرر منح شعوب ودول فرصة قتال قواتها في حرب اخرى غير متماثلة. لا فرصة لمتفجرة لتدمر آلية وتقتل جنودا، ولا فرصة لصاروخ خفيف مضاد للطائرات ليسقط مروحية ويقتل طاقمها، ولا فرصة لصاروخ مضاد للدبابات ليدمر دبابة ويقتل طاقمها، ولا فرصة لمشاة ليكمنوا لدورية ويقتلوا افرادها. البديل الاميركي هو شن حرب من نوع جديد، وهي حرب باستخدام القوة الناعمة، لنسمها حرباً ناعمة. تشير الوقائع انه منذ اتخاذ قرارات الانسحاب عام 2009 بدأت الولايات المتحدة حرباً ناعمة ضد الدول المعارضة لسياستها في المنطقة وهي إيران وسوريا وعراق المستقبل، واللاعبون من غير الدول وهما حزب الله وحماس والمنظمات الاخرى المعارضة، وذلك عوضا عن التدخل العسكري لتحقيق الاهداف السياسية.
ما هي الحرب الناعمة ؟
هي هجوم على دولة او منظمة باستخدام السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والمال والاعلام والاستخبارات والحرب السرية، من اجل القضاء على النظام الحاكم في الدولة المعارضة وتقويض اللاعبين من غير الدول. هذه الحرب هي جارية حالياً وتخوضها الولايات المتحدة بكل إمكاناتها وقدراتها الذكية وعلى جميع الجبهات المذكورة. تستهدف هذه الحرب نقاط الضعف البنيوية في الدول المعارضة من تركيبتها الإثنية والدينية والمذهبية والقبلية الى إمكاناتها الاقتصادية والموارد الضرورية غير المتوافرة والاوضاع المالية الى العلاقات السياسية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي ودول الاقليم وأوضاع الحريات والديموقراطية والثقافات والاوضاع الاجتماعية. اذا عدنا عقدين من الزمن للخلف نرى ان الاتحاد السوفياتي السابق قد انهزم في حرب كهذه وسقط وتفكك ولم تحن له الفرصة لاستخدام السلاح النووي ولا التقليدي للدفاع عن نفسه. تختلف الحرب الناعمة عن الحرب الباردة، لأن الاخيرة كانت تعتمد حروباً إقليمية طاحنة وثورات وقلب انظمة بديلا عن المواجهة بين القوتين العظميين نفسيهما.
تتميز هذه الحرب انها غير مكلفة مثل الحرب العسكرية وأنها لا تلفت انتباه المواطن الاميركي الذي يتحسس لمقتل جنود وخسارة مئات المليارات من الدولارات، وهذا لا يحصل في الحرب الناعمة حيث تكون الكلفة المالية محدودة ويسهل تحملها.
في حالة المنطقة العربية بعد الانسحاب الاميركي نجد ان كل الدول تحمل في تركيبها الداخلي انقسامات اثنية مثل العراق وإيران، وانقـسامات دينية ومذهبية مثل سوريا ولبنان، وانقسامات مذهبية وقبلــية مــثل اليمن والسعودية والبحرين. تلعب الحـرب النـاعمة على هذه الانقــسامات وتستحضر من التاريخ الوقائع والحروب والنزاعات التي تلهب الحماس.
في الاعلام، توجه الولايات المتحدة اذاعات باللغة الفارسية والعربية باتجاه المنطقة، إضافة إلى محطة تلفزيون الحرة وراديو سوا بعد احتلال العراق, كما ان بريطانيا عريقة في هذا المجال حيث تبث هيئة الاذاعة البريطانية اذاعات وتلفزيونات بلغات متعددة، وحذت فرنسا حذو بريطانيا في الاذاعات والتلفزيون, راديو مونت كارلو وتلفزيون فرانس 24. كشفت وثائق ويكيليكس عن ان وزارة الخارجية الاميركية انشأت فضائية لمعارض سوري في لندن ودفعت مبلغ 6 ملايين دولار لهذه الغاية. توسعت في السنوات العشر الماضية الفضائيات العربية الغالية الكلفة وانشئت محطات دينية وسياسية وثقافية وفنية. تعمل الفضائيات العربية على خلق جيل متعصب من جهة القنوات الدينية, وفاسد من جهة القنوات الفنية المبتذلة. تخضع برامج هذه الفضائيات لسلطة الممول الذي يريدها ان تخدم سياسته وتخوض حربه.
في النموذج السوري رأينا كيف استنفرت الفضائيات وبدأت الحرب. إنها ليست تغطية, لا متوازنة ولا متحيزة, إنها حرب اعلامية تقودها الفضائيات واستطاعت من خلالها السيطرة على عقول الكثيرين داخل سوريا وخارجها. لقد لفت انتباه الكثير من المراقبين جهوزية وسائل الاعلام لخوض هذه الحرب فور انطلاق اول تظاهرة في سوريا. ما زال الخبر السوري يتصدر نشرت الاخبار والبرامج السياسية ويسهم في اظهار جرائم القتل وحث الجمهور على التعاطف مع الضحية وخلق رأي عام معاد للنظام السوري والتحريض على عدم الحوار والإصرار على الإسقاط والإعدام ايضاً. وفي ايران استطاعت هذه الوسائل إظهار إيران انها دولة غير طبيعية وليست مثل باقي الدول في العالم، وذلك جراء الدعاية المضخمة ضد هذا البلد. اما حزب الله وايران، وهما ابرز لاعبين من غير الدول، فقد وضعا على لائحة الارهاب وبات اي نشاط لهما يصنف مثل اي جريمة، وصار التعامل معهما في بعض الدول انتهاكاً للقوانين الوضعية فيها.
في السياسة تستخدم الامم المتحدة والقانون الدولي ما امكن من اجل إضفاء طابع أخلاقي وقانوني على الشق السياسي من الحرب الناعمة. صدرت قرارات عن مجلس الامن تضمنت عقوبات اقتصادية وسياسية على ايران على خلفية برنامجها النووي على الرغم من انها وقعت على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية, فيما اسرائيل لم توقع عليها وتعلن امتلاكها للسلاح النووي, من دون اي اجراء دولي بحقها. في محاضرته الاخيرة امام جمهور معهد بروكنغز في واشنطن قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا إن الضربة العسكرية لإيران تؤدي الى وقف البرنامج النووي سنة او اثنتين على الاكثر، لذلك فهو يفضل العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية. وهذا يعني انه يفضل مواجهة ايران بالحرب الناعمة بدلا من استخدام القوة العسكرية ضدها.
في الاقتصاد والمال تقوم اجراءات الحرب الناعمة بمقاطعة النظام المستهدف وفرض عقوبات اقتصادية عليه تحد من النمو وتسهم في فقدان المواد الحيوية من الوقود والغذاء والدواء والمواد اللازمة للصناعة، وتقييد حركة تحويل الاموال من البلد واليه, ووضع عراقيل امام التجارة مع البلد, ومحاولة اللعب بأسعار العملة, وتراجعها بغية خلق ازمة مالية تضيف عبئاً كبيراً على كاهل المواطن, بالاضافة الى الاعباء المفروضة اصلا (بعد عملية تحرير الكويت عام 1991 استمرت الحرب على العراق ناعمة وذلك باجراءات الحصار المعروفة). تسهم هذه التدابير في تأليب الرأي العام المتضرر على النظام وانضمامه الى الجهود الخارجية لتغييره. في المثل الايراني هناك حزمة قرارات صادرة عن مجلس الامن ضد ايران بالاضافة الى قرارات اوروبية واميركية. استطاعت ايران مواجهة هذه الحرب وتمكنت من الاستمرار والصمود في ظروف غير عادية. في الاستخبارات كشف ارغام القوات الايرانية طائرة تجسس اميركية على الهبوط وتحكم الايرانيين بها، عن ضراوة الحرب الاستخبارية بين الولايات المتحدة وايران, ويمكن وضع اعمال اغتيال العلماء النوويين الايرانيين وبعض التفجيرات التي حصلت في مؤسسات امنية وذهب ضحيتها مسؤولون, في اطار هذه الحرب من دون ان تظهر ايران دليلا احيانا, وفي احيان اخرى كشفت الفاعلين وأوقفتهم كما حصل عندما القي القبض على عبد الملك ريفي البلوشي اثر اتهامه بعملية تفجيرارهابية. ان المواجهة الاستخبارية بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة وايران من جهة اخرى قائمة ومستمرة باشكال مختلفة، لكن ايران رغم كل استعداداتها ما تزال في موقع الدفاع ولا يمكنها الانتقال الى الهجوم لاسباب عديدة. على صعيد اللاعبين من غير الدول, تشن اسرائيل حرباً استخبارية في اطار الحرب الناعمة على حزب الله وحماس. ان نجاح الاجهزة الاستخبارية في اغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية في دمشق والقيادي في حماس محمود المبحوح في دبي هو فصل من حروب الاستخبارات. اما الحرب السياسية على حزب الله فتتمثل في اغراقه بالمشاكل الداخلية اللبنانية وخلق خطاب سياسي وثقافي معاد له ولمبدأ المقاومة واستخدام جميع الاسلحة الدينية والمذهبية والاعلامية والاقتصادية لجره الى المشاكل الداخلية وإبعاده عن مواجهة اسرائيل. من المفيد ان نذكر هنا ان معاون وزيرة الخارجية الاميركية للشرق الاوسط جيفري فيلتمان قد اعلن في جلسة استماع في الكونغرس ان الولايات المتحدة دفعت مبلغاً يساوي 500 مليون دولار من اجل وقف انجذاب الشباب اللبناني الى حزب الله ودعم نشاطات لتشويه صورته. تتعرض حركة حماس للهجمة نفسها ولم ينفعها الربيع العربي ولا وصول اشقائها من الاخوان المسلمين الى السلطة في ان تطمئن من الحرب التي تشنها عليها الولايات المتحدة واسرائيل. ما زال الحصار على غزة قائما وخلافا لما كان متوقعا من الاخوان المسلمين فان خطاب فلسطين بقي مغيبا. وهي تتعرض لهجوم سياسي ومذهبي بسبب وجودها في سوريا التي قدمت لها الدعم وواجهت املاءات كولين باول من اجلها وباقي حركات المقاومة. لا شك ان حزب الله وحماس تعانيان اوضاعا داخلية صعبة بسبب الحرب الناعمة التي تشن عليهما, لم تصل لتاريخه لدرجة الخطورة. هذا لا يعني ان كل من اختلف مع حماس وحزب الله في لبنان وفلسطين هو جندي يقاتل في الحرب الناعمة ضدهما, انما الظروف التي تخلقها هذه الحرب لانزلاق كل من المنظمتين الى نزاعات داخلية هي من اجراءات الحرب الناعمة.
من المرجح ان اسرائيل مثل الولايات المتحدة لن تمنح حزب الله وحماس فرصة المعركة العسكرية وستتابع شن الحرب الناعمة عليهما وعلى الدولتين اللتين تدعمانهما اي سوريا وايران. وهنا تبرز قضية التسليح في سوريا وايران وحزب الله وحماس ومدى الحاجة اليه في خضم الحرب الناعمة. ان تسليح هذه الدول والمنظمات هو العامل الاساسي لشن الحرب الناعمة عليها لانها بتسليحها حققت مقدارا لا بأس به من توازن الردع جعل من الحرب عليها قرارا صعباً، فحرب تموز 2006 وحرب غزة 2008-2009 اظهرت ان بامكان هاتين المنظمتين الدفاع عن نفسيهما وإلحاق الأذى بإسرائيل ولهذا تم اللجوء الى الحرب الناعمة. ان استمرار توازن الردع ضروري لمنع تعرض لبنان وغزة الى حرب تقليدية سهلة على اسرائيل مثل حرب 1978 و1982 وخلق حرب استنزاف كما كان الحال في لبنان قبل عام 2000، لكن في المقابل تبدأ الحرب الناعمة فور توقف الحرب العسكرية من دون اية هدنة، لأنها في الاساس حرب قائمة فعليا لكنها غير معلنة رسمياً.
ما هي سبل المواجهة في هذه الحرب؟اول الامر هو الاعتراف بوجودها، وتحديد محاورها, والخروج من دائرة اذا كان هناك مؤامرة ام لا، لاننا في حالة حرب، ومن ثم الانتقال من مرحلة ردود الفعل على الهجمات الناعمة الى العمل في ظروف هذه الحرب. ان الجهة المستهدفة الوحيدة التي تدرك انها تتعرض لحرب ناعمة وتواجهها بخطط ظاهرة في ادائها هي ايران. من اجراءات المواحهة الايرانية التكيف مع الحصار الدولي وخرقه ما امكن وانشاء قاعدة صناعية وطنية وتسلح وطني وسياسة خارجية براغماتية تستند الى ايديولوجيا ومصالح معا (ما تزال علاقات ايران مع قطر وتركيا مقبولة) والتنبه الى الاعلام وانشاء فضائيات متنوعة ومتعددة اللغات وابراز الاسهامات الثقافية والفنية (نذكر مسلسل يوسف الذي ترجم الى ست لغات والجوائز الدولية التي نالها مخرجون ومخرجات ايرانيون في السينما) والانجازات العلمية. اما باقي الجهات التي تتعرض للحرب الناعمة فلا يبدو انها تعترف بوجودها وتعد الخطط لمواجهتها.
هل آن الأوان لنقول وداعاً ايها السلاح وأهلا بالحرب الناعمة ام ما يزال ذلك مبكراً؟


- 'النهار'
إغلاق هرمز ليس شربة ماء!
راجح الخوري:

لماذا تبالغ ايران في التكشير عن أنيابها في مضيق هرمز وهي تعلم ان إغلاق هذا الممر الحيوي الذي يشكل شريان الحياة للعجلة الصناعية الغربية، ليس كما يقول قائد بحريتها حبيب الله سياري 'أسهل من شربة ماء'، بل انه يمثل إعلاناً لحرب ليس من مصلحة طهران او غيرها ان تندلع في تلك المنطقة الحيوية؟ ثمة أسباب عدة دفعت طهران الى إجراء مناورات بحرية في المنطقة، وقد جاء التهديد على هامشها، ومن هذه الاسباب: أولاً: وصول المفاوضات حول الملف النووي الايراني الى حائط مسدود في وقت قيل ان طهران تقترب من امتلاك القنبلة، وهو ما يزيد خطر شنّ اسرائيل واميركا سلسلة من الغارات لتدمير المنشآت النووية الايرانية، ولهذا تعرض ايران سلفاً قدرتها على إلحاق الأذى بالاستقرار العالمي من خلال التلويح بإغلاق هرمز.ثانياً: وصول العقوبات المفروضة على ايران الى درجة خانقة، حيث انها لن تتحمل مزيداً منها قد يفرض على القطاع النفطي كما يهدد الأوروبيون الآن، ولهذا فإنها تلوح بقدرتها على خنق الغرب اذا أراد المضي في خنقها أكثر.ثالثاً: تزداد معاناة الوضع الاقتصادي في ايران نتيجة العقوبات، وقد ترك هذا حالاً من التململ الشعبي المتزايد عشية الانتخابات المقرر اجراؤها في 29 آذار المقبل، ولهذا فإن أي عقوبات جديدة قد تسبب بانفجار يجدد الثورة الخضراء التي قد تستنسخ 'الربيع العربي' خلافاً لمراهنات النظام.رابعاً: ارتفاع منسوب الحذر والتخوف من النتائج المدمرة التي ستلحق بالنفوذ الايراني في المنطقة اذا سقط النظام السوري الذي، اذا أضفنا الى هذا الخوف من انزلاق الوضع في العراق الى الفتنة المذهبية نتيجة التدخلات الايرانية التي تدعم نوري المالكي وتزيد من حدة الانقسامات الداخلية، فإن من الطبيعي ان يشعر النظام الايراني بأنه يخسر بالجملة ما بناه في المنطقة على امتداد 30 عاماً، ولهذا فإن التكشير عن الأنياب هو محاولة للتذكير بأنه سيقاتل عند خطوط دفاعه المتقدمة وبطريقة 'عليّ وعلى أعدائي يا رب' لأن اغلاق هرمز يؤذي اقتصاده المترنح اكثر مما يؤذي الآخرين! خامساً: دخول السياسة الاميركية مرحلة استرضاء اسرائيل عشية الانتخابات في 6 تشرين الثاني المقبل، بما يجعل واشنطن اقرب الى الرضوخ للمطالبات المتكررة بضرورة توجيه ضربة الى المنشآت النووية الايرانية. ولكن مرة اخرى سيتكسر التهديد الايراني على صخور هرمز ولن يبقى سوى الزبد!.


- 'النهار'
الكلام على 'القاعدة' استمرار للنفوذ السوري والنظام لا يقبل مراقبة مشدّدة للحدود
روزانا بومنصف:

تملك البعثات الديبلوماسية الاجنبية المعتمدة في لبنان من المعلومات الاستخبارية المباشرة او غير المباشرة ومن خلال العلاقة مع الجيش اللبناني ما يجعلها لا تهلع للكلام الذي صدر عن وزير الدفاع فايز غصن حول وجود لتنظيم القاعدة في لبنان. لكن ذلك لا يعني اهمال صدور هذا الموقف بالاستناد الى ما قيل انها معلومات توافرت لدى الوزير، مما سيخضع هذه المسألة لمزيد من المتابعة في الاتصالات او اللقاءات الديبلوماسية مع المعنيين في المرحلة المقبلة. علما ان ما صدر عن كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي كما المجلس الاعلى للدفاع حول الموضوع يصب في خانة نفي هذه المعلومات لإدراكهم التبعات الخارجية المترتبة على اعلان مماثل لما ورد في كلام وزير الدفاع. وتقول مصادر ديبلوماسية معنية ان هذه الامور ستؤخذ في الاعتبار لان الدول الاجنبية تعلم جيدا طبيعة الوضع في لبنان وما يتفاعل من قوى على ارضه لكنها تحاول مواكبة كل جديد يمكن ان يطرأ على هذا الملف الذي تعتبره معقدا وشائكا ومربكا. فمن جهة، فإن كلام وزير الدفاع وضعه نفي والمرجعيات الرسمية اللبنانية التي تتلقى التقارير الاستخبارية نفسها من الجيش اللبناني ودحضت وجود معلومات كتلك التي ارتكز اليها، في اطار الكلام السياسي. وهذا امر غير مستبعد في رأي هذه المصادر نتيجة الانتماء السياسي لوزير الدفاع من جهة ولملاحظة المصادر المعنية وجود تجاذبات وارباكات في الموضوع السوري داخل الحكومة من جهة اخرى. وكان آخر تجليات هذا الارباك الموقف اللبناني في اجتماعات الجامعة العربية وتناقض المواقف في شأن التزام لبنان العقوبات العربية على النظام السوري.وتعتبر هذه المصادر ان لبنان لا يزال يعاني النفوذ السوري ولو ان النظام يواجه تحديات مصيرية خطيرة، اذ ان حلفاءه في لبنان لا يزالون يدافعون عنه ويلتزمون خطه وهو لا يزال يتمسك بلبنان كأحد ابرز المجالات للتنفس على صعد عدة. ومن مظاهر هذا النفوذ ما يجري من خرق للسيادة اللبنانية وإرباك المسؤولين في التعامل مع الازمة السورية. لذا بدا ما صرح به وزير الدفاع والذي سارع النظام السوري الى توظيفه في التفجيرين اللذين حصلا في دمشق في اتجاهين: احدهما رمي خشبة خلاص للنظام واظهاره متمتعا بالصدقية امام الخارج وامام الرأي العام السوري في ظل الحملات الاعلامية التي يحاول تأكيدها هذا النظام منذ انطلاق الثورة السورية من انه يحارب التنظيمات 'الارهابية' المسلحة. وهو أفاد من موقف وزير الدفاع اللبناني لإعطاء هذه التنظيمات وجها اضافيا مطلوبا ومُداناً لدى الخارج الغربي عموما وبعض الخارج العربي هو وجه تنظيم القاعدة. وهذه الحملات الاعلامية لم يقبضها الخارج باستثناء روسيا التي يمكن ان تعزز دعمها للنظام من خلالها قول النظام انه يواجه الارهاب عموما. والاتجاه الاخر هو ما يمكن ان يستدرج لبنان الى أتون ما يجري في سوريا خصوصا مع عبور الجيش السوري الاراضي اللبنانية مرارا بذريعة ملاحقة مهربين او معارضين كما جرى في البقاع والشمال واحتمال استخدام هذه الذريعة في كل وقت علما ان السؤال الذي يثار في هذا الاطار هو هل يقبل النظام في سوريا ما سبق ان رفضه للبنان تكرارا ومرارا وما رفضه ايضا للامين العام للامم المتحدة الذي طلب من الرئيس السوري ترسيم الحدود مع لبنان ووضع مراقبين بعد العام 2005 وما شهده لبنان من تعديات وخروقات على صعد عدة. وكانت هذه الطلبات من اجل منع عبور الاسلحة من سوريا الى لبنان ووضع حد للتنظيمات المسلحة خارج المخيمات وسواها وهو امر رفضه الرئيس السوري مثلما رفض الترسيم في مزارع شبعا. ومع شكوى النظام من تهريب اسلحة الى سوريا، وهو تهريب لا تنفي مصادر ديبلوماسية احتمالاته، لا بل تؤكد حصوله وفق تقارير متوافرة لديها، ثمة شكوك ان يقبل النظام السوري وضع مراقبين او ان يتولى الجيش اللبناني مراقبة شديدة للحدود المشتركة بين البلدين. اذ ان الاضرار التي يمكن ان تلحق بلبنان ان لجهة استقباله الفارين او اللاجيئن السوريين او لجهة التعديات او الخروقات لاراضيه يمكن ان تكون موضع متابعة ومساعدة من الخارج الحريص على ان يبقى لبنان بعيدا من تداعيات الازمة السورية. ولا تستبعد المصادر المعنية ان يشكل هذا الموضوع جزءاً من اي متابعة دولية في مجلس الامن للموضوع السوري كما ان يشكل جزءاً من الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس قريبا، الى مواضيع اخرى تتصل بالتزامات باريس ازاء لبنان في موضوع باريس – 3 ومسائل اخرى. لكن لا يمكن لبنان ان يقبل مساعدة خارجية في موضوع الخرق السوري لاراضيه ولا النظام السوري يمكن ان يقبل بمراقبة حدوده مع لبنان حتى لو كان ذلك يؤدي الى منع التهريب، لان هذا الموضوع اي وجود اسلحة مهربة عبر الدول المجاورة يغذي كل المنطق الذي يواجه به المعارضين لحكمه، اي ان هناك مؤامرة ضده ممولة ومسلحة من الخارج.


- 'النهار'
إسرائيل أكثر عزلة وعرضة للتهديدات
رندى حيدر:

لم تكن 2011 سنة مفصلية في تاريخ الشعوب العربية، وإنما كانت أيضاً سنة مهمة جداً بالنسبة الى إسرائيل. ذلك ان 'الاضطرابات' التي تشهدها الدول العربية، وهو الوصف الذي ارتأى الإسرائيليون إطلاقه على 'الربيع العربي'، أدخلت إسرائيل في مرحلة من الغموض وعدم اليقين، ووضعت القادة الإسرائيليين وجهاً لوجه أمام تحديات قديمة - جديدة، بدءاً بخطر السلاح النووي الإيراني، مروراً بالترسانة الصاروخية التي لدى سوريا و'حزب الله' و'حماس' والتي تهدد كل أنحاء إسرائيل، وانتهاء بصعود الإسلام السياسي في مصر واحتمال سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وانعكاسات ذلك على مستقبل اتفاق السلام مع مصر وعلى الهدوء في جبهة الجولان.إقليمياً، تشعر إسرائيل بأنها أمام صورة جديدة للشرق الأوسط تتطلب منها اعادة النظر في عدد من الثوابت في عقيدتها العسكرية وادخال تعديلات عليها تتلاءم والتقديرات الجديدة للمخاطر التي ستتعرض لها مستقبلاً. وحتى الآن لا تملك إسرائيل جواباً شافياً عن المخاطر الجديدة الآتية من مصر في ظل حكم 'الإخوان المسلمين'، ومن العراق بعد الانسحاب الأميركي وخضوع هذا البلد تحت النفوذ الإيراني، ومن سوريا في حال تبدل السلطة. وهي لا تزال متشبثة بسياستها الرافضة الدخول في مفاوضات مع حكومة فلسطينية تشارك فيها 'حماس' وتأبى تغيير توجهاتها حيال الفلسطينيين على رغم تغير الظروف الإقليمية.أما في ما يتعلق بمعالجة خطر السلاح النووي الإيراني، فعلى رغم تبلور شبه اقتناع إسرائيلي  بضرورة توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية الى المنشآت النووية في إيران، فإن كل المؤشرات تدل على صعوبة حصول ذلك في وقت قريب لسببين: المخاطر الكبيرة على أمن إسرائيل والمنطقة؛ وعدم توافر موافقة أميركية وأوروبية. داخلياً، وعلى رغم استقرار الحياة السياسية في ظل حكم أحزاب اليمين، وتفكك أحزاب المعارضة وخصوصاً بعد الانشقاق الذي شهده حزب العمل وخروج إيهود باراك منه، وضعف أداء حزب 'كاديما' برئاسة تسيبي ليفني، شهدت إسرائيل ظاهرتين إجتماعيتين مهمتين: الاحتجاج المطلبي للشباب والطبقة الوسطى على ارتفاع تكاليف المعيشة وسيطرة حيتان المال على الاقتصاد والتضحية بمصالح الطبقة الوسطى لمصلحة العسكر والمستوطنين، وصعود التشدد اليميني والديني الذي  انعكس عبر محاولات أحزاب اليمين اصدار قوانين تقيد حرية الرأي وتحد من عمل جمعيات المجتمع المدني المدافعة عن حقوق الإنسان، وتعاظم نفوذ التيار المتدين ومحاولاته فرض نمط حياته في إسرائيل من طريق اقصاء النساء وعزلهن عن المشاركة في الحياة العامة.في نهاية 2011، تشعر إسرائيل بأنه حتى لو كانت لا تزال الأقوى عسكرياً والحليفة الأساسية للولايات المتحدة في المنطقة، فإنها أيضاً باتت أكثر عزلة وعرضة للتهديدات.


- 'السفير'
هؤلاء هم محامو المتهمّين الأربعة باغتيال الحريري
الكنـدي أوسوليفـن تـخصّص بالصـرب
علي الموسوي:

قد يكون المحامي الكندي يوجين أوسوليفن (Eascii117gene O&rsqascii117o;sascii117llivan ) على معرفة مسبقة بالمدعي العام القاضي دانيال بيلمار كونهما ابني بلد واحد هو كندا، وقد يكونان التقيا في المحاكم الكندية، ولو بقي بيلمار في منصبه لكان من الطبيعي أن تكون المواجهة الدولية بينهما مختلفة في الطعم والنكهة والمصلحة، لأنّهما يقفان على ضفّتين متناقضتين، الأوّل في جهة الدفاع ومحاولة دحض ما قد يأتيه الثاني بصفته مدعياً عاماً وصاحب الاتهام، من مستندات واتهامات لإلصاقها بموكّل الأوّل، من دون أن يعني ذلك أنّ من يقف في قفص الاتهام هو ضعيف دائماً، وليس بالضرورة أن يكتفي محاميه بالدفاع، بل يمكنه الانطلاق في الهجوم لتمتين دفاعه وكنقطة مركزية في أساس عمله، غير أنّ خروج بيلمار من حلبة المحكمة جعل اللقاء صعباً ومستحيلاً.
ويملك أوسوليفن خبرة قانونية مميّزة اكتسبها من مشاركته بزيّه الأسود الخاص بالمحامين، في دعاوى جنائية كبرى في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة حيث نجح في اقتناص البراءة لموكّله زينيل ديلاليتش من الغرفة الابتدائية في حكم أصدرته في 16 تشرين الثاني 1998، ومن كلّ التهم المنسوبة إليه والمتصلة بما جرى في معسكر &laqascii117o;شيليبيتشي" الذي كان تابعاً لقيادته في البوسنة الوسطى في العام 1992، وهي القتل والتعذيب والاعتداء الجنسي وسجن المدنيين واعتقالهم في ظروف غير إنسانية وبصورة غير قانونية.
وانتزع البراءة أيضاً لموكّله الرئيس الصربي بين العامين 1998 و2002 ميلان ميلوتينوفيتش في حكم صدر في 26 شباط 2009، وذلك من جرائم حرب وقتل وإبادة جماعية واغتصاب واعتداء على مقدّسات إسلامية وتهجير ما يناهز 800 ألف شخص معظمهم من ألبان كوسوفو. كما أنّ أوسوليفن دافع أمام محكمة يوغوسلافيا عن قائد القوّات البحرية اليوغوسلافية الأميرال البحري الصربي ميودراغ يوكيتش الذي اتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية عبر قصف منطقة دبروفنيك (Dascii117brovnik) الكرواتية الواقعة على البحر الأدرياتيكي بالمدفعية الثقيلة وذلك في العام 1991، ممّا أدّى إلى مقتل ثلاثة وأربعين مدنياً، فضلاً عن تدمير ممتلكات ثقافية وتاريخية في هذه المدينة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. وقد حكم على يوكيتش بالسجن سبع سنوات، أمضى ثلثها خلف قضبان الزنزانة إلى أن أفرج عنه في شهر أيلول 2008.
وترافع أوسوليفن عن الرئيسة السابقة لجمهورية صرب البوسنة بليانا بلافسيتش التي أدينت بجرائم حرب عنوانها الاضطهاد وتهجير المواطنين غير الصرب من 37 مدينة وبلدة وقرية ضمن حملة تطهير عرقي شنّتها القوّات الصربية ضدّ الكروات والمسلمين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في البوسنة، واعترفت بلافيستش بممارسة الاضطهاد خلال تولّيها منصب نائب زعيم صرب البوسنة رادوفان كاراديتش، وحكم عليها في شباط 2003، بالسجن أحد عشر عاماً أمضت ثلثها في أحد السجون السويدية، وأطلق سراحها في 27 تشرين الأوّل 2009، إنفاذاً للقوانين السويدية التي تجيز إطلاق السجناء المتقدّمين في العمر بعد قضائهم الجزء الأكبر من حكمهم من دون إثارة مشاكل وأعمال شغب.
وعُيّن أوسوليفن الذي يحمل شهادة الدكتوراه في القانون، عضواً في المحكمة الجنائية الدولية وتحديداً في لجنة القواعد، ودرّس القانون في جامعة لورانس الكندية بين العامين 1999 و2000، ثمّ انتقل إلى التدريس في جامعات ومؤسّسات أخرى، وانتسب إلى جمعية القانون في كولومبيا البريطانية في العام 1998، واختارته منظّمات تعنى بحقوق الإنسان والقانون مستشاراً لها. وضع أوسوليفن بالتعاون مع المحامي جون أكيرمان (John Ackerman) كتاباً بعنوان: &laqascii117o; الممارسات والإجراءات في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة: مع مواد مختارة من المحكمة الجنائية الدولية لرواندا"(Practice & procedascii117re of the international criminal tribascii117nal for the former Yascii117goslavia).
وشارك مع مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان في حلقة دراسية أقامها مع نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس في فندق"لو رويال" ضبيه في شهر آذار 2010 حيث تناول موضوع: &laqascii117o;الإقرار بالمسؤولية والاتفاق حول المسؤولية: النظريات والتطبيق في المحاكم الدولية".
ويمثّل أوسوليفن المتهم سليم جميل عيّاش بصفته محامياً رئيسياً، ويعاونه اللبناني إميل عون.
قرقماز
أمّا المحامي أنطوان قرقماز فيحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية وغير مسجّل في نقابة المحامين في بيروت على غرار محامين لبنانيين كثر يعيشون في الخارج، ولكنّه في المقابل، مسجّل في نقابة المحامين في باريس.
وسبق للحكومة اللبنانية في عهد الرئيس رفيق الحريري أن كلّفته الدفاع عن الدولة في مقاضاة شركتي الخلوي &laqascii117o;ليبانسيل" و&laqascii117o;سيليس" ونجح في إسقاط مطالبات لهاتين الشركتين أمام الهيئتين التحكيميتين مجموعها مليار و 742 مليون دولار أميركي.
ودافع قرقماز عن اللواء الركن جميل السيّد ضمن فريق من المحامين خلال فترة اعتقاله التعسفي على يد لجنة التحقيق الدولية في عهود رؤسائها الثلاثة القاضي الألماني ديتليف ميليس، والقاضي البلجيكي سيرج برامرتز والقاضي دانيال بيلمار، وهو وكيل السيّد أيضاً، في الدعاوى التي أقامها أمام القضاء الفرنسي ضدّ ميليس، ومدير المخابرات اللبنانية الأسبق العقيد المتقاعد جوني عبدو.


- 'السفير'
مصالح مشتركة مع إسرائيل والقلق الأكبر من الموقف التركي
الغاز القبرصي في &laqascii117o;بلوك 12": نعمة أم نقمة؟..
جمود مفاوضات التوحيد قد يحوّله إلى خلاف جديد
مازن السيد:
 
عاشت قبرص للحظات قليلة أول أمس، نشوة اكتشاف مخزون ضخم من الغاز أمام شواطئها يكفيها لعقود من الزمن، قبل أن تستفيق على حقيقة الواقع السياسي الإقليمي والمحلي، الذي قد يشكل من الاكتشاف هذا معضلة إضافية تضاف إلى المعادلة الشائكة لهذه الجزيرة المقسّمة. فبين مفاوضات التوحيد العالقة، وعدم الاعتراف التركي بشرعية حكومة قبرص اليونانية، وبين تقارب الأخيرة مع اسرائيل للتنافس على غاز المتوسط بمواجهة تركيا ولبنان من الجهة المقابلة، يبقى 224 مليار متر مكعب من الغاز في الـ&laqascii117o;بلوك 12" برسم حلول تبدو بعيدة.وأعلن الرئيس القبرصي اليوناني ديميتريس خريستوفياس أن شركة &laqascii117o;نوبل انرجي" الاميركية تمكنت من اكتشاف مخزون من الغاز قبالة سواحل الجزيرة الجنوبية، يقدر بما بين 5 و8 تريليونات من أقدام الغاز المكعبة أي حوالى 224 مليار متر مكعب. ووصل عمق التنقيب في القاع البحري إلى حوالى 5861 مترا، على عمق 1689 مترا. ومن المقدر أن تمتد مساحة حقل الغاز في الـ&laqascii117o;بلوك 12" إلى حوالى 103,6 كيلومترات مربعة.ويقول الباحث في شؤون الطاقة لدى جامعة قبرص كونستانتينوس حاجيتسو لوكالة &laqascii117o;بلومبرغ" للأنباء إن السعر الحالي للغاز هو حوالى 4 دولارات لكل مليون &laqascii117o;وحدة حرارية بريطانية"، ما يرفع القيمة المالية التقديرية للحقل المكتشف إلى حوالى 32 مليار دولار.وتعمل &laqascii117o;نوبل انرجي" في الحقل القبرصي على أساس امتلاكها حصة 70 في المئة، مقابل 15 في المئة لكل من &laqascii117o;ديليك دريلينيغ ال بي"، و&laqascii117o;افنير للتنقيب ال ال بي". و&laqascii117o;افنير" هي شركة تابعة لمؤسسة &laqascii117o;ديليك" التي يمتلكها المليونير الاسرائيلي اسحق شارون، ويدير &laqascii117o;افنير" الثري الاسرائيلي أيضا ديفيد كوهين.بالطبع، سارع خريستوفياس الذي يقف في موقع سياسي متأزم نتيجة الأزمات الحكومية والتراجع الاقتصادي، إلى الحديث عن &laqascii117o;اكتشاف الغاز الطبيعي في المنطقة الاقتصادية الخاصة بنا" الذي &laqascii117o;من شأنه أن يفتح إمكانيات عظيمة أمام قبرص وشعبها، الذي سيستخدمه بروح الجماعية والتروي في خدمة مصلحتنا العامة"، مشيرا إلى &laqascii117o;آفاق اقتصادية إيجابية فتحت أمام مستقبل البلاد". وتبجّح خريستوفياس مستبقا الأمور بعض الشيء، بالحديث عن &laqascii117o;المستثمرين الاجانب الذين أعربوا عن اهتمامهم بالعمل في قبرص، إضافة إلى الاستثمارات المتأتية من تطوير البنى التحتية الضرورية لاستغلال الغاز الطبيعي".لكن تركيا لا تعترف بالحكومة القبرصية اليونانية وقد أرسلت في أيلول الماضي سفينة استكشاف صاحبتها سفن عسكرية وطائرات مقاتلة إلى منطقة التنقيب بعد انطلاق أعمال &laqascii117o;نوبل انرجي". كما أعلنت تركيا أن مشاريع التطوير يجب ان تنتظر حل الوضع السياسي للجزيرة. وقد دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون خريستوفياس ونظيره القبرصي التركي درويش ايروغلو إلى جولة جديدة لمحادثات التوحيد في نيويورك خلال كانون الثاني المقبل.وبالفعل توجه خريستوفياس في حديثه أمس إلى تركيا التي دعاها إلى &laqascii117o;إبداء روح السلام والتعاون، لتفادي أية مغامرات واستفزازات قد تؤدي إلى مشاكل في المفاوضات وتوترات في منطقة شرقي البحر المتوسط"، واعتبر أن &laqascii117o;اكتشاف الغاز يجب أن يكون محفزاً للحل القبرصي، الذي ينهي الاحتلال غير الشرعي، ويوحد بلدنا وشعبنا، ويعيد حقوق الإنسان والحريات الأساسية لشعبنا، القبارصة اليونانية منه كما القبارصة الأتراك".لكن الرد القبرصي التركي كان باردا، إذ نقلت صحيفة &laqascii117o;سايبرس مايل" عن مساعد ايروغلو قدرت اوزرساي، قوله إنه &laqascii117o;في نظرنا على القبارصة اليونانيين أن يستثمروا أكثر في المفاوضات، لا في الأشياء التي تسبب خلافات إضافية".ويقول الاستشاري في الشؤون النفطية بيار غوديك، إنه بمخزون غازي يكفي قبرص لحوالى 150 عاما، سيكون من الضروري تصدير الغاز من المتوسط إلى أوروبا الغربية، مشيرا إلى أن التصدير سيكون معقداً نتيجة التوتر السياسي التاريخي. ويوضح غوديك أنه سيكون على خط الأنابيب المعد للتصدير أن يتصل بشبكة تمر بتركيا، إضافة إلى محطة لتسييل الغاز من اسرائيل وقبرص قبل تصديره. ويزيد ذلك من تداخل الملف السياسي بالملف الغازي، ما من شأنه أن يعرقل استغلال الحقل المكتشف.
وتقول صحيفة &laqascii117o;سايبرس مايل" إنه &laqascii117o;قد يستخدم السياسيون والمحللون كلمات لطيفة حول استخدام الاكتشاف لحل أو تعاون مع تركيا، لكن لا وجود لاحتمال كهذا في الوضع الحالي"، وتضيف أن &laqascii117o;المفاوضات تراوح مكانها حول قضايا عالقة منذ 37 عاما"، معتبرة أن &laqascii117o;بلوغ اتفاق حول الغاز سيتطلب 37 عاما إضافية". كما تؤكد الصحيفة أنه &laqascii117o;يجب عدم تجاهل التهديدات التركية، فأنقرة لديها القدرة على إنهاء المحادثات القبرصية أو خلق بلبلة إقليمية تكفي لإنهاء أعمال التنقيب".
كما تتطرق الصحيفة القبرصية إلى الواقع السياسي المحلي، لافتة إلى أن عملية الاستفادة من الغاز المكتشف &laqascii117o;تتطلب معرفة سياسية، وتعاوناً وشفافية، وكلها صفات تنقصنا بحدة في ظل نقص الكفاءات وانتشار الفساد اللذين شهدناهما مرات عديدة خلال الأعوام الأخيرة"، ومنوهة إلى تأكيد وزيرة التجارة باركسولا انطونيادو على أن أمام قبرص 3 أعوام قبل أن تتمكن من استغلال الغاز فعليا.
الثلاثي &laqascii117o;نوبل" و&laqascii117o;افنير" و&laqascii117o;ديليك" يشارك الحكومة القبرصية اليونانية حقل الغاز في الـ&laqascii117o;بلوك 12" كما يشارك الحكومة الاسرائيلية حقلي &laqascii117o;لفيتان" و&laqascii117o;تمار" في منطقة شرقي المتوسط أيضا، وهما حقلان تدور حولهما أيضا منافسة شديدة مع الطرف اللبناني الذي تمتد الحقول البحرية إلى قبالة شواطئه. أضف إلى ذلك، الخلاف مع تركيا التي تنتظرها محطات دبلوماسية ساخنة في العام الجديد، والتفكك السياسي الداخلي في قبرص بموازاة الفساد والانكماش الاقتصادي، تكون الحصيلة أن الـ&laqascii117o;بلوك 12" سيكون في العام 2012، نقطة توتر جديدة تضاف إلى خريطة المنطقة الواقفة على فوهة بركان.


- 'السفير'
المواجهة البحرية بين إيران وأميركا
سمير كرم:
 
مؤسسة &laqascii117o;ستراتفور" مؤسسة خاصة غير حكومية اختصاصها إنتاج المواد المخابراتية والتحليل المخابراتي. واحد من اهم انتاجاتها تقرير دوري (اسبوعي) عن انتشار ونشاطات وتحركات البحرية الاميركية.
من خلال التقرير الأخير لها في هذا الشأن (صادر بتاريخ 21/12/2011) نعرف ان خريطة تحديث المعلومات البحرية الاميركية التي تظهر المواقع الحالية لمجموعات حاملة الطائرات الضاربة ولمجموعات السفن البرمائية المستعدة انما تبنى على مصادر المعلومات المتاحة المفتوحة. وان هذه الخريطة لا تتضمن اية معلومات سرية او حساسة عملياتياً. اما لماذا تتضمن هذه التقارير هذه المعلومات تحديداً فلأنها &laqascii117o;هي المفاتيح الدالة على السيطرة الاميركية على بحار العالم. ان مجموعات حاملة الطائرات الضاربة التي تتمركز حول واحدة من هذه الحاملات تبين القوة البحرية والجوية الأميركية، وتشمل القدرة الضاربة الهجومية الرئيسية. اما مجموعات السفن البرمائية فهي تتمركز على ثلاث سفن حربية برمائية تلحق بها ثلاث سفن برمائية ومعها وحدة مهام بحرية. وتبنى هذه القوة حول قوات مارينز ثقيلة مدعمة ومتحركة".ويضيف هذا التقرير معلومات محددة عن مجموعات حاملة الطائرات الضاربة فيذكر ان حاملة الطائرات التي تحمل اسم جون سي. ستينيس تعمل في الوقت الحاضر ضمن منطقة مسؤولية الأسطول الخامس الاميركي - وهي منطقة الخليج - ومن مهامها إجراء عمليات امن بحري ومهام دعم كجزء من خطة يطلق عليها اسم &laqascii117o;عملية الحرية المستدامة". اما المجموعتين الأخريين فإن موقع احداهما في منطقة غرب المحيط الهادي بقيادة حاملة الطائرات يو.اس.اس. كارل فينسون والثانية بقيادة الحاملة يو.اس.اس. ابراهام لنكولن ترابط ايضاً في منطقة الاسطول الخامس بمنطقة الخليج. وفي منطقة الخليج ايضاً ترابط مجموعة برمائية باسم يو.اس.اس. باتان . اما المجموعتان الأخريان فإن إحداهما ترابط في المحيط الاطلسي والثانية في شرق المحيط الهادي في سنغافورة.هكذا نعرف من اوثق مصدر اميركي ممكن ان منطقة الخليج تحظى وحدها بقوة بحرية ـ جوية، تفوق اي منطقة اخرى، مع ان منطقة غرب المحيط الهادي ومنطقة شرق المحيط الهادي تشملان مساحة تبلغ أضعاف أضعاف مساحة منطقة الخليج.عندما أعلنت إيران النبأ عن إجراء مناوراتها البحرية - المسماة &laqascii117o;ولايات90" في المياه الدولية في منطقة الخليج ابتداء من يوم 24 كانون الاول/ديسمبرالحالي ولمدة عشرة ايام، فإن المصادر الاميركية الرسمية والاعلامية اعتبرت هذه المناورات الايرانية تهديداً للمنطقة، وبشكل خاص تهديداً للملاحة النفطية في المنطقة. واعتبرت هذه المصادر ان ايران انما تتدرب بهذه المناورات على اغلاق مضيق هرمز الخليجي اذا ارادت إيران وقف الملاحة النفطية عبر هذا المضيق الحيوي.
والواقع ان إيران لم تخف حقائق هذه المناورات الجديدة وأنها تشمل منطقة تغطي مساحة 2000 كيلومتر تمتد من خليج هرمز شمالا الى المحيط الهندي والى خليج عدن بالقرب من مدخل البحر الاحمر. وقالت وكالة اسوشييتد برس الاميركية للأنباء نقلاً عن مصادر رسمية اميركية ان هذه المناورات البحرية الإيرانية ستجعل السفن البحرية الايرانية تقترب كثيراً من سفن الاسطول الخامس الاميركي في المنطقة. ووصفت الوكالة الاميركية مناورات &laqascii117o;ولايات 90" بأنها &laqascii117o;آخر استعراض للقوة من جانب إيران في مواجهة انتقادات متصاعدة دولياً لبرنامجها النووي المثير للجدل والذي يخشى الغرب أن يكون هادفاً الى تطوير اسلحة نووية. وهي اتهامات تنفيها إيران وتصر على ان برنامجها النووي &laqascii117o;لأغراض سلمية فحسب". وقد رد الادميرال حبيب الله سياري قائد البحرية الايرانية على ما شاع في الغرب عن المناورات الايرانية بأن ايران إنما تجري هذه المناورات لإظهار استعدادها وقدراتها الدفاعية. وقال &laqascii117o;ان البحرية الايرانية تحتاج لكي تظهر قوتها لأن تكون حاضرة في المياه الدولية. من الضروري إجراؤها للبرهنة على القدرات الدفاعية للبحرية الايرانية". ولم يخف قائد البحرية الايرانية حقيقة ان هذه المناورات تتضمن اشتراك غواصات وسفن حربية وصواريخ وتوربيدات وطائرات بلا طيارين. واوضح انها - اي المناورات البحرية - ستشمل تدريبات وتكتيكات تتعلق بمنع القوى الأخرى المعادية من دخول المجال البحري الإيراني، وهو ما سبق ان شملته مناورات ايرانية في السنوات الماضية. وكان من اهم ما صرح به الادميرال سياري في هذه المناسبة قوله إن من بين اهداف هذه المناورات &laqascii117o;ان توجه رسالة سلام وصداقة في مضيق هرمز".
مع ذلك فقد استمرت حملة الدعاية والتهجمات - خاصة من الجانب الاميركي - على هذه المناورات. في هذه المناسبة أفاضت البيانات الاميركية وكتابات المصادر الاعلامية الاميركية في شرح اهمية خليج هرمز وحيويته بالنسبة للملاحة البترولية التي تمر نسبة 90 في المئة منها في المنطقة عبره. وهي نسبة تعادل 40 في المئة من اجمالي كميات النفط العالمية التي تعبر البحار والمحيطات.والملاحظ هنا ان الولايات المتحدة تعطي لنفسها الحق في ان يكون لها وجود عسكري ضخم - بحري وجوي - في مياه منطقة الخليج قريباً من إيران وسفنها ومياهها وقواعدها وأراضيها، بينما تريد ان تحرم إيران من المناورات التدريبية وغير التدريبية التي ترمي الى تأكيد قدرتها على التصدي لتهديدات إسرائيل وأميركا التي لا تنقطع ابداً. وقد وصل الامر الى حد جعل الولايات المتحدة تسرب معلومات مخابراتية من جانبها تؤكد فيها أن القوات البحرية والجوية الأميركية في المنطقة ستتابع وتراقب عن كثب هذه المناورات الإيرانية. بل إن المكتب الاميركي للمخابرات البحرية اصدر (في يوم 21/12/2011) مذكرة تحذير خاصة تنصح بعدم الإقدام على اية محاولات من جانب إيران لاعتلاء أي سفن تجارية دولية بهدف تفتيشها أثناء إجراء تلك المناورات. وتضمن هذا التحذير ما يفيد ان الجهات الرسمية الاميركية لا تأخذ ما تعلنه ايران عن هذه المناورات مأخذ الجد، إذ تعتقد الدوائر الاميركية أن إيران تضمر اهدافاً لا تعلنها. وتغفل هذه المصادر الاميركية حقيقة ساطعة هي ان إيران نفسها يمكن ان تكون من بين الدول التي يصيبها الضرر من وراء إغلاق مضيق هرمز بوجه الملاحة النفطية، ما لم تضطر الى ذلك دفاعاً عن شعبها او عن اراضيها او عن قواتها المسلحة وبحريتها ضد هجمات خارجية أياً كان مصدرها.وتبدو المصادر الاميركية - خاصة المخابراتية - حائرة بين أسلوبين في معالجة او فهم اهداف المناورات البحرية الايرانية. فهي تدّعي - من ناحية - ان ايران تريد ان تذيع معلومات مغلوطة تتعمد المبالغة في قوتها وقدرتها على الدفاع عن نفسها ضد اية هجمات خارجية وهي تدّعي - من ناحية اخرى- ان ايران انما تقصد من وراء هذه المناورات إجبار القوى المعادية لها على الإحجام عن مهاجمتها. ولكنها تعود فتؤكد ان ايران تملك من القوة ما يكفي لردع اي هجوم خارجي عليها او الرد عليه في حالة وقوعه. بل إن تقارير اميركية من مؤسسات مخابراتية خاصة تتلقى من المصادر المخابراتية الرسمية ما يفيد أن إيران استطاعت ان تطور قدرات عسكرية دفاعية وهجومية جديدة تشكل تقدماً في مجالات التسليح. وتضرب الأمثلة على ذلك بشكل خاص من تطوير إيران أسلحة صاروخية مضادة للصواريخ وصواريخ باليستية مضادة للسفن وسفن حربية تتميز بقدرتها على شن الهجوم السريع.وتبقى نقطة الإصرار والإلحاح في بيانات المصادر الاميركية الكثيرة عن أن المناورات الايرانية الجديدة متعلقة بما يوصف بأنه تطوير إيران قدرتها على إغلاق مضيق هرمز اذا تعرضت لهجوم خارجي. وهنا يلاحظ ان الاميركيين والاسرائيليين يشتركون في تصوير مثل هذا الإجراء بأنه كارثي بالنسبة للمنطقة ككل، ولكنهم يولون انتباههم بعيداً عن الاحوال التي يمكن ان تجبر ايران على اللجوء لهذا الإجراء، وإن كان هذا الإجراء نفسه سيلحق ضرراً أكيداً بإيران على الاقل من الناحية الاقتصادية لأنه يوقف تدفق النفط الإيراني عبر هذا الم

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد