- 'السفير'
الصين غير جاهزة.. والفوضى المرشّح الأول
بريجنسكي.. وعالم ما بعد أميركا!
ترجمة وإعداد هيفاء زعيتر:
&laqascii117o;كيف سيكون شكل العالم بعد أميركا؟".. قد يصعب إيجاد الجواب الحاسم لمثل هذا السؤال العملاق، ولكن الإجابة عن سؤال &laqascii117o;كيف هو شكل العالم في ظل الانحدار الأميركي اليوم؟" تلعب دوراً مؤكداً في رسم الخطوط الأولية للمرحلة المقبلة، في حال تحقّق سيناريو خسارة أميركا لموقع الزعامة العالمية. من السؤال الثاني انطلق المفكر الاستراتيجي زبغينيو بريجنسكي لاستشراف التداعيات المستقبلية لسقوط &laqascii117o;الزعيم عن سدّة زعامته". وفيما لم يسلّم بريجنسكي، الذي كان مستشاراً للأمن القومي في عهد جيمي كارتر، بحتمية السقوط المفترض رغم مؤشراته، أكد ان العالم لن يكون أفضل حالاً إذا حدث. فمن يكون البديل؟ لا يوجد أحد. الصين غير جاهزة بعد ولن تكون كذلك بعد 20 عاماً. أما الأضرار فستمتد لتشمل القوى العالمية والإقليمية، الكبرى و&laqascii117o;الضعيفة"، التي ستهرع للاصطفاف وفق ما يلائم مصالحها الخاصة، في ظل غياب قوة عظمى تضبط المصالح العالمية المشتركة.
لم يمرّ وقت طويل على التصريح الذي أطلقه مسؤول صيني رفيع المستوى اعتبر أن"انحدار أميركا وصعود الصين أمران حتميان" وما قابله من ردّ &laqascii117o;صريح" من الجانب الأميركي الذي قال &laqascii117o;رجاءً، لا تدّعوا أن أميركا تنحدر بهذه السرعة الكبيرة". صحيح أن &laqascii117o;الحتمية" التي تحدّث عنها المسؤول الصيني ما زالت غير مؤكدة، لكنه بالتأكيد أصاب في الاهتمام الذي يوليه للموضوع في مرحلة باتت تُعرف بـ&laqascii117o;عصر الانحدار الأميركي".
وينطلق هذا الاهتمام المقترن بحذر بالغ من مؤشرات عدة تؤكد أنه في حال سقوط أميركا، فليس هناك من قوة تحلّ محلها في موقع قيادة العالم ـ ولا حتى الصين. والنتيجة أن هذه الحال من عدم اليقين الدولي تزيد التوتر بين المنافسين العالميين، وتهدّد بالتالي بفوضى كاملة غير مضمونة النتائج.
وبينما قد ينتج عن مواجهة أميركا لأزمة ضخمة (أزمة مالية أخرى على سبيل المثال) سلسلة من ردود الفعل السريعة التي ستغرق العالم في حمى الاضطرابات السياسية والاقتصادية، فإن الانجرار المستمر لقادة واشنطن في الصراع مع الإسلام، سواء على نطاق ضيّق أو متزايد الاتساع، سيجعل من الصعب، أن نشهد، وحتى بحلول عام 2025، صعود بديل على الصعيد العالمي. ففي تلك المرحلة، لن يكون هناك من قوة جاهزة للعب الدور الذي توقعه العالم من أميركا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991: قيادة النظام العالمي التعاوني الجديد. وعليه، يصبح السيناريو الأكثر ترجيحاً هو الدخول في حقبة طويلة من الاصطفافات غير المحسومة التي تجمع القوى الإقليمية والعالمية على السواء، لن يكون فيها فائزون كبار بل خاسرون كثر، وكل ذلك في ظل انعدام استقرار عام يهدّد بالقضاء على الرفاه العالمي. وبدلاً من الوصول إلى عالم الأحلام حيث تزهر الديموقراطية، سنصل إلى عالم &laqascii117o;هوبزي" (نسبة إلى توماس هوبز)، يتعزّز فيه الأمن الوطني القائم على أساس مجموعة من الركائز تُعلي من شأن الحكم الاستبدادي ومشاعر القومية وسلطة الدين.
في الواقع، تشغل هذه الفرضية قادة دول الصفّ الثاني، ومن بينها الهند واليابان وروسيا وبعض الدول الأوروبية، الذين يحاولون تقييم الأثر المحــتمل لانحدار أميركا على مصالحهم الوطنية. فاليابان، المتخــوفة من هيمنة صينية على البرّ الآسيوي بشكل أساسي، قد تلجأ إلى تعزيز علاقاتها بأوروبا. ويمكــن اعتبار قادة الهند واليابان متقاربين سياسياً، وحتى عسكرياً، في حال تحقق سيناريو انحدار أميركا وصعود الصــين. روســيا من جهتها، وفي حين تتمنى (حدّ الشماتة) تحقــق فرضيــة انحــدار أميركا، يبدو أن عينها مصوّبة على الدول التي انفرطت سابقاً عن الاتحاد السوفياتي.
أما أوروبا، غير المتماسكة حتى الآن، فيرجّح أن تتشتت في اتجاهات عدة: ألمانيا وإيطاليا باتجاه روسيا نظراً للمصالح المشتركة، فرنسا باتجاه الدعوة لاتحاد أوروبي أكثر تشدداً سياسياً، في حين ستجد بريطانيا نفسها مضطرة إلى التلاعب على التوازن في علاقتها الخاصة مع الاتحاد الأوروبي من جهة ومع أميركا المنحدرة من الجهة الأخرى.
من جهتها، قد تتحرك دول أخرى بسرعة لتشكيل مجالات إقليمية خاصة بها: تركيا في فضاء الإمبراطورية العثمانية السابقة، البرازيل في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، وهكذا دواليك. وبالتأكيد لن يكون هناك من دولة بين هذه الدول تمتلك التركيبة المطلوبة التي تمزج القوة السياسية بالاقتصادية والمالية والتكنولوجية والعسكرية والتي تؤهلها لوراثة دور أميركا القيادي.
وبالعودة إلى الصين، فلطالما أظهرت أنها الوريث الأول للدور الأميركي، فهي تمتلك التاريخ الإمبراطوري العريق المقرون بصبر استراتيجي مدروس بعناية، ويُعدّ هذان العاملان الأكثر حسماً لجهة ترشيحها للخلافة العالمية على مدى تاريخها الطويل. فالصين تعترف بحكمتها المعهودة بالتراتبية الموجودة في النظام العالمي، حتى لو كانت متأكدة أن هذه التراتبية غير دائمة. وبالتالي، هي تدرك تماماً أن نجاحها لا يعتمد على انهيار النظام الحالي بطريقة درامية فحسب، بل على قدرتها على إثبات نفسها في ظل إعادة توزيع تدريجي للسلطة.
وأكثر من ذلك، فإن الحقيقة البديهية هي ان الصين ليست مستعدة للاضطلاع بالدور العالمي الكامل الذي تلعبه أميركا اليوم. حتى أن قادة بكين كرروا مراراً أن بلادهم ما زالت في صدد تطوير حقول هامة في مجالات الثورة والطاقة والتنمية، كي تلحق بركب الولايات المتحدة وحتى أوروبا واليابان، وتبعاً لذلك فقد أحجم هؤلاء عن المطالبة العلنية بزعامة الصين للعالم.
وفي المقابل، في مرحلة معيّنة، قد يؤدي صعود القومية الصينية إلى الإضرار بمصالحها في العالم، حيث يمكن أن يتسبّب انخراط بكين في تعبئة قومية غير مدروسة بتشكّل ائتلاف إقليمي قوي يلعب ضدّها، إذ يبدو أن أياً من جيرانها، الهند واليابان وروسيا، غير مستعد للاعتراف بها كخليفة لأميركا. من هنا، قد يسعى هؤلاء لطلب الدعم من أميركا المتراجعة لمواجهة الصعود الحاسم للصين. والنتيجة: ستخيّم حالة من التوتر الحاد الذي يجعل من آسيا القرن الواحد والعشرين نسخة عن أوروبا القرن العشرين..عنيفة ومتعطشة للدماء.
من جهة ثانية، هناك الدول &laqascii117o;الضعيفة"، الواقعة جغرافياً بالقرب من القوى العالمية الأبرز، والتي يعتمد أمنها على الوضع الراهن الذي يعزّزه تفوق أميركا في العالم، وبالتالي ستكون هذه الدول أكثر تأثراً بخسارة أميركا لموقعها العالمي. وهذه الدول هي جورجيا وتايوان وكوريا الجنوبية وبيلاروسيا وأوكرانيا وأفغانستان وباكستان وإسرائيل و&laqascii117o;الشرق الأوسط الكبير"، والتي تعتبر في المعادلة الجيوسياسية العالمية كالأنواع المهدّدة بالانقراض. إذ ان مصائرها مرتبطة بالبيئة السياسية العالمية التي ستخلفها أميركا وراءها بعد السقوط، فهي إما قد تضبط نفسها أو تسعى لخدمة مصالحها الذاتية والتوسعية.
وقد يكون من تداعيات الانحدار الأميركي زجّ العلاقات الأميركية ـ المكسيكية في دائرة الخطر، فمرونة أميركا الاقتصادية واستقرارها السياسي لطالما أسهما في امتصاص التحديات التي تشكلها القضايا الحساسة مع المكسيك، مثل الهجرة والتبعية الاقتصادية وتهريب المخدرات. وفي المقابل قد تدفع حالة الانهيار بأميركا إلى ان تكون أقل استعداداً لهدر مواردها على الآخرين. وبالتالي، قد ينتج عن العلاقة بين أميركا المنحدرة والمكسيك المضطربة الكثير مما لا يُحمد عقباه.
ومن جهة ثانية، قد يهدّد الانحدار الأميركي كذلك الفضاءات العالمية المشتركة مثل الممرات البحرية والفضاء الالكتروني والمناخ العالمي التي تسهم بشكل أساسي في حماية الاقتصاد الكوني وضمان الاستقرار الجيوسياسي.
وفي النهاية، قد لا يتحقّق أي مما ذُكر، لا سيما أن تعقيدات القرن الواحد والعشرين جعلت من هذه الزعامة غير قابلة للتطبيق بالكامل. ولكن من يحلمون اليوم بالانحدار الأميركي قد يندمون عليه غداً، عندما يرون ان عالم ما بعد أميركا بات أكثر تعقيداً وأكثر فوضوية. وأمام هذا المشهد، فمن البديهي ان تبدأ أميركا بالتحضير لرؤية استراتيجية جديدة لسياستها الخارجية أو أن تحضّر نفسها للانزلاق في منعطف خطير من الاضطراب العالمي.
- 'السفير'
الطائفية ليست قدراً
ياسين سويد *:
بعد حرب طائفية مدمرة ومريرة استمرت خمسة عشر عاماً، وكلفت اللبنانيين الكثير من الضحايا والدماء والدمار، قرر اللبنانيون استعادة عقولهم، فرموا أسلحتهم جانبا، وعمدوا إلى تعديل دستوري ينظم العلاقات في ما بينهم، ويقضي على الجذور التي ينمو، من خلالها، التمايز بين اللبنانيين، والذي يمكن ان يؤدي إلى العودة، من جديد، للاحتكام إلى السلاح، فكانت المادتان 95 و22 من هذا الدستور، وعداً قاطعاً بالتخلي عن الطائفية السياسية، والعودة إلى وحدة &laqascii117o;الشعب"، بدون النظر إلى دين المواطن ومذهبه، على أن يتم الانتقال، بصورة تدريجية، ووفق خطة مرحلية، وذلك يتطلب، بالترتيب التالي:
1ـ تشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية ومعه رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة و&laqascii117o;شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية" وتكون مهمة هذه الهيئة &laqascii117o;دراسة واقتراح الطرق الكفيلة بإلغاء الطائفية، وتقديمها إلى مجلسي النواب والوزراء".
2ـ &laqascii117o;إلغاء قاعدة التمثيل الطائفي، واعتماد الاختصاص والكفاءة في الوظائف العامة..."، (المادة 95 من الدستور).
3ـ انتخاب أول مجلس نواب وطني لا طائفي.
4ـ استحداث &laqascii117o;مجلس للشيوخ تتمثل فيه جميع العائلات الروحية، وتنحصر صلاحياته في القضايا المصيرية" (المادة 22 من الدستور).
وقد حملت هذه التعديلات في الدستور اللبناني أملاً كبيراً للأجيال الطالعة بأن وطنهم عازم على التحول من كيان سياسي ذي صيغة طائفية، إلى كيان لاطائفي، يتساوى فيه المواطنون جميعاً، دون تمييز بين الأديان والمذاهب.
تم هذا التغيير، في الدستور، خلال العام الأخير من الحرب الأهلية (عام 1989)، وتم التصديق عليه من المجلس النـيابي عام 1990، وها نحن، اليوم، في الأيام الأولى من العام 2012 حيث يكون قد مر على هـذه الوعود التي قطعتها الدولة اللبنانية على نفسها، وينتظر الشعب تحقيقها، واحد وعشرون عاماً.
والغريب في كل هذا، أن الدولة اللبنانية قد نسيت (أو أهملت) تماماً، ما وعدت به شعبها، مع صدور هذا الدستور، ومن خلاله، وكان، من نتيجة هذا النسيان (أو الإهمال) ان لبنان قد عاد إلى الانقسام الطائفي والمذهبي، وأضحى، من جديد، على حافة &laqascii117o;حرب أهلية" جديدة، تبدو معالمها وتبرز إماراتها فيما يلي:
1ـ وجود تكتلات مذهبية في البلاد، منها ما هو مسلح (حزب الله أو المقاومة الإسلامية)، ومنها ما هو اعزل من السلاح، على ما يبدو، (التكتل السني، والتكتل الأرثوذكسي، والتكتل الماروني)، وقد قامت التكتلات الأخيرة كرد فعل على التكتل المذهبي المسلح الذي شكله &laqascii117o;حزب الله" معتمدا على دولتين حليفتين هما: إيران وسوريا.
سلك لبنان طريق المقاومة ضد العدو الإسرائيلي منذ احتلال هذا العدو لأجزاء منه، فكان تشكيل أول &laqascii117o;مقاومة وطنية" على أرض لبنان، أسهمت فيها كل الطوائف اللبنانية، بلا استثناء، واستمرت &laqascii117o;المقاومة الوطنية اللبنانية" تقاتل العدو الإسرائيلي وتوقع به خسائر فادحة، إلى ان أنهكت وفقدت الكثير من زخمها وعتادها الحربي بسبب &laqascii117o;قوى الأمر الواقع" (القوات السورية) التي بدأت تسعى إلى إضعافها وإحلال &laqascii117o;المقاومة الإسلامية" محلها، ونجحت في ذلك، ولم تلبث المقاومة الإسلامية ان خلفت المقاومة الوطنية في قتالها ضد العدو المحتل (عام 1988) وخاضت ضده معارك ضارية كلفته الكثير من الرجال والعتاد، واضطرته إلى الانسحاب من لبنان عام 2000، وقد عقد هذا الانتصار اللواء للمقاومة الإسلامية المتجسدة بـ&laqascii117o;حزب الله" ولم يعد للمقاومة الوطنية أي وجود.
انتصرت المقاومة الإسلامية (حزب الله) على إسرائيل، وكان انتصارها مدوياً، وأضحى حزب الله، بعدها، الحزب الأقوى والأشهر والأكثر تسليحاً في لبنان والعالم العربي، وقد عبر قائده السيد حسن نصر الله عن ذلك بقوله، في خطابه الأخير، إذ قال: &laqascii117o;نحن اليوم أكثر عديداً، وأكثر تسليحاً، وأكثر جهوزية"، والمعروف جيداً، لبنانياً وعربياً وعالمياً، ان حزب الله، هو حزب شيعي ومقاومته شيعية.
ما ان انتهى حزب الله من معركته المنتصرة مع إسرائيل حتى انصرف إلى الداخل، فأسهم في الحياة السياسية بلبنان، في الحكم وفي البرلمان، مع إصراره على الاحتفاظ بسلاحه، بذريعة ان لا تزال لديه مهام قتالية ضد العدو الإسرائيلي الذي لا يزال يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم اللبناني من الغجر، وهو، بهذه الذريعة، يحتفظ بالسلاح، دون أن يعلن الجهاد، من جديد، لاسترداد ما تبقى من أرض لبنان في يد العدو.
أمام هذا الواقع، تحركت، في الآونة الأخيرة، بقية الطوائف والمذاهب اللبنانية، على الشكل التالي:
أ ـ اجتمع أقطاب الطائفة السنية في بيروت، وتدارسوا الأمر ليخلصوا إلى نتيجة مؤداها:
ان العلاقات السنية ـ الشيعية &laqascii117o;ليست في أحسن أحوالها"، وعلى هذا، رأى أحد نوابها ان الشيعة، اليوم، &laqascii117o;يأخذون على عاتقهم، منفردين، سلاح المقاومة". ثم أعلن عن الرغبة في عقد &laqascii117o;مؤتمر سني" تشترك فيه &laqascii117o;عشرات الجمعيات السنية الكبيرة في بيروت وصيدا وطرابلس والشمال والبقاع وإقليم الخروب" بالإضافة إلى &laqascii117o;النواب ورجال الدين" (جريدة النهار، 6/12/2011). وذلك يعني أن حشداً سنياً في وجه &laqascii117o;حزب الله الشيعي" أضحى أمراً محتملاً.
ب ـ اجتمع أقطاب الطائفة الأرثوذكسية وقرروا المطالبة بأن تجري الانتخابات النيابية على أساس انتخاب كل طائفة لنوابها، مما يعد، إن جرى، أمراً خطيراً يهدد وحدة الكيان اللبناني.
ج ـ اجتمع أقطاب الطائفة المارونية في بكركي، وتدارسوا أوضاعهم، كما ناقشوا مشروع اللقاء الأرثوذكسي، ورأى العديد منهم أنه &laqascii117o;الأنسب راهناً" (جريدة النهار في 17/12/2011).
هذا بالإضافة إلى أن جميع الطوائف اللبنانية، باستثناء حزب الله وحليفه &laqascii117o;التيار الوطني الحر"، تطالب بأن لا يبقى، على الساحة اللبنانية، أي سلاح غير سلاح الشرعية.
والآن، لبنان، إلى أين؟
يمكن تلخيص الوضع، في لبنان، اليوم، بأنه نسيج من تكتلات طائفية ومذهبية تقوم على ثلاثة:
التكتل الأول: هو &laqascii117o;التكتل الشيعي" القائم على الاستقواء بالسلاح، والمتمسك بانتصاره على العدو الإسرائيلي كعامل أساسي لتعزيز وضعه وثباته في الداخل، وهو ليس مستعدا، بأي حال، للتنازل عن هذا السلاح.
التكتل الثاني: التكتل السني الذي بدأ يرى في سلاح التكتل الأول وهيمنته، بواسطة ذلك السلاح، خطراً على مستقبله، بدلاً من ان يرى في هذا السلاح نصيراً له ضد إسرائيل، ثم يصر على ضرورة تسليمه إلى الدولة، أو وضعه بتصرف الجيش، قيادة ومسؤولية.
التكتل الثالث: تكتل ماروني يرفض، وجود السلاح في يدي فئة من طائفة واحدة، ويطالب بنزعه وتسليمه إلى الدولة.
كيف يمكن التخلص من داء الطائفية هذا:
لقد بيّنا، في مطلع البحث، ان الدولة اللبنانية أخطأت خطأً مريعاً عندما أهملت تنفيذ المادتين 95 و22 من الدستور اللبناني، ولم تعمد إلى الإعداد، لتنفيذهما، بالكثير من الأمور، أهمها:
ـ شطب المذهب عن &laqascii117o;إخراج القيد" للمواطن اللبناني، بالإضافة إلى هويته.
ـ منع الوسائل الإعلامية كافة من إثارة النعرات الطائفية، وفرض عقوبات صارمة على أي وسيلة مخالفة.
ـ منع المدارس والجامـعات، على اختلافها، من التعليم والتوجيه بشــكل يؤول إلى تصعيد الخلاف الطائفي أو المذهبي، مع معاقبة أي مخالف لهذه التعليمات، أستاذاً كان أم تلميذاً.
ـ تشجيع الحركات التي تنبذ الطائفية.
ـ التربــية في البيت والأسرة والمجتمع، بحيث تنشأ، في الوطن، أجـيال تؤمن بأن الدين لله والوطن للجــميع، وان التعصب أنانيـة، وان المجتـمع السلـيم بالمواطن السلـيم، وان المواطن أخو المواطـن أحـب أم كره.
ـ العمل بالمادتين 22 و95 من الدستور في الانتخابات النيابية القادمة، ولا تجري أي انتخابات نيابية قبل الإعداد التام لتطبيق هاتين المادتين، على ان يحصر أمر هذا التنفيذ بفترة زمنية محددة يكون التقيد بها ملزماً للدولة.
حركة اللاطائفيين:
النداء الذي نبعثه، بهذه المناسبة، إلى جميع المواطنين المؤمنين بوطن ديموقراطي لاطائفي، هو:
إن وطناً يبنى على التمايز الطائفي، هو جرح قابل للنزف في كل حين،
وان الوطن القادر القوي، هو الوطن الديموقراطي اللاطائفي الذي به نحلم، وإليه نتطلع.
فلنعمل، جميعاً، لإنقاذ هذا الوطن، وإلا فنحن فاقدوه لا محالة.
* لواء ركن متقاعد، الأمين العام لحركة اللاطائفيين
- 'السفير'
تركيا ـ إيران: دروع الناتو وأزمة الثقة!
عبد الحسين شعبان:
تكتنف الباحث صعوبات وإشكاليات في ما يتعلق بالعلاقات التركية - الإيرانية، بعضها من طبيعة منهاجية وأخرى من طبيعة عملية، لا سيما في المشهد الأخير الذي تركه الحراك الشعبي العربي وتداعياته، فقد تجد اختلافات إلى درجة القطيعة أحياناً، وعوامل تقارب تشكل عنصر تفاهم وتواصل لا يمكن الاستغناء عنها أحياناً أخرى.
ولعل من أبرز القضايا التي ستكون محط صراع وجدل طويلين بعد الربيع العربي هو موضوع نشر الدروع الــصاروخية لحلف الناتو في تركيا وعلاقة ذلك بالملف النووي الإيراني، وذلك لما له علاقة بقضية ذات بعد تاريخي ومستقبلي، وإن اكتسبت بعداً آيديولوجياً في العقود الثلاثة الماضية، وهو التعارض بين المشروعين التركي (ذي التوجه الديموقراطي)، لا سيما بعد فوز حزب العدالة والتنمية في العام 2002 بالضد من النموذج الإيراني (الراديكالي)، خصوصاً منذ الثورة الاسلامية في إيران العام 1979، وبما له من انعكاسات على عموم الصراع في المنطقة، ولا سيما بعد الربيع العربي، وتفاعله مع الأزمة السورية، إضافة إلى علاقته بنشاط حزب العمال الكردستاني، لا سيما على الأراضي العراقية، ناهيكم عن علاقته بالقضية الكردية ككل ومستقبلها، عراقياً وتركياً وإيرانياً وسورياً.
ويتوقّف على حلّ هذه القضايا والتأثير المحتمل للربيع العربي على العلاقات الإيرانية ـ التركية، لا مستقبل العلاقات فحسب، بل جزء أساسي ومهم من مستقبل المنطقة سواء باتباع حلول سلمية ناعمة أو حلول خشنة قد تؤدي إلى المجابهة أو الصراع، لا سيما لو دخلت إسرائيل على الخط، وخصوصاً في موضوع المفاعل النووي الإيراني، إضافة إلى المنافسة التركية ـ الإيرانية، التي هي أقرب إلى ماراتون تاريخي.
لقد شهدت العلاقات الإيرانية ـ التركية توترات ونزاعات وحروبا منذ منتصف القرن السادس عشر، مثلما حفلت باتفاقيات دولية أبرزها معاهدة أرضروم الأولى 1823 ومعاهدة أرضروم الثانية 1848 وبروتوكول القسطنطينية 1911 وبروتوكول طهران العام 1913 بين الدولة العثمانية والامبراطورية الفارسية وكان العراق تاريخياً ساحتها الأساسية، لا سيما في فترة الامبراطورية الفارسية أو في فترة الخلافة العثمانية، بعض منها جيوسياسي وتاريخي والبعض الآخر أساسه مذهبي وطائفي، وإن كان كل منهما يضع المصلحة الفارسية أو التركية فوق كل اعتبار.
وكانت تلك الاتفاقيات تحت باب حسن الجوار واحتواء التوترات وتوازن المصالح، لا سيما عندما تكون القوتان المتنافستان متوازيتين، وحصل هذا في السنوات الأخيرة بشأن أفغانستان وباكستان أيضـاً، على الرغم من تعارض الاستراتيجية التركية والإيرانية، وكذلك بشأن العراق لأنه بوابة أساسية للعالم العربي فضلاً عن نفوذه المحتمل في الخليج وعلاقة ذلك بدور الاحتلال الأميركي ومستقبله، لا سيما بعد الانسحاب في نهاية العام 2011، إضافة الى الموضوع الكردي، ومخاوف تركيا بشأن تركمان العراق ومصالح إيران بشأن علاقتها مع شيعة الحكم في العراق.
ومنذ نجاح الثورة الإيرانية في 11 شباط (فبراير) العام 1979 ونجاح انقلاب كنعان أفرين في 12 أيلول (سبتمبر) العام 1980 كان هناك نسبة توافق استراتيجي بين البلدين، فقد كانا فاعلين رئيسين، في أمن المنطقة، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية بينها، فضلاً عن ذلك، فهما يتشـاركان في الموقف من القضية الكردية وكذلك مع دول المنطقة مثل العراق وسوريا، وفي عقد التسعينيات كلّه كان هناك اجتماع ثلاثي دوري بين تركيا وإيران وسوريا لاتخاذ موقف موحد إزاء القضية الكردية في العراق، خصوصاً بعد سحب النظام العراقي إدارته السياسية والمالية من كردستان وقيام حكم ذاتي خارج السلطة المركزية، والأمر يتعلق بمخاوف الدول الثلاث من احتمال قيام دولة كردية في شمال العراق.
ولعل الأمر لا يقتصر على أفغانستان والباكستان والعراق، بل يمكن القول ان تحقيق سلم وأمن المنطقة بما فيها آسيا الوسطى لا يمكن أن يحدث دون توافق استراتيجي بين تركيا وإيران بما يؤثر على وسط آسيا وجنوبها، ناهيكم عن الحاجة بالنسبة إلى إيران لتركيا كجسر للغرب.
ومع كل هذه الجوانب فهناك عوامل تنافس تاريخية بين أنقرة وطهران، لا سيما حول إمكانية الاستفادة من الربيع العربي، فقد ترافق ذلك مع موافقة تركيا على نصب الرادارات الخاصة بالدروع الصاروخية لحلف الناتو ببلدة كوراجيك بولاية ملاطيا التركية الحدودية مع إيران، الأمر ألذي أدى إلى تشديد التوتر الناجم عن أزمة الثقة بين البلدين.
وقد فسّرت أنقرة الأمر بكونه لا يتعدى عن تساوق روتيني مع متطلبات العضوية في حلف الناتو، لكن إيران اعتبرته تهديداً فعلياً لها، خصوصاً في موضوع الملف النووي الذي تشترك فيه إسرائيل والولايات المتحـدة والغرب عموماً وتركيا أيـضاً، فــهو يجرّد إيران من امتيازات تتمثل في ترسانتها من المنظومات الصاروخية المتوسطة والطويلة المدى، التي تعتبرها أداة رادعة بوجه احتمالات هجوم إسرائيلي أو حتى أميركي ضد المفاعلات النووية الإيرانية أو أي أهداف استراتيجية، وقد هددت إيران بأن أي هجوم إسرائيلي أو أميركي عليها، سوف تردّ عليه بضرب الرادارات التابعة لحلف الناتو في تركيا.
وأقدمت تركيا على هذه الخطوة كرسالة إيجابية للغرب بشكل عام، لا سيما وهي لا تزال تتشبث بعضويتها في الاتحاد الأوروبي أيضاً وهي رسالة إيجابية خاصة لواشنطن وللاتحاد الأوروبي، خصوصاً بدعم المعارضة السورية واستضافة اجتماعاتها، وفي الوقت نفسه فهي رسالة سلبية إلى إيران بشأن ملفها النووي، كما أنها رسالة إلى العراق حليف إيران حيث نشطت جماعات شيعية وأخرى كردية، ليس بمعزل عن إيران لدعم نشاطات حزب العمال الكردستاني، حيث كانت طهران قد ألقت القبض على أحد قادة الحزب المذكورين، وتردّد اسم نائب رئيس الحزب، لكنها أطلقت سراحه، وقيل ان ذلك تم عبر صفقة مع &laqascii117o;العراقيين". ويأتي ذلك عشية الانسحاب الأميركي من العراق، وهو له دلالة خاصة على مستقبل الوضع في العراق ودور إيران ونفوذها.
في سياق التحولات في المنطقة برز المشروع التركي، كمشروع ديموقراطي لدولة علمانية ومبشر لإسلام منفتح، يقابـله المشـروع الإيراني لنظام حكم يضع ولاية الفـقيه فوق كل اعتبار، وإذا كان الأول يحاكي النمط الغربي، فإن الثاني كان قريباً من مشروع الممانعة العربي ضد الهيمنة الإسرائيلية والأميركية.
المشروعان المتضادان يسعيان كلّ بطريقته لمدّ نفوذهما إلى العالم العربي: الإيراني بوسائل خشنة عبر التدخل ودعم القوى الراديكالية وفي إطار مذهبي وديني في الغالب. أما التركي فيسعى بالوسائل الناعمة، عبر قوة المثل والتقدم المحرز والعلاقة المتصالحة مع الغرب ومع ما يسمى بمعسكر الاعتدال العربي، مع الإبقاء على علاقة خاصة مع إسرائيل على الرغم من تصدعها بسبب حادثة أسطول الحرية، لكن هناك بعض الاتفاقيات الأمنية مثل اتفـاقية ترايندت التي لا تزال نافذة منذ الـعام 1958 وكذلك فإن حجم الميزان التجاري بين تل أبيب وأنقرة لم يتأثر.
المشروع الإيراني مجابه، في حين أن المشروع التركي مصالح، الأول يعتمد على الوسائل العنفية ويشجع على الصدام بالحـكومات التي يعتبرها لا تنسجم مع أطروحـات الممانعة، في حين أن الثاني يسعى لنشر الديموقراطية بالوسائل الناعمة والتنمية الاقتصادية والجمع بين الاسلام والعلمانية والحداثة، وإنْ كانت له قفازات نووية، أو أن سيفه العثماني هو بغمد نووي، في حين أن المشروع الإيراني لا يتورّع من الظهور أحياناً بخلفية صفوية حتى وإن ارتدى الجبّة الاسلامية واستند إلى ولاية الفقيه أو مذهب آل البيت.
وقد أثار المشروع الإيراني ردود فعل حادة، لا سيما بعد اندلاع حركة الاحتجاج في البحرين وتدخّل مجلس التعاون الخليجي، وإن كان الأمر لا يخلو من مفارقة حقيقية، فهو إن بدا مشجعاً وداعماً سياسياً ومعنوياً، لمشاريع التغيير في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين، لكنه ظل معارضاً بل رافضاً للتغيير في سوريا، وهو ما حصل فيه تعارض حاد مع الموقف التركي، وهذه مفارقة أخرى في مقابل المفارقة الإيرانية، فقد بدا الموقف التركي أكثر تطرفاً من الموقف الأوروبي والأميركي، بشأن سوريا لدرجة أنه اعتبر المسألة السورية قضيته الأساسية، وبلا أدنى شك كانت قرارات جامعة الدول العربية، تشجعّ تركيا في تصعيد موقفها، خصوصاً باستمرار سفك الدماء.
وبكل الأحوال يبقى الموضوع الأكثر إثارة وتوتّراً، هو المفاعل النووي الإيراني، ويقابله بناء الدروع الصاروخية للناتو في تركيا، الذي قد ينسف جسور الثقة التي حرص البلدان على بنائها في السنوات الثلاثين والنيف الأخيرة.
ـ 'الديار'
عين الحلوة مُجدداً الى الأضواء
مسؤول 'القاعدة' لبلاد الشام يسكن في المخيّم ؟!!
ماري حدشيتي:
توقفت بعض الاوساط السياسية عما يدور في عاصمة الجنوب صيدا منذ فترة واستمرار الاحداث فيها كونها نقطة الوصل وبوابة العمق الجنوبي اللبناني. فبعد ظهور حركة سلفية التي شهدتها المدينة والتي حاولت زعزعة الامن والاستقرار داخل احيائها، والتهم التي وجهت لهذه الجهات اثر مسلسل احراق السيارات وبعض المحلات التجارية، وبعد ان تحركت &laqascii117o;الجماعة الاسلامية" على الخط الصيداوي لكبح جماح &laqascii117o;الحركة الاسيرية" والتي اخذت منحىً شعبياً تصعيدياً داخل المدينة وفي مخيم عين الحلوة، يضاف الى ذلك الاحداث الاخيرة المتكررة والتي حصلت داخل المخيم، برز الحديث مجدداً عن خطورة الوضع في المدينة وداخل المخيم حيث تابعت الاوساط بأن جهات عديدة قد صرحت بأن مسؤول &laqascii117o;القاعدة" لبلاد الشام يقطن داخل المخيم، مع العلم ان بعض القيادات في المخيم قد نفت ذلك ليبقى هذا الموضوع يراوح بين وجود هذا المسؤول او عدم وجوده كما انطبق الحال مع تصريحات وزير الدفاع اللبناني فايز غصن حول وجود القاعدة في لبنان ونفي بعض الوزراء لهذه التصريحات والبلبلة الحكومية التي تصاعدت نتيجة هذه التصريحات والتي اوضحها زعيم تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية خلال مؤتمره الصحافي الاخير ليضع قائد الجيش ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني على المحك حيال هذا الامر الذي اكده ايضا النائب البعثي عاصم قانصو والذي صرح بدوره بان هناك اكثر من مئتي عنصر ينتمون الى القاعدة في لبنان. وبالعودة الى ما يجري في صيدا تحديداً، فقد برزت ظاهرة جديدة في منطقة صيدا القديمة والتي تعتبر بؤرة شعبية يعيش فيها انصار &laqascii117o;التنظيم الشعبي الناصري" الذي يتزعمه النائب السابق الدكتور اسامة سعد مع انصار &laqascii117o;تيار المستقبل" اضافة الى قوى اسلامية اخرى من شتى المذاهب. هذه الظاهرة التي تمثلت بوجود مقنعين يتجولون ليلاً في احياء صيدا القديمة مما دفع بالتجار واصحاب المحلات الى اغلاق متاجرهم باكراً وهذا ما انعكس سلباً على الحركة الاقتصادية الخجولة التي تعيشها صيدا والتي تقع تحت ارتدادات سلفية احمد الاسير واصولية &laqascii117o;الجماعة الاسلامية" وصراع الديكة بين الاطراف الاخرى بالاضافة الى توترات مخيم عين الحلوة المجهولة التوقيت والنتائج.وتتابع الاوساط عينها بأن النائب السابق الدكتور اسامة سعد قد عقد مؤتمراً صحافياً لشرح ما يجري داخل صيدا القديمة واضعاً اللوم على الاجهزة الامنية المتقاعسة حيال هذه الاحداث مع العلم ان صيدا القديمة ذات التعداد البشري الهائل تفتقر الى اي نقطة امنية او مخفر للدرك. كما ان سعد الذي وصف هذه الاحداث بأنها نتيجة تفشي ظاهرة ترويج المخدرات في المدينة وتحديدا في صيدا القديمة ليتهم السلطة مجددا بأنها تعرف المروجين ولا تستطيع القاء القبض عليهم والحد من مخاطر هذه الظاهرة حتى بات المواطن الصيداوي يلجأ الى منزله باكراً خوفاً من هؤلاء المقنعين، الذي يقال حسب الاوساط بأنهم يتسلحون بالاسلحة البيضاء، بل ان هناك من يقول بأنهم يملكون السلاح الحربي الفردي وهم يتجولون دون حسيب او رقيب.
هذه الامور تستدعي من الدولة بكل قياداتها واركانها حسب الاوساط التوقف عندها ملياً لوضع حد لها منعاً لفلتان زمام الامور وتفاقم الاوضاع التي قد تتطاير بشظاياها الى اكثر من منطقة لبنانية
ـ 'المستقبل'
حصيلة 2011 لقوى 8 آذار: بداية قوية ونهاية ضعيفة
ربى كبّارة:
انطلقت 'قوى 8 آذار' متعاضدة متكاتفة في الاشهر الاولى لعام 2011 مستندة الى عناصر قوة ساعدتها على قلب الأكثرية النيابية الى أقلية. وشكّلت حكومتها مستفيدة من تقاطع إقليمي مؤاتٍ لم تلبث أن تغيرت معالمه مع اجتياح الربيع العربي الأراضي السورية، فظهرت بشائر التضعضع الحكومي، وساهم في تأجيجه التهافت على تقاسم الحصص قبل سقوط حكومة كان من المفترض أن تعمّر حتى الانتخابات النيابية المقبلة عام 2013.
استهلت 'قوى 8 آذار' العام المنصرم بحكومة اللون الواحد: 'حزب الله' سمّى رئيسها وأنجز توزيع مقاعدها بما يؤمّن هيمنته على اطرافها، واثقاً من أن رياح التغيير في العالم العربي لن تخرق أبواب سوريا المصفحة بمفاهيم الممانعة وحاضنة مقاومة إسرائيل بالتكافل والتضامن مع شريكتها ايران.
لكنّ حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر. اندلعت الثورة في سوريا منتصف آذار الماضي وهي مستمرة رغم قمع دموي حصد نحو ستة آلاف ضحية. اهتز نظام الرئيس بشار الاسد وانبرت 'قوى 8 آذار' لتدعمه بوضوح فاقع لأن انهياره يؤدي إلى تراجع نفوذ إيران في المنطقة باعتباره حلقة الوصل بين طهران وبغداد وبيروت.
واستعجل النائب ميشال عون، حليف 'حزب الله' الأول في الحكومة، تكريس نتائج حصتة الوازنة في الحكومة في مجال التعيينات والقوانين المناسبة لمصالحه الانتخابية مما انعكس اضطرابا في العلاقة تجلّى في كيفية تصويت وزراء الطرفين على مشاريع طُرحت على طاولة مجلس الوزراء.
وسمح انقلاب الأحوال في سوريا لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتفلت قليلاً من نير 'حزب الله'، لثقته بصعوبة تشكيل حكومة اخرى بعد تضعضع الأكثرية التي أتت به إثر انحياز حليفها المستجد النائب وليد جنبلاط تماماً الى الشعب السوري ودعوته الى تغيير جذري للنظام.
وهكذا أنهى 'حزب الله' عام 2011 وقد باتت حكومته بين نارين: نار 'قوى 14 آذار' المعارضة ونار أطراف مشاركة فيها. فرغم أن 'حزب الله' عضّ على جرحه وقبل بتمويل المحكمة الدولية التي اتهمت أربعة من كوادره بالضلوع في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لم يتوقف النائب عون عن مهاجمة الرئيس ميقاتي وآخرها استهدافه لصلاحيات رئيس الحكومة. وتجلّى ضعف الحكومة في ردّ مجلس الشورى ثلاث مرات لمرسوم تصحيح الاجور بسبب الخلاف بين اطرافها فكيف بما ينتظرها من تعيينات وموازنة و.....
وبما أن للثورة السورية تأثيراً مباشراً على موازين القوى السياسية، لم تتلكأ 'قوى 14 آذار' في إعلان دعمها المعنوي لحراك الشعب السوري، لكن الدعم الحقيقي يتطلب التركيز على استهداف أدوات دمشق في لبنان وعلى تحضير إطار يستقبل من سيتساقطون بعد غياب نظام الرئيس الاسد من حلفائه الحاليين.فبقاء النظام السوري يثبّت النفوذ الايراني في المنطقة ويتيح لـ'حزب الله' الإطباق الكامل على مفاصل الحياة الوطنية، فيما سقوطه يُفقد النفوذ الايراني سطوته ويفقد 'حزب الله' قدرته على التحكم بأوجه الحياة الوطنية.
ويتوجب على 'قوى 14 آذار' الاستفادة من المرحلة المفصلية الراهنة أولاً لإسقاط حكومة باتت ضعيفة وغير منتجة وتساهم في التعمية على الاختراقات السورية الحدودية وعلى استهداف المعارضين السوريين من قبل أجهزة رسمية وغير رسمية بما يؤدي عملياً إلى ربط لبنان أمنياً بسوريا ويشرّع ابوابه على تداعيات أزمتها، وثانياً لوضع سلاح 'حزب الله' تحت سلطة الشرعية حتى لا تتكرس معادلات تمنح قوى الأمر الواقع مشروعية عجزت عن فرضها بقوة السلاح، ودعماً لمشروع بناء الدولة الحديثة والابتعاد عن محاولات توظيف النتائج المرتقبة لسقوط النظام السوري في حسابات ربح وخسارة فئوية أو حزبية أو طائفية.
ومن المشروع التساؤل عن مغزى التلهي بأمور ليست أولوية في التقاطع الراهن مثل البحث التقني في قانون للانتخابات لن يتحدد معناه الفعلي قبل سقوط نظام دمشق لأن مجموعة من الحلفاء المسيحيين والمسلمين ستنهار معه. فعدم تحديد الأولويات بدقة والتركيز عليها مضرّ، خصوصاً وأن حلفاء سوريا لا يتورعون عن اثارة ملفات تخدم مصالح دمشق مثل الكلام عن وجود لـ'القاعدة' والذي استندت إليه دمشق لتحمّل التنظيم الارهابي مسؤولية تفجيرات انتحارية تزامنت مع بدء مهمة المراقبين العرب على أراضيها.وتبدو مهمة المراقبين العرب متجهة إلى فشل مؤكد يفتح الباب أمام إحالة ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي الذي سينعقد الثلاثاء المقبل في هذا الخصوص.وفشلهم مصدره خصوصا طبيعة البيئة الرسمية المحيطة بعملهم رغم تكهنات تعزو مهادنة تصريحاتهم للنظام إلى حاجتهم لاستكمال عناصر تقريرهم. وتنظر اللجنة الوزارية المختصة الأحد في أول هذه التقارير، كما تنظر في دعوة رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي الى سحبهم لان وجودهم مع استمرار القمع الدموي 'يتيح للنظام السوري غطاء عربيا لممارسة أعماله غير الانسانية تحت سمع وبصر جامعة الدول العربية.
ـ 'المستقبل'
البقاع يسأل: ماذا بعد .. بعد عرسال؟!
أحمد كموني:
يبدو ان مهمة وزير الدفاع فايز غصن لن تقتصر على التمهيد لعمل ما يستهدف مدينة عرسال الحدودية، بل ربما تشمل مدناً وبلدات اخرى تمتد على طول الحدود اللبنانية السورية جهة البقاع. هذا ما حذرت منه مصادر سياسية مطلعة تابعت وقائع المقابلة التلفزيونية لغصن عبر قناة (الاو تي في ) مساء الثلاثاء. ورأت في ما يسمى معطيات غصن حول وجود تنظيم للقاعدة في البقاع منذ العالم 2004 'محاولة لها ما بعدها، تطمح لادخال مدينة مجدل عنجر المتاخمة لنقطة المصنع الحدودية دائرة الاستهداف الغصني ـ العوني، إنفاذاً لأوامر الاستخبارات السورية تمهيدا لعمل أمني ما، او لاستثمار هذه المعزوفة سياسيا على المستويين العربي والدولي تخفيفا للضغط الذي يتعرض له نظام بشار الاسد جراء ارتكاباته الدموية بحق الشعب السوري'.
وتجزم المصادر عينها بأن 'العداء المفرط، الذي يبديه غصن على هذا الصعيد ليس نابعا من اخلاصه للنظام السوري ومرجعيته المحلية، النائب سليمان فرنجية، فحسب، بل يأتي من ضمن التزاماته بأداء النظام الرسمي اللبناني الدفاع عن النظام السوري'.فتأكيد غصن في مقابلته الأخيرة عن عمليات تسلل عناصر من القاعدة عبر الحدود العرسالية الى سوريا، تتابع المصادر عينها، 'تظهر كم ان هذا الملف ملح جدا للنظام السوري ومصيري ايضا بالنسبة لحلفائه في لبنان خاصة 'حزب الله'، الذي يدير بصمت وهدوء بعيدا من الاضواء، خطة إغراق فئة من المسيحيين في أتون الدفاع عن النظام السوري من جهة، وإنتاج أسباب واهية تتيح لهذا النظام الاستمرار بارتكاباته الدموية وتبريرها أمام لجنة المراقبين المنبثقة عن الجامعة العربية واستطرادا أمام المجتمع الدولي'.
وليس بعيدا من توقعات المصادر السياسية، سألت اللجان الاهلية في عرسال وزير الدفاع غصن، عن موقفه النهائي بشأن معزوفة القاعدة عبر عرسال. هل مر عناصرها من سوريا الى لبنان بحسب اول تصريح له، أم من لبنان الى سوريا؟ وما هي قصة القاعدة منذ العام 2004؟'.
وقالت اللجان: 'للأسف إننا نتلمس خطراً آتيا من خلف مواقف غصن الاخيرة، سيما وان تصريحاته الاولى بشأن القاعدة أعقبها عمل أمني في سوريا اتهم أبناء شعبه بتسهيل حصوله، ما يعني وبحسب أداء هذا الوزير انه يكمل مهمته، ولا ندري اذا ما كان قد تلقى التعليمات من أحد ضباط الاستخبارات السورية دفعة واحدة أم ان لقاء ثانيا حصل مؤخرا شبيها بلقائه الاول، الذي خرج بعده علينا ببدعة القاعدة عبر عرسال'.من ناحيته، استغرب رئيس بلدية عرسال علي الحجيري 'إصرار وزير الدفاع فايز غصن على اتهام البلدة بتسهيل مرور عناصر متطرفة الى سوريا'، وسأل: 'كيف يمكن سوق اتهامات لبلدة قدمت مئات الشهداء في سبيل لبنان، منهم من قضى في صفوف الجيش ومنهم من قضى في صفوف المقاومة الوطنية في وجه المحتل الاسرائيلي؟'.
أضاف الحجيري: 'نحن مع الدولة ومع ان تبسط سلطتها على كامل التراب اللبناني وان تأخذ دورها في حماية اللبنانيين من الاعتداءات، التي تتعرض لها سواء في الجنوب او البقاع او الشمال. ونحن طالبنا ونطالب بحمايتنا من الخروق العسكرية السورية لأراضينا. ونطالب بحماية أهلنا من القتل والقنص، الذي نتعرض له بين الحين والاخر على يد كتائب الاسد. أما بشأن رعايتنا للهاربين من ظلم النظام السوري فهذا موقف انساني واخلاقي لن نتراجع عنه إطلاقا، مع العلم انهم من الاطفال والنساء والشيوخ'.
وختم الحجيري : 'أما بدعة القاعدة عبر عرسال فليقرأها من يريد في كتاب معروف من ألَفه ومن وزَعه ومن ينفذ مخططاته الإرهابية ومشاريعه العقائدية من خلف انتاجه'. موجة استياء عارمة عمت الشارع العرسالي، الذي لم يكن ينتظر من إطلالة غصن المتلفزة ما يتناقض وتوجيهات 'معلميه'.ووصف تجمع مخاتير البلدة دفاع غصن عن نفسه بأنه 'ليس شبيحا ولا يعمل عند أحد'، 'مناقض للواقع، لأنه لا يجروء على كشف اسم ضابط الاستخبارات السورية، الذي التقاه قبل تصريحه الشهير ووقوع إنفجاري دمشق'.ودعا التجمع المجلس النيابي الى 'القيام بواجباته، التي أناطها الدستور لجهة مساءلة وزير الدفاع الذي بات بحسب مواقفه وتصريحاته وقراراته ينفذ حملة عسكرية لدولة أخرى ضد أبناء شعبه وضد بلده'.وحث التجمع النواب والقوى السياسية المخلصة للبنان على 'العمل على المطالبة باستقالة غصن وحتى تقديمه للمحاكمة، لأن الدماء التي نزفت في عرسال دماء لبنانية قضى بعض أصحابها برصاص حلفاء معاليه
ـ 'الديار'
ليُلاقي تقرير المراقبين الموقف الروسي في مساواة استخدام العنف من النظام ومعارضيه؟
موسكو تتحدّث عن زنار نار للمعارضة عند كلّ الحدود السورية يُساعد في إقامة المناطق العازلة
كمال ذبيان:
دعمت روسيا المبادرة العربية بشأن الازمة السورية ورحبت بقبول سوريا بالمراقبين العرب لانها تنظر الى الوضع فيها نظرة مغايرة لأميركا وحلفائها سواء كانوا اوروبيين او عربا، فهي ترى ان النظام يتحرك امنيا، وفي مواجهته ايضا عناصر مسلحة ولا يمكن الا ان يتوقف تبادل اطلاق النار من الطرفين وهي ساوت بينهما في قرارها لمجلس الامن الدولي وهو ما رفضته الإدارة الاميركية والحكومة الفرنسية والحكومة التركية وانظمة عربية وحملت النظام السوري وحده مسؤولية سقوط القتلى والجرحى.
وان التقرير الذي سيرفعه المراقبون العرب الى الجامعة العربية خلال يومين سيبين اذا ما كان مهنيا وحياديا وجود مناطق اصبحت خارجة عن سلطة الدولة وتحت سيطرة المسلحين وهذا ما يؤكده معارضون للنظام من انهم احكموا وجودهم على بعض الارياف، وان حماه وحمص وادلب باتت تشكل نقطة ارتكاز لهم وهذا يعطي النظام ورقة بوجه من يدّعي ان حركة المعارضة سلمية.وستنقل روسيا الى مجلس الامن الدولي تقارير موثقة بالصور والصوت عن الوجود المسلح كما عن منظمات واشخاص يعتمدون اساليب ارهابية للإشارة الى ان القمع والقتل ليس من طرف واحد هو النظام بل من جهات مسلحة وباعترافات مسجلة كما في بيانات &laqascii117o;الجيش السوري الحر" الذي يتحدث فيها عن عمليات تفجير وقتل قام بها ضد عناصر من الجيش السوري الشرعي والقوى الامنية. ولقد سجلت فرق المراقبين تسجيلات لتعرض مواطنين مدنيين لاعمال الخطف والقتل وحرق المنازل والمؤسسات والممتلكات واعمال تهجير، مما يؤكد ان المسألة لم تعد بحماية مدنيين وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية روسية التي تؤكد على التوازن الذي لعبته موسكو بين اطراف الصراع في سوريا وهي دانت اعمال العنف من الطرفين كما استقبلت وفودا وشخصيات من المعارضة ودعت الى الحوار بينها وبين النظام كما ارتاحت الى تسوية تعتمد النموذج اليمني.
ففي المعلومات التي توافرت لروسيا ان هناك محاولات من قبل المسلحين لإقامة مناطق عازلة عند الحدود المتاخمة لتركيا ولبنان والعراق والاردن وهي تتزود بالسلاح والمال والمسلحين احيانا من خلال هذه الدول حيث تقضي الخطة ان تقوم ا حزمة امنية للمعارضة وليس ممرات آمنة تكون السيطرة فيها للمعارضة لمحاصرة النظام وقواته في المدن والزحف عليها لإسقاطه...وهذا المخطط الذي تم افشاله عند الحدود مع تركيا في جبل الزاوية وادلب ثم عند الحدود العراقية في دير الزور ومع الحدود الاردنية في درعا وكذلك مع لبنان في تلكلخ وحمص والزبداني. هذه الثغرات الامنية التي يتسلل منها السلاح والمال سعى النظام الى اقفالها وضبطها وتمكن من الحد من اعمال التسلل والتهريب للسلاح والمسلحين وافشل اقامة مناطق عازلة او خلق بنغازي سورية لكن تبقى عمليات مطاردة لعناصر في الداخل التي ما زالت تفرض بالسلاح اشاعة الفوضى وفق ما يؤكد تقرير ديبلوماسي تلقته الخارجية الروسية من سفارتها في سوريا ووصل الى عدد من البعثات الروسية في الدول المجاورة. وقد ورد في التقرير ان بعض المعارضين السوريين يسعون الى افشال مهمة المراقبين العرب لنقل الملف السوري الى مجلس الامن لاحراج روسيا التي تستخدم مع الصين &laqascii117o;الفيتو" لمنع اصدار قرار بتدخل خارجي واستخدام القوة العسكرية في سوريا.
ـ 'الديار'
على هامش حوار 'الديار' مع رياض سلامة: مصارف لبنان تدفع ثمن الممارسات المصرفية الغربية 'الملتوية'!
ذو الفقار قبيسي:
حديث حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على صفحات &laqascii117o;الديار" للزميل جوزف فرح خصوصاً ما ورد فيه &laqascii117o;بـ&laqascii117o;أن أي تصرف سلبي في مصرف ما (لبناني) يتم استغلاله مع الأسف في مكان آخر لأسباب تجارية أو غيرها"، يستدعي من قارئ الحوار السؤال التالي: لو لم يكن لبنان في طليعة بلدان العالم التي تزخر فيها الودائع المصرفية بأكثر من ثلاثة أضعاف ناتجه القومي، هل كان قطاعه المصرفي يتعرض لحملات متواصلة؟
وقد جاء رد حاكم &laqascii117o;المركزي" على هذه الحملات بالقول &laqascii117o;ل