قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 14/1/2012

- 'النهار'
استبعاد غربي لفرض سيطرة 'حزب الله'
المخاوف على لبنان واقعية أم مضخّمة؟
روزانا بومنصف:

ما ان تهدأ المخاوف من احتمال تشظي لبنان بالازمة الداخلية السورية حتى تبرز مواقف تعيد التذكير بوجود مخاوف حقيقية في هذا الاطار وتحض اللبنانيين على عدم تجاهل استمرار هذا الاحتمال قائما مهما تنوعت طبيعة المد والجزر في الوضع السوري منذ عشرة اشهر. والى الموقف الذي وزعته سفيرة الولايات المتحدة مورا كونيللي على اثر لقائها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واعربت فيه عن قلق بلادها 'من ان تؤدي التطورات في سوريا الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان'، برز موقفان لافتان احدهما لوزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي اعرب عن مخاوف بلاده من امتدادات لمواجهة سنية شيعية من العراق وسوريا الى لبنان، وآخر للامين العام للجامعة العربية نبيل العربي حذر فيه من ان اي مشاكل في سوريا ستكون لها تداعيات على دول الجوار، علما ان هذا الموقف ليس جديدا ويسري على نطاق واسع منذ انطلاق الانتفاضة في سوريا في آذار الماضي. وهذه المواقف تأتي بمثابة جرعة تذكيرية للبنان حول الانعكاسات المحتملة للوضع السوري على رغم مخاوف قائمة ولا يمكن تبديدها حتى اشعار آخر لكن الكلام عليها يختفي بعض الوقت ثم يعود الى الواجهة.
وتنفي مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت وجود اعتقاد لديها ان احتمال سقوط النظام السوري قد يستبقه 'حزب الله' مثلا بالسعي الى وضع اليد وفرض سيطرته على لبنان كما فعل في 7 ايار بالنسبة الى بيروت، نظرا الى المخاوف من تأثيرات وانعكاسات بالغة السلبية عليه نتيجة انهيار النظام السوري في حال حصوله. وتقول هذه المصادر لسائليها في معرض استكشاف المخاوف المحيطة بلبنان نتيجة التطورات السورية، ان هذا الخيار في حال وروده، اي وضع الحزب يده في ضوء تواتر نقل المزيد من الاسلحة من الاراضي السورية الى لبنان نتيجة تدهور الاوضاع الداخلية السورية، ليس قابلا للحياة. وتضيف انه ربما يجب العودة قليلا الى الوراء لتلمس مدى الاثر الذي احدثته مساهمة ايران وسوريا في ازاحة الطرف العربي المتمثل في المملكة العربية السعودية من لبنان من خلال اطاحة الحكومة السابقة. اذ لو ان الانتفاضة السورية قامت بفعل الانتفاضات التي انطلقت في الدول العربية، لأمكن القول ان النظام السوري ما كان ليرتاح في ضوء معادلة العودة الى استعادة لبنان ورهنه من ضمن معادلة مناقضة للمعادلة العربية التي لم يوافق عليها العرب بالنسبة الى سوريا نفسها، فكيف بأخذ لبنان اليها ايضا. وقد ادى ذلك الى توتر كبير في العلاقات بين الدول العربية الخليجية منها بنوع خاص مع سوريا، كما هي الحال بالنسبة الى تركيا على خلفية ما حصل ومحاولة رهن لبنان بهذه المعادلة. وقد كانت المواقف المبدئية من الحكومة الحالية على الصعيدين الغربي والعربي الدليل الابرز ايضا على صعوبة الاعتقاد بامكان نجاح اي احتمالات مماثلة.
والمفارقة ان المخاوف من تداعيات الوضع في سوريا على لبنان تسير في موازاة اقتناع افرقاء لبنانيين كثر في الاكثرية وفي المعارضة، ان الامور لا يمكن ان تخرج عن السيطرة نحو عدم الاستقرار نتيجة اعتبارات عدة على رغم استمرار التحذير العلني الذي يبديه بعض الافرقاء والمسؤولين بين وقت وآخر واجتماعات على غرار تلك التي يعقدها الحزب التقدمي مع هذا الطرف او ذاك في المعارضة او الموالاة، والتي تصب في هذا الاطار. فهناك من لا يزال يعتقد، وخصوصا بالاستناد الى الخطاب الاخير للرئيس السوري الذي اعلن فيه عزمه على المواجهة الامنية، وبالاستناد الى الاتهامات السورية لجهات في لبنان بتهريب السلاح الى سوريا، ان دمشق تعمد الى تصدير ازمتها الى لبنان على سبيل حرف الانظار والتهديد باشعال المنطقة، سبيلا لوقف اي اجراءات جدية ضدها تساهم في انهاء النظام. وهذا الاعتقاد يستمر قائما في الداخل والخارج، على رغم اقتناع واسع في المقابل بأن احدا من الافرقاء في لبنان وفي مقدمهم 'حزب الله' لن يكون من مصلحته الانجرار الى حرب داخلية تكون امتدادا للاحداث السورية، على رغم عدم امكان تجاهل حصول حوادث تساهم في زعزعة الاستقرار في لبنان، ان من حيث طبيعتها او وتيرتها. وهناك، وفق ما يعتقد بعض السياسيين، محاولة اقليمية لتغطية العجز عن التحرك والمبادرة في الموضوع السوري بابداء المخاوف من تبعات ما يحصل. وهذا الامر ينسحب بحسب هؤلاء على الجانب التركي الذي لا يخفي انزعاجه من الوضع في سوريا، من دون امتلاكه القدرة على التحرك لمواجهته حتى الان مما يؤدي الى تبريرات تساهم في تكبير حجم المخاوف من مترتبات للوضع السوري على المنطقة، ومنها لبنان، من دون ان يعني ذلك تجاهل هذه التداعيات او اهمال احتمالاتها. والزيارات الديبلوماسية للبنان حتى الآن، تتوخى دعمه في تحييد نفسه والنأي اذا امكن عن انعكاسات الوضع السوري حماية له ولاستقراره وعدم التفريط بهما تحت اي طائل، باعتبار ان التذكير بضرورة الحذر من الانزلاقات واجب ترى الدول الغربية اهمية في التشديد عليها في هذه المرحلة كما في بداية الازمة السورية.


- 'الاخبار'
إسرائيل: الغرب لن يسمح بتهريب السلاح الكيميائي إلى حزب الله
يحيى دبوق:

تطلّع تل أبيب وانتظارها لسقوط النظام السوري، لا يلغيان خشية الجيش الإسرائيلي وقلقه من الانزلاق نحو تصعيد ومواجهة عسكرية شاملة، على طول الجبهة مع سوريا ولبنان.
حالة اللايقين حيال الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، وتزايد التهديدات والأخطار العسكرية على الدولة العبرية، بما يشمل إمكان الانزلاق نحو حرب شاملة، يضغطان على الجيش الإسرائيلي، ويحضران بقوة في حساباته وتقديراته. التطورات على الساحة السورية، من منظور إسرائيلي، تحمل في طياتها تهديداً مركباً، انطلاقاً من سوريا نفسها، في حال سقوط النظام أو اتجاهه نحو السقوط، كما هو التقدير الإسرائيلي المعلن، أو انطلاقاً من جهة لبنان، بعد أن يتدحرج التصعيد مع سوريا نحو مواجهة عسكرية واسعة، ولا ينسى الإسرائيليون، في المقابل، الربط بين المواجهة العسكرية المقبلة، وبين أسلحة غير تقليدية، كيميائية وصواريخ مدمرة، قد تنتقل من سوريا إلى حزب الله. مصادر في قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، أكدت أمس لصحيفة جيروزاليم بوست، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع عن كثب تطور الأوضاع في الساحة السورية، مشيرة إلى أنّ &laqascii117o;ثمة شعوراً بأنه على المدى البعيد، قد يغير سقوط نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، الواقع على طول الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان، وتحديداً عزل إيران وقطع خط الإمداد الرئيسي للسلاح إلى حزب الله في لبنان"، لكنها أضافت أن قلق إسرائيل، في المقابل، يتركز في هذه المرحلة على إمكان الانجرار إلى حرب مع سوريا. بحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن القلق الأبرز هو من اليوم الذي يلي سقوط النظام في سوريا و&laqascii117o;إلى أين سيتجه السلاح المتطور المتكدس في هذا البلد، وتحديداً ترسانة الأسلحة الكيمائية ومئات من صواريخ سكود البعيدة المدى"، مشيرة إلى أن &laqascii117o;أحد الاحتمالات المتداولة في الجيش، هو أن يضع حزب الله يده على هذه الأسلحة، إضافة إلى إمكان أن يبادر الحزب إلى نقل الأسلحة التي يمتلكها وكان قد خزنها في السنوات الماضية في سوريا، إلى داخل لبنان". وأكدت المصادر أن &laqascii117o;تلقي الغرب لمعلومات استخبارية عن نقل أسلحة كيميائية إلى لبنان، قد يدفعه نحو عمل (عسكري) استباقي". الاحتمال الآخر، بحسب المصادر نفسها، هو أن &laqascii117o;تنتقل هذه الأسلحة إلى جهات من الجهاد العالمي، على غرار تنظيم القاعدة، وخاصة أن هذه الجهات تتنامى وتتعاظم أخيراً في سوريا"، مشيرة إلى &laqascii117o;وجود بنية تحتية للجهاد العالمي، متركزة على عناصر انتقلوا أخيراً من العراق إلى سوريا؛ إذ يشتبه الجيش الإسرائيلي في أن إرهابيي الجهاد العالمي، كانوا بالفعل وراء التفجيرين الانتحاريين اللذين ضربا دمشق أخيراً". وأشارت المصادر إلى أن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، تتجاذبها نظريتان بشأن بدء المواجهة مع سوريا؛ &laqascii117o;إذ يعتقد عدد من الضباط أن السوريين يعدّون بالفعل الأرضية لوقوع اشتباك حدودي بسيط، يجري في أعقابه تصعيد أكبر ومواجهة أوسع، الأمر الذي من شأنه أن يحرف الأنظار عن المجازر في شوارع حمص، ويوجه الرأي العام نحو العدو التقليدي للعالم العربي، أي إسرائيل". وأضافت المصادر أن &laqascii117o;النظرية الثانية ترى أن الزيادة الملحوظة لعدد الجنود السوريين على طول الحدود مع الدولة العبرية، هي نتيجة لانشقاقات واسعة النطاق في المؤسسة العسكرية السورية. وثمة اعتقاد بأن الجنود والضباط الذين تخلوا عن خدمتهم العسكرية، واصلوا وجودهم على الحدود، بدلاً من العودة إلى منازلهم". وعن إمكان سقوط النظام في سوريا، أقر عدد من ضباط الاستخبارات في إسرائيل بأنّ &laqascii117o;من غير المحتمل أن يتنحى الأسد ويغادر من تلقاء نفسه، وخاصة في غياب التدخل الدولي العسكري على غرار الحالة الليبية، ما يعني أن سقوطه سيستغرق مزيداً من الوقت". وبحسب الضباط الإسرائيليين، فإن &laqascii117o;وزير الدفاع إيهود باراك قد تنبأ بسقوط الأسد خلال أسابيع، وهو يواصل هذا التنبؤ منذ أشهر، لكن لا يبدو أن الأسد على استعداد للتنحي". وفي السياق، قال ضابط إسرائيلي رفيع المستوى لجيروزاليم بوست، إن &laqascii117o;سوريا خطت خطوات كبيرة لجهة قدراتها العسكرية، وخاصة في ما يتعلق بدفاعها الجوي، في محاولة منها لمواجهة تفوق سلاح الجو الإسرائيلي"، لكنه أكد في المقابل أن &laqascii117o;الجيش غير قلق إزاء قيام سوريا باحتلال هضبة الجولان، لكن التعاظم العسكري المستمر، رغم انشغال دمشق بشؤونها الداخلية، يبقى على رأس سلم أولوياتنا". فيما قال مصدر أمني إسرائيلي آخر لموقع walla الإخباري العبري على الإنترنت، إن &laqascii117o;بشار الأسد يحظى بتأييد جزئي من شعبه، لأنهم يخشون من سيخلفه في الحكم"، وبالتالي أكد المصدر أنّ &laqascii117o;من المبكر الحديث عن نهاية الأسد، الذي لا يبدو أن هناك تدخلاً خارجياً ضده كما حصل في ليبيا، فالجيش السوري جيش كبير ولا أحد مستعجل للتعامل معه، وعلينا فقط انتظار المسارات الداخلية في الساحة السورية". إلى ذلك، كشف القائد السابق للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أنه في نهاية عام 2007، استعدّت إسرائيل لمواجهة عسكرية قد تشنها عليها سوريا ولبنان، مشيراً إلى أن &laqascii117o;الجيش رفع في حينه مستوى استعداده العسكري بنحو كبير جداً، وسرّع تدريب قواته، وفقاً لسيناريو قتالي ضد البلدين". جاءت أقوال آيزنكوت خلال شهادة أدلى بها أمام محكمة عسكرية إسرائيلية، في سياق المداولة بحادثة وقعت في 12 تشرين الثاني عام 2007، وأدت إلى مقتل أحد الجنود الإسرائيليين في هضبة الجولان. وأضاف آيزنكوت أن &laqascii117o;إمكانات الحرب كانت قائمة، رغم أنها لم تكن مرتفعة، لكننا قدرنا في حينه أننا قد ننجر إلى مواجهة في الجبهة السورية واللبنانية". وبحسب صحيفة معاريف التي نشرت أمس مقتطفات من شهادة آيزنكوت، فقد &laqascii117o;يكون قصد بكلامه رداً محتملاً من سوريا على مهاجمة مفاعلها النووي في دير الزور في أيلول من العام نفسه، وهو الهجوم الذي نسبته سوريا إلى إسرائيل". وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد ذكرت أمس، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، قرر منح وسام خاص للجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في &laqascii117o;حرب لبنان الأولى" عام 1982، على غرار الأوسمة التي منحتها تل أبيب لجنودها الذين شاركوا في حروب أخرى خاضتها إسرائيل، ومن بينها الحرب على لبنان عام 2006. وأضافت الصحيفة أن الوسام سيوزع على كل جندي خدم أكثر من شهر في لبنان، حتى أيار عام 2000، موعد الانسحاب منه، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من الجنود سيحصلون على أوسمة &laqascii117o;لكن حتى الآن لم يصمم الجيش الوسام ولم يقرر الألوان التي سيتضمنها".


- 'اللواء'
زيارة بان كي مون إلى بيروت: خصوصية الزمان والمكان وتصاعد ثورات الربيع العربي
هل يلجأ حزب الله إلى التصعيد لفكّ التزامات الحكومة مع الأمم المتحدة؟
جميع العناوين التي تشكّل محور نشاط بان كي مون في لبنان والمنطقة تتعارض مع نهج ومواقف 'حزب الله'

تكتسب زيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إلى بيروت أهمية خاصة نظراً لخصوصية الزمان والمكان. فهو يزور لبنان لإلقاء كلمة في مؤتمر دعت إليه &laqascii117o;الإسكوا" وهي إحدى منظمات الأمم المتحدة الهامة جداً في الذكرى السنوية الأولى لـ &laqascii117o;الربيع العربي وآفاق الديمقراطية". فخصوصية الزمان تشير إلى حالة من الانقسام الحاد تعيشه المنطقة ومنها لبنان حول ما أحدثته الثورات الشعبية في أكثر من ساحة من ساحات الوطن العربي من حالة انقسام حاد ما بين: - مؤيّد للتغيير ولفجر الحريات والديمقراطية، وهذا كله حق مقدّس من حقوق الشعوب، كل الشعوب، وليس شعبنا العربي فقط، فشعبنا العربي لأكثر من أربعة عقود مضت دخل في دهاليز النسيان بسبب ما أنتجته مسيرة القمع والديكتاتورية والاستئثار والتوريث والفساد والمحابات للمتزلمين والمتزلفين، وهذا ما جعل شعوب القارة الإفريقية المضطهدة تتقدم في قائمة الشعوب الساعية لغدٍ أفضل على شعوبنا العربية، والمؤتمر الذي دعت إليه المنظمة الدولية في بيروت شكّل إحدى تداعيات وثمار هذه الثورات العربية التي أكدت عن بزوغ فجر جديد ومحطة تاريخية هامة في مسيرة شعبنا نحو حياة عصرية أفضل، فهذه الثورات العربية التي يقودها جيل جديد من أمتنا سلاحه الإرادة الصلبة مستخدماً تقنيات العصر للتواصل، فبعد استخدامه لما أنتجته ثورة الاتصالات استخداماً جيداً نجح في أن يتغلّب على كل أساليب قمع الأنظمة التي سعت خلال العقود الماضية الى وضع شعوبها في &laqascii117o;سجن كبير" كل شيء فيه مراقب حتى الهواء..
- وبين أنظمة تقاوم حركة التغيير هذه، ما زالت تستخدم أدوات التضليل والقمع التي تمتلكها، متسترة وراء مجموعات شعبية شكّلت في الزمن السابق والحالي حالة منحازة لامتيازاتها الفئوية، فشكّلت بنهجها هذا حالة انتهازية ظرفية تسير بالاتجاه المعاكس لروح العصر وحقوق الشعوب المشروعة.
أما خصوصية المكان فأمين عام الأمم المتحدة يزور بيروت عاصمة البلد الذي يتواجد فيه 15000 جندي للأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 1701 وهي تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي هذا الإطار لا يمكن تجاهل موقف حزب الله السلبي من بان كي مون، وقد سبق أن أعلن منذ أيام عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك بأن &laqascii117o;بان كي مون زائر غير مرحّب به"، فموقف حزب الله السلبي من بان كي مون يعتمد على موقفه المعلن من:
- عدم اعترافه بشرعية سلاح حزب الله وهو ما زال يصر على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1559 الداعي لنزع سلاح الميليشيات لصالح سلاح الشرعية من جيش وقوى أمن داخلي.
- بان كي مون هو من سهّل تشكيل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهو ما زال يرعى عملها وتمويلها والتجديد للبروتوكول المعقود ما بين لبنان والأمم المتحدة.
- ما زال بان كي مون يعلن رفضه تواجد سلاح حزب الله جنوب نهر الليطاني التزاماً بالقرار 1701.
ويوجد بند إضافي لم يشأ حزب الله أن يطرحه في سوق الإعلام أمام زيارة بان كي مون، ألا وهو معارضة حزب الله للربيع السوري وهو أحد العناوين الهامة لمؤتمر الإسكوا، فالحزب يرى أن المنظمة الدولية وأميركا وإسرائيل أطراف مشاركة في التآمر على النظام السوري.
ولكن أمين عام الأمم المتحدة قبل أن تحطّ رحاله في بيروت بساعات أعلن حرصاً بالغاً على &laqascii117o;أمن واستقرار لبنان" فدعا اسرائيل إلى &laqascii117o;وقف فوري" لانتهاكاتها لسيادته، وشجّع سوريا على ترسيم الحدود مع لبنان، وتوقع معاودة جلسات الحوار الوطني اللبناني للانعقاد توصلاً إلى استراتيجية دفاعية وطنية واتخاذ &laqascii117o;خطوات ملموسة" تؤدي إلى نزع سلاح الميليشيات وفقاً لقرارات مجلس الأمن، وحضّ لبنان لحماية نفسه من الإرهاب، وعبّر عن ثقته بأن حكومة لبنان ستواصل احترام واجباتها وتعاونها مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، معلناً أنه سيتخذ قريباً (في آذار المقبل) قرار تمديد التفويض الممنوح للمحكمة بموجب الاتفاق بين الأمم المتحدة ولبنان بالتشاور مع مجلس الأمن والحكومة اللبنانية. وبخصوص ما يحدث في سوريا حمّل الرئيس بشار الأسد &laqascii117o;المسؤولية الأهم" عن حماية أرواح أبناء شعبه وحقوق الإنسان الخاصة بهم، مذكراً بأن الرئيس الأسد وعده بوقف أعمال القتل بيد أنه &laqascii117o;لم يفِ بوعوده حتى الآن"، وحضّ مجلس الأمن على التحدث بطريقة موحدة حيال الأزمة السورية.
إن أغلب العناوين إن لم يكن جميعها التي تشكل محور تحرك ونشاط بان كي مون في لبنان والمنطقة تتعارض مع مسيرة ونهج ومواقف والتزامات حزب الله المحلية والإقليمية، ولذلك يبدو أن جبل الجليد الذي يكسو العلاقة بين الطرفين سيبقى على حاله. ويخشى مراقبون من لجوء حزب الله إلى التصعيد مع الأمم المتحدة وأمينها العام خاصة وأن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله سيلقي اليوم خطاباً سياسياً من الممكن أن يتعرض فيه إلى زيادة حدة الخلاف مع الأمم المتحدة. وتخشى هذه الأوساط من انعكاس هذه العلاقة على تواجد قوات الطوارئ الدولية التي ساهمت باستقرار الجنوب منذ عام 2006، وتأمل هذه الأوساط في الوقت ذاته (خيار مستبعد) أن يلجأ حزب الله إلى توكيل حليفه الرئيس نبيه بري لمخاطبة بان كي مون في هذه العناوين الخلافية.
وتتساءل أوساط سياسية هل ستطيح المواقف التي سيعلنها السيد نصر الله بحالة التفاهم القائمة مع رئيسي الجمهورية والحكومة وبالتالي على دور الحكومة وأدائها؟ ومن ثم فك التزامات الحكومة تجاه الأمم المتحدة؟


- 'المستقبل'

بالإذن..أمم متحدة
علي نون:

معركة 'حزب الله' الراهنة كبيرة بكبر الأمم المتحدة نفسها.. ليست ضد دولة فيها، ولا ضد مجموعة دول، بل هي ضد ذلك الجسم الدولي بقضّه وقضيضه دفعة واحدة! وعلى طريقته، يأخذ الحزب أمر تلك المنظمة على أساس انها إطار واحد، جامد، مصبوب في قالب أميركي ـ إسرائيلي لا تخدش جوانبه أي رتوش مهما كانت.. ولا يحتمل ذلك الحكم، أي مراجعة أو استئناف، بل هو متناسل من جدار اليقينيات المعتمدة كقانون عمل: الدنيا فسطاطان. واحد للخير معنا. وآخر للشر ضدّنا! وكما تنسحب أحكام ذلك القانون على الداخل اللبناني، فهي أيضاً تنسحب على كل خارج، أكان عربياً ذلك الخارج أو أجنبياً. ولا وسائط ولا تلوينات ولا تزويقات ولا من يحزنون. فتلك في مجملها تخربش نقاء الصورة، وتلبّك العقل، وتشوّش صفاء المشاعر. وهذه الأخيرة مطلوب لها على الدوام أن تبقى حارة ومشتعلة ومُستنفرة الى آخر عِرق فيها! يحمل الحزب على زيارة بان كي مون للبنان ويعتبرها تدليلاً الى شرّ لا شك فيه... ولو وقف الأمر عند ذلك الحد لأمكن الأخذ بجانب من جوانب تلك الخبرية ومجادلتها. باعتبار ان الأمين العام للأمم المتحدة قد يطرح قضايا لا تسرّ خاطر الحزب المقاوم، ولا خاطر حلفائه خارج الحدود. قضايا تتعلق بحدود لبنان، وسلامة اللبنانيين ودولتهم ومؤسساتهم وأمنهم. وذلك كله بطبيعة الحال، ليس من بديهيات الحزب ولا من ثوابته الراسخات. بل إذا اقتضت مصلحة المقاومة وأحلافها وأهدافها إطاحته، لا مشكلة.. فطريق الانتصارات معبّد بالأشواك، والمجد في أصله لا يُؤخذ إلا غلابا، ولا يُبنى إلا على أكتاف هؤلاء اللبنانيين ودولتهم ومصالحهم!. ..لو وقف الأمر عند ذلك الحدّ الافتراضي لأمكن وضع الموقف من الزيارة في سياقه من دون مبالغات. لكن واقع الحال غير ذلك تماماً بتاتاً. حيث ان المنظمة الدولية، في عُرف الحزب وسياساته وإعلامه وتصريحاته وخطاباته، ليست إلا أداة أميركية ـ إسرائيلية، وكل منتوجها يقع في تلك الخانة، وأوله المحكمة الدولية بطبيعة الحال.. وعليه وَجَبَ شطب كل تلك البنى على طريقة الوزير السوري وليد المعلّم: بضربة ممحاة واحدة! منطق الأمور، نتيجة ذلك الموقف، يدفع الى خلاصات كثيرة. منها، ان على قوات 'اليونيفيل' أن تنسحب فوراً من جنوب لبنان. ثم على إيران وسوريا والسودان وفنزويلا إعلان الخروج من الأمم المتحدة وسحب 'اعترافها' بها من دون إبطاء.. ثم بعد ذلك على تلك الدول أن تسعى الى تشكيل منظمة دولية موازية للأمم المتحدة، ولا تكون 'صنيعة أميركا وإسرائيل'. منظمة رديفة. يكون أمينها العام بشّار الأسد أو أحمدي نجاد أو عمر البشير أو هوغو تشافيز.. وأول قراراتها يجب أن تكون إرسال قوات عسكرية لحماية حدود لبنان الجنوبية.. ثم الانطلاق لتحرير فلسطين، ثم تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة قادة 14 آذار و'أمثالهم' في المعارضة السورية، والثوار الليبيين ومعهم بعض التوانسة والمصريين.. وشكراً. إما أن تكون المعارك هكذا، أو ليتها ما كانت.


- 'الاخبار'

'ماكياج' المحكمة الدولية في مناسبة زيارة بان لبيروت
عمر نشابة:

أمر قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، دانيال فرانسين، المدعي العام دانيال بلمار، في 6 كانون الأول الفائت رفع السرية عن بعض مستندات ملفّ الاتهام التي كان قد أودعها القاضي بلمار منذ إحالة النسخة الأولى من قرار الاتهام في 17 كانون الثاني 2011 عليه. وفي معرض شرح أسباب عدم انصياعه إلى هذا الامر، أصدر مكتب بلمار مذكرة في 5 كانون الثاني الجاري أصرّ فيها على عدم الكشف عن مضمون المستندات التي ارتكز عليها في صياغة النسخة الأولى من قرار الاتهام، مدعياً أن دوافع هذا الإصرار هي الحفاظ على سلامة بعض &laqascii117o;الشهود". وأوضحت المذكرة أن بلمار حريص على عدم انكشاف معلومات عن أشخاص آخرين (غير المتهمين الأربعة) كان قد اتهمهم بالجريمة ومعلومات أخرى أدلى بها رئيس فريق المحققين ضابط الاستخبارات البريطاني مايكل تايلور، وتفاصيل عن &laqascii117o;الأماكن المحتملة" لوجود المتهمين ومدى &laqascii117o;معرفة" بلمار بكلّ منهم. رداً على ذلك، عمّم أمس قرار صدر عن القاضي فرانسين برفض مذكرة مكتب بلمار والإصرار على كشف جميع مستندات الاتهام التي أودعها بلمار منذ 17 كانون الثاني 2011. لكن هذا لا يعني أن مكتب بلمار أصبح مرغماً على الانصياع لأوامر القاضي، حيث إن القرار تضمن ثغرة يرجح أن رجال الاستخبارات في مكتب المدعي العام الذين شاركوا في صياغة قرار الاتهام سيستغلونها لحماية الأسرار التي طالبوا بالاحتفاظ بها. ومن تلك الأسرار، بحسب المذكرة &laqascii117o;أرقام هواتف وعدد الأشخاص الذين ارتكبوا جريمة اغتيال رفيق الحريري ومعلومات متعلقة بجهات تسعى إلى عرقلة التحقيق الجاري ومعلومات قد تساعد على تعريف هوية الشهود ومعلومات أدلى بها رئيس فريق التحقيق ومعلومات عن الأماكن المحتملة لوجود المتهمين". وتكمن الثغرة في قرار القاضي مراجعة وحدة دعم الضحايا والشهود حيث ذكر أنه سيأخذ بملاحظاتها بشأن احتمال تأثير الكشف عن أسماء بعض الشهود على أمنهم وسلامتهم. علماً بأن الكشف عن &laqascii117o;معلومات أدلى بها رئيس فريق التحقيق" قد يدلّ على حقيقة عمله ضابط استخبارات بريطانياً يسعى إلى خدمة سياسة دولية تستهدف حزب الله وسوريا، وذلك تحت مظلة آلية قضائية دولية. أما حجّة بلمار لعدم انكشاف ذلك، فتكمن في الادعاء أن ضابط الاستخبارات البريطاني مايكل تايلور الذي يشغل حالياً منصب رئيس المحققين، قد يتعرّض للخطر إذا انكشفت حقيقة أعماله. وهي حجة مماثلة لادعاءات بلمار بشأن محمد زهير الصديق الذي أدلى بإفادات كاذبة استندت إليها لجنة التحقيق الدولية لإصدار توصية بتوقيف ثمانية أشخاص لنحو أربع سنوات تعسّفاً.
السيد يردّ على بلمار
يسعى المدير العام الأسبق للأمن العام، اللواء الركن جميل السيد، منذ 2010، إلى الاطلاع على مستندات موجودة في حوزة بلمار تكشف أسماء أشخاص مسؤولين عن اعتقاله لنحو أربع سنوات تعسّفاً. لكن المدعي العام لم يفوت فرصة لوضع عقبات أمام ملاحقة شهود الزور عبر توفير الحماية لهم ولأقوالهم وأفعالهم. وصدرت أول من أمس عن السيد، بواسطة وكيله المحامي أكرم عازوري، مذكرة موجهة إلى القاضي فرانسين تضمّنت رداً مفصّلاً على محاولات بلمار الادعاء أن الكشف عن مستندات التحقيق التي تتضمن أسماء المسؤولين عن اعتقاله تعسفاً لنحو أربع سنوات قد يعرّض سلامة هؤلاء الاشخاص للخطر. واستغرب التساهل مع عدم انصياع مكتب دانيال بلمار لأوامر قاضي الإجراءات التمهيدية. وعلى الرغم من تسلّم السيد 340 مستنداً من بلمار، أشار في مذكرته إلى أن هذه المستندات غير كافية ولا تسمح بملاحقة المسؤولين عن الاعتقال التعسّفي، مشدداً على ضرورة رفع الغطاء الذي يوفره دانيال بلمار لشهود الزور وشركائهم. واحتفظ السيد بحقه في ملاحقة بلمار قضائياً بسبب تعطيله مسار العدالة.

 
- 'الجمهورية'
'جدَل عقيم' حول تعديل الاتّفاقية بين لبنان والمحكمة
جورج شاهين:

أحيت الزيارة التي بدأها الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون إلى بيروت اليوم الحديث عن المحكمة الخاصة بلبنان على رغم فقدان أيّة إشارة إليها في جدول أعمال لقاءاته. لكنّ ذلك لن يمنع من أن يتناول اللبنانيّون هذا الملفّ من باب قرب التجديد لبروتوكول التعاون نهاية آذار المقبل.
منذ أن انطلقت أعمال المحكمة الخاصة بلبنان في 30 آذار 2008 إنفاذاً للمادة 19 من الاتّفاق الموقّع عام 2006 بين الامم المتحدة ولبنان، لم يتوقّف النقاش حول الصيغة التي انتقلت فيها الأعمال من لجنة التحقيق الدولية الى المحكمة الخاصة بلبنان ونظامها الداخلي، بالإضافة الى سلسلة البروتوكولات المعقودة بين وزير العدل والنيابة العامّة التمييزيّة وأجهزة المحكمة المختلفة وصولاً إلى قواعد الإثبات والإجراء في سباق تجاوزته المحكمة بما حقّقته حتى اليوم وصولا الى صدور القرارات الأربعة الاتّهامية وتعثُّر توقيف المطلوبين الأربعة الى المحاكمة.
على هذه الخلفيّات، وتزامُناً مع الجدل الذي قام حول تمويل حصّة لبنان في المحكمة عن العام 2011 طيلة الأشهر التي سبقت التمويل من مصارف لبنان عبر حساب الهيئة العليا للإغاثة تجدّد الجدل حول ما سُمّي بالتجديد للاتّفاقية بمرور ثلاث سنوات على بدء عمل المحكمة في 30 آذار المقبل من دون أن ينتهي، لا بل فقد جاءت زيارة الأمين العالم للأمم المتحدة الى بيروت لترفع من نسبة الزخم الذي رافق جدلاً عقيما تناوَل هذا الملفّ وسط استمرار وجهات النظر المتناقضة. وفي مواجهة الداعين الى إعادة النظر بالاتّفاقية وبروتوكولات التعاون بين لبنان والمحكمة والحديث المتنامي عن دور لكلّ من رئيس الجمهورية في التوقيع على أيّ معاهدة تعاون بين لبنان والخارج، ووزير العدل ومجلس النوّاب في إقرارها، يبدو أنّ هناك نظرية أخرى مناقضة لا تلحظ أيّ دور للمسؤولين اللبنانيين في هذه الخطوة، لا بل تعتبر أنّ الأمور محسومة ولا رأي للبنان أو لمجلس الأمن الدولي يتعدّى الاستشارة إذا طلبها الأمين العام للأمم المتّحدة متى حان أوان القرار. ويقول أصحاب الرأي وهم من المحامين والقانونيّين الكبار الذين يواكبون عمل المحكمة كلٌّ من زاوية ما، إنّ الأمر محسوم والقرار بيَد الأمين العام للأمم المتّحدة دون غيره، بالعودة الى 'الفقرة الثانية من المادة 21 من اتّفاق إنشاء المحكمة بين لبنان والأمم المتّحدة' (آذار 2006) والتي تنصّ على الآتي &laqascii117o;بعد مضيّ 3 أعوام على بدء عمل المحكمة يقوم الطرفان بالتشاور مع مجلس الأمن باستعراض ما تحرزه من تقدّم في أعمالها. وإذا لم تكتمل أنشطة المحكمة في نهاية ثلاث سنوات، يُمدّد الاتّفاق للسماح للمحكمة بإنجاز عملها، وذلك لمدّة (أو مُدَد) إضافيّة يحدّدها الأمين العام بالتشاور مع الحكومة ومجلس الأمن'. وعليه، يقول أصحاب هذه النظرية إنّ التمديد مرهون بأمور عدّة للبَتّ به ومنها 'مدى تقدّم العمل' وأهمّية السماح لها بـ'إنجاز عملها' بالإضافة الى أنّ القرار موقوف على الأمين العام للأمم المتّحدة بالتشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الأمن، ولو كان للحكومة اللبنانيّة أو مجلس الأمن 'رأي ملزم' في هذا الأمر لقال النص
بـ'موافقة الطرفين' وليس بـ'التشاور' معهما فحسب. أمّا والحال التي تعيشها المحكمة الخاصة بلبنان فواضح أنّها لم تنهِ مهامّها بعد ولم تنجز عملها، ولذلك فالتمديد سيكون 'واجب الوجوب' رفض لبنان ذلك أم لا فالأمر سيّان.

التمييز بين الاتّفاقيّة والبروتوكولات
وبالإضافة الى هذه العناصر المتينة التي ترجّح كفّة هذا الرأي ثمّة ما يلفت اليه رجال القانون بالتمييز بين الاتّفاقية وبروتوكولات التعاون، ويقولون إنّ لا صفة لأحد في هذا النقاش الدائر اليوم حول الاتّفاقية على الساحة السياسية في لبنان سوى أنّه 'كلام في السياسة' لا يمتّ بصِلة الى القانون وما يقول به 'اتّفاق إنشاء المحكمة'، باستثناء الأمين العام الذي له دور محصور بالأمور الإجرائيّة دون غيرها. وبالنسبة الى برتوكولات التعاون فقد لفت المعنيون بهذا الرأي الى أنّها باتت في شكلها ومضمونها والأهداف المرجوّة منها دون مرتبة الاتّفاقية التي قامت بموجبها المحكمة والفصل السابع أيضاً. وهي من الأمور التنظيمية والتنفيذية المحصورة بمضمون كلّ واحد منها. فالبرتوكول بين وزير العدل ورئيس مكتب الدفاع يحدّد أصول الدفاع عن مصالح الضحايا والمتضرّرين، والآخر مع مدّعي العام المحكمة يتّصل بأصول التوقيفات والتبليغات، والثالث يتّصل بنوع العلاقة بين النيابة العامّة التمييزيّة والمدّعي العام لجهة تأمين مكتب لمندوبيه في لبنان وتوفير الأمن والسلامة لممثليه ووسائل الاتّصال بينهم وبين المسؤولين اللبنانيّين بالإضافة الى الحفاظ على السرّية التامّة في تحرّكاتهم واستقصاءاتهم إلى ما هنالك من الإجراءات التي يضعها البعض في خانة التنازل عن السيادة اللبنانيّة وآخرون يرونها ضروريّة لإتمام مهمّة المحكمة في ظلّ عجز القضاء اللبناني عن النظر بهذه الجريمة وفي ضوء تنازله عن صلاحياته في الجرائم المشمولة بعمل المحكمة حصراً.

أخطاء لا تُغتفر
وفي الخلاصة، ومن دون الغوص في الكثير من التفاصيل والجدل العقيم حول ما يُسمّى بـ'ملف شهود الزور' سواء كانوا موجودين أم لا، ينتهي أصحاب الرأي الى توصية بتَرك الأمور القانونيّة والدستورية الى المراجع المختصّة مخافة تمادي البعض في أخطاء لا تُغتفر تُرتكب يوميّا من دون أن يكون هناك من يحاسب أو ينهى عن الاستمرار بها. ولذلك، يختم القانونيّون بالقول إنّ المسّ بأيّ بند من بنود الاتّفاقيّة من دون اللجوء الى الأصول المتّفَق عليها قد تجاوزه الزمن. مع الإشارة الى اعتبار أنّ أيّ تعديل لا تقرّ به المحكمة في ما يعنيها ومجلس الأمن في ما يعنيه قد يفتح الباب امام نقاش قد يتناول قرارات دولية أخرى تشبه القرار 1757 الخاص بإنشاء المحكمة أو تلك التي قامت بموجبها محاكم دوليّة أخرى على رغم التمايز بين المحكمة الخاصة بلبنان وهذه المحاكم. أمّا الحديث عن كلّ هذه الأمور من الباب السياسي فهو مسموح وقد يطول الجدل من دون نتيجة، وهذا ما هو حاصل اليوم.

-الديار عيسى بو عيسى : جنبلاط تامخزون الهائل للاسباب الموجبة
 جنبلاط مهيأ للدخول في هدنة يسعى اليها مع حزب الله المتحالف مع سوريا، ولكن كيف بالامكان الفصل بين انتقاد النظام السوري ومهادنة حلفائه الاستراتيجيين في لبنان، انه نوع من الحيرة القاتلة في العمل السياسي خصوصا وان الجميع اذا ما تمت المفاضلة لحزب الله بين جنبلاط وسوريا فالخيار واضح، ولكن ماذا يفعل جنبلاط من خلال جملة من دعوات العشاء المتبادلة بينه وبين الحزب؟ الجواب حسب هذه الاوساط انه يتم تمرير الوقت الضائع والقاتل بالاكل والتسلية دون الدخول في عمق الخيارات والا سيعمد جنبلاط بشكل حتمي عند انقشاع المشهد السوري لما يشتهيه الى الاعتذار من الحزب عن الملح والخبز الذي يربطهما حاليا.

 
- 'الديار'
المراهنات على الملف السوري تربك 8 و14 أذار
ايلين عيسى:

في ضوء التطورات المتسارعة التي يشهدها الملف السوري، تعيش الساحة اللبنانية أجواء انتظار وترقب للاتجاه الذي سيسلكه الملف السوري. فسوريا في ظل حكم الرئيس بشار الاسد تعني معادلة معينة على الساحة الداخلية سياسيا ومذهبيا، ومن دونه تعني معادلة أخرى. ولذلك تجري القوى الداخلية جميعاً حسابات دقيقة للمرحلة المقبلة، ومعظمها يتريث في اتخاذ خطوات ومواقف حاسمة منعا لزلة قدم.
في معسكر 14 آذار يمكن قراءة التباينات حول الملف السوري بين السطور. فعلى رغم العنوان المرفوع من خلال البيانات المشتركة، أي دعم الشعب السوري في التغيير، فان مسيحيي 14 آذار لا يبدون اندماجا في المعركة السورية بالمقدار الذي يلتزمه شركاؤهم في &laqascii117o;تيار المستقبل". ولذلك أسباب مختلفة، أبرزها التباين في النظرة الى مرحلة ما بعد التغيير في سوريا.
فبالنسبة الى الاحزاب والقوى المسيحية، من الضروري حصول التغيير الذي كان ربيع بيروت في العام 2005 أول اشارة لانطلاقه. لكن الهواجس التي يعبّر عنها البطريرك الماروني بشارة الراعي حول الحرب الاهلية وانعاكاساتها على لبنان والمسيحيين في المشرق وإمكان تولي قوى سلفية السلطة في سوريا، ليست بعيدة عن تفكير مسيحيي 14 آذار. فهؤلاء يدعمون الوصول الى دولة مدنية تحترم قواعد المواطنة والتعدد الثقافي والديني في اطار القانون. وعندما يستنتجون أن الثورات في العالم العربي ترجح الأخوان المسلمين والسلفيين، فانهم يأملون أن يكون التيار الاسلامي الذي يصل الى السلطة مستوحى من التجربة التركية المنفتحة. كما أنهم يراهنون على أن الخضات السياسية لا بد من أن تكون مرحلة عابرة يرسو بعدها المجتمع السوري على برّ خيارات التنوع والحداثة.
في المقابل، يبدو &laqascii117o;تيار المستقبل" أقل تفكيراً في المرحلة التالية في سوريا. فالنموذج التركي من الاخوان لا يزعجه، وأما النماذج الأكثر تشدداً فليس تأثيرها عليه بالطبع كتأثيرها على المسيحيين. وفي أي حال يرتاح &laqascii117o;المستقبل" الى خيار التنوع والانفتاح، لأن الطائفة السنية في لبنان تعيش من خلال هذا التيار أوسع حالة تحالف وطني. لكن ثمة من يخشى أن يؤدي بروز التيارات الاسلامية في سوريا الى تقوية التيارات المتشددة في الطائفة السنية في لبنان، ما يدفع &laqascii117o;تيار المستقبل" إما الى موقع ضعيف في مواجهة هذه التيارات، وإما الى الذهاب في طريق استيعابها.
أما في معسكر 8 آذار، فتعاطف مسيحيي هذا الفريق مع الرئيس الاسد وموقف بكركي واضح، فيما الفريق الشيعي يخاف من أن يؤدي تغيير النظام في سوريا الى سقوط المنطقة بكاملها في يد محور واحد سياسيا وطائفياً، وهنا يصبح خيار الدفاع عن الاسد اضطرارياً لـ &laqascii117o;حزب الله" والمحور الشيعي في لبنان والمنطقة. لكن الحزب إذ يترقب قدرة الاسد على الصمود وتعطيل عملية تغيير النظام يوازن بين خيارين داخليين: التصعيد وقلب الطاولة للامساك باللعبة تماماً، أو الدخول في تسوية الحد الأدنى من الخسائر.
وتبقى الحالة الدرزية التي تعبّر عن التأرجح بين مهادنة النظام ومسايرة الثورة وفق ما يقوم به النائب وليد جنبلاط، قياسا على ما يحفظ حضور هذه الأقلية الموزعة بين لبنان وسوريا والأراضي المحتلة. وقد يذهب جنبلاط خبط عشواء في هذا الاتجاه أو ذاك وفقا لبورصة مصالح الطائفة.
فالجميع في لبنان ينتظر سوريا لتقرر له مصيره كما كان يفعل دائما. ولكن هذه المرة بمعنى ان مصير سوريا نفسها هي على المحك.


- 'الشرق'
حزب الله و'بُعْبُعْ' الـ '1559'
ميرفت سيوفي:

&laqascii117o;حسن نصر الله فقد أعصابه، وهو عاجز عن القيام بأي شيء وحتى لا يمكنه بعث قواته لإنقاذ الأسد، وهو في حالة الإبقاء على قيد الحياة"، هذا هو التوصيف الذي قدّمة المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية الـ CIA روبرت بير لحال أمين عام حزب الله، الذي سيطلّ يوم السبت المقبل ليعلن من جديد أن حزبه &laqascii117o;لن يترك السلاح"!! وبصرف النظر عن تصريحات مسؤولي الحزب ـ التي لا قيمة لها ـ بأن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وموفده تيري رود لارسن غير مرحّب بهما في لبنان، يدرك الجميع أن لارسن &laqascii117o;بعبع" تطبيق لبنان للقرار 1559، وأن هذا القرار تحديدا هو &laqascii117o;بعبع" حزب الله ومجرّد ذكره يقضّ مضاجع قيادته بقدّها وقديدها. وتوصيف مسؤول الـ CIA ليس ببعيد عن الحقيقة، فنفس المسؤول السابق أجاب في حديثه الصحافي لدى سؤاله: &laqascii117o;هل انهارت نظريتك عن السيطرة الايرانية الشيعية على الشرق الأوسط؟"، فقال: &laqascii117o;كليا، انهارت وماتت، إننا نعيش الآن عصر ثورة الشعوب السنية العربية، وبدأت تظهر بوادر ظهور الخلافة الاسلامية من جديد، انظر ان الاخوان المسلمين هم وحدهم القادرون على تنظيف الشرق الأوسط، انظر إلى المثال التركي، ان لديك حزبا أخلاقيا قادرا على تنظيف الشرق الأوسط"...عمليا، مشهد انهيار المشروع الإيراني للمنطقة العربية تهاوى بسرعة مخيفة، وهكذا هي الانهيارات دائما سريعة جدا، وما بنته إيران عبر حزب الله طوال ثلاثة عقود في لبنان، نشهد انهياره السريع هذه الأيام في لحظة عجز تامة، حتى الهروب فيها إلى حرب مفاجئة لا ينقذ حزب الله ولا مشروع إيران في لبنان، اللعبة انتهت، وأي حرب أو أي انقلاب جديد لحزب الله في الداخل اللبناني هو خيار نهاية انتحاريّة، ولا طريق أمام الحزب إلا طريق تسوية &laqascii117o;استراتيجيّة دفاعية" من دون أي ثمن يدفعه له اللبنانيون ولا الدولة اللبنانية، لم يعد أمام الحزب إلا تسليم سلاحه لمصلحة لبنان وعن طيب خاطر، وسوى ذلك، فالواقع يردد في وجه الحزب: &laqascii117o;طريقك مسدود.. مسدود.. مسدود". والقرار 1559 الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته الرقم 5028 المنعقدة في 2 أيلول 2004 أعرب في مقدّمته عن &laqascii117o;بالغ قلقه من استمرار تواجد مليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع الأراضي اللبنانية، وإذ يؤكد مجددا أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية"، وهذا أمر يعيق حزب الله تنفيذه حتى اليوم، فلا دولة، ولا سيادة، ولا من يبسطون!! والقرار 1559 وفي بنديه الثالث والرابع دعا &laqascii117o;إلى حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وأيّد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية"، وليس من ميليشيا اليوم إلا ميليشيا حزب الله، ونظنّ أنّ أفضل ما يطالب به بان كي مون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الدولة فخامة العماد ميشال سليمان، أن يعملا فورا على تطبيق هذين البندين، خصوصا وأن حكومة نجيب ميقاتي حزب الله صانعا ومشكّلها وممثل فيها وهي حكومة تعهّدت مرارا باحترام القرارات الدوليّة، وها قد جاءت لهذه الحكومة فرصة إثبات التزامها تطبيق هذه القرارات، بدل حال الشيزوفرانيا التي تعيشها ما بين كونها حكومة تلتزم القرارات الدولية وحكومة تتشكل بمعظمها من ميليشيا وحلفائها لا تعترف بالأمم المتحدة نفسها!! أما ?بعبع" حزب الله الثاني والأكبر فهو المحكمة الدولية لأجل لبنان، وحزب الله متهم عبر أربع من قياداته بالتورّط باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكلّ العنتريّات والمحاضرات وتحليلات القراءات الخليوية والقضائية والاستخباراتية التي قدّمها أمين عام الحزب &laqascii117o;الخبير" في كل شيء، لم تفلح في إقناع اللبنانيين بروايته لأكبر عمليّة اغتيال شهدها لبنان، وأبسط مبادئ النزاهة يقضي بتنحي الحزب عن خوض غمار العمل الحكومي حتى تثبت براءته، كأيّ قاض نزيه يتنحى عن النظر في قضية لشبهة علاقة له بها. خطاب السبت ليس متوقع منه سوى أن يكون نسخة تهديد ووعيد جديدة وهزّ أصابع التخويف في وجه اللبنانيين والعالم مجددا ـ إذ لم تؤخذ العبرة بعد من أصابع سيف الإسلام القذافي المبتورة عقابا إلهيا له لكثرة ما هزّها في وجه الشعب الليبي مهددا متوعدا، ولا من الغرغرينا التي تأكل بدنه متسللة من هذه الأصابع ـ ثم سيأتينا الصراخ المعهود في إسقاط إيديولوجي ديني &laqascii117o;هيهات منّا الذلّة" يوحي لسامعه أن المتكلم هو الحسين ـ عليه السلام ـ الذي خرج طلبا لإصلاح أمة جدّة، فيما الحقيقة أن هذا الإسقاط ليس أكثر من عبث بمشاعر أبناء الطائفة الشيعيّة في تماه لا يليق بالإمام الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، فيما هو تماه مزيف وفي الحقيقة هو يتلطّى بعباءة الحسين وأهل بيته مستغلا فاجعتها وكلّ ذلك امتثالا لأجندة وخطط ومشاريع سياسية واستراتيجية للفتك بالمنطقة العربيّة لتغيير هويّتها، ينفذّها حزب الله لحساب إيران ومصالحها ومخططاتها التي تنهار تباعا وسريعا في المنطقة!!


- 'السفير'
'14 آذار' متوجسة من حوار بكركي ـ 'حزب الله': لماذا معه دون غيره؟    
دنيز عطا الله حداد:

ينشط &laqascii117o;حزب الله" في كل اتجاه. يرمم علاقته السياسية مع &laqascii117o;الحزب التقدمي الاشتراكي" ويعيد صيانتها. يحيي ما انقطع طويلا مع البطريركية المارونية فيضخ الروح في لجنة حوار تبقي الجسور ممدودة. تتراجع الى الحد الادنى التصريحات &laqascii117o;الاستفزازية" لبعض &laqascii117o;صقوره". يستمر في محاولات تذليل عقبات كثيرة بين أعضاء الحكومة والتوفيق، ما أمكن، بين تناقضات مكوناتها ومقارباتهم للشؤون الوطنية والحكومية والحسابات الشخصية والحزبية. يفعل &laqascii117o;حزب الله" كل ذلك في أجواء مشحونة داخليا ومتفجرة اقليميا. وهو على الارجح يفعله بسبب هذه الاجواء. هذا ما يؤكده مصدر مسؤول حليف للحزب فيجزم ان &laqascii117o;حزب الله" يثبت يوما بعد يوم انه من أكثر الاطراف اللبنانيين حرصا على استقرار البلد. فهو يحاول امتصاص كل الصدمات، التافهة منها والمهمة، لتجنيب البلد تداعيات ما يحصل في المنطقة عموما، وتحديدا لعدم استدراج تأثيرات الوضع السوري على الداخل اللبناني الشديد الهشاشة. ويؤكد المسؤول &laqascii117o;ان إعطاء &laqascii117o;حزب الله" الاولوية اليوم لاستقرار البلد على كل المستويات، وصولا الى تقديمه تنازلات ما كان ليفعلها في اشد الظروف الداخلية استهدافا له ولسلاحه، يفترض ان تدفع خصومه الى مراجعة حساباتهم وملاقاته في منتصف الطريق اذا كانوا حريصين على تأمين مظلة تحمي البلد". لكن خصوم الحزب في منقلب آخر تماما. فهم يدرجون حرصه على الوصل مع أطراف معينة &laqascii117o;لحسابات ضيقة ومصالح آنية". وبحسب احد نواب &laqascii117o;14 آذار" فإن &laqascii117o;إصرار الحزب على التواصل مع من يعتبرهم &laqascii117o;وسطيين" يندرج في محاولاته لفك طوق عزلته الداخلية وتأمين ما أمكن من عناصر الدفاع عن وجوده ودوره بعد تعطل قدرات استخدامه لسلاحه مصدر قوته الاساسي. وما رغبته بإبقاء الخطوط مفتوحة مع &laqascii117o;الاشتراكي" حول نقاط أبعد من الحساسيات الامنية والمناطقية، وإعادة الحرارة الى الخطوط مع بكركي سوى عينة من مأزق الحزب. فالحزب الاشتراكي أعلن القطيعة مع النظام السوري حليف &laqascii117o;حزب الله" الاساسي ووسيط دعمه وإمداداته. وبكركي كررت ثوابتها عبر اعتبار ان تسليم الحزب سلاحه يوم عيد، ومع ذلك يصر المسؤولون في &laqascii117o;حزب الله" على فتح قنوات الحوار مع الطرفين". ويعتبر النائب &laqascii117o;ان هذا الحوار لن يتعدى الاطار الشكلي. فالحزب لن يقدم اية تنازلات تطال القضية الخلافية الجوهرية معه وهي موضوع سلاحه. وهو يقوم بتمرير الوقت والرهان عليه في انتظار بلورة الوضع السوري، خصوصا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد