قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 16/1/2012

ـ 'الديار'
أوغلو سمع من 'حزب الله' شرحاً لنظريّة 'الحشر في الزاوية' و'للخطوط الحمراء'
نصرالله قدّم لخصوم الأسد 'ممرّاً آمناً' وإلاّ فمن 'يزرع الريح سيحصد العاصفة'
ابراهيم ناصرالدين:
 
شعور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بالسعادة ازاء قلق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من سلاح المقاومة، يختصر الهوة الكبيرة بين رجلين يقرأ كل واحد منهما بكتاب مختلف عن الاخر، والسجال غير المباشر بينهما حول هذه المسألة يشبه اللقاحات التذكيرية، فلا الموفد الدولي توقع ان يبادر حزب الله باهدائه سلاحه بمناسبة زيارته الميمونة الى لبنان، ولا الحزب توقع سماع كلام اخر من رجل يمثل السياسات الاميركية والاسرائيلية &laqascii117o;بامانة" منقطعة النظير، ولذلك فان اهمية ما ورد في خطاب السيد نصرالله في مكان اخر يرتبط مباشرة بالازمة السورية وتداعياتها على لبنان، وهو ملف كان بين يدي الزائر احمد داود اوغلو ،ولذلك كانت الرسائل المباشرة وغير المباشرة موجهة لهذا الرجل الاتي الى بيروت في مهمة محددة، ويسعى للحصول على اجوبة لكثير من الاسئلة العالقة ،فهل حصل عليها؟ وما هي الخلاصة التي حرص حزب الله على تقديمها دون لف او دوران؟
في العلوم العسكرية ثمة مبدأ متعارف عليه لدى كافة جيوش العالم ولدى اي تشكيل عسكري اخر ،خلاصة هذه النظرية انه عندما تحاصر مدينة اوموقع عسكري للعدو قبل اقتحامه عليك ان تترك منفذا امنا للمقاتلين هناك كي تغريهم بالانسحاب منه ،فاقفال كافة المنافذ سيحولهم الى مقاتلين اشداء بسبب انعدام الخيارات امامهم وهذا سيؤدي الى جعل المهمة تزداد صعوبة وتكلفة .في العام 2006 استخدمت اسرائيل هذه النظرية عند محاولتها احتلال مدينة بنت جبيل، وانتظر جنودها ساعات طويلة خروج مقاتلي حزب الله من هناك ولكن دون جدوى ،لان افراد المقاومة قلبوا المعادلة، لم يهربوا من هناك بل استغلوا هذا الممر الامن لادخال المزيد من المقاتلين والعتاد الى المدينة، فازدادت صعوبة المعركة على الاسرائيليين وهزموا على اسوار المدينة التي تحولت الى &laqascii117o;ستالينغراد" جديدة .
هذه المقدمة تبدو ضرورية لفهم حقيقة ما قصده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه في ذكرى اربعين الامام الحسين، عندما توجه الى من يعنيهم الامر، وخصوصا الاتراك، في معرض حديثه عن تداعيات الازمة السورية، بالقول &laqascii117o;لا تحشروا الناس في الزاوية"، مقترحا آلية محددة تقوم على تفعيل الحوار بين المعارضة السورية في الداخل والخارج مع النظام في سوريا تحت سقف الاصلاحات التي باشر بها الرئيس بشار الاسد.
وبعيدا عن &laqascii117o;ترهات" بعض المعارضين اللبنانيين الذين توقفوا كثيرا عند عدم وصف السيد نصرالله لما يجري في سوريا بالمؤامرة واعتبار كلامه تراجعا &laqascii117o;تكتيكيا"، فان الامين العام لحزب الله اراد، بحسب اوساط سياسية مطلعة، ابلاغ المتورطين بالمؤامرة على سوريا ان النظام هناك ليس في مأزق وهو ليس محاصرا كما يظنون، وحتى لو كان كذلك ، فان الاقتراحات المقدمة من هنا وهناك لتأمين ممر امن لخروج الرئيس الاسد من السلطة لا يمكن ان تجد لها اذان صاغية لدى معسكر المقاومة في المنطقة، فهذه المدرسة تعمل في السياسة كما تعمل في الميدان، لا مكان في قاموسها لمبدأ الهروب من المواجهة، واي اصرار على الاستمرار في هذا النهج سيؤدي الى نتائج عكسية .ولذلك فأن التعنت ورفض الحديث مع النظام والتمسك برحيله سياسة خاطئة، وهي &laqascii117o;حشر في الزاوية" واقفال لكافة المنافذ، وهذا سيؤدي الى استماتة في الدفاع عن النظام السوري وعلى الجميع تحمل التداعيات.
ولان السيد نصرالله يعرف قيمة الوقت ويريد تقليل الخسائر ،قلب بالامس المعادلة وقدم لهذه الدول وللمعارضين ممرا امنا للخروج من المأزق الذي اوقعوا انفسهم فيه، فهو اراد افهامهم ان المساومة على بقاء النظام السوري غير وارد، وانهم هم المحاصرون وليس النظام، وهم من يحتاج الى من ينزلهم من &laqascii117o;اعلى الشجرة" وليس بشار الاسد ،ولذلك كانت النصيحة واضحة، الوقت بدأ ينفد والامور ستأخذ منحى اخر من التصعيد الامني والعسكري، ولذلك اقبلوا بالخروج من هذا المنفذ لان الاصرار على التعنت لن يفيد ولن يحقق اي نتائج بل سيطيل من عمر المعركة وسيزيد من الخسائر، وفي نهاية المطاف النظام لن يسقط ،ولكن في مرحلة لاحقة لن يقبل باي حوار.
ولعل اكثر الاشارات دلالة كانت الانتقادات المباشرة للدور التركي في تسعير النزاع الطائفي في المنطقة، فكلام السيد نصرالله جاء بعد ساعات قليلة من كلام مشابه &laqascii117o;واكثر حدة" من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الذي اتهم تركيا بلعب دور تخريبي في العراق ،وهذا التزامن في الموقفين يشير ،براي الاوساط نفسها، الى ان &laqascii117o;الكيل قد طفح" من السياسة التركية التي تعمل علنا على &laqascii117o;التنظير" واعطاء الدروس الاخلاقية حول النموذج التركي &laqascii117o;الوسطي" &laqascii117o;والمعتدل"، فيما تعمل من تحت الطاولة وبفعالية على تغذية الصراعات الطائفية والمذهبية وتدعم كافة التحركات المناهضة لدول &laqascii117o;الهلال الشيعي"، وهي تسعى للعودة الى الهيمنة على المنطقة من بوابة رعاية المد السني الصاعد، ولذلك كان ضروريا تذكيرها بان من يزرع &laqascii117o;الريح" سيحصد &laqascii117o;العاصفة"، ومن يظن انه سيبقى في منأى عن التداعيات واهم، ولن يكون خارج دائرة الصراع اذا ما انفلت من عقاله، وكان السيد نصرالله واضحا عندما اوحى ان لا حدود جغرافية لهذه المعركة، مشيرا في خطابه الى ان القتل ضد ابناء هذه &laqascii117o;المدرسة" لن يحسم المعركة في كربلاء ولا في لبنان ولا فلسطين او العراق ولا ايران، واوحى ان هؤلاء مستعدون على كافة هذه الجبهات التي ربط بينها، ولن توقف التفجيرات الدموية التي تطالهم مسيرتهم ولن تضعف عزمهم، وهذا يعني ان النيران اذا ما اندلعت فأنها سوف تحرق الجميع وخصوصا الايدي التي تعمل ليل نهار على اشعالها.
كلام السيد نصرالله &laqascii117o;التحذيري" لم يحل دون لقاء وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد في فندق فينيسيا ،لكنه شكل المدخل الطبيعي لهذا اللقاء. وكان رئيس الدبلوماسية التركية يعرف مسبقا ما ينتظره من انتقادات لدور بلاده. ويعرف مسبقا ان حزب الله سيقول له ان بلاده اضاعت فرصة تاريخية للدخول الى العالم العربي من اوسع ابوابه عقب حادثة &laqascii117o;مرمرة" لكنها فرطت بها برعونة. وهو يعرف ان ما سمعه في طهران قبل عدة ايام سيسمعه مجددا في لقائه مع حزب الله في بيروت خصوصا حول ملف الازمة السورية لكنه مضطر للتواصل مع الحزب كي لاتفهم رسالته بشكل خاطىء في ايران في ظل حرص تركي على ابقاء قنوات الحوار مفتوحة ،وهو كان يعرف ايضا انه لن يحصل على اي تنازلات من الحزب في اي ملف استراتيجي او &laqascii117o;تكتيكي"، وهو يعرف ايضا انه لم يعد وسيطا &laqascii117o;نزيها"بل طرف في النزاع الدائر في المنطقة، لكنه يعرف في الوقت نفسه ان زيارته الى بيروت لن تكتمل وستبقى ناقصة اذا لم يلتق بمسؤولي الحزب فهو يعرف من يملك مفاتيح الكثير من الابواب المقفلة. ولذلك ورغم حواره &laqascii117o;المتشنج" مع رعد نتيجة المقاربات المختلفة للازمة الراهنة في المنطقة وتداعياتها، فهو كان حريصا على عدم قطع العلاقات مع الحزب، لكنه كان مصرا رصد ردود فعل الحزب ازاء اي تطورات &laqascii117o;دراماتيكية" في الايام والاسابيع المقبلة، في ظل رغبة واضحة منه لابقاء لبنان بمنأى عن الاحداث السورية.
طبعا هذا الحرص التركي لا يأتي من فراغ، ولا ينبع من موقف اخلاقي حريص على استقرار لبنان، فأنقرة تريد الاستفادة من &laqascii117o;الستاتيكو" القائم لمواصلة استخدام الارضي اللبنانية &laqascii117o;كحديقة خلفية" ضد النظام السوري، وهي تريد من حلفاء دمشق البقاء على الحياد ازاء ما تقدمه المعارضة من مساعدات بالتعاون مع اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية لدعم المسلحين السوريين، وهذا كله تحت عنوان الحفاظ على السلم الاهلي وعدم الانزلاق الى صراع طائفي ومذهبي ، وقد سمع اوغلو في &laqascii117o;الفينيسيا" ما قاله السيد نصرالله في بعلبك، &laqascii117o;حزب الله" حريص على الاستقرار الداخلي واي خلاف حول الوضع الداخلي او الوضع في سوريا سيبقى خلافا ضمن الاطر السياسية ،ولكن لا يتوهم احد ان ما يحصل في دمشق لن تكون له تداعيات في بيروت، ولكنه قال في مكان اخر &laqascii117o;لا تحشروا الناس في الزاوية" اذا الرسالة وصلت، فلدى &laqascii117o;حزب الله خطوط حمراء لا ننصح احد بتجاوزها". فهل استوعب اوغلو مضمون الرسالة ؟


ـ 'الديار'
تناقض واضح وخطير بين زوّار المطار... وخطاب بعلبك:
لقاءات الجنرال الأميركي في بيروت بقيت في الكتمان !
عيسى بو عيسى:
 
ليست سوى صدفة زمنية هي مواعيد الازدحام الدولي على الساحة اللبنانية باستثناء زيارة مسؤول عسكري اميركي مرت من بين الطائرات المزدحمة على ارض مطار بيروت الدولي بحيث جاءت زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الجنرال جيمس ماتس ولقاؤه بعدد محدد من المسؤولين وخصوصا قائد الجيش العماد جان قهوجي وكأنها هي الوحيدة الخارجة عن نطاق الصدفة الزمنية. وتقول اوساط سياسية مراقبة ان هذا الحشد الدولي في هذا الوطن الصغير يدل دلالة واضحة على ان لبنان سيشكل حجر الزاوية في عقدة القنطرة والذي يتخوف من امكانية فرطها وبالتالي التشدد في عملية تحييد لبنان عن الصراع الدائر في المنطقة العربية والنتائج المترتبة عليه وتأتي اهمية الدور اللبناني في نظر هذه الاوساط كونه في الدرجة الاولى يمتلك حدودا مشتركة مع من يفترض ان تدور حوله مجمل التطورات ومستقبل النظام في سوريا بالإضافة الى مسائل لا تقل اهمية عن هذه الحدود وهي الجبهة الجنوبية المتاخمة لاسرائىل وهنا بالذات تدور كافة الزيارات واللقاءات من قبل الزوار الغربيين من اجل هدف وحيد هو ضمان امن اسرائىل. وتقول هذه الاوساط ان هذه الاستراتيجية وحدها يمكن التعويل عليها من اجل درء خطر صواريخ حزب الله والاهمية تكمن في الاتجاه المصوب نحوه الهدف، بينما لو تم استعمال هذه الصواريخ في حروب داخلية لما كان شهد مطار بيروت هذا الكم من الزيارات لا بل لكان تم تشجيع هذا النحو من الحروب. وتلفت هذه الاوساط الى ان الخرق الوحيد للجهات الزائرة الموحدة الرأي مما يجري في لبنان وسوريا جاء من بعلبك على لسان السيد حسن نصرالله وتعدد هذه الاوساط الزائرين الذين وصلوا في يوم واحد على خلفية مؤتمر من اجل الديموقراطيات واهداف زياراتهم على الشكل التالي:
1- تأكيدات من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون على قضايا ثلاث لا تحمل في طياتها ومضامينها عناوين استقرار للبنان وفق الواقع الحالي وعلى اساس ان لبنان بحد ذاته لا يشكل اولوية عمل دولي الا من خلال النوافذ التالية :
أ- ضرورة نزع سلاح حزب الله وان جاء الطلب ملطفا عبر عملية الحوار وهذا ما يكشف ان الغرب ليست لديه في هذه الآونة اجندة عسكرية خاصة به او بإسرائىل من اجل العمل على نزع سلاح الحزب.
ب- سلامة افراد اليونيفيل وهذا ما يؤرق الدول المشاركة في هذه القوات خصوصاً اذا ما شاركت دولهم حملة عسكرية على سوريا او على الحزب وبالتالي فان التطلع الاممي ليس مركزا على السلام الداخلي اللبناني بمقدار مشاهدته من باب الامن للحدود الاسرائيلية.
ج - استشراف جدي وعن قرب للوضع القائم في سوريا وتداعياته على الساحة اللبنانية وامكانية تحصينها من خلال عدم انزلاق الوضع الداخلي في لبنان على شاكلة ما يحصل في سوريا على خلفية واحدة وهي وجود قوات دولية ومتعددة الجنسيات من اوروبا وغيرها في الجنوب، وتكشف هذه الاوساط الى ان الامين العام للامم المتحدة لم يطرح خلال لقائه بالمسؤولين اللبنانيين امكانية وجود ممرات آمنة او اقامة مخيمات للاجئين السوريين لعلم الامين العام ان هكذا طرح يناقض ما يمكن ان يتحمله لبنان من قدرة على تحمل هكذا طروحات تجر عليه احداثا وفي مقدمتها الامن الداخلي.
د - اما فيما خص المحكمة الدولية فكان بان كي مون على علم بالتخريجة المقبلة لتجديد بروتكول المحكمة في اذار المقبل ومن هنا جاءت سلسلة من احاديث الاطراء للمسؤولين في كيفية تعاملهم مع مسار هذه المحكمة وبالتالي لم يكن هناك من تركيز مقرب على هذا الموضوع.
2- لم تكن زيارة وزير الخارجية التركي داوود اوغلو الا في الاطار نفسه ولكنه وفق اجندة وحيدة وهي دراسة الوضع اللبناني في ضوء الاحداث السورية، وتقول هذه الاوساط ان اوغلو اثار مع بعض مسؤولي 14 آذار الاتفاق الذي كان يتم العمل عليه ابان زيارته الاولى مع المسؤولين القطريين وامكانية تسيير الحل العربي للوضع القائم في لبنان انذاك وهنا اعرب اوغلو عن خيبة امله من الضغوط السورية التي قامت انذاك من اجل افشال هذا الحل مما اعتبره المسؤول التركي الفرصة الاولى الضائعة للنظام السوري وتشير هذه الاوساط الى ان رئيس الديبلوماسية التركية وضع المسؤولين الرسميين امام ما يملكه من معطيات ومعلومات عن تطور الاحداث في سوريا ووصوله الى حالة الجزم بان النظام في دمشق اذا ما استمر على هذا النفس من التعاطي مع الداخل والخارج فانه سوف يسقط لا محالة وعلى اللبنانيين تدارك انعكاساته على الشأن الداخلي اللبناني.
3- غير ان زيارة مسؤول اميركي عسكري رفيع المستوى برتبة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي مرت دون ضجيج من بين عجقة الزوار هذه، ولم تستبعد هذه الاوساط ان نية الزائر الاميركي في استكشاف مدى متانة الوضع الداخلي وقوة المؤسسة العسكرية في مواجهتها لما يمكن ان يحدث في سوريا، وبالموازاة مع تحرك الاسطول الاميركي. غير ان الصوت المعني بكافة هذه الزيارات اطلت من بعلبك بالذات جملة من اللاءات كللها بعدم التعب في البحث بنزع سلاح حزب الله وهذا الصوت جاء من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله في الوقت عينه الذي كان يطالب به بان كي مون بضرورة نزعه مطلقا عليه تسمية ميليشيات فجاء رد الحزب برد الكيل كيلين واكثر، من هنا تعتبر هذه الاوساط ان الفسحة بعيدة للغاية، وخيوط الالتقاء لا يمكن ان تلتقي بينما كان يجري في بيروت، وما يحدث في بعلبك والخشية من ان تتم ترجمة هذا البعد السياسي والتحدي القائم في المنطقة الى جولات جديدة من العنف لا توفر احداً.


ـ 'الديار'
قراءة وتحليل لخطاب السيّد نصرالله
فؤاد أبو زيد:

مرة اخرى يكرر السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله ويؤكد وهذه المرة على مسمع ومرأى من بان كي مون امين عام الامم المتحدة بأن الحزب لن يتخلّى عن سلاحه تحت اي ظرف من الظروف وانه مقتنع بأن معادلة القوة الجيش والشعب والمقاومة هي الاضمن والافعل لحماية لبنان من الاطماع الاسرائيلية وبموقفه هذا يعرف جيدا السيد حسن بأنه يغلق الباب امام دخول الحوار مجددا الى قصر بعبدا برعاية الرئيس العماد ميشال سليمان او مع اي جهة اخرى رسمية او دينية على الرغم من توضيح موقفه مؤكدا انه مع الحوار لبحث الاستراتيجية الوطنية للدفاع عن لبنان لان فريق 14 آذار سبق له واكد مجتمعا ومنفردا على حصر القرار وحمل السلاح بيد الدولة اللبنانية ورفض حزب الله هذا الطرح كما ان الدولة بشخص رئىسها العماد سليمان قدمت ايضا تصورا للاستراتيجية الوطنية تقوم على عدة عناصر اهمها الاستعانة بالمقاومة وسلاحها في هذه الاستراتيجية بعد توافق الجميع على معرفة كيف تتم هذه الاستعانة ومتى تتم واين تتم، ولكن هذا الاقتراح لم يلق قبولا من جميع المتحاورين ومن ضمنهم حزب الله ولذلك توقف الحوار لانعدام فرص نجاحه علما بأن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع قدّم طرحا متقدما بهذا الخصوص اقترح فيه ان يبقى السلاح بيد المقاومة وحيث هو ولكن ان يكون قرار اللجوء اليه بيد الدولة وقيادة الجيش ورفض حزب الله حتى مجرد البحث في هذا الطرح ولذلك تعتبر قوى 14 آذار والقوى الشعبية الاخرى المتعاطفة معها ان الدخول الى حوار محكوم بسقف واحد يحدده حزب الله ولا يتراجع عنه هو حوار لتقطيع الوقت ليس الاّ ولا يمكن ان يوصل الى نتائج ترضي الاكثرية الساحقة من اللبنانيين وتفتح امامهم افاقا جديدة من التفاؤل بمستقبل آمن ومستقر.
***
في مقابل تشدده حيال سلاح المقاومة لا بد من الاشارة الى امور ثلاثة هامة وردت في خطاب السيد نصرالله تعكس مرونة وايجابية في مقاربتها وطرحها حيث التزم امين عام حزب الله ودعا الآخرين الى الالتزام بتحييد لبنان عن كل ما يجري وما يمكن ان يجري في دول المنطقة على الرغم من الاختلاف في وجهات النظر حولها وحدّد بالاسم دول سوريا والعراق والبحرين وايران وهذا موقف ايجابي لانه يعكس تعهدا ضمنيا بعدم اللجوء الى السلاح في الداخل مهما كانت نتائج الاحداث في المنطقة وفي هذه الدول وقد يكون هذا الموقف مدخلا الى تحقيق نزع السلاح في العاصمة بيروت اولا وفي باقي المدن والمناطق لاحقا وهي هدف يطالب به المواطنون ويرعاه رئيس الجمهورية العماد سليمان.
اما الامر الثاني الذي لا يقل اهمية عنه ومرتبط به في شكل كامل فهو وضع الدولة امام واجباتها ومسؤولياتها في حماية المواطنين وامن الداخل وبسط سلطتها الامنية والقضائىة على جميع الاراضي اللبنانية بما فيها المربعات الامنية والمذهبية، التي تتمتع بخصوصية معينة تمنع على القوى الامنية الدخول اليها وملاحقة المجرمين ومخالفي القوانين وهذه الدعوة العلنية من السيد حسن نصرالله تضع الدولة وحزب الله معا امام تحدّي التزام الطرفين بتنفيذ مضمون الدعوة التي تعني عمليا بأن حزب الله رفع الغطاء السياسي عن مطلق شخص يخالف القانون ويبقى على الاجهزة الامنية ان تستعيد شعورها بالقوة والحماية السياسية وتطارد المجرمين دون الاخذ في الاعتبار خصوصية معينة او اعتبارات خاصة.
ان التعامل بجدّية مع هذا الوضع المستجد ليس من شأنه ان يطلق يد الجيش والقوى الامنية في قمع المخالفات وحسب بل يحرر ايضا القضاء من الخوف والمسايرة والشعور المذهبي والطائفي بما يعيد هذه السلطة الى سابق عهدها في المحافظة على حقوق الدولة والافراد ويصبح ممكنا فتح ابواب المحاكم امام شكاوى المعتدى عليهم وعلى ارزاقهم وممتلكاتهم من قبل اشخاص واحزاب.
يبقى الامر الثالث الملفت الذي دعا السيد حسن الى تحقيقه وهو بمثابة اقتراح او نداء او خطة لوقف نزيف الدم في سوريا محورها تعاون عربي - تركي - ايراني لايجاد حلول تحول دون انزلاق سوريا الى حرب اهلية مدمّرة وبدلا من استمرار اعمال العنف، ومع خطة لتحقيق الاصلاحات السياسية سلميا بما يتيح للشعب السوري التمتع بالحرّية والديموقراطية والكرامة الشخصية وقد يكون رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد قد نقل هذا الاقتراح الى وزير خارجية تركيا داود اوغلو اثناء اجتماعه به وشكّل الاجتماع هذا نوعا من المفاجأة السياسية نظرا لتعارض الطرفين في مقاربة ما يجري في سوريا لكن زيارة اوغلو الى طهران ومحادثاته مع المسؤولين الايرانيين قد تكون سهلت لقاء اوغلو حزب الله وبلورت طرح السيد حسن نصرالله وليس مستبعدا ان تدور في الكواليس العربية والدولية مشاورات حول هذه الخطة التي يعتقد بأن تركيا ليست بعيدة عنها خصوصا بعد المخاوف التي ابداها المسؤولون الاتراك من وقوع حرب اهلية في سوريا وانعكاسها على الداخل التركي.
****
مما لا شك فيه ان الجميع يشعر بخطورة ما يجري في سوريا وايران والعالم العربي وفي الوقت ذاته هناك اقتناع بأن ما من قوة قادرة على الوقوف في وجه شعوب قررت ان تعيش الحرية والكرامة والديموقراطية الحقيقية القائمة على تداول السلطة ولذلك من المستحيل ان تستمر الانظمة التي هي في خصومة وعداء مع شعوبها في الحكم وقد يكون من باب التحسّب للاسوأ ان يدعو اوغلو اللبنانيين الى حماية بلادهم من تداعيات ما يحصل في سوريا في حال فشلت الحلول السلمية ولذلك فالكرة الآن في ملعب الدولة اللبنانية والقيادات السياسية لبذل الجهود في سبيل حماية لبنان.


ـ 'اللواء'
بان كي مون في بيروت /'حزب الله' أضاع فرصة أخرى..؟
صلاح سلام:

الحركة الدبلوماسية الإقليمية والدولية التي شهدها لبنان في الأيام الأخيرة، تتجاوز في أهميتها وأبعادها، مسألة المشاركة في مؤتمر &laqascii117o;الانتقال الى الديمقراطية" الذي نظمته &laqascii117o;الاسكوا" في بيروت نهاية الأسبوع.
من السذاجة التسليم بأن الأمين العام للأمم المتحدة أمضى في العاصمة اللبنانية ثلاثة أيام بانتظار موعد افتتاح مؤتمر الديمقراطية، في حين أن أجندته تزدحم بالملفات الساخنة التي تشغل المنطقة، على إيقاع رياح التغيير التي تجتاح اكثر من بلد عربي.
ومن الخطأ الاعتقاد بأن وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو قد ذهب في الوقت الضائع إلى بكركي، وطاف على الرؤساء الثلاثة، والتقى العديد من القيادات اللبنانية، إلى أن حان موعد مؤتمر &laqascii117o;الاسكوا"..!.
الواقع أن زيارة الدبلوماسي الأممي الأوّل بان كي مون لم تكن حدثاً عادياً، كما أن مجيء مُخطِّط الدبلوماسية التركية إلى بيروت في هذه الفترة بالذات، تشكّل محطة لا بدّ من التوقف ملياً عندها، في إطار متابعة الحراك التركي الدبلوماسي في الآونة الأخيرة بين طهران وواشنطن خاصة، ومع مختلف عواصم القرار العربي والأوروبي بشكل عام.
فهل استفاد لبنان من فرصة وجود شخصيات دولية وإقليمية بحجم بان كي مون وأحمد داوود أوغلو، لتعزيز أمنه واستقراره وتحصين الجبهة الداخلية؟.
* * *
لا بدّ من الاعتراف أولاً أن حضور مون وأوغلو إلى بيروت يُؤكّد، مرّة أخرى، مدى الاهتمام الدولي والإقليمي بالوضع اللبناني، خاصة وأن توجهات الرجلين كانت متشابهة بدعوة اللبنانيين إلى حماية استقرارهم وعدم الانزلاق إلى ما تشهده المنطقة حولنا من اضطرابات وانتفاضات لا سيما وأن الوطن الصغير كان قد سبق جميع الأشقاء بدفع فواتير الاضطرابات الداخلية، وصولاً إلى تفجير الربيع العربي الأوّل في 14 آذار عام 2005، على حد قول وزير الخارجية التركية نفسه.
والحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، يعني بالنسبة لبان كي مون، استطراداً الحفاظ على أمن جنود الأمم المتحدة المنتشرين في الجنوب اللبناني، والذين تتعرض مواكبهم لتفجيرات، بين حين وآخر، هي في الواقع رسائل ساخنة إلى المنظمة الدولية كلما حاولت الاقتراب من بعض ملفات المنطقة، وخاصة ما يجري حولنا.
وبقدر اهتمامه بأمن قوات اليونيفل وحماية عناصرها من أية هجمات غامضة، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة رغبة واضحة بمعرفة مدى التزام لبنان بالقرارات الدولية، سواء القرار 1701 الذي اوقف المعارك في حرب تموز، أو القرارين الآخرين 1559 الذي نص على جمع سلاح الميليشيات، و1757 الخاص بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وعلى ذمة الراوي، فقد ردّ بان كي مون على اتهام الأمم المتحدة المقياس بمكيالين في تطبيق القرارات الدولية، متسائلاً أمام محدثه اللبناني الرسمي: وأرى في لبنان من يقيس بمكيالين أيضاً: يُطالبون بتطبيق القرار 1701، ويتنكرون ويرفضون الاعتراف بالقرارين 1559 و1757..!!.
وفي هذه النقطة بالذات، نعتقد أن &laqascii117o;حزب الله" قد أضاع فرصة كبيرة بمقاطعته زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، وإسراعه في إعلانه على لسان أحد قيادييه بأن بان كي مون غير مرغوب بمجيئه إلى لبنان، الأمر الذي حال دون تحقيق أي لقاء بين المسؤول الأممي الأوّل ووفد من &laqascii117o;حزب الله".
وغني عن القول إن مثل هذا اللقاء في حال إتمامه كان يعتبر لمصلحة &laqascii117o;حزب الله" بالدرجة الأولى، من دون أن يحمّله أية مسؤولية في تغيير مواقفه من المنظمة الدولية وقراراتها ذات الصلة.
كان بإمكان قيادة &laqascii117o;حزب الله" أن تُحرج بان كي مون وتطلب موعداً للقائه بحيث يذهب أحد وزراء الحزب، أو رئيس كتلته النيابية لمقابلته، على نحو ما حصل مع الوزير التركي، الأمر الذي كان من الصعب على المسؤول الأممي أن يرفضه، خاصة وأن طالب الموعد هو شريك في السلطة الرسمية، ويتمتع بوجود شرعي ودستوري عبر ممثليه في مجلس النواب، وفي مجلس الوزراء.
رب قائل إن مثل هذا اللقاء لن يثمر في تغيير مواقف بان كي مون والمنظمة الدولية من الملفات الخلافية مع الحزب، هذا صحيح، ولكن الأصح أيضاً أن يكون الحزب قد فرض وجوده السياسي على المنظمة الدولية، بعيداً عن التصنيف الإرهابي، فضلاً عن أن فتح قنوات الحوار مع الأمين العام للأمم المتحدة يُعتبر إنجازاً دبلوماسياً ذات أهمية لا يمكن تجاهلها.
ولعل بعض قادة &laqascii117o;حزب الله" يذكرون ذلك اليوم الذي حضر فيه الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كورت فالدهايم، وقام بزيارة الزعيم الفلسطيني &laqascii117o;أبو عمار" في مكتبه في حيّ الفاكهاني ببيروت، في مرحلة كانت فيها &laqascii117o;منظمة التحرير" وحركة &laqascii117o;فتح" مصنفتين في خانة المنظمات الإرهابية. ولكن &laqascii117o;أبو عمّار" عرف يومها كيف يوظّف تلك المناسبة وضجة اللقاء لصالح حركته.
فهل كان ثمة ما يمنع مثل هذا اللقاء بين مون وأحد قياديي &laqascii117o;حزب الله"، ولو من موقع المختلف؟.
ألم تكن الفرصة مناسبة لإبلاغ أكبر مسؤول أممي أن &laqascii117o;حزب الله" هو حركة سياسية يتمتع بقواعد شعبية، وله ممثلين في مجلس النواب، ويشارك في الحكومة الحالية، ومؤسساته ناشطة في المجالات التربوية والصحية والاجتماعية، إلى جانب اضطلاعه بمضارعة الاحتلال الإسرائيلي.
وماذا كان يمنع أن يبلغ موفد &laqascii117o;حزب الله" بان كي مون ما أعلنه السيّد حسن نصر الله في خطاب بعلبك من حرص على عدم تصديع الوضع الأمني، مهما بلغت التطورات حولنا، ومن تأكيد والتزام بعدم استعمال السلاح ضد الأخوة والشركاء في الوطن، مهما اشتدت الخلافات.
لقد خرج كبير نواب &laqascii117o;حزب الله" محمّد رعد من جلسة مطولة مع الوزير التركي أحمد داوود أوغلو ليعلن أن التباين كان واضحاً، والاختلاف حول تشخيص الأوضاع، ووصف الحلول لها... إلا أنه أكّد في الوقت نفسه الاتفاق على استمرار التواصل والتحاور بين الطرفين.
ألم يكن هذا الأمر ممكناً أيضاً في &laqascii117o;اصطياد" فرصة وجود الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت؟!.
فرصة أخرى أضاعها &laqascii117o;حزب الله"... لا ندري لماذا؟.
ولكن آن الأوان لندرك أن الدبلوماسية في زمن السلم لا تقل أهمية عن السلاح في زمن الحرب!.


ـ 'الشرق'
حزب الله و'بُعْبُعْ' الـ '1559'
ميرفت سيوفي:

&laqascii117o;حسن نصر الله فقد أعصابه، وهو عاجز عن القيام بأي شيء وحتى لا يمكنه بعث قواته لإنقاذ الأسد، وهو في حالة الإبقاء على قيد الحياة"، هذا هو التوصيف الذي قدّمة المسؤول السابق في الاستخبارات الاميركية الـ CIA روبرت بير لحال أمين عام حزب الله، الذي سيطلّ يوم السبت المقبل ليعلن من جديد أن حزبه &laqascii117o;لن يترك السلاح"!!
وبصرف النظر عن تصريحات مسؤولي الحزب ـ التي لا قيمة لها ـ بأن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وموفده تيري رود لارسن غير مرحّب بهما في لبنان، يدرك الجميع أن لارسن &laqascii117o;بعبع" تطبيق لبنان للقرار 1559، وأن هذا القرار تحديدا هو &laqascii117o;بعبع" حزب الله ومجرّد ذكره يقضّ مضاجع قيادته بقدّها وقديدها.
وتوصيف مسؤول الـ CIA ليس ببعيد عن الحقيقة، فنفس المسؤول السابق أجاب في حديثه الصحافي لدى سؤاله: &laqascii117o;هل انهارت نظريتك عن السيطرة الايرانية الشيعية على الشرق الأوسط؟"، فقال: &laqascii117o;كليا، انهارت وماتت، إننا نعيش الآن عصر ثورة الشعوب السنية العربية، وبدأت تظهر بوادر ظهور الخلافة الاسلامية من جديد، انظر ان الاخوان المسلمين هم وحدهم القادرون على تنظيف الشرق الأوسط، انظر إلى المثال التركي، ان لديك حزبا أخلاقيا قادرا على تنظيف الشرق الأوسط"...
عمليا، مشهد انهيار المشروع الإيراني للمنطقة العربية تهاوى بسرعة مخيفة، وهكذا هي الانهيارات دائما سريعة جدا، وما بنته إيران عبر حزب الله طوال ثلاثة عقود في لبنان، نشهد انهياره السريع هذه الأيام في لحظة عجز تامة، حتى الهروب فيها إلى حرب مفاجئة لا ينقذ حزب الله ولا مشروع إيران في لبنان، اللعبة انتهت، وأي حرب أو أي انقلاب جديد لحزب الله في الداخل اللبناني هو خيار نهاية انتحاريّة، ولا طريق أمام الحزب إلا طريق تسوية &laqascii117o;استراتيجيّة دفاعية" من دون أي ثمن يدفعه له اللبنانيون ولا الدولة اللبنانية، لم يعد أمام الحزب إلا تسليم سلاحه لمصلحة لبنان وعن طيب خاطر، وسوى ذلك، فالواقع يردد في وجه الحزب: &laqascii117o;طريقك مسدود.. مسدود.. مسدود".
والقرار 1559 الذي اتخذه مجلس الأمن في جلسته الرقم 5028 المنعقدة في 2 أيلول 2004 أعرب في مقدّمته عن &laqascii117o;بالغ قلقه من استمرار تواجد مليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع الأراضي اللبنانية، وإذ يؤكد مجددا أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية"، وهذا أمر يعيق حزب الله تنفيذه حتى اليوم، فلا دولة، ولا سيادة، ولا من يبسطون!!
والقرار 1559 وفي بنديه الثالث والرابع دعا &laqascii117o;إلى حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها، وأيّد بسط سيطرة حكومة لبنان على جميع الأراضي اللبنانية"، وليس من ميليشيا اليوم إلا ميليشيا حزب الله، ونظنّ أنّ أفضل ما يطالب به بان كي مون حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس الدولة فخامة العماد ميشال سليمان، أن يعملا فورا على تطبيق هذين البندين، خصوصا وأن حكومة نجيب ميقاتي حزب الله صانعا ومشكّلها وممثل فيها وهي حكومة تعهّدت مرارا باحترام القرارات الدوليّة، وها قد جاءت لهذه الحكومة فرصة إثبات التزامها تطبيق هذه القرارات، بدل حال الشيزوفرانيا التي تعيشها ما بين كونها حكومة تلتزم القرارات الدولية وحكومة تتشكل بمعظمها من ميليشيا وحلفائها لا تعترف بالأمم المتحدة نفسها!!
أما ?بعبع" حزب الله الثاني والأكبر فهو المحكمة الدولية لأجل لبنان، وحزب الله متهم عبر أربع من قياداته بالتورّط باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وكلّ العنتريّات والمحاضرات وتحليلات القراءات الخليوية والقضائية والاستخباراتية التي قدّمها أمين عام الحزب &laqascii117o;الخبير" في كل شيء، لم تفلح في إقناع اللبنانيين بروايته لأكبر عمليّة اغتيال شهدها لبنان، وأبسط مبادئ النزاهة يقضي بتنحي الحزب عن خوض غمار العمل الحكومي حتى تثبت براءته، كأيّ قاض نزيه يتنحى عن النظر في قضية لشبهة علاقة له بها.
خطاب السبت ليس متوقع منه سوى أن يكون نسخة تهديد ووعيد جديدة وهزّ أصابع التخويف في وجه اللبنانيين والعالم مجددا ـ إذ لم تؤخذ العبرة بعد من أصابع سيف الإسلام القذافي المبتورة عقابا إلهيا له لكثرة ما هزّها في وجه الشعب الليبي مهددا متوعدا، ولا من الغرغرينا التي تأكل بدنه متسللة من هذه الأصابع ـ ثم سيأتينا الصراخ المعهود في إسقاط إيديولوجي ديني &laqascii117o;هيهات منّا الذلّة" يوحي لسامعه أن المتكلم هو الحسين ـ عليه السلام ـ الذي خرج طلبا لإصلاح أمة جدّة، فيما الحقيقة أن هذا الإسقاط ليس أكثر من عبث بمشاعر أبناء الطائفة الشيعيّة في تماه لا يليق بالإمام الحسين سيّد شباب أهل الجنّة، فيما هو تماه مزيف وفي الحقيقة هو يتلطّى بعباءة الحسين وأهل بيته مستغلا فاجعتها وكلّ ذلك امتثالا لأجندة وخطط ومشاريع سياسية واستراتيجية للفتك بالمنطقة العربيّة لتغيير هويّتها، ينفذّها حزب الله لحساب إيران ومصالحها ومخططاتها التي تنهار تباعا وسريعا في المنطقة!!


ـ 'صدى البلد'
حزب الله امام خيارين وجوديين
بشير الخوري:

على وقع التداعيات المتسارعة للاوضاع الاقليمية، يمر حزب الله بمرحلة مفصلية لارتباطه المباشر او غير المباشر بحلفائه واعدائه الخارجيين.
يستمر الحزب في دعم مستميت للنظام الحليف له في سورية دون ان يتخذ خطوة الى الخلف تمنحه رؤية اوسع واشمل. وفي كل مرة يظهر فيها الرئيس السوري علنا يهب الحزب ليعلن انخراطه استراتيجيا في الوجهة الرسمية السورية ويتبناها في المجالين السياسي والامني. وفي هذا السياق يملك الحزب وسائل التوظيف العملي لسياسته المعلنة من خلال منظومته الامنية التي لم يكن ليبنيها لولا الغطاء والدعم السوريان. وفي ظل تقهقر 'الاخ الاكبر'، يصبح من الطبيعي طرح امكانية تصدير المنظومة الامنية لحزب الله بشكل او بآخر الى سورية لنجدة الحليف رغم كل علامات الاستفهام والشكوك حيال هذا الاحتمال وواقعيته.
واذا كان الاخ الاكبر لحزب الله في مأزق فان العراب (اي ايران) يبدو على مشارف مرحلة جديدة ترجمت الاسبوع الماضي باغتيال العالم النووي الايراني مصطفى احمدي روشان في سيناريو سينمائي اذ تمكن شخصان على دراجة نارية من لصق قنبلة بواسطة مغناطيس على سيارته في وضح النهار. ادى هذا الاغتيال الى موجة من التحاليل ووصف المراقبون الحدث بأنه يدشن حقبة جديدة عنوانها الحرب الاستخباراتية بواسطة عمليات موضعية تشكل ضغطا جديا يعيد ايران الى طاولة المفاوضات ويجعلها تعدل عن الاستمرار ببرنامجها النووي.
في موازاة ذلك وباعتبار حزب الله ذراعا استراتيجية لطهران، ومع اتهام الجمهورية الاسلامية فورا اسرائيل وجواسيسها بتنفيذ هذه العملية، يصبح من الطبيعي التساؤل اذا كانت طهران ستستخدم الحزب مستقبلا للرد بالمثل على عمليات كهذه في اسرائيل او في بلدان اخرى مع ما بات يشكله الحزب من معرفة وتمرس استخباريين. كما يمكن ان يأتي الجواب الايراني باشعال جبهة اسرائيل الشمالية، ما يدخلنا في معضلة اخرى يمكن تلخيصها بالتالي: يملك حزب الله حتما القدرة على استدراج اسرائيل الى حرب. لكن دقة الوضع الاقليمي من جهة والانقسامات السياسية والطائفية الداخلية في لبنان من ناحية اخرى قد تجعل الحزب يعدل عن خطوة كهذه بسبب درجة من الهشاشة لم تشهدها الجبهة الداخلية اللبنانية منذ انتهاء الحرب الاهلية عام 1990.
ومهما جاهر الحزب في دعمه للمحور الذي ينتمي اليه، فان قدرته على توظيف طاقته العسكرية في الدفاع عن حلفائه الخارجيين يكبلها بشكل محكم (وللمرة الاولى) وجوده في الحكم. وبينما برز، خلال حرب تموز 2006، التمييز بين حزب الله والدولة اللبنانية ما ادى الى تسهيل الحل السياسي – الميداني وانعكاسه هدوءا لم نشهد له مثيلا لعقود على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، فان اشعال هذه الجبهة في ظل ادارة لبنان من قبل حكومة موالية لحزب الله سيضع بيروت في موقع لا تحسد عليه اذ سيكون من الصعب جدا ردع آلة الحرب الاسرائيلية واجتذاب التعاطف الدولي.
لكن ما قد يردع حزب الله داخليا عن القيام بخطوة كهذه اتساع الهوة بين السنة والشيعة في لبنان على وقع الشحن الطائفي المتزايد في المنطقة. ومن الطبيعي ان نسأل هنا عن ردة فعل الطائفة السنية في حال بادر الحزب الى تحريك الجبهة. وفي المقابل، يطرح السؤال ايضا داخل الطائفة الشيعية، ومن يعرف الحزب والطائفة يعرف جيدا ان هناك حالة تململ حيال سيناريو الحرب، فبعد الدمار الذي طال الجنوب والضاحية الجنوبية عام 2006، لا تبدو مقولة 'فدى الحزب وفدى السيد' سيدة الموقف لدى الشارع الشيعي.
يعرف حزب الله ذلك جيدا فهو لم يفقد يوما تواصله بأرضيته وقواعده، الا انه يتجه طبيعيا وبسرعة الى حافة الاختيار بين واقع موقعه كامتداد استراتيجي للحليفين، وبين امكانية استخدام حجة ان وجوده في السلطة يكبله، لتبرير الاكتفاء بتقديم دعم معنوي ومبدئي لطهران ودمشق، امكانية تبقى فرضية مستبعدة بعد الدعم الكبير الذي قدمته كل من سورية وايران للحزب على مر عقود.


- 'المستقبل'
مصدر قيادي في 'إخوان سوريا': لا حوار قبل تخلي إيران و'حزب الله' عن الدعم المطلق للنظام
نصر الله يطلب من 'حماس' فتح قنوات التواصل مع 'الإخوان'
أحمد الأيوبي*:

شهدت الساعات الماضية إطلالتين للأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله، قدم خلالهما جملة مواقف، تناول بعضها التوجه المذهبي الذي يقوده الحزب في لبنان، حيث دعا إلى تطوير ظاهرة الاحتفال بالمناسبات الشيعية، وتحويلها الى مناسبات مركزية سنوية على النمط العراقي، بالإضافة إلى الإغراق في 'تحديث' الصراع الذي أدى إلى استشهاد الحسين عليه السلام، وتقديم الرواية التاريخية من وجهة نظر مذهبية تتجاهل التطور في النظرة الإسلامية السنية ورؤيتها التاريخية لهذا الحدث المؤلم في مسيرة الأمة الإسلامية. الجانب الآخر الذي تناوله السيد نصر الله في إطلالته خلال الخطاب الذي ألقاه عبر الشاشة أمام أنصاره الذين احتشدوا في مرجة رأس العين في بعلبك بمناسبة إحياء ذكرى أربعين إستشهاد الامام الحسين عليه السلام، هو الجانب السياسي الذي تناول فيه الوضع اللبناني والسوري والعراقي والبحريني والفلسطيني... وتميز خلاله بالإصرار على الاحتفاظ بسلاح 'حزب الله' وبأن أي حوار داخلي لن ينتهي بانتصار مرجعية الدولة في حصرية امتلاكها السلاح والقوة العسكرية على امتداد الأراضي اللبنانية.
الإصرار على التمسك بالسلاح
لم يقدم السيد نصر الله جديداً في تمجيده لتجربة حزبه في لبنان باعتباره عامل طمأنة داخلياً، مرفقاً موقفه هذا باستهزاء واضح بموقف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي عبّر عن قلقه من سلاح 'حزب الله'، رافعاً حدة التخويف إلى درجة اعتبار أن هذا السلاح هو الرادع ليس للاحتلال فحسب، بل إنه الحامي من 'السبي الجديد'، مع أنه اعترف في خطابه الداعي إلى إحياء ذكرى الأربعين في بعلبك أن يزيداً رفض اعتبار سيدات آل البيت سبايا. وفي هذا الإطار، أعاد السيد نصر الله إقفال الباب أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الساعي إلى استئناف الحوار حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع. ومع تأكيد السيد نصر الله تنامي قوة الحزب العسكرية، وتوجيهه الانتقاد اللاذع الى الأمين العام للأمم المتحدة، وتشديده على الحرص على السلم الأهلي وعدم تحويل الاختلاف حول القضايا الحساسة مثل الوضع في سوريا والعراق، إلى صراع ميداني عسكري، يكون 'حزب الله' قد وضع المعادلة الداخلية الآتية: ان الحزب سيبقي حالة التوتر البارد على الحدود الجنوبية، وهو مع رفضه لسياسات الأمم المتحدة، إلا أنه لن يسقط المعادلة الراهنة في الجنوب، وفي الداخل، فإنه يمنّ على اللبنانيين بأنه لن يستخدم عضلاته العسكرية لفرض توجهاته السياسية. ولم ينس السيد نصرالله رمي مسؤولية الانفلات الأمني الناجم عن توسع غطاء الحزب في كثير من المناطق واستخدامه لغايات لا دخل لها بالمقاومة، كما حصل في قضية (الشيخ) صهيب حبلي في صيدا مؤخراً، من دون أن تكون دعوة الأمين العام للحزب مرفقة برؤية عملية لكيفية تغليب منطق الأمن الشرعي على الغطاء الحزبي، الذي يستمر في رفض تطبيق القانون، وخصوصاً في مجال إزالة الاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، والتي لم توفر الأوقاف الإسلامية والمسيحية على حد سواء. إلا أن التحول الفعلي الذي احتواه خطاب السيد نصر الله، جاء من البوابة السورية. فقد تخلى الأمين العام لـ'حزب الله' عن تخوين الشعب السوري المعترض على حكم الرئيس بشار الأسد، ودعا إلى اعتماد الحوار بين المعارضة في الداخل والخارج. فقد دعا السيد نصر الله المعارضة السورية في الداخل والخارج الى الاستجابة لدعوات الحوار من الرئيس بشار الاسد والتعاون معه في انجاز الاصلاحات. كما دعا الى إعادة الهدوء والقاء السلاح ومعالجة الامور بالحوار. وقال 'هناك من يحذر من حرب طائفية في المنطقة انطلاقا من سوريا، ونحن نقول لهؤلاء ان سلوككم السياسي والامني هو الذي يدفع الامور في هذا الاتجاه ولا ينفع التحذير واذا كنتم حريصون، ما عليكم إلا ان تبدأوا من أنفسكم بإعادة النظر في هذا السلوك والعمل بالتعاون مع الدول المؤثرة في المنطقة وبينها الجمهورية الاسلامية وتركيا للعمل على حل الازمة في سوريا'. في هذا الإطار، لا بد من ملاحظة جملة متغيرات في موقف السيد نصرالله تتضمن الآتي:
ـ تراجع السيد نصر الله عن تقسيم الشعب السوري بين مساند لنظام الممانعة والمقاومة، وبين متآمرين أو مضلَّلين منخرطين في المؤامرة الأميركية ـ الصهيونية على سوريا، وفي المقابل توجهه إلى جميع شرائح الشعب السوري بخطاب المحبة والحرص والمساندة من دون تمييز لمصلحة النظام، باستثناء تقييمه لما يعتبره إصلاحات مهمة تسهم في تلبية حاجات الشعب السوري.
ـ يعترف السيد نصر الله بخروج الأزمة السورية من يد النظام، وهو من خلال دعوته الدول العربية، وربما تركيا، التي اعتبر أنها تحرض على الوضع في سوريا وتؤزمه، إلى المبادرة للمساهمة في إنهاء الأزمة، انما يدعو عملياً الى الانخراط في تسوية لن تكون نتيجتها بقاء النظام على حاله، اذا تحققت طموحات الحزب وايران وروسيا، مقابل إصرار شعبي جارف على الاطاحة بالأسد ونظامه.
ـ يدعو السيد نصر الله ضباط الجيش السوري الحر وجنوده إلى رمي السلاح والدخول في الحوار، وهو في ذلك يجانب الواقعية بالنظر إلى أنه في لبنان، حيث حزبه هو الحزب الأقوى عسكرياً، يرفض التخلي عن سلاحه لمصلحة الجيش اللبناني، فكيف يمكن لضباط الجيش السوري الحر وعناصره، وحتى المدنيين المنتظمين في إطار مجموعات الدفاع عن الأحياء والمدنيين، أن يتخلوا عن سلاحهم في وقت تستمر فيه آلة القتل التي يديرها النظام في الدوران والفتك بأرواح شريحة واسعة من الشعب السوري، شاملة الأطفال والنساء والعجزة؟. ومن الواضح أن إصرار 'حزب الله' على تكرار هذا المطلب، يتضمن وجهاً من وجوه الإلحاح من قبل النظام السوري والحزب وإيران، كمدخل للتفاوض، خصوصاً أن رئيس كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب محمد رعد خلال لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في بيروت، أورد قضية رمي السلاح والاحتكام إلى الحوار كشرط للخروج من الأزمة السورية. وهذا الإصرار إن دل على شيء، فإنما يدل على أن حجم الجيش الحر وسلاحه وعملياته وانتشاره واستمرار الانشقاقات وتأثيرها على الواقع السوي، بات يشكل إحراجاً شديداً لنظام الأسد الذي بنى وجوده على السطوة الأمنية، وبات اليوم أمام قوة مناوئة تنازله وتتحداه وتوقع في صفوفه الخسائر، وتراكم مع الوقت حضوراً متنامياً يحظى بالشرعية السياسية وبالتغطية من المجلس الوطني السوري، من دون أن تغير قوانين العفو الرئاسية شيئاً من واقع تمسك الشعب السوري بوسائل الحماية المتاحة له في وجه التوغل الأمني المتمادي. من هنا يمكن القول إنه لم يعد ممكناً الحديث عن رمي السلاح في سوريا إلا في إطار حل شامل للأزمة، وهذا الحل يقتضي الاعتراف بشرعية الجيش السوري الحر، يعمل بالتنسيق مع المجلس الوطني، وهو جزء من المعارضة الشرعية وسيكون من مكوناتها التي تعمل ضمن مشروع المجلس الوطني السوري.
رسائل إلى 'الإخوان المسلمين'
يقترب السيد نصر الله في مقاربته هذه من حدود التراجع عن التأييد المطلق للنظام، وإرسال الرسائل الأولية الى المعارضة السورية، وخصوصاً جماعة 'الإخوان المسلمين' بأنه على طريق فتح قنوات الحوار، وما دعوته إيران وتركيا إلى التوسط، ولقاء النائب رعد بأوغلو، إلا استشرافاً للمرحلة الآتية في الملف السوري، باعتبار أن 'حزب الله' بات يدرك حقيقة استحالة عودة نظام الأسد إلى الحكم المتفرد والمتسلط على سوريا، وأن ما يحكى عن تسوية سوف تتضمن حتماً توازنات جديدة سيكون للمعارضة السورية فيها الثقل الأكبر، في حال نجح سيناريو التسوية الذي يتحدث عنه معسكر تأييد النظام من موسكو إلى طهران. من هنا تس

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد