قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 1/2/2012

- 'الاخبار'
سرقة بمعرفة الحكومة
محمد وهبة:

ديوان المحاسبة يفتّش عن شركات 'وهمية' في المازوت
لا تزال تحقيقات النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة بشأن سرقة المازوت المدعوم مستمرّة. النتائج الأولية تظهر أن 215 شركة مسجّلة حصلت 10 منها على 20% من الكميات الإجمالية المدعومة. قبل سنوات كان عدد الشركات المسجّلة 20، أي إنها تضاعفت 10 مرات. الشركات الجديدة تقوم بعمليات محدودة، فتتاجر بالمازوت أيام الدعم وقبل ارتفاع الأسعار فقط. كل ذلك يجري بعلم مجلس الوزراء!


- 'النهار'

خوند في كلام لمنشقين عن الاستخبارات السورية: خُطف في سن الفيل وطُمست كل المعلومات عنه

كلام الرئيس امين الجميل عن وجود اتصالات بين حزب الكتائب والمعارضة السورية، وتحديداً مع رئيس 'المجلس الوطني السوري' برهان غليون في شان المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية ولا سيما منهم عضو المكتب السياسي الكتائبي بطرس خوند، استرعى انتباه عائلات اللبنانيين المخطوفين قسراً الى سوريا وفي مقدمهم عائلة خوند، الذي خطف قرب حاجز للقوات السورية الخاصة في سن الفيل ولم تحرك ساكناً لا هي ولا الدولة اللبنانية. وروت زوجته جانيت ان الاتصالات انهالت عليها تسأل عن الجديد في الامر وما يتم تداوله من اخبار. واوضحت انها فوجئت بما عرضه الرئيس الجميل وبادرت الى الاتصال بالنائب سامي الجميل، الذي اخبرها ان احد اطراف المعارضة السورية اتصل بالكتائب بواسطة اصدقاء مشتركين، وتحدث عن انشقاقات في صفوف الاستخبارات السورية وتحديداً بين العاملين في فرع فلسطين احد الاجهزة الامنية الاكثر بطشاً باللبنانيين خلال سنوات الاحتلال السوري المديدة، وان بعض هؤلاء المنشقين كشفوا معلومات يملكونها عن وجود المعتقلين اللبنانيين في فرع فلسطين ومن بينهم المسؤول الكتائبي خوند. وأفادت اوساط حقوقية متابعة لملف المعتقلين في سوريا، ان ثمة معلومات مشابهة ينقلها ناشطو المعارضة السورية خلال الفترة الاخيرة عن منشقين عن الاجهزة الامنية والعسكرية السورية، فحواها ان ثمة لبنانيين منسيين في معتقلات صيدنايا وفرع فلسطين وغيرها وحتى في سجن دمشق المركزي، لكن لا شيء اكيداً في هذا الامر نظراً الى التجارب المرة السابقة التي عانى منها الاهالي. ويورد الناشطون ملاحظتين على الكلام السابق وخصوصاً في شأن خوند، اولاهما ان فرع فلسطين السري مسؤول عن 'استقبال' اللبنانيين المناهضين للاحتلال السوري في لبنان، سواء اكانوا من الحزبيين ام من عناصر الجيش اللبناني خلال الحرب التي خاضها ضدهم في لبنان منذ عام 1975 وحتى تاريخ الاجتياح السوري عام 1990. والمعلومة الثانية، انها ليست المرة الاولى التي ترد اخبار عن خوند، فقد تبلغت عائلته اخباراً عبر احد المفرج عنهم انه سمع من احد الحراس في فرع فلسطين بوجود بطرس خوند في زنزانة خاصة داخل سجن المزة السوري، لكن المعتقل الاشهر في دمشق اقفل ابوابه وانقطعت كل اخبار خوند معه. ولاحقاً جاء العائلة ومنظمات حقوق الانسان من ادعى رؤية خوند في معتقل تدمر لكن شيئاً من هذه الرواية لم يكن ممكناً اثباته. وفي الواقعة الاخيرة ان احد المواطنين الفلسطينيين المفرج عنهم من سوريا ادعى ان قريباً له شاهد رجلاً متقدماً في السن يعالج في احد المستشفيات العسكرية السورية من نوبة قلبية وان صورته تشبه صورة خوند. ولكن العائلة التي خبرت الكثير من المحتالين وملفقي الاخبار اشترطت على ناقل الخبر ان يحضر شعرة من شعر المريض لإجراء فحص الحمض النووي عليها للتأكد من شخصيته وما اذا كان خوند بعينه. لكن 'المخبر' خرج ولم يعد ومعه عشرات الروايات المماثلة التي تحتاج الى متابعة وتدقيق لإثبات صحتها. يذكر ان وسائل اعلام تداولت خلال الايام الماضية معلومات غير مؤكدة عن انشقاق اللواء حسن خلوف معاون مدير ادارة الاستخبارات العامة والمسؤول عن فرع فلسطين، الامر الذي اعتبره بعض المتابعين للملف كلاماً غير دقيق ويدخل في اطار حرب الشائعات الناشطة بين النظام السوري ومعارضيه. ذلك ان فرع فلسطين يشكل احد اعمدة النظام الامني السوري وتحديداً الاستخبارات العسكرية التي يرأسها دائماً ضابط علوي من الاكثر ولاءً للنظام. وتقول منظمة 'هيومان رايتس ووتش' في تقرير لها عن الاختفاءات القسرية للبنانيين والفلسطينيين، ان فرع فلسطين هو 'احد فروع المخابرات العسكرية الكثيرة واكثرها بروزاً وعُرف بعناصره الذين يتولون اعتقال كثير من اللبنانيين واستجوابهم، ويعد مسؤولاً عن أكثر الوفيات التي حصلت تحت التعذيب من أي جهاز آخر في الاعوام الأخيرة.  ويعرف عن مركز التحقيق التابع لفرع فلسطين، كونه الأكثر وحشية على مستوى سوريا'.  والسؤال البديهي: كيف يمكن ان ينشق رئيس هذا الجهاز؟  


- 'الجمهورية'

هذه حقيقة المعلومات الجديدة عن بطرس خوند
طوني عيسى:

هل بدأت قضيّة بطرس خوند تنكشّف خيوطها، مع دخول الملفّ السوري الداخلي مراحل متقدّمة، على غرار الخيوط التي كشفها سقوط نظام العقيد معمّر القذافي في قضيّة اختفاء الإمام السيّد موسى الصدر؟
للمرّة الأولى منذ عشرين عاماً، يصدر عن حزب الكتائب ما يؤشّر إلى وجود معلومات جدّية عن بطرس خوند. وأوحى الرئيس أمين الجميّل، إلى حدّ معيّن ربّما، بأنّ خوند لا يزال على قيد الحياة، وأنّ جهوداً يجدر بذلها لتحريره وإعادته سالماً. وهذا الخبر بقي يتفاعل في الأوساط السياسية والحزبية، وفي عائلة خوند، لمعرفة حقيقة ما توافر في هذا الملف. حقيقة المعلومات الجديدة التي تلقّاها حزب الكتائب حول خوند، وفقاً لمصادر وثيقة الصلة بالقيادة الكتائبية، هي الآتية: يوم الأحد الفائت، اتّصل سياسيّون لبنانيّون على تماس مع أقطاب المعارضة السوريّة، وفي مقدّمهم رئيس المجلس الوطني برهان غليون، بالرئيس الجميّل، وأبلغوه بأنّ المعارضة السوريّة سيطرت تماماً على منطقة في ريف دمشق. ويقع في هذه المنطقة سجن كان فيه معتقلون سياسيّون سوريّون. وقد تمّ تحرير هؤلاء. وأحدهم أفاد بأنّه شاهَدَ بطرس خوند في السجن، قبيل خروجه منه. وعلى الأثر، طلب الجميّل من هؤلاء السياسيّين اللبنانيّين أن يعملوا مع أصدقائهم السوريّين للتثبّت من دقّة هذه المعلومة. فإذا ما تبيّن أنّها صحيحة، نعمل على المبادرة إلى إطلاق خوند، خصوصاً أنّ الرسالة التي وجّهها المجلس الوطني إلى اللبنانيين قبل أيّام تتضمّن التزام الإفراج عن المعتقلين السياسيّين اللبنانيّين. وهذا هو تحديداً ما توافر للقيادة الحزبية من معطيات، وما دفعها إلى إبداء بعض الآمال، التي لا يجوز الاسترسال فيها، منعاً للوقوع في أوهام. ولكن، من سخريات القدر، أنّ المعارضة في سوريا سبق لها أن أدّت هذه الخدمة منذ سنوات للبنان وحزب الكتائب، لكن الحزب رفضها وشنّ حملة لنقضها. ففي تشرين الأوّل 2003، سلّم المعارض السوري نزار نيّوف البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، الذي كان يعقد مؤتمراً صحافيّاً في باريس، قائمة بأسماء 33 معتقلاً لبنانيّاً في السجون السوريّة، بينهم خوند. لكنّ رئيس حزب الكتائب يومذاك كريم بقرادوني سارع الى القول: إنّ لا علاقة لسوريا باختفاء خوند، وهو ليس في سجونها، ومكان وجوده مجهول. وفي أيّار 2005، أي بعد خروج سوريا عسكريّاً من لبنان، أعلنت منظمة حقوقية سورية تابعت ملفّ المعتقلين اللبنانيّين في سجون سوريا، وهي 'المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة' أنّها تمتلك وثائق تُثْبِت، من خلال المناقلات للمعتقلين والفحوص الطبّية وسواها، وجود عدد من المعتقلين اللبنانيّين على قيد الحياة في السجون السوريّة، وبينهم خوند. وتحدّثت المنظمة عن وثيقة تعود إلى 10 نيسان 1996، هي عبارة عن أمر عسكري وقّعه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية يومذاك العماد علي دوبا، ويقضي بنقل بطرس خوند إلى سجن تدمر المركزي. وهو كان خُطف في 15 أيلول 1992، ووصل إلى سوريا في 2 تشرين الأوّل من العام نفسه. وبعد عام من هذا التاريخ، تمّ تسليمه إلى جهاز الاستخبارات الجوّية، وهي تولّت نقله إلى معتقل خان أبو الشامات التابع لها، في شمال شرق دمشق. وقالت المنظمة إنّها لا تستطيع تسليم السلطات اللبنانيّة نُسَخاً عمّا تملكه من وثائق حول خوند ومعتقلين لبنانيّين آخرين، لأنّ هذه السلطات ما زالت 'مخترقة' سوريّاً، وأنّ الذين تمكّنوا من تسريب . هذه الوثائق هم عناصر استخباريّة سوريّة ما زالت في العمل، وقد يشكّل وصول الوثائق إلى أجهزتها خطراً على سلامة هذه العناصر.

الخطف والسيناريوهات
وتتضارب المعلومات عن ظروف اختفاء خوند في العام 1992 وتفاصيله العملانيّة. لكن العديد من المصادر تتقاطع معلوماته على 'السيناريو' الآتي: في ذروة التوتّر بين القيادة السوريّة والدكتور سمير جعجع، قرّرت هذه القيادة ضرب 'القوّات اللبنانية' والكوادر المتعاطفة مع جعجع في الكتائب والأحزاب المسيحية الأخرى. فكلّفت قيادة منطقة بيروت في المخابرات السوريّة مُهمّة خطف خوند، الذي كان يومذاك عضواً في المكتب السياسي الكتائبي والمسؤول السابق للقوى النظاميّة في الحزب. وثمّة من يتحدّث عن إفادة الأجهزة السوريّة من الرصد والمعلومات التي قدّمتها عناصر حزبية في 'المناطق الشرقيّة' عن تحرّكات خوند في الأيّام الأخيرة قبل العملية. فيما تولّت التنفيذ العملاني مجموعة تردّد أنّ فيها عناصر حزبيّة لبنانية، من خارج 'المناطق الشرقية'. وفي ما جرى تداوله عن تفاصيل العملية من مصادر مختلفة، أنّ سيارة 'فان – فولكسفاكن' وأخرى BMW انطلقتا، بعد اجتماع تحضيري للمجموعة المنفّذة، نحو منزل خوند. وترقّبت هذه المجموعة خروجه لاختطافه. ومن هناك، جرى نقله إلى مقرّ للاستخبارات. ثمّ اقتيد عبر طريق المتن الأعلى – ضهر البيدر – شتورا إلى سوريا. هذه التفاصيل بقيت في إطار المتداول. وتقتضي الموضوعيّة الأخذ بها في شكل مبدئيّ، لأنّ إثباتها كلّياً يستلزم اكتمال العناصر المدعّمة بالوقائع والأدلّة. وإذ يربط العديد من المصادر بين خطف خوند واختفاء الديبلوماسيّين الأربعة في لبنان، خلال الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، فإنّ زوجته جانيت أكّدت أنّها قابلت الأمين العام لـ'حزب الله' السيّد حسن نصرالله في العام 1995، وسألته عن هذا الأمر، فأوضح لها أن لا علاقة للإيرانيّين بالملف، وأنّ خوند ليس موجوداً لا عند 'حزب الله' ولا في إيران. وفي الوقت عينه، نقلت السيّدة خوند عن معتقلين لبنانيّين، كانوا في السجون السوريّة في فترات معيّنة، تأكيدهم أنّهم شاهدوه هناك. واليوم، ثمّة مرحلة جديدة يدخلها ملفّ المعتقلين اللبنانيين في السجون السوريّة، في ضوء ما يفرزه الواقع السوري الداخلي من تطوّرات. وهذه مرحلة مليئة بالترقّب في أوساط ذوي المعتقلين، وبينهم 'عميدهم' بطرس خوند، وفيها تختلط الآمال بالآلام، وليس سهلاً تقدير المدّة التي ما زال يستغرقها هذا العذاب المستمرّ من عام إلى عام.


- 'الجمهورية'
اتهام الحسن بدَعم 'الثورة' سَبقَ محاولة الاغتيال
أسعد بشارة:

كأن القرار بتسريب الخيوط الاولى لمحاولة اغتيال اللواء أشرف ريفي أو العميد وسام الحسن صعب، لكنه، وفي الوقت ذاته، كان ضروريا حصوله بأقصى سرعة مُمكنة.
سبب صعوبة القرار يعود الى أنّ تسريب هذه المعلومات يناقض المَسار الطبيعي لأي استقصاء أولي وقائي لمنع تنفيذ العملية، لكن سبب الضرورة هذا حَتمته الفائدة من كشف العملية وإشعار من يخطط لها بأنه يعمل تحت الضوء، وأن من أرسلا لمراقبة ريفي والحسن مراقبان، وأن كل عمليات الاستقصاء التي تجري حول حركة الرجلين وتنقلاتهما معروفة منهما، وان حركة الكاميرات المنصوبة في الاشرفية يمكن أن تَدلّ على الوجوه، علماً أنّ شرائط هذه الكاميرات باتت بحوزة فرع المعلومات لتحليلها واستخلاص النتائج. ولا يخفى على أحد من المستهدفين ان العملية التي كان يزمع تنفيذها تأتي على وقع التهديدات التي أرسلت، والتي تقول إنّ فرع المعلومات، ورئيسه تحديداً، يساهم بدعم الثورة السورية على الحدود، وهي تهديدات واتهامات سبق وأن أطلقَت بعد ساعات على اندلاع هذه الثورة، وأتت مرّات على شكل اتهام المستقبل ونوّابه تمويل الثورة وتسليحها، وهي التي استمرّ النظام السوري وحلفاؤه اللبنانيين بإطلاقها طوال الأشهر الماضية من دون انقطاع، ولم تأت محاولة الاستهداف الأخيرة الّا لتؤكد أن الجهة المهددة لا تزال تملك إمكانات كبيرة لتنفيذ عمليات أمنية، سواء لجهة ما نفّذ من عمليات خطف او ما كان يتمّ تحضيره لرئيس فرع المعلومات. ما استخلصته الجهات المعنية من مراقبتها لهذه التحضيرات، ان عدة أسباب تتقاطع وتقف وراء إحياء اللغة الأمنية، لكن الدافع الأساسي هو اتهام الحسن بدعم الثورة السورية، وتبعاً لذلك فإنّ أي طرف داخلي مؤثر لا يقف وراء هذه المحاولة، خصوصا 'حزب الله' الذي نأى بنفسه في الأسابيع الأخيرة عن الدعم السافِر للنظام السوري، وانصرف الى الإعداد لكل الاحتمالات، ومن ضمنها طبعاً احتمال سقوط النظام. وعلى رغم كل هذه الملابسات التي تدعو الى القلق بخصوص التحضير لعمليات اغتيال تستهدف قادة أمنيين وسياسيين، فإنّ الطرف الممسِك بوزارة الاتصالات لا يزال، ومنذ ثلاث سنوات، يمارس خلافا لكلّ الضرورات الامنية، وكأنه مُكلّف بإصابة فرع المعلومات بالعمى لعدم تمكينه من القيام بمهامه، هذا في وقت يقوم هذا الطرف بإعطاء داتا الاتصالات الى الاجهزة الأمنية الاخرى الرسمية، لا بل الى 'حزب الله'. ومن اللافت جدا أن يردّ فريق العماد عون على حَجبه لداتا الاتصالات باتهام فرع المعلومات باختلاق قصة محاولة الاغتيال للضغط على وزير الاتصالات، اذ إنّ هذا الفرع لم يكد يَنتهي من فك ألغاز عملية اختطاف الاستونيين، ولم يكد ينتهي من تفكيك الشبكات الاسرائيلية (وكل ذلك حصل عبر تحليل الداتا)، حتى أدخل في تعتيم جديد لا يمكن وضعه إلّا في خانة التصرّف المقصود والمطلوب من خارج الحدود، لكي يصبح هذا الفرع عاجزا عن فهم ما يجري على الأرض، مع العلم بأنّ عدم تسليم داتا الاتصالات منذ توَلّي جبران باسيل وزارة الاتصالات مرورا بحقبة شربل نحاس ووصولا الى نقولا صحناوي، أدّت الى تفويت الفرَص على منع الكثير من العمليات الامنية. كما انه، وفي بعض الاحيان، أعاقَت الاستمرار بكشف الشبكات الاسرائيلية. وطالما استدعى ذلك زيارات متكررة من اللواء اشرف ريفي لرئيس الجمهورية كي يُفرج وزراء عون عن هذه الداتا، كما تتطلّب أيضاً اتصالات مع قائد الجيش العماد جان قهوجي للغرض نفسه.


-'السفير'
'المنطق النازي' يطبع الحرب على إيران: الأكاذيـب الأميـركيـة تكتسـب روحـاً

&laqascii117o;العلم يصارع الأكاذيب في الملف الإيراني".. هذا هو الحال إذا ما رُصد المشهد أميركياً، حيث يقرّ العلم بشكل لا يقبل الشكّ بأن إيران لا تسعى لامتلاك برنامج أسلحة نووية. ببساطة ليس هناك من دليل واحد يدينها بصورة قاطعة. حتى خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يستطيعوا أن يشفوا غليل أميركا وإسرائيل بـ&laqascii117o;فضح" طهران، وأعلنوا بكل ثقة أن لا وجود لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني، فيما زلّ لسان كل من وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا والإسرائيلي إيهود باراك واعترفا بأن إيران لا تحاول حالياً إنتاج السلاح النووي. ولكن الموقف الأميركي، حسب ما يرى الأستاذ الجامعي غاري لوب في تقرير نشره موقع &laqascii117o;كاونتربانش" الأميركي، يرتكز على &laqascii117o;تضليل سياسي منظّم"... سيل من الأكاذيب &laqascii117o;الفاضحة والجريئة" تطلقها أميركا عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها، بحيث تكتسب هذه الأكاذيب روحاً في نهاية المطاف، ويصبح لدى إيران &laqascii117o;برنامج لتطوير السلاح النووي". أما أنصار هذه الأكاذيب، فيؤكد لوب أنهم واثقون من أنها ستجد صداها.. &laqascii117o;كيف لا وإيران بلد مسلم، والرأي العام هنا اعتاد أن يصدّق الأسوأ عن المسلمين ويراهم في موقع العداء الإرهابي لأميركا طوال الوقت؟". وانطلاقاً من هذا الواقع، لا تهمّ حقيقة أن إيران لم تشنّ حرباً على أي بلد في العصر الحديث، أو أنها لم تضطلع بأي شكل من الأشكال في هجوم 11 أيلول. كل ما يهمّ زعماء التضليل السياسي هو الترويج لفكرة أن العالم رهن لخطر إيران النووي، وتحديداً الخطر على وجود إسرائيل. وباختصار، لقد أصبحت هذه الفكرة جزءاً من الثقافة السياسية في أميركا، والعراق خير دليل، بحيث بدت سياسة جورج بوش في الملف العراقي آنذاك أقرب إلى المنطق النازي وتذكّرنا بمقولة هيرمان غورينغ، وهو أحد أبرز قيادات ألمانيا النازية والأب الروحي لجهاز البوليس السري، &laqascii117o;من الطبيعي ألا يرغب الناس العاديون بالحرب. ولكن في نهاية المطاف، فإن الزعماء هم من يحددون السياسة، ومن السهل حينها أن يجرّوا الشعب لقبول الحرب.. يكفي أن يقولوا لهم إن وجودهم مهدّد وأن يتهموا دعاة السلام بالافتقار إلى الوطنية وتهديد أمن البلاد. وهذا الأمر ينطبق على جميع البلدان". يعود لوب إلى الخطاب الأول للرئيس الأميركي باراك أوباما بعد انتخابات العام 2008، حين ردّ على سؤال حول رأيه بتهنئة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد له بالقول إن &laqascii117o;أميركا لن تتسامح في ما يخصّ برنامج إيران النووي"، ليؤكد أن الجواب حينها كان محاولة تزلّف مكشوفة للوبي الإسرائيلي، وهكذا &laqascii117o;كما تجاهل بوش عدم وجود أدلة تدين إيران النووية كرمى لإسرائيل، كذلك فعل أوباما". في المقابل، يؤكد لوب أن هناك نوعاً من المسافة القائمة بين إسرائيل وأميركا في الملف الإيراني. ويقول &laqascii117o;لا شك في أن الليكود الإسرائيلي سيكون سعيداً بجرّ واشنطن إلى حرب أخرى تخدم المصالح الإسرائيلية، ولكن أوباما لا يرغب على ما يبدو في مثل هذه الحرب. لا يستطيع الرئيس الأميركي أن يعترف أن الأمر ليس أكثر من مجرّد تهويل يقوم به اللوبي الإسرائيلي والمحافظون الجدد تحقيقاً لمصالحهم". من جهة ثانية، دار نقاش &laqascii117o;حقيقي" حول إيران بين الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شلومو بروم والرئيس السابق لمركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب شاي فيلدمان فضلاً عن نائب المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير الإسرائيلي السابق في برلين شمعون شتاين في مجلة &laqascii117o;فورين بوليسي" الأميركية. الثلاثة حاولوا الإجابة على &laqascii117o;السؤال الجوهري" وهو ما &laqascii117o;إذا كان امتلاك إيران للسلاح النووي يعني حقاً تهديد وجود إسرائيل؟". يأتي الجواب بالقول &laqascii117o;صحيح أن إيران تمتلك القدرة الفيزيائية لتدمير إسرائيل، بالشكل نفسه الذي كان سائداً أيام الحرب الباردة عندما كان السوفيات قادرين على تدمير أميركا مرات عدة، لكن ذلك لا يعني أن إيران بمجرّد امتلاكها لهذا السلاح، سوف تستخدمه لتدمير إسرائيل، وإن كان الوجود الإسرائيلي حينها سيخضع للمزاج الإيراني حكماً". أما &laqascii117o;السؤال المركزي" الذي طرحه هؤلاء فيتعلّق بموضوع &laqascii117o;الردع". فإن كانت، حسب رأيهم، قد فشلت الجهود لمنع إيران من امتلاك السلاح، فما الذي سيمنع من أن تفشل مرة أخرى في ردعها عن استخدامه؟ وفي الشق الثاني من السؤال، كان هناك تخوّف من أن يؤدي امتلاك إيران للبرنامج إلى حدوث &laqascii117o;شلال نووي" في المنطقة، حيث ستشعر تركيا والسعودية ومصر على سبيل المثال بأنها مجبرة على تطوير قدراتها النووية حفاظاً على توازن القوى، وماذا سيكون الموقف الأميركي – الإسرائيلي حينها من هذه الدول الحليفة؟ وفي إطار البحث في إمكانية تحقّق سيناريو &laqascii117o;الشلال النووي" في المنطقة، يتساءل الثلاثة عما إذا كانت أميركا ستسارع لتفادي الانتشار النووي عبر توفير مظلة نووية لحلفائها في المنطقة، وماذا سيكون موقف هؤلاء؟ وهل ستختار مصر والسعودية القبول بالضمانات الأميركية أم ستصرّ على تطوير النووي مهما كانت المخاطر؟ وتنتقل الأسئلة إلى محاولة استشراف ما قد يكون موقف حلفاء إيران إزاء واقع امتلاكها للسلاح النووي، وتحديداً سوريا و&laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله"، فهل ستصبح هذه الأطراف أكثر جرأة وتصبح إسرائيل أكثر خوفاً في التعاطي معهم، وهل كان مثلاً ردّ إسرائيل على اختطاف &laqascii117o;حزب الله" للجندي الإسرائيلي في تموز 2006 سيختلف لو كان لدى إيران سلاح نووي؟ وبعيداً عن الأسئلة المحتدمة والسيناريوهات المحتملة، يؤكد مدير قسم الدراسات الدولية في معهد &laqascii117o;ترينيتي" في &laqascii117o;هارتفورد" الأميركية فيجاري براشاد أن الحرب على إيران قد بدأت فعلاً، دبلوماسياً واقتصادياً، و&laqascii117o;كل إيراني بإمكانه التأكيد على ذلك". برأي براشاد، إن إيران تعوّل في هذه الحرب على الصين والهند وروسيا، ولكن المخاوف في عواصم هذه الدول قد بدأت بالنمو أمام الضغوط الأميركية المفروضة. وخير مثال هو أن الهند قد صوّتت ضد إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذريّة، في حين أن الصين وروسيا قد ترضخان للعقوبات في حال تصاعدت الضغوط الأميركية عليهما. وباختصار &laqascii117o;إنهم أصدقاء لا يمكن الاعتماد عليهم". خلاصة براشاد يدرسها من منظار مختلف تقرير نشرته مجلة &laqascii117o;الإيكونوميست" تحت عنوان &laqascii117o;إيران والهوية بين النظرية والتطبيق في السياسة الصينية الخارجية"، حيث يبدو الموقف الصيني من إيران للوهلة الأولى &laqascii117o;كزواج جميل بين الاتساق الفكري والإفادة العملية". فمع معارضتها المستمرة للعقوبات على إيران كجزء من سياستها الخارجية، تتوقع بكين أن تستفيد من تخفيضات على خُمس وارداتها النفطية من إيران مع فرض الحظر الأوروبي على النفط الإيراني. وبناء على ذلك، فلا عجب أمام ما تلقاه وزير الخزانة الأميركي تيم غاثنر من صدّ خلال زيارته الشهر الحالي إلى الصين لطلب مساعداتها في كبح صادرات النفط الإيراني. وقد تحوّل هذا الصدّ إلى غضب عندما فرضت الادارة الأميركية العقوبات على شركة &laqascii117o;زوهاي زيرونغ" الصينية لبيعها منتجات نفطية مكررة لإيران. حسب التقرير، لطالما كان &laqascii117o;أمن الطاقة" أساس الدبلوماسية الصينية، ومن هذا المنطلق عزّزت صداقاتها مع جنوب السودان قبل الانفصال ومع المجلس العسكري الحاكم في ميانمار وكذلك مع إيران التي تجمعها بها مصالح تجارية ونفطية قديمة، وفي هذه الحالة فإن الصين ستتردد كثيراً قبل الإقدام على استعداء صديق قديم. ويعزّز الموقف الصيني، يضيف تقرير &laqascii117o;الإيكونوميست"، الشكوك المتزايدة لدى الصين تجاه الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي أعلنت عنها واشنطن مؤخراً بالتحوّل نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك بعد أن تعاظم التهديد الاقتصادي والعسكري الصيني على المصالح الأميركية. يُضاف إلى ما سبق الخوف الصيني من التأثير &laqascii117o;الكارثي" الذي قد تتركه العقوبات على إيران، وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى نشــوب نــزاع مسـتميت ســيترك تداعياته على الصين بشكل مباشر، لا سيما مع التهديدات الإيرانية بشأن إغلاق مضيق هُرمز، وأن البديل المتمثل بشكل أساسي في السعودية ليس مصدر ثقة لدى بكين على الإطلاق.


مقالات

- 'الاخبار'
السلاح في البقاع: إلى سوريا در
اسامة القادري:

حكاية تهريب الاسلحة من البقاعين الغربي والاوسط، الى داخل الاراضي السورية، تشبه اساطير الف ليلة وليلة. لكن الحديث عنها لم يعد امراً مشكوكاً فيه. والمسؤولية لا تتحملها فئة سياسية لبنانية دون اخرى.
تنشيط تجارة السلاح وترويجها وتهريبها الى سوريا، لا يقتصر على المعارضة السورية، التي يحضر مؤيدوها الى منطقة البقاع سراً وخلسة، بهدف تأمين كمية من الاسلحة الفردية. فالكثير من البقاعيين يبدون متيقنين من أن عدداً كبيراً من قطع السلاح، التي وزعها فريقا 14 و8 آذار على محازبيهما، من فردي ومتوسط، بيعت الى مهربين بعدما تضاعف سعرها. ويتندر بعض البقاعيين بالقول إن السلطات السورية تشترك في غالبية العمليات، عن طريق تجنيد بعض المهربين ليقوموا بابلاغ الامن السوري عن مواعيد ومكان التسليم، لمصادرة &laqascii117o;البضاعة". سهولة الوصول الى القرى المتاخمة للحدود السورية، لا تلغي صعوبة ووعورة الطريق التي تصل الى معابر ومنافذ المهربين المعتمدة، لنقل بضائعهم في الاتجاهين. فالطريق طويلة وجبلية، وهي أشبه بحقل ألغام لا يعرف فكفكة صواعقه، غير من ألِفه وحفظه &laqascii117o;عن ظهر قلب". الشاحنات الصغيرة ذات الدفع الرباعي، لم يعد لها &laqascii117o;عازة"، في هذه الطرق، عند منافذ حلوة وينطا وعيتا الفخار، في قضاء راشيا، وعلى طول خراج بلدتي المنارة والصويرة، وصولاً الى خراج بلدتي مجدل عنجر وعنجر حتى كفرزبد. فهذه المنافذ اقفلها الجيش اللبناني بسواتر ترابية، فضلاً عن إقامته نقاطاً عسكرية عند المرتفعات، منذ بداية الاضطرابات في سوريا. أما عند المقلب الآخر في الاراضي السورية، فيجزم المهربون أنه اضافة الى الدوريات الراجلة للهجانة وحرس الحدود، زرعت ألغام &laqascii117o;ضد الافراد" عمل بعضهم على تفكيك جزء منها. لم يكن سهلاً إقناع جهاد (اسم مستعار)، الذي يمتهن التهريب منذ نحو 20 عاماً، في البقاع الغربي، بالكلام عن تهريب السلاح الى سوريا بعد الاحداث الاخيرة. لكن الوعود بإبقاء اسمه طي الكتمان أقنعته بالكلام. المهرب الذي خبر مسالك الحدود منذ أن كان في الثالثة عشرة كان في ما مضى محسوباً على جهات قريبة سياسياً من النظام السوري. وحتى اليوم، لا يزال يرى أن المعارضين السوريين &laqascii117o;مخطئون بمعارضتهم، ما دام كل شيء مؤمناً لهم". يبدأ بسرد التفاصيل، مبتعداً عن الاسماء. قال إن احد التجار السوريين عرض عليه قبل نحو ثلاثة أشهر، العمل في تهريب السلاح الى داخل الاراضي السورية. وافق بعدما عرض الفكرة على زملائه الخمسة، وبعدما جرى تحديد عائد الارباح المضاعفة لكل منهم. رأى أن الفرصة قد لا تتكرر. فهم كانوا قد تعودوا العمل في مجموعة متراصة، رغم أنهم يختلفون بالسياسة والانتماء، &laqascii117o;في منا الموالي مع المقاومة واللي ضدها، بس اللي بيجمعنا لقمة العيش والسرية". يضحك المهرب ليردف: &laqascii117o;بهالشغلة ما في معارض وموالي، في شغل، 80% من السلاح اللي بنهربه، سلاح احزاب موالية للنظام السوري، والبقية من تجار ومن جماعة المستقبل. الكلاشنيكوف صار سعره بين 2500 دولار و3 آلاف، والطلقة بدولارين. أما الـ&laqascii117o;أم 16"، فيراوح سعرها بين 4 آلاف و5 آلاف دولار". هذه الاسعار المغرية تشجع الكثيرين على بيع ما لديهم، وبعدها توضب وتخبأ في اكثر من منزل، خوفاً من دهم القوى الامنية اللبنانية. &laqascii117o;اذا صادروا كمية صغيرة، تكون الخسارة اقل". بعد ذلك، تُنقل البضاعة تباعاً بواسطة ستة بغال عبر المعابر، في خراج بلدتي الصويرة والمنارة في البقاع الغربي، وأحياناً من وادي عنجر. يقول: &laqascii117o;كل بغل نحمله 10 قطع ونموّه الحمل ببضاعة مطلوبة في السوق السوري"، لتسلم في منطقتي الزبداني ومضايا الى اناس &laqascii117o;لا نعرفهم، انما يعطوننا كلمة السر المتفق عليها من قبل الوسيط. قبل الانطلاق، نقبض نصف الثمن. وعند التسليم، النصف الآخر". وفي طريق العودة، تُحمّل البغال بضاعة سورية مطلوبة في لبنان. لا ينفي الشاب أن علاقته مع الأمن السوري قوية، كما يفعل المهربون مع الجمارك. &laqascii117o;نعطيهم قضية كل فترة. نبلغهم عن مكان التسلم والتسليم، وعن كيفية تأمين الطريق من الهجانة وحرس الحدود". لا ينفي أن عملية عبوره الحدود، تتطلب &laqascii117o;تأمين الطريق"، ودفع خوات للهجانة وللأمن، &laqascii117o;إنما بمبالغ عالية جداً". يؤكد متابعون لملف تجارة الأسلحة في البقاع، أنها لم تعد تقتصر على أناس محسوبين على فريق سياسي معيّن، بل امتدت الى عمليات النصب والسلب على الشارين. ففي هذه الحالات، لا يمكن إبلاغ الأجهزة الأمنية بعملية النصب، بطبيعة الحال. وهذا الأمر حصل مع مجموعة من ثلاثة اشخاص قدموا من وادي خالد الى بلدة في البقاع الشمالي بهدف شراء كمية من الاسلحة عارضين طلبهم على احد تجار السلاح والنافذين في البلدة. وافق التاجر، طالباً دفعة قدرها 10 آلاف دولار مقدماً. وبعدها بثلاثة ايام استطاع ان يؤمن كمية من الاسلحة بقيمة 40 الف دولار، قبض المبلغ وحملت البضاعة، وما أن انطلقت مجموعة الشمال بها نحو 2 كلم، حتى تم الانقضاض عليهم، وسلبهم السلاح والمال. أيضاً مثل هذه العمليات حصلت في منطقة البقاع الاوسط، وبذات الطريقة، إذ سلب عدد من الأشخاص تاجر سلاح سورياً، بعدما امنوا له الكمية المطلوبة، من 15 رشاشاً مع ذخائرها. وفي مقابل هذا الواقع، يبدو الأمن اللبناني منقسماً إلى قسمين: واحد يراقب ولا يحرك ساكناً. والثاني يحاول جاهداً اللحاق بالمهربين الذين يبدو أنهم يسبقونه في معظم الأحيان.


ـ 'الشرق'

مخابرات تحت الشبهات؟!
ألفرد نوار:  

اعطى الامين العام الاسبق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي معلومات عن حادثة عين بورضاي في منطقة بعلبك العام 1997 التي ذهب ضحيتها النقيب في الجيش اللبناني جان وهبي وأحد كبار مسؤولي الحزب، لاسيما ان الطفيلي كما هو معروف مطالب بدم النقيب الشهيد وغيره بحسب حكم صدر عن القضاء، فيما لم يعد احد يعرف كيف تحول المتهم بارتكاب جرائم تلك الحادثة الى من يوجه الاتهام الى الجيش اللبناني صراحة وفي مقابلة تلفزيونية سبقتها معلومات في السياق عينه صدرت عن الشيخ الطفيلي الذي كان آنذاك في عداد الخارجين على سلطة حزب الله وعلى اوامر وتعليمات المخابرات السورية وعلى القانون؟! وما قاله الشيخ صبحي الطفيلي عن دور مباشر للجيش في قتل النقيب جان وهبي والشيخ خضر طليس وغيرهما، قيل مثله عن دور لمخابرات الجيش في زمن الوصاية السورية عن حادثة قتل عدد من الضباط والجنود في منطقة الضنية، وصولا الى اتهام عناصر حزبية - دينية كانت تتحرك تحت عنوان تنظيم القاعدة.
وقد تمت تصفية عدد من المطلوبين في الضنية فضلا عن اعتقال العشرات ممن لا يزالون يجرجرون من قضاء الى قضاء من غير ان يصدر عليهم حكم يشرح حقيقة ودوافع ما قاموا به، اقله لالباسهم جريمة قتل العسكريين، مثلما حصل مع الشيخ صبحي الطفيلي الذي حكم عليه بالاعدام من دون ان يجرؤ احد على توقيفه مع علم الجميع بمكانه وبوسائل تحركه (...)
كذلك، فان حادثة التفجير التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في منطقة الزوق وكانت مدخلا اساسيا في ملاحقة القوات اللبنانية بقائدها واركانها (...) فقد انتهت بحكم براءة من غير ان يعني ذلك وقف المحاكمة امام المجلس العدلي، بعدما تبين ان المطلوب رأس سمير جعجع (...) وان الطالب هو الاحتلال السوري، فيما كان المنفذ مخابرات الجيش بقيادة العقيد جميل السيد الذي لعب هذه الورقة السياسية - القضائية بجدارة متناهية وصولا الى حل القوات ووضع اليد على مؤسساتها الاجتماعية والانسانية والاعلامية. وليس من ينكس كيف وزعت &laqascii117o;تركة القوات" بين عدد من المحسوبين على المخابرات السورية من سياسيين وحزبيين وفاعليات (...) وقبل ذلك كانت مشكلة ادارية - مالية بين الجيش ووزارة المال، حفلت بدخول المخابرات على خط التعرض بالضرب للوزير فؤاد السنيورة بذريعة عدم توقيعه على مصارفات مالية للجيش، وليس من ينسى كيف تصرف الرئيس رفيق الحريري في خلال مراجعته الرئيس حافظ الاسد في الموضوع، ورد فعل الاخير الذي قال بصريح العبارة &laqascii117o;الشباب بصدد القيام بمهمة بالغة الاهمية  ولا ارى ضرورة للتعكير عليهم" في اشارة الى ما اعقب الحادثة من تفجير كنيسة سيدة النجاة واتهام القوات اللبنانية بالجريمة التي اوقعت قتلى وجرحى ودمارا (...) وادت بالتالي الى حل القوات واعتقال سمير جعجع ومحاكمته مع عدد من القوانيين بتهمة تفجير الكنيسة؟! وما قيل عن دور لمخابرات الجيش في عدد من الحوادث السياسية، قيل مثله في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي التي كانت بمثابة الاشارة المخابراتية اللازمة للخوض في محاكمة جعجع والقوات اللبنانية، وصولا الى مقاضاة الاول وحل القوات ووضع اليد على مؤسساتها! ونظرا لتعذر الخوض في مثل هذه الملفات قضائيا وقانونيا بقيت امورها عالقة، فيما ادت اثارتها الى ما هو مرغوب فيه، يوم اغتيال الرئيس رشيد كرامي ويوم ازاحة سمير جعجع ويوم فرض اجراءات وقائية بحق حزب الله من جماعة الشيخ صبحي الطفيلي وحدث ولا حرج عما بلغته ملاحقة العشرات من المتدينين في منطقة الضنية قبل ان يتطور صراع المخابرات السورية الى حد استخدام &laqascii117o;فتح - الاسلام" وتنظيمات دينية اخرى ممن فتح النار وشن عمليات ضد الجيش على الطرقات وفي الثكن العسكرية وكأن الغاية &laqascii117o;تنفيس احتقان سياسي - امني على الساحة اللبنانية" قبل ان تتطور الامور الى اغتيالات سياسية مفضوحة تحت عنوان &laqascii117o;مواجهة القدر" الذي حتم حصول انسحاب سوري نهائي وعاجل من لبنان في العام 2005؟ والذي قاله الشيخ صبحي الطفيلي عن مهام مشبوهة لمخابرات الجيش في مجزرة عين بورضاي، قيل مثله واكثر في معرض الحديث عن جرائم وتصرفات اخرى مريبة، لم يعد احد يأتي على ذكرها (...)
على رغم انحسار موجة الخوف الشخصي من تجدد الاغتيالات؟!


ـ 'الديار'
مجموعة 'مُصادفات' إعلاميّة وسياسيّة وأمنيّة تُثير علامات استفهام حول تزامن حدوثها !
المعارضة 'المربكة' و'المتوترة' على وقع التطوّرات المتسارعة في الأزمة السوريّة
تفتعل الأزمات 'لتكبير الحجر' أمام قوى 'الأكثرية' لمنعها من استكمال 'الإنقلاب'
ابراهيم ناصرالدين:

لا يمكن لمجموعة من الاحداث والتطورات ان تجتمع مرة واحدة تحت السماء اللبنانية &laqascii117o;المكفهرة" ويكون الامر مجرد صدفة، فجأة يتحرك الشارع الطرابلسي وينزل السلفيون الى الشارع اعتراضا على تحقيق استخبارات الجيش مع احد مشايخ السلفية، وقد سبقت ذلك اعادة تزخيم الشارع &laqascii117o;الاسلامي السني" بعد صلاة الجمعة الماضية في عاصمة الفيحاء ضد النظام السوري وحلفائه في لبنان، وليس صدفة ايضا ان تقطع الطريق الساحلية جنوبا مع ما تحمله من رسائل شديدة الخطورة &laqascii117o;لسبب تافه" يتعلق بتخلف احد الجنود عن مركز عمله، وليس من باب الصدفة ايضا ان يتم استحضار &laqascii117o;الرموز" الشيعية كافة المناهضة لحزب الله فجأة لتحتل شاشات المعارضة، فيتم استحضار الشيخ صبحي الطفيلي على الـ &laqascii117o;ام تي في" والسيد علي الامين على قناة العربية والنائب &laqascii117o;المغيب &laqascii117o;عقاب صقر على قناة المستقبل، وليس صدفة ايضا ان يتحرك الشارع ضد &laqascii117o;صهر الجنرال" تحت عنوان الكهرباء، ودلت رفع صوره والشعارات المترافقة مع هذه التظاهرات ان المسألة ليست اعتراضا على توزيع غير عادل للطاقة &laqascii117o;المأزومة" من سنوات طويلة، بل &laqascii117o;لغاية في نفس يعقوب"، ادت مفاعيلها بعد ساعات قليلة استفزازا متوقعا للجنرال عون، ولم تنته &laqascii117o;الصدف" عند هذا الحد، ففجأة عاد الملف الامني الى الواجهة من باب تسريب معلومة استهداف احد القادة الامنيين، وفتح مجددا ملف &laqascii117o;داتا" الاتصالات، وجرى ايضا تسريب معلومات اخرى عن احتمال استهداف الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، وعادت الاصوات لترتفع وتزيد التوتر في البلاد على وقع تبادل الاتهامات &laqascii117o;ونبش" قبور الماضي القريب والبعيد. فهل من يصدق ان تزامن هذه الامور وغيرها مجرد &laqascii117o;صدف بريئة"؟ وحدهم السذج يعتقدون ذلك، فوفقا للمعطيات المتوافرة من اوساط سياسية متابعة، فأن كل هذه الملفات تحركت على وقع الاحداث السورية، وجديدها ان فريقي النزاع في لبنان تبلغا كل من مصادره ان النظام السوري اتخذ قراره ولن يتراجع عن استكمال الحسم العسكري على كافة الاراضي السورية بعد ان حسم عسكريا في مناطق ريف دمشق، واذا كان تقدم الحل الامني على ما عداه يريح حلفاء سوريا في لبنان في ظل قناعة راسخة لديهم بقدرة القوات السورية النظامية على استعادة البؤر الامنية &laqascii117o;المطوقة" في مختلف المناطق، فهو في المقابل زاد من حجم التوتر لدى قوى 14 اذار التي تخشى من نجاح النظام السوري في ضرب العصب الامني والعسكري للمسلحين السوريين داخل الاراضي السورية مما يعني حكما الانتقال الى مرحلة ثانية تقضي بالقضاء على &laqascii117o;الجبهة الخلفية" لهؤلاء، وهذا يعني انتقال العمل الامني او العسكري الى داخل الاراضي اللبنانية.

هذه الخشية لدى قوى المعارضة اللبنانية لم تأت من فراغ، فهي تلقت بكثير من الجدية الرسائل السورية في عرسال ومنطقة العريضة، وازدادت مخاوفها بعد تعرض مجموعة مسلحين لبنانيين لكمين سوري في منطقة تلكلخ، ورغم المصير المجهول لهؤلاء فأن هذا الحادث يقدم دليلا جديدا على تورط هذه المجموعات بالعبث بالامن السوري ويعطي حججا مبررا اضافيا لمزيد من القلق، وكذلك لم تجد هذه القوى صعوبة في فهم &laqascii117o;رسالة" استخبارات الجيش بعد اعتقال الشيخ عبد الله حسين في الشمال، وفهمت منها ان هناك من هو مستعد لفتح ملف السلفيين في لبنان، لكن المسألة هي مسألة وقت، وكذلك لم تستسغ هذه القوى تصريحات السفير الايراني في لبنان وحديثه عن نقل المخطوفين الايرانيين في سوريا الى لبنان، واعتبرت ان هذا الامر سيكون مقدمة لعملية امنية واسعة في الشمال والبقاع من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية &laqascii117o;تحت عنوان البحث عن المخطوفين". ووفقا للاوساط نفسها، فقد اضيف الى هذه المعطيات في الساعات الماضية تبلغ قوى 14 اذار رسميا من الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة ان ملف اقامة مخيم للنازحين السوريين اصبح من الماضي وان المنظمة غير قادرة في ظل &laqascii117o;التوازنات اللبنانية &laqascii117o;القائمة على المضي قدما في هذا الملف، كما لاحظت المعارضة اللبنانية غياب &laqascii117o;الحماسة" لدى الولايات المتحدة ودول الخليج المؤثرة، ما عدا قطر طبعا، في تقديم دعم فاعل &laqascii117o;للمنشقين السوريين &laqascii117o;يقلب الموازين على الارض، وهذا ادى طبعا الى مزيد من التوتر انعكس في ردود الفعل الاعلامية والسياسية والميدانية، التي لم تكن قطعياً مجرد مصادفات، بل رسائل تسعى من خلالها قوى المعارضة الى &laqascii117o;تكبير" الحجر، رغبة منها في الحد من اندفاعة الفريق الاخر نحو اجراءات تعتبرها استكمالا للانقلاب الذي حصل قبل نحو عام من اليوم. هذه المعطيات تفسر محاولة &laqascii117o;تطويق" حزب الله اعلاميا من خلال استحضار الشخصيات الشيعية المناهضة له، وكذلك رسالة قطع الطريق الساحلية، وبطبيعة الحال يمكن لهذه المؤشرات ان تفسر الحملة على التيار الوطني الحر، والقصد من ورائها خلق حالة ارباك للوضع الحكومي وزيادة الانشقاقات التي يساهم فيها بفعالية النائب وليد جنبلاط، كما ان قطع الطرقات في الشمال كان من قبيل الرد على المؤسسة العسكرية &laqascii117o;لافهامها" ان اتخاذ خطوات مستقبلية في هذا الاتجاه لن يمر دون تداعيات، لكن الاوساط نفسها ترى في تسريب المعلومات الامنية حول استهداف قيادات رفيعة في البلاد ابلغ دليل على حالة القلق السائدة لدى قوى المعارضة، فالموضوع غير مرتبط بمسألة &laqascii117o;داتا" الاتصالات التي ترعى تسليمها الى الجهات الامنية القوانين المرعية الاجراء، وانما لب المشكلة في انعدام الثقة بين قوى &laqascii117o;الاكثرية الجديدة" وفرع المعلومات، وهذا الامر ليس بجديد وهو يناقش علنا منذ ان تمسك الرئيس ميقاتي بموقفه المعارض لاجراء اي تغييرات جوهرية في قوى الامن الداخلي، فهل حصل اي تغيير في موقفه اليوم، استوجب هذه الخطوة الاستباقية لمنع احداث اي تغيير في المراكز الامنية الحساسة في المستقبل وخصوصا قبل الانتخابات النيابية المقبلة؟ كلا، المسألة لا تعود الى وجود توجه حكومي الان، او رغبة في القيام بتغييرات جذرية في هذه المراكز الحساسة اليوم، لكن ما تخشاه قوى 14 اذار و&laqascii117o;تيار المستقبل" هو انعكاس التطورات السورية على المشهد اللبناني، وبشكل خاص على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وهي ترى ان رفضه اجراء تغييرات في المناصب الامنية الكبرى في قوى الامن الداخلي وفرع المعلومات لن يستمر طويلا اذا ما التقط النظام السوري انفاسه، فالحسابات عندئذ ستكون مختلفة، وهو لن يستطيع تقديم الاعذار التي يتحدث عنها اليوم لعدم احداث التغيير المنشود، فالظروف ستتغير وبناء على &laqascii117o;براغماتيته" المعروفة ستكون مصلحته في مكان اخر، وهو سيجد المبررات للتراجع عن موقفه الراهن، وكذلك لن يستطيع اقناع الحلفاء في الداخل والخارج بنظريته القائمة على عدم المساس بالبنية الامنية القائمة &laqascii117o;المعروفة بتوجهاتها السياسية المعارضة"، وبناء على هذه المخاوف تقصدت المعارضة &laqascii117o;نفض" الغبار عن هذا الملف واعادته الى الواجهة من جديد، لتذكير رئيس الحكومة بأن هذا الملف شديد الحساسية في &laqascii117o;الشارع السني" والمساس به ستكون له تداعيات خطرة. وفي الانتظار، تبقى الاسئلة مفتوحة دون اجوبة حول حجم التداعيات السورية على المشهد الامني والسياسي في لبنان، لكن المؤكد ان الاحداث تتسارع ولن يطول الوقت قبل الحصول على هذه الاجوبة، ويبقى الرهان ان لا تقوم قوى المعارضة &laqascii117o;المربكة" بخطوات &laqascii117o;غير محسوبة"، تدفع البلاد الى أزمة يمكن تفاديها بالقليل من &laqascii117o;التواضع" وادراك حدود &laqascii117o;القوة".


ـ 'الشرق'
نهاية مغامرة الشرق الأوسط الإيراني الكبير
ميرفت سيوفي:

عادت واستوقفتني بالأمس ـ في ظلّ تسارع وتيرة احتشاد العالم ومجلس أممه لإنقاذ الشعب السوري ـ تلك المقدمة التي خطّها رئيس مجلس النواب نبيه بري لكتاب الزميل راجح الخوري &laqascii117o;إرهاب ضدّ الإرهاب"، فبلاغة بري التي أخرجت لنا يوماً مقولة &laqascii117o;لا وجود للهلال الشيعي إلا في القمر السُنّي"، ولا ذلك المديح المفوّه في استقبال أمير قطر &laqascii117o;بطل وممول المقاومة يومها" في جنوب لبنان بقوله: &laqascii117o;أول الغيث قطرة فكيف إذا كان قطر"، وعلى عكس الذين لا يقرأون جيداً في الصمت البري إلا اختلافاً في وجهات النظر مع حزب الله حول الوضع السوري، تحدّث بري مطوّلاً ـ في تلك المقدمة ـ عن المعركة الدائرة بين أميركا والمنطقة، والذين لم يفهموا بعد حقيقة أنّ المعركة الدائرة في سوريا هي بين الشعب السوري والمشروع الإيراني كلّه ورأس حربته نظام دمشق الذي غادر موقعه العربي نهائياً منذ عقد من الزمن، يحتاجون إلى قراءة هذه المقدّمة مطوّلاً ليقرأوا حقيقة موقف رجل الحبال اللبنانيّة والعربيّة والإقليميّة الذي أفلح في النجاة والاستمرار لاعباً أساسياً في لبنان طوال ربع قرن من الاضطراب السياسي!! إقرأوا هذه السطور التي خطها الرئيس نبيه بري: &laqascii117o;في النهاية يبقى أن الفصل الذي لم يكتب بعد هو عن المعركة الثالثة التي بدأت، وفي أهدافها تصفية التاريخ لأجل جغرافيا كونيّة تُشبه مشاهدها الشرق الأوسط الأميركي الكبير حيث النار في كلّ مكان، من جهتنا[يقول بري]، نحن مطمئنون إلى أن صورتنا في مشهد هذه المعركة المقبلة هي: &laqascii117o;يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم وآل إبراهيم" على مساحة الشرق الأوسط الإسلامي الكبير"، أليس هذا هو المشروع الإيراني للمنطقة الذي ينهار اليوم بيد الشعب السوري، لكأنها كفّارة عن ارتماء سوريا في الحضن الإيراني طوال العقد الماضي!! وفي ظلّ &laqascii117o;التورية" أو &laqascii117o;التقيّة" التي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد