قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 4/2/2012

- 'الأخبار'
الجماعات الإسلامية تستخدمها الأحزاب الكبرى فزاعة أو لتأمين الحشد والتعبئة
إيلي حنا:

ركب الإسلاميون في طرابلس قطار &laqascii117o;الثورة السورية"، لكنهم تباينوا حول المحطة التي سيتوقف عندها. كل شيخ هنا مشروع رئيس حزب، ولكل ارتباطاته وسبل تمويله، إلا أن أهل المدينة، الذين يُبدون تعاطفاً مع الحراك السوري، يَبدون في موقع مغاير تماماً.
ينهي وليد صلاة الجمعة على الرصيف. هجر الشاب الثلاثيني مساجد الضنية ليلتحق بركب المصلين في جامع حمزة في القبة. خطبة الشيخ زكريا المصري تغنيه عن السجود داجل المسجد الممتلئ حتى مدخله. هنا طقس العبادة مختلف، قوامه صلاة، فخطبة سياسية، فتظاهرة دعماً لـ &laqascii117o;الثورة السورية". انسحب طقس مسجد حمزة على مسجد التقوى عند مستديرة أبو علي في طرابلس. في المسجد الفخم، لا يجد خطيبه، الشيخ سالم الرافعي، أيّ حرج في انتقاد النظام السوري وحليفه حزب الله بأقسى أنواع العبارات. أثّرت خطب الرافعي في علاقته بدار الفتوى في طرابلس. أبى أن يخفض سقف هجومه المرتفع. كابر حتى النهاية، فسحبت دار الفتوى إشرافها عن المسجد. لا بأس. الرافعي يخطب، ويؤمّن المال لخادم الجامع ولصيانته. ببساطة، أضحى الشيخ الخمسينيّ رقماً جديداً على الساحة السلفية في طرابلس. عدد السيارات أمام مسجده، كل يوم جمعة، كافٍ لتبيان أنّ صاحب شهادة الدكتوراه من جامعة القرآن الكريم السودانية، بإمكانه أن ينشئ &laqascii117o;حالة" مؤثرة في الشارع الشمالي. يرى ناصر مراد، رئيس جمعية التضامن والثقافة الإسلامية، والمُواكب للتنظيمات الإسلامية في طرابلس، أن المدّ الديني وحركة المساجد ناتجان عن &laqascii117o;التصحرّ السياسي المزمن الذي تعانيه المدينة". تديّن لا ينعكس بالتزام حزبي، &laqascii117o;فالشارع الإسلامي في طرابلس أكبر من حجم الجمعيات والحركات الإسلامية". ومن قلب حارات الفيحاء القديمة، يجزم مالك علوش، أحد المشاركين في تأسيس حركة التوحيد الإسلامي، أن طرابلس لم تعرف يوماً حركات إسلامية قوية ووازنة، مذكراً بأن سيطرة حركة التوحيد على المدينة، لسنتين خلال الحرب الأهلية، كانت نتيجة دعم مالي وعسكري فتحاوي بقيادة ياسر عرفات في إطار صراعه مع الرئيس السوري، حينذاك، حافظ الأسد. لتخبو بعدها شمعة &laqascii117o;أخيه في الجهاد" سعيد شعبان وبقية المؤسسين. حالياً، يلفت الإسلامي، المتأثر بفكر الإمام الخميني، إلى أن كل رجل دين في طرابلس هو مشروع رئيس حزب أو جمعية، كما أنّ كلّ حركة سياسية إسلامية أبصرت النور لديها تمويلها الخاص وارتباطها بمركز قرار خارجي. يعزو إسلامي عتيق آخر، ضعف الحركات الإسلامية إلى غياب المشروع واقتصار أدبياتها على الشعارات العامة، التي يتفق عليها أصلاً السواد الأعظم من الشارع. وتعزّز هذه النظرية، هامشية الدور اللبناني في المنطقة، حيث يستسهل الإسلاميون، ومن ورائهم قياداتهم، الالتحاق/ التأثر بالدول المحورية، صانعة القرار، كالسعودية وتركيا وايران، ومصر العائدة من جديد. ففي ظلّ فراغ الساحة اللبنانية من قيادات كاريزماتية وصاحبة مشروع، تحولت كلمتان نطق بهما رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان في وجه نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز في مؤتمر دافوس إلى مئات الصور واللافتات الداعمة للزعيم التركي. هلّلت الجماهير لـ &laqascii117o;البطل المسلم"، كما تهلل اليوم لمواقف قطر من النظام السوري. يختلف العنصر المستهدف، لكن الفكرة الأساسية تشير إلى أن جزءاً كبيراً من الشارع الإسلامي يبحث عن &laqascii117o;قائد" إذا هدّد نفّذ، وإذا وعد صدق.

الوضع السوري (لا) يحرك الشارع
نقل الحراك السوري طرابلس، ومعها الشمال نحو سكة جديدة، يختلف المتابعون والقيادات الحزبية بشأن تحديد وجهتها. &laqascii117o;الجميع ركب قطار الثورة السورية، لكنّ أحداً منهم لا يعلم أين ستكون أولى محطاته"، على حد قول إسلامي شمالي. أو على نحو آخر كل منهم رسم محطة في مخيلته يشتهي أن يفتح الباب لتطأ قدماه أرضها. تصوروا رحلة تجمع الجماعة الإسلامية، السلفيين وحزب التحرير، إنها حتماً على خطّ &laqascii117o;طرابلس ــ تلبيسة ــ حماه". يظهر جلياً تعاطف الشارع الطرابلسي مع المعارضة السورية، انطلاقاً من شعوره بمظلومية الشعب السوري، ومن القهر الذي عانته المدينة منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى مطلع الألفية الجديدة جراء التحكّم العسكري والأمني السوري في مفاصل حياة المدينة، لكنها عاطفة لم تدفع قاطني المدينة نحو الشارع، إذ جمعت كبرى تظاهرات الدعم لـ &laqascii117o;الثورة السورية" المئات. حزب التحرير اكتفى بوقفاته التضامنية المعدودة داخل باحات المساجد، بينما نظمت الجماعة الإسلامية مهرجاناً تضامنياً في معرض رشيد كرامي الدولي رُفِد بالعشرات من أساتذة مدارس الإيمان (التابعة للجماعة) وطلابها ومناصري تيار المستقبل ونازحين سوريين. أما السلفيون، فتفرقوا على عادتهم بين التظاهرات المنطلقة من مساجد منطقتي القبة والتبانة. في أكبر مقهى شعبي في مدينة الميناء، &laqascii117o;يعتصم" شباب المدينة على طريقتهم. يفرغون حقدهم على النظام السوري عبر سماع مذيعة نشرة قناة المستقبل تلفظ عبارة &laqascii117o;كتائب الأسد"، يلعنون الجيش السوري و&laqascii117o;شبّيحته". يتذكرون للحظة مصير &laqascii117o;كتائب القذافي". كبسة زر، ننتقل إلى قناة &laqascii117o;الصفا"، وبطلها الشيخ عدنان العرعور. تعلن التعبئة العامة. فلتقلع طائرات الناتو. لا هدير في السماء. عودة إلى &laqascii117o;دق الليخا". بعيداً عن الشارع وأزمة غياب الزخم الشعبي المرافق للحراك السياسي العام، يضع الإسلاميون الملف السوري على طاولة لقاءاتهم اليومية، محاولين استشراف مستقبل المنطقة. يرى كوادر سابقون في العمل الإسلامي أن التعويل على مصر &laqascii117o;الإخوانية" عامل دفع مساعد لأهل السنّة في لبنان، رافضين ردود الفعل المبالغ فيها إزاء موقف الإخوان المسلمين من معاهدة كامب دايفيد وعلاقتهم &laqascii117o;المريبة" مع الغرب. فبنظر هؤلاء، يجدر إعطاء فرصة لأحفاد حسن البنا، غير المجربين في الحكم، وانتظارهم لتحصين الساحة المصرية الداخلية، لترفع بعدها مصر لواء العروبة وفلسطين. يقارب إسلامي مخضرم الواقع المصري من زاوية مغايرة، منطلقاً من سياسة التنظيم العالمي للإخوان، التي تترك لقيادة كل قطر تحديد سياستها الداخلية، لكن إذا كان إخوان مصر يبحثون عن تحصين الداخل وإعادة الاستقرار للاقتصاد المتدهور، وكل تنظيم يعمل بحسب الأجندة الداخلية، فما الذي يبقى مشتركاً بين &laqascii117o;الإخوان"؟ سؤال يدفع محدّثنا إلى التأكيد أنه &laqascii117o;إذا لم تكن فلسطين القاسم المشترك فلا معنى للارتباط بين تنظيمات الإخوان". ويتابع: &laqascii117o;سخيف من يظنّ أن الحركات الإسلامية الحاكمة في تونس ومصر تستطيع أن تحلّ مشكلة بلادها الاقتصادية، لارتباطها بسياسات البنك الدولي والولايات المتحدة، ما سيدفع هذه الحركات بعد خوض خيبة الحكم إلى رفع شعار فلسطين أولاً بدل الاقتصاد أولاً لتحافظ على مشروعيتها"، فيما يلفت مشككون إلى أن القاسم المشترك بين هؤلاء الإسلاميين هو السلطة بكل ما تعنيه من محافظة على الوضع القائم وتحالف غير معلن مع الغرب.
ويقارن المتابعون بين &laqascii117o;أصحاب الكراسي الجدد" في تونس ومصر وإخوانهم اللبنانيين. فالأخيرون عاجزون عن تأمين الوظائف لمريديهم، كما يعجزون عن طرح شعار &laqascii117o;الإسلام أولاً" لتقرّبهم حد الاندماج من تيار المستقبل، وبالتالي القوات اللبنانية.

الحركات الإسلامية: مأزق تلوَ الآخر
لم يفلح الربيع العربي في ستر عورات التنظيمات الدينية في &laqascii117o;مدينة العلم والعلماء". فهي غارقة في أزماتها الشعبية والتنظيمية. يروي شيخ سلفي في التبانة أن الجماعات الإسلامية في طرابلس توظّف قواها وعملها لمصلحة الأحزاب الكبرى، إذ تستخدم كفزاعة (معارك جبل محسن ـــــ التبانة مثلاً) أو لتأمين الحشد والتعبئة. عندما يخطب داعي الإسلام الشهال ترتفع بورصة تيار المستقبل. يخرج المعتقلون الإسلاميون من السجون، فتعلو لافتات الشكر والتأييد للرئيس نجيب ميقاتي. ويصف الشيخ الأزمة التي &laqascii117o;تدفع القوى الإسلامية للبحث عن دور"، فالجماعة الإسلامية، في رأيه، تحلم بتنصيب محمد بديع &laqascii117o; مرشداً عاماً للثورة المصرية"، لعل اللقب يُسقط عليها امتيازات حزب الله لدى &laqascii117o;المرشد الإيراني". لقب &laqascii117o;المرشد" المصري قد يخفض من منسوب الانزعاج جرّاء &laqascii117o;الأزمة داخل مؤسسات الجماعة بسبب سوء الإدارة والصراعات الداخلية"، يختم الشيخ كلامه. من الجماعة إلى جبهة العمل الإسلامي، التي ما زالت تبعات رحيل مؤسسها الداعية فتحي يكن حاضرة ومؤثرة، إذ لا يبدأ قيادي في الجبهة، أو مقرب منها، حديثه عن تنظيمه إلّا بجملة &laqascii117o;بعد وفاة الدكتور فتحي تغيرت حالتنا". تعيش الجبهة، اليوم، &laqascii117o;مأزق الرأس والإجماع"، والعبارة لأحد المقربين منها. وتجري رئاسة الجبهة (أو ما اصطلح على تسميته &laqascii117o;منسق" الجبهة) عبر نظام المداورة لمدة ثلاثة أشهر بين قادة فصائلها الخمسة. يروي عضو في تجمع العلماء المسلمين أن الجبهة تراجعت بعد موت يكن، ولم تعد بمستوى الحاجة التي وجدت لأجلها، سوى أن حزب الله لا يريد نعيَها بل يعدّها &laqascii117o;أفضل الممكن" على الساحة الإسلامية السنية المعارضة لتيار المستقبل. في هذا الإطار، يلفت الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان إلى أن مجرد صمود الجبهة وبقائها، خلال هذه الأزمة التي تعصف بالمنطقة، يسجَّل لها لا عليها. ويرى شعبان أن التأثير السياسي لأي حزب يكمن في وجوده في السلطة، وهذا غير حاصل حالياً، ليردف قائلاً: &laqascii117o;طالما الجبهة باقية فهذا ممتاز". فيما يلفت الشيخ مصطفى ملص إلى أن الجبهة ما زالت تؤدي دوراً على صعيد جمع هذه الفصائل، رغم أنها (الفصائل) عملت، بعد وفاة يكن، على التخلّص من مكاتب الجبهة في المناطق، لأنها مستقلة ولا تتبع لتلك الفصائل. فملص حوّل إطاره، &laqascii117o;لقاء العلماء والدعاة"، إلى &laqascii117o;مكتب المنية" في الجبهة، عندما كان الشيخ يكن على قيد الحياة. وبعد وفاة الأخير، عاد إلى إطاره القديم. والحال مطابقة لمكتب الجبهة في عكار بقيادة الشيخ ماهر عبد الرزاق، ومكتبها في البقاع ومسؤوله الشيخ أحمد القطان. وتواجه الجبهة صعوبة واضحة في تظهير موقف واضح من الحراك السوري بسبب تحالفها المتين مع حزب الله، وشعورها بتحسّس الشارع السني من التهجم على المعارضة السورية وتظاهراتها. على المقلب السلفي، تفشل الحناجر الصادحة بمطلب إسقاط الرئيس بشار الأسد في جمع القيادات السلفية تحت سقف واحد، إذ لم تنجح وحدة الخطاب السلفي في لمّ شمل &laqascii117o;أتباع السلف الصالح". منهم من يعيش مرحلة التحوّل في المفاهيم بعد رؤية النتائج الانتخابية لحزب النور السلفي في مصر. فمقولة عدم جواز الخروج على الحاكم وضعت على الرفّ، و &laqascii117o;الديموقراطية الكافرة" و &laqascii117o;طالبُ الولاية لا يُولّى" حجزت 121 مقعداً للسلفيين في مجلس الشعب المصري. وأفادت مصادر لـ&laqascii117o;الأخبار" أن قيادات سلفية بدأت البحث عن جواب لسؤال مفاده: &laqascii117o;ماذا يحلّ بنا إذا ربح بشار الأسد معركته؟". وتبيّن أن &laqascii117o;معادلة فلسطين" تحفظ خطّ الرجعة لهؤلاء، مع بحث إمكان إعادة بناء الجسور مع النظام السوري عبر أطراف لبنانية ومحلية. وترى المصادر أن سلفيي طرابلس دخلوا دهاليز السياسة الضيقة ليصبحوا رقماً من أرقام اللعبة، إذ يبحثون عن دور في مسرح يديره تيار المستقبل وقوى خليجية. على هذا الصعيد، يبرز دور مستجدّ لقطر في تمويل الجمعيات السلفية، عبر مؤسسة &laqascii117o;عيد آل ثاني" السلفية ومؤسسة &laqascii117o;قطر الخيرية" المتقاطعة مع الإخوان المسلمين. وحجّت قيادات سلفية في الآونة الأخيرة إلى الدوحة لتحظى بمكرمات أمرائها بعد شحّ المال السعودي، لكن القطريين يدفعون &laqascii117o;على القطعة"، بعدما &laqascii117o;لُدغوا" في تجارب سابقة ليقرروا تمرير دفعات موسمية حسب الظرف والحاجة. من جانبها، تبدو جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) قلقة من تنامي الخطاب الإخواني/ السلفي في العالم العربي، كما يسجّل تراجع الحضور الإعلامي للجمعية. ويشير مقربّون منها إلى أنها منصرفة إلى بناء وتمتين مؤسساتها الكثيرة، أما سياسياً، فالأحباش &laqascii117o;على ثقة بأن النظام السوري سيخرج منتصراً من هذه المؤامرة". تبدو طرابلس في إجازة، منذ تسلّم نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة، إذ جمّدت سياسته &laqascii117o;الوسطية" الأوضاع، ومواقف دار الإفتاء أضحت شبيهة ببيانات رئاسة الجمهورية التوافقية. تيار آل كرامي ومؤسسة الصفدي مشغولان بمكاتبهما الوزارية. وعاد تيار المستقبل إلى طرح العناوين الكبيرة بشأن الوضع الإقليمي، متجاهلاً سكان المدينة وحاجاتهم التي اعتاد سدّ قسط منها. الإسلاميون صوتهم الإعلامي أعلى بمراتب من وزنهم الفعلي. وربما تستطيع حلقة من برنامج تلفزيوني حواري تجمع إسلاميين من المدينة أن تجعل كل مشارك على كل شفة ولسان في طرابلس والجوار، لكن أهل المدينة مشغولون بفكرة التقرّب والاستفادة من القوى السنية التقليدية. فهذا الخيار يمكن أن يؤمن وظائف لأبنائهم ويساير إلى حدّ ما قناعاتهم السياسية. لا يزال مفعول الحريري &laqascii117o;التويتري" أضخم من تأثير مئة خطيب ملتح.

فايسبوك لا يحتاج إلى فتوى
لم يتأخر سلفيو طرابلس في فتح حساب على موقع التواصل الإجتماعي &laqascii117o;فايسبوك". واكبوا الحداثة الآتية من الغرب على غير عادة. لم ينتظروا فتوى تجيز الولوج إلى هذا العالم الجديد، ولم ينبشوا جملة &laqascii117o;من تحت الأرض" تكفّر مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، كما يتهمهم البعض. اليوم، داعي الإسلام الشهال (الصورة) اصبح بحاجة لحساب ثان ليستقبل أصدقاء جدد بعدما قارب عدد أصدقائه الخمسة آلاف، لدى داعي الاسلام مسؤول عن صفحته، يكتب الجملة التي تعبّر عن حالته (ستاتوس)، يجيب المعلّقين ويحمّل الصور. &laqascii117o;هي هي هي ...الله يحمي السلفية"، من أحدث &laqascii117o;حالات" حائط الشيخ داعي. الشيخ نبيل رحيم، بعد خروجه من السجن &laqascii117o;وجد أنّ المنهج الذي أحمله مشوّه فبادرت إلى فتح خمس حسابات على الفايسبوك لأتواصل مع الجميع واعطي صورة جميلة عن السلفيين واننا لسنا آكلي لحوم بشر". رحيم، لا يحب أنّ يرفع وتيرة خطابه على حائطه لكي لا يصل الى أي قطيعة مع الناس، ويقتصر مجمل حراكه &laqascii117o;التكنولوجي" على الشؤون الدينية. الأمر مختلف عند الشيخ بلال دقماق، فهو يستفيد من خبرة ومعرفة الآخرين &laqascii117o;شرط ان تستخدم للخير ونشر الفضيلة والمعرفة والعلوم". يجذبك حساب رئيس جمعية اقرأ، فهو من المعجبين بصفحتي السيد حسن نصرالله وحليفه سليمان فرنجية. وينشر مقالاً &laqascii117o;عن ضلال جماعة الأحباش". وبين صورة لـ &laqascii117o;المجاهدين" في سوريا، وأخرى له بجانب اللواء أشرف ريفي، يؤكد دقماق &laqascii117o;كلنا قناة وصال".


- 'الاخبار'

تعرّفوا إلى 'حماس' جديدة
صباح أيوب:

شغلت &laqascii117o;حماس" الاعلام الغربي أخيراً، وتابع الصحافيون باهتمام بالغ تحركات رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، فيما رصد المحللون إشارات كثيرة تدلّ على نشوء &laqascii117o;حماس جديدة" في الانتماء والأداء والولاء.
... ووصلت عدوى التغيير الى &laqascii117o;حماس". في خضمّ التبدّلات السياسية والاستراتيجية الحاصلة في العالم العربي، سجّلت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية، أولى إشارات التغيير الحاصل في المنطقة، حتى لو لم تعلن بعد عن أي تحوّل جذري في تركيبتها أو سياستها. البعض أشار الى أن الحركة الفلسطينية تبدو &laqascii117o;في مأزق التفتيش عن راع جديد"، والبعض الآخر &laqascii117o;ربط هوية الحركة وبروز الاخوان المسلمين في المنطقة وتأزم الوضع في سوريا بالتبدلات الحاصلة في أدائها"، وآخرون أقرّوا بتغيّرات جوهرية طرأت أخيراً على &laqascii117o;حماس"، لكنهم أبقوا على الحذر من نواياها و&laqascii117o;خطر استخدامها السلاح ضد اسرائيل مجدداً في أي وقت". كيف يمكن قراءة جولات مشعل الأخيرة على عواصم المنطقة؟ ماذا عن زيارته التاريخية الأخيرة للأردن؟ بعد سوريا، أين سيكون مقرّ الحركة الجديد؟ ماذا بعد إعلان &laqascii117o;حماس" انضمامها لـ&laqascii117o;منظمة التحرير الفلسطينية"؟ هل هي جادة في تبنّي المقاومة الشعبية؟ كيف ستنهي ارتباطها بإيران؟ وهل ستصطدم مع حركة الجهاد الاسلامي؟ هذا بعض ما طرحه الصحافيون الاميركيون والفرنسيون في محاولات لفهم تحركات &laqascii117o;حماس" الأخيرة وربطها بتغيرات المنطقة. أما الثابت الوحيد عند معظم هؤلاء فهو &laqascii117o;أن &laqascii117o;حماس" تريد أن تتأقلم مع ما أنتجه &laqascii117o;الربيع العربي" من تحولات وتندمج مع حكم الإسلاميين الذي ساد في أكثر من بلد لتلقى ترحيباً بينهم من دون أن تسبب لهم أزمة مع الغرب عموماً ومع والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً". بداية، مع زيارة خالد مشعل إلى الأردن برعاية قطرية ولقائه الملك عبد الله الثاني، بعد قطيعة استمرت ١٢ عاماً. ستيفن فاريل، في &laqascii117o;نيويورك تايمز"، وجويل غرينبرغ، في &laqascii117o;واشنطن بوست"، قرآ الزيارة من وجهتي النظر الأردنية والحمساوية. بالنسبة إلى فاريل &laqascii117o;الأردن تريد أن تعيد إحياء علاقتها بحماس نظراً لكون الأخيرة حليفة &laqascii117o;الاخوان المسلمين" الذين وصلوا الى الحكم في أكثر من بلد مجاور، إضافة الى نيّة الأردن لعب دور محوري في المنطقة، وخصوصاً في الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني". غرينبرغ يضيف الى ذلك &laqascii117o;أن تقرّب ملك الأردن من &laqascii117o;حماس" سيهدّئ الجبهة الداخلية الاردنية ومعارضة الاخوان المسلمين له". وينقل مراسل &laqascii117o;واشنطن بوست" في القدس المحتلة عن المحلل السياسي الاردني رضوان عبد الله قوله إن &laqascii117o;الاردن، وفي ظل غياب مصر وتدهور وضع سوريا، تريد أن تملأ الفراغ فتلعب دور الوسيط في المصالحة الفلسطينية وفي الصراع الاسرائيلي ــ الفلسطيني وفي الحركة الدبلوماسية التي ستنشط مع تراجع التأثير الايراني في المنطقة". الصحافيان الاميركيان يلفتان الى &laqascii117o;سعي ملك الاردن من جهة اخرى الى عدم فقدان ثقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من هنا يمكن فهم الزيارة التاريخية للملك عبد الله الى الضفة الغربية في تشرين الثاني الماضي، مؤكداً أن الممثل الشرعي للفلسطينيين يبقى عباس". كما يجمع الصحافيان على أن &laqascii117o;الاردن تسعى أيضاً الى تطمين الولايات المتحدة الاميركية وإسرائيل إلى أنها لن تمدّ يدها الى منظمة مصنفة إرهابية. من هنا الإشارة الواضحة في البيان الملكي الصادر بعيد الزيارة والتي تقول إن الحل الوحيد امام الفلسطينيين هو بالمفاوضات مع الاسرائيليين برعاية دولية". أما من وجهة النظر الحمساوية، فيشير فاريل الى أن &laqascii117o;الحركة تريد أن تنأى بنفسها عن ارتكابات الرئيس بشار الأسد الدامية الاخيرة لكن من دون أن تستفز النظام السوري ولا إيران الداعم المالي والسياسي القوي لها". وعن العلاقة الحالية بالنظام السوري، يؤكد غرينبرغ أنها &laqascii117o;تدهورت رفض المسؤولين في حماس دعم الأسد في مواجهة التحركات الشعبية التي قامت ضده". وفيما يشير المقالان الى أن مشعل &laqascii117o;غادر دمشق نهائياً"، لا يحددان أين سيكون مقرّه الجديد. فاريل ينقل عن بعض المحللين قولهم إن قياديي &laqascii117o;حماس" سيتوزعون على البلدان المجاورة: &laqascii117o;مشعل في قطر، موسى أبو مرزوق في مصر، والباقون بين عمّان وبيروت ودمشق، حيث سيتواجدون بصفة شخصية". &laqascii117o;مغادرة سوريا تتماشى مع تغيير في نموذج &laqascii117o;حماس" اعتمده مشعل أخيراً بالابتعاد عن الحملات العنفية ضد إسرائيل"، ينقل مقال &laqascii117o;التايمز" عن أحد المحللين.

نحو التغيير أو هرباً من مأزق
ماذا عن التغيير في &laqascii117o;حماس" وهل هناك فعلاً نواة لـ&laqascii117o;حماس جديدة" ستنبثق مع العالم العربي الجديد؟ &laqascii117o;هل لانت حماس؟"، يسأل ناثان براون من معهد &laqascii117o;كارنيغي" للأبحاث، ويجيب: &laqascii117o;لا، أقلّه ليس بعد". ورغم إصراره على أن لا شيء محسوماً بعد في تغيّر سلوك الحركة الفلسطينية، يلاحظ براون عدداً من إشارات التحوّل عندها، ومنها: الانضمام الى &laqascii117o;منظمة التحرير"، الانتقال الى المقاومة الشعبية الأقلّ عنفاً، انفتاحها على المصالحة الوطنية، سعيها الى بناء نفسها كمنظمة &laqascii117o;الاخوان المسلمين في فلسطين"... لكن براون يصف تلك التحولات بـ&laqascii117o;الخطوات الصغيرة جداً، نحو التبدّل الجذري"، وخصوصاً أن &laqascii117o;محاولات حماس الداخلية والخطوات التي اتخذتها تجاه الحياة السياسية الفلسطينية، ليست نهائية ولا يمكن الجزم بأنها لن تلغى ويعتمد عكسها". الباحث في الشؤون الفلسطينية، محتار وسبب حيرته، ما سماها &laqascii117o;الاشارات المتناقضة التي ترسلها حركة حماس" مثلاً: وصفها المصالحة مع &laqascii117o;فتح" بـ&laqascii117o;الخيار الاستراتيجي" وإبداء رغبتها في الانضمام الى &laqascii117o;منظمة التحرير" ودعوات قادتها الفصائل الفلسطينية إلى الاتفاق على برنامج سياسي موحد وخطة مشتركة تطالب باعتماد المقاومة الشعبية، لكن من جهة اخرى &laqascii117o;حماس" لن تتخلى عن النضال المسلح ولن تغيّر رأيها فيه. يعزو براون التناقض في أداء الحركة الى تشعبها الداخلي وتوزعها الجغرافي وتفرّق قادتها بين غزة ودمشق وفي السجون الاسرائيلية وفي بعض الدول العربية... لكن براون يشير الى أن &laqascii117o;السياسة التغييرية الجديدة يقودها خالد مشعل حالياً". يخلص المحلل في مقاله بالاشارة الى أنه &laqascii117o;من المبكر جدا القول إن حماس ستغيّر مبادئها الجوهرية فتتقبل إسرائيل وتتخلى عن العنف المسلح. ربما تفعل لكن بعد عدّة سنوات عندما يحصل تبدّل أساسي في أيديولوجيتها". &laqascii117o;هي استراتيجية ذكية، تلك التي اعتمدتها حماس مع تصاعد الازمة السورية"، يقول ريكاردو بوكو، المتخصص في شؤون الشرق الاوسط لصحيفة &laqascii117o;لو موند" الفرنسية. بوكو يتابع &laqascii117o;استراتيجية حماس تبدو أذكى من تلك التي يعتمدها حزب الله تجاه الأزمة السورية والعلاقة مع نظام الأسد، وهذا سيصبّ في مصلحة صورة الحركة وعلاقاتها مع الدول العربية وحتى على الصعيد الدولي". جان فرانسوا لوغرين، المتخصص بحركة &laqascii117o;حماس"، يضيف في هذا المجال أن &laqascii117o;السياسة المتحركة التي يقودها مشعل بنسج علاقات جيدة مع قطر، تعيد له القدرة على التنقل التي حرم منها لسنوات، من دون أن ننسى المنافسة التي تستعر اليوم داخل الحركة لكسب الداخل الفلسطيني".

أين إيران في كل ذلك؟
بول شام في &laqascii117o;ذي ناشيونال إنترست" الأميركية لا يرسم سيناريو وردياً لـ&laqascii117o;حماس"، على العكس، هو يضعها في &laqascii117o;مأزق" التفتيش عن راع جديد &laqascii117o;بعد أن أبعدت نفسها عن الحاضن السوري والداعم الايراني". شام يقول إن &laqascii117o;حماس"، &laqascii117o;تجد نفسها أيضاً اليوم في مواجهة متصاعدة مع &laqascii117o;حركة الجهاد الاسلامي" داخل غزة، &laqascii117o;والتي باتت مدعومة من قبل إيران". ما العمل؟ هل ستتجه &laqascii117o;حماس" الى الاردن؟ أو الى مصر؟ يسأل الكاتب ويردف &laqascii117o;علماً أنها لن تستطيع إطلاق صواريخها باتجاه إسرائيل من أراض تربطها اتفاقيات سلام مع الاسرائيليين".

الرئيس الفلسطيني... خالد مشعل!
أسئلة كثيرة دارت حول شخص رئيس المكتب السياسي لحركة &laqascii117o;حماس"، خالد مشعل، في الفترة الاخيرة. هل ترك مقرّ الحركة في دمشق نهائياً؟ الى أين سيتجه؟ ماذا عن أخبار استقالته من منصبه السياسي على رأس الحركة؟
&laqascii117o;أنا أعرفه جيداً، عندما يقول إنه من الممكن ألا يترشح لمنصب، يعني أنه سيترشح. وهو يريد فقط أن ينزل الناس الى الشارع يطالبون به على رأس الحركة"، يشير المحلل السياسي الأردني لبيب قمحاي لصحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز"، والذي لا يستبعد أن يحافظ مشعل على منصبه القيادي في &laqascii117o;حماس" تمهيداً لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية. مقال &laqascii117o;لو موند" لا يستبعد أيضاً &laqascii117o;الطموحات الرئاسية عند مشعل. ومن هنا يمكن فهم سلوكه المعتدل والمنفتح على الآخرين في الداخل والخارج. هو يلعب دور الحمامة، من خلال تحركات دبلوماسية لا ينعم بها القياديون الموجودون في غزة". خالد مشعل يخلف محمود عباس؟ &laqascii117o;لم لا؟" يضيف المقال الفرنسي، &laqascii117o;ما دام لا خلف لعباس من فتح لغاية الآن".


- 'الاخبار'
'على الأميركيين تعلّم اللغة العربية'
صباح أيوب:

موضوع نقاش صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركية بداية الاسبوع كان مفاجئاً. هو ليس سياسياً بل ثقافي ـ أكاديمي يتعلّق باللغة، وخلاصته: &laqascii117o;يجب على الاميركيين تعلّم اللغة العربية ولغات اخرى ليحفظوا مكانهم في العالم"
بعدما باتت اللغة العربية، بالنسبة إلى عدد كبير من الأميركيين والغرب عموماً، تنطق بلسان &laqascii117o;الارهابيين" فقط في السنوات الاخيرة، ها هي اليوم تصبح أداة تواصل &laqascii117o;مطلوب تعلّمها"، حسب نقاش صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركية. تحت عنوان &laqascii117o;الانكليزية هي لغة عالمية، لماذا علينا تعلّم العربية؟" خصصت &laqascii117o;نيويورك تايمز" &laqascii117o;غرفة حوارها" اليومية مع مجموعة من الباحثين، والصحافيين والأكاديميين. في مقدمة النقاش، انطلقت الصحيفة من دراسة أجراها الباحث الاقتصادي لورانس سامرز، والتي تقول إنه &laqascii117o;بما أن اللغة الانكليزية هي اللغة المشتركة عالمياً لذا فليس من الضروري تعلّم أي لغات اخرى بعد الآن"، لذا طرحت الـ&laqascii117o;تايمز" السؤال الاساسي: &laqascii117o;هل تعلّم لغة ثانية أمر يستحق عناء الأميركيين؟". كلايتون لويس، مدير &laqascii117o;مدرسة واشنطن الدولية"، يقول إن &laqascii117o;مجتمعنا العالمي يحتاج أكثر فأكثر الى أفراد يتمتعون بنظرة خارجية للأمور"، لذا هو يرى أن &laqascii117o;الأميركيين الذين يتقنون لغة ثانية يحققون تقدماً في مجال المفاوضات والتبادل الاجتماعي وبالتالي يكتسبون خبرة أكبر وأعمق". لويس يشدد على أهمية &laqascii117o;تعلّم تاريخ المجتمع الناطق باللغة الثانية بالتوازي مع تعلّم قواعدها". &laqascii117o;العالم تغيّر"، تقول ستايسي نيفادومسكي بيردان، وهي سيّدة أعمال على صعيد عالمي. وهي تشرح أنه &laqascii117o;في تسعينيات القرن الماضي، كان رجال الأعمال الاميركيون الذين يتقنون لغات ثانية نادرين، لذا كان الزبائن الاجانب يدفعون لقاء إحضار مترجمين لتسهيل التواصل"، لكن اليوم، تضيف بيردان &laqascii117o;الاميركيون الذين يعملون في الخارج يتنافسون مع شباب يتقنون ٣ أو حتى ٤ لغات". بيردان تشير الى أن &laqascii117o;سيطرة اللغة الانكليزية ليست مضمونة"، وتشرح &laqascii117o;فاللغة الصينية ستتفوّق بالحجم على الانكليزية على الشبكة الالكترونية، واللغات العربية والاسبانية والبرتغالية تظهر تقدماً بارزاً على المواقع الالكترونية عالمياً وفي البرامج التلفزيونية". بيردان تخلص للقول إن &laqascii117o;أعمالنا ماضية في التدويل لذا فإن زملاءنا والمستثمرين والمالكين والزبائن كلهم سيكونون من وراء البحار. لذا نحتاج الآن الى برامج دراسية تعلّم لغات أكثر". &laqascii117o;اللغة العربية سجّلت أسرع نموّ على موقع &laqascii117o;تويتر" للتواصل الالكتروني"، يفيد أنطوني جاكسون، نائب مدير &laqascii117o;آسيا سوسايتي" وأحد المشاركين في الحلقة الحوارية. جاكسون يشير أيضاً الى تقدم اللغة الصينية وميل الهنود الى التواصل الكترونياً بلغتهم الأم. لذا، يستنتج أنه يجب على التلاميذ الاميركيين تعلّم لغة ثانية بشكل كامل، &laqascii117o;لأن مصادر المعلومات والانتاج لم تعد محصورة في مكان واحد (هو الولايات المتحدة الاميركية)". جاكسون يصف تعليم الطلاب الاميركيين لغة جديدة بـ&laqascii117o;الاستثمار الذكي"، قبل إطلاقهم نحو العالم الخارجي حيث المنافسة كبيرة ومستوى التفكير والابداع يتطور. مارسيلو سواريز أوروزكو، أستاذ في جامعة نيويورك، يصف أحد مختبرات القرن الواحد والعشرين، فيقول: &laqascii117o;تلميذ روسي وآخر صيني يتعلمان الكيمياء مع أستاذ اسرائيلي، وطالب هنغاري وزميله الأرجنتيني يتعلمان الرياضيات مع استاذ فرنسي، بينما يدرّس معلّم الانثروبولوجيا اللاتيني طالباً قطرياً وآخر أميركياً. كل ذلك في معهد في أبو ظبي". الاستاذ الجامعي يردّ على طرح لورانس سامرز، بالقول إن &laqascii117o;تزويد الطلاب بآلة ترجمة الكترونية صغيرة قد يكفي. لأن النقاش حول التعليم الأميركي يركز فقط على المهارات المهنية والفوز في المنافسة". لكن، يوضح اوروزكو، &laqascii117o;تعلّم لغة أجنبية هو أن تتعلّم كيف تنتمي الى العالم وليس كيف تنجح بعقد صفقة اخرى".


- 'السفير'
اصطفافات تتشكل وأزمة سوريا تتفاقم..وهجوم إسرائيلي في الربيع!
هـل هـي طـبـول حـرب إقـلـيـمـيـة؟        
هيفاء زعيتر:

الحرب الإقليمية قادمة قادمة.. يجزم العديد من المراقبين بذلك. كيف لا؟ والتصريحات العسكرية الإسرائيلية لا تنفك تؤكد أن الضربة العسكرية لإيران غير مستبعدة، وربما بحلول نيسان المقبل، فيما تتداول أروقة تل أبيب مخطط &laqascii117o;القضاء الأبدي" على &laqascii117o;حزب الله" مخافة أن &laqascii117o;تستغله" إيران في حال الهجوم عليها. في المقابل، هناك الوعيد الإيراني الذي لن يتهاون بـ&laqascii117o;الردّ بقسوة".. فقواعد أميركا العسكرية وأساطيلها الخليجية ستكون &laqascii117o;في جيبه الصغرى"، بحسب ما توحي به تصريحات الايرانيين. أما الحليف السوري فغير بعيد عن المشهد، لا بل في صلبه. الأزمة السورية قصمت ظهر البعير، وفرزت العالم العربي في اصطفافات واضحة المعالم والمصالح، أخطر ما فيها وجهها المذهبي. وسيتسع المشهد ليضم دول الخليج إلى جانب تركيا والعراق.. في ظل مخاوف متزايدة من انتشار الحركات المتطرفة. وهكذا لن تكون &laqascii117o;الحرب القادمة" محصورة بين طرفين بل ستتسع لتشمل المنطقة بأكملها في ظلّ هذا التداخل العضوي في المخاوف والمصالح بين قوى كل معسكر. ولكن على أي قاعدة يمكن الجزم بحتمية سيناريو مماثل؟ فهناك من يعتبر أن التهويل بالحرب لا يعدو كونه &laqascii117o;بروباغندا" إسرائيلية إعلامية، تتقن تل أبيب لعبها، في حين أن لا مصلحة لأحد بالتورط في حرب ضارية غير مضمونة النتائج. أصحاب هذه النظرية يتسلحون بالتحذيرات الأميركية لإسرائيل بأنها غير مستعدة للوقوف إلى جانبها في حال اتخذت قراراً أُحادياً بالهجوم، وبالحشد الروسي والأميركي العسكري المتواجد في المنطقة(...).


ـ صحيفة 'الشرق'
شرّ البليّة ما يُضحِكُ
عوني الكعكي:

المرشد الأعلى للثورة الايرانية يتهدّد ويتوعّد، يتحدّى ويتصدّى... ويقول في الولايات المتحدة الاميركية ما لم يقله مالك في الخمرة. وبينما ترتفع وتيرة الكلام عند المرشد الإمام الخامنئي، توفد ايران المبعوثين والرُسل والموفدين الى تركيا وسواها من البلدان ذات العلاقات الجيّدة مع واشنطن، بحثاً عن وساطة لا يبدو أنّ الاميركي مهتم للتجاوب معها، حتى الآن، إذ إنّ له شروطاً صارمة في هذا الصدد. فعلى الرغم من هذه الهجومات الشديدة على الولايات المتحدة &laqascii117o;الشيطان الأكبر"، يلهث الايراني وراء الاميركي بحثاً عن نقطة لقاء جديدة، إضافة الى تلك النقطة التي التقى الطرفان عليها في العراق عندما تقاطعت مصلحتهما المشتركة على استبعاد إياد العلاّوي، على الرغم من أنه كان يتمتع بأكثرية نيابية واضحة تخوّله تولّي رئاسة الوزارة... ولكن ذلك لم يحصل وجاء التفاهم الايراني - الاميركي لمصلحة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.وتكراراً، على الرغم من كلّ هذا الضجيج والاتهامات والتهديدات، فمن غير المستبعد أن يتفاهم الطرفان مجدّداً، أو تحديداً أن يؤكدا على تفاهمهما الضمني...
وعندئذٍ سيكون مطلوباً من جهة ما أن تدفع الثمن الذي سيكون قاسياً من دون شك.
أمّا من هي تلك الجهة؟ فالجواب بسيط: إنها لن تكون من حلفاء واشنطن، مع أنّ هذه ذات تاريخ عريق في التخلّي عن حلفائها من ڤيتنام الى شاه ايران في طهران. ولكن هذه المرّة الجهة التي قد تكون كبش المحرقة &laqascii117o;يفترض" أن تكون، هذه المرّة، من حلفاء طهران...جهة من هؤلاء الحلفاء تتجه لأن &laqascii117o;تنفذ بريشها" وهي &laqascii117o;حماس"...وتبقى جهتان واحدة في سدّة الحكم والثانية في سُدّة السلاح... والاثنتان ترفعان شعار الممانعة.


ـ 'المستقبل'
مصائب حكومة عند حكومة فوائد!
عبد السلام موسى:

بدا استغراب رئيس مجلس النواب نبيه بري 'أن يفعل أهل الحكومة ما يفعلونه بها' ليس منسجماً تماماً مع واقع يقول إنه لو قُدر لـ'أهل الحكومة' أن يفعلوا بها أكثر ما كانوا قصروا، ما دام 'الفِعل' بالحكومة يُعوض ما يفعلونه بالشعب الذي ما انفكوا منذ تأليف 'حكومة التناقضات' يتلاعبون بلقمة عيشه وبأمنه وبمستقبله، كرمى لحساباتهم السياسية، مصالحهم الشخصية، وارتباطاتهم الخارجية.
النائب وليد جنبلاط ينأى بنفسه عن رأب الصدع، فيما تبدو 'همة' الرئيس بري ثقيلة في التحرك على خط المعالجة بخلاف عادته عند أي اهتزاز. أما 'حزب الله'، وهنا بيت القصيد، فليس من عادته التدخل أو التلهي بـ'نكايات صغيرة' لا ترتقي إلى مهامه المقاومة والممانعة، أو بكلام آخر، لماذا يتدخل بعد أن أوصل رسالته إلى الجميع، كي لا يقال أوامره، بأن إسقاط هذه الحكومة، في هذه المرحلة، خطٌ أحمر، وتحت هذا السقف، تلهوا ما شئتم، وحققوا ما استطعتم من مكاسب بالتوافق، بـ'السلبطة'، بإفتعال الأزمات، لا يهم، المهم أن تبقى الحكومة حية ترزق، ولا تعود ما يسمونها بـ'الحريرية' إلى السلطة.
إذاً، وفق 'خط أحمر' يرسمه 'حزب الله' بعناية وإتقان، ورغم ما يُحيط بالأزمة الحكومية من 'سقوف عالية'، لا يبدو أن 'أهل الحكومة' في وارد تفجيرها، وفي مقدمهم المعنيون بالأزمة، أي ميقاتي وعون.
من هنا، يتضح لماذا لم يقلب ميقاتي الطاولة انتقاماً لصلاحيات رئيس الحكومة التي مل اللبنانيون من بُكائه عليها، بل اكتفى بتسجيل موقف حدد فيه طبيعة مرحلة ما بعد الهزة الحكومية بـ'لا اعتكاف ولا استقالة'، وهو ما مفاده أنه 'لولا حساسية الوضع المحلي والإقليمي لكنت استقلت، لأن الكيل طفح'، وكأنه يقول إنني ملتزم 'الخط الأحمر' الذي رسمه 'حزب الله' الذي سبق وأن هدده أمينه العام السيد حسن نصر الله، بأنه 'إذا استقال، فالبلد كله سيستقيل'، في أبلغ تهديد على أن 'حزب الله' في صدد استباحة البلد من جديد، إذا ما سقطت الحكومة التي يستخدمها كـ'غطاء' لتثمير انقلابه.
بهذا المعنى، يُسخر ميقاتي الأزمة في محاولة لـ'تلميع صورته' وتعويم وضعه سنياً، في وقت لم يبادر 'التيار الوطني الحر' إلى رفع السقف أكثر، بل اكتفى أيضاً باستثمار الأزمة مسيحياً تحت عنوان 'استعادة التوازن المسيحي' ورفض عدم التشاور معهم، لاسيما إذا كان التعيين سيُسمّي شخصيات مسيحية.
وأتت زيارة الوزير جبران باسيل إلى بكركي في سياق 'التقريش العوني' لما حصل مسيحياً، بدليل تصريحه أنه أطلع البطريرك الراعي، كما صرح، على 'حقيقة ما حصل (..) فقد فرض رئيس الحكومة علينا بدعة دستورية، وخيّرنا بين الانتقاص من صلاحياتنا او تعليق عمل مجلس الوزراء. ونحن مؤتمنون مضموناً على حقوق الناس الذين نمثلهم وشكلاً وعلى الحفاظ على كرامتهم'.
إذاً، التشكيك سيد الموقف بحقيقة الأزمة، فهي تبدو 'مفتعلة' بغية تبادل الخدمات بين 'أهل الحكومة' من خلال 'اللكمات'. ميقاتي يلمع صورته، وعون يستثير المسيحيين، وبري و'حزب الله' في موقع المتفرج طالما أن إمتيازاتهما على اختلافها بـ'الحفظ والصون'، وطالما أنهم مطمئنون أنه في النهاية ستعود حكومة التناقضات إلى الطاولة من أجل تثمير نتائح الإنقلاب الذي تم بقوة سلاح 'حزب الله'.
ترى أوساط سياسية 'أن هذا ما يريده 'حزب الله'. يريد 'تعطيل الحكومة' في سياق مواجهة الاستحقاقات الدولية بـ'لا حكومة'، لا سيما ما هو مرتبط بالوضع السوري، أو بالتجديد لبروتوكول المحكمة الدولية'.
بهذا المعنى، يبدو الهدف واضحاً، ازمة حكومية ظاهرها تعيينات، وباطنها هروب من مسؤوليات كثيرة، طالما أن أزمة من هذا النوع لا تدينهم بقدر ما تعينهم على تجاوز هذه المسؤوليات الداخلية والخارجية، لكن خطورتها أن تشرع الساحة اللبنانية على احتمالات خطيرة ربطاً بالتطورات السورية المتسارعة، وبما يريده نظام بشار الأسد من لبنان


ـ 'المستقبل'
عندما يحذف هيرودوث غابي ليون ثورة الأرز من تاريخ لبنان!
بول شاوول:

وزير 'الثقافة' الأخ الرفيق المُمانع والمقاوِم غابي ليون. فاضت انجازاته الثقافية والمعرفية والفنية فغمرت لبنان وشعبه منذ تعيينه وزيراً للثقافة. فاول انجاز 'تاريخي' له هو رفع دعوى قضائية على كاتب هذه السطور ومطالبته بـ.50 مليون ليرة استرداداً لكرامته! وهو أول وزير ثقافة يرفع دعوى على شاعر أو كاتب. انه انجاز غير مسبوق! والله وعلى وزراء الثقافة في العالم أن يحذوا حذو هذا الرائد الفكري ذا 'الإطلاع' الموسوعي 'العائم': فيض الانجاز هذا تجسد بآخر وهو تأييد النظام السوري في مواجهته الدموية لشعبه المطالب بالحرية والعدالة والديموقراطية (وقريبه الجنرال متأصل في مجالات الديموقراطية والعدالة.. والسيادة!) اما الانجاز التاريخي الذي بزّ كل ما حققه هذا الوزير (الذي قرأ عنوان الفيلم اللبناني 'زهور حمرا' بـ ' زهور صحرا' عتيق! ومواكب وعلاّمه وعليم ومعلام) فهو 'توفيقة' الزمن عند ثورة 14 آذار! توقف تاريخ لبنان الحديث (وربماالقديم) مع اندلاع هذه الثورة التي لولاها لما كان هذا الوزير وزيراً، ولا قريبه الجنرال في لبنان! اما لماذا 'أوقف' 'لامرتين' الثقافة الزمن على عقاربه المعكوسة والخلفانية، فلأن حزب الله والوصايتين التابع لهما، يعتبرون أن المطالبة بالسيادة عمالة! وتحقيق الاستقلال خيانة. (نذكر خواجه ليون ان التيار الذي ينتمي اليه شارك في تظاهرات 14 آذار! وهو الأمر الوحيد 'الإيجابي' الذي يٌسجل له!). إذاَ، اذا الغيت اكثرية الشعب اللبناني فلماذا لا نلغي تاريخه! أو نقطعّه! أو نشوهه. أو نمثل به أو عليه. فلأنه موجود في حكومة حزب الله الهجينة، فالمطلوب منه أن يلغي وجود خصومه. فلنعتقل 'الزمن' ونزجه في السجن، وليُمح من ذاكرة التلامذة لأنه 'اسود' و'بشع'. وضد البلد. وضد التاريخ نفسه. فان يخرج الجيش السوري من لبنان تحت ضغط 'الربيع اللبناني' امرٌ مشين. يخدم العدو الصهيوني، والأميركان وفيلتمان وشيراك.. واليوم ساركوزي .. وصولاً إلى أوباما! انها لمؤامرة يا 'شيخ المؤرخين، يا ليون الكبير، ان يطالب الناس بالسيادة. وانه لخيانة ما بعدها خيانة، ان يستردوا كرامتهم المُهددة بين الوصايات (هل تعرف ما كانت علاقة جنرالك باسرائيل اثناء غزوها لبنان. هل تعرف ما كانت علاقة جنرالك الذي لم يربح معركة واحدة بصدام حسين، وياسر عرفات؟ وهل تعرف ما كانت علاقته بالفرنسيين: اسأل ميشال سماحة!) وانه تزوير للتاريخ ووقائعه ان تعلم الأجيال المقبلة كيف يكون طعم الحرية (أنت هل تذوقت مرة طعم الحرية؟) فالأجيال المقبلة يجب أن تتعلم على أيديكم وأيدي ولاية الفقيه وحرسه الثوري المتواجد في الجنوب (ماذا يفعل الحرس الثوري يا ليون في الجنوب) كيف يمحون من ذاكرتهم ومخيلاتهم من ليس من رأيهم! اكثر: على أجيالنا المقبلة أن يفهموا انه لم يوجد أحدٌ سيادي في لبنان. وان العبودية جزء من طبائعنا. والاسترهان للخارج لقاء بعض المراتب والمناصب أهم من التضحية بالحياة من أجل الحرية. ان كتاب التاريخ العتيد درسٌ في العبودية يا ليون ونفي لكل ارادة لبنانية بالتغيير والاستقلال والديموقراطية والعدالة! (كأن يشبه لبنان تجمع التيار من كل واد عصا بزعامة عسكري برتبة جنرال!) ان ما ارتكبه هذا الوزير هو إهانة له أولاً! من يتلاعب بالتاريخ يتلاعب بالمصائر. ومن يعبث بالحقائق يعبث بالمستقبل! فكما تلاعب حلفاؤه (الذين كانوا يتهمون جنراله بالعمالة لاسرائيل وبسرقة الأموال العامة، بالفرار من الجندية..) بحقيقة اغتيال الشهيد الرئيس الحريري وسائر الشهداء، فانهم يزوّرون اليوم تاريخ لبنان. وهل سنكون نحن شهود زور على ما عشنا، كرمى لعين ممثل الوصايتين الإيرانية والسورية في وزارة الثقافة؟ ولماذا لا نقول نحن مثلاً ان انسحاب اسرائيل من الجنوب تمّ عبر اتفاق من ايران واسرائيل كما قال الشيخ صبحي الطفيلي. بل لماذا لا نرى ان محاولة محو ثورة الأرز من كتاب التاريخ الموحد هي خدمة لايران ولاسرائيل ولأميركا حليفتهما في العراق.. بل ولماذا لا نقول إن المقاومة الإسلامية التي انشئت باتفاق بين رافسنجاني والرئيس الراحل حافظ الأسد خدمت هذا المحور واهدته انتصارها، عندما 'حررت' الجنوب لتحتله الوصايتان. احتلال يعقب احتلالاً! واذا كنا سنحذو حذو هذا 'الليون' في منحاه الإلغائي. فلماذا لا نقول ايضاً ان كل المقاومات التي عرفها لبنان هي من صنع الخارج ولخدمة الخارج وآخرها مقاومة حزب الله لينتقل قرار الحرب والسلم من يد عرفات مثلاً، إلى يد بشار الأسد واحمدي نجاد!
لن نقع في هذا المطب لأننا نؤمن بفعل المقاومة التي مارسته المقاومة الوطنية، والمقاومة الاسلامية... في انتطار ان يسحب هذا السلاح الذي جاء بك وزيراً! وللثقافة! يا للهول!
وأخيراً يا ليون، يا فائض الانجازات 'الثقافية، انت لا تسعى مع حلفائك إلى وضع كتاب مُوّحد لتاريخ لبنان (ونحن ضد كل كتاب مُوحّد يكتب تحت سقف الميليشيات والأسلحة) بل إلى كتاب يفرق اللبنانيين: كتاب فتنة.. أيها الرفيق ليون كتاب يشبه ما وضعه الطغاة المتساقطين عن تواريخ بلادهم!
انه كتاب الوصايتين يا معالي الوصايتين... انه كتاب اللاتاريخ! بل كتاب النسيان.. لأن هؤلاء الطغاة الذين تستقوون بهم على أهلكم.. في طريقهم إلى السقوط، وهم وكل كتبهم المزورة، وكل كتبهم وعملائهم!
التاريخ اللبناني يكتبه اللبنانيون والتاريخ اللبناني يكتب كل يوم في هذه الأزمنة المتغيرة.. يكتبه اهل الحرية والديموقراطية، لا العبيد، ولا المستعبَدَون!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد