قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 1/3/2012

- 'النهار'
كلينتون تختبئ وراء الظواهري؟!
راجح الخوري:

لم يكن الصراخ 'الله اكبر... الله اكبر' الذي يسمعه الناس منذ اشهر مترافقاً مع سقوط قذائف الجيش السوري على الاحياء السكنية ليشكل مبرراً يدفع هيلاري كلينتون الى طرح سؤالها المعيب قبل يومين: 'يريدوننا ان نقوم بالتسليح لكننا في الحقيقة لا نعلم من هي الجهة التي نسلحها، هل ندعم القاعدة في سوريا وهل نسلح حماس التي باتت الآن تدعم المعارضة'؟! جاء هذا بعد يومين على بيان ايمن الظواهري، الذي قدم الخدمات ووفر الذرائع للكثيرين وفي مقدمهم اميركا، التي تتعامل مع الازمة السورية منذ بدايتها بسياسة خشبية فيها من الرياء ما يجعل من باراك اوباما مجرد صوت يعبر عن مصالح اسرائيل، التي كررت دائماً انها تخشى ان يحمل التغيير في سوريا نظاماً ينهي الهدوء السائد في الجولان منذ عام 1967.لم يكن في وسع واشنطن ولندن وباريس ايجاد الاقنعة التي تستر عورة الاكتفاء بالمواكبة الكلامية للمذبحة المتصاعدة في سوريا، فجاء بيان الظواهري ليوفر لها ما تفترض انه يبرر الاستمرار في موقف المتفرج، وخصوصاً بعد بروز الملامح الاولى للتغيير الذي يرسم الآن صورة محبطة في تونس التي تتجه الى دفن 'البورقيبية' المنفتحة وحقوق المرأة، وفي مصر حيث تشتبك الحكومة مع اميركا حول مساعدات قليلة قدمت الى الهيئات الاهلية في حين كانت الدولة تحصل على المليارات مساعدة من واشنطن !
وإذا كانت روسيا هي الاكثر سعادة ببيان الظواهري لانه يوفّر لها حجة لتبرير وقوفها ضد الشعب السوري واستعمالها 'الفيتو' في مجلس الامن، فان سعادة النظام السوري به تتقدم كل سعادة، لأنه سارع منذ البداية الى اتهام المعارضين بأنهم من 'الارهابيين والعصابات المسلحة'. اما ايران التي تدعم النظام السوري وتسلحه ويقال انها تقاتل الى جانبه فليست اقل سعادة من كل هذه الجهات! ولكن ما الذي اتاح للظواهري ان يخرج من مغارته ليقتحم المشهد ويدعو 'القاعدة' الى القتال ضد النظام بعد مرور سنة على بداية المذابح وحمامات الدم؟
اولاً: عدم ظهور معارضة موحدة تقدم للعالم خطاباً واضحاً وخريطة طريق مقنعة، للوصول الى الدولة الديموقراطية التي تعد بها، بل على العكس اتسع الانقسام بين المعارضين وحتى بين المنشقين من العسكريين، وهو ما ساعد في تقاعس الدول العربية اولاً ثم الغربية، عن تقديم دعم جدي للمعارضة.
ثانياً: لقد تحرك المعارضون في مواجهة جيش النظام منذ سنة ولم يدخل الظواهري المشهد إلا قبل ايام، فهل يجوز لاميركا والدول الاخرى الاختباء وراء اصبعه لتبرير التقاعس عن دعم المعارضة، في وقت يبدو ان 'القاعدة' تحاول الافادة من طوفان العنف الذي يضرب سوريا ويدفعها الى الحرب الاهلية ؟.


- 'النهار'
تردّد أميركي في مقابل حماسة أوروبية
التناقض حيال سوريا يُفقد الضغوط قوتها
روزانا بومنصف:

لا يبدو واضحا بالنسبة الى كثير من المراقبين اذا كانت الولايات المتحدة تعتمد مع سوريا الاسلوب نفسه الذي اعتمدته مع ليبيا لجهة القيادة من خلف مع وجود اوروبا وخصوصا فرنسا وبريطانيا في واجهة التطورات في ليبيا . اذ ان الولايات المتحدة التي اظهرت ترددا كبيرا ازاء الدخول المباشر على خط التطورات الميدانية في سوريا تبعا للمواقف التي اطلقتها باكرا رئيسة الديبلوماسية الاميركية هيلاري كلينتون لا تزال تعطي مؤشرات متناقضة في هذا الاطار الى درجة اعتقاد كثر ان واشنطن تظهر متمهلة وصبورة في التعامل مع النظام السوري على عكس ما اعتمدته مع الرئيس المصري حسني مبارك ومع الانتفاضات العربية الاخرى . فهناك اختلاف في الاسلوب الغربي في مقاربة الوضع السوري بحيث يصح من جهة القول ان التقاء هذه الدول لا يعني اصطفافها من ضمن الافكار كلها كأنها دولة واحدة فيما الدول الغربية متعددة ولها مصالح مختلفة ومتنافسة كما يصح ايضا القول والاستنتاج ان هناك مقاربات متعددة وتناقضا يفقد الغرب او المحور الداعم للشعب ضد النظام السوري بعض الاوراق المطروحة اهميتها.
 اذ ان البعض من هؤلاء المراقبين يلفته تناقض في المواقف على نحو يوحي بان اللغة ليست موحدة بين الدول الغربية ازاء التعامل مع ما يجري في سوريا. فازاء الحماسة التي تبديها فرنسا خصوصا بين الدول الاوروبية التي تتناقض بدورها في ما بينها تظهر الولايات المتحدة ترددا اكبر في مقاربة الامور  وقد برز ذلك في تقليل واشنطن من اقتراح فرنسا انشاء ممرات انسانية آمنة لمد الشعب السوري بالمساعدات كما برز اخيرا نقض العاصمة الاميركية للتفكير الفرنسي في امكان احالة الرئيس السوري بشار الاسد على المحكمة الجنائية الدولية. فهذا التناقض وان كانت اسبابه تكمن في وجود عقبات امام تنفيذ هذه الاقتراحات باعتبار ان هناك من يتجنب تكرار تجربة العقيد الليبي معمر القذافي من خلال مسارعة الغرب باقفال الخيارات امامه بإحالته باكرا على المحكمة الجنائية الدولية، فان هناك من يعتقد بان هذه الاقتراحات او اي اقتراحات مماثلة لا تصمد على نحو كاف ولاسابيع مثلا في المداولات السياسية والاعلامية  بما يمكن ان تشكل ضغوطا كافية على النظام في سوريا او على محيطه من اجل ان يشعر هذا المحيط على الاقل  بان الخيارات امامه باتت محدودة في ظل احتمالات كهذه. والامر نفسه ينسحب على الموقف الاميركي من تسليح المعارضة السورية بحيث سارعت كلينتون الى دحض هذا الاقتراح على نحو يظهر وجود تخبط قوي بين القوى الصديقة للشعب السوري وعدم البحث جديا في الخيارات المتاحة للمساعدة. وهذا على الاقل ما توحيه المواقف المعلنة ولا تدحضه اللقاءات التي تعقد لهذه الغاية مما يؤشر الى اختلاف الاجندات وتعددها في التعامل مع الازمة السورية حتى من ضمن الفريق الواحد اي الفريق الداعم للشعب السوري وليس فقط اختلاف الاجندات بين الدول الداعية لتغيير النظام والاخرى الداعمة له اي روسيا والصين وايران.  
ويعتبر المراقبون ان فرنسا تشعر بنفسها معنية اكثر باظهار اهتمامها بما يجري في سوريا قياسا على التجربة التاريخية التي لها مع دول المنطقة وقد ساعدها اندفاعها في ليبيا وتونس ولاحقا في مصر في ان تخفف من وطأة وقوفها الى جانب الانظمة التي ثار عليها شعبها بعدما لقيت السياسة التي اعتمدها الرئيس نيكولا ساركوزي مع قادة هذه الدول انتقادات كبيرة لدى الرأي العام الفرنسي. كما يعتبر هؤلاء ان للانتخابات الفرنسية تأثيرها في هذا الاطار شأنها في روسيا التي يرى المسؤولون الفرنسيون ان موقف مرشحها الرئيسي فلاديمير بوتين من سوريا قد يتبدل بعد الانتخابات الروسية. وقد اظهر توجيه وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه دعوة الى الاقليات المسيحية بعدم الخوف مما يجري وان وجودهم وطمأنتهم موضوع متابعة وحرص من فرنسا والدول الغربية في هذا الاطار ان فرنسا هي اكثر تعاطفا وتفهما  وموقفها يستند تاريخيا الى كونها كانت لعقود طويلة الام الحنون بالنسبة الى لبنان من زاوية تقديمها الدعم للمسيحيين سابقا ودعم وجودهم السياسي فيه. وهو امر يمكن ان يساعدها  علما ان احد ابرز المشكلات لدى الغرب هو حض الاقليات على الانفكاك عن الرئيس السوري وهناك تلاق على محاولة العمل على طمأنة هذه الاقليات.في حين ان الولايات المتحدة اظهرت ترددا في السير حتى بالحماسة الفرنسية في مجلس الامن  لدى بدء البحث في ادانة النظام السوري دوليا. وظهر ترددها اكثر مع الكشف عن احتمال تورط القاعدة في دعم المعارضة السورية ضد النظام او عن احتمال ان يساهم تسليح المعارضة في دعم القاعدة او حماس وفق التحفظات التي ابدتها الوزيرة كلينتون على هذا الاقتراح بحيث يغدو السؤال المطروح هل ان الولايات المتحدة تتولى القيادة من خلف او تتولاها مباشرة في الموضوع السوري وفق ما يبدو باعتبارها معنية اكثر بالموقع الجيوسياسي لسوريا من حيث تأثيره على امن اسرائيل وخشيتها من الفوضى التي يمكن ان تنشأ في دولة مجاورة لاسرائيل ولا يمكن ان تتحكم بها.


- 'النهار'
تطوّرات تسبق مؤتمر اسطنبول فتتحكم بقراراته
الحل يبدأ بتنحي الأسد وإعطائه ضمانات
اميل خوري:

بعدما أدار النظام في سوريا الأذن الصماء لكل القرارات والمبادرات العربية والدولية في محاولة لاخراج سوريا من ازمتها الحادة، هل يستمر النظام في موقفه هذا ولا تكون نتائج مؤتمر اسطنبول المقبل افضل من نتائج مؤتمر تونس؟ وهل تتوقف آلة قتل السوريين ولا من يهتم الى ان يتعب الاطراف المتقاتلون فيصبح في الامكان التوصل الى ما يسمى 'حل التعب'، وهو ما لا يعرف احد موعده وإن كان في تقدير البعض بعد الانتخابات الرئاسية في روسيا واميركا وفرنسا؟. الواقع ان تغيير الانظمة التي تقوم بها انقلابات عسكرية لا يحتاج الى وقت، فإما تنتصر خلال ساعات او تفشل. اما الثورات الشعبية فتحتاج الى وقت قد يطول إذا كان الاطراف المتصارعون متعادلين بالقوة. ومن الخطأ المقارنة بين الصورة في ليبيا حيث حلف 'الناتو' رجح كفة على اخرى، او في مصر وتونس حيث كان للجيش كلمته لمصلحة الثورة، او في اليمن حيث كان الحل السياسي هو الحاسم بضغط عربي ودولي.
اما في سوريا فالصورة تبدو مختلفة، فلا القرارات العربية والدولية استطاعت ان تخرجها من مستنقع الدم، ولا آلية تم الاتفاق عليها لتنفيذ هذه القرارات توصلا الى وقف اطلاق النار. فـ'الفيتو' المزدوج الروسي – الصيني عطل قرارات مجلس الامن، فضلا عن رفض سوريا كل هذه القرارات وكل المبادرات العربية، فلا تم اتفاق على تشكيل قوة عربية دولية لحفظ السلام حيث لا سلام في غياب قوة تفرضه، ولا تم اطلاق سراح جميع الاشخاص الذين اعتقلوا عشوائيا بل زاد عددهم ولا تم سحب كل القوات العسكرية والمسلحة من المدن والقرى، ولا ضمان حرية التظاهرات السلمية، ولا أمكن حتى ايصال المساعدات الانسانية لا من خلال فتح ممرات لهذه الغاية او بأي وسيلة اخرى، حتى ان الصليب الاحمر الدولي لا يتمكن الا بعد جهد جهيد من اسعاف الجرحى ونقل القتلى، ولا صار اتفاق على تسليح المعارضة كي تدافع عن نفسها لئلا يؤدي ذلك الى حرب اهلية تكون لها مضاعفاتها وامتداداتها في المنطقة.
وإن لم يتم التوصل الى تنفيذ ولو قرار واحد من هذه القرارات التي صدرت عن مؤتمر تونس، فهل يكون مؤتمر اسطنبول اكثر قدرة على ذلك؟
في معلومات لمصادر ديبلوماسية ان لا خروج لسوريا من ازمتها الحادة في المدى القريب وأن المساعي لبلوغ حل سياسي لها تسير جنبا الى جنب مع الضغوط العسكرية والاقتصادية. فالضغوط العسكرية تتمثل بدعم غير مباشر للمعارضة السورية وخصوصا لـ'الجيش السوري الحر' ليس لمواجهة غير متكافئة مع الجيش النظامي انما للقيام بحرب مقاومة واعمال عنف، والضغوط الاقتصادية تتمثل بفرض مزيد من العقوبات بحيث يستنزف النظام عسكريا وماليا واقتصاديا عله يصبح مستعدا للقبول بحل سياسي يتولاه الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان كمبعوث مشترك للامم المتحدة والجامعة العربية في محاولة لانهاء العنف ووقف تجاوزات حقوق الانسان، وهذا ما رحبت به روسيا والصين مع ابداء استعدادهما للتعاون الوثيق معه.
لقد بات واضحا ان لا حل عسكريا للازمة السورية ما دام التدخل العسكري الخارجي ممنوعا لأن له محاذيره وما دام تسليح المعارضة مرفوضا لئلا يشعل حربا اهلية قد تكون لها تداعياتها الخطيرة، وما دام الجيش السوري بغالبيته لا يزال متماسكا ولا انشقاق واسعا في صفوفه، وما دامت المعارضة معارضات ولا سبيل الى توحيدها للاطمئنان الى البديل بعد الاسد. فكيف يمكن اسقاط النظام او اقله ترحيل الرئيس الاسد طوعا او كرها اذا ظل الافق مسدودا في وجه كل الحلول؟
ولا بد في رأي المتابعين من العودة الى الحل السياسي القريب من الحل اليمني، وهذا الحل لا يمكن ان يأتي من طرف عربي او دولي واحد بل من كل الاطراف ولاسيما بتنسيق وتعاون بين اميركا من جهة وروسيا من جهة اخرى كما صار تعاون كل الاطراف على حل في اليمن. وهذا الحل يبدأ بتنحي الرئيس الاسد عن السلطة لنائبه فاروق الشرع مع اعطائه الضمانات المطلوبة اسوة بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مع ابقاء هيكلية الحكم الحالية في سوريا الى ان تجرى انتخابات نيابية حرة ونزيهة وفقا لقانون انتخاب جديد يقرر نتائجها مصير هذه الهيكلية السياسية والعسكرية كي لا يتكرر ما حصل في العراق فكانت الفوضى التي افاد منها الاصوليون في كل اتجاه في محاولة للوصول الى السلطة. وروسيا تعلم من جهتها ان الرئيس الاسد سواء انتصر على خصومه او لم ينتصر فإنه لن يستطيع ان ينتصر سياسيا ويستمر في الحكم، ولا بد من البحث عن مخرج يعيد الامن والاستقرار الى سوريا ويقيم فيها حكما ديموقراطيا يقول فيه الشعب كلمته فيه بحرية، ويجعل الدول الشقيقة والصديقة تطمئن الى مصير مصالحها ومن الآن الى ان ينعقد مؤتمر 'اصدقاء سوريا' في اسطنبول قد تحصل تطورات تنعكس سلبا او ايجابا على نتائجه.


- 'السفير'
اميركا الخطرة
ساطع نور الدين:

لأن اميركا دخلت في طور الانحدار، صارت متابعة مواقفها ونقاشاتها الداخلية حول الأزمة السورية، محيّرة ومضحكة احيانا، عدا عن كونها مثيرة للريبة الطبيعية في كل ما يصدر من واشنطن... منذ أن كانت عاصمة الكون ومصدر الهامه حينا وخرابه احيانا. ما يقوله الأميركيون، مسؤولين وباحثين وإعلاميين، عن سوريا هذه الايام لا يمكن فهمه كما لا يمكن تصوره. ليس من السهل القول إنه ينم عن جهل أو عن سوء فهم. سوء النية هو التفسير الوحيد الذي يمكن ان يخطر في البال، تجاه سوريا كلها، ويستوي في ذلك النظام والمعارضة.يمكن أن يعزى سوء القصد الأميركي الى التاريخ العدائي المعروف، الذي لا ينحصر بالسوريين وحدهم بل يشمل العرب والمسلمين جميعا، كما يمكن أن ينسب الى الثورات العربية التي فاجأت الأميركيين اكثر من سواهم وأربكت برامجهم العربية والإسلامية التي كانت مستقرّة على معادلة الاستبداد والاستقرار، ولا تزال . ولم تتوصل اميركا حتى الان الى سياسة للتكيف مع هذه الثورات والسلطات الاسلامية التي تفرزها، وهي تستخدم الابتزاز حينا والضغط احيانا، لكنها تشعر بأنها فقدت الكثير من النفوذ والدور في الكثير من الدول العربية التي أسقطت طغاتها. منذ اللحظة الاولى للثورة السورية، التزمت واشنطن موقفا أشد تحفظا مما عبّرت عنه إبان الثورات العربية الاخرى، ما تسبب في حذر تركيا وتروّي اسرائيل وتردد العراق وتريث الاردن وتقدم ايران وتوتر لبنان وبقية الدول العربية التي اشتبهت ولا تزال بان ثمة لغزا أميركيا، لا يمكن أن يفكّه الأوروبيون وحدهم. لم يدر في خلد احد غير الروس والصينيين طبعا أن اميركا لم تعد تلك الدولة العظمى التي لا يرد لها قرار. كانت واشنطن ولا تزال مناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، لكنها كانت العاصمة الاخيرة التي تناديه بالتغيير بشكل موارب. كانت واشنطن ولا تزال مع المعارضة السورية لكنها كانت العاصمة الاولى التي شككت بهذه المعارضة والتي اكتشفت وجود جماعات مسلحة في صفوفها، حتى قبل ان تتوصل موسكو او طهران الى مثل هذا الاكتشاف، الذي أضفى عليه الأميركيون مؤخراً بعدا جديدا بكلامهم العلني المتكرر عن وجود تنظيم القاعدة، الذي لم يغب عن سوريا يوما. وفي هذا السياق، يندرج الاداء الأميركي في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، والذي بدا كأنه يعرقل اندفاع العرب والأوروبيين وحماستهم المفرطة للتورط. وهو ما نسبه كتاب أميركيون الى قلّة كفاءة وخبرة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، فيما طرح آخرون علامات استفهام اكبر حول موقف واشنطن... وتواطئها مع موسكو على صفقة ما في سوريا تنتظر انتهاء الانتخابات الروسية الأحد المقبل!.لا يمكن التسليم بأن اميركا محيّرة فقط لأنها هي نفسها حائرة نتيجة كونها دولة عظمى في حالة انحدار. ثمة ما هو أخطر من ذلك بكثير. والتاريخ خير دليل...


- 'السفير'
استعدادات تشبه ما قبل غزو العراق
الحرب ضد إيران ودور مصر فيها
جميل مطر:

التاريخ يعيد نفسه.. لكن بشرط أن تكون الذهنية التي صنعت الحدث أول مرة موجودة وقت الإعادة . قد تجتمع الأجواء والأسباب مرة ثانية إلا أن الحدث لن يتكرر إذا لم يوجد الشخص الذي يحمل صفات صانع الحدث في المرة الأولى.
نعيش هذه الأيام أجواء الاستعداد لحرب، كتلك الأجواء التي سبقت الغزو الأميركي للعراق. الجماعة الضاغطة لم تتغير، وهي جماعة تضم أعضاء في النخبة الأميركية الحاكمة والمهيمنة على السلطة التشريعية ومراكز البحث، وما يعرف ببؤر العصف الفكري في الولايات المتحدة، وأعضاء في الفئة المسيطرة على صناعة الإعلام الأميركي. هذه الجماعة تتخذ الصهيونية مذهبا سياسيا وهي مستعدة للذهاب إلى حدود، تبدو أحيانا لانهائية، في استعدادها للدفاع عن مصالح إسرائيل وتوسعاتها على حساب أراضي العرب وحقوقهم. لا أقصد المبالغة في وصف هذه الحدود بأنها تبدو لانهائية، لأن العقلية التي تدفع واشنطن الآن نحو حرب ضد إيران، تدرك جيدا أنها مسؤولة عما أصاب الولايات المتحدة من كوارث ومصائب في الأرواح كما في الخسائر المادية &laqascii117o;3 تريليونات دولار" عندما دفعت واشنطن في المرة الأولى إلى حرب ضد العراق، بينما كانت القوات الأميركية منشغلة بحرب ضد أفغانستان.
تعيش أميركا هذه الأيام أجواء عام 2003، وإن بأشخاص مختلفين. الهدف من الحشد العدواني هو إيران بعد أن كان العراق. أما المبرر فلم يتغير، وهو حيازة، أو الاقتراب من حيازة، أسلحة دمار شامل. والاستعدادات أيضا لم تتغير كثيرا، إذ تجري التعبئة الإقليمية على قدم وساق ضد إيران، كما جرت ضد العراق، حتى أننا لاحظنا وجود أكثر من زعيم عربي يبدي حماسة ويشارك في عملية التعبئة الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة ضد نظام الحكم في إيران، تماما كما ساهم زعماء عرب في إثارة جورج بوش ضد صدام حسين ونظام حكمه. تجري أيضا تعبئة الرأي العام الأميركي باستطلاعات رأي تعيد اكتشاف أن غالبية الأميركيين يؤيدون شن حرب ضد إيران (58 % من الأميركيين يؤيدون شن الحرب بحسب استطلاع مؤسسة Pew)، رغم أن جميع المعلومات المعلنة عن حالة أميركا الاقتصادية تشير إلى مسؤولية الحروب عن معظم العجز في الميزانية الأميركية . يعرفون أن الحرب مكلفة ومؤذية لسلامة أميركا، ومع ذلك يؤيدون حربا جديدة، الأمر الذي يكشف عن مدى التأثير الذي تحدثه قوى سياسية وإعلامية، ما زالت قادرة على استغلال الكراهية ضد العرب والمسلمين لخدمة مصالح إسرائيل.
زادت في الأسابيع الأخيرة وتيرة الشحن الذي تقوم به الصحف الأميركية وقنوات التلفزيون . وتعددت دراسات وتقارير تقارن بين الحشد الحاصل هذه الأيام وحشد الأسابيع السابقة على غزو العراق، يتوصل من خلالها القارئ إلى نتيجة مطلوبة هي أن من بيده الأمر يمهد الآن لحرب جديدة ضد إيران، ستنشب بين شهري نيسان/ابريل وحزيران/يونيو القادمين، وهو ما يعتقد ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي أنه احتمال قوي.
[[[
تبدو الصورة في واشنطن على النحو التالي: الكونغرس يصعد من مواقفه وضغوطه ضد إيران، وهكذا يفعل المرشحون الجمهوريون في الانتخابات الرئاسية. تكاد مراكز البحث لا تبحث في قضية أخرى غير إيران، والمثقفون والأكاديميون لا يناقشون غيرها من القضايا الدولية. من ناحية أخرى، يبدو الإعلام بجميع أجهزته متورطا في الإعداد لحرب جديدة تماما كتورطه في عام 2003، ومثلنا البارز موقف صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" من عملية الإعداد لحرب العراق، واعتذارها العلني عن تزويد الرأي العام في ذلك الحين بمعلومات مضللة عن أسلحة الدمار الشامل، والتحقيق الشهير الذي أجري مع محررة كبيرة في الجريدة كانت وراء هذا التزييف، والمعروف أنها عملت مراسلة في القاهرة لسنوات طويلة.
هذه الصورة لأجواء الحرب في أميركا تكاد تنطبق على صورة الإعداد لحرب 2003، باستثناء أمرين، أولهما أنه لم يكن لإسرائيل دور مباشر في الحرب ضد العراق، باستثناء ضغطها على الكونغرس والبنتاغون وتعبئة علماء السياسة والمتخصصين في الشرق الأوسط وراء هدف الحرب والمساعدة في تقديم معلومات من داخل العراق، عن وضع القوات المسلحة العراقية وجماعات التخريب الجاهزة لمساعدة جيوش الغزو. ثانيهما دور رئيس الجمهورية، فالواضح أن باراك أوباما لا يبدو حتى الآن مرحبا بفكرة شن حرب ضد إيران، أو ضد أي دولة أخرى لاستحقاقات انتخابية، وبعد ما عانته أميركا وحكومته بالذات، من حربي أفغانستان والعراق. بل إنه يتعمد التأكيد أن الانسحاب من أفغانستان يجرى بحسب الخطة، وأنه لن يسمح لأي طارئ يؤجل الانسحاب أو يوقفه. لا يكف أوباما عن التذكير بأنه يعتبر الانسحاب من أفغانستان بخطواته الراهنة هو الإنجاز الأهم، إن لم يكن الرئيس، الذي يطرحه على الناخبين لكسب تأييدهم في انتخابات الرئاسة القادمة. ولا يريد أن يفسد هذا الإنجاز بحرب جديدة.
ويتردد، وهناك من المؤشرات ما يؤكد، أن قادة عسكريين كباراً يشاركون أوباما الرأي في ضرورة النأي بأميركا عن حرب تخدم فقط مصالح إسرائيل، وفي ضرورة انتقاد إسرائيل بسبب إمعانها في الضغط على الرأي العام الأميركي لتأييد حرب لا صالح كبيرا لأميركا فيها. وربما كانت زيارة Tom Denilon لنتانياهو كمبعوث شخصي، أحد هذه المؤشرات، إلى جانب تصريح الجنرال Martin Dempsey رئيس هيئة الأركان، الذي قال فيه إن ضرب إيران قد يهدد الاستقرار في المنطقة، اضافة الى آخرين قالوا إنه سيكون، إن إتخذ في اللحظة الراهنة، قرارا غير حكيم . ويرفض خبير في مؤسسة &laqascii117o;راند" ما تردده إسرائيل من أنها ستكون ضربة كالعملية الجراحية تنتهي في يوم وليلة. وتتعدد الأجهزة الحكومية الأميركية التي تشكك في دقة التقارير عن اقتراب إيران من مرحلة إنتاج قنابل نووية. ومع ذلك، يتوافق المعلقون على أن أوباما وهؤلاء العسكريين لن يتركوا إسرائيل تتلقى الضربات الانتقامية من إيران أو من حلفاء لإيران، لعلمهم بأن الكونغرس لن يتخلى عن إسرائيل، فضلا عن أن حماية إسرائيل استقرت كوظيفة أميركية وجزء لا يتجزأ من العقيدة الأمنية الأميركية.
[[[
أمام إسرائيل عقبات ليست هينة إن قررت تنفيذ الحرب بمفردها. من هذه العقبات، أو على رأسها، المسافة الطويلة التي يتعين على الطائرات الإسرائيلية من طراز اف15 وأف16 قطعها ذهابا وإيابا (حوالى ألف ميل) خلال تنفيذ مهمة قصف مواقع المفاعلات النووية في ناتانز وفوردو وأراك وأصفهان وبخاصة تلك المشيدة على أعماق كبيرة ويتوقع خبراء عسكريون ألا تبدأ إسرائيل الحرب إلا إذا ضمنت دعما أميركيا في عمليات تزويد الطائرات بالوقود خلال رحلتي الذهاب والعودة وربما خلال الاشتباك مع طائرات إيرانية فوق الأهداف، إذ تتحدث التقارير العسكرية عن تحصينات قوية لا تؤثر فيها قنابل عادية أو ضربات متفرقة، أو حتى ضربة واحدة قوية للغاية. من ناحية أخرى تتوقع هذه التقارير أن يكون رد الفعل الإيراني سريعا وعنيفا، ولا يستبعد أن تلجأ إيران إلى استخدام الصواريخ ضد مدن إسرائيلية وسفن الأسطول الأميركي في مياه الخليج والمحيط وضد القواعد الأميركية في قطر والبحرين ودييغو غارسيا.
بينما تعتقد تقارير أخرى أن إيران ستتفادى الرد على أهداف أميركية في البر والبحر، إلا إذا تأكدت من أن هذه الأهداف ساعدت الطائرات الإسرائيلية المغيرة، وأن إيران قد تلجأ إلى تهديد الدول التي سوف تمر فى أجوائها الطائرات الإسرائيلية وهي في هذه الحالة تركيا، بحسب خطة الغزو من الشمال والأردن والعراق بحسب خطة الغزو من الوسط، والسعودية بحسب خطة الغزو من الجنوب. وكتب أنطوني كوردسمان Cordsman الخبير المعروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يقول إن هناك أموراً كثيرة مجهولة ومخاطر عديدة محتملة. المهم في تحذير كوردسمان هو أن إسرائيل قد لا ترى المخاطر التي يتوقعها الأميركيون.
بين التهوين والتهويل لا تخفى حقيقة أن الحرب بين إسرائيل وإيران بدأت. بدأت بمسلسل الاغتيالات المتبادلة والهجمات الالكترونية إلى جانب الحملات الإعلامية، الهدف منها جميعا اختبار الدفاعات وإضعاف الروح المعنوية وشل وسائل الاتصال. ولا شك في أن الاتحاد الأوروبي يساعد في هذه الحرب بتعزيز عقوباته الاقتصادية وأن دولا عربية تساعد هي الأخرى بإثارة النعرات الطائفية بين مواطنيها وبالعمل على عزل حلفاء إيران أينما وجدوا. وليس بعيدا، كما يقول معلقون في روسيا، أن يكون تصعيد العنف في سوريا يخدم طرفا أو آخر في هذه الحرب أو لعله يخدم الحرب ذاتها.
[[[
اجتمعنا، أكاديميين وإعلاميين وسياسيين مصريين، لندرس معا رد الفعل المصري المحتمل في ثلاث حالات: حال قامت إسرائيل بقصف المفاعلات النووية الإيرانية ومواقع إطلاق الصواريخ وقواعد إيران البحرية وموانئها الرئيسية، ولم تتدخل أميركا. وحال اشتركت أميركا مع إسرائيل بقصف مواقع إيرانية من قواعد في دول عربية أو قواعد في ألمانيا وبريطانيا و دييغو غارسيا ومن أساطيل في البحر الأحمر. وحال اشتبك حزب الله مع إسرائيل، واشتبك عراقيون مع فلول القوات الأميركية، ويقدر عددها بأربعين ألف جندي، واشتبك سوريون مع قوات أجنبية تسربت من لبنان أو تركيا أو مع ثوار تسلحوا بأسلحة ثقيلة.
تبادلنا أفكارا عدة ووضعنا سيناريوهات كثيرة، ومع كل فكرة وسيناريو كنا نتوقف للحظات عاجزين عن الاستمرار في التحليل. اتضح أن أحدا منا لم يقع على تقرير أو تحليل أو تصريح أصدرته جهة مسؤولة في مصر، يكشف عن قرار متخذ أو سياسة مقررة لدور تقوم به مصر إن نشبت حرب جديدة في الشرق الأوسط. ومع ذلك وقعنا على تحليلات وتصريحات صدرت عن شخصيات دينية أو محسوبة على تيارات دينية تثير الفتنة بين سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين، وفي ظن هؤلاء أنهم بما يثيرون إنما يعدون المصريين لدعم حرب جهادية جديدة تشنها إسرائيل منفردة، أو إسرائيل وأميركا معا ، ضد إيران. وفي ظنهم أيضا أن الفرصة مثالية فالشعوب غائبة في ثوراتها أو مغيبة بفضل الثورات المضادة أو منشغلة تلم الشمل استعدادا للموجة الثانية.
[[[
إقليميا ودوليا الأجواء معبأة لشن حرب ضد إيران تماما كالحال خلال شهور ما قبل غزو العراق مع اختلاف أساسي، فالقرار هذه المرة يتخذه باراك أوباما العقلاني الحذر وليس جورج بوش المصاب بالهوس الديني.
ينشر بالتزامن مع &laqascii117o;الشروق" المصرية.


- 'السفير'
الخوف من الإسلاميين إلى أن يثبت العكس
نصري الصايغ:

اندلاع الثورة الديموقراطية العربية كان مفاجئاً للجميع. صعود الإسلاميين بعد ذلك، كان متوقعاً من الجميع، لأنه الوريث النقيض لنظام الاستبداد، كغيره من ورثة يساريين وعلمانيين وليبراليين.لم يبذل المحللون جهوداً لاستقراء الصعود الإسلامي. الاستبداد أمّن بقمعه وأساليب الملاحقة والنفي والحجر والأسر والتعذيب والقتل القاعدة المثلى للقوى المقموعة، التي ألزمت على ممارسة التقية والصمت. لقد كنست ثقافة الخوف واللاجدوى من مقارعة الأنظمة والكلفة الباهظة للنضال، أحزاباً مدنية وعلمانية ويسارية وقومية وإسلامية. وهجّرت عقولا ونخباّ وخبرات، وقبضت على الثقافة فسخفتها، وعلى الإعلام فزوّرته، وعلى المؤسسات فألحقتها، وعلى المؤسسات الدينية فسخّرتها، وعلى الاقتصاد فامتصته، وعلى الأموال العامة فصادرتها بالقوانين المطيعة لأجهزة الفساد.
لم يكن صعود الإسلاميين مفاجئاً، لأسباب تخصهم وحدهم. فالاستبداد أطاح حركات وتيارات وأحزاباً، وقلّص من حضورها وتأثيرها، فيما عجز عن تحجيم الإسلاميين، برغم ما تعرضوا له من تنكيل واستباحة واتهامات عشوائية.
من الأسباب التي تخصهم وحدهم، كإسلاميين، أنهم يحظون بدعامة ذاتية تؤمن لهم الاستمرار والقدرة على البقاء والقوة في الصمود، وأكثر من ذلك، الذكاء في توظيف حجمهم في أعمال اجتماعية وإنسانية، تشد من أواصر الجماعات المستفيدة إلى تنظيماتهم. فمن كان الدين دعامته الروحية والمادية، لا تقوى عليه ظروف قاهرة. قد تغلبه الظروف ولكنها لا تهزمه. فالحضن الديني يتسع وينتشر في ظروف الشدة وأزمنة العذاب وحقب الاستبداد. والدين، مربط الروح حيناً ومطارح اللجوء دائماً. هو الأصيل وهو الباقي وهو الرحوم والمساعد والمطمئن والمدافع والذي يحفز على انتظار الأمليْن، أمل في الآخرة بعد صبر، وأمل في الدنيا بعد فعل.
الحضن الديني هو قاعدة الاجتماع الفضلى عندما يعز الاجتماع السياسي في أنظمة تعميم الخوف وإشاعة الاستبداد.
سبب آخر: لم يكن الإسلام السياسي طارئاً على الاجتماع السياسي.
الإخوان المسلمون، الحركة الأم وأعظمها شأناً، خرجت من حضنها مجموعات إسلامية لا تحصى، انطلقت من مصر وانتشرت في العالمين العربي والإسلامي، وقد كانت في أكثريتها متأثرة بأفكار سيد قطب الراديكالية، &laqascii117o;فهم يرون أن الاستيلاء على السلطة يتيح لهم أسلمة المجتمع الذي أفسدته القيم الغربية". (اوليفييه روا ـ غربة الإسلام السياسي).
يحصي كتاب &laqascii117o;دليل الحركات الإسلامية المصرية" لعبد المنعم منيب (القاهرة) عدداً كبيراً من التيارات الإسلامية الدعوية والسياسية والجهادية، التي عملت في مصر وأثرت في دول الجوار. وقد تعرض معظمها لمحن قاسية وتجارب مرة في الصراع على السلطة، من هذه الحركات إلى جانب الإخوان المسلمين، جماعة &laqascii117o;أنصار السنة المحمدية" وتقول بوجوب الحكم بالشريعة. &laqascii117o;جماعة التبليغ والدعوة" و&laqascii117o;جماعة شباب محمد"، (انشقت عن الإخوان لأنها قبلت بالعمل تحت لواء الحاكمين، بغير ما أنزل الله). &laqascii117o;جماعة التكفير والهجرة" أو &laqascii117o;جماعة المسلمين"، وهي الأكثر تكفيراً وعنفاً وتحكم بكفر من يحتكم إلى القانون الوضعي. &laqascii117o;جماعة السلفية"، ويعتبر تنظيمهم أقرب الفرق إلى جماعة &laqascii117o;القاعدة". جماعة &laqascii117o;الجهاد الإسلامي" وكان أيمن الظواهري أحد نخبها، وقد انقسمت إلى مجموعات جهادية متعددة اتخذت إحداها قراراً باغتيال السادات. و&laqascii117o;حزب التحرير" الذي يربط كل نشاط بهدف إقامة الخلافة... وأخيراً وليس آخراً &laqascii117o;الجماعة الإسلامية" التي مارست عنفا مسلحاً وشنت هجمات ضد قوات الأمن والسياح الأجانب الخ..
لم يولد الإسلاميون الذين &laqascii117o;صعدوا" إلى السلطة من ثورة 25 يناير. كما لم يولدوا من ثورة الياسمين في تونس (حزب النهضة). ولا الإسلام السياسي في الجزائر ولد من الحركات الشبابية. سبقهم عباسي مدني والقاسم بلحاج، وكان قد سبقهما عديد من التيارات الإسلامية التي قمعت في زمن هواري بومدين، وفوز حزب &laqascii117o;العدالة والتنمية" وعبد الإله بن كيران، ليس وليداً لقيطاً في المغرب. جذوره ضاربة في عمق المجتمع المغربي.
ان صعود الإسلاميين الراهن، لم يكن وليد الاشتراك في الثورة. هم فوجئوا وترددوا والتحقوا والتحموا ثم افترقوا. ان حضورهم وبلوغهم مرتبة الاشتراك في السلطة أو التأثير فيها أو قيادتها، جاء نتيجة عاملين حاسمين:
التحاقهم بثورة ليست منهم وليست من أجلهم أولاً، وفوزهم بالأكثرية عبر عملية انتخابية حرة ثانياً.
غير ان الثورة الديموقراطية العربية، عرفت انتكاسات ذات مدلولات خطيرة أبرزها:
÷ انتكاسة في البحرين.
÷ انتكاسة في سوريا.
÷ حماية أنظمة الاستبداد الخليجية لنفسها عبر التدخل المؤثر والفعال في دعم ثورات تناسبها، ووأد ثورات تخيفها. تدعم الثورة في سوريا وتئد الثورة في البحرين، وتؤجلها في اليمن.
÷ لجوء الثورات إلى طلب الدعم الخارجي، بسبب ما تتعرض له من قمع دموي مخيف. والخارج ليس من عائلة المبادئ والقيم، بل من منبت المصالح والمرامي الاستراتيجية العابرة للثورات والدول.
÷ لجوء أنظمة الاستبداد إلى شراء شعوبها بعطاءات مالية مفاجئة، والضرب على وتر مذهبي، أدخل المنطقة في منافسة مذهبية وصراعات ومعارك غير محسوبة. لقد خلط هذا التدخل بين استبداد يدعم ثورة هنا، واستبداد آخر يدعم ثورة هناك. صارت الثورة والاستبداد في خندق مذهبي، تقابله ثورة تستعين باستبداد آخر في خندق مذهبي منافس.
لم تندلع ثورة تونس من أجل هذا المسار ولا اندلعت في مصر من أجل هذا المصير ولا اندلعت في ليبيا من أجل هذا الاصطفاف الدولي/ القبلي، ولا اندلعت في درعا من أجل هذا السفك والمنافسة الدولية والإقليمية على سوريا، ولا اندلعت في دوار اللؤلؤة في البحرين من أجل حماية أنظمة الخليج بدماء المتظاهرين.
لم تندلع الثورات هذه من أجل ان يتكرّس مشهد تختلط فيه الحرية الناصعة بالاستبداد الفاقع، والعدالة مع الظلم، والديموقراطية مع الدكتاتورية أكانت جمهورية، علمانية، ملكية، أميركية أو سلطانية.
المسارات ملبدة المصائر. وعلى الإسلاميين، حيثما بلغوا، أو حيثما هم قاصدون، أن يجيبوا عن أسئلة هي بمثابة التأسيس لحقبة جديدة، يتغير فيها وجه الشرق الأوسط برمته. هذا الشرق قيل فيه: انه مستنقع، متخلف، استبدادي، ديني، ظلامي. انه سائب ومسيب لثرواته. انه جاهل. وتمييزي وعنصري. انه ضد المرأة. وضد الحرية. وضد حقوق الإنسان. وانه غيبي، ولا حل لمشكلاته.
على هذا كله، ملزمة الحركات الإسلامية بأن تجيب. انها أمام التحدي التأسيسي. وأقصر الكلام على تحديي الديموقراطية والحرية.
تحدي الديموقراطية
لا يجدي الالتباس في هذا الشأن. الشورى ليست الديموقراطية. فما هي هذه الشورى؟ ما ماهيتها؟ ما عناصر مقوماتها؟ هل هي ملزمة للحاكم أم ناصحة له؟ &laqascii117o;من هم أهل الشورى ومن يختارهم وكيف؟ هل هم أهل الحل والعقد وأهل الاختيار أو أهل الاجتهاد وأولي الأمر؟ هل تجوز المقابلة بين هؤلاء ونواب الأمة في المجالس التمثيلية الحديثة؟ وهل تستوعب الشورى مبدأ فصل السلطات الذي هو أساس الحكم الديموقراطي الحديث؟" (د. كرم الحلو ـ &laqascii117o;السفير")
الموقف من الديموقراطية كمبدأ، ليس واضحا. انه ملتبس، وأحياناً كاذب، وتفصح عنه أقوال مأثورة لقادة إسلاميين حديثين وراهنين: يقول د. محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد، المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين في مصر (الأهرام ـ فبراير 2012) &laqascii117o;الخلافة الإسلامية حلمنا، ونتمنى تحقيقه ولو بعد قرون. من حق الإخوان ان يكون ذلك &laqascii117o;إحدى ركائز استراتيجيتها".
ويقول المرشد السابق للإخوان مهدي عاكف جواباً على سؤال عما إذا كان جائزا في الخلافة أن يحكم مصر رجل من خارجها: &laqascii117o;لا تهمني مصر، لأن الخلافة أولى من الدول والأوطان"/ د. علي حرب النهار. 7 شباط 2010).
ان خطاب الابتذال يؤكد على مخاوف &laqascii117o;المواطنين" المنتمين الى أوطانهم مدنياً واجتماعياً، والمنتمين إلى ربهم دينياً. لا يفيد أبداً التلطي وراء تسويات كتلك التي قالها النائب في البرلمان المصري عن الإخوان &laqascii117o;نحن لا نرفض الديموقراطية، وان كان الصراع بين الشورى والديموقراطية، يجب ان يكون في مصلحة الشورى".
كيف هذا؟ ما هذا التلفيق الذي يبلغ حد النفاق؟ ماذا يعني ان يقول المرشد الحالي &laqascii117o;لا دولة دينية في الإسلام وإنما دولة مدنية مرجعيتها القرآن والسنة". ولا نحتاج إلى مرجعية اخرى. وكل مرجعية اخرى خاضعة للمرجعية النصية في الكتاب والسنة.
وأي خلافة هي هذه الخلافة التي لا تشبه ذاتها أبداً.
تحدي الحرية
لقد اندلعت الثورات العربية في الأساس، ضد الاستبداد العسكري، وضد أي استبداد آخر، أكان دينياً أم علمانياً. ما جعل مبدأ الحرية موازياً لمبدأ الكرامة والعمل. فهل الجماعات الإسلامية قادرة على احترام حرية الأفراد والجماعات (أكثريات وأقليات) في حياتها وسلوكها ولباسها وفنها وجنسها وآرائها، أم أمنها حريات مقننة وفق تفسيرهم الخاص والمتزمت للدين والشريعة؟
يصعب على الإسلامي ان يطبق مبدأ الحرية للجميع، وفق ما نصت عليه شرعة حقوق الإنسان، انه يستبدلها بمقتضيات الشريعة الإسلامية. يقول محمود غزلان &laqascii117o;لن نسمح بالمد الشيعي في المنطقة". سؤال: ماذا تفعل بالدعوة المسيحية إذاً؟ وفي صلب كل دين دعوة وتبشير، ومن أهل البلاد تحديداً. هل نطبق حد الردة؟ أين نحن؟ هل تمنع زواج المسلمة من غير دينها؟ أين حقوق المرأة؟ ألم تتعب المرأة بعد من فقه الرجل الذي فسّر مبدأ القوامة على هواه الذكوري فأخضعها لسلطته، حجاباً وخباءً ومنعاً وإبعاداً. ألم يحن الوقت الذي تكون فيه المرأة قوامة على نفسها. هي التي تحدد حقوقها وتنتزعها من سلطة الرجل. أما زالت ناقصة عقل وفتنة جسد؟ أين نحن؟
الإسلام الأصولي غير قادر على احترام منظومة الحقوق الخاصة والعامة. معتقده وفق ما يراه، يحول بينه وبين أن يكون مواطناً.
الإسلام الأصولي ينظر نظرة دونية إلى من ليس منه. وإذا عَدل، نظر نظرة مسامحة، (كأن من ليس منه مذنب). فأي حرية لمسلم غير أصولي في هذا النظام؟ وأي حرية لمسلم من مذهب آخر، وأي حرية لمن دينه أقلوي؟ وأي حرية لإنسان علماني؟ وأي حرية في نظام يحرِّم كل ما هو جميل وفاتن ودنيوي؟
لا مفر من الخوف ـ من هذا القليل الذي سقناه أعلاه. ان شرقاً أوسط إسلامياً جديداً منتظراً. فهل يكون نسخة رديئة وطنياً وقومياً وإنسانياً وفلسطينيا، أم يكون صفحة عربية مشرقة تضع العرب في مصاف الفعل الحضاري الرائد والإنساني الصحيح؟
الخوف فضيلة إلى ان يثبت العكس.
القيت في ندوة نظمها &laqascii117o;النادي الثقافي العربي"


ـ 'الشرق الأوسط'
إسرائيل وإيران: لا مفر من الحرب!
هدى الحسيني:

أسأل محدثي، الدبلوماسي الغربي الذي هو في منتصف جولة أطلسية وإقليمية، عما إذا كانت الحرب على إيران ستقع؟ يجيب أنه لا يعرف، لكنه يضيف أن السبب الوحيد الذي يمنع إسرائيل الآن من شن غارات على إيران هو العلاقة مع الولايات المتحدة. ليس السبب ما يمكن أن تُلحقه إيران عسكريا بإسرائيل، لأنه وبشكل مباشر، ستتسبب إيران في القليل ضد إسرائيل. قد يكون هناك دور لحزب الله، إنما &laqascii117o;لست متأكدا". سوريا، ربما هذه المرة لن تشارك، لأنه حتى لو انتصر بشار الأسد وتجاوز الأزمة، أو أطيح به وجاء نظام آخر، فحسب الجدول الزمني، لن تكون سوريا جاهزة للمشاركة في حرب ضد إسرائيل.
يستطرد: &laqascii117o;يمكن، إذا شارك حزب الله في الحرب دفاعا عن إيران، أن يؤذي إسرائيل كثيرا، وإذا نجحت إيران في الحصول على سلاح نووي، فإن خطر حزب الله سيكون عشر مرات أضعاف ما هو عليه الآن، لأن حزب الله، سيفترض خطأ، أن الردع الإيراني النووي سيمنع إسرائيل من الرد في لبنان، حسب الطريقة التي سترد بها. لذلك، قد يستفز الحزب إسرائيل ويدفعها إلى حرب، اعتقادا منه، بأن المظلة النووية الإيرانية ستغطي هذه الحرب. عندها، الخطر نفسه يتضاعف". يقول: &laqascii117o;إذا كان سؤالك، عما إذا كانت إيران على الصعيد العسكري قادرة على ردع إسرائيل من شن هجمات عليها، فالجواب: لا. والشيء الوحيد الذي يمنع إسرائيل من ضرب إيران هو السياسة الأميركية. ليس لأن أميركا ستغضب من إسرائيل، هذا لا يهم، ليس لأنها قد تؤذي إسرائيل، فهذا لن يحدث، لأن الأميركيين يدركون خطر دفع إسرائيل إلى الزاوية، وبالتالي لن يفعلوا. إذا وقعت الحرب، قد يسمحون لبعض المواقف المعادية لإسرائيل بالمرور في الأمم المتحدة مثلا، أو قد يخفضون من دعمهم المالي".
خوف إسرائيل الحقيقي، أنه مع الرئيس باراك أوباما، إذا بدأت بغارات على إيران، فإن أميركا لن تتبعها أو تساعدها. يوضح: &laqascii117o;يقول الإسرائيليون، إن أي رئيس أميركي آخر، كان سيقول إنه غير متحمس للخيار الإسرائيلي، ولكن ما قامت به إسرائيل، فرصة للمشاركة في العمل العسكري ووضع إيران تحت ضغوط قوية". يضيف: &laqascii117o;يتخوف الإسرائيليون من أن تتوصل إدارة أوباما إلى نتيجة، لأنها لم تشجع على الضربة، وبالتالي لن تشارك فيها، أو - وهذا الأسوأ - أن تقول لإيران: إن إسرائيل هي الطرف السيئ ونحن الطرف الجيد، تعالوا لنبدأ بحوار بين واشنطن وطهران!". لماذا تريد إسرائيل توجيه ضربة لإيران؟ أسأل.. يجيب: &laqascii117o;لتأجيل حصولها على السلاح النووي، لأنها تدرك أنه لا يمكن التخلص النهائي من البرنامج النووي. وهي أخرت العمل النووي العراقي عندما قصفت مفاعل (تموز) أو (أوزيراك)، وانتظرت حتى توفر مزيج من أوضاع أخرى، حيث تم التخلص منه. كذلك فعلت مع المشروع السوري النووي، قضت على مرحلة وهي تنتظر". يضيف، أن &laqascii117o;إيران أكثر تقدما، الإيرانيون يعرفون هدفهم، وعلميا متقدمون. ثم إن المسألة ليست المعرفة والقدرة، إنما الإصرار. ولا يمكن التخلص من الإصرار بضربة واحدة. قد تعود إيران إلى برنامجها، والسؤال هو: ماذا ستفعل الولايات المتحدة عندما تعود إيران إلى برنامجها، لأنه لا يمكن الاعتماد دائما على إسرائيل وحدها للتخلص من برنامج إيران النووي".
وهل التوقعات بأن تستعمل إيران هذا السلاح يوما ما؟ يجيب: &laqascii117o;هل المعنى أن تفجّره؟ كلا. لكن ستستعمله بطريقة أخرى أكثر خطرا. لأنه مع السلاح النووي، ستسيطر إيران على أغلب مصادر الطاقة في الشرق الأوسط وتغير بالتالي العالم. ولأنه - مع كون مصر خارج المعادلة كثقل موازن، وأميركا في ظل إدارة أوباما - يمكن للإيرانيين السيطرة على المنطقة، ثم بمجرد أن تحصل إيران على النووي، فإن مصر، والسعودية وتركيا ستلحق بها. وعندما يكون في الشرق الأوسط نحو ست قوى نووية، فإن دولا أخرى ستتطلع إلى ذلك، مثل البرازيل والأرجنتين وفنزويلا، ثم تليها دول أخرى اعتمدت حتى الآن على أميركا، رغم أنها قادرة على تصنيع السلاح النووي كاليابان التي تواجه كوريا الشمالية أيضا وليس فقط الصين، حتى السويد التي تملك التكنولوجيا النووية وهي تؤمن باستقلالية الدفاع عن نفسها. وعندما يصبح العالم الجديد مطعّما بنحو 40 قوة نووية، ستتغير كل حضارة العالم، لأنه يكفي أن ترتكب دولة خطأ واحدا حتى تتغير أوضاع العالم كلها. التبعات هائلة".

من جهة أخرى، يقول، &laqascii117o;إذا أصبحت سوريا مستقرة نوعا ما، فهي ستعتقد خطأ أيضا، أن لديها المظلة الإيرانية النووية، عندها فإن استفزازها التقليدي لإسرائيل يكون أسوأ. أي ستقع حرب تقليدية بسبب وجود سلاح نووي".أقول لمحدثي الغربي إن إيران تقول إنها تتطلع إلى برنامج نووي سلمي، يقول: &laqascii117o;يجب أن يكون المتلقي على درجة كبيرة من الغباوة لكي يصدق. بكل تأكيد، إيران تتطلع إلى السلاح النووي".هذا يعني أن لا حرب قبل الانتخابات الأميركية؟ يجيب: &laqascii117o;هناك احتمال لوقوع الحرب، هناك حاجة لقصف إيران من جهة، لكن من جهة أخرى، هل ستشارك أميركا فيها؟ لا أحد قادر على إعطاء الجواب، حتى أوباما نفسه. لكن إسرائيل ترى أنها تملك القدرة العسكرية اللازمة، لكن الإدارة الأميركية، تسرب إلى كل وسائل إعلامها، بأنها لا تريد هذه الحرب".وماذا إذا أدت العواقب إلى حرب إقليمية، هل فكرت إسرائيل في هذا؟ يجيب محدثي: &laqascii117o;هناك قناعة لدى إسرائيل بأنه لن تكون هناك حرب إقليمية. لا تعتقد أن مصر أو سوريا أو الأردن ستدخل حربا ضد إسرائيل في تلك الحالة".وماذا إذا أثبت حزب الله فعلا أنه خط الدفاع الأول عن إيران؟ يقول: &laqascii117o;إن إسرائيل درست هذا الاعتبار وترى أن الرد سيكون بتدمير كل لبنان. هي تعتبر أنها أخطأت عام 2006 عندما أطالت أمد الحرب، وعندما لم تستعمل قوة كافية. الآن حسب الخطة، ستستعمل قوة أكثر من المطلوب بأضعاف. في حرب 2006، استعملت ربما ثلاثة في المائة من قدرتها العسكرية. هذه المرة الأمر سيختلف. إذا أطلق حزب الله صواريخه، ستستعمل إسرائيل قوة تفوق عشرة أضعاف قوة حزب الله، الحرب ستكون أقصر، أما الدمار فسيكون شاملا يغطي كل لبنان، وبطرقها أبلغت إسرائيل من يجب إبلاغه!".
هل تقصد حزب الله يعرف؟ &laqascii117o;نعم يعرف".
ويستبعد محدثي، في حالة الهجوم الإسرائيلي على إيران، أن تلجأ إلى استعمال السلاح النووي.
وهل تدخل سوريا في هذه المعادلة، بمعنى أن تتوقف إسرائيل عن دعم النظام السوري إذا ما حظيت بضمانات من أميركا بأنها ستقف إلى جانبها في الحرب ضد إيران؟ يقول محدثي: &laqascii117o;إن المسؤولين الإسرائيليي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد