- 'الجمهورية'
تظاهرة الأسير: هل يفكّ 'حزب الله' شيفرتها؟
فادي عيد:
ماذا يعني أن تجري تظاهرة سلفية في ساحة الشهداء؟ وإلى من وجّه الشيخ أحمد الأسير رسائله من قلب بيروت؟ ومن يستعمل بعض المسيحيين لتخويف كل المسيحيين من هذه &laqascii117o;الظاهرة" التي وجّهت رسائلها بشكل مباشر إلى حارة حريك؟
في قراءة موضوعية لتسلسل الأحداث في لبنان، يستغرب المتابعون تأخّر نمو الظاهرة السلفية السنّية في مواجهة التطرّف الشيعي الذي يمثّله 'حزب الله' الداعي إلى تطبيق مشروع ولاية الفقيه في لبنان، ويجاهر الأمين العام لهذا الحزب السيد حسن نصرالله بفخره أن يكون جندياً في جيش الوَلي الفقيه. فالمنطق التاريخي قاطع لجهة أن كل تطرّف يولد تطرّفاً مقابلاً، وممارسات 'حزب الله' طوال الأعوام المنصرمة، والتي وصلت في أقصاها إلى محاولة 'إذلال' أبناء الطائفة السنّية في السابع من أيار 2008 من خلال اجتياح العاصمة بيروت وفرض إرادته بالقوة على بقية اللبنانيين تحت تهديد السلاح، واعتبار ما حصل يوماً مجيداً، إضافة إلى إسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها الرئيس سعد الحريري في كانون الثاني 2011 تحت وطأة القمصان السود... كل ذلك وغيره من الممارسات والإطلالات 'الفوقية' المتكرّرة لـ نصرالله، أوصلَ من دون شك إلى تعبئة معيّنة أنتجت ظاهرة الشيخ أحمد الأسير وتظاهرته التي لقيت حدّاً كافياً من التجاوب أثار هواجس 'حزب الله' وقلقه. المفارقة الأبرز أن 'حزب الله' لزم الصمت الكلي حيال تظاهرة السلفيين في بيروت، في حين لجأ إلى 'دفع' بعض المسيحيين إلى مهاجمة هذه التظاهرة ومحاولة تخويف جميع المسيحيين، عِلماً أن الشيخ الأسير توجّه إليهم بكلام أكثر من مطمئن، لا بل طالبهم بالحماية من خلال تشبّثهم بأرضهم وعدم الهجرة. وبعيداً عن الثرثرات الإعلامية الفارغة والسخيفة، لا بد من التوقّف عند ملاحظات عدّة رافقت حركة الشيخ الأسير وتظاهرته والرسائل المباشرة والمشفّرة التي أطلقها في اتجاهات محدّدة وواضحة:
ـ في الشكل، وإن كان هدف التظاهرة نصرة الشعب السوري في مواجهة 'الطاغية' بشار الأسد، إلّا ان معظم الرسائل التي وجّهتها التظاهرة كانت في اتجاه الداخل اللبناني، وتحديداً في اتجاه داعمي النظام البعثي في لبنان، وفي طليعتهم 'حزب الله'.
ـ إصرار الشيخ الأسير على المضي بالتظاهرة في بيروت على رغم كل التحذيرات الأمنية التي وُجّهت إليه في محاولة لتجنّب مظهر الساحتين وأي احتكاكات كانت محتملة، شكّل الرسالة الأولى، وتحديداً في اتجاه مَن احتلّ بيروت في 7 أيار 2008، بأن بيروت لن تبقى تحت احتلال 'حزب الله' وسلاحه وقمصانه السود.
ـ كانت لافتة ظاهرة القبضات المرفوعة في تظاهرة الأسير، في ما يشبه الردّ المباشر على القبضات المعتادة خلال إطلالات السيد نصرالله المتكرّرة. والمغزى أكثر من واضح: القبضات مقابل القبضات.
ـ وكانت لافتة أكثر الهتافات التي ارتفعت في التظاهرة تحت عنوان 'الشعب يريد الجهاد'، مع ما يتضّمن هذا العنوان من تفسيرات واسعة واجتهادات كبيرة يُدرك معانيها تماماً 'حزب الله' ومدى خطورتها وأبعادها، وخصوصاً إذا ما أضيف إليها أن حركة الشيخ الأسير لم يكن لها أن تتم من دون تمويل، وبالتالي فإن التمويل الإيراني الذي فاخر به السيد نصرالله لحزبه يمكن أن يقابله تمويل مضاد، ما يفتح الساحة على احتمالات خطرة قد يكون لبنان أصغر من أن يحتملها. وفي الخلاصة، فإنّ القراءة الهادئة والموضوعية لحركة الشيخ أحمد الأسير تتطلّب قراءة هادئة وواعية من قيادة 'حزب الله' والعمل لفك شيفرات رسائلها بمضمونها المحلي والإقليمي، وتجنيب الداخل اللبناني أي انعكاسات لمواجهات يدّعي 'حزب الله' ظاهراً أنه لا يريدها، في حين أن ممارساته اليومية تنذر بتفاقم الأوضاع نحو مجهول بات معلوماً بالنسبة إلى الحزب... فهل يتدارك الأمر قبل فوات الأوان؟
- 'النهار'
الحريري وجعجع يندفعان في مواجهة فاصلة يربح كثيراً من يربحها
'حزب الله' يجب أن يقلق ... فمعركة سوريا ستصل إلى سلاحه
إيلي الحاج:
نعم في قوى 14 آذار وجهتا نظر في مواكبة ما يجري في سوريا. وجهة ترى سقوط نظام الرئيس بشار الأسد حتمياً وخلال أشهر، وأخرى تسأل ماذا إذا تحوّلت الثورة حرباً أهلية طويلة، ولماذا نتورّط إلى هذا الحد في شؤون الدولة الجارة؟ لعلّ رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع في أسعد أيامه هذه الأيام . في ما مضى دار دولاب الزمن ضده فذهب إلى السجن متروكاً وحيداً انفض من حوله قريبون وبعيدون، لكن الدولاب نفسه عاد ودار لمصلحته ويبدو أن لا شيء يوقفه. يجمع الحلفاء والخصوم على أن الرجل الذي يهوى الصراع السياسي حتى أصبح جزءاً من تركيبته البيولوجية لا ينفك منذ خروجه إلى الحرية يجمع نقط الفوز واحدة تلو آخرى. من مقره الشاهق في معراب ينظر بعين نسر إلى نقط ضعف خصومه لئلا يلتف عليه أحد من الخلف. في الماضي كادت خسارات اللحظات الأخيرة تدمغ مسيرته السياسية بفعل أخطاء وهفوات، أما اليوم فيظهر لاعباً عالي المستوى باعتراف كارهيه، وشعاره 'صفر أخطاء' في اللعبة الكبيرة. يعمل جعجع، كما حليفه رئيس 'تيار المستقبل' سعد الحريري، بلا كلل وبكل جدية للمعركة التي وضعاها نصب أعينهم. أدركا أن ثمة قراراً عربياً ودولياً لا تراجع عنه بتقليص نفوذ إيران في المنطقة، وأن ترجمة هذا القرار تمرّ بمدن سوريا وأريافها، وأن سقوط النظام السوري عاجلاً أم آجلاً سينعكس على لبنان لا محالة. على هذا الأساس يندفعان في مواجهة فاصلة يربح كثيراً من يربح فيها. إلا أن حلفاء للحريري وجعجع في 14 آذار يدعون إلى قراءة هادئة وأن تؤخذ في الاعتبار نقط اختلاف بين النظام السوري والأنظمة التي أطاحها الربيع. منها مثلاً أن التنوع الطائفي والإثني في سوريا غير موجود في مصر ولا ليبيا وتونس واليمن. ويحتمل أن تدخل سوريا حرب طوائف ومذاهب، تقاتل فيها كل طائفة حتى آخر رجل مهما بلغت التضحيات. والأهم أن سقوط نظام الأسد ينقل سوريا من محور إيران وروسيا والصين الى محور دول الغرب والخليج، وستمانع الدول التي تدعم الأسد في إسقاطه وربما تمده بما يحتاج إليه من دعم ديبلوماسي وعسكري ومالي كي يحاول فرض تسوية تناسبه. ثم ان الدول المحيطة بسوريا وخلفها الدول العربية بأكملها لا تريد ولا تقدر على التورط مباشرة. وفي كل الأحوال قد لا يكون من مصلحة فريق لبناني أن يتدخل واضعاً كل ثقله، وإن سياسياً ومعنوياً، وراء الثورة السورية التي لم تنضج بعد ظروف انتصارها. يرد مؤيدو وجهة نظر الحريري وجعجع بأن المدة التي سيستغرقها سقوط نظام الأسد رهن بتوافر الإقتناع والظروف لدى الدول العربية بخوض معركة إسقاطه صراحة حتى لو كانت كلفتها عالية، وبعد ذلك سيتحرك المجتمع الدولي لمؤازرة الثوار السوريين الذين يبدون عزماً هائلاً على الإنتصار 'حتى لو كلفت 200 ألف شهيد'، كما قال قادتهم الذي زار بيروت أخيراً. في هذه الحال سيكون 'حزب الله' أمام سؤال يجب أن يؤرق قيادته: والآن ماذا عن السلاح؟ حتى اليوم ترى هذه القيادة الموضوع سابقاً لأوانه أو أن طرحه غير وارد على الإطلاق. فنظام الأسد في رأيها باق وأي قول خلاف ذلك مراهنة ووهم. وحتى لو سقط فإن السلاح المقاوم في لبنان يدافع عن السلاح المقاوم إذا لزم الأمر. أمام هذه الحسابات المتقابلة تبرز حملة على جعجع في مجالس قوى 8 آذار وبعض الإعلام، تصوّره عملاقاً شعبياً سيكتسح حزبه 'القوات' المقاعد النيابية في مناطق شاسعة السنة المقبلة، وذلك لإثارة مخاوف خصومه المسيحيين، لا سيما العونيين وشد عصبهم، وكذلك مخاوف حلفائه المسيحيين من حزبيين ومستقلين من ترجمة 'الإحتضان العربي'، الخليجي تحديداً لابن بشري؛ هل يُحتمل أن يفكروا وأن يفكر هو في الرئاسة، وسنة 2014 خلف الباب؟ الأكيد أن جعجع مرتاح إلى درجة التصدي للبطريرك الماروني بشارة الراعي في ما ذهب إلى قوله عن 'ديموقراطية النظام السوري'، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه. لو ردّ قبل سنة على البطريرك أو على الجنرال ميشال عون قبل أن يُستنزفا في المواقف والتصريحات هنا وهناك لكان خسر كثيراً. أما اليوم فهو يكسب.
- 'المستقبل'
'عون' أساس المُلك
ي.د.:
يصعب فهم حقيقة سياسة هذه الحكومة وما تفعله بالبلاد، لا سيما جناحها الإصلاحي والتغييري الذي يأخذ الدولة ومؤسساتها الى المجهول بسرعة جنونية. فلم يسبق لحكومة أن استطاعت في أقلّ من عشرة أشهر من عمرها أن تقود البلد الى الشلل شبه التام، وأن تعطل كل المؤسسات، إما بفعل النكايات ومحاولة تثبيت أحجامها المنتفخة أكثر من حقيقتها، او بفعل التناتش على المصالح وتقاسم المغانم. وإذا كان الفراغ المتنامي ينذر بوقف دورة الحياة في معظم الإدارات والمرافق العامة، فإن الأمر الأشد خطورة، بحسب مصادر معنية، 'يكمن في إمعان الفريق المدعي الإصلاح في شلّ السلطة القضائية من خلال منع التعيينات فيها، لا سيما رئاسة مجلس القضاء الأعلى الشاغرة منذ سنة وثلاثة أشهر'، ولفتت الى ان 'المفارقة أن الفراغ لن يبقى مقتصراً على رئاسة السلطة القضائية التي يملأها بالوكالة النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، إنما يهدد مجلس القضاء برمته الذي تنتهي ولاية كامل أعضائه في حزيران المقبل، والذي معه يتوقف المجلس العدلي عن العمل بحكم إنتهاء مدة أعضائه، كما يشغر منصب النائب العام التمييزي مطلع شهر تموز المقبل مع إحالة القاضي ميرزا على التقاعد لبلوغه السن القانونية'. واللافت أن قرار شلّ المرفق القضائي ليس وليد أيام أو أشهر، فهو مستمرّ منذ حكومة الرئيس سعد الحريري، إذ انه قبل إحالة رئيس مجلس القضاء السابق القاضي غالب غانم على التقاعد في 26 كانون الأول 2010 طرح وزير العدل السابق ابراهيم نجار في أكثر من جلسة لمجلس الوزراء أسماء قضاة جديرين بتولي مسؤولية رئاسة السلطة القضائية، غير أن فريق الثامن من آذار استطاع بالثلث المعطّل أن يعطل هذا التعيين مشترطاً قبل أي شيء إحالة ما أسماه 'ملف شهود الزور' على المجلس العدلي. وبعيداً من الدوامة التي أدخل الفريق التسلطي البلد فيها، فإنه حتى بحكومة اللون الواحد لم يفلح هذا الفريق التسلطي بإدارة السطلة وقيادة دفّة الحكم والإتفاق على أبسط بديهيات العمل الحكومي، لأن 'الجناح الإصلاحي'، وبحسب هذه المصادر، 'لم يقبض بعد أياً من الأثمان التي وعد بها مقابل إسقاط حكومة الرئيس الحريري، كما أنه لم يقبض أثمان قبوله بتسوية تمويل المحكمة الدولية والتجديد لها رغماً عنه. لذلك، وقبل وضع قالب جبنة التشكيلات الديبلوماسية والتعيينات الإدارية، يصرّ النائب ميشال عون على تقاضي الدفعة الأولى من ثمن الصفقات التي أبرمها مع حليفه الأول حزب الله، وهو لن يقبل بأن تكون هذه الدفعة أقل من رئاسة مجلس القضاء. أمام هذا الواقع، رأت المصادر أن 'لا قيمة لأي تسوية تبرم مع العماد عون، وآخرها الإتفاق الرضائي الذي قيل انه قبل به خلال لقائه رئيس الجمهورية في قصر بعبدا في حضور البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي. فعون لن يلتزم أي إتفاق لا يرى فيه مراعاة لوضعيته كممثل وحيد للمسيحيين في السلطة'. وأكدت أن 'إصرار عون على رئاسة مجلس القضاء الأعلى ينطلق من حسابات بعيدة المدى. فهو يعتبر أن إمساكه برأس السلطة القضائية أياً يكن القاضي الذي يتسلّمها، يعني أمراً مهماً وأساسياً وهو التمهيد للإمساك بمفاصل القضاء ككل، وذلك من خلال التشكيلات القضائية المفترض أن ينكب مجلس القضاء الجديد على إعدادها، والتي يسعى عبرها الى تعيين قضاة إما موالين له بالمطلق وإما ممن يمون عليهم، وتنصيبهم على رأس النيابات العامة وقضاة التحقيق، والهيئات الإتهامية، مستوحياً هذه القاعدة من تجربة حليفه الجنرال إميل لحود في آخر التشكيلات التي أعدها القاضي عدنان عضوم يوم كان وزيراً للعدل'. وخلصت الى ان عون 'مستعد لفتح معركة على كل اسم مأمور أحراج في آخر بلدة مسيحية، فكيف إذا كان الأمر يتعلّق بهيئات قضائية أو مدراء عامين أو هيئات رقابية أو مجالس تأديب'، محذرة من أن 'القضاء الذي ينطق باحكامه تحت شعار 'العدل أساس الملك' بات معلقاً على حبال مصالح عون وشهواته السلطوية'.
- 'النهار'
اربعة عناصر في خطة أنان لسوريا
إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية
روزانا بومنصف:
تكتسب الزيارة المرتقبة للمبعوث المشترك للامين العام للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى دمشق اهمية نسبية تكمل او تتكامل مع اللقاء المرتقب لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ودون الاثنين عقبات كبيرة ليس واضحا ان كان ممكنا حلها ام لا وعلى اي قاعدة يمكن ان يتم ذلك. فهناك ما يبرر التعويل على هذا او ذاك من التحركين على قاعدة الاقتناع العام بجملة امور من بينها ان التعويل على انقلاب عسكري على النظام لم ينجح ولم تعد فرصه قائمة. ثم ان الولايات المتحدة وبناء على مواقفها المعلنة من الازمة السورية التي تطاول انقسام المعارضة او التذرع بوجود عناصر من القاعدة فيها او غياب التظاهرات المليونية متجاهلة بأن اي تظاهرة مهما ضمت في سوريا توازي مليونيات في اماكن اخرى وما الى ذلك من الحجج التي قدمتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تسمح بمد عمر النظام السوري. في حين ان السبب الاكثر ترجيحا في اعتبارات المراقبين بات يكمن في عدم حسم اسرائيل موقفها لجهة ضرورة رحيل الرئيس بشار الاسد وسيطرة الافضلية في الرأي الاسرائيلية على اي اعتبار اخر. في حين ان لقاء لافروف مع الوزراء العرب يثير بدوره التساؤلات عن سبب هذا اللقاء خصوصا في ضوء الاتهامات التي ساقتها روسيا قبل ايام قليلة للمملكة العربية السعودية التي سبق ان انتقدت الموقف الروسي في مجلس الامن الذي حال دون تبني خريطة الطريق العربية لانتقال سلمي في سوريا. وتاليا فان الاسئلة جدية حول مغزى هذا اللقاء وما اذا كان يعبر عن استعداد روسي لاقناع النظام السوري بالدخول في تسوية سياسية ام ان لافروف يأتي من اجل تأكيد موقف بلاده. مصادر ديبلوماسية مطلعة تكشف ان انان لا يأتي على قاعدة فراغ اي من دون مشروع او افكار في جيبه من اجل تسوية سلمية للازمة في سوريا على رغم ان تساؤلات تثار حول ماهية المهمة التي يقوم بها او الافكار التي يحملها لجهة اي افكار محتملة يحمل وهل هي الاقتراحات العربية للحل او سواها من الاقتراحات في ظل اختلاف دولي يعبر عنه رفض روسيا للمبادرة العربية للانتقال السلمي في سوريا. وهل يعني دعم روسيا قيام انان بهذه المهمة انها توافق على الافكار التي يحمل او انها تريده ان يقوم بجهد ديبلوماسي من اجل ان تفك عزلة النظام ديبلوماسيا وتدفع به الى واجهة من يمتلك الموقع الذي يمكنه من التفاوض او انه يتعين على انان ان يقنع روسيا اولا بما يحمله؟ وتتحدث المعطيات المتوافرة لدى هذه المصادرعن انه في الشق المتعلق بلقاء لافروف مع وزراء الخارجية العرب في القاهرة اليوم فان سقف الحوار مرتبط في شكل اساسي بواقع اقتناع الروس بوجهة النظر العربية تحت وطأة الاندفاع الى الخيار الاخر الذي هاجمه الروس ورفضوه وهو تلويح كل من المملكة السعودية وقطر بامكان تسليح المعارضة السورية في حال فشل الخيار السلمي. ومن المهم ان تقتنع روسيا بذلك من اجل ان تمارس ضغوطها على النظام السوري في هذا الاطار على اساس ان هذا الاخير لم يعد يقدم على اي خطوة ما لم تكن بحض من روسيا او بضغوطها كما حصل في محطات عدة في الاشهر الاخيرة او تحت غطائها السياسي. ومن المهم ان تقتنع روسيا بذلك من اجل قيامها بدورها على هذا الصعيد لتفادي المماطلة التي يمكن ان يلجأ اليها النظام السوري عبر زيارة انان الذي يمكن ان يحمله على زيارات اخرى على سبيل كسب الوقت ليس الا فضلا عن ان النظام يوحي عبر سيطرته على حي بابا عمرو في حمص انه استعاد السيطرة وباتت تتملكه نشوة احتمال النجاح في حال استطاع القيام بحملات عسكرية على مدن اخرى وربح المزيد من الوقت والارض بحيث لن يكون في مصلحته التفاوض في الوقت الراهن على اي تسوية. في المقابل فان ما يحمله انان ينطوي على خطة تقوم على اربعة عناصر من دون ان يعني ذلك انه سيطرحها في لقائه المرتقب مع الرئيس السوري. اذ ان الامر يتوقف على ما سيجده المبعوث الدولي العربي في دمشق وما اذا كان ذلك يتصل بوجود استعداد لدى النظام لمفاوضات تؤدي الى تسوية سياسية ام ان انتصاره على بابا عمرو يفيد بعدم استعداده لذلك بحيث قد يعمد انان الى تجنب وضع ما لديه على طاولة البحث من اجل عدم حرقه على رغم ان مضمونه هو الخطة القديمة انما باضافة عنصر او بند جوهري جديد يتصل بدور الاجهزة الامنية والجيش. فالخطة تقوم على مرحلة انتقالية تتضمن في خطوطها العريضة الاتي:
- تأليف حكومة وحدة وطنية تضم الجميع كمرحلة اولى.
- اجراء انتخابات رئاسية مبكرة واجراء انتخابات نيابية مبكرة وكلا الانتخابين باشراف مراقبة دولية.
- اعادة هيكلة الاجهزة الامنية والعسكرية والتفاوض على دور للاجهزة الامنية والجيش مختلف عما يقومان به راهنا بحيث يسبق وضع هذا البند موضع التنفيذ اجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية كون هذه الاجهزة لا يمكن الركون اليها لكي تكون هي الراعية في المرحلة الانتقالية.
- تأمين تأليف لجان تعمل على المصالحة ووضع الاسس لتأمين سير المؤسسات والقضاء وفق اسس تضمن الاستمرارية وتأمين الانتقال الى المرحلة الجديدة في الوقت نفسه.
وما لم يجد انان جهوزية لذلك فان مهمته قد تكون انسانية فحسب.
- 'النهار'
'الفيغارو': الأسد سحب الأسلحة من الوحدات السنّية
تحدثت صحيفة 'الفيغارو' الفرنسية عن سحب الرئيس السوري بشار الاسد الاسلحة من الوحدات التي تنتمي الى الطائفة السنية في الجيش السوري وعن عدم ثقته الا بالعسكريين 'العلويين' خشية حدوث انقلاب عسكري. ونسبت الى مصدر سوري – فرنسي مقرب من الاجهزة الامنية السورية من غير ان تسميه ان 'النظام السوري لا يرسل عمليا ايا من عناصر الجيش الذين ينتمون الى الطائفة السنية لشن العمليات... لانه لم يعد لديه ثقة بهم'. واضاف ان 'الذين يواجهون الثوار الآن على وجه الحصر تقريبا هم من العلويين (الطائفة التي ينتمي اليها آل الاسد) والميليشيات المدفوعة من النظام'، مضيفا ان 'نظام الاسد نزع سلاح معظم الكتائب السنية، فدباباتها ليست فعالة ومدرعاتها لا تحصل على مزيد من الوقود'. واوضح ان الاسد يخشى حصول انقلاب عسكري. وذكر انه في حين ان العلويين من العسكريين ينشغلون بقمع الشارع، يتخوف النظام من ان تغتنم الوحدات السنية الفرصة لترك ثكنها قبل ان 'يسيروا الى القصر الرئاسي في دمشق'، وتاليا فرض نظام الاسد على الوحدات السنية ان تبقى حبيسة في قواعدها.
- صحيفة 'الشرق الاوسط'
هدف القنبلة النووية الإيرانية
عادل درويش:
مسيرة الجمهورية الخمينية نحو تطوير السلاح النووي تقف اليوم على حافة اللاعودة. واللاعودة هنا تعني تطور سيناريو يعجز فيه العالم عن منع إيران من تحقيق أهداف امتلاك السلاح النووي: ضربة عسكرية (خيار المتشددين بهوس آيديولوجية تبرر مسح دول من على الخريطة)؛ أو الهيمنة على الخليج بابتزاز الدول العربية نوويا والتحكم في تدفق بترولها وأسعاره، وإحلال شمولية ولاية الفقيه محل الحكومات المدنية (خيار المعتدلين من حكام إيران). ما يواجه العالم المتحضر عامة، والبلدان العربية المستهدفة خاصة، خياران أحلاهما مر: مخاطرة الأمد القصير باستخدام القوة (ليس هناك وقت للوسائل الأخرى التي لم تنفع قبلا) لمنع امتلاك شخص كأحمدي نجاد للقنبلة النووية. ثمن الخيار؟.. انتقام عملاء إيران بأعمال إرهابية أو إشعال حزب الله أو حماس حربا مع إسرائيل. والخيار الثاني تفضيل البعض وهم &laqascii117o;استقرار" الوضع الراهن وقبول &laqascii117o;الأمر الواقع" بامتلاك إيران للسلاح النووي. ثمن الخيار؟ مواجهة خطر إملاء الولي الفقيه لسياسته على المنطقة وتخريب الاقتصاد العالمي؛ واضطرار بلدين أو ثلاثة في الجامعة العربية، وتركيا، إلى الحصول على سلاح نووي. الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتهمت إيران، الأربعاء، بإجراء تجارب سرية لا غرض منها سوى الاستخدام العسكري للذرة. كانت إيران رفضت زيارة مفتشي الوكالة لمركز بارشين، ثم أرسلت بعد ثلاثة أشهر للوكالة بأنها تسمح بالزيارة. صور الأقمار الصناعية للموقع بينت نشاطا غير عادي لنقل معدات وإخفاء آثار التجارب. كما أن عددا من البلدان التي درس الخبراء الإيرانيون في جامعاتها قبل 2003، قدموا سجلات الدراسة، بناء على طلب وكالة الطاقة الذرية، لتثبت أن الإيرانيين درسوا الاستخدامات العسكرية للذرة، ووسائل توصيل القنبلة للخصوم (من صواريخ وطائرات وغيرها) قبل عام 2003. وفي شهادته أمام اللجنة البرلمانية لشؤون التنسيق العام، قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، الثلاثاء، إن امتلاك إيران للسلاح النووي يشكل تهديدا مباشرا للمملكة المتحدة. وفي صباح اليوم نفسه، خصص مجلس الوزراء البريطاني أكثر من نصف وقت اجتماعه الأسبوعي (تضاعف إلى ساعتين ونصف الساعة) لإيران، حيث قدم رؤساء مجلس الأمن القومي والمخابرات والأمن العسكري تقارير عن حصول إيران على مساعدات خارجية تمكنها في غضون عامين من تجهيز صواريخ عابرة للقارات تضع لندن والمراكز السكانية البريطانية في مرمى التهديد النووي الإيراني. وفي تقرير منفصل، أشارت المخابرات الأميركية إلى قدرة الصواريخ الإيرانية على حمل رؤوس نووية قادرة في عام 2015 على الوصول إلى واشنطن والمدن الأميركية. لإسرائيل مبرراتها الخاصة للقلق من التهديد الإيراني، وهو ما حاول زعيمها بنيامين نتنياهو إقناع باراك أوباما به يوم الاثنين. لكن الأخير عرض مساعدات وأسلحة متطورة مقابل امتناع إسرائيل عن توجيه ضربة استباقية لإيران، بينما لا يبدو الرئيس الأميركي متحمسا لاستخدام القوة العسكرية لتجميد برنامج إيران النووي. برنامج إيران النووي المعروف موزع على 18 موقعا بالغة التحصين. إسرائيل قادرة على توجيه ضربات جوية على مدى أيام، أي حرب علنية. أقصى نتيجة تعطيل مؤقت للبرنامج، وليس إنهاءه كما حدث بغارة واحدة على مفاعل صدام حسين 1981. إسرائيل لا تمتلك تكنولوجيا تصل لموقع &laqascii117o;فودورو" في بطن الجبل.. فقط تدمير معدات المدخل. فقط القنبلة الأميركية &laqascii117o;GBascii85-57" قادرة على اختراق الجبل. وأميركا لن تقدم أسرار تكنولوجيا استخدام القنبلة (تزن 14 طنا) لإسرائيل، مهما اشتركت المصالح. بدليل ضبط جواسيس إسرائيليين في أميركا هم الآن في السجون. على البلدان العربية وضع مصالح شعوبها قبل الأوهام الآيديولوجية، وألا تدع ردود فعل إسرائيل للتهديدات الإيرانية النووية تشكل ضبابا أمام نوايا إيران امتلاك السلاح النووي، خاصة أن فلسفة الآيديولوجية الخمينية هي وقود التفكير الاستراتيجي الإيراني في عهد آية الله خامنئي. أثناء وجود مؤسس الجمهورية الإسلامية/ ولاية الفقيه، الراحل الإمام آية الله الخميني في منفاه في النجف بجنوب العراق في منتصف السبعينات، وقعت مشاجرة بين طفلين في السابعة من العمر. الطفل العراقي ألقى بحجر أصاب طفل أسرة إيرانية من حاشية الخميني، بجرح في جبهته. انتهى شجار الأسرتين بالاحتكام إلى الخميني باعتباره أكبر آيات الله مقاما. أمر الخميني باستدعاء الطفلين، وأفتى بتقييد ابن السابعة الذي ألقى الحجر وتمكين المجروح من شجب جبهته بحجر آخر حتى سال الدم. عندها صرف الطفلين باكيين قائلا &laqascii117o;تحقق العدل فلا حاجة لخلاف الأسرتين". الديكتاتوريات الشمولية تبقي بـ&laqascii117o;foascii117ndation myth" أو أسطورة تأسيس النظام، لتبرر رفضها المحاسبة أو التخلي عن الحكم عبر صناديق الاقتراع.. أسطورة بتبسيط التاريخ في شعارات، كمسؤولية وعد بلفور عن &laqascii117o;ضياع فلسطين"، لتبقى أسطورة معاداة بريطانيا لتأجيل التطور الاقتصادي والإصلاح الديمقراطي حتى تحرير فلسطين عند وصول غودو (في مسرحية صمويل بيكيت الشهيرة). والأسطورة التأسيسية للجمهورية الإسلامية هي معاداة الغرب الصليبي بزعامة &laqascii117o;الشيطان الأكبر" (أميركا) الذي يتربص بها شرا. نظام التعليم، بتفسير ثوري راديكالي ضيق لأحداث مختارة من التاريخ، عثر على الحجر الذي شجب جبهة إيران الثورية في اتهام أميركا وبريطانيا بتدبير الانقلاب الذي أطاح بمحمد مصدق وأعاد الشاه 1953، ولا يمكن التوصل إلى تسوية إلا بتطبيق فلسفة العدل الخمينية &laqascii117o;طفلي النجف". الفارق أن الحجر في يد طفل الثورة الخمينية قد يكون القنبلة النووية.
ما هي الجبهة التي سيشجبها الحجر ليسيل الدم؟
إيران تنافس خيار تركيا كنموذج لتصالح المسلمين مع النظام الديمقراطي المدني المعاصر باقتصاد حرية السوق؛ فتقدم ولاية الفقيه كنموذج الإسلام الثوري في صراع دائم مع الغرب الصليبي. من أجل توجيه البروباغندا الثورية نحو مظاهرات الشوارع ذات الوعي التاريخي المنخفض لأجيال انتزعت أنظمة التعليم من أدمغتها موهبة التفكير المستقل، والبحث النقدي خارج المناهج، تستخدم إيران صحافة عربية متخلفة، طريقة إثارتها لغرائز مشاغبي مباريات كرة القدم لا تختلف عن تغطيتها المغالطة للسياسة الخارجية، بانتقائية وفبركة أخبار توجه الغرائز العدوانية نحو ما يضر باقتصاد الشعوب، كتدمير البعض أنابيب تصدير الغاز باسم الوطنية. وهي الصحافة نفسها التي تصور بلدان الخليج، والحكومات التي تفضل السلام وبناء الاقتصاد على خيار العداء الدائم للغرب، على أنها تدور في &laqascii117o;فلك الإمبريالية الأميركية ولا تتصدى للشيطان الأصغر إسرائيل". ولأن إسرائيل تمتلك مخزونا نوويا يمكنها من إعادة إيران إلى زمن ما قبل اختراع العجلة، فيمكننا استنتاج &laqascii117o;جبهة الطفل" العربي التي سيصوب الطفل الإيراني الحجر نحوها.
- 'الشرق الاوسط'
هل هو 'ربيع صهيوني' أيضا؟!
زين العابدين الركابي:
صحيح أن هناك &laqascii117o;قرائن" قد تصلح لإثارة شبهات عديدة حول الدور الصهيوني والأميركي في الحراك أو الربيع العربي.. ومن هذه القرائن - مثلا - الدور الذي لعبه اليهودي الصهيوني الفرنسي برنارد ليفي في الثورة الليبية في وقت مبكر. ولقد صرح هو نفسه بذلك!.. أما الدور الأميركي فيكفي أن نورد القرينة التالية، فقد كشف موقع &laqascii117o;ويكيليكس" نص برقية أرسلها السفير الأميركي السابق في القاهرة فرانسيس ريتشارد دني وحملت عنوان &laqascii117o;سري"، وذلك بتاريخ 6-3-2006.. ومما جاء في هذه البرقية: &laqascii117o;على الأرجح لن يكون هناك إحراز تقدم ديمقراطي كبير طالما أن الرئيس مبارك في منصبه، ومع هذا فإن حكمه القاسي يوفر مساحة، ويعطي وقتا لإعداد المجتمع المدني، وبعض المؤسسات الحكومية المصرية قبل رحيله.. وليس لدينا حل ناجع لكل شيء، ولكن يمكننا الضغط من أجل التغييرات التي ستؤدي حتما إلى الموت عن طريق ألف جرح صغير في نظام مصر السلطوي".
على الرغم من قوة هذه القرائن من حيث المضمون والتوثيق، فإن سؤالنا: هل هو ربيع صهيوني أيضا، لا يرتكز عليها. وإنما يرتكز على بعض النتائج، أو على &laqascii117o;الأرباح الصهيونية" من الربيع العربي.. والكلام يطول إذا أحصينا هذه الأرباح كافة، وتجنبا للطول نضرب مثلين أو نقدم نموذجين:
1) النموذج الأول هو &laqascii117o;الفوضى والتفتيت" اللذان يشهدهما الوطن العربي.. ولسنا نزعم أن العالم العربي كان - من قبل - كالبنيان المرصوص، صفا واحدا متناغما متماسكا متعاونا. بل نقول إنه بعد الربيع العربي قد &laqascii117o;ازداد" تصدعا وتفتتا ووهنا.. فمنذ أيام - مثلا - انعقد مؤتمر في بنغازي بليبيا انتظم أطيافا عديدة قبلية وعسكرية وسياسية وثقافية.. وانتهى المؤتمر بإعلان منطقة &laqascii117o;برقة" إقليما &laqascii117o;منفصلا" عن الدولة الأم. صحيح أن الانفصال قد طلي بمفردات الفيدرالية أو الكونفدرالية، بيد أن هذا مجرد تلاعب سياسي بالألفاظ بهدف تغطية حقيقة الانفصال، حيث إن لفظ الانفصال صادم ومستفز ومرعب. ومن هنا بادر قادة ليبيون إلى إدانة هذه الخطوة بحسبانها انفصالا يهدد وحدة ليبيا كلها.. ومن هؤلاء القادة مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي.
وفي مصر، وأثناء ما عرف بـ&laqascii117o;التحقيق القضائي في التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني"، ضبطت خرائط لتقسيم مصر إلى أربع دويلات.
ولكن ما علاقة هذا كله بـ&laqascii117o;أرباح إسرائيل" من هذا الحراك؟ إن العلاقة وثقى؛ فالعقيدة الاستراتيجية الصهيونية الثابتة - منذ قامت إسرائيل وإلى اليوم وإلى الغد - هي أن بقاء إسرائيل وتماسكها وازدهارها وتفوقها مشروط بوجود عالم عربي ضعيف ومفكك وممزق.. ولقد جدد الوعي الصهيوني بهذه العقيدة الاستراتيجية عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق (تقاعد في أكتوبر/ تشرين الأول 2010).. فقد قال قبيل تقاعده: &laqascii117o;إن مصر هي الملعب الأكبر لنشاطنا. ولقد نجحنا في تصعيد التوتر الطائفي والاجتماعي لتوليد بيئة متصارعة دائما".
فبمقياس النتائج، يعد التصدع والتفتت في الدول العربية &laqascii117o;ربحا صهيونيا استراتيجيا"، بمقتضى استراتيجية أن بقاء إسرائيل وتفوقها مشروطان بوجود دول عربية ضعيفة وممزقة.
2) النموذج الثاني لـ&laqascii117o;الربح الصهيوني" من الربيع العربي هو: أن العرب قد خمدت جذوتهم السياسية والإعلامية تجاه التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وأرضهم، بما في ذلك القدس الشريف.. وتقتضي الواقعية السياسية أن نقول: إن العرب - قبيل الحراك - لم يكونوا منخرطين في الإعداد لشن حرب على إسرائيل، فهم لا يستطيعون ذلك لأسباب كثيرة، بل لا يريدون ذلك.. ثم إن أحدا لم يطالبهم بذلك.. لكن القضية الفلسطينية كانت &laqascii117o;حية" بدرجة ما في ذهن الساسة العرب، ووجدان الشعوب العربية، وعلى ألسنة الإعلام العربي. إلا أن هذه النسبة المتواضعة من &laqascii117o;حيوية" القضية الفلسطينية على هذه المستويات قد تراجعت كثيرا جدا، وهو تراجع شجع إسرائيل على زيادة معدلات تهويد القدس، وتهجير الفلسطينيين منه.. إلخ.. إلخ.
ومما لا ريب فيه أن هذا &laqascii117o;ربح صهيوني" ضخم من الربيع العربي.
ها هنا سؤال وجيه: ألا يستفيد الطغاة من مثل هذا المقال؟!.. والجواب سؤال موضوعي: كيف تستفيد الأنظمة المستقرة - والمضطربة - من مثل هذا الطرح؟
- 'الشرق الاوسط'
'أفغنة' سوريا!
طارق الحميد:
كما حذرنا سابقا.. فكلما تأخر سقوط بشار الأسد فإن ثمن سقوطه سيكون مكلفا أكثر، فالبعض يحذر من أن تصبح سوريا مثل الصومال، لكن من يتأمل الأحداث هناك، وحجم التخاذل الدولي، سيرى أن أقرب نموذج ينتظر سوريا هو أفغانستان. فكلما تأخر الحسم، وطالت معاناة السوريين، بتنا أقرب للنموذج الأفغاني، وقد يقول البعض إن تسليح المعارضة السورية هو ما من شأنه خلق النموذج الأفغاني، وهذا غير صحيح إطلاقا، فما جعل أفغانستان على النحو الذي أصبحت عليه لم يكن تسليح من لقبوا بـ&laqascii117o;المجاهدين"، وإنما السبب هو إهمال أفغانستان بعد دحر السوفيات الغزاة وقتها. فتجاهل المقاتلين بأفغانستان كان هو الإشكالية، وليس السبب، تجاهلهم أخرج بن لادن والظواهري وغيرهما، فعندما تكون سياسات الغرب مبنية فقط على خدمة الأجندة الانتخابية فعلينا توقع عالم مليء بالفوضى والحروب، والدليل ها هو الغرب يعود ليطلق مؤتمر الصومال بعد قرابة أكثر من عشرين عاما من تجاهلها يوم فر بيل كلينتون خوفا على نتائج الانتخابات! ولو تصرف بوش الأب بنفس منطق كلينتون لما دحر صدام حسين من الكويت! وعليه، فإن ما يجعل سوريا أقرب للنموذج الأفغاني، في حال تأخر إسقاط الأسد، هو عدة اعتبارات، لا يمكن تجاهلها؛ فرغم أن العراق أعلن مؤخرا عدم اكتراثه بالأسد، فإن بغداد أعادت جنودا سوريين منشقين لدمشق، والدافع واضح، فإما هناك ضغط إيراني، وإما أنها الطائفية، وكلاهما واحد. وهنا مهم التذكير بتصريح مسؤول شيعي لبناني لم تسمه &laqascii117o;رويترز" قبل أيام، حيث قال: &laqascii117o;لا سوريا بعد الأسد". وأكيد أن هذا رأي حزب الله أيضا، حيث سيفعلون المستحيل لكي لا تكون هناك سوريا بعد الأسد، وعلى خطى العراق وحزب الله ستكون إيران. وهنا يتضح أن سوريا واقعة بين كماشتي حلفاء إيران، وعملائها! وعلى القارئ هنا بالطبع تذكر موقع إسرائيل على الخريطة! هذا الدعم الإيراني، الشيعي، سيعني تأجيج الحس الطائفي لدى السنة بسوريا، والعراق أيضا، ولبنان، وكل المنطقة، مما يعني أننا أمام معركة طائفية، وحينها لن تكون الأوضاع بسوريا كما كانت في لبنان بعد اغتيال رفيق الحريري، فهناك كانت عقلانية آل الحريري التي أرادت أن تصور تصفية والدهم على أنها اغتيال سياسي، وليس دينيا، ومثلهم فعلت السعودية، بل دفعت بهذا الاتجاه، رغم أنه معلوم أن الاغتيال كان سياسيا - طائفيا، فالحريري كان زعيم السنة بلبنان، وحليف السعودية، وأيا كانت جريمة اغتياله حماقة سياسية، إلا أن كل الوقائع تقول إن المستفيد منها هو كل من إيران، والأسد، وحزب الله. ومن هنا، فإذا تذكرنا أيضا أن بسوريا عشائر، بعضها ضارب بجذور التاريخ والجغرافيا، سواء بالعراق، أو الأردن، وإلى السعودية، فهنا علينا أن نتيقن أنه كلما تأخر سقوط الأسد كانت التكلفة عالية، والنموذج الأقرب هو أفغانستان، مع انتظار بن لادن، وظواهري، وزرقاوي، جدد، بل وأسوأ. الخلاصة أنه كلما تأخر سقوط الطاغية كان الثمن باهظا.
- 'الجمهورية'
هل يتم إسقاط 'النموذج الأفغاني' على سوريا؟
طارق ترشيشي:
تتراوح تقديرات المراقبين حول مدى نجاح المبعوث الأُممي والعربي الى سوريا كوفي انان ومدى نجاح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الوصول الى صيغة حل للأزمة السورية مع مجلس وزراء الخارجية العرب عموماً، والخليجيين منهم خصوصاً. يتحدث المتفائلون بنجاح المهمتين الأُممية والروسية عن معطيات تشير الى أن هذه الحركة القادمة الى المنطقة من نيويورك وموسكو هي حركة متناسقة يتولى فيها أنان اقناع القيادة السورية بالقيام بخطوات تعيد التواصل بينها وبين جامعة الدول العربية والامم المتحدة، فيما يتولى لافروف إقناع 'صقور' النظام الرسمي العربي المتشددين ضد النظام السوري بالقيام بخطوات تفتح الآفاق لحل سياسي في سوريا، يعيد الأمن والإستقرار إليها ويوفر على المنطقة مجابهة لن تكون سوريا وحدها ساحة لها. وما يعزز تحليل هؤلاء المتفائلين هو دعوة أنان المعارضة السورية الى الانخراط في حوار مع القيادة السورية، معلناً موقفا معارضا لتسليح المعارضة على نحو مغاير لاصوات عربية ودولية وسورية تشدد على وجوب هذا التسليح. وكان لافتا في هذا الصدد موقف وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي جدد معارضة بلاده لفكرة تسليح المعارضة السورية بما يظهر تمايزاً بين الموقف المصري والموقف الخليجي على رغم من أن مصر هي التي إقترحت في الجمعية العمومية للامم المتحدة في الآونة الاخيرة مشروع القرار 66/253 والذي ينص على تبني المنظمة الدولية المبادرة العربية التي حال الفيتو الروسي - الصيني دون تبنّيها في مجلس الامن. ويعزو المتفائلون هذه التطورات الى جملة وقائع ميدانية وسياسية حصلت في الأيام الأخيرة بدءا من بابا عمرو في حمص ووصولا الى النجاح اللافت لفلاديمير بوتين في الانتخابات الرئاسية الروسية والذي جاء مقرونا بالاعلان الروسي عن استمرار موسكو بالتمسك بموقفها من الأزمة السورية والذي يقوم على ركيزتين: الأولى مبدئية ترفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لدولة سيدة ومؤسسة في الامم المتحدة. أما الركيزة الثانية فهي دعوة الاطراف المؤيدة للمعارضة السورية الى الضغط على هذه المعارضة للانخراط في حوار يشكل بالنسبة الى موسكو المخرج الوحيد للأزمة السورية. ويرى المراقبون في الحركة الصينية في اتجاه دمشق حكومة ومعارضة، والمرتكزة على مبادرة النقاط الست، الركن الثالث مع مهمة أنان في دمشق والموقف الروسي. لكن فريقا من السياسيين يعتقد ان الضغط على النظام السوري سيستمر على قاعدة إستنزاف أمني عبر عمليات مسلحة، واقتصادي عبر تشديد العقوبات الاقتصادية، ومالي عبر استمرار الضغط على الليرة السورية التي تراجع سعر صرفها بنسبة عالية في الشهرين الأخيرين. ويذهب هؤلاء السياسيون الى الاعتقاد بأن السيناريو الافغاني في مواجهة الاتحاد السوفياتي السابق في الثمانينات هو الذي سيعتمد لدى الدول المناهضة للنظام السوري، ويشيرون الى ان مبالغ مالية ضخمة قد رصدت لتمويل عمليات عسكرية هدفها انهاك النظام الذي أبدى تماسكاً غير متوقع لدى هؤلاء على مدى عام كامل، ونجح في إحباط جملة سيناريوهات كانت تحاول تطبيق نماذج عرفتها بلدان عربية أُخرى كالنموذج التونسي والمصري أولاً، ثم الليبي ثانياً، وصولا الى النموذج اليمني الذي يكثر الحديث عنه مع مبادرة الجامعة العربية الأخيرة في 22 شباط المنصرم. ويعتقد السياسيون أنفسهم أن اعتماد هذا النموذج الافغاني لا يحتاج الاّ توفير اموال ضخمة لدى الدول القادرة وتسهيلاّ لمرور متطوعين 'جهاديين' الى سوريا على يد حكومات بعض الدول المجاورة التي ما زالت مترددة في الانخراط المباشر في عمل عسكري ضد سوريا لأسباب باتت معروفة لدى القاصي والداني، خصوصاً بالنسبة الى تركيا التي تواجه ضغوطاً إقليمية ودولية شديدة لمنعها من أن تكون رأس حربة لعمل عسكري خارجي ضد دمشق. ويتجاهل اصحاب سيناريو النموذج الافغاني جملة حقائق تجعل سوريا مختلفة عن افغانستان، بدءا من الطبيعة الجغرافية للبلدين، حيث ان جبال افغانستان ووديانها ومساحاتها الواسعة لا تتوافر في سوريا لكي تحمي حرب عصابات بحجم تلك التي شهدتها افغانستان، كما أن 'المجاهدين المسلمين' أفغانا وغير أفغان كانوا يواجهون جيشاً اجنبياً هو الجيش السوفياتي في افغانستان، فيما يواجه المعارضون السوريون جيش بلادهم الذي أبدى تماسكاً، وأظهر أنه يتمتع بشعبية وازنة في بلاده تزيد في حجمها ما يتناقله سوريو المناطق المتوترة من ممارسات وتجاوزات يرتكبها بعض مسلحى المعارضة في تلك المناطق، وخصوصاً في الارياف السورية الشمالية التي يعتمد معارضو النظام عليها في مخططاتهم. فممارسات المسلحين هذه من تفجيرات واغتيالات، وعمليات سلب ونهب باتت تشكّل قلقاً حقيقياً لكثير من ابناء تلك المناطق الذين تعاطفوا مع المطالب السياسية للمعارضة في البداية، ولكنهم باتوا اليوم قلقين من حال الفوضى التي تعاني منها هذه المناطق بعد التوجّه الى عسكرة المعارضة. ولكن فريقا من السياسيين المتابعين للوضع السوري يستبعدون امكانية تكرار النموذج الافغاني في سوريا في ضؤ تنوع المجتمع السوري ومدنيته واعتدال ابناء المدن الكبرى فيه وسلبيتهم ازاء الغرب وحلفائه في المنطقة ومخاوفهم من تداعيات استمرار الفوضى في بلادهم، بحيث يحل بها ما حل بالعراق وليبيا واليمن وحتى مصر، خصوصا مع تزايد الدعوات الى الاقاليم الفيدرالية التي تعزز الشكوك بوجود نيات جدية لتقسيم هذه البلدان. وفي الاطار ذاته، يعتقد هؤلاء ايضا ان الاتحاد السوفياتي السابق كان يعيش مرحلة ترهل سياسي واقتصادي، وحتى عسكري، يوم نجح الغرب في استدراجه الى المستنقع الافغاني فكانت حرب افغانستان بمثابة 'رصاصة الرحمة' على النظام السوفياتي نفسه، تماماً كما كانت حرب العراق بمثابة نقطة تحول في المشاريع الاميركية في المنطقة والتي تمثلت باضطرار واشنطن الى سحب قواتها من العراق بعد مقاومة شرسة في بلاد الرافدين وبعد هزيمتين صارختين لإسرائيل وكيلها الاقليمي في لبنان وقطاع غزة. اما المشهد السوري فيبرز صعوداً متجدداً لقوة موسكو وهيبتها بدأت طلائعه في جورجيا قبل أعوام، وعززه تحالف متين مع الصين لم يعرفه الاتحاد السوفياتي السابق على مدى عقود حين كان يخوض حرباً باردة غير معلنة مع بكين في زمن تنافس المدرستين الشيوعيّتين السوفياتية والصينية. وفي حين ان السوفيات في افغانستان لم يمتلكوا عمقا استراتيجيا كالعمق الذي تتمتع به دمشق اليوم بدءا من البحر المتوسط وصولا الى بحر الصين ما يجعل من إمكان تكرار النموذج الافغاني أمراً محفوفاٍ بكثير من العوائق. ويضيف المراقبون ايضا ان بعض الدول الخليجية المتحمسة لهذا الخيار تعاني هي نفسها من احتمالات تعرضها لمخاطر بفعل تطورات تحوط بها سواء من الجنوب حيث المشكلة اليمنية التي لم تحلّها المبادرة الخليجية كلياً بعد، وصولاً الى الشرق حيث كانت تظاهرة البحرين في الذكرى الاولى لانتفاضة شعبها تظاهرة غير مسبوقة في حجمها ووزنها السياسي في تاريخ البحرين. ويستنتج المراقبون في ضوء كل هذه المعطيات ان عوامل عدة تحول دون نجاح النموذج الافغاني في سوريا، وهو الذي يفسّر الارتباك في الموقف الاميركي تجاه الأزمة السورية، فالاميركيون يذكرون جيداً ان المتاعب التي أثارها إنتشار الافغان العرب في البلاد العربية والافريقية قد جعلت من الانتصار على الإتحاد السوفياتي في افغانستان مناسبة لانتصار قوى متشددة في عموم المنطقة العربية والاسلامية بدءا من الصومال ووصولا الى اقطار المغرب العربي وبلدان عرب افريقيا. ومن هنا فان إحتمالات الحل السياسي للأزمة السورية تبقى الأوفر حظاً لأن مناهضي النظام السوري باتوا يدركون صعوبات إسقاطه، فيما يعلن النظام من جانبه استعدادا لحوار لا يستثني احداً ويبقى تحت سقف الوطن.
- 'الحياة'
من استبداد إلى استبداد
مصطفى زين:
من تونس إلى ليبيا إلى مصر فاليمن بدأ يتشكل النموذج الإسلامي للحكم. نموذج لا يغير في نظام الحكم شيئاً سوى إدخال الشريعة إلى الدساتير والعمل بالقوانين الإسلامية في ما يتعلق بالأحوال الشخصية والميراث والنظرة إلى المرأة وتشكيل هيئات لمراقبة نشر الفضيلة ومراقبة المخالفين، من منظور معين للدين، وتوجيه الشعوب باعتبارها قاصرة، ولو بالإكراه. أما التوجهات الاقتصادية التي برزت بعد سقوط الأنظمة فبقيت على حالها، السوق هي الحكم وتدخل الدولة لا يكون إلا بفتاوي (ما أكثرها هذه الأيام) يطلقها فقهاء لا علاقة لهم بالسياسة أو الاقتصاد، ما يفسح المجال أمام فساد أكثر، ويعوم الطبقة الطفيلية التي كانت سائدة منذ عهود، مع تغيير الأسماء، فبدلاً من حاشية النظام السابق ورجاله &laqascii117o;الملحدين" هناك حاشية جديدة من &laqascii117o;الحجاج" ورجال الدين المؤمنين الذين استغلوا &laqascii117o;الثورة"، ودعموا بعض أقطابها قبل وصولهم إلى الحكم. وقد أتى وقت الحصاد. في السياسة الخارجية، لم يتوان القائمون على الأنظمة الجديدة، حتى قبل وصولها إلى السلطة، عن إعلان انحيازهم إلى السياسة الأميركية. لم يرفع أحد منهم، لا قبل تسنمه السلطة ولا بعدها، أي شعار يشير إلى اهتماماته العربية. وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك حين خاطب &laqascii117o;إيباك" في الولايات المتحدة (راشد الغنوشي) مؤكداً &laqascii117o;اعتداله"، ومعرباً عن عزمه على مصالحة تاريخية مع إسرائيل. في معنى آخر، أخذ