ملخص صفحات قضايا لهذا اليوم 27/11/2007
جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: هل كنا في غِنى عن أنابوليس؟
الكاتب: حسام عيتاني
- يعتبر الكاتب ان حكومة السنيورة في تبريرها لمشاركتها في مؤتمر انابوليس تبدو أمام معضلة في التعامل مع خصومها الداخليين. فالقول ان لبنان يذهب الى المؤتمر متمتعا بإجماع مواطنيه على مقاومة اسرائيل، فيه الكثير من السذاجة وهو عبارة عن مزايدة على أصحاب المقاومة...فالمقاومة في غير موقع الإجماع الوطني منذ العام ,1982 لذا فإن التوجه الى الولايات المتحدة بذريعة نقل خطاب المقاومة وشرح مواقفها أمام جورج بوش وايهود اولمرت إهانة صريحة لذكاء اللبنانيين.
واذا كان خطاب الأكثرية الضمني يستوحي من قرار سوريا إيفاد نائب وزير خارجيتها الى المؤتمر، يمكن القول ببساطة ان المعايير السورية في شأن المفاوضات مع اسرائيل تختلف تماما عن تلك اللبنانية، بمعنى أن في وسع القيادة السورية منع حصول أي نقاش داخلي لموضوع يتعلق بالسياسة الخارجية وبالتالي الحيلولة دون وقوع استقطاب سوري ـ سوري وهذه ليست هي الحال في لبنان... ومن يراجع التاريخ الحديث يكتشف العشرات من التجارب التي دفع فيها لبنان ثمن تذاكي سياسييه في مواقف كان فيها جيران له يصولون ويجولون في ساحات محرمة على اللبنانيين. غير أن هذا قدر الدول الصغيرة وخصوصا المنقسمة شيعا وأحزابا ومللا متناحرة.
السؤال المهم في هذا السياق هو: كيف السبيل الى الاستفادة القصوى من الدعوة الى مؤتمر انابوليس لدفع كل طرف محلي جدول أعماله السياسي؟ ربما كان في وسع الحكومة أن تؤدي دور الحريص على الوحدة الوطنية برغم الضغوط والمطالب الأميركية من أجل الحضور الى انابوليس. كان يمكن للأكثرية أن تفوز في هذه النقطة
وربما كان الأقرب الى مصلحة بلد يعاني من انقسام من النوع الذي أصاب بلدنا هو إعلان عدم الاهتمام بمؤتمر يقول منظموه انه يهدف الى تكريس الفصل بين «المعتدلين» و«المتطرفين»، أي تغيير طبيعة الاصطفاف حول الصراع العربي ـ الاسرائيلي ومفاقمة التجاذبات العربية ـ العربية وهي التي أدت دورا مهما في إطالة أمد الأزمة اللبنانية الحالية. لعلنا كنا في غنى عن هذا الامتحان الجديد..
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: لبنان: ما هو أخطر من الفراغ
الكاتب: ابراهيم الحميد
يقال في أمثالنا الشعبية «خذ علومهم من صغارهم»، وهذا ما لفت النظر في تصريح لوئام وهاب إذا لم يكن ميشال عون رئيسا للجمهورية فلن يكون إلا الفراغ...معنى هذا الكلام ان الجنرال ميشال عون هو المعول الذي يستخدمه حلفاء سورية، وحزب الله من أجل هدم المعبد، أي هدم اتفاق الطائف. لماذا؟ السوريون يرون في تقوية مركز الرئيس ضمانة لهم بعد أن أصبحت رئاسة الوزراء في لبنان عائقا ضد طموحهم، وذلك من خلال رئيس موال، والأمر نفسه يبحث عنه حزب الله.
وإذا لم يحدث ذلك فالبديل هو إسقاط اتفاق الطائف، وعندها لا بد أن يكون لحزب الله مكان في المعادلة البديلة عن اتفاق الطائف، كيف لا وحزب الله يرى في نفسه المقاومة الشــرعية، ويملك من الأســلحة ما يخـوله الدخول في معركة جديدة مع إسرائيل وبالتالي كسب شرعية أكبر باسم المقاومة. وهنا سيصبح الحديث ليس عن سلطة الدولة اللبنانية، وهيبتها، وان السلاح هو سلاح الدولة بل سيكون الحديث وقتها عن ضرورة منح حزب الله سلطة أخرى، «تليق» بحجمه على الأرض وهذا ما هو أخطر بكثير من الفراغ الرئاسي في لبنان...ومن هنا يكون من المهم لأعوان الجنرال ميشال عون التنبه إلى أن ليس كل ما يلمع ذهبا في المواقف السورية والإيرانية، وبالطبع حزب الله.
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: أسطورة «الداخل اللبناني»
الكاتب: امال موسى
- تعتبر الكاتبة ان المشكلة في لبنان أن مفهوم «الداخل اللبناني» يتخذ دلالات استثنائية بمعنى أن الحديث عن الداخل التونسي أو الداخل السوداني مثلا، يختلف كليا وقطعيا عن الحديث عن «الداخل اللبناني». فالداخل اللبناني يضم كافة تعقيدات الصراع العربي ـ الإسرائيلي بل ولولا ذلك ما كان ليحظى بكل هذا اللهث السياسي الدولي والإعلامي وما كان أيضا ليعيش كل هذه التعقيدات وحالة التوتر الشديدة التي أصبحت سائدة بين المعارضة والموالاة وهي من إنتاجات الخارج اللبناني أكثر منه من تداعيات الداخل، بل أنه حتى الطريق المسدودة التي وصلت إليها كل من المعارضة والموالاة هي نتاج الصراعات الخارجية، التي جعلت من مبدأ الإلغاء بديلا للوفاق. بدليل أنه عندما كانت تنشب خلافات بين المعارضة والموالاة، كانت هناك دائما مرونة والحال أبعد ما يكون عن سيناريو القطيعة كما أصبحت العلاقة اليوم.
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: لبنان: حالة اللاسلم واللاحرب إلى متى؟
الكاتب: غسان الامام
- اخترق اللبنانيون الخط الأحمر: لم ينتخبوا رئيسهم خلال المهلة الدستورية. لكن لم يشتبكوا بالسلاح. فضلوا حالة اللاسلم واللاحرب. أثبتوا لأنفسهم ولغيرهم أن الحياة ممكنة ومتاحة بلا رئيس...هناك ما هو أكثر من الفراغ السياسي. هناك شلل تام تعيشه المؤسسات والسلطات. الطريف أن الأكثرية والأقلية اتفقتا على هذه الحالة الشاذة. نعم، سجلت الأكثرية ربحا بالنقاط. من دون أن تطلق رصاصة لكنها لن تقدم على ممارستها صلاحياتها بالكامل... في المقابل، لن تنزل المعارضة إلى الشارع لإسقاط الحكومة «حزب الله» لا يفكر باحتلال سراي الحاكم السنيورة، إلا إذا لجأت الأكثرية إلى الحل الذي تراجعت عنه، حل انتخاب (رئيس النص زائد واحد).
هذا الشلل فيه الإيجابي وفيه السلبي. هناك حوار. اتصال. تهدئة يمارسها أمراء الكلام. لا جنبلاط يستفز. لا حسن حزب الله يهدد. هناك «أمر واقع»:السلبي يتجسد في تعطيل المعارضة جلسة انتخاب الرئيس. السلبي أيضا في ضعف الطائفة المارونية التي كانت حاكمة. باستثناء عون، ليس هناك زعيم تاريخي ماروني «يملِّي العين». هناك جنبلاط واحد لدى الدروز. حسن حزب الله واحد أحد لدى الشيعة. وسعد الحريري لدى السنة.
إن أكبر مظهر للعجز السلبي هو تخلف الديمقراطية الطائفية عن التحول إلى ديمقراطية سياسية...لقد عادت الأزمة اللبنانية إلى المربع الأول الذي انطلقت منه. الكرة الآن في ملعب الجميع. العودة الأميركية تعني تصعيد حرب الاستقطاب بين أميركا وإيران التي تنعكس حرارتها على لبنان. مبادرة عون إلى اقتراح توكيل الجميع له باختيار رئيس الجمهورية نوع من الكوميديا السوداء التي رسمت ابتسامة شاحبة على الوجوه..
جريدة الاخبار/ ساحة رأي
المقال: بندر ـ بوش: صلات خطيرة
الكاتب: فنسان الغريّب
- إنّ فهم آليّات عمل السياسة الخارجية الأميركيّة في منطقة الشرق الأوسط، غير ممكن من دون دراسة أدوات العمل الموجودة التي تتحقق بها أهداف تلك السياسة.من هنا تكمن ضرورة دراسة حالة الأمير بندر بن سلطان، وهو الأمير الذي عمل سفيراً للمملكة العربية السعوديّة في واشنطن طيلة 22 عاماً، حيث نسج شبكة علاقات تمتدّ من المكتب البيضاوي إلى مراكز صنع القرار الأميركي...وكان الرئيس بوش يعمل دوماً بنصائح بندر في ما يتعلّق بقضايا المنطقة والحرب على «الإرهاب»....
- أبعد الملك عبد الله بندر عن البيت الأبيض بعد الخلافات التي نشأت بين الرياض والإدارة الأميركية حول الحرب على العراق ....عمل بندر مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل كايسي لتمويل عمليات الـ«سي آي إي» السريّة بتمويل من البترودولار السعودي، وأدّى دوراً محورياً في قضية إيران ـ كونترا...فاوض لإنهاء الحرب العراقية ـ الايرانية. عمل في ظلّ إدارة 4 رؤساء أميركيّين. وأطلقت عليه صحيفة النيويوركر تسمية «الرجل الذي لا غنى عنه»....وأثناء حرب الخليج الثانية، اعتبر الأمير بندر عضواً في مجلس الأمن القومي الأميركي، ما جعل منه السفير الأكثر تأثيراً ونفوذاً في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.......وأثناء حرب الخليج الثانية، اعتبر الأمير بندر عضواً في مجلس الأمن القومي الأميركي، ما جعل منه السفير الأكثر تأثيراً ونفوذاً في الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية...والأهم من ذلك، أن الأمير بندر كان الرجل المفضّل لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية التي كانت تعتبره، بحسب مارغوليس، من بين أهم أشخاصها في الشرق الأوسط.
- بعد مغادرته واشنطن، عاد بندر إلى دياره لكي يصبح الرجل الأكثر نفوذاً على رأس الأمن القومي السعودي، وكبير مستشاري الملك في مجال السياسة الخارجية......إنّ العمولات و«نفقات التسويق» كانت كلّها متوقّعة عند إبرام «صفقة اليمامة»، إلّا أنّ العمولة التي تلقّاها بندر فاقت بحجمها وبالرشى التي رافقتها، أي عمولة أخرى. وقد بقي الأمر مخفيّاً لسنوات إلى أن بدأ المحقّقون الحكوميّون البريطانيّون والأميركيّون يكشفون أسرار تلك الصفقة حيث انتقلت مئات ملايين دولارات بندر من بريطانيا إلى مصرف «ريغز» في واشنطن....وما إن شرع مكتب مكافحة الفساد البريطاني في عملية التحقيق بـ«فضيحة اليمامة»، حتى طالب رئيس الوزراء البريطاني حينها طوني بلير بإقفال الملف فوراً..
- إنّ التأثير الأهم لهذه الفضيحة الكبرى كان في العالم الإسلامي...كانت «فضيحة بندر» محرجة جدّاً لكل من بلير وبوش، بعدما أعلن هذا الأخير قيادته «الحملة الصليبية الجديدية» لبسط الديموقراطية...إلا أنّ هذه الإدارة بدأت تواجه عوائق وحواجز داخل معسكرها نفسه. فقد تغيّر التوازن الداخلي في السعودية مع اعتلاء الملك عبد الله العرش، واستدعائه الأمير بندر إلى الرياض، وهو «الابن المتبنّى» من قبل عائلة بوش. إنّ استدعاء عبد الله لبندر من واشنطن وإنهاء مهامه سفيراً للمملكة هناك، يشير إلى أنّ الملك قد أوقف، بحسب ميسان، تمويل ابن أخيه للخلايا المقاتلة والمنضوية تحت عباءة تنظيم «القاعدة». النتيجة الأولى لقطع عملية التمويل تلك، كانت، بحسب الكاتب، انتفاض مقاتلي تنظيم «فتح الإسلام» في مخيم اللاجئين الفلسطينيّين في مخيم نهر البارد في لبنان.
جريدة المستقبل/ رأي وفكر
المقال: أزمة التفكير السياسي السائد
الكاتب: عمر كوش
- ...لا يزال منتجو الفكر القومي والإسلامي العربي يدورون حول ذات القضايا التي دار حولها نظراؤهم في قرون سابقة، وهو دوران يعبر عن سكونية وجمود عقلية تقف وراءها مرجعية حداثوية مجهضة ومرجعية إسلامية ماضوية. إضافة إلى مخلفات الحِقبة الاستعمارية، وفشل عملية التطور العربي على الصعيد القطري، وهامشية التأثير الفكري في الحياة المجتمعية العربية على الأنظمة السياسية....ونظرية المؤامرة، التي تجاوزت حدود الممارسة السياسية لتصل إلى مضامين وثوابت الخطاب السياسي بصفة عامة حتى كادت أن تشكل نظرية جديدة في تفسير التاريخ...ويبرز ذلك جلياً في مظاهر شتى، تتجسد في الفشل في التنمية والحداثة واستمرار الاستبداد والخنوع وسيادة عقلية القطيع...
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: المسيحيون أمام محكمة التاريخ :الهزيمة الثالثة... ثابتة
الكاتب: ميشال ابي نجم
- للمرة الثانية في غضون 19 عاماً، تهدر الطبقة السياسية المسيحية فرصة تثبيت ريادتها للكيان اللبناني بتفضيل إفراغ كرسي رئاسة الجمهورية على إمكان صوغ حلٍ مقبول للأزمة الرئاسية. ...ربما من إيجابيات (؟) بعض السلوك السياسي المسيحي عشية نهاية عهد الرئيس إميل لحود، أنها أسقطت ورقة التين عن شخصيات تضع قناع الإعتدال الممزوج باللباقة الكلامية لتظهر أن سياستها لا تتجاوز كونها مماحكات ضيقة.
إحدى المعضلات الراسخة في السلوك السياسي المسيحي والتي عكستها المواقف المتعددة، أن الطائفة المسيحية تجتمع على الرفض باستخدامها حق الفيتو على أي خطوة قد تعتبرها استهدافاً لها، لكن هذه القدرة على الإتحاد السلبي تصطدم في المقابل بالعجز عن استنباط طرحٍ إيجابي،...فخلال رئاسيات خريف 1988، أسقط اجتماع بسيط في اليرزة بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع خيار مخايل الضاهر..
- تلاقت المصالح على رفض ميشال إده.... وفي الشارعين العوني والقواتي، صدم الناشطون بتسمية رئيسٍ بعيد عن آمالهم، ورددوا عبارات تؤكد الإستعداد المتبادل للقبول بزعيم التيار الآخر (عون أو جعجع) رئيساً، على ألا يكون إده ممثلاً للمسيحين في النظام السياسي..
- كان يمكن لعون أن يكون الحصان الذهبي للأكثرية في الوصول إلى الأهداف السيادية التي ترفع لواءها. إذ رغم الإختلاف التكويني بين النهج الحريري - الجنبلاطي والمشروع العوني المتصادم مع آليات النظام السياسي، فإنَّ "الورقة" العونية تضع خصوم الأكثرية على المحك....فترشيح العماد سيضع النظام السوري أمام الحرج، أما بالنسبة إلى "حزب الله"، فعون هو الدائن الأكبر الذي يحق له المطالبة بوفاء "الكمبيالات" الممنوحة على بياض التفاهم ...غير أن أكمة الأزمة الرئاسية لها ما وراءها، فهي تظهير لمشكلة عميقة وبنيوية لدى المسيحيين: مأزق المشروع والرؤية لدى "جماعة الكيان"...
كيف يمكن المسيحيين أداء دورهم النهضوي الطبيعي المفترض أن يكون أحد أوجهه لعب دور الHonest Broker (كما يحلو للجنرال عون تسميته) بين السُّنة والشيعة، كي يحفظوا التوازن ويعودوا إلى صدارة الكيان اللبناني؟ تقود هذه الأسئلة إلى محاولة النفاذ إلى تركيبة المؤسسات الحزبية البارزة لدى المسيحيين وتحديداً التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، والخلاصة من مراقبة تطور هذا المشروع هو النجاح في تنفيذ الإستراتيجية الموضوعة، بغض النظر عن مجموع العوامل الخارجية والداخلية المتعددة.في انتظار نضوج الآليات الحزبية الديموقراطية، يأمل المسيحيون ألا تحمل اللحظة الراهنة معها هزيمةً جديدة، تضاف إلى الإنكسارين القابعين في ذاكرتهم الجماعية، 14 ايلول 1982 و13 تشرين الأول 1990، فلا تكون الهزيمة الثالثة... ثابتة!