قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 23/3/2012

- 'النهار'
الرويسات مجمع 'ضاحيوي' مصغّر على كتف جديدة المتن
قطنها العرب الرحّل قبل أن يتوافد إليها بقاعيّون وجنوبيّون
عباس الصباغ:

في أطراف الجديدة تتربّع الرويسات على مساحة 120 دونماً، كانت قبل عقود قليلة احراجاً يقصدها المتنزهون من مناطق عدة.منطقة الرويسات اضحت اليوم اقرب الى ضاحية جنوبية، على تلة تتسلقها المنازل المتلاصقة، منازل بنى معظمها وافدون من البقاع والجنوب، انضموا الى من سبقهم من العرب والبدو الرحل... هؤلاء قصدوا الرويسات منتصف الخمسينات، وانضم اليهم آخرون من البقاع، وبعض القرى الجنوبية، واصبحوا يشكلون مجتمعا يحكمه نمط حياة لا يختلف كثيرا عن نظيره في الضاحتين الجنوبية والشمالية لبيروت. ما بين الحين والآخر تحتل رويسات الجديدة مساحة لا بأس بها في الاعلام، لتظهر اشكالات محدودة على خلفية انشطة حزبية، غالبا ما تكون لـ'حزب الله'، ولعل ابرزها المسيرات العاشورائية، التي يعترض عليها بعض الاحزاب المسيحية في المنطقة. ولعل الإشكال الاكثر اثارة حصل قبل ثلاث سنوات، عندما نظم 'حزب الله' ندوة في مدرسة الحكمة الجديدة. حينذاك اعترض حزبا الكتائب و'القوات اللبنانية' على اقامة الندوة على وقع الانقسام الحاد الذي كان قائما في البلاد. مرت المناسبة، وعادت الامور الى نصابها، لكن في الرويسات تظهر احيانا اشكالات من نوع آخر، تتمثل في مناكفات محدودة ما بين اشخاص وسكان من العرب، يقيمون في 'شارع العرب' في الرويسات.

شوارع بمنازل متلاصقة
تتبع الرويسات اداريا بلدية جديدة المتن، وتقسم الى 5 شوارع، تعرف بأرقامها من الشارع الاول وصولا الى الشارع الخامس، وهي شوارع متوازية تنتشر على جوانبها مئات المنازل (نحو 2200 وحدة سكنية). معظم هذه المنازل مؤلف من طبقة واحدة او طبقتين، بعضها عرف 'النمو' في فترات عدم الاستقرار ما استدعى تدخل القوى الامنية، التي تعمل على منع البناء غير المشروع، وتنظم دوريا محاضر الضبط في حق المخالفين. علما ان وتيرة البناء غير المشروع محدودة في الرويسات، مقارنة مع مناطق لبنانية اخرى تشهد فورة في البناء غير المشروع، خصوصا في الاعوام الخمسة الفائتة. المقيمون في الرويسات اشتروا العقارات من السكان الاصليين، الذين غادر معظمهم المنطقة، باستثناء عوائل قليلة لا تزال تقيم هناك. ومن المقيمين من وضع يده على بعض العقارات، علما ان مشروعا عقاريا كان اعده عدد من المستثمرين، ابرزهم جبريل صوايا، اوائل الخمسينات من القرن الفائت واسسوا شركة من 14 شريكا لاقامة 'الرابية'. لكن خلافات بين هؤلاء الشركاء احبطت المشروع فعمد بعضهم الى بيع نحو 1000 متر مربع للعرب الرحل، الذين بدورهم اقاموا في المنطقة في بيوت صغيرة وخيم، وواصلوا اهتمامهم بتربية الماشية والابقار، وكانوا يقصدون الحرج لرعي ابقارهم. ولاحقا باعوا حصصا في عقاراتهم لوافدين من البقاع، ومع مرور الزمن ازداد عدد الوافدين، وبدأت المنطقة تعرف 'ازدهاراً' سكانياً، وخصوصاً في ثمانينات وتسعينيات القرن الفائت.

البلدية: خدمات جيدة للمنطقة
بلدية الجديدة تقوم بواجباتها تجاه الرويسات، علماً أن غالبية المقيمين فيها لا يصوتون في الجديدة، عدا اعداد قليلة نقلت نفوسها الى المنطقة. الشوارع في الرويسات تنعم بالإنارة، وتواظب البلدية على رفع النفايات وتقديم الخدمات لهذه المنطقة، لكن للمواطنين شكاوى عدة، أبرزها انقطاع المياه، ما يجبرهم على شرائها من أصحاب الصهاريج أسوة بغالبية اللبنانيين. ويلاحظ المواطنون أن وتيرة اهتمام البلدية بالمنطقة ترتفع في مواسم الانتخابات، ما يدفع الأحزاب الى ملء هذا الفراغ الخدماتي، ومن أبرز الأحزاب في الرويسات 'حزب الله' وحركة 'امل'، اضافة الى الحزب السوري القومي الاجتماعي، ووحود ضعيف لحزب 'البعث العربي الاشتراكي'. رئيس بلدية الجديدة انطوان جبارة يشير الى قيام البلدية بتزفيت الشوارع الرئيسية والفرعية في الرويسات، وكذلك امداد المجاري الصحية'، ويشير الى أن هناك قسماً ضئيلاً يدفع الرسوم للبلدية، لكنه ينفي حدوث أي إشكالات أمنية لافتة في المنطقة ويوضح: 'هناك تفاهم مع أبناء المنطقة، ونعقد لقاءات كلما اقتضت الحاجة، وحتى مسيرات عاشوراء هناك تفاهم على تنظيمها في شكل يمنع حصول أي إشكال مع محيط الرويسات'. ويشير جبارة الى أن 'هناك منطقة في الرويسات بحاجة الى تدعيم، لانها تهدد السلامة العامة. من اجل ذلك وضعنا دفتر شروط، وهناك تلزيم قريب لمجلس الانماء والاعمار لحماية هذه المنطقة'. ويلفت الى ان بعض السكان يسددون الرسوم البلدية. أما عن طبيعة العقارات والمباني في الرويسات فيقول: 'هناك مبان غير شرعية، ظهرت منذ سنوات عدة لكن قوى الامن الداخلي تعمل على منع البناء غير المشروع وتقوم بالاجراءات اللازمة'. من جهة ثانية يرى جبارة ان الحل الوحيد للمنطقة يكمن في انشاء شركة عقارية تعمل على بناء مساكن شعبية للمقيمين، ما يسمح بتنظيم جيد يحد من الفوضى الحالية. ويذكر ان عددا من المقيمين في الرويسات موظفون في البلدية ومنهم من امضى عقودا عدة في عمله هذا.
المولى: البلدية ممتازة ولا مشكلات
غالبا ما يتذمر المواطنون من تردي الخدمات التي تقدمها البلديات، لكن في الرويسات يثني الشيخ علي المولى على تقديمات البلدية للرويسات، ويعدد المشاريع المنجزة سواء بالتعاون معها منذ انتخاب الرئيس الحالي او بمبادرات من المتابعين لشؤون المنطقة، وينفي اي اشكالات مع المحيط، وخصوصا مع الجيران المسيحيين 'لان كل مصالح اهل الرويسات مع محيطهم والعكس صحيح'.
اما عن اوضاع الرويسات وتاريخها فيوجز المولى 'المنطقة كان يقصدها العرب الرحل والبدو منذ اكثر من عشرة عقود، وتدل القبور في جبانة المنطقة الى هذا التاريخ. ومع مرور الزمن بدأ مواطنون من البقاع يتوافدون الى الرويسات، مذكرا بأن السكان العرب والبدو قد شملهم مرسوم التجنيس في العام 1994. وهناك نحو 1500 ناخب في منطقة المتن، وبعضهم في البقاع'. اما عن مشكلات المنطقة فيوضح 'المشكلة الاساسية تكمن في ارتفاع عدد السكان على بقعة جغرافية محدودة، فيها نحو 2200 وحدة سكنية معظمها منازل صغيرة، من غرفة او غرفتين، ما يدفع اصحابها الى تقسيمها بهدف احتواء الزيادة السكانية. بمعنى انه في حالات الزواج لافراد من عائلات مقيمة في منازل صغيرة، لا يكون الحل الا بتقسيم المنزل ما بين العائلة والابن المتزوج، وهناك طريق آخر يسلكه البعض عبر بناء غرفة على سطح المنزل'. ويشير المولى الى ان مشكلات المنطقة عادية، لان انقطاع المياه او الكهرباء يدخل ضمن الازمة العامة التي يعيشها لبنان، اما شبكات الهاتف والكهرباء والمياه فيلفت الى تحديث هذه الشبكات منذ مدة طويلة.


- 'الاخبار'
كارثة الظلام تهدّد غزّة: 'حماس' لـ'كشف المؤامرة'
سناء كمال:

غزة على موعد دائم مع المآسي. بعد العدوان والحصار الإسرائيلي، ها هي على موعد مع نوع جديد من الخنق يتمثّل بشح الوقود، الأمر الذي يهدد حياة الآلاف من سكان القطاع المحاصر، مع توقف شبه كامل للحياة، على مرأى ومسمع القريب والغريب، الذي ينتظر وقوع الكارثة للبكاء عليها...(للقراءة).


- 'السفير'
الذكرى التاسعة لبدء الغزو الأميركي للعراق 6
10 آلاف عام ينهبها اللصوص والاحتلال والجيران.. وإسرائيل
امين ناصر:

عندما دخلت الآلة الأميركية إلى العراق كانت قد رسمت تصوراً دقيقاً لبلد عمر حضارته يفوق على أقل تقدير العشرة آلاف سنة، ولأرض تضمّ إضافة إلى ملايين القطع الأثرية والأختام الاسطوانية والأيقونات والمخطوطات والمستندات، بما فيها التوراة بنسخته الأصلية، قبوراً ومراقد لأنبياء وأئمة وأولياء وخلفاء وصحابة، تشكل إرثاً حضارياً في المدن القديمة كالزقورات وهي معابد مدرجة والملويات والجنائن والأبراج.
إضافة إلى قبب المراقد والأئمة، الطينية منها أو الذهبية، كقبة الإماميين العسكريين في سامراء المحمية من قبل &laqascii117o;اليونسكو" كأكبر قبة ذهبية في العالم، هناك تاريخ بدأ من قبرَي آدم ونوح حيث أرض الغري في النجف الاشرف، وصولاً إلى &laqascii117o;السرداب" وهو مكان الغيبة الصغرى الذي اختفى فيه، بحسب المذهب الاثني عشري، آخر الأئمة المهدي المنتظر في سامراء.  ويبقى عمر حضارة العراق وتاريخها أكبر من أن يختزل في سطور أو متحف، وهو واقع يزيد من فداحة عدم احترام الولايات المتحدة، كما أغلب دول العالم، لاتفاقية &laqascii117o;اليونسكو" 1970 أو القرار الأممي الرقم 1483 الصادر في العام 2003، والذي جرّم المتاجرة بالآثار ودعا الدول إلى إعادة الآثار العراقية أينما تكون على أراضيها.  في 12 نيسان من العام 2003، أي بعد ثلاثة أيام من دخول القوات الأميركية بغداد، حمت تلك القوات وزارة النفط دون غيرها من الهيئات والوزارات، فيما تركت الأبواب مشرعة لعصابات منظمة ومشبوهة للانقضاض على إرث العراق الحضاري وهويته الثقافية الإنسانية. وكان المتحف الوطني العراقي أولى ضحايا الغزو الأميركي إلى العراق وأكبرها...  سرق اللصوص المتحف برمته، وحطّموا ما لم يتمكنوا من سرقته. في تلك الأثناء، كانت القوات الأميركية، على مسافة قريبة قبالة مبنى الإذاعة والتلفزيون العراقي، تتفرّج على نهب المتحف الوطني من دون أن تحرّك ساكناً لحمايته، ولم تنفع توسلات الناس وصراخاتهم، التي لم تتوقف على مدى ثلاثة أيام، في تحريك تلك القوات.  يروي مدير الهيئة العامة للآثار والتراث قيس حسين رشيد، في حديث الى &laqascii117o;السفير"، ما جرى قبل سقوط بغداد بأيام، ويقول &laqascii117o;تمكنا من إخراج ما استطعنا إخراجه بمبادرات شخصيّة ونقله إلى أماكن أخرى. وعندما دخل اللصوص لم يتمكنوا من العثور على الكثير من التحف الثمينة، لذلك حطّموا بعض القطع كاللقى الكبيرة التي لم يتم إخراجها كونها مثبتة في الجدران، كما تمكن بعض اللصوص من الوصول إلى مخازن المتحف العراقي وسرقة 15 ألفاً ومئة قطعة أثرية. ومنذ العام 2004 لغاية الآن ونحن نقوم بجمع هذه الآثار من الداخل والخارج، علماً أن ما تم استرداده هو 5 آلاف قطعة أثرية، ما يعني ان هناك أكثر من عشرة آلاف قطعة ما زالت مفقودة".  ويؤكد رشيد أن أغلب الآثار المهمة &laqascii117o;التي تشكل خسارتها خطرا على الإرث العراقي" تم استرجاعها من الخارج، مثل فتاة الوركاء والإناء النذري وقيثارة سومر وبعض الرُقَم الطينية (وثائق قديمة) والأختام الأسطوانية. فضلاً عن قطع تكاد أن تكون &laqascii117o;ماركة عراقية" كنا قد فقدناها في الأحداث تمكنا من استردادها أيضاً ضمن الخمسة آلاف قطعة التي عادت.  ولكن ماذا عن الدور الأميركي في هذا السياق؟ وكيف وصلت قطع أثرية بأعداد مهولة إلى أميركا وعن طريق من؟ هل كان خروج هذه القطع من العراق عملية تهريب منظمة ومخطط لها أكثر منها عشوائية؟ وهل تم التحقيق في ذلك؟  يجيب مدير الهيئة العامة للآثار والتراث قائلاً &laqascii117o;لقد جالت الآثار المسروقة معظم دول وعواصم العالم. سنذهب إلى أميركا لاسترجاع 200 قطعة أثرية وإلى بريطانيا من أجل 45 قطعة، وهناك وفد جاء من ألمانيا بـ45 قطعة مهمة ومثلها قطعتان مهمتان من سويسرا، كما أن هناك قطعاً وجدت في أميركا الجنوبية والبيرو والبرازيل. ولغاية الآن، ما زالت القطع العراقية تُسرق وتُباع في شوارع دول عربية كالأردن والإمارات، وتشحن من هناك إلى الولايات المتحدة ودول أخرى بعيدة. باختصار، كل دول العالم تقريبا فيها آثار عراقية مسروقة، حتى ان بعض القطع يتاجر بها أفراد، مثل رأس الملك سنطروق الموجود بحيازة سيدة لبنانية وما زالت الدعوى القضائية لاسترجاعه عالقة أمام القضاء اللبناني منذ سنوات".  ويشير رشيد متأسفاً إلى أن &laqascii117o;بعض الدول غير متعاونة باسترداد الآثار، ومنها تركيا التي نتعامل معها في ملف يضم حوالي 300 قطعة مهيأة للتهريب إلى أوروبا، بينما لا يفصح الإيرانيون والكويتيون عن وجود آثار عراقية مهربة إليهم، رغم أننا جمعنا معلومات من مهربين تؤكد وجود قطع تمّ تهريبها عن طريق الحدود المشتركة معهم"، ويستدرك قائلاً &laqascii117o;هناك تعاون كبير من جانب الاردن اليوم في إعادة الآثار العراقية وكذلك الحال مع سوريا".  أما بالنسبة للتحقيقات، وفق رشيد، فقد تم إجراء تحقيقين: اولهما عراقي والآخر قامت به القوات الاميركية. في التحقيق العراقي، لم نتوصل الى ان هناك جهات من داخل المتحف تعاونت، وكل عمليات السرقة تمت من خارج المتحف. أما مكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية، فقد قسم الجريمة الى نوعين: الاول ما تحدثنا عنه، وفي القسم الآخر من التحقيق قال ان هناك مافيات خططت مسبقا للسرقة من دون أن يتم تحديد هوية الفاعل. وقد اتجه التقرير الى بعض دول الجوار والى العصابات النافذة من أصحاب دور العرض والمزادات الذين جندوا بعض العراقيين أو العرب لغرض السرقة وكانوا يطلبون قطعا بعينها، ولكنه لم يسم علانية كي يتسنى لنا الملاحقة القانونية بل ترك الامر مبهماً. وهناك إفادات تقول ان بعض أجهزة النظام وأزلامه كان لهم يد في أمر سرقة المتحف الوطني.  ولكن أي دور لإسرائيل وسط حديثكم عن دول كثيرة، فهناك تقارير عن تورطها في الأمر. هل توصلتم إلى شيء من هذا القبيل؟ يجيب رشيد مؤكداً أن &laqascii117o;هناك آثارا عراقية في إسرائيل وباعتراف السلطات الإسرائيلية، وهناك أسماء إسرائيلية معروفة صرحت بوجود شحنة آثار عراقية في مطار بن غورين في تل أبيب. ولدينا ملف متكامل للآثار العراقية الموجودة في إسرائيل، علماً أن الأردن هي الممر الرئيس لتهريب تلك الآثار إلى إسرائيل". ويردف &laqascii117o;كنا قد اقترحنا على اليونسكو ان تقوم بدور الوسيط في مهمة إعادة الآثار لكننا لم ننجح. وفيما نتجه اليوم لتوسيط طرف ثالث لإعادتها، لم نجد هذا الطرف بعد، كما لم نتمكن من معرفة وجهة النظر الإسرائيلية واستعدادها لإعادة الآثار".  أما من ناحية الوجود الأميركي في العراق، فهو لم يكتف بسياسة غض الطرف التي اتبعها في ملف تهريب الآثار وسرقة المتحف الوطني وأرشيف العراق فحسب، بل تمكن من تدمير مواقع أثرية غير منقبة بالكامل بعد، وأقام قواعد عملاقة له في بابل والسماوة وأور وكيـش وسامراء ومناطق أثرية أخرى. وخرّب المحتل بآلياته الثقيلة كالمدرعات وناقلات الجند والطائرات هذه المواقع ذات القيمة التاريخية.  ويعلّق رشيد على ما سبق مندداً &laqascii117o;لقد اتخذت القوات المتعددة الجنسية معسكرات لها في مدن أثرية بالكامل كبابل، وهم كانوا على علم مسبق بقيمتها.. لقد تركوا كل الأراضي الزراعية المحيطة بها واختاروا مقراً لهم ومنعوا حتى هيئة الآثار من الدخول إليها على مدى سنتين لمعرفة ماذا يجري في الداخل". يذكر مدير الهيئة أن المعسكر لم يخرج إلا بعد ضغوط وتظاهرات وتدخل &laqascii117o;اليونسكو"، مشيراً إلى اكتشاف حصول تخريب هائل في المدينة حيث حفرت خنادق للقتال ورفعت سواتر ترابية بواسطة أتربة الرُقم الطينية والكسر الفخارية.  وفي هذا الإطار، ينتقد رشيد عمل لجنة الخبراء الدولية، التي شكلتها وأشرفت عليها اليونسكو بمشاركة خبراء عراقيين، واصفاً نتائجه بالـ&laqascii117o;بائسة جدا"، ويقول &laqascii117o;لم توبخ أو تفرض أي عقوبة على الجانب الأميركي أو البولوني الذي استخدم المعسكر، بل قالت ان على الجانب العراقي صيانة الآثار". ويتحدث رشيد في النهاية عن الدعوى القضائية التي رفعتها الهيئة على القوات الأميركية في العام 2006، والتي كادت تصل إلى موضوع التغريم لولا الاتفاقية الأمنية التي وقعت مع الولايات المتحدة، والتي أسقطت تقريبا هذه الجرائم عن الجانب الأميركي.


- 'الاخبار'
السلفيّون يقترحون... والإخوان والأزهر 'يوافقان'
بيسان كساب، محمد الخولي:

&laqascii117o;على طريق الخلافة": مشاريع لتطبيق الشريعة:  إنه زمن الحصاد الإسلامي بالنسبة إلى السلفيين في مصر. عملهم البرلماني يتركز هذه الأيام على مشاريع قوانين لتطبيق الشريعة الإسلامية، وسط شبه مباركة، وإن ملتوية أحياناً، من &laqascii117o;الإخوان المسلمين" ومشيخة الأزهر... (للقراءة).


- 'الحياة'
الأبعاد الاستراتيجية لقمّة بغداد
راغدة درغام:

القمة العربية المزمع عقدها الأسبوع المقبل في بغداد فائقة الأهمية لدول مجلس التعاون الخليجي الست، أولاً، لجهة عودة العراق إلى الحضن العربي، وثانياً، لجهة تأثير سياسة العراق نحو سورية في التناول الدولي للمسألة السورية والمسألة الإيرانية. روسيا والصين اتخذتا مواقف جديدة نوعياً نحو النظام السوري بموافقتهما هذا الأسبوع على بيان رئاسي لمجلس الأمن صدر بالإجماع وألقى المسؤولية الأمنية والعسكرية على دمشق ودعم انتقال السلطة من حكم الحزب الواحد إلى نظام سياسي &laqascii117o;ديموقراطي وتعددي". والأكيد أن موسكو وبكين تراقبان عن كثب تطوّر العلاقات الخليجية - العراقية لما لها من انعكاسات على تلك المنطقة المهمة نفطياً واستراتيجياً. وفي هذا السياق تعتبر قمة بغداد محطة مهمة، فهي القمة العربية الأولى في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين. ولتدفق القيادات الخليجية إلى قمة بغداد دلالات سياسية وأمنية واقتصادية واستراتيجية ثنائياً وإقليمياً ودولياً. في البدء، لا بد من التدقيق في أسباب التغيير الذي طرأ على الموقفين الروسي والصيني. أولى محطات الاستنتاج أن موسكو وبكين شعرتا بأن الإهانة، هذه المرة، لم تأتِ من مجلس الأمن الدولي. بل من الرئيس السوري بشار الأسد الذي استمر في تصوير المسألة على أنها معركة الحكومة السورية مع زمرة إرهابيين في إنكار للأمر الواقع على الأرض. ثم أتت الرسائل الإلكترونية بين الأسد وعائلته ومستشاريه وأصدقائه التي نشرتها صحيفة &laqascii117o;غارديان" لتبيّن مدى التمادي في عدم أخذ الأمور بالجدية اللائقة فيما آلاف السوريين يسقطون قتلى وجرحى. ثاني الأسباب قد يكمن في تمادي النظام السوري في عناده على مواقفه وفي تباهيه بالدعم الروسي والصيني وكأنه أداة حصانته من المحاسبة والعفو عن أخطائه. فقد حاولت الصين إفهام أركان الحكم في دمشق بأن مصالحها تقتضي أن يُغيّر النظام من مواقفه وأساليبه. لكن أركان الحكم فشلوا في فهم اللغة الديبلوماسية الصينية وأفشلوا المبعوث الخاص الذي قام بمهمة نادراً ما تقوم بها بكين. أيضاً، كان لروسيا نصيبها من الإفشال بسبب تمادي دمشق في الاطمئنان إلى أن موسكو ستحمي ظهرها مهما فعل النظام. لذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أخيراً إن &laqascii117o;القيادة السورية ردت في شكل غير صحيح على أول مظاهر الاحتجاجات السلمية. وعلى رغم وعودها الكثيرة بالاستجابة لدعواتنا، ترتكب الكثير من الأخطاء". لقاء لافروف مع وزراء الخارجية العرب الأسبوع الماضي أتى بعدما رفض وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي استقباله احتجاجاً على مواقف روسيا. قالوا له إن عليه أن يشرح للعرب كافة لماذا اعترضت روسيا على الإدارة الدولية، ولماذا قطعت الطريق على المبادرة العربية الهادفة إلى عملية سياسية انتقالية من النظام الحالي إلى بديل له. وعندما ذهب إلى مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ليخاطب الوزراء، قالوا له ما معناه: أنت السبب. وبالتالي، وجد مبعوث فلاديمير بوتين نفسه &laqascii117o;مُنهكاً" وفق قوله لدى وصوله إلى نيويورك للمشاركة في جلسة خاصة لمجلس الأمن حول &laqascii117o;الربيع العربي" وتناوله الغداء مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس الأمن بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والبريطاني وليام هيغ، والفرنسي آلان جوبيه. في نيويورك كانت خشبة الخلاص جاهزة للديبلوماسي الروسي المخضرم إذ حرصت الدول الغربية على إحاطته بالاهتمام والاعتراف بأهمية روسيا ودورها في هذا المنعطف. هكذا بدأت خطوات موسكو نحو إصدار البيان الرئاسي بالإجماع. فقد اعتبرت أنها استعادت الهيبة والنفوذ في مجلس الأمن بحفاوة خاصة للافروف على أيادي الوزراء الغربيين، وتزامن ذلك مع جهود المبعوث الدولي والعربي المشترك لحل الأزمة السورية، كوفي أنان الذي حرص تماماً على إعطاء روسيا بالغ الاهتمام والأهمية ليحصل على دعمها لمهماته. ولئن لم يكن البيان الذي أصدره مجلس الأمن قراراً ملزماً فإن وزنه السياسي يبقى واضحاً كما رسالتها التي انطلقت من وحدة صفوف مجلس الأمن في دعم النقاط الست التي سلمها أنان إلى القيادة السورية وأرسل فريقاً ليفاوض على تنفيذها. وبموجب هذا البيان، وافقت روسيا والصين على لغة تتوعد &laqascii117o;بتدابير إضافية" في حال إفشال دمشق مهمات أنان. قد تكون الخطوة التالية إصدار قرار وليس مجرد بيان رئاسي. إلا أن المهم أن مجلس الأمن تحدث بصوت واحد وقال لدمشق ما لم تسمعه سابقاً. وللمرة الأولى دعت روسيا بوضوح إلى مطالبة الحكومة السورية بأن تشرع هي في سحب قواتها من الشوارع، فيما كانت سابقاً تصر على &laqascii117o;التزامن" بين انسحاب القوات الحكومية وانسحاب الأطراف الأخرى - أي المعارضة بشقيها العسكري والمدني. وللمرة الأولى، وافقت روسيا على لغة مطالبة دولية للحكومة السورية القبول بعملية سياسية انتقالية &laqascii117o;نحو نظام سياسي، ديموقراطي تعددي" بطرق منها &laqascii117o;الالتزام بتعيين محاور تفوَّض إليه الصلاحيات عندما يدعوه المبعوث المشترك إلى القيام بذلك". ووافقت أيضاً على ضرورة ضمان الحكومة السورية &laqascii117o;حرية تكوين الجمعيات والحق في التظاهر السلمي المضمونين قانونياً"، أي أن موسكو وبكين وافقتا أخيراً على عدم المساواة بين وجود الجيش في الشوارع مقابل وجود المتظاهرين، كما وافقتا أخيراً على عدم التساوي في المسؤولية بين الطرفين عبر ضرورة سحب القوات الحكومية أولاً. كل هذا لا يعني أن روسيا والصين قررتا التخلي تماماً عن دعمهما نظام الأسد أو التنازل عن مواقفهما الأخرى، فمصادر القلق ما زالت نفسها بدءاً بصعود الإسلاميين إلى السلطة في المنطقة العربية وصولاً إلى الجمهوريات الإسلامية الخمس التي تطوّق روسيا، وانتهاء بتأثير ذلك في الأقليات الإسلامية داخل البلدين. كما أن الخوف من الأجندة الغربية في المنطقة العربية ما زال كبيراً. ومن الأسباب التي أدت إلى الموقف الروسي المستجد، بداية توجّه عربي - خليجي ديبلوماسي وسياسي إلى الصين بهدف فصلها عن محور التحالف الروسي - الصيني بناء على لغة المصالح، ولغة شرح المخاوف الخليجية. هذا يضاف إلى ذلك عزم الدول الخليجية على عدم الخضوع للرغبة الروسية في استمرار النظام في دمشق واستعداد هذه الدول لعملية إنهاك وإرهاق للنظام ومَن يدعمه بالوسائل المتاحة. الدول الخليجية الست قد لا تنظر إلى المسألة السورية بالمقدار نفسه من الحماسة لإسقاط النظام في دمشق، إلا أنها في صف واحد عندما يتعلق الأمر بدخول دولة كبرى مثل روسيا في محور إيراني - سوري. فالمسألة عندئذ، مختلفة وهذا ما تم إبلاغه بوضوح إلى كل من روسيا والصين، إذ إن دخولهما مع إيران وسورية في محور واحد الآن يعني وقوفهما في خندق ضد الدول الخليجية. ووضعت دول مجلس التعاون الخليجي شقاً آخر لاستراتيجيتها قوامه العراق بذاته وببعديه الإيراني والسوري. لذلك عكفت هذه الدول على إصلاح العلاقة مع العراق عبر القمة العربية وفي أذهانها سورية وإيران. من هنا، ستكون قمة بغداد قمة إصلاح العلاقة الخليجية - العراقية بدءاً بالعلاقة السعودية - العراقية، فإعادة العراق إلى الحضن العربي هدف استراتيجي لدول مجلس التعاون ولجامعة الدول العربية. وإذا تحقق ذلك، ينفتح مخرج لرئيس الوزراء العراقي نوري لمالكي الذي ساءت علاقته مع السنّة في العراق. فقد أبعَدَ عن الحكم الدكتور أياد علاوي، رئيس القائمة العراقية ورئيس الحكومة السابق، ثم دخل في خصومات كبيرة مع قيادات سنّية وكذلك مع قيادات كردية في العراق. لذلك، يرى أهل الخليج أن المودة الخليجية نحوه واحتضانه عربياً هما بمثابة &laqascii117o;شهادة ميلاد جديدة للعراق" و &laqascii117o;إنهاء للعزلة العراقية"، وفق مراقب خليجي مطلع. وعلى العراق في المقابل اتخاذ إجراءات لوقف الدعم للحكومة السورية، وهذا أمر ليس بالغ الصعوبة لأن المواقف العراقية ابتعدت تدريجاً عن دعم نظام الأسد. ويرى الخليجيون أن مصلحة العراق ومصلحة المالكي تكمنان حالياً في &laqascii117o;أوراق اعتماد عربية للعراق" تفصله عن الأهداف الإيرانية الجيوسياسية بالهيمنة على المنطقة العربية. ويمكن تفصيل الموقف بأن الهدف السياسي هو دخول العراق في شبكة التفاهم السياسي الخليجي والعربي بما يؤدي إلى وقف اتحاده مع إيران والتوقف عن دعم سورية. أما الهدف الأمني فهو قيام تعاون وتبادل معلومات في مجال مكافحة الإرهاب بما يريح المالكي، فينفتح على الداخل ليكون رئيس وزراء العراق وجزءاً من صوت الاعتدال العربي. أما اقتصادياً، فالعمل جارٍ على تسهيل الاستثمارات، والتجارة الحرة، وبناء البنية التحتية من طرق ومواصلات واتصالات. لذلك كله تغدو قمة بغداد غير عادية. بل هي مفترق طرق تتشابك فيه الاتجاهات والتوجهات، العربية منها والإيرانية والروسية والصينية والأميركية والأوروبية. إنها البوابة الرئيسة إلى مستقبل التعامل الدولي مع سورية وإيران.


- 'الحياة'
أخطاء إسرائيل الستة
باتريك سيل (كاتب بريطاني مختص في شؤون الشرق الاوسط):

يروي جان دو لافونتين في إحدى قصصه الخرافية من القرن السابع عشر، حكاية ضفدع يحسد ثوراً بسبب حجمه الكبير. فراح هذا الضفدع يحاول نفخ نفسه ليصبح بحجم الثور إلى أن انفجر. ليس تصرّف إسرائيل حيال الدول المجاورة لها في الشرق الأوسط مختلفاً عن طموحات هذا الضفدع المبالغ فيها. وإذا فشلت إسرائيل في تصويب سياساتها، قد تلقى بلا شكّ المصير نفسه. إذا ما أخذنا العبرة من هذه القصة في الاعتبار، يمكن تحديد ستة أخطاء استراتيجية فادحة ارتكبتها إسرائيل خلال العقود الأخيرة، علماً أن هذه الأخطاء صارت أكثر فداحة وفرضت خطراً عليها في ظلّ وجود الحكومة اليمينية المتشدّدة برئاسة بنيامين نتانياهو. والخطأ الأول الذي تتفرّع منه الأخطاء الأخرى هو رفض إسرائيل رفضاً قاطعاً السماح بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وفي قطاع غزة المحاصر. فيتمّ قمع كلّ محاولة للتعبير عن القومية الفلسطينية بما في ذلك الإحياء السلمي لذكرى النكبة التي مُني خلالها الفلسطينيون بهزيمة نكراء وتشتتوا عام 1948. يرى المراقب المستقل أنّ رفض إسرائيل الطموحات القومية التي يعبّر عنها الشعب الفلسطيني الأسير أو تقليص حجم هذه الطموحات باعتبارها مشكلة أمنية يجب معالجتها بقسوة تامّة، يشكّل مثالاً استثنائياً على الجنون السياسي. وإذا ما تمّ النظر إلى الأمر من وجهة نظر خارجية، من الواضح جداً أنّ قيام دولة فلسطينية صغيرة ومزدهرة إلى جانب دولة إسرائيل سيشكّل منفعة للدولة اليهودية وضمانة لأمنها على المدى الطويل من خلال فتح باب على السلام وعلى إمكان تقبّلها كلياً في المنطقة. كيف يمكن إذاً تفسير جهود إسرائيل الحثيثة لمنع أي تقدّم في اتجاه قيام دولة فلسطينية؟ يخشى بعض الإسرائيليين من أن يؤدي أي إقرار بالقومية الفلسطينية إلى تقويض شرعية مشروع إسرائيل الوطني الذي بُني على أنقاض فلسطين العربية. والتفسير الأكثر واقعية لهذا الأمر هو تعطش إسرائيل للأراضي. فيعدّ توسيع المستوطنات اليهودية المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة المترافق مع نية واضحة لإنشاء &laqascii117o;إسرائيل الكبرى" خطأ إسرائيل الاستراتيجي الثاني لا سيّما أنها توشك بذلك على وضع حدّ نهائي لأي فرصة لاعتماد حلّ الدولتين. قبل سنوات، حضّ جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي من عام 1989 لغاية عام 1992 في إدارة جورج بوش الأب، إسرائيل على التخلي عن &laqascii117o;حلم إسرائيل الكبرى الذي لا يمكن تحقيقه". إلا أنّ كلماته لم تلق آذاناً صاغية. فيستمر نتانياهو وزملاؤه اليمينيون بالاستيلاء على الأراضي وبتجاهل تنديدات العالم أجمع بما في ذلك حليف إسرائيل الأساسي أميركا. لقد أدرك عدد كبير من اليهود البارزين مثل البروفسور بيتر بينار، مؤلف كتاب بعنوان &laqascii117o;أزمة الصهيونية"، الأخطار الجدية المترتبة على هذه السياسة التوسعية. ونشرت صحيفة &laqascii117o;إنترناشونال هيرالد تريبيون" مقالاً له في 19 آذار (مارس) بعنوان &laqascii117o;قاطعوا المستوطنات لإنقاذ إسرائيل". وكتب أنه حان الوقت &laqascii117o;لشنّ هجوم معاكس وحملة لتعزيز حدود عام 1967 التي تُبقي الآمال بإنشاء دولة ديموقراطية يهودية إلى جانب الدولة الفلسطينية، حية". أما الخطأ الاستراتيجي الثالث فهو دعوة نتانياهو الدائمة إلى شنّ حرب على إيران. فهدّد مرات عدّة بشن هجوم على منشآت إيران النووية بغية تفادي خطر حصول ما وصفه بـ &laqascii117o;محرقة أخرى". ويبدو أن العبرة المستخلصة من قصة لافونتين تنطبق على هذا الصعيد. إذ يفوق عدد شعب إيران عدد شعب إسرائيل بنسبة عشر مرات فيما تفوق مساحة أراضي إيران الواسعة ومواردها الطبيعية تلك الموجودة في الدولة اليهودية. ما الذي يريده نتانياهو؟ هل يرغب في فرض خطر على أجيال المستقبل في إسرائيل من خلال تحويل الجمهورية الإسلامية إلى &laqascii117o;عدو أبدي"؟ يبدو نتانياهو عازماً على القضاء على المحادثات التي تحاول مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إعادة إحيائها عبر التهديد بشنّ حرب والسعي إلى ابتزاز الولايات المتحدّة للانضمام إلى الجانب الإسرائيلي. وإذا نجح في ذلك، وفي حال اندلاع حرب إقليمية نتيجة ذلك، سيحكم عليه التاريخ بقسوة. والحقيقة أنّ نتانياهو مستعد للدخول في الحرب وتحمّل كل عواقبها غير المتوقعة ليس لتفادي &laqascii117o;الخطر الوجودي" المزعوم وغير الموجود بل لضمان هيمنة إسرائيل العسكرية المستمرة. يبدو أنه يخشى من أن يحدّ تطوير إيران قدراتها النووية من حرية إسرائيل في مهاجمة الدول المجاورة لها متى شاءت. وبدلاً من بناء السلام في الشرق الأوسط على أساس توازن إقليمي للسلطة، الأمر الذي يعدّ حكيماً، يصرّ على السيطرة على الدول المجاورة لإسرائيل بالقوة وبالوسائل العسكرية التي تقدّمها إليه الولايات المتحدّة. ويعدّ هذا الموقف العدائي خطأ إسرائيل الاستراتيجي الرابع. أما خطأها الاستراتيجي الخامس فهو بلا شك سلوكها القاتل حيال قطاع غزة. لقد بدا ذلك واضحاً عقب اغتيال زهير القيسي، الأمين العام للجان المقاومة الشعبية ورفيقه محمود الحناني، وهو سجين أطلق سراحه أخيراً. وأدى ذلك إلى إطلاق صواريخ من قطاع غزة. وردّت إسرائيل بشنّ غارات جوية أدت إلى مقتل 25 فلسطينياً وجرح نحو مئة شخص مبدية بذلك لامبالاتها التامة بحياة الأشخاص من غير اليهود. ويرى بعض المراقبين أنّ إسرائيل قتلت القيسي من دون رحمة بهدف اختبار فاعلية نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. ما الذي يقترح المتشددون في إسرائيل القيام به في شأن قطاع غزة؟ قدّم إفرايم إنبار وماكس سينغر من مركز بيغين-السادات إجابة عن هذا السؤال نُشرت في صحيفة &laqascii117o;جيروزالم بوست" في 14 آذار. وفي ما يأتي ملخّص عن التصريحات التي أطلقاها بدم بارد: &laqascii117o;يترتب على إسرائيل الرد على الهجمات الآتية من قطاع غزة عبر شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق. وإن لم يتمّ التحرّك على هذا النحو، فستزداد الهجمات ضد إسرائيل. يعدّ قطاع غزة صغيراً بما فيه الكفاية حتى تتمكن إسرائيل من تدمير معظم بنيته التحتية الإرهابية وقيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي والمنظمات الأخرى. يقوم الهدف على اعتماد قدرة الردع والتعبير عن عزم إسرائيل على محاربة القوات الإسلامية البارزة في المنطقة. ومن خلال التحرّك الآن في قطاع غزة، ستقلّص إسرائيل عمليات الثأر من خلال إطلاق الصواريخ إذا شنّت أو حين تشن هجوماً على منشآت إيران النووية. وتبدو الأوضاع السياسية مناسبة بما أنّ حركة حماس منقسمة ومعظم العالم العربي منهمك بالمسائل الداخلية الضاغطة والولايات المتحدّة منشغلة بالحملة الانتخابية". ويشير التعبير عن آراء متشدّدة مماثلة إلى مدى انحراف إسرائيل عن السياسة العقلانية. وتشير عمليات المسح الجيولوجي التي أكدتها الاكتشافات الأخيرة إلى أنّ شرق المتوسط يحتوي على احتياط غاز طبيعي كبير موجود خارج سواحل إسرائيل ولبنان وسورية وقبرص وغزة. وحين يتمّ تطويره، يمكن أن يغيّر اقتصادات هذه البلدان. وثمة حاجة ملحة إلى التوصّل إلى اتفاقات لترسيم الحدود البحرية من أجل تقاسم هذه الثروات كي يستفيد منها الجميع علماً أنّ ذلك يتطلب اتفاقات سلام. يبقى أن إخفاق إسرائيل في أن تدرك أن الوقت حان لإحلال السلام وليس لشنّ الحرب هو خطأها الاستراتيجي السادس وربما الأكثر فداحة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد