قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 30/3/2012

- 'النهار'
نقاشات لبنانية - أميركية في واشنطن 'نجمها' المساعدات العسكرية
أكثر من 1,3 مليار دولار منذ 2006 ولبنان ملتزم شروط الصرف
ريتا صفير:

'الالتزام الاميركي ثابت بسيادة لبنان واستقلاله. من ابرز مؤشراته، القرارات الدولية ذات الصلة ومواصلة المساعدات العسكرية الاميركية الى القوات المسلحة اللبنانية. التغيير في دمشق سينعكس ايجابا على بيروت. والغلط، في الوقت الضائع... ممنوع!'. هذا موقف من مجموعة مواقف يسمعها اللوبي اللبناني الناشط في العاصمة الاميركية، هذه الايام. 'نجمها' مواصلة التعاون العسكري المشترك. اما ظروف الخطوة، فيستعيدها ممثل حزب 'القوات اللبنانية' في واشنطن الدكتور جوزف جبيلي في اتصال مع 'النهار'.ناهزت قيمة المخصصات الاميركية الى القوى العسكرية اللبنانية، منذ تموز 2006، اكثر من مليار و300 مليون دولار، ضمنها نحو 900 مليون الى الجيش اللبناني و130 مليون دولار الى قوى الامن الداخلي. وعلى رغم الاقرار الاميركي بالتداعيات التي نشأت عقب 'حادثة العديسة' عام 2010، والتي رافقتها دعوات الى وقف المساعدات الى الجيش خشية امرارها الى 'حزب الله'، الا ان ثمة تأكيدات متكررة يسمعها اللوبي اللبناني في واشنطن. لبها ما يتناقله 'اصدقاء لبنان' في الكونغرس ولجنة الشؤون الخارجية بأنه تم تخطي ما مضى، مع تذكير بأن الحظر الذي فرض آنذاك لم يتعد الشهرين. ويكلله كلام صريح عن ضرورة ان تواصل القوى الامنية مهماتها ببسط سلطتها كاملة على الاراضي اللبنانية. لا ينفي اعضاء اللوبي اللبناني في واشنطن ان ظروف تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بعد 'تطيير' حكومة الرئيس سعد الحريري اعادت الى الواجهة سلسلة تساؤلات لدى الادارة الاميركية عن حقيقة الدور الذي يؤديه 'حزب الله' ضمن التركيبة الجديدة. وهي تساؤلات حتمت تحريك قانون HATA (Hizbascii117llah Anti-Terrorism Act ) في لجنة الشؤون الخارجية، الى مساع لتجميد مشاريع وبرامج حظر. وقد استدعى هذا الامر جهودا اضافية بذلها الناشطون اللبنانيون في العاصمة الاميركية وممثلو قوى 14 آذار. محورها التوضيح للمسؤولين المعطيات المتعلقة بالدعم الخارجي الذي تتلقاه الميليشيات والمجموعات المسلحة على الاراضي اللبنانية. ولا يخفى على المتابعين ان التحرك هذا كان قد تزامن مع تغييرات في خريطة القوى الاميركية، اثر الفوز الذي حققه الجمهوريون في مجلسي الشيوخ والنواب سياسيا عام 2010، وعبر سياسة عصر النفقات التي مورست من جراء الازمة اقتصاديا.عمليا، عادت 'المياه الى مجاريها' على مستوى التعاون الثنائي في كانون الاول 2011. وتجلى ذلك باقتناع اميركي واضح اعقب نقاشات طويلة مع المسؤولين اللبنانيين، وما لبث ان ترجم 'باقرار مصلحة اميركية - لبنانية بدعم الدولة اللبنانية من خلال اجهزتها، في مواجهة الاخطار والعمليات الارهابية'، كما يقول جبيلي، على ان تساهم الزيارات العسكرية المتبادلة بين الجانبين في توضيح آليات تنفيذها.

وفي وقت يدرج المسؤولون الاميركيون امام محدثيهم زيارات قائد الجيش العماد جان قهوجي والعسكريين الاميركيين الى لبنان في هذه الخانة، يجددون تأكيد مجموعة ثوابت. في مقدمها، مواصلة الاجماع الديموقراطي والجمهوري على 'مسلمات' لبنانية، لجهة التمسك بسيادة لبنان واستقراره وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة. وتشكل القوى المسلحة اللبنانية القوية والقادرة 'حجر الزاوية' في هذه العملية.في اي حال، يكشف الناشطون اللبنانيون مجموعة وسائل معتمدة لدى الادارة الاميركية للتدقيق في وجهة استخدام المساعدات المقدمة الى الدول لاسيما بالنسبة الى الاسلحة والذخائر. واذا كان الجيش اللبناني يبدو في مقدم المراتب بين الجيوش الاجنبية على مستوى حجم المساعدات وتوخيه الدقة في صرفها وتنظيمها، فان هذه الخلاصة لا يمكن فصلها عن اجواء الثقة التي تعززت بين الجانبين مدى الاعوام، وضاعفت وتضاعف منها التجارب المتنوعة التي خاضها هذا الجيش، جنوبا وشمالا، الى المسؤوليات الملقاة على عاتقه راهنا، وخصوصا بالنسبة الى ضبط الحدود، 'وهذا احد الشروط التي ينص عليها قانون المخصصات الصادر عام 2011، فضلا عن ضرورة حماية اللاجئين والمعارضين السوريين،' وفقا لجبيلي. ولا تغيب عن المناقشات نتائج المراجعة الاستراتيجية التي تجريها 'اليونيفيل'، والتي تحتم حضورا ومسؤوليات اكبر على القوى العسكرية اللبنانية، علما ان الرسالة هذه تتقاطع مع متممات عن مواصلة ضبط الاوضاع داخليا وتعزيز قدرة الجيش على الانتشار على الحدود الشرقية. ولأن التأثيرات التي يمكن ان يتركها تطور الاوضاع في سوريا على دول الجوار وبينها لبنان ملحوظة، يسعى المجتمع الدولي بعيون الناشطين اللبنانيين في واشنطن الى تذليل 3 عراقيل ما زالت تتحكم بالوضع في سوريا من خلال متابعة ما آل اليه وضع النظام هناك وواقع المعارضة تزامنا مع اتصالات لمعالجة الموقف الروسي في مجلس الامن. ووسط ازدياد التساؤلات والتلميحات التي تحيط بظروف انشاء منطقة عازلة على الحدود التركية – السورية، فان تطور اعداد النازحين وحجم المعاناة الانسانية من شأنه ان يلعب دورا محوريا في حسم القرار على هذا المستوى. وفي الانتظار، يبقى الثابت في المقاربة الاميركية 'ان بشار الاسد انتهى، بصرف النظر عن توقيت ترجمة هذه النهاية!'.


- 'الحياة'
مهمة أنان تناسب رغبة دمشق في شراء الوقت
راغدة درغام:

إعلان دمشق قبولها خطة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان عشية انعقاد القمة العربية في العراق جاء كمحاولة امتصاص لإعلان بغداد الختامي للقمة. السبب لم يكن عائداً الى خوف في قلب النظام السوري من القرارات العربية التي تعهّد بتجاهلها حتى قبل صدورها في بغداد. السبب ان روسيا، وكذلك الصين، أرادتا قمة عربية أقل ابرازاً لدوريهما كراعيي عناد القيادة السورية، فضغطتا على دمشق لإعلان موافقتها على خطة النقاط الست التي قدمها كوفي أنان. كلاهما لم يعد في مواجهة مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة كما سبق، بل بات في مواجهة مع دول عربية سيما الدول الخليجية. ففي هذا المنعطف، تبدو ادارة باراك أوباما وكأنها في خندق واحد مع حكومة فلاديمير بوتين في ممانعتهما جهوداً عربية ملموسة لدعم المعارضة السورية بالسلاح أو بالمال أو بالمواقف السياسية حيال نظام دمشق. انها إدارة منصبة حصراً على بقائها في السلطة بأي ثمن كان، وهي عازمة على عدم التورط في سورية أو في أي مكان. لذلك تدفن رأسها في الرمال رافضة حتى التفكير بما قد يكون في مصلحتها ويخدم أولويتها، أي، إضعاف إيران عبر الساحة السورية بدلاً من المغامرة بإمكان قيام إسرائيل بعملية عسكرية ضد إيران تورّط فيها الولايات المتحدة. أما حكومة بوتين، فإنها تمارس حنكتها السياسية عبر سفينة الملاّح الماهر كوفي أنان الذي يبحر بين كبار اللاعبين الدوليين لترميم العلاقات بينهم، وفي المقدمة اللاعبان الأميركي والروسي. هذا فيما تستمر آلة القتل في سورية وفيما تشهد المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ان هناك منهجية في استهداف أطفال سورية حمّلت مسؤوليتها لقيادة الحكومة السورية التي يفاوض كوفي أنان على استمرارها وليس على تنحيها، كما أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، برغم كل ذلك، ان الأمور أكثر تعقيداً والمطروح يتطلب قراءة أعمق للتعرف على معالم التجاذبات.بعض الدول الخليجية طرح مع الإدارة الأميركية ضرورة &laqascii117o;أفغنة" سورية بمعنى التعاون الاستخباراتي والتدريب ومد السلاح والمعونات للثوار من أجل إسقاط النظام.

واشنطن رفضت وأرفقت الرفض بتصريحات لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ضد تسليح المعارضة مع التشكيك بالمعارضة وتصويرها وكأنها تابعة الى &laqascii117o;حماس" أو الى &laqascii117o;القاعدة".إدارة أوباما تمسكت أيضاً بمنع بعض من حلفائها الخليجيين من الإصرار على إسقاط النظام في دمشق لأن ذلك يحرجها ويضعها على المحك. فهي أوضحت تماماً انها ليست في وارد تطبيق نموذج أفغانستان أو نموذج كوسوفو حين تم التدخل الخارجي من دون استئذان مجلس الأمن أو حتى السعي وراء ولاية منه.بدلاً عن ذلك، تحوّل الخطاب السياسي من المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد الى الاختباء وراء الفيتو المزدوج، الروسي والصيني لقرارات مجلس الأمن. فكان ذلك الفيتو &laqascii117o;الهدية التي لا تكف عن العطاء" بالنسبة لإدارة أوباما. فتارة استخدمتها للتخجيل ورفعت شعار &laqascii117o;العيب" بعبارات غير ديبلوماسية. وتارة أخرى، هرولت إدارة أوباما الى استرضاء روسيا والصين عبر بيانات رئاسية لمجلس الأمن ثم تفريغها من أسنان ورفعت شعار &laqascii117o;الإجماع" تبريراً للمواقف الجديدة.ثم جاء كوفي أنان. جاء مبعوثاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لكنه أصر على التصرف باستقلالية بصفته رفيع المستوى يستقبله كبار القادة في أهم العواصم. جاء طوق نجاة لدمشق وخشبة خلاص لواشنطن وموسكو وبكين. فحقق بذلك الخطوة الأولى التي كان ينشدها.الآن، وبعدما فاوض فريق فني وسياسي أوفده أنان الى دمشق للتفاوض مع وزارة الخارجية، باتت النقاط الست تحت المجهر وبات أنان نفسه على المحك. فهو اليوم يضع مستقبله في الميزان بعدما عاد ماضيه الى الواجهة. البعض ينظر اليه بأنه وسيلة إنقاذ سورية البلد من الغرق في حرب أهلية، والبعض يعتبره أداة استمرار النظام واعادة تأهيله.أثناء جلسة مغلقة في أحد المحافل الفكرية الكبرى، قال متحدث عن كوفي أنان &laqascii117o;في أعقاب رواندا، والبوسنة، والنفط مقابل الغذاء، وتدخين السيجار مع صدام حسين، حان الوقت للكف عن اعطاء كوفي أنان فرصة أخرى ومزيداً من الوقت" على الساحة الدولية. آخرون أشاروا الى ان وساطته في كينيا أسفرت عن إبقاء الطرف الخاسر في الانتخابات في السلطة. البعض تحدث عن تاريخ علاقته مع القيادة السورية وإصراره على اعفائها من المحاسبة عندما كان الرئيسان الأميركي والفرنسي يدفعان الى محاسبتها بتهمة التورط في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري قبل 7 سنوات. انما أسوأ الذكريات التي يحييها البعض هي ذكرى المجازر في رواندا عندما كان أنان وكيل الأمين العام لشؤون حفظ السلام، وفضيحة &laqascii117o;النفط مقابل الغذاء" التي أشارت الى تورط عائلته في تسخير أموال نفط العراق لمآرب شخصية.انما هناك من يتبنى رأياً مخالفاً تماماً ليس فقط لجهة السيرة الذاتية لكوفي أنان الذي عمل لولايتين كأمين عام للأمم المتحدة، وانما أيضاً لجهة خطته ذات الست نقاط.مجلس الأمن الدولي دعم، بالإجماع، تلك الخطة، كما ان القمة العربية دعمت أنان ومساعيه.

وعليه، لا مناص من الاعتراف ان كوفي أنان حشد الدعم الدولي وراءه، ورمّم العلاقة الأميركية – الروسية، وتقدم بخطة محنكة تعطيه أدوات عديدة للضغط والاستنتاج في أي اتجاه يختاره. إنما هذا في حد ذاته يضعه تحت المجهر وعلى المحك ربما بقدر لم يكن يتمناه لنفسه. فربما تقوده النتيجة الى الاحتفاء بعودته الى الأضواء، وربما يندم ويتحسر.النقاط الست التي وافقت القيادة السورية على تنفيذها، منطقياً، يجب أن تؤدي الى الأمور المهمة التالية: أولاً، انسحاب القوات الحكومية من الشوارع الى الثكنات بتزامن مع استمرار التظاهرات الشعبية السلمية ضد النظام كحق شرعي للشعب السوري. وهذا بحد ذاته يعني ان ديناميكية التظاهرات هي التي تحسم بقاء أو زوال النظام، وان المواجهة بين القيادة والمعارضة يجب أن تكون غير مسلحة على الإطلاق، بل مواجهة سلمية.وثانياً، وبموجب إحدى النقاط الست التي وافقت عليها دمشق، على القيادة السورية تعيين محاور &laqascii117o;تُخوّل له كل الصلاحيات عندما يدعوها المبعوث الى القيام بذلك". والهدف هو تنفيذ الالتزام بالعمل مع أنان &laqascii117o;في إطار عملية سياسية جامعة بقيادة سورية لمعالجة تطلعات الشعب السوري وشواغله المشروعة"، من دون تحديدها أو تفصيلها.مجلس الأمن، في البيان الرئاسي الذي اعتمده بالإجماع وتضمن دعم النقاط الست، أعلن انه يدعم مهام أنان لأهداف من بينها &laqascii117o;تسهيل الانتقال السياسي بقيادة سورية نحو نظام سياسي ديموقراطي تعددي، يتمتع فيه المواطنون بالمساواة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العرقية أو العقائدية، وذلك بطرق، منها، الشروع في حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية وكامل أطياف المعارضة السورية.هذه اللغة ليست اللغة التي تبنتها جامعة الدول العربية عندما طالبت الأسد بتسليم السلطات الى نائب الرئيس من أجل الشروع في عملية سياسية انتقالية من النظام الحالي القائم على حكم الحزب الواحد – حكم البعث – الى حكم تعددي وديموقراطي. لكنها أيضاً ليست لغة الإبقاء على الوضع الراهن. موافقة دمشق على النقاط الست ليست موافقة على البيان الرئاسي بالضرورة، وهنا تبرز إحدى نقاط التلاعب الخطير. فكوفي أنان استبدل المطالبة بتسليم صلاحيات الحكم الى نائب الرئيس بلغة عائمة في أولى البنود الست تتحدث عن تعيين &laqascii117o;محاور تخول له كل الصلاحيات" رهن قرار كوفي أنان تفعيل ذلك.ثالثاً، البند الثاني من النقاط الست ينص بوضوح على أنه &laqascii117o;ينبغي ان تقوم الحكومة السورية بالوقف الفوري لتحركات الجنود نحو المراكز السكنية وإنهاء استخدام الأسلحة الثقيلة فيها، والشروع في سحب الحشود العسكرية من المراكز السكنية وحولها".ويضيف: &laqascii117o;وسيسعى المبعوث الى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة لوقف القتال والعمل معه لكي تقوم جميع الأطراف بالوقف المستمر للعنف المسلح بجميع أشكاله تحت الإشراف الفعلي لآلية تابعة للأمم المتحدة".سيرغي لافروف أسرع الى مطالبة المعارضة بالموافقة على خطة أنان ذات النقاط الست مقابل موافقة الحكومة السورية، لكن خطة أنان واضحة في مطالبة الحكومة السورية بالبدء أولاً بسحب القوات العسكرية الحكومية الى الثكنات فيما &laqascii117o;سيسعى" كوفي أنان الى الحصول على التزامات مماثلة. منطقياً، إذا انسحبت القوات الحكومية لن تبقى المعارضة المسلحة في الشوارع. منطقياً، إذا كانت هناك نية حسنة بتنفيذ الاتفاق، ان نقطة الانطلاق هي &laqascii117o;الشروع" في سحب الحشود العسكرية الحكومية الى الثكنات.قبول كوفي أنان بموافقة الحكومة السورية على نقاطه الست وإعلانه ذلك من بكين قبل التوجه الى مجلس الأمن لإحاطته علماً بتفاصيل ما توصل اليه الفريق الفني الذي تفاوض مع السلطات السورية، أثار غضباً واحتجاجاً في أوساط مجلس الأمن. ثم ان عدم إبلاغ مجلس الأمن بتفاصيل آلية المراقبة التي ستتكوّن من قوات للأمم المتحدة زاد من السخط.ولم يأتِ الاحتجاج على طريقة تصرف كوفي أنان من الأمم المتحدة فحسب وانما أتى أيضاً من دول عربية علماً بأنه المبعوث المشترك للاثنين. فلقد علمت الدول العربية من المسؤولين الإيرانيين ان كوفي أنان اعتزم زيارة طهران في إطار مهمته السورية، فثار الغضب، أولاً لأن أنان جعل ايران طرفاً في المسألة السورية، وهي عربية. وثانياً لأنه ضرب بعرض الحائط كونه معيناً مبعوثاً عربياً وليس أممياً فقط وان مرجعيته تشمل قرارات جامعة الدول العربية. وثالثاً، لأنه أهان القمة العربية التي لم يفكر بحضورها فيما كانت تتسرب الأنباء عن اعتزامه زيارة إيران.موسكو راضية عن أنان بل في غاية التحمس لمهامه، وكذلك بكين. واشنطن تتكئ عليه وتريد حمايته بل والتأقلم مع طروحاته حتى إذا خرجت عن المبادئ التي أعلنتها إدارة أوباما. أما مهام كوفي أنان فإنها تزحف على وتيرة هادئة وبطيئة بما يناسب القيادة في دمشق التي تريد شراء الوقت لأنها تعتقد انه في صالحها، وهي تتصرف وشهر تشرين الثاني (نوفمبر) في ذهنها بأهميته الانتخابية في الولايات المتحدة. ومع هذا، لربما تحت أكمام الملاّح الماهر أفكار غير اعتيادية قد تؤدي الى نجاح باهر لمهمته – تلك المهمة التي أوكلت اليه بموجب قرارات انطلقت من إيجاد وسيلة سلمية لأنهاء نظام الحزب الواحد وإيجاد مخارج لتنحي قيادة النظام.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد