قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف الصادرة السبت 7/4/2012

- 'الجمهوريّة'
لماذا لا تريد 8 آذار تشغيل مطار القليعات؟
باسكال بطر:

هل سيبقى قرار إعادة إحياء &laqascii117o;مطار رينيه معوّض" في القليعات معلّقا؟ وما الظروف الموضوعية التي تجعل هذا المشروع قابلاً للترجمة؟ وما الذي يحول دون ترجمة البيان الوزاري وموافقة مجلس الوزراء والجيش اللبناني على تشغيل هذا المطار؟ وهل لتوقيت طرح الموضوع علاقة بالأزمة السوريّة؟ وهل الخوف من التهريب أو تسلّل بعض العناصر عبر المطار مبرّر؟ وهل سيبقى ضخّ الحياة في قلب الشمال النابض حبراً على ورق حتّى إشعار آخر...؟..............................................
الضاهر
بدوره، اعتبر نائب عكّار وعضو كتلة 'المستقبل' خالد الضاهر أنّ 'كلّ عرقلة أو موقف يدعو الى وقف هذا المشروع الحيوي الوطني هو موقف ضدّ المصلحة الوطنية ويندرج في سياق الأجندة الخارجية التي تريد إضعاف لبنان وإفقار شعبه والاستئثار بموارده ومرافقه ووضع اليد عليها لأهداف فئويّة وسياسية على حساب البلد وشعبه ونموّه وتطوّره، وهذا أمر مرفوض'. وأضاف: 'لا توجد أيّ دولة في العالم تحصر اقتصادها في مطار واحد على الأصعدة التجارية والسياحية كافّة، فلا يجوز أن تبقى وسائل اتّصال البلد بالخارج محصورة بمطار واحد، وهذا المطار موجود في ضواحي بيروت، إضافة إلى زحمة السير ووقوعه أمنيّاً في منطقة نفوذ 'حزب الله' وهو القادر على إقفال طريقه في أيّ وقت، أو يعتدي على أمنه أو يفصله وقت ما يريد كما فعل مراراً'، وقال: 'يجب أن يكون هناك منافذ أخرى للبلد لتعطيل إمكان تحكّم 'حزب الله' بهذا المنفذ المهمّ، فمطارٌ سواءٌ أكان 'رينيه معوّض' أو غيره يساهم في تنمية البلد، وما هي
الموانع في ذلك، وأين هي سياسة الإنماء المتوازن؟'
ورأى الضاهر أنّ 'في غضون عشرين يوما، سيظهر هل هذه الحكومة تريد المصلحة الوطنية أم لا'... (للقراءة).


- 'الاخبار'
'حصان طروادة' على أبواب تنّورين

تنورين البعيدة عن عين العاصمة، نسيتها الدولة. ففي ثاني أكبر بلدة لبنانية، تغيب أبسط مقوّمات الحياة، حتى هجرها معظم أهلها ولم يبق فيها سوى النواطير. لكن &laqascii117o;الضيعة" عادت إلى الواجهة أخيراً بسبب الجدل الدائر حول سدّ بلعا، الذي سيبدأ بناؤه فيها، بهبة إيرانيّة، قريباً. فانقسم أهاليها بين من يريد الإنماء أولأً، أو السياسة أولاً...(للقراءة).


- 'الاخبار'
قانون 2008 لا النسبيّة يحمل فائـض التوافق
نقولا ناصيف:

يسبق مناقشة الحكومة قانون الانتخاب الذي ستجرى على أساسه انتخابات 2013، أكثر من اشتباك داخلها ومع المعارضة. كل فريق يريد قانوناً يحفظ حصته، من دون أن يكون هناك مشروع واحد يلائم الجميع. وحده قانون 2008 قد يجنّبهم المأزق. أكثر من مشروع قانون انتخاب موضوع على طاولة مجلس الوزراء، من دون أن يكون في وسعه اتخاذ قرار في أي منها. لا مشروع النسبية الذي أعدّه الوزير السابق زياد بارود وعدّله وزير الداخلية مروان شربل. ولا مشروع لجنة الوزير السابق فؤاد بطرس الذي يدمج نظامي الإقتراع النسبي والأكثري. ولا المشروع الجاري تداوله همساً في دوائر قصر بعبدا، ويتردّد أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يدعمه، وهو تقسيم بعض دوائر قانون 2008 التي يزيد عدد مقاعدها على خمسة وتصغيرها بغية المساواة في ما بينها. لا يحظى أي من هذه المشاريع بتوافق مجلس الوزراء عليها، رغم أنه يؤلف ــــ أو هكذا يوحي ــــ ائتلافاً سياسياً واحداً يحتاج قبل سواه إلى القانون، ومن خلاله إلى التحالفات التي تمكّنه من المحافظة على الغالبية الحالية. ويكمن تناقض المواقف داخل المجلس في أن البعض يؤيد أحد تلك المشاريع أو سواه، والبعض الآخر ينبذها كلها ويتمسّك بقانون 2008 كالنائب وليد جنبلاط. لا يسع جنبلاط نسيان أن قانون 1960 وضعه الرئيس فؤاد شهاب آخذاً في الإعتبار إرضاء الحليفين الرئيسيين لعهده، وهما ــــ كما كان يسميهما ــــ &laqascii117o;الطويلان": كمال جنبلاط في الشوف وبيار الجميّل في الدائرة الأولى من بيروت. هكذا، في الاستحقاقات التالية، سيطر الرجلان على دائرتيهما الانتخابيتين واكتسحاهما، ما خلا اختراقات قليلة لم يكن للزعيم الدرزي تجاوزها وأخصّها فوز خصمه اللدود الرئيس كميل شمعون. أعطي كل من جنبلاط والجميّل 8 مقاعد في دائرته. ومنذ انتخابات 1992 حتى 2009، على وفرة قوانين الانتخاب التي شهدتها الاستحقاقات على مرّ هذه السنوات، لم يُعطَ جنبلاط الإبن إلا الدائرة الانتخابية التاريخية التي اعتادتها زعامة البيت منذ 1960، ومكنته باستمرار من السيطرة على المقاعد الثمانية التي يختلط فيها تمثيل الطوائف. أرغم على صنفين من التخلي: أحدهما فرضته عليه حليفته دمشق في انتخابات 1992 و1996 هو أحد المقعد السنّيين (لزاهر الخطيب). والآخر حتّمه التحالف العريض مع قوى 14 آذار في انتخابات 2005 عندما رغب في حلول زاهي البستاني في أحد المقاعد المارونية فاعتذر، وحلّ محلّه النائب جورج عدوان مرتين على التوالي. ثم أرغم على التخلي في انتخابات 2009 عن مقعد ماروني آخر للنائب دوري شمعون. أضف تخليه عن أحد المقعدين السنّيين حلّ فيه ثلاث مرات النائب محمد الحجّار مراعاة للرئيس رفيق الحريري الذي أكسبه في المقابل منذ انتخابات 1996 مقعداً درزياً في بيروت للنائب غازي العريضي. في انتخابات 2000 و2005 أعطي جنبلاط الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة، لم تعنِ له إلا ما عنت عاليه باستمرار لوالده الراحل: مكمّلة للدائرة الأم الشوف. في سلّة مشاريع قوانين الانتخاب، تبدو النسبية الأقل حظاً حتى الآن في الحصول على اوسع توافق عليها في الحكومة وخارجها. يؤيد الرئيس نبيه برّي والرئيس ميشال عون النسبية بدائرة انتخابية واحدة. ويتطلّع رئيس الجمهورية إلى تقسيم جبيل دائرتين بعد نقل المقعد الماروني من طرابلس إلى إحداهما. لا يثق رئيس الحكومة بقانون 2008 ويفضّل عليه النسبية، ولا يضير حزب الله ــــ مستقلاً أو كجزء من ائتلافه الشيعي مع برّي ــــ أي تقسيم للدوائر، موسعاً أو ضيقاً، ما دام متيقّناً من سيطرته الانتخابية على البقاع الشمالي والجنوب وبعبدا، ناهيك بأن فريقه جزء لا يتجزأ من التوافق المحيط بالدائرة الثانية من بيروت. على نحو كهذا يضع نفسه خارج الإشتباك على قانون الانتخاب. بذلك يترجّح الخيار بين أحد اثنين: النسبية التي لا تحظى بعد بتأييد سنّي ــــ درزي يلاقي التأييد الشيعي ــــ المسيحي، ممّا يفقدها الغالبية التي يتطلبها إقرارها في مجلس النواب، أو الإبقاء على قانون 2008 المستمد من قانون 1960. وتبدو المفارقة في أن مروحة المتمسكين بقانون 2008 أكثر تأثيراً من المنادين بتجاوزه إلى النسبية. إلى جنبلاط، يصرّ عليه تيّار المستقبل كي يُبقي سيطرته على دوائر طرابلس والمنية ــــ الضنية وعكار والدائرة الثالثة من بيروت وصيدا والبقاع الغربي. في ظلّه يمسي التيّار الكتلة النيابية الأكبر، والأكثر عرضة للتفكّك مع النسبية، وصاحب اليد الطولى في التأثير في دائرتي الكورة وزحلة. وبسبب تحالفهما معه، يجاري حزبا الكتائب والقوات اللبنانية قانون 2008 كي يستعيدا ما كان قد عرفه حزبا الكتائب والوطنيين الأحرار في حقبتي الستينيات والسبعينيات مع قانون 1960، فاحتفظا في أربعة استحقاقات متتالية، أعوام 1960 و1964 و1968 و1972 بكتلتين نيابيتين كبيرتين كانا يستمدانهما من الناخبين المسيحيين في دوائر جبل لبنان وبيروت وصولاً إلى جزين. بيد أنهما، باسترجاعهما كتلة مسيحية حزبية تقليدية، دانا بها للناخب السنّي في الكورة وزحلة وطرابلس، والدرزي في عاليه والشوف. على طرف نقيض منهما، دان عون بدوره للناخب الشيعي بمقاعد جبيل وبعبدا، رغم أن انتزاعه غالبية مقاعد جبل لبنان الشمالي بأصوات الناخبين المسيحيين جعله أقرب ــ وأصدق ــ إلى استعادة كتلتي الستينيات والسبعينيات. لحزبي الكتائب والقوات اللبنانية فائضٌ ذاتي في بشري والبترون والدائرة الأولى من بيروت (جزئياً)، ولعون فائضٌ ذاتي في كسروان والمتن وجزين. يقود ذلك عون والرئيس أمين الجميل وسمير جعجع إلى واقع أن ذروة فائضهم الذاتي لا تمكّنهم سوى من إيصال نصف النواب المسيحيين. وأكثر من نصف النصف يقيم عند عون وحليفه النائب سليمان فرنجيه. يثق عون بأن النسبية ترفع انتخاب النواب المسيحيين بأصوات ناخبيهم من 16 نائباً إلى 43 نائباً.


- 'السفير'
ماذا تعني زيارة البرزاني لواشنطن في لحظة تأزم عراقي؟
هيفاء زعيتر:

شكّل بناء &laqascii117o;علاقات مميّزة" هدفاً ذهبياً جهد كل من قادة أميركا وإقليم كردستان العراق في تحقيقه طوال فترة الاحتلال الأميركي للبلاد، وحتى ما قبل ذلك، فيما بات ضمان هذا &laqascii117o;التميّز" أمراً ملحاً في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي. وعلى قاعدة المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة، أتت مؤشرات تراجع نفوذ واشنطن في بغداد واستحواذ المالكي على السلطة، فضلاً عن تغلغل إيران في مفاصل السياسة العراقية، لتقدّم أرضاً صلبة يسند إليها الطرفان، واشنطن وأربيل، دفاعهما عن &laqascii117o;الشراكة الاستراتيجية" التي تحمي مصالح أميركا و&laqascii117o;وجود" الأكراد. وفيما خرجت في الآونة الأخيرة تقارير غربيّة رسميّة أكدت على"حاجة أميركية ماسة" إلى رسم سياسة كردية واضحة تطمئن الأكراد الذين يشعرون للمرة الأولى أنهم من دون حماية مباشرة من الأميركيين، اكتسبت علاقة أربيل مع &laqascii117o;الراعي" الأميركي زخماً ملموساً بعد الزيارة التي بدأها &laqascii117o;رئيس" الإقليم مسعود البرزاني إلى واشنطن قبل يومين. هناك، في البيت الأبيض، طمأن الرئيس الأميركي باراك أوباما البرزاني حيال &laqascii117o;التزام الولايات المتحدة بالعلاقة التاريخية مع إقليم كردستان العراق في إطار شراكة استراتيجية مع عراق ديموقراطي وموحد". ومن هناك أيضاً رفع الزعيم الكردي الصوت مطالباً الأميركيين بعدم السماح بظهور &laqascii117o;ديكتاتور جديد" في العراق. المقصود من كلام البرزاني لم يكن بحاجة لاثنين لتحليله، فهو نقل، في حديثه لصحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" الأميركية، ملاحظته عن وجود &laqascii117o;طرف واحد وحزب واحد يسعى إلى تكريس سلطته في العراق"، لافتاً في هذا الإطار إلى أن &laqascii117o;رئيس الوزراء نوري المالكي يشن حملة على الزعماء السنة لتوجسه من سقوط النظام السوري".
ولم يكتف البرزاني بما قاله للصحيفة الأميركية، بل زاد بالتأكيد، أثناء مقابلة أجرتها معه قناة الحرة، بأنه &laqascii117o;لو اتفق العالم كله على المالكي، فإننا سنرفضه"، فيما طمأن إلى أن &laqascii117o;علاقة القوى الكردية مع الشيعة لا يمكن أن تتأثر برغم النهج الذي يسلكه والذي وصفه بأنه يتجه نحو الديكتاتورية.
ما سبق لا يشكّل الذريعة الوحيدة لزيارة البرزاني، التي وصفها مصدر كردي مطلع لـ&laqascii117o;السفير" بأنها &laqascii117o;على قدر بالغ من الأهمية"، إلى واشنطن، حيث تأتي هذه الخطوة الدبلوماسية غداة تلويح رئيس الإقليم بالانفصال عن العراق وإعلان الدولة الكردية بسبب ما وصفه بتنصل حكومة المالكي من عهود اتفاقية اربيل بشكل أساسي. وعليه تحدثت مصادر كردية عن ملفات أربع وضعها البرزاني على طاولة البيت الأبيض. أولها يتمثل بـ&laqascii117o;جسّ نبض" واشنطن بما يخصّ سعي أكراد العراق للاستقلال، ثانيها انتهاكات المالكي للدستور العراقي واستئثاره بالسلطة والقرار السياسي فضلاً عن نيّة لدى الأكراد بالتحالف مع &laqascii117o;القائمة العراقية"، أما رابعها فيتجسّد بالطلب من إدارة أوباما دعم الجهود التي يقودها الأكراد مع قوى أخرى لسحب الثقة من حكومة المالكي.
في الواقع، صحيح أن تاريخ أكراد العراق وحاضرهم يحفظان للأميركيين محطات هامة كإنقاذهم من صدام حسين ودعمهم عسكرياً وسياسياً ومالياً، لكن الكثير من المراقبين يؤكدون أن التاريخ يثبت أيضاً أن الأمور ليست محصورة بما يخصّ مطالب &laqascii117o;المنزل" الكردي فحسب أو مصالح &laqascii117o;المستثمر" الأميركي في إقليم مزدهر. إنها أهداف قد تختصرها عبارة أوردها تقرير لمجلة &laqascii117o;فورين بوليسي"، في سياق حديث لمسؤولين أميركيين عن تحضير أميركا لخطة استراتيجية ذات بنود واضحة تتعامل مع الإقليم: &laqascii117o;لدى الإقليم المقومات كافة التي تجعله استثماراً استراتيجياً مربحاً للولايات المتحدة. ربما كان العرب منقسمين بشكل عميق حول الدور المستمر لأميركا في العراق، إلا أن حال الأكراد ليس كذلك. فقادتهم أفصحوا بصوت عال عن رغبتهم ببقاء أميركا الدائم، وكذلك يفعل الخمس ملايين كردي في الإقلــيم من الموالين لأميركا"، أما الأهم، من ناحية ثانية، فهو أن &laqascii117o;حدود الإقليم مع إيران وســوريا تتيح بالنسبة لأميركا فرصة استراتيجية حيوية في كبـح تهديــدات الأنظــمة المعادية لها".
يُذكر أن التقرير لفت إلى أن الإدارة الأميركية يجب أن تكون على بيّنة حول ضرورة إنشاء لجنة مشتركة، تشرف على العلاقات الأميركية ـ الكردية، أثناء زيارة رئيس الإقليم مسعود البرزاني إلى واشنطن. ومن ناحية ثانية، يجب أن تلحظ الاستراتيجية الجديدة وجود ضابط رفيع ذي خبرة عالية لرئاسة القنصلية الأميركية في أربيل. وتحت عنوان الدعم الأمني الأميركي للعراق، لا بد أن تطلق كذلك برامج تدريبية وخدمات استخباراتية لقوى الأمن الكردية، من ضمنها فتح قنوات قوية لتبادل المعلومات. في المقابل، لم تمنع كل هذه &laqascii117o;الإغراءات" الاستراتيجية عدداً من المراقبين الأميركيين بالتشكيك في حجم المكاسب التي ستحققها أميركا جراء هذه &laqascii117o;العلاقات المميزة". حجتهم في ذلك أن &laqascii117o;تحالفاً مماثلاً قد يبعث برسالة خاطئة سيفهمها العراقيون العرب بطريقة تشعل النزاعات الطائفية والعرقية". هذا التشكيك نقله تقرير نُشر أمس لمجلة &laqascii117o;فورين بوليسي" التي سلّطت الضوء على &laqascii117o;تبعات تدليل أميركا لإقليم كردستان". بداية، تفضّل المجلة تقديم نبذة عن المنافع المتبادلة بين الطرفين قبل الغوص فيما يمكن أن يجرّه ذلك نتيجة &laqascii117o;الدعوات الخاطئة التي لا ينفك الجميع يطلقها من أعضاء الكونغرس ومراكز الأبحاث وغيرهم ممن يدعون لعلاقات مميزة بين الأميركيين والإقليم". لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم مطالب الأكراد على غيرها، بل جعلت منهم المستفيد الأكبر من سقوط نظام صدام حسين. وساهمت واشنطن في وضع دستور أضعف صلاحيات الحكومة المركزية، متصرفاً بسخاء فائض مع الإقليم: حصل الأخير 17 في المئة من الميزانية العراقية كعائدات سنوية أي ما يقرب الـ11 مليار دولار في العام 2012. كما يحصل الإقليم على دفعات إضافية من بغداد، من ضمنها تخصيص 560 مليون دولار للدفع لشركات النفط العالمية. في هذا الإطار، تنتقد المجلة الأميركية جني الإقليم لهذه المزايا من دون أي مسؤولية عملية. وتقول &laqascii117o;خلافاً لما هو معتمد في جميع الأنظمة الفدرالية في العالم، يحصل الإقليم على عائداته من دون أن يضطر إلى تحويل أي جزء منها إلى الحكومة المركزية. وأكثر من ذلك، الإدارة لا تعلن عن عائداتها الجمركية او تقديم إيصالات بشحنات النفط التي تبيعها. كما لا يمكن في هذا السياق تجاهل منع حكومة الإقليم القوى العــراقية من دخول المنطقة الشمالية سامحة للشركات الأجنبية، النفطية تحديداً، بالعمل كيفما يحلو لها. استفاد قادة الإقليم من &laqascii117o;كارت بلانش" منحتهم إياه واشنطن. وتجاهلت الأخيرة تهريب الإقليم للنفط إلى دول أخرى، كما بقيت صامتة عندما قمعت حكومة الإقليم المعارضة الكردية خلال العام الماضي. وبالتالي، تعتبر &laqascii117o;فورين بوليسي"، أن &laqascii117o;السياسة الأميركية أسهمت في تقليل فرص أي حافز كردي لحلول وسط مع الحكومة المركزية، كما رسخت الطموحات القومية الانفصالية لدى الأكراد"، منبهة إلى أنه &laqascii117o;مع ارتفاع الدعوات الكردية المطالبة بالاستــقلال في العراق، سيندفع أكراد تركيا وإيران وسـوريا لكي يحذوا حذو إخوانهم". هذه الوقائع شكّلت ركيزة لطرح النقاط التي اقترح تقرير &laqascii117o;فورين بوليسي" على الإدارة الأميركية الالتزام بها، فيما كان أهمها &laqascii117o;الاستمرار في الالتزام مع أكراد المنطقة، والكفّ عن تدليل القيادة الكردية". وأبرز النقاط المطروحة: &laqascii117o;الالتزام بطلب وحدة العراق، الاستمرار بالتعاون الاستخباراتي مع دفع القيادات الكردية إلى سحب قواعد العمال الكردستاني، الاستمرار في تشجيع الحكومة الكردية على تنمية قطاع الطاقة لكن من دون المساومة على سيادة الدولة العراقية، تطبيق شروط العقوبات نفسها على الإقليم بشأن تصدير وتهريب النفط إلى إيران، بعث رسالة واضحة إلى الإقليم بضرورة الإصلاح الديموقراطي في الداخل". وفي النهاية، يُضيف التقرير مؤكداً أن على إقليم كردستان أن يُدرك جيّداً أنه لم يعد ضحية في عراق ما بعد صدام، وإن كان يُريد جني الأرباح فعليه تقديم تنازلات، الانفتاح على الخارج.. والالتزام بما تفرضه قواعد اللعبة.


- 'الحياة'
تأجيل الحرب على إيران خدمة لحظوظ أوباما
سليم نصار:

مطلع شهر حزيران (يونيو) 1979 كشفت صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" عن صفقة سياسية – اقتصادية عقدها وزير خارجية الولايات المتحدة هنري كيسنجر مع شاه ايران.
قالت الصحيفة ان كيسنجر كان مهتماً بالمحافظة على أمن المصالح النفطية في منطقة الخليج العربي، كونها تشكل مضخة الدم الاسود لمصانع الدول الغربية. وتشير تفاصيل الصفقة التي نشرتها الجريدة، الى ان كيسنجر رفض اعطاء بلاده دوراً مباشراً في تلك العملية، مفضلاً اسناد دور الوقاية والرعاية الى حليفته ايران.
وبعد لقاءات متكررة مع الشاه وأركان عهده، قرر الوزير كيسنجر سنة 1969 منح طهران تفويضاً رسمياً يعتبرها بموجبه وكيلة للحفاظ على المصالح الاميركية الحيوية في الخليج. ومع ان &laqascii117o;البنتاغون" حذره من مغبة التورط مع دولة غير مستقرة سياسياً، الا انه تجاهل التحذير ومضى في تنفيذ الصفقة.

وقد تضمنت المعلومات التي نشرتها الصحيفة سلسلة مذكرات خطية موجهة الى وزارة الدفاع، تطلب من المسؤولين عن عمليات التصدير تأمين مختلف الاسلحة التي تطلبها قيادة الجيش الايراني. وكان من الطبيعي ان يرحب الشاه بتلك المعاملة الاستثنائية التي رأى فيها تحقيقاً لبعض أحلامه الشاهنشاهية. وبناء على تلك التصورات الجامحة، اعلن ان بلاده ستنافس المانيا الغربية من حيث القوة الصناعية المتطورة. وقدرت الصفقة في حينه بأكثر من 17 بليون دولار عززت الترسانة الايرانية بالطائرات المقاتلة والدبابات والبوارج الحربية.
وبعد انقضاء سنة تقريباً، اصدر مكتب الشؤون الامنية الاميركي إنذاراً يطالب فيه حكومة طهران بضرورة دفع المستحقات المتأخرة. وهنا تدخل كيسنجر مرة اخرى ليقترح على الشاه رفع اسعار النفط بطريقة تعينه على تجاوز الصعوبات المالية والديون المتأخرة.
وبناء على ذلك الاقتراح، دعت ايران الى عقد مؤتمر لدول &laqascii117o;اوبك" (مطلع سنة 1974) افتتحه الشاه بخطاب قال فيه: ان سعر النفط يجب ان يرتفع بغرض تحسين مداخيل الدول المصدرة، وإعانتها على تنفيذ مشاريعها العمرانية. وقال في خطابه ايضاً ان الدول المستوردة تستفيد اكثر بكثير من القيمة الشرائية التي تدفعها. وفي ختام اجتماعات ذلك المؤتمر تقرر رفع سعر برميل النفط من 5,04 الى 11,65 دولار. واعتبر ذلك التعديل بمثابة قفزة غير مسبوقة في اسعار النفط، الامر الذي اثار سخط الدول المستهلكة وحرضها على شن حملات شرسة ضد قيادات الدول المنتجة. ومن اجل احتواء ذلك الإعصار العنيف، تدخل هنري كيسنجر لتسخير الإعلام الغربي بهدف تضليل الرأي العام العالمي، وإقناعه بأن قرار رفع اسعار النفط تم بإشراف منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وأن الشاه لم يكن راغباً في مضايقة المستهلك. وبسبب تلك الاشاعة المضللة، تعرض حكام الخليج العربي لحملة قاسية في الصحف الغربية والاذاعات، أجبرتهم على العزوف عن السفر الى الخارج خوفاً من المضايقات والإحراج. بعد انقضاء فترة قصيرة، اعربت المملكة العربية السعودية عن انزعاجها من النتائج السلبية التي تركتها عملية رفع اسعار النفط. وقدمت الى الرئيس نيكسون سلسلة اقتراحات تؤدي الى تخفيض الاسعار.

وأرسل نيكسون وزير الخزانة وليام سيمون الى الرياض حيث التقى الملك فيصل بن عبدالعزيز، وبحث معه في اهمية مراجعة ذلك الموضوع الخطير. وأحاله العاهل السعودي على وزير الطاقة في حينه احمد زكي يماني، الذي اتفق معه على تخفيض سعر البرميل الى سبعة دولارات. الهدف من وراء التذكير بتلك الواقعة التي كشف اسرارها جاك اندرسون في كتابه &laqascii117o;فياسكو"... هو فن استخدام النفط كسلاح لخدمة طموحات شاه ايران سنة 1974... أو خدمة اهداف اسرائيل سنة 2012.

كيف؟
في مؤتمر &laqascii117o;ايباك" الاخير تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بمنع ايران من صنع قنبلة نووية تهدد بها اسرائيل. وعلى رغم النفي الذي اعلنه المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية علي خامنئي، وقوله ان بلاده لا تسعى الى صنع السلاح الذري، فإن بنيامين نتانياهو استمر في تذكير الادارة الاميركية بتقدم الانجازات الايرانية في المجال النووي. وعبّر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز عن تأييده موقف الرئيس الاميركي الذي يفضل حل الموضوع بواسطة العقوبات الاقتصادية وليس بواسطة الحرب. وفي رأيه، ان وزير الدفاع ايهود باراك يخطئ اذا هاجم ايران من دون دعم اميركي. والسبب ان الجيش الاسرائيلي لا يملك قنابل خارقة يمكنها الوصول الى عمق خمسين متراً كالتي صنعت للوصول الى ملجأ صدام حسين. وبما ان المفاعلات النووية الايرانية مشيدة داخل الجبال، فإن تدميرها في اصفهان وقم وناتانز لا يتحقق من دون القنابل الاميركية الخارقة. ولما ترددت واشنطن في تزويد اسرائيل بهذا السلاح، لجأ نتانياهو الى الابتزاز، مدعياً ان بلاده ستقوم بالهجوم من جانب واحد، أي من دون المعونة الاميركية. وأرفق تهديده بإعلان تعاونه مع حكومة اذربيجان التي ستنطلق الطائرات الحربية الاسرائيلية من مطاراتها لضرب الأهداف الايرانية القريبة. ومع ان اوباما لم يرضخ لهذا الابتزاز، إلا انه استخدم الاتفاق الذي حققه مع كوريا الشمالية لإقناع اسرائيل بجدوى المحادثات حول الملف النووي الايراني. وفي تقديره ان العقوبات النفطية قد تقنع طهران بتغيير موقفها خلال المفاوضات التي ستجرى منتصف هذا الشهر بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. لهذا حذر زبائن ايران من انهم قد يتعرضون لعقوبات اميركية اذا لم يخفضوا مشترياتهم من النفط الايراني. ويذكر انه بموجب هذه العقوبات يحق للرئيس الاميركي منع الشركات التي تتعامل مع المصرف المركزي الايراني من دخول الاسواق الاميركية، إلا في حال حصلت على اعفاءات خاصة.
وكانت واشنطن قد منحت أخيراً عشر دول اوروبية – بالاضافة الى اليابان – اعفاءات من العقوبات بسبب تخفيض مشترياتها من النفط الايراني. وزير الطاقة والموارد المائية التركي اعلن ان بلاده ستقلص مشتريات النفط الايراني بنسبة عشرة في المئة، على ان تعوض عن ذلك النقص بشراء كميات من نفط ليبيا. ويأتي القرار التركي في ختام زيارة قام بها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لطهران.
ويرى محللون ان العقوبات تهدف الى تلبية طلبات اسرائيل باتخاذ اجراءات ضد طهران من خلال تقليص ايراداتها النفطية ومنعها من تنفيذ الخيار العسكري.
الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية واليابان تدرس حالياً اطلاق كميات من مخزونات النفط الاستراتيجي بغرض خفض نفقات الوقود.
الطريف ان انتاج البلدان المصدرة للنفط (اوبك) ارتفع الشهر الماضي الى اعلى مستوياته بفعل زيادة الإمدادات من العراق وتعافي الانتاج الليبي، ما عوض انخفاض الامدادات من ايران.
وزير الخارجية علي اكبر صالحي اعلن أخيراً ان طهران لن تتخلى عن انجازاتها في المجال النووي على رغم العقوبات الدولية والغربية. وقال ان الولايات المتحدة تمارس ضد ايران كل انواع الضغوطات منذ 33 سنة، ولكنها منيت بالفشل. وقلل من شأن احتمال شن هجوم عسكري، واصفاً التهديدات بالحرب بأنها &laqascii117o;حرب نفسية".

يقول وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الرئيس اوباما ينظر الى قنبلة ايران النووية من خلال معركته الانتخابية السنة المقبلة... في حين يتطلع نتانياهو الى مستقبل دولة اليهود في ظل تهديدات الرئيس نجاد بمحو اسرائيل من الخريطة.
وقد حذر المدير العام السابق للوكالة الذرية محمد البرادعي من مخاطر افتعال هجوم على ايران، الامر الذي يشجعها على الاسراع في تطوير سلاحها النووي. وانتقد البرادعي عمليات اغتيال العلماء الايرانيين، مؤكداً ان قصف منشآتهم لا يمكن ان يدمر المعرفة التي حصلوا عليها.
وهذا ما كرره اناتولي انطونوف، نائب وزير الدفاع الروسي، الذي رفض كل الحجج التي يتذرع بها المجتمع الدولي المتخوف من البرنامج النووي الايراني. وفي رأيه ان لطهران كل الاسباب الموجبة لإعلان تخوفها من دولة تملك ترسانة من الاسلحة النووية تهدد بها ايران، مثلما هددت الفلسطينيين واستولت على ارضهم وممتلكاتهم بقوة السلاح.
الى ذلك، اعرب الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن قلقه من ضعف الولايات المتحدة امام اسرائيل، ومن المخاطر المحتملة في حال اقدم العسكريون في دولة اليهود على مغامرة غير محسوبة قد تهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الاوسط.
ويبدو ان ادارة اوباما متخوفة هي الاخرى من ارتكاب خطأ تاريخي، الامر الذي دفعها الى ارسال أربعين خبيراً عسكرياً الى اسرائيل بهدف منع نتانياهو وباراك من خوض مغامرة يعتقد الحزب الحاكم انها ستعيده الى الحكم.
الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انتقد ادارة اوباما التي تملك خمسة آلاف قنبلة نووية، وتتهم ايران بصنع قنبلة ذرية. وحذره من عواقب السقوط في الفخ الاسرائيلي، لأن بلاده قادرة على طرد النفوذ الغربي من كل منطقة الخليج وحرمانها من الدم الاسود الذي يغذي صناعاتها الحيوية.
في ظل هذه الازمة المتنامية، تؤكد مصادر البيت الابيض ان عملية الهجوم على ايران قد تأجلت الى ما بعد موعد انتخابات الرئاسة الاميركية... ولكنها لم تلغ نهائياً. علماً ان اسرائيل سنة 1981 لم تبلغ واشنطن بقرار هجومها على المفاعل النووي العراقي وربما يتكرر هذا الموقف من جديد!


- 'الحياة'
الإسلاميون يحاولون إقناع الأميركيين بأنهم لا يهددون حقوق الأقليات وإسرائيل
جويس كرم:

قام وفد من الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط بزيارة استثنائية للعاصمة الأميركية تهدف الى اقناع الرأي العام الاميركي بأنهم &laqascii117o;لا يشكلون تهديداً" لحقوق المرأة والأقليات واسرائيل. وعسكت بإطارها الواسع التحولات السياسية في موازين القوى التي تشهدها المنطقة ومحاولة إدارة باراك أوباما التأقلم معها وإبقاء الجسور مفتوحة مع اللاعبين كافة. وبرز ضمن الوفد مندوبا حركة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" في مصر، اللذان شاركا أيضا في الاجتماعات مع مسؤولين أميركيين &laqascii117o;على مستوى عملي" في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. وجاءت زياة الوفد المؤلف من عشرة مندوبين عن حركات إسلامية بناء على دعوة من مركز &laqascii117o;كارنيغي" للسلام الدولي وللمشاركة في مؤتمره &laqascii117o;الإسلاميون في السلطة: آراء من الداخل" الذي عقد أول من أمس في واشنطن. وتضم لائحة المشاركين الشخصيات التالية: من مصر عبد الموجود راجح درديري وخالد القزاز، وكلاهما عضو في حزب الحرية والعدالة (التابع للإخوان)، ومن تونس عضوا المجلس الوطني عن حزب النهضة صبحي عتيق وأسامة الصغير، ومن الأردن عضو &laqascii117o;الاخوان" نبيل الكوفحي، ومن ليبيا عضو &laqascii117o;الاخوان" محمد جعير، ومن المغرب مصطفى الخلفي، الى جانب ثلاثة وجوه اقتصادية متصلة بحركات اسلامية من تونس ومصر والأردن.
وتعتبر زيارة الوفد، في اطارها السياسي، الأولى من نوعها على المستوى الرسمي لحركات إسلامية عربية تزور الولايات المتحدة، إذ حتمت تحالفات ما قبل الربيع العربي. وحذر واشنطن من فتح قنوات اتصال مع &laqascii117o;الاخوان" وغيرهم لعدم إثارة استياء الحكام السابقين في مصر وتونس وليبيا، ديناميكية سياسية مختلفة في التعاطي بين الجانبين. ولا يزال هناك قلق أميركي كبير من مواقف هذه الحركات حيال حقوق الأقليات ومسائل ترتبط بالأمن الإقليمي والعلاقة مع إسرائيل، انما في الوقت نفسه هناك رغبة أميركية بالتواصل معها كقوى أساسية في الحكومات الأولى بعد الثورات وممثلة لشعوب المنطقة.
وأكد مسؤول في البيت الأبيض لـ &laqascii117o;الحياة"، أن &laqascii117o;مسؤولين على مستوى عملي من مجلس الأمن القومي اجتمعوا بأعضاء في الوفد"، وأن &laqascii117o;من مصلحة الولايات المتحدة الانخراط مع جميع الأطراف الملتزمين المبادئ الديموقراطية، خصوصاً اللاعنف". كما نقلت صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" أن نائب رئيس قسم الدراسات في &laqascii117o;كارنيغي" ووزير الخارجية الأردني السابق مراون المعشر ترأس اجتماعاً للوفد في وزارة الخارجية الأميركية مع نائب الوزيرة وليام بيرنز.
وتعرضت الإدارة الى انتقادات من اليمين المتشدد لاستقبالها الوفد، وعنونت مواقع يمينية مؤثرة مثل &laqascii117o;درادج ريبورت": &laqascii117o;اسلاميون في البيت الأبيض" تحت صورة لأوباما وهو يزور مصر عام ٢٠٠٩. وردت الادارة بالاشارة الى أن قيادات من الحزبين عقدت اجتماعات مع الحركات الاسلامية، بمن فيهم السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام. كما لاقى زعيم حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي انفتاحاً من قطبي المؤسسة السياسية الأميركية خلال زيارته لواشنطن قبل شهرين.
وطوال الزيارة الحالية، حاول المشاركون، خصوصاً ممثلَي &laqascii117o;الاخوان" في مصر، درديري والقزاز، اللذين يتكلمان الانكليزية بطلاقة، إعطاء طابع معتدل عن الحركة وتوجهاتها السياسية، فكان هناك التزام بدستور &laqascii117o;توافقي"، والعمل ضمن القواعد الديموقراطية و &laqascii117o;ضد الدولة الدينية والدولة العسكرية"، كما كان هناك إدراك نوعي في مخاطبة الوسط الأميركي لجهة التزام حقوق المرأة ونبذ العنف والتطلع نحو الأسواق والتجارة الحرة، الى جانب التأكيد أن التعامل مع الشريعة الإسلامية هو من منطلق &laqascii117o;المبادئ وليس القوانين".
واعتبر القزاز ان ثمة &laqascii117o;سوء تفاهم" في شأن الشريعة الاسلامية في العالم الغربي، موضحاً ان &laqascii117o;المادة الثانية من الدستور التي تجعل من الشريعة المصدر الرئيسي للتشريع بطاقة هوية مقبولة من جميع المصريين". وأكد ان &laqascii117o;الوضع مشابه جداً في أوروبا وفي الولايات المتحدة، حيث يدرج عدد من الاحزاب الديانة في سلم قيمها". وقال إن الشريعة &laqascii117o;تقول ما هو جيد وما هو سيء. وهي لا تتناقض مع الحرية والعدالة والديموقراطية ودولة القانون".

كما غاب الكلام المتشنج عن إسرائيل، وكانت هناك إعادة تأكيد على أن الحركة لن تبطل العمل باتفاق السلام بين مصر واسرائيل. وعندما سئل درديري عن تصريحات في الماضي لقيادات في &laqascii117o;الاخوان" في مصر تدعو الى محاربة اسرائيل والعداء ضد الغرب، كان رده أن &laqascii117o;ما يقال أحياناً من وراء قضبان السجن يختلف مع خارجه"، في إشارة الى أن الظروف تغيرت بين مرحلة ما قبل ٢٥ كانون الثاني (يناير) عام ٢٠١١ في مصر، وبين المرحلة الحالية، حيث تحظى الحركة بأكثرية نيابية وتخوض الانتخابات الرئاسية.


- 'الاخبار'
'خرافات' سياسات أوباما الخارجية
صباح أيوب:

ليّنة، باهتة، ازدواجية، فاشلة، بوشيّة، كاذبة... هذا بعض ما أطلق على سياسة باراك أوباما الخارجية في جردة حساب مصغّرة. البعض غاضب والبعض عاتب وآخرون يروّجون انتخابياً، والصرخة واحدة: على أميركا أن تغيّر نهجها في العالم العربي. في المواقف الدولية الحاسمة واستلحاق &laqascii117o;الربيع العربي"، ومكافحة التطرف، واستعادة تأييد العالم الاسلامي، وإحلال السلام بين الفلسطينين والإسرائيليين، وإنهاء الحروب بكسب بعضها، وإغلاق &laqascii117o;غوانتنامو"، ووقف النووي الإيراني والكوري الشمالي، والانسحاب من العراق باكراً، وسحب الجنود من أفغانستان... في كل تلك الملفات الخارجية وغيرها، سُجلت للرئيس الأميركي علامات متدنية قاربت الصفر أو تحت الصفر في بعض الأحيان. وفي الموسم الانتخابي تكثر جردات الحساب، ويشارك الجميع في حفلات &laqascii117o;الجلد".
المؤيدون يتعامون عن بعض النقاط السلبية ويذكّرون بتركة جورج والكر بوش الثقيلة، أما المحايدون والمعارضون فيفندون كل خطوة عرجاء قامت بها إدارة أوباما خارج الحدود خلال السنوات الأربع الماضية، من دون تجاهل الحملة المستعرة التي يقودها اليمينيون الجمهوريون على وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، التي يحمّلونها جزءاً كبيراً من &laqascii117o;تغييب القرار الاميركي في الخارج" و&laqascii117o;فشل السياسة الخارجية الاميركية الليّنة".
وللعالم العربي الحصّة الأكبر في جردات حساب السياسة الخارجية، وأحداث &laqascii117o;الربيع العربي"، وما أنتجته وتخبّئه من سيناريوات للمنطقة ألقت بظلالها على أغلب التحليلات الصحافية السياسية في هذا المجال. غضب مبرر ومعلن عند البعض وحديث عن &laqascii117o;أساطير" و&laqascii117o;خرافات" حيكت حول شخصية &laqascii117o;الرئيس المخلّص باراك أوباما" منذ سنوات، و&laqascii117o;إذ به يشبه سلفه، أو على الأقل يطبّق السياسات نفسها لكن بحدّة أقلّ"، هذا بعض ما اتهمه به الصحافيون. أما الدعوات فتراوحت بين إقصاء كلينتون عن منصبها وتغيير الفريق بأكمله أو حتى تبديل طريقة التفكير السياسية الاميركية في العالم العربي برمّتها واعتماد أسلوب جديد في التعامل معه على أسس مختلفة.
&laqascii117o;لأن العرب ليسوا أغبياء"، و&laqascii117o;لأنهم يفهمون موقع الولايات المتحدة في منطقتهم أكثر من الأميركيين أنفسهم"، و&laqascii117o;لأن واقعية أوباما غلبت مثاليته"، و&laqascii117o;لأن الأسطورة انكسرت"، و&laqascii117o;لأن القتل في سوريا والعراق وأفغانستان مستمر"، علت الأصوات المطالبة بتغيير جدّي في السياسة الخارجية الاميركية قبل أشهر على الانتخابات الرئاسية، وقبيل أيام من انعقاد &laqascii117o;قمة الثماني" لوزراء الخارجية في واشنطن. &laqascii117o;خمس خرافات حول سياسة أوباما الخارجية"، هو عنوان الجردة المصغّرة التي قدمها مارتن إنديك وكينيث ليبيرتال ومايكل أوهانلون في صحيفة &laqascii117o;واشنطن بوست" منذ أيام. والخرافات الخمس التي طرحها هؤلاء تطال نجاحات الرئيس كما إخفاقاته في السياسة الخارجية. الخرافة الأولى حسب مقال &laqascii117o;بوست" هي مقولة إن أوباما &laqascii117o;يقود من الخلف"، التي استخدمت للمرة الأولى عام ٢٠١١ خلال الحرب على ليبيا ونسبت إلى &laqascii117o;مصدر مجهول" في البيت الابيض، &laqascii117o;ومنذ ذلك الوقت باتت تختصر تلك العبارة نهج أوباما في السياسة الخارجية". ولكن الكتّاب يشيرون إلى أن &laqascii117o;القيادة من الخلف" طبّقت فقط &laqascii117o;عندما كانت المصالح الاميركية ثانوية مثل الوضع في ليبيا، حيث كانت مصالح الاوروبيين النفطية مهددة مباشرة أكثر من المصالح الأميركية، أو في حالة الثورة المصرية حيث لم يكن باستطاعة الولايات المتحدة أن تكون في الواجهة حفاظاً على شرعية بعض حلفائها المحليين". &laqascii117o;لكن عندما كانت المصالح الاميركية الأساسية على المحك، قاد أوباما استراتيجيته من الأمام، كما في حملة محاربة &laqascii117o;القاعدة"، أو تركيز إدارته على الحلفاء الآسيويين في رسالة إلى الصين بأن هناك مصالح وحلفاء للولايات المتحدة بجوارها"، يردف الكتّاب.
الخرافة الثانية هي أن &laqascii117o;أوباما يعتذر عن أميركا". وهنا، يشرح المحللون أن بعض الجمهوريين يستخدمون أمثلة على ذلك مستشهدين بخطابات حملة أوباما الانتخابية عام ٢٠٠٨، حيث قدّم الاعتذارات عن عهد سلفه بوش، أو في خطاب القاهرة عام ٢٠٠٩ أيضاً الذي توجه فيه إلى المسلمين، معتذراً عن السياسات الأميركية السابقة. لكن كتّاب المقال ردّوا على ذلك بالقول إن خطاب القاهرة &laqascii117o;كان بمثابة اعتراف بارتكاب بعض الأخطاء أكثر منه اعتذاراً". كذلك ذكّروا بخطاب أوباما في أوسلو عند تسلمه جائزة &laqascii117o;نوبل للسلام"، حين لم يعتذر عن الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة للدفاع عن مواطنيها.
الخرافة الثالثة هي أن &laqascii117o;أوباما عزز مكانة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي". يدحض الكتّاب هذه المقولة ويشيرون إلى أن شعبية أوباما في الدول الإسلامية حالياً تشبه إلى حد كبير تلك التي تمتع بها سلفه بوش في نهاية عهده. إنديك وزملاؤه يعزون سبب ذلك إلى فشل أوباما في إغلاق معتقل &laqascii117o;غوانتنامو" وتصفية مسؤولين في &laqascii117o;القاعدة" بواسطة طائرات من دون طيار. أمر آخر أثّر على شعبية الرئيس الاميركي أيضاً، حسب الكتّاب، هو اعتماد أوباما سياسة أخذ المسافة من إسرائيل فقط، من دون انتزاع أي حق أو تنازل منها لمصلحة الفلسطينيين.
الخرافة الرابعة أن &laqascii117o;أوباما هو نقيض بوش". وهنا يعدد المحللون الوقائع التي تثبت أن أوباما لم يختلف كثيراً عن سلفه. وفي مقدمة تلك الأسباب أنه أول رئيس من حزب مختلف يبقي على وزير دفاع الرئيس السابق (والحديث عن روبرت غيتس)، كما أنه أبقى على سجن غوانتنامو مفتوحاً، وبدل سحب الجنود من العراق بعد ١٦ شهراً كما وعد، لم ينسحبوا إلا بعد ٣ سنوات وفق الجدول الزمني المتفق عليه بين بوش ونوري المالكي خلال عهد بوش، إضافة إلى فشله في وقف النووي الإيراني والكوري الشمالي، وحتى مقارنة بـ&laqascii117o;أجندة الحرية" الخاصة ببوش، فقد تردد أوباما في البداية في احتضان ودعم المطالب العربية بالديموقراطية والانتخابات والمحاسبة.
الخرافة الخامسة والأخيرة هي التي يردّدها الجمهوريون أن &laqascii117o;أوباما يقف جانباً بينما إيران تعمل على امتلاك السلاح النووي". وهنا، دافع الكتّاب عن الرئيس الأميركي بالثناء على جهوده في تنظيم حشد دولي رافض للبرنامج الإيراني وداعم لتصعيد العقوبات ضدها، &laqascii117o;من دون أن ننسى تهديد أوباما الدائم بأن كل الخيارات تجاه إيران مفتوحة"، يضيف المحللون. شقّ آخر من السياسة الخارجية الأوباماوية تناوله مارك لينش، في مجلة &laqascii117o;ذي أتلانتيك". لينش بحث ضرورة أن تغيّر الولايات المتحدة نهج سياستها الخارجية تجاه العالم العربي لتواكب التغيرات الجوهرية الحاصلة، وعسى أن تبدأ أولاً بالاعتراف بأن &laqascii117o;العرب ليسوا أغبياء". &laqascii117o;قد لا يزال الأميركيون مؤمنين بأنه باستطاعتهم الإبقاء على سياساتهم ذاتها وكسب الشارع العربي في الوقت نفسه. لكن العرب لا يرون ذلك"، يقول لينش. ويردف &laqascii117o;العرب حساسون جداً تجاه سياسة المعايير المزدوجة الاميركية وسياسة الكيل بمكيالين، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية". من هنا، يرى الكاتب أنه &laqascii117o;الوقت الأفضل والأحوج لتعيد الولايات المتحدة التفكير في علاقتها بإسرائيل". كيف؟ يقول الكاتب إن &laqascii117o;السياسة الأميركية القديمة القائمة على إدارة التوتر بين حليفتها الإسرائيلية وحلفائها العرب وعدم إنهاء عملية السلام والاعتماد على الأنظمة الديكتاتورية لسحق المعارضة الشعبية لم تعد نافعة". لينش يشرح أيضاً أن &laqascii117o;على الولايات المتحدة أن تعترف بأن لسيطرتها على دول الشرق الأوسط حدوداً، لأن أيام التحكم الكامل في دول المنطقة ولّى مع صعود القوى الشعبية وتحرّك الشارع". لذا، يخلص الكاتب إلى أن &laqascii117o;على الرئيس أوباما أن يفكّر في طريقة ليضع الولايات المتحدة على المسار الصحيح للتاريخ، لأن العالم المقبل لن يكون معلوماً أو مريحاً أو سهل التنبّؤ بأحداثه كالذي عشناه من قبل".

فيسك يذكّر أوباما
روبرت فيسك غاضب من سياسات باراك أوباما الخارجية ومن أداء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. في مقال لاذع في صحيفة &laqascii117o;ذي إندبندنت"، تناول الصحافي البريطاني &laqascii117o;الحروب الدامية" التي قادتها بريطانيا والولايات المتحدة، والتي فشلتا في إنهائها بعدما ارتكبتا المجازر بحق المواطنين وكدّستا أعداداً من الجنود القتلى، من دون أن يتخذ أي من المسؤولين في البلدين قراراً نهائياً حاسماً بالانسحاب. فيسك غاضب على الحرب الدامية المستعرة في سوريا، ومن الحرب الليبية، ومن فظائع الحرب على العراق ومن الحرب الأفغانية التي آن لها أن تنتهي. فيسك يعلّق على كلام أوباما الأخير بأن &laqascii117o;سوريا لا تستطيع خوض انتخابات عادلة وحرة في ظل الحرب المستمرة" فيوافقه على ذلك، ويردف &laqascii117o;لكن أوباما نفسه هو الذي وافق على نتائج دورتين انتخابيتين فاسدتين في أفغانستان في ظل حرب قائمة، وهو من اتصل بحميد قرضاي مهنّئاً بانتصاره المزوّر".


- 'الاخبار'
طهران والرياض وتل أبيب 'هيروشيما القرن الـ٢١'

الحملة الصحافية الداعية إلى تنفيذ هجمة استباقية إسرائيلية على إيران خفتت، لكنها لم تختف كلياً. وحشد الرأي العام الدولي بات يأخذ أشكالاً مختلفة، والحاشدون يبحثون عن أسباب وذرائع أكثر ترهيباً. ماذا بعد الضربة الإسرائيلية لإيران؟ العالم الذي نعرفه لن يبقى كما عهدناه. بعد شهرين على مناقشة إيجابيات وسلبيات القرار الإسرائيلي بضرب النووي الإيراني وميل معظم الصحافيين الأميركيين إلى خيار اللجوء إلى الدبلوماسية وتشديد العقوبات، برز خلال الأيام الماضية مقال لكبير مراسلي صحيفة &laqascii117o;هآرتس"، آري شافيت، في &laqascii117o;نيويورك تايمز"، وردّ من قبل كبير محللي مجلة &laqascii117o;فورين بوليسي" ستيفن كوك على المقال. الصحافي الإسرائيلي قسّم مقاله في صحيفة &laqascii117o;نيويورك تايمز" الأميركية إلى جزءين، الأول بعنوان &laqascii117o;إذا امتلكت إيران القنبلة النووية فستغيّر عالمنا"، والثاني بعنوان &laqascii117o;إذا هاجمت إسرائيل إيران فستغيّر عالمنا". في الجزء الأول يشرح شافيت أنه عندما تنجح إيران في امتلاك السلاح النووي فذلك سيدفع باقي دول المنطقة كالسعودية وتركيا ومصر لامتلاكه أيضاً. الكاتب هوّل من فكرة &laqascii117o;نشوء حلبة نووية متعددة الأقطاب في أكثر مناطق العالم تقلّباً"، مستنتجاً أنه &laqascii117o;عاجلاً أو آجلاً سيؤدي هذا التطور غير المسبوق إلى حدث نووي، والعالم الذي نعرفه لن يبقى كما هو عليه بعد أن تتحول طهران والرياض والقاهرة وتل أبيب إلى هيروشيما القرن الواحد والعشرين". شافيت يتابع تصعيده فيقول &laqascii117o;وإذا امتلكت إيران القنبلة النووية فستحذو حذوها دول العالم الثالث، ولا شيء سيردع أي قوة صاعدة في آسيا وأفريقيا عن امتلاكها أيضاً". ومن دول العالم الثالث ينتقل شافيت بتهويله إلى أوروبا، فـ&laqascii117o;الرؤوس النووية الإيرانية التي تهدد إسرائيل تضع أوروبا في خطر". وبعد أوروبا يصبح العالم كله مهدداً، حسب الكاتب الذي يستنتج أن &laqascii117o;مئات ملايين المواطنين في المجت

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد