- صحيفة 'الشرق' السعودية:
حزب الله يفشل في إقناع زعيمي عصابة تهريب الكبتاغون إلى المملكة بالمثول أمام السلطات اللبنانية
تتواصل تداعيات كشف أجهزة الأمن في لبنان عن شبكة تصنيع مخدرات يرأسها رجل الدين هشام الموسوي ويعاونه شقيقه جهاد، علماً أنهما شقيقا النائب عن حزب الله حسين الموسوي.
وتؤكد المعلومات الواردة في هذا الخصوص والمتداولة في البقاع أن شقيقي النائب الموسوي مازالا حتى الآن في بلدة النبي شيت البقاعية ولم يغادراها إلى خارج لبنان كما أشيع.
فيما علمت &laqascii117o;الشرق" أن وفداً من حزب الله زار البلدة محاولاً إقناعهما بالمثول أمام السلطات، إلا أنهما رفضا ذلك.
ورغم أن النائب الموسوي لم يعترض على قرار الحزب بتحويل الملف إلى الأجهزة القضائية والأمنية الرسمية، إلا أنه اشترط عدم المسّ بشقيقيه والاستماع إلى إفادتيهما بصفتهما شاهدين في القضية فحسب، لا متورطين.
وإزاء تمسّك النائب الموسوي بموقفه الرافض لرفع الغطاء عن شقيقيه، أبلغ مسؤولون في الحزب الأجهزة الأمنية أن التنظيم ليس معنياً بالقضية ولا يوفّر غطاءً سياسياً لأحد، وأكّدوا أن الملف ينبغي أن يسلك مساره الأمني والقضائي، مشيرين إلى أنه ليس بمقدورهم توقيف المتهمين بالقوة.
وفي هذا السياق، يكشف متابعون لأوضاع الحزب أن قيادة التنظيم متخوّفة من خسارة أصوات عشيرة الموسوي انتخابياً لو صعّدت اللهجة مع النائب المذكور، فآل الموسوي من أكبر العشائر الشيعية التي تصب أصواتها لمصلحة الحزب، وإن كان قلة منهم مناوئين سياسياً له، إضافة إلى ذلك، فإن النائب الموسوي هو الشخصية النافذة في العشيرة باعتباره كبيرها.
وفي سياق مواز، دهمت الأجهزة الأمنية منزلاً في بريتال البقاعية وعثرت بداخله على آلات لتصنيع الحبوب المخدرة، إضافة إلى أسلحة وعدد من السيارات المسروقة ذات الطراز الحديث.
يذكر أن الشقيقين الموسوي فرا من وجه العدالة منذ قرابة شهر، علماً أنهما كانا يرأسان عصابة لتصنيع حبوب الكبتاغون المخدرة ثم ترويجها بين لبنان والسعودية، وتمكنت القوى الأمنية من توقيف أبرز الضالعين في هذه الشبكة وهما شيخ وأستاذ كيمياء، فضلاً عن عدد من الأشخاص ثبت أنهم متورّطين في هذه العصابة.
- 'الاخبار'
'ستينغر' وخبراء متفجرات من لبنان إلى سوريا
رضوان مرتضى:
بعد أكثر من عام على الأحداث في سوريا، يبدو أن المجموعات التابعة لـ&laqascii117o;المعارضة السورية المسلحة" ومن يموّلها اتخذت قراراً استراتيجياً بإدخال أسلحة &laqascii117o;كاسرة للتوازن" في المعركة. كل المنافذ، ومن بينها اللبنانية، تبدو مشرّعة أمام إدخال أسلحة نوعية الى الاراضي السورية، وبين &laqascii117o;القادمين" الجدد صواريخ &laqascii117o;ستينغر" و&laqascii117o;سام ـ 7" وقذائف مضادة للدروع... وخبراء متفجرات.
&laqascii117o;رشاش الكلاشنيكوف لن يُسقط النظام، نحتاج إلى صواريخ". عبارة أطلقها قيادي في المعارضة السورية المسلّحة قبل أسابيع في حديث مع &laqascii117o;الأخبار". الكلام حينها كشف عن يقين لدى مقاتلي المعارضة باستحالة إسقاط النظام في سوريا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي في حوزتهم. فالخسائر التي يتكبّدها هؤلاء لم تعد تُحتمل، ومعاقلهم المحاصرة تُعطي الغلبة للجيش السوري الذي يتفوّق عليهم عتاداً وعدة. أما السلاح الذي يحملونه فلن يكون ذا تأثير إلا في المواجهات المباشرة، وهي مواجهات لا تكاد تُذكر في &laqascii117o;الحرب" الدائرة في سوريا حالياً. انطلاقاً من ذلك، بدأ البحث عن &laqascii117o;سلاح نوعي" يُحدث فرقاً، لا بل بدأ البحث في تغيير استراتيجية القتال بأكملها. ويؤكد ذلك ما يتناقله قادة ميدانيون لبنانيون وسوريون في الشمال اللبناني وتجّار عن تحوّل الطلب في سوق السلاح عن الخفيف باتجاه المتوسط والثقيل. هذا التصريح تقاطع مع ضبط الجيش اللبناني الأسبوع الماضي سفينة محمّلة بالسلاح داخل المياه الإقليمية مقابل شواطئ لبنان الشمالية. الشحنة التي ضُبطت وقُدّرت قيمتها بـ&laqascii117o;60 مليون دولار" ، أثارت تساؤلات عدة، سواء لجهة طبيعة الأسلحة المضبوطة أو لجهة التكهّن برقم الشحنة وما إذا كانت الأولى أو العاشرة. قيادي إسلامي ناشط في نقل السلاح إلى سوريا أكّد لـ&laqascii117o;الأخبار" أن الشحنة التي ضُبطت كانت في طريقها إلى حمص في سوريا. وتحدث عن &laqascii117o;خرق" للاستخبارات اللبنانية والسورية سمح باستقدام الشحنة، مشيراً إلى أنها كانت مُرسلة عبر وسيط لبناني، من دون أن يحدّد مصدر الشحنة المضبوطة. وفي السياق نفسه، قالت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية المسلّحة لـ&laqascii117o;الأخبار" إن المجموعات المقاتلة تمكنت قبل ضبط الشحنة الأخيرة من نقل ثلاث شحنات من الصواريخ عبر لبنان. وكشفت عن أن من بين الأسلحة التي تمكّنت من إدخالها الى الأراضي السورية صواريخ &laqascii117o;ستينغر" (صاروخ أرض ــــ جو يحمل على الكتف، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويصل مداه إلى ما بين خمسة وثمانية كيلومترات)، باعتبار أنه يحقق تأمين ما يُشبه نظام الدفاع الجوي ضد الطائرات المحلّقة على علو منخفض وضد الطائرات المروحية. وتتقاطع هذه المعلومات مع ما سبق أن أعلنه مسؤول عسكري في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عن فقدان خمسة آلاف صاروخ مضاد للطائرات من مخازن السلاح الليبية، علماً أن ليبيا، بعد انهيار نظام معمّر القذافي، باتت سوقاً ناشطة لبيع السلاح والصواريخ. المصادر نفسها كشفت أن الشحنة التي ضُبطت في لبنان وقُدّر ثمنها بـ60 مليون دولار بحسب ما تردّد، لا تبلغ هذه القيمة المضخّمة. حالها كحال الشحنات الثلاث السابقة التي تم استلامها بالطريقة نفسها. وأكدت انه تم دفع ثمن الأسلحة مسبقاً، نافية ما أشارت اليه مصادر سورية عن أن كون الشحنة عبارة عن &laqascii117o;هبة". لكنها لم تنف وجود مستغلّين لـ&laqascii117o;الثورة" ممن قد يحصلون على الأسلحة من بعض الدول مجاناً ثم يبيعونها لـ&laqascii117o;المعارضة السورية". وإذ لم تؤكد المصادر أن نقطة التسليم المقررة كانت مرفأ طرابلس، تحدثت عن نقطة غير محددة على طول الشاطئ الشمالي في عكار، وأكد أحد القادة الميدانيين في &laqascii117o;المعارضة السورية المسلّحة" لـ&laqascii117o;الأخبار" أن القرار اتُّخذ بتزويد المعارضة صواريخ متطورة مضادة للدروع عبر كل الطرق والمنافذ الممكنة. واشارت الى انه باتت في حوزة المسلحين قذائف &laqascii117o;كوبرا" مضادة للدروع وصواريخ أرض ــــ جو من طراز &laqascii117o;سام 7". وعن كيفية وصول هذه الأسلحة، قال إن السلاح يتدفق عبر الممرات الحدودية. وأوضح: &laqascii117o;على سبيل المثال، تدخل شحنات السلاح عبر الحدود من تركيا بغطاء دولي ومن هناك يُنقل إلى إدلب"، كاشفاً عن وجود اتفاق ضمني بين &laqascii117o;المجلس الوطني السوري" المعارض وتركيا يسمح بنقل الأسلحة تحت أعين الاستخبارات التركية. كما يلفت إلى أن سلاحاً يصل أيضاً عبر الأردن، ما يعيد إلى الذاكرة ما نشرته وكالة &laqascii117o;أسوشييتد برس" قبل فترة نقلاً عن دبلوماسي عربي لم تذكر اسمه أشار الى وصول شحنات أسلحة من السعودية إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية. وذكر القيادي نفسه أن شحنات من الأسلحة تدخل أيضاً من العراق عبر منطقة البوكمال، مشيراً إلى أن أسعار الأسلحة الخفيفة في السوق العراقية أرخص إذ تصل الى نصف الثمن الذي تباع فيه في السوق اللبنانية. استقدام &laqascii117o;المعارضة السورية المسلحة" أسلحة &laqascii117o;كاسرة للتوازن" ترافق مع تحوّل في استقدام المقاتلين الأجانب عبر البحث عن النوعية بدل الكمّية. وتُرجم ذلك ببدء انسحاب عدد كبير من المقاتلين اللبنانيين والعرب الذين كانوا قد قصدوا سوريا للمشاركة في القتال، ممن لا يملك القسم الأكبر منهم خبرة قتالية جدية. وفي مقابل ذلك، وصل الى سوريا عدد من خبراء المتفجرات ذوي الميول الإسلامية المتشددة، وكان من بينهم اللبناني عبد الغني جوهر الذي أُعلن مقتله في 20 من الشهر الماضي، نتيجة خطأ أثناء تجهيزه لعبوة ناسفة. وفي الإطار نفسه، بدأت بعض المجموعات المقاتلة التركيز على استراتيجية السيارات المفخخة و&laqascii117o;العمليات الاستشهادية" ضد مراكز عسكرية وامنية، وربما مدنية حكومية في سوريا. وكشفت المصادر نفسها أن &laqascii117o;أحد منفّذي التفجيرات الاستشهادية الأخيرة كان ليبيّاً". وعلمت &laqascii117o;الأخبار" من مصادر إسلامية أن نحو خمسة أشخاص يمتلكون خبرة واسعة في إعداد المتفجرات غادروا أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى سوريا. وقالت المصادر نفسها إن البحث جار عن مزيد من الخبراء الذين قد يرغبون بالالتحاق. يُذكر أن نحو عشرة مقاتلين لبنانيين قُتلوا أثناء المواجهات في سوريا (تتحفظ &laqascii117o;الأخبار" عن نشر أسمائهم)، كان آخرهم خالد ع. الذي أُدخلت جثته قبل أيام إلى لبنان ودُفن سرّاً في بلدة عرسال في البقاع الشمالي.
من جهة أخرى، علمت &laqascii117o;الأخبار" أن هناك محاولات لتنظيم المجموعات السورية المسلحة عبر إنشاء &laqascii117o;مجلس عسكري موحّد". ولهذه الغاية، يتفاوض &laqascii117o;الجيش السوري الحر" مع مختلف الكتائب المقاتلة لضمها إلى المجلس المذكور بغرض التنسيق. وكشفت المصادر نفسها أن قيادة &laqascii117o;الجيش الحر" أعطت المقاتلين الحرية الكاملة في التصرف في أرض المعركة، متعهدة عدم التدخل ميدانياً، واكتفت بقبول التنسيق معها على مستوى القيادة لتشكيل كتلة واحدة وتنظيم الصفوف.
تشكيكٌ أمني في موت جوهر
قُتل عبد الغني جوهر أم لم يُقتل؟ حقيقة حياته أو موته لا تزال لُغزاً. في العشرين من الشهر الماضي سرى همس حول مقتل &laqascii117o;عبقري المتفجرات"، لكنه لم يلبث أن تحوّل إلى ضجيجٍ إعلامي، ولا سيما أن المذكور يُعدّ المطلوب الأول للاستخبارات الأمنية اللبنانية والسورية. ترافق ذلك مع حيرة أمنية حيال حقيقة موت الرجل. مصادر المعارضة السورية التي نفت خبر مقتل جوهر في البداية، ثم عادت لتؤكده، جزمت بحصوله، موضحة أنه قتل إثر ارتكابه خطأً قاتلاً أثناء تفخيخ سيارة نتج منه انفجار عبوة أودت بحياته وحياة شخص آخر كان برفقته. حسم مقتل جوهر جوبه بتشكيك أمني لبناني في الرواية. استند المسؤولون الأمنيون إلى عوامل عدة؛ بداية كانت الصورة التي نُشرت في ورقة نعيه، هي الصورة نفسها التي وزّعها فرع المعلومات منذ ثلاث سنوات، علماً بأن &laqascii117o;الجهاديين" عادة يحتفظون بأرشيف صُور تُنشر تباعاً بعد مقتل &laqascii117o;المجاهد"، لا سيما تلك الحديثة بينها. أضف إلى ذلك، فإن مخبري الأجهزة الأمنية في مخيم عين الحلوة أكّدوا أنه لم تُقم أي مراسم لتقبّل التعازي بـ&laqascii117o;استشهاد " جوهر. تقابل ذلك فرضية تشير إلى أن إعلان مقتله ليس سوى ستار لسحب اسمه من التداول الأمني.
- 'السفير'
'القاعدة' اليوم في سوريا.. وغداً في لبنان؟
سامي كليب:
إذا صدق الأميركيون، فان مقاتلي تنظيم &laqascii117o;القاعدة" باتوا الأكثر خطورة في سوريا. وإذا اضيف الى الكلام الأميركي مسلسل التفجيرات الممتدة من دمشق الى حلب، والحامل توقيع هذا التنظيم، يمكن القول ان المطلوب فعلا هو حرب اهلية في سوريا من جهة، وان لبنان مهدد بالتحول الى الساحة الفضلى للمقاتلين &laqascii117o;القاعديين" الهاربين عبر الحدود من جهة ثانية.
هذه اولا أبرز التصريحات الاميركية: هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية تقول في حديث لشبكة &laqascii117o;سي بي أس": &laqascii117o;نحن نعلم ان زعيم &laqascii117o;القاعدة" ايمن الظواهري يؤيد المعارضة (السورية) فهل نؤيد &laqascii117o;القاعدة" في سوريا، والان أصبحت &laqascii117o;حماس" تؤيد المعارضة، فهل نؤيد &laqascii117o;حماس" في سوريا"؟
ما كانت كلينتون لتقول مثل هذا الكلام لو لم يسبقها، ابرز القادة العسكريين والاستخباراتيين الى هذا التوصيف. جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الاميركية قال &laqascii117o;ان تفجيرات حلب ودمشق تحمل بصمات &laqascii117o;القاعدة"، وان &laqascii117o;القاعدة" اخترقت المعارضة السورية المنقسمة". الجنرال مارتن ديمبسي رئيس اركان القوات الاميركية المشتركة قال لشبكة &laqascii117o;سي أن ان: &laqascii117o;لدينا مؤشرات ان &laqascii117o;القاعدة" مشاركة بالتفجيرات وانها مهتمة بدعم المعارضة". وقبل أيام قليلة، نقلت وكالات الانباء العالمية عن مسؤول استخباراتي رفيع في الكونغرس قوله &laqascii117o;ان اعضاء من جماعة &laqascii117o;القاعدة" الارهابية يتسللون الى صفوف المعارضة السورية". الاجهزة السورية كانت قد أعدت لوائح مفصلة حول العناصر العربية او تلك الحاملة جنسيات غربية ـ عربية والتي تنضوي تحت لواء &laqascii117o;القاعدة" وتنشط في الاراضي السورية. تضم هذه اللوائح اسماء كثيرة ومن دول عربية مختلفة أبرزها من ليبيا. ومن بين ما تسرب مثلا ان وليد البستاني وهو من عناصر &laqascii117o;فتح الاسلام" كان &laqascii117o;يتزعم مجموعة ارهابية" في بلدة الحصن وقتله بعض عناصر &laqascii117o;الجيش الحر" بتهمة قتل عنصرين منه. وان شخصين ليبيين من مصراته قتلا وجرح ليبي آخر في قرية الميسر في حلب، وان ضاحية دوما شهدت تظاهرات رفعت فيها اعلام &laqascii117o;القاعدة" وكذلك الامر في ادلب، وان سيارة تحمل لوحة عليها شعار &laqascii117o;القاعدة" اخترقت معبر تل ابيض الحدودي، وانه بعد الدخول الى منطقة بابا عمرو في حمص تم اكتشاف مواقع لسجون وغرف تعذيب فيها شعارات تستخدمها &laqascii117o;القاعدة" او مجموعات مقربة منها. تقول اوساط دمشق ان لدى الاجهزة السورية ملفات عدة حول تورط &laqascii117o;القاعدة"، وثمة معلومات نقلت الى دول عربية تحمل شيئا من التحذير حيال التغاضي عن هذه العناصر أو حيال تعمد ارسالها. يقال ان لبنان كان من بين هذه الدول التي تم توجيه تحذيرات مباشرة اليها. بعض المقربين من السلطات السورية يذهب الى حد القول ان الاستخبارات السورية لم تقطع صلاتها مطلقا مع استخبارات عربية وتركية وغيرها للوقــوف عند خطر تمــدد &laqascii117o;القاعدة" في الجسد السوري وعند تسلل عناصر &laqascii117o;ارهابية". دققت اوساط غربية في المرات التي تبنت فيها &laqascii117o;القاعدة" التفجيرات على الاراضي السورية. تبين ان التبني صحيح في معظم المرات. قالت هذه الاوساط ان ما يحصل في سوريا هو تنفيذ حرفي لدعوة اطلقها الظواهري في شهر شباط الماضي. دعا القيادي &laqascii117o;القاعدي" في تسجيل صوتي بعنوان &laqascii117o;الى الامام يا اسود الشام" مسلمي تركيا والعراق ولبنان والاردن الى &laqascii117o;النهوض لمساعدة السوريين الذين يواجهون قوات الاسد". في المعلومات أيضا، ان الروس قدموا للدول الغربية معلومات دقيقة حول خطر &laqascii117o;القاعدة" في سوريا. كان هذا أحد أبرز اسباب تراجع دول عدة وبينها فرنسا عن الرغبة في تسليح المعارضة. زد على ذلك، ان المعارضة المنقسمة على نفسها لم تعد مصدر اطمئنان لهذه الدول، ويقول مصدر اوروبي موثوق ان هذه المعارضة لم تستطع تقديم دلائل دامغة حول قدرتها على ضبط السلاح وعدم وقوعه بأيدي &laqascii117o;القاعدة". سارع قياديون في &laqascii117o;المجلس الوطني" المعارض للتبرؤ من &laqascii117o;القاعدة". اعتبر بعضهم ان كثرة الكلام الاميركي عن اختراقات &laqascii117o;القاعدة" ستوفر للنظام فرصة ذهبية للانقضاض على المعارضة و&laqascii117o;الجيش الحر" والمسلحين. لا شك ان ما تقوله المعارضة السورية لا يصل الى الآذان الغربية الا اذا توافق مع مصالحها. القلق الغربي من &laqascii117o;القاعدة" له علاقة بالمصالح الاميركية في المنطقة وباسرائيل. ذهب البعض الى حد القول لم يعد امام الغرب سوى الجيشين السوري والمصري للتصدي للتمدد الاسلامي في حال خرج عن ضوابطه. يبدو ان الروس سوقوا مرارا هذه المقولة. لعل نظرة عابرة على الصحف الغربية من واشنطن الى لندن فباريس تعكس هذا القلق الغربي المتنامي. يقول مثلا الكاتب طوني باترسن في &laqascii117o;الاندبندنت" البريطانية &laqascii117o;ان تطور الاوضاع في سوريا كبير الخطورة، ذلك ان &laqascii117o;القاعدة" باتت تظهر قوة متنامية في منطــقة مركزية في الشرق الاوسط، والحال هنا تختــلف عن مناطــق معزولة كباكستان او اليمن او الصومال، وان الربيع العربي بالتالي يمكن ان يتأثر بافكار بن لادن". ثمة من يقول ان وجود &laqascii117o;القاعدة" في سوريا يخدم اعداء دمشق. لا بأس مثلا ان تغرق سوريا في حرب اهلية يتم خلالها ارباك الجيش السوري بحرب داخلية طويلة، ويسهل التدخل الدولي لو تم اقراره يوما ما (برغم استبعاد ذلك حاليا)، كما ان &laqascii117o;القاعدة" بما لها من بعد مذهبي سني تساهم في استنزاف ايران على الاراضي السورية. ولكن بعض مراكز الدراسات الغربية باتت تشير الى عوامل قلق فعلية من تمدد التيارات السلفية و&laqascii117o;القاعدية" في الجسد العربي، ذلك أن ما يحصل من ليبيا الى تونس مرورا باليمن ومصر وصولا الى سوريا، ينذر باحتمال خروج الامور يوما ما عن ضوابطها. اذا كان البعض يربط التحذيرات الأميركية من &laqascii117o;القاعدة"، بعدم رغبة واشنطن بالانزلاق الى المستنقع السوري، الا ان كثيرين باتوا يتحدثون عن قلق غربي حقيقي وفر غطاء غير مباشر لروسيا للبحث عن مخارج للازمة السورية برغم استمرار ازمة بقاء او عدم بقاء الرئيس بشار الاسد في أي حل مقبل. تكمن مشكلة الاميركيين والغربيين في انهم رفعوا السقف عاليا في حديثهم عن اسقاط الاسد ونظامه، فباتوا اليوم غير قادرين على التراجع عن هذه المقولة وربما غير مرحبين ضمنيا بان يكون البديل نماذج خطرة من &laqascii117o;القاعدة" والسلفية وغيرها. ليس الوضع الامني في سوريا من النوع القابل للانتهاء بين ليلة وضحاها. لم ينضج في الافق اي حل سياسي. المطلوب هو ابقاء سوريا غارقة بحربها، ومضاعفة الاستنزاف الايراني سياسيا وماليا وامنيا عبر الساحة السورية. يعتقد البعض ان مهمة كوفي انان مرشحة للفشل. ينتظر كثيرون ان تفشل للانتقال الى مرحلة اعلى من الضغط. يذكِّر آخرون بالعمليات الجوية ضد صرب البوسنة. تتحدث باريس عن &laqascii117o;الفصل السابع" في مجلس الامن برغم السد الروسي الصيني المنيع. كلها تحذيرات كلامية لتمرير الوقت حتى انجلاء الانتخابات الفرنسية اولا ثم الاميركية وحتى اكتشاف الاسس المقبلة للعلاقة بين روسيا والولايات المتحدة. ثمة قمم ولقاءات عدة مقبلة بين الطرفين يذهب اليها الروسي متسلحا بقوة داخلية وبسند كبير من دول &laqascii117o;البريكس". الشيء الوحيد الموحي بقلق كبير هو الوضع اللبناني. لا يستطيع الجيش السوري التراجع. مهما كان مستقبل مهمة أنان، ستمضي القوات السورية في العملية العسكرية ومطاردة المسلحين. قد لا يجد المسلحون مفرا سوى الهرب صوب لبنان. الحدود مع العراق باتت اكثر احكاما. الاتصالات الاستخباراتية مع تركيا والاردن لم تنقطع. من المرجح ان تتكثف العملية العسكرية وتتسارع اذا ما فشلت مهمة أنان. ليس اسهل وافضل من الاراضي اللبنانية لفرار عناصر &laqascii117o;القاعدة"، هل يستطيع لبنان تطويق ذلك في المرحلة المقبلة؟ سمع مسؤلوون امنيون غربيون مثل هذه الهواجس من مسؤولين امنيين لبنانيين في الفترة الماضية. ومنهم من زار بيروت وعاد بملف مفصل عن مثل هذه الاحتمالات الخطيرة. النار السورية تقترب اكثر فاكثر من الاراضي اللبنانية والاطفائيون قلة.
- 'الاخبار'
الكويت: إقرار قانون الإعدام للمسيء للذات الإلهية والرسول وأزواجه
فادي الزين:
أقرّ مجلس الأمة الكويتي، أمس، قانوناً مثيراً للجدل، ينص على تشديد العقوبات بحق المدانين بـ&laqascii117o;الاساءة للذات الإلهية والرسول وزوجاته"، لتصل الى حدّ الإعدام. ووسط الجدل الذي تشهده البلاد على أكثر من صعيد، مع مسعى الأكثرية البرلمانية المعارضة إلى إقرار قوانين تتلاءم مع قواعد الشريعة الإسلامية، أقرّ مجلس الأمة الكويتي أمس، التعديل المقدّم على قانون الجزاء، والذي ينص على تغليظ العقوبات بحق المسيئين للذات الإلهية ومقام النبوة وزوجات النبي، لتصل إلى حد الإعدام، علماً أن المجلس كان قد وافق على التعديل في مداولة أولى، الشهر الماضي. وأقرّ التعديل وأحيل إلى الحكومة، بعد موافقة 40 عضواً من أصل أعضاء المجلس الحاضرين ومن ضمنهم أعضاء الحكومة، وبمعارضة 6 نواب بينهم خمسة شيعة هم: أحمد لاري وعبد الحميد دشتي وعدنان المطوع وعدنان عبد الصمد وصالح عاشور، بالإضافة إلى النائب الليبرالي محمد الصقر. وتنص المادة الأولى من القانون المعدّل على أنّه &laqascii117o;يعاقب بالإعدام كل مسلم طعن علناً بالذات الإلهية أو القرآن الكريم أو الأنبياء والرسل أو طعن في عرض الرسول أو في عرض أزواجه إذا رفض التوبة وأصر على فعله بعد استتابة القاضي له وجوباً". ويعاقب بالعقوبة ذاتها من &laqascii117o;ادعى النبوة ولا يجوز للمحكمة عند تطبيق المادة (83) من قانون الجزاء أن تستبدل عقوبة الإعدام سوى بعقوبة الحبس المؤبد. وتكون العقوبة هي الحبس المؤقت التي لا تزيد على عشر سنوات إذا كان مرتكب الجريمة غير مسلم وتصادر الأشياء المضبوطة المستعملة في الجريمة". ورأى النائب دشتي أن القانون مخالف للشرع والدستور، متسائلاً &laqascii117o;لماذا نريد إظهار الإسلام بأنه قتل ودم؟"، مشيراً الى أن &laqascii117o;ما يحدث هو نوع من الإرهاب الفكري"، فيما أكد النائب عاشور أن &laqascii117o;الإسلام ليس فقط قانون الجزاء الإسلامي الذي لا ينبغي أن يطبق الا بعد تطبيق كافة القوانين الإسلامية الأخرى مثل العدالة والمساواة حتى لا نظهر أنه دين قتل وذبح ونشوه صورة الإسلام"، مضيفاً أن &laqascii117o;هذا القانون يظهر الكويت وكأنها دولة ينتشر فيها سب الذات الإلهية والرسول وأزواجه، فما حدث هي أخطاء فردية وشخصية وليست ظاهرة عامة، والرسول لم يطبق القتل في حادثة الإفك بل طبق الجلد". بدوره، أكد النائب عبد الصمد أنه &laqascii117o;ليس صحيحاً أن من يعارض القانون يعني أنه يؤيد الطعن في الذات الإلهية والرسول وأزواجه، بل إن الخلاف هو خلاف فقهي شرعي". فيما أعلن النائب لاري عن &laqascii117o;تقديمه مذكرة برأي الفقه الجعفري، تتضمن إضافة آل البيت" إلى الذين يحاكم من يتعرض لهم، لكن اللجنة التشريعية البرلمانية التي اجتمعت مع هيئة الفتوى الشرعية ووزارة العدل لم تأخذ بها. واعترض النائب الإسلامي وليد الطبطبائي على موقف لاري، معتبراً أن &laqascii117o;عصمة الأئمة من آل البيت هو المعلوم من المذهب الإمامية الإثني عشرية لأن هناك مذاهب شيعية لا تؤمن بعصمة الأئمة، أما المعلوم من الإسلام بالضرورة فهو تجريم الطعن بالرسول وزوجاته". وبعد سريان أنباء عن أن الحكومة ستردّ القانون، أكد وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية عقب انتهاء جلسة مجلس الأمة، أن الحكومة لن ترد القانون قائلاً ان &laqascii117o;احترام المقدسات لا يتناقض مع المواثيق الدولية، فحرية التعبير لا تعني المساس بمقدسات الأمم".
- 'الحياة'
أوباما يريد تأجيل الثورة السورية إلى ما بعد الانتخابات
راغدة درغام:
سيسعى القائمون على الحملة الانتخابية لإعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية، إلى إبعاد مسائل السياسة الخارجية، سيما تلك التي قد تورط الولايات المتحدة في نزاعات وحروب. سيعملون على إبراز قتل زعيم &laqascii117o;القاعدة" أسامة بن لادن بصفته أهم انجاز للرئيس أوباما، أقله من ناحية الأمن القومي الأميركي، وبصفة العملية بحد ذاتها شهادةً على شخصيته وقيادته. ما عدا ذلك من أمور سيدخل في خانة إدارة الأزمات إذا كان في قدرة حملة أوباما ضبط الصراعات واحتواؤها وإبعادها الى ما بعد شهر تشرين الثاني (نوفمبر) موعد إجراء الانتخابات الرئاسية. هذه الإستراتيجية لها مبرراتها، نظراً لانزواء الناخب الأميركي في شبه انعزالية، وإيلائه الأولوية القاطعة لما يؤثر في معيشته وحالته الاجتماعية وديون الدولة ونسبة البطالة ومستقبل الاقتصاد. الا ان مخاطر هذه الإستراتيجية جدية، كما أنها ليست مُصانة بسبب طبيعة الحدث، سيما في منطقة الشرق الأوسط واحتمال انزلاقه الى مرتبة لن يكون في المستطاع تجاهلها، فالرئيس الأميركي أعلن من أفغانستان هذا الأسبوع ان دور الولايات المتحدة في الحرب الأفغانية يقترب من نهايته، لكن الولايات المتحدة لن تتخلى عن هذا البلد ولا عن استكمال الحرب على &laqascii117o;القاعدة". قال إن التغلب على &laqascii117o;القاعدة" بات في متناولنا. خاطب مواطنيه من كابول بعد أكثر من عقد من الحرب في أفغانستان، التي زارها لست ساعات بصورة سرية ومفاجئة بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل بن لادن. لكن الحرب على &laqascii117o;القاعدة" لم تعد حصراً في أفغانستان، فـ &laqascii117o;القاعدة" تملك قواعد في باكستان واليمن -وكلا البلدين في وضع قابل للانفجار-. إدارة أوباما ليست غائبة عن ملاحقة &laqascii117o;القاعدة" في باكستان أو داخل اليمن، إنما اليمن يتطلب معالجة أعمق، إذ إنه يقترب من التحول الى دولة مارقة مُصدِّرة لنوع جديد من التطرف والإرهاب قد يجعل منه صومال أو أفغانستان اخرى. السودان أيضاً قنبلة مؤقتة ستتطلب إزالة فتيل التفجير منه إجراء حديث معمق وجدي بين الصين والولايات المتحدة، حيث للاثنتين أدوار تمتد من المصالح النفطية الى لعب واشنطن دور عرّاب تقسيم السودان. العراق ليس حدثاً مضى، وإنما مازال مهدَّداً بالتقسيم والحرب الطائفية الأهلية.
مصر تدخل مرحلة تاريخية خطيرة لن يفيد فيها أسلوب الإنقاذ عبر ضخ المال بعد فوات الأوان. إيران تشكل خنجراً في خاصرة الولايات المتحدة تخشى إدارة أوباما سحبه وتبذل قصارى جهدها لإبقائه على قدر عمقه، ففي إيران تضيع إدارة أوباما بين الترغيب والتهديد، ونحو الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعرّي إدارة أوباما نفسها، فهي لا تريد عملاً عسكرياً ضد ايران، وهي لا تريد تكبيل الجمهورية الإسلامية عبر مسمار العجلة الأساسي لها، أي حليفها السوري. أما في سورية، فإن ما يحدث هناك قد يرتد على إستراتيجية كل من القائمين على حملة إعادة انتخاب أوباما، وكذلك على إستراتيجية القائمين على إبقاء حكم بشار الأسد ونظام البعث، فمن هناك ربما يأتي الحدث الذي قد يجبر أوباما على الكف عن الهروب الى الوراء. أما إطالة الوضع الراهن، بكل ما فيه من تمادي النظام السوري في سياسة إنهاك المعارضة وإنهاك الأسرة الدولية، فإنه سيسفر في نهاية المطاف عن تنمية التطرف ونموه وحشاً خطيراً في هذه المنطقة المهمة إستراتيجياً، ولن تفيد عندئذ سياسة دفن الرؤوس في الرمال.
سورية محطة مهمة للحملة الانتخابية لباراك أوباما مهما تمنى القائمون على الحملة تحييدها أو تفاديها، ففي سورية تتقاطع العلاقة الأميركية-الإيرانية والعلاقة الأميركية مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الإمارات، ذلك ان السياسة الأساسية التي اعتمدتها هذه الدول عازمة على عدم التعايش مع النظام السوري تحت أي ظرف كان من جهة، ومن جهة أخرى، ان بعض هذه الدول، والسعودية بالذات، تقرأ السياسة التي تقوم على التعايش مع النظام في دمشق على انها سياسة المحافظة على النظام في طهران ودعم الملالي حتى في طموحات الهيمنة الإقليمية التي لطالما راودتهم.
صحيح ان العلاقة الأميركية-السعودية لن تتدهور الى الحضيض بسبب الأسباب الإستراتيجية والتاريخية المتعددة في هذه العلاقة. انما عمق الفجوة بخصوص سورية سيترك أثره بالغاً إذا أسفرت سياسة إدارة أوباما عن دعم بقاء النظام في دمشق وتشجيع النظام في طهران على المضي بنهجه، فهذا ليس خلافاً عابراً. والمملكة العربية السعودية لن تتمكن من التراجع عما آلت اليه سياساتها، سيما بعدما -ولأول مرة- جعلتها علنية وواضحة وعازمة، فالقضية وجودية للرياض في ما يتعلق بالجمهورية الإسلامية في إيران، وبالتالي من المفيد لإدارة أوباما ألا تأخذ الأمور على انها &laqascii117o;بزنس كالعادة"، فلقد طرأ تغيير على السياسة السعودية في السنتين الماضيتين يجب أخذه على محمل الجد والتعمق في أسبابه وأبعاده. فهذا بلد عربي مهم وله نفوذ ووزن يجب أخذهما بجدية عند رسم السياسة الأميركية نحو منطقة الشرق الأوسط.
ثانياً، بغض النظر عن الموازين الإقليمية وصراع النفوذ في الشرق الأوسط، ان المسألة السورية داخلية أولاً، ولقد بدأت الانتفاضة الشعبية في سورية سلمية في البداية، الى ان واجهتها الآلة العسكرية القاتلة للنظام في دمشق. الآن، وبعدما وصل عدد الأرواح التي سقطت في سورية حوالى 11 ألفاً، ليس من المعقول التفكير بأن في قدرة النظام العودة -كالعادة- الى &laqascii117o;بزنس"، فلقد تحطمت العلاقة التقليدية مع الحكم ومفاتيحه وهالته والخوف منه. لن يكون في الإمكان إعادة المياه الى مجاريها.
الاختباء وراء الأمين العام السابق للأمم المتحدة، المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، بات فاضحاً، فخطته قائمة على بقاء النظام وليس على تسليم مفاتيح النظام الى محاور من أجل صياغة عملية سياسية انتقالية. جامعة الدول العربية تدرك ذلك، كما تدرك انها تسلقت هبوطاً من قرارات 22 كانون الثاني (يناير)، التي قامت على أساس العملية السياسية الانتقالية. وضعت نفسها في أيادي كوفي أنان، الذي بدوره وضع نفسه خارج إطارها، فتصرف أساساً كمبعوث أممي أولاً، وكمبعوث عربي هامشياً. وحتى مع الأمم المتحدة، وضع كوفي أنان نفسه فوق الولاية أو المحاسبة. انه يرفض التوجه الى نيويورك لمخاطبة مجلس الأمن ويتصرف فوق ولاية من المجلس، لأن المجلس ليس الجهة التي أصدرت قرار إنشاء ولايته. يتصرف وكأنه أمين عام موازٍ للأمين العام بان كي مون -مع انه فعلياً مبعوث له وولايته أتت بقرار من الجمعية العامة-، ولذلك أنشأ انان أمماً متحدة مصغرة في جنيف، من حيث يعقد المؤتمرات وعلم الأمم المتحدة يرفرف وراءه.
خطة أنان ليست سيئة، بالرغم من انها انطلقت من إبقاء النظام في دمشق وليس على أساس تسليمه مفاتيح السلطة الى حكم تعددي. السيء هو &laqascii117o;طول نفس" أنان في وجه تمادي دمشق بالانتهاكات وعدم تنفيذ الوعود وتغيير قواعد اللعبة لدرجة السماح لأركان النظام السوري بتحديد خريطة الطريق وإملاء الشروط حول مَن يسير عليها والى أين.
متى ينفد الصبر الذي تهدد به الإدارة الأميركية يومياً؟ البعض يقول ان المهلة الزمنية التي في ذهن كوفي أنان هي الـ 90 يوماً التي أعطاها مجلس الأمن في قرار إنشاء بعثة المراقبين التي بدأت الوصول الى سورية، بل إن أنان طلب ميزانية لسنة كاملة بمبلغ 8 ملايين دولار لمهمته السياسية. نفاد الصبر لا يبدو أبداً في أفق أنان، فهو لا يريد فشل مهمته، وجاهز للتأقلم مع المعطيات بما يضمن عدم الفشل، أي أن انان ليس جاهزاً لمواجهة مع النظام في دمشق، بل هو أكثر جهوزية لتلبية طلب دمشق وموسكو بتحميل المعارضة المسؤولية.
لكن الفارق كبير بين إلقاء القدر نفسه من اللوم على المعارضة، كما على النظام، في إطار العنف، وبين تقديم المساعدة الى أركان المعارضة لتشكيل جبهة سياسية للتفاوض لها صدقية. فريق أنان يقوم بالمهمتين، وهذا خطير، لأنه يمكّن النظام في دمشق من التملص من كونه المسؤول الأول عن العنف، وكذلك يعطيه فسحة التنفس وإعادة فرز أوراق &laqascii117o;المحاور" فيما تنصبّ الجهود والضغوط على المعارضة.
وللتأكيد، فإن رعاية الحوار بين أقطاب المعارضة واللاعبين الدوليين مسألة جداً ايجابية، لأن من الضروري لجم شهية أمثال الإخوان المسلمين للسيطرة على الحاضر والمستقبل في سورية، بناءً على فورة صعود الإسلاميين الى السلطة في المنطقة العربية. هنا، القلق والدور الروسيان في محلهما، نظراً لأن روسيا تجد نفسها مطوقة بخمس جمهوريات إسلامية لا تريد صعود الإسلاميين فيها الى السلطة.
مثل هذه المشاغل الروسية يمكن توظيفها إيجابياً في التأثير على مواقف مختلف أطياف المعارضة السورية وطموحاتها. بل أصدر الإخوان المسلمون، ولأول مرة، بياناً قبل بضعة أسابيع يُعتبر ثورياً، إذ إنه انطوى على تعهدات لم يسبق أن قطعها الإخوان المسلمون على أنفسهم، من التعددية الى احترام حقوق الأديان الأخرى في الحكم وفي المجتمع. مثل هذه المواقف تتطلب تقنينها في شبه ضمانات كي يكون في الإمكان طمأنة أطراف المعارضة الآخرين وليس فقط أولئك الذين يتخوفون من تملك الإخوان المسلمين السلطة واستفرادهم بها.
نائب المبعوث الأممي العربي المشترك، ناصر القدوة، يلعب دوراً مع المعارضة وما بين أطرافها. دول أخرى عيّنت خبراء رفيعي المستوى للمساعدة في تجهيز المعارضة سياسياً. إنما واقع الأمر يبقى ان السلطات السورية ترفض حتى استقبال، أو الاعتراف بناصر القدوة نائباً لكوفي أنان. واقع الأمر ان إجراءاتها على الأرض تنهك المعارضة وتدمر بنيتها التحتية فيما العالم ينتظر تقريراً آخر من كوفي أنان.
الدول الكبرى منقسمة، وزير خارجية فرنسا ألان جوبيه يتحدث عن الفصل السابع من ميثاق مجلس الأمن الذي يتضمن فرض عقوبات أو ممرات إنسانية آمنة على سورية، وزارة الخارجية البريطانية استدعت المساهمات في تشكيل ملف يسجل تجاوزات وانتهاكات النظام السوري، تهيئةً لإحالته على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، أما الإدارة الأميركية، فإنها أحياناً تتحدث بنبرة &laqascii117o;بدأ صبرنا ينفد"، وبتكرار بلا ترجمة فعلية، وأحياناً أخرى تعمل بجدية وراء الكواليس للجم الدول العربية التي تريد تسليح المعارضة أو إنشاء ممرات آمنة، وذلك باسم العملية السياسية والخوف من الحرب الأهلية ومن... القاعدة. أما حلف شمال الأطلسي، فحدِّث ولا حرج، انه يتعهد للنظام في دمشق بأنه لن يوجه ضربة عسكرية مهما حصل.
كل هذا لا ينفي ما يحدث وراء الكواليس من استعدادات لمرحلة ما بعد الفيتو الروسي الثالث أو الرابع أو الخامس في مجلس الأمن، بعد إنهاك الصبر والديبلوماسية، فالكلام يزداد على إنشاء تجمع للدول لن يحتاج قراراً لمجلس الأمن للتدخل العسكري ولن يرضخ الى الفيتو الروسي أو الصيني كما حدث في يوغوسلافيا السابقة.
البعض يقول إنه كان أجدى لكوفي أنان لو بدأ سياسة الترغيب مع بشار الأسد بعدما تحرك بغموض وجدية في مقر حلف شمال الأطلسي، وكذلك في تركيا، لكانت الرسالة واضحة وقوية. البعض الآخر يقول ان إصرار أنان على إيفاد بعثة المراقبين من 300 عنصراً حتى بعدما تراجعت الحكومة السورية عن تعهداتها بسحب جيشها من الثكنات وإخلاء المراكز السكنية انما يهدد أرواح المراقبين ويجعل من المسألة قنبلة موقوتة.
بغض النظر عن صحة هذا أو ذاك، فإن دخول مراقبين دوليين عقر الدار السورية قد يؤدي الى إنهاك النظام، ذلك انه بات تحت المراقبة.
لكن التصدي لسياسة دمشق القائمة على إنهاك المعارضة وانهاك السياسة الدولية يتطلب بالتأكيد كف إدارة أوباما عن إرباك الآخرين، حيناً بتعهد خالٍ من الأسنان، على نسق حان وقت رحيل الأسد، أو بدأ نفاد الصبر، وحيناً آخر بظهور هذه الإدارة في حاجة ماسة الى إقناع الطرفين –الحكومة والمعارضة– بإبعاد ملف سورية عن الانتخابات الأميركية، فواشنطن تريد تأجيل الثورة وتأجيل مسيرة التغيير في المنطقة العربية الى ما بعد الانتخابات. لكن العالم لن يتوقف بالضرورة، فالتأجيل والمماطلة قد يرتدان على منطقة الشرق الأوسط والولايات المتحدة وسواساً ووحشاً لجمه سيكون مكلفاً.