قضايا وآراء » قضاايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 5/5/2012

- 'اللواء'
'حزب الله' لا يرى صدفة في الزيارة... والتسابق الأميركي - الإيراني فصل من فصول الصراع الساخن
فيلتمان إلى بيروت على عجل: لبنان ليس 'محميّة إيرانية'
معركة الإنتخابات النيابية حيوية لأسباب عدة أبرزها منع عون من الوصول إلى الرئاسة الأولى
حسن شلحة:

شهد لبنان خلال الأيام الأخيرة زحمة زيارات لمسؤولين إقليميين ودوليين وضعته مجدّداً في دائرة الاهتمام &laqascii117o;الزائد" لهذه القوى. فبناء على ترتيب سابق زار بيروت نائب رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران محمد رضى رحيمي لمتابعة بعض الاتفاقيات والتفاهمات التي تمّ بحثها سابقاً، وفي ذات الوقت حضر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان حيث التقى الرؤساء الثلاثة وقيادات 14 آذار، وبدأ زيارته بلقاء النائب وليد جنبلاط. يرى مصدر سياسي ان زيارة جيفري فيلتمان للبنان وتزامنها في ذات الوقت مع زيارة رحيمي لها ليس صدفة، بل كما تردد أنها رتبت على عجل من أجل بعث رسالة داخلية وخارجية مفادها ان لبنان ليس &laqascii117o;ساحة" متروكة لإيران، وبالتالي صحيح أن لإيران أكبر وقوى حزب فيه الا وهو حزب الله، وصحيح ان الحكومة اللبنانية التي يرأسها نجيب ميقاتي واقعة تحت سيطرة حزب الله، وانه رغم ولادتها القيصرية جاءت بفعل ضغوط حزب الله وسوريا، الا أنه رغم كل ذلك لا يمكن التسليم بترك الحكومة اللبنانية والتي تشكل الشرعية الدستورية، لتكون أداة بيد السياسة الإيرانية، ولذلك جاءت الضغوط الأميركية المباشرة لتفشل ما كانت تهدف اليه زيارة رحيمي من توقيع اتفاقيات مع الحكومة اللبنانية تشمل الكهرباء والتربية والتعليم وغيرها، ويرى المصدر ان ما تمّ توقيعه بين إيران ولبنان ليس اتفاقيات بإستثناء اتفاقية طالت الصناعة وتفاهمات حول توسيع نطاق التعاون العلمي في مجال المواصفات وتبادل الخبرات. فالضغوط الأميركية على الحكومة ذهبت باتجاه تحذيرها من توقيع أي اتفاقية تطال قطاع الكهرباء والتربية والتعليم وكل ما يتعلق بالجوانب المشمولة بالعقوبات الدولية على ايران، خاصة وان ايران لا تستطيع مد لبنان بالكهرباء، فعملية ربط الشبكة عبر البر عن طريق العراق أو تركيا ومن ثم سوريا عملية معقدة في ظل ظروف غير مستقرة تعيشها سوريا، كما لا تستطيع الحكومة توقيع اي اتفاقية نفطية مع ايران، سواء أكان تزويد لبنان بالنفط الايراني أم السماح لشركات النفط الإيرانية باستخراج النفط والغاز اللبناني من البحر فقطاع النفط الايراني كله يقع تحت ضغط العقوبات الأميركية والأوروبية، هذا إضافة إلى ان البنك المركزي الإيراني بسبب هذه العقوبات لا يستطيع تحويل أية مبالغ مالية الى لبنان. هذا، ويرى مصدر سياسي آخر، انه في الوقت الذي لا يمكن تجاهل الضغوط الأميركية التي حدت وقلصت نتائج زيارة المسؤول الإيراني للبنان، هناك دوافع اخرى لزيارة فيلتمان لها بعدها الاستراتيجي. وفي هذا الاطار، اشار فيلتمان في لقاءاته مع رئيس الجمهورية، والنائب جنبلاط وقيادات 14 آذار موضوع الانتخابات النيابية المقبلة، وتساءل حول ماهية القانون الذي ستجري وفقاً لإجراءاته الانتخابات النيابية عام 2013، وهذا العنوان بحث بجدية مع كافة قيادات 14 اذار. مشدداً على أهمية اجراء الانتخابات وفقاً لقانون واضح تستطيع من خلاله هذه القوى الحصول على الاغلبية النيابية، ويرى المصدر ان فيلتمان بذلك يكون قد فتح معركة رئاسة الجمهورية ايضاً فمجلس النواب المقبل هو الذي سينتخب رئيس الجمهورية المقبل، وبطريقة غير مباشرة بعث فيلتمان من خلال إشارته المتكرّرة مع كل من التقاه من قوى 14 آذار ومع النائب جنبلاط لماهية قانون الانتخاب وأهمية الحصول على الأكثرية النيابية، رسالة تفيد بقطع الطريق على ميشال عون لمنع وصوله لموقع رئاسة الجمهورية خاصة بعد اصرار عون على تحالفه مع حزب الله و سوريا وايران، هذا خلافاً لما حاولت ان تسوقه بعض المصادر من ان الادارة الاميركية تشجع قوى 14 آذار على ضرورة استمالة عون الى جانبها. من جهتها قوى 8 آذار تنبهت لتكرار إثارة فيلتمان لموضوع قانون الانتخابات واهمية اجرائها، فأخذت تبحث بدورها عن صيغة لقانون انتخابي تستطيع من خلاله تأمين الاكثرية النيابية غير واضعة في حساباتها النائب جنبلاط وكذلك الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي، فجنبلاط تراه هذه القوى باتت حساباته السياسية في مكان آخر ليس معها، كما انها ترى في نهج الرئيس ميقاتي وما نفذه من تمويل للمحكمة الدولية وتجديد البروتوكول معها وحمايته لقيادات امنية وادارية في السلطة محسوبة على تيار المستقبل مقدمات وتسليفات من الممكن ان تؤمن عودته للتحالف مع الرئيس سعد الحريري، وان الوزير الصفدي ليس بعيداً ايضاً عن هذه الاجواء. وفي اطار معركة الانتخابات المقبلة جاءت الضغوط التي يمارسها ميشال عون وحلفائه على رئيس الجمهورية من اجل قوننة انفاق الحكومة الحالية، خاصة بعدما تزايدت الشكوى من المواطنين من وزراء عون المكبلة ايديهم بخصوص الانفاق حيث لا موازنة لغاية الآن، فعون يرغب بتقديم خدمات لقاعدته الانتخابية عبر الوزارات المكلفة بها وزراء من تياره لعلها تنقذه في الانتخابات المقبلة. وهما كما تفيد بعض المصادر ان الرئيس ميشال سليمان تنبه للهدف من هذه الضغوط التي تمارس عليه لاصدار مرسوم تشريع انفاق 8900 مليار ليرة للحكومة الحالية، ففي حال توقيعه للمرسوم سيتم الطعن به من قبل قوى 14 آذار ووقتها سيقع الرئيس سليمان في اشكالات ابعد رئاسة الجمهورية عنها طيلة اربع سنوات. ولذلك ما زال يصر على قوننة جميع ما صرف من خارج الموازنة منذ عام 2006 الى 2011 لضمان عدم الطعن في مراسيم يوقعها. منذ الساعات الاولى لزيارة فيلتمان لبيروت اعلن الوزير محمد فنيش &laqascii117o;لا شيء صدفة في لبنان"، فحزب الله ادرك ان فيلتمان جاء لتقديم جرعات دعم لقوى 14 آذار التي تعيش مرحلة لملمة صفوفها ولافشال ما كانت تهدف اليه زيارة المسؤول الايراني للبنان، وهذه القراءة واقعية لما حصل، ففي لبنان الذي بات ساحة لصراع الآخرين &laqascii117o;لا شيء فيه صدفة.." وما شاهدناه في الايام الاخيرة هو احد فصول هذا الصراع الساخن.


- 'النهار'
الحكومة باقية مع الاستقرار الأمني والاقتصاد
إلى متى يظل 'حزب الله' راضياً عن أدائها؟
اميل خوري:

إذا كان 'حزب الله' استطاع أن يمدّ بعمر الحكومة رغم فشلها وعدم اهتمامها بأولويات الناس لأن هذا الحزب حافظ على الاستقرار في البلاد وتجنَّب استخدام سلاحه في الداخل احتجاجاً على ما لا يعجبه كما فعل مع حكومات سابقة لم يكن راضياً عنها، وهذا الاستقرار يأتي في أولويات الناس، فهل في استطاعته أن يظل محافظاً على هذا الاستقرار إذا ما امتدت شرارة الحرب في سوريا الى لبنان لسبب من الأسباب، أو وجدت اسرائيل الفرصة سانحة للاعتداء عليه، أو صدر عن المحكمة الخاصة بلبنان قرارات اتهامية تكشف متهمين جدداً متورطين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وجرائم مماثلة، أو باشرت المحكمة محاكمة المتهمين وظهر من خلال المحاكمة ما يثير الفتنة في لبنان، وهل يظل في استطاعة 'حزب الله' أن يجعل الحكومة تمارس سياسة النأي بالنفس حيال ما يجري في سوريا ولاسيما على الحدود بفعل نزوح سوريين الى لبنان، وأن يستجيب لمطالب إيران وطموحاتها ولمطالب الولايات المتحدة الأميركية في آن واحد حرصاً على مصالحها في المنطقة وخصوصاً ما يتعلّق بالعقوبات المفروضة على كل من سوريا وإيران أخضاعاً لهما لما تريده منهما، أو إذا طلب منها التوقف عن هذه السياسة إذا لم تعد مؤاتية بسبب تبدّل الظروف؟
وإذا كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة استطاع حتى الآن أن يحافظ على الاستقرار النقدي وأن يحمي بسياسته المالية الحكيمة وبُعد نظره وصواب رؤيته القطاع المصرفي فيجنبه شتى الأخطار سواء من الداخل أو من الخارج، وأن يبقي على نسبة معقولة من النمو الاقتصادي، فهل يظل في استطاعته ذلك إذا اهتز الأمن والاستقرار في البلاد لسبب من الأسباب، باعتبار أن الاستقرار السياسي والأمني هما ركيزة الاستقرار الاقتصادي والمالي، وهل يظلّ في استطاعته المحافظة على الاستقرار النقدي والنهوض الاقتصادي ونسبة النمو إذا استمر حبل الانفاق فالتاً على غاربه في كل وزارة ومصلحة عامة من دون أن يحسب حساب لعجز يتزايد إذا لم يقابل زيادة في الانفاق زيادة في الواردات، وإذا ظل الفساد يعشش في ادارات الدولة ولا من يكافحه؟
لذلك فإن الحكومة تبقى ما بقي الاستقرار الأمني والسياسي والمالي والاقتصادي في البلاد لأن هذا هو همّ غالبية الناس، إذ لا أمن من دون اقتصاد، ولا اقتصاد من دون أمن. وقد قال الرئيس الراحل الياس سركيس في خطاب قسمه: 'إن الأمن قبل الرغيف'. وقال الرئيس سليمان فرنجيه في خطاب قسمه: 'ناموا وأبواب بيوتكم مفتوحة' ليجعل الناس يطمئنون إلى أمنهم وهم يتدبرون الباقي. وقد قال الرئيس أمين الجميل متوجهاً إلى المجتمع الدولي: 'اعطونا السلام وخذوا ما يدهش العالم'، ذلك أن اللبناني عندما يعيش في أمن وسلام يمكنه أن يتدبر أموره لوحده وحتى من دون دولة. والسؤال المطروح هو: هل من مصلحة 'حزب الله' من الآن وحتى موعد الانتخابات النيابية سنة 2013 أن يظل محافظاً على الأمن والاستقرار كي يظل محافظاً على بقاء الحكومة؟ والى متى يظل هذا الحزب راضياً عن أداء الحكومة إذا واجهت أموراً محرجة عليها أن تتخذ مواقف منها ولا تستطيع أن تبقى في منأى عنها سواء في ما يتعلق بأحداث سوريا، أو ما يتعلق بتمدد النفوذ الايراني نحو دول الخليج الى درجة التصادم العسكري المحتمل وليس السياسي فقط، أو ما يتعلق بمواقف أميركية وأوروبية وعربية مطلوب منها اتخاذها؟ وعندما تواجه الحكومة تجاذبات محلية وعربية واقليمية ودولية فقد لا تستطيع تجنب تفاعلاتها على الساحة اللبنانية، بحيث يصبح الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والمالي في خطر داهم، فلا يعود أمام الرئيس ميقاتي سوى أن يخرج من السرايا ويقدم استقالة حكومته، أو أن تصبح حكومته بحكم المستقيلة إذا ما انسحب منها ممثلو 'حزب الله' وحركة 'أمل' لسبب من الأسباب، أو انسحب منها مثملو الحزب التقدمي الاشتراكي عندما لا يعودون يرون جدوى من بقائهم فيها. وإذذاك يعيد رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط الذي حوّل أكثرية 14 آذار أقلية بخروجه من صفوفها هذه الأكثرية إليها بوقوفه ضد سياسة 8 آذار وضد أداء بعض الوزراء ولا يعود في استطاعته الاستمرار في تغطيتهم حرصاً على بقاء الحكومة. والسؤال الذي لا جواب عنه حتى الآن هو: إلى متى ستبقى الحكومة، ومتى تتوافر أسباب استقالتها.


- 'السفير'
المعارضة تدعو لإنشاء مجلس شيوخ... ثم النسبية الموالاة
إدراج بند تمويل المحكمة في الموازنة مستحيل
مارلين خليفة:

تحاول &laqascii117o;قوى 14 آذار" مغادرة حالة العجز عن تغيير المعادلة التي أخرجتها من السلطة، عبر تكثيف حراكها ولو أنها تبدو كمن &laqascii117o;يقفز" في الموقع ذاته. حتى الآن، لا سلاح بيدها إلا سلاح الموقف والابتهال باقتراب ساعة سقوط النظام السوري، مع ما قد ينتج عن هكذا حدث من توازنات جديدة في المنطقة ولبنان، قد تعيدها الى نعيم السلطة، أو أن تحاول ملء هذا الوقت برمي اقتراحات في بركتها السياسية الراكدة.
في هذا السياق، طرحت هذه القوى خيار تأليف &laqascii117o;حكومة تكنوقراط" تجعل الأرض السياسية &laqascii117o;مستوية بين الأفرقاء السياسيين". هذه الحكومة وظيفتها الإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة التي تطمح قوى المعارضة الى أن تسمح لها بالإتيان بأكثرية &laqascii117o;نظيفة"، تتيح لها الإمساك بمفاصل السلطة من دون تكرار سيناريو مجلس 2009 حيث الأكثرية النيابية لا تحكم إلا بموافقة الأقلية! في المقابل، تبدو الحكومة أشبه بحكومات كثيرة، وتبلغ التمايزات بين مكوناتها حدّ التناقض، لا بل تبدو في أحيان كثيرة شهية بعض أطراف الحكومة أقرب ما تكون سياسيا إلى المعارضة منها إلى الأكثرية. ويقول مصدر حزبي في الأكثرية ان الحكومة الحالية هي التي ستشرف على الانتخابات النيابية المقبلة، &laqascii117o;ولا فائدة من التحدث عن &laqascii117o;أرضية غير مستوية" لأن القضاء والأمن لا يزالان في عهدة قوى 14 آذار لغاية اليوم".  يضيف المصدر المذكور ان &laqascii117o;قوى 14 آذار" تنتظر المال الانتخابي، &laqascii117o;فإن أتى تتحمس للانتخابات وإلا فستبقى في حال من الركود. وليس طرح حكومة تكنوقراط إلا محاولة لدقّ إسفين بين مكونات الحكومة الحالية". في هذه الأثناء، يبدو &laqascii117o;تيار المستقبل" محرجا، خاصة إزاء حلفائه المسيحيين، بالنسبة للقانون الانتخابي، خاصة في ظل حالة الإجماع المسيحي على رفض &laqascii117o;قانون الستين". وتقول أوساط معارضة إن &laqascii117o;قوى 14 آذار" ترفض طرح الرئيس نبيه بري الداعي إلى اعتماد النظام النسبي وفق الدائرة الواحدة على أن يلي ذلك تأليف مجلس للشيوخ، وتدعو هذه الأوساط &laqascii117o;إلى قلب الآية"، أي قيام مجلس شيوخ يليه درس قانون للانتخابات بحسب النظام النسبي حفاظا على التوازن في ظل سلاح &laqascii117o;حزب الله".  يبدو &laqascii117o;حزب الله" متوجسا من ربط خصومه بين السلاح والنسبية، وهو يريد صيغة ترضي بالدرجة الأولى الحلفاء المسيحيين انتخابيا من دون أن تثير &laqascii117o;نقزة" النائب وليد جنبلاط، وفي الوقت نفسه يريد الحزب لهذه الحكومة أن تنتج وأن تحاول التعويض عما استهلكته من &laqascii117o;معارك" في غير أوانها، برغم &laqascii117o;سجل" ملاحظاته الكثيرة على الأداء الحكومة، وخاصة أداء رئيس الحكومة. تعترف &laqascii117o;قوى 14 آذار" بأن رئيس الحكومة &laqascii117o;تمكن من نيل ثقة الغرب لأنه حافظ على استقرار البلد وهو أولوية لدى الدول الغربية والأهم أن هذا الاسـتقرار لم يقطف ثماره &laqascii117o;حزب الله" بل الحكومة اللبنانية الموازية في العقل الغربي لمؤسسات الدولة". وترد الموالاة بأن ميقاتي عمل الكثير ليحافظ على صورته الدولية وخصوصا من خلال تمويل المحكمة وتمرير بروتوكولها، وتتوقف مصادر حزبية في الموالاة عند موضوع التمويل لهذه السنة، فتقول: &laqascii117o;من المستحيل إدراج بند التمويل في مشروع قانون الموازنة المقبلة. وكما أوجد الرئيس ميقاتي مخرجا للتمويل قبلا فليجد له مخرجا هذه المرة". وترد مصادر في المعارضة كل الجدل الدائر حول موضوع الـ8900 مليار ليرة الى &laqascii117o;عدم رغبة الحكومة في وضع موازنة جديدة تجنبا لزيادة الضرائب وكي لا تدخل باكرا في جدل تمويل المحكمة التي انتهت المدة التي كان يجب على لبنان أن يسدد فيها حصته السنوية في نيسان الفائت". وتقول أوساط موالية ان لبنان يقف &laqascii117o;على رصيف انتظار نهاية الأزمة السورية"، وتبدي تخوفها من أبعاد قضية الباخرة &laqascii117o;لطف الله 2"، ومن تحول البلد &laqascii117o;الى أرض نصرة" لسوريا بعد تزايد أعداد النازحين السوريين، وفي ظلّ السمة المعارضة للنازحين وبداية الاستغلال السياسي للأزمة الإنسانية والخوف من إنشاء مخيمات لهم بحسب ما تطمح بعض الدول الغربية، وتتساءل هذه الأوساط: &laqascii117o;ما سيكون مصير هؤلاء النازحين المعارضين بمجملهم في حال هدأت الأوضاع في سوريا، وأي عبء سيشكلون على لبنان؟ وماذا إذا تحول لبنان الى &laqascii117o;خزان للتطرف" قد يأتي يوم لا يمكن التحكم به"؟


- 'الأخبار'
أسرار باخرة السلاح: لماذا عاد 'ح. ح.' إلى طرابلس؟
جان عزيز:

كما كل ملف فضائحي، تبدو أسرار باخرة السلاح التي ضبطت في المياه الإقليمية اللبنانية في 27 نيسان الماضي، أكثر مما كشف وأخطر. جهة معنية بالقضية تلخض فضيحة الباخرة – الترسانة بالنقاط التالية:
أولاً، من المنطقي والضروري لأي محقق في الملف، أن يضع في الحسبان فرضية التورط السعودي أو القطري. لا على خلفية الاتهام المسيَّس، بل لأن وزيري خارجية البلدين المذكورين كانا قد أعلنا جهاراً وتكراراً، منذ مؤتمرات الدوحة واسطنبول، أنهما مع تسليح المعارضة السورية. فسعود الفيصل هو القائل إن &laqascii117o;حصر التركيز في كيفية إيصال المساعدات الإنسانية (إلى سوريا) لا يكفي"، معلناً أن &laqascii117o;فكرة تسليح المعارضة السورية ممتازة". كذلك حمد بن جاسم هو من أكد من أوسلو في شباط الماضي تأييده لتسليح المعارضة السورية: &laqascii117o;علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لمساعدتهم، بما في ذلك تسليمهم أسلحة ليدافعوا عن أنفسهم".
ثانياً، في الوقائع، تشير الجهة المعنية بقضية الباخرة إلى أن اكتشافها لم يكن مصادفة، فهو جاء نتيجة جهود شاركت فيها جهات دولية كبرى، وهي جهود قد انطلقت فعلياً بعد انفجار مخزن للسلاح في مدينة طرابلس، في 10 شباط الماضي، وهو تاريخ، بالمناسبة، متزامن مع التصريحات المشار إليها سابقاً. وقد تبين للجهات المعنية في حينه أن المخزن المذكور كان قد &laqascii117o;استضاف" شحنة من الأسلحة والذخائر وصلت إليه بحراً أيضاً، وقدرت حمولتها بضعف ونصف الضعف من المستوعبات الثلاثة المضبوطة على متن الباخرة الأخيرة.
ثالثاً، ونتيجة الجهود المذكورة، ترجح الجهة المعنية أن تكون &laqascii117o;المعلومة" التي كشفت الباخرة قد وصلت الى لبنان إما مباشرة، وإما عن طريق طرف ثالث. وهو ما يفسر ملاحقة بعض الجهات الدولية للسلطات اللبنانية، للقيام بواجبها كاملاً حيال فضيحة الباخرة، من رصيفها حتى رصيفها، على طريقة من يقول للبنانيين: ما دمنا نعرف كل أسرار التهريبة، وطالما أننا زودناكم بها كاملة، فكيف تقولون لنا لاحقاً أن لا معلومات لديكم لتوقيف كل المتورطين؟؟
رابعاً، تضيف الجهة المعنية، لا بد هنا من التوقف عند أداء القوة الغربية البحرية &laqascii117o;المرتبطة" بقوات اليونيفيل حيال المسألة. فالقوة المذكورة هي نفسها من كان قبل مدة قد أجرى للسلطات الأمنية اللبنانية عرضاً ميدانياً، مع عملية محاكاة في البحر، تظهر الأجهزة الحديثة والمتطورة التي تملكها تلك القوة الراسية على تخوم مياه لبنان، وكيف أنها تقدر عن بعد على إجراء عملية مسح تصويري لبطن أي باخرة عابرة، فضلاً عن قدرتها الطبيعية على رصد مسارها ومتابعته عند أي ملامسة للمياه بين الناقورة والنهر الكبير. فكيف قدر للباخرة الليبية أن تدخل مياهنا الإقليمية من دون معرفة تلك القوة، وخصوصاً، كيف لم تكتشف حمولتها ولم تخطر أي جهة لبنانية بذلك؟
خامساً، وهنا تبدأ عناصر المفاجأة في رواية الجهة المعنية، تقول إن معلوماتها تفيد بأن ما أدلى به مالك الباخرة مساء 29 نيسان في حديث متلفز، من أن &laqascii117o;الباخرة ذهبت الى لبنان بإذن رسمي وأن من يقول إنه اعترض الباخرة كاذب ومن يقول إن اليونيفيل اعترضتها كاذب"، فيه شيء من الصحة، ذلك أن الباخرة كانت متجهة فعلاً الى مرفأ طرابلس بشكل طبيعي ومطمئن وشبه رسمي، وعندما وصلت &laqascii117o;المعلومة" حيالها الى الجهات الأمنية، تحركت وحدة على رأسها مسؤول أمني الى ميناء طرابلس لإلقاء القبض عليها وعلى طاقمها هناك.. وعند وصوله الى الرصيف المحدد، فوجئ بوجود عناصر أمنية من جهاز لبناني آخر معروف بميوله السياسية المعارضة، بقيادة أحد الضباط. وبمحادثة أولية وسريعة معه، أدرك المسؤول الأمني أن وجود الجهاز المنافس هناك لم يكن قطعاً من أجل مصادرة الباخرة رسمياً. عندها أبلغ قيادته بالأمر، فصدرت الأوامر باعتراض الباخرة بحراً وتوجيهها الى مرفأ سلعاتا، حيث تمت مصادرتها.
سادساً، تتابع الجهة المعنية نفسها، أن المكان الذي كان مجهزاً لاستقبال حمولة الباخرة المضبوطة بات شبه معروف، حتى أن أحد الأشخاص الذين يشتبه في علاقتهم بتلك التحضيرات، واسمه &laqascii117o;ح. ح."، عمد بعد توقيف الباخرة الى التواري عن الأنظار طيلة أيام، وقيل إنه انتقل الى المناطق الجبلية المحيطة بطرابلس، لكنه لأسباب معروفة، عاد قبل يومين الى مركز سكنه وعمله، من دون أي خشية لديه.
سابعاً، تختم الجهة المعنية بالملف، أنه إذا كان هدف المعالجة الرسمية توجيه رسالة لمهربي الأسلحة الى لبنان، من دول وأحزاب وأفراد، بأننا تساهلنا في الاقتصاص هذه المرة، لكن لن نقبل بتكرار ذلك، فقد يكون الأمر مقبولاً، أما إذا كان المقصود القول لهم: يمكنكم أن تفعلوا ما شئتم ونضمن لكم تفلتكم من العقاب، فعندها يكون الأمر كارثة، سيدفع ثمنها لاحقاً، لبنان وسوريا.


- 'الأخبار'
وليد جنبلاط يستعطي غفران آل سعود
أسعد أبو خليل:

لزعماء طوائف لبنان سمات خاصّة بهم، وهي كثيرة. زعامات العائلات في الطوائف تكاد تنقرض، لكن الجنبلاطيّة تحافظ عليها عبر شدّ العصب الطائفي في كل المنعطفات، وخصوصاً أنّ الأقليّة تغرق في صراع الأكثريّتين في لبنان. وتحافظ الزعامة الجنبلاطيّة على دورها عبر الرفض القاطع للنسبيّة الذي كان جزءاً من البرنامج المرحلي للحركة الوطنيّة التي ترأسها أبو وليد جنبلاط، قبل أن يرثها ابنه. طبعاً، لم تعد تحوّلات وليد جنبلاط وتقلّباته خبراً يستحق التعليق. باتت سيرة جنبلاط السياسيّة موضوعاً للتندّر والهزل، لا للدراسة الجادّة. ينطبق على وليد جنبلاط ما قاله المُستعمِر البريطاني قديماً عن القبائل الأفغانيّة: إنّها للإيجار، لا للبيع. وقد تسنّى لجنبلاط أخيراً تحقيق حلمٍ راوده على امتداد أكثر من سنة: الحصول على صك غفران سعودي، والتكرّم عليه بجلسة دقائق مع الملك السعودي. وقد جهد جنبلاط، وأجهدنا معه، على امتداد السنة الماضية وهو يتحرّق تملّقاً لآل سعود طمعاً بالعودة إلى حظيرة الأمير مقرن ــ المُدير الفعلي لكل فريق 14 آذار.
لم يكن جنبلاط متأكّداً أنّه سيخسر الرعاية السعوديّة الماليّة له ــ والتي أفاض في مكاشفة السفير الأميركي بأمرها في &laqascii117o;ويكيليكس" ــ عندما قرّر أنّه سينقلب على 14 آذار. تعوّد عبر السنوات أن يتقلّب ويتحوّل بمضاعفات وأثمان قليلة: طعن حزب الله في الظهر والخاصرة، لكن الحزب لا يزال يرحّب به متى شاء. يعتمد جنبلاط على طاعة طائفيّة ــ قبليّة لم تعد موجودة في أيّ من الطوائف اللبنانيّة في القرن الحادي والعشرين. قل (وقولي) إنّها من مخلّفات القرون اللبنانيّة الوسطى. لكنّ هناك احتمالاً لكتابة سيرة وليد جنبلاط السياسيّة من منظار المعايير الماليّة. لم يترك جنبلاط باباً من الارتزاق المالي إلا طرقه. أقام علاقة طويلة مع النظام الليبي، وأرسل له نخبة من مرتزقته كي يشاركوا في حروب الطاغية، لكنّه قطع العلاقة مع العقيد ــ يا للمبدئيّة ــ عندما توقّف الأخير عن الدفع. وجنبلاط هذا لم يجد غضاضة في أن يركب مركب &laqascii117o;تحرير" ليبيا، وأن يكون أوّل زائر لبناني لها بعد سقوط العقيد. يظنّ جنبلاط أنّ العالم خارج حدود المختارة سيجد في التقلّبات الانتهازيّة ما يجد فيها &laqascii117o;التقدميّون الاشتراكيّون" من الطرافة والظرف. ويظنّ أنّ ذاكرة الناس قابلة للمحو بتحوّل واحد فقط. صحيح أنّ جنبلاط اصطحب إلى ليبيا مستشاره لشؤون النفط و&laqascii117o;البزنس"، لكن الزيارة لم تكن موفّقة لأنّه عاد من ليبيا أكثر إلحاحاً على عودة الأمور إلى مجاريها الذيليّة مع الحكم السعودي. وفي فترة الجفاء مع السعوديّة، طار جنبلاط (مُصطحباً مرّة أخرى مستشاره لشؤون النفط و&laqascii117o;البزنس") إلى شمال العراق واكتشف ــ هكذا فجأة ــ أصوله الكرديّة، لعلّها تصيبه برذاذ من العائد النفطي هناك. وقلّة تعلم أنّ جنبلاط في سنوات الحرب الأهليّة حاول أن يفتح خطّاً ماليّاً مع نظام صدّام حسين، لكن راعيه السوري آنذاك أمره بأن يقطع العلاقة تلك، فلبّى النداء (لم يكن جنبلاط البريء يعلم آنذاك أنّ النظام السوري نظام دموي، وكان يظنّ أنّ الأخبار عن مجزرة حماه في 1982، لم تكن أكثر من شائعات لا أساس لها من الصحّة. لكن جنبلاط، بعد قراءة متأنيّة للوضع السوري استمرّ لثلاثة عقود ــ اكتشف أنّ النظام السوري ليس ديموقراطيّاً، خلافاً لحلفائه في الأنظمة العربيّة، مثل نظام مبارك والنظام السعودي &laqascii117o;العاتب").
ماذا يريد الملك السعودي من جنبلاط كي يغفر له؟ ما عدنا نتحمّل مظاهر التملّق والإذلال التي تعتري أداء جنبلاط منذ أبلغ الأمير مقرن غازي العريضي أنّ الحكم السعودي يعتبر العلاقة مع جنبلاط مقطوعة لأنّه سمّى نجيب ميقاتي دون إذن سعودي (والطريف أنّ جنبلاط يروي تلك القصّة دون أن تحمرّ وجنتاه خجلاً، لا بل هو يوفّق بينها وبين كلام له في مناسبة وفاة الأمير سلطان عندما قال: &laqascii117o;إنّ المملكة وقفت دائماً على مسافة واحدة من جميع اللبنانيّين ولم تميّز بينهم في أي ظرف من الظروف". إذا كانت المملكة تلك لا تميّز بين اللبنانيّين وتقف على مسافة واحدة، فلماذا عاقبتكَ، يا وليد جنبلاط، عندما خالفت الأوامر؟ صحيح أنّ ذلك حدث في ساعة &laqascii117o;التخلّي" عن التخلّي، لكن أليس للتخلّي أحكام؟).
ولا يوفّر جنبلاط فرصة إلا يتملّق الحكم السعودي ويطلق أوصافاً مفرطة في المبالغة بحق حكّام آل سعود: يصبح الملك السعودي &laqascii117o;الرجل، الرجل" ويستذكر علاقة الملك بكمال جنبلاط، ناسياً ما كان والده يقوله بحق آل سعود وبحق وكلائهم في لبنان، من أمثال صائب سلام. كان كمال جنبلاط يُكرّر وصفه لسلام بأنّه &laqascii117o;عميل سعودي". كل ذلك تناساه جنبلاط وحوّل والده في قبره إلى حليف للسعوديّة في حياته. يمكن تجميع برقيّات وليد جنبلاط التي يطيّرها نحو الرياض في الأفراح والأتراح. يمكن العودة إلى برقيّة التعزية التي أرسلها جنبلاط إلى الملك السعودي ــ بعدما أبلغه مقرن بالواسطة أنّ العلاقة معه قد قُطعت ــ مُعزيّاً بوفاة شقيقته صيتة، التي لم يلتقها جنبلاط في حياته، لكنّه تصنّع الأسى واللوعة على فقيدة في العقد الثامن من عمرها، ورثاها بكلام منقول من كلام الخنساء عن صخر. أما عن سلطان بن عبد العزيز، فيقول جنبلاط في برقيّة التعزية إنّه كان &laqascii117o;رجل مؤسّسات". الرجل الذي وضع أولاده حوله في أجهزة الدولة التي سيطر عليها، والتي سجّل فيها هو وأولاده أرقاماً قياسيّة في الحصول على الرشى، تحوّل بقلم جنبلاط السخي إلى رجل مؤسّسات. هذا مثال على أنّه لا حدود عند جنبلاط للتملّق والتزلّف والطأطأة.
يجب مناشدة الملك السعودي للعفو عن جنبلاط. طالت مدّة المقاطعة، وهذا زاد في معاناتنا ونحن نشهد تقلّباته ومحاولاته الخائبة إلى الآن لنيل الرضى السعودي. الحليف الوثيق مع النظام السوري تحوّل إلى داعي &laqascii117o;ثورة" ــ على المقاس السعودي طبعاً. ورجل التنوير بات لا يجد التنوير إلا في تلك العقائد التي يرعاها كبار العلماء في المملكة. طالت فترة انتظار جنبلاط وطالت معها متابعتنا لواحد من أذلّ الاستجداءات السياسيّة التي يعتادها أمراء آل سعود. يستفيق جنبلاط على &laqascii117o;ثورة الشعب السوري" فجأة، قبل أن يغطّ في سبات عميق. والذي كان يغدق المديح على حسني مبارك وحكمه بات يعظ في شأن &laqascii117o;الربيع العربي". قد يقول قائل (أو قائلة) إنّ جنبلاط خلافاً لليبراليّين العرب وحركة 14 آذار ذكر البحرين مرّة واحدة. صحيح، هناك دعا جنبلاط إلى حوار هادئ. لكن ما يجوز في البحرين لا يجوز في سوريا، وإلا عانى جنبلاط قطيعة جديدة مع آل سعود.
غريب أمر زعماء الإقطاع في لبنان. هم عناترة أمام القطيع الانتخابي، يشتمونهم ويهينونهم ويقرّعونهم بمناسبة وغير مناسبة، لكنّهم أمام الرجل الأبيض، وأمام شيوخ النفط والغاز ضعفاء وأذلاء ومطيعون. يظهرون مظهر الحزم والصرامة أمام الجماهير، لكنّهم يطأطئون الرأس أمام أي مندوب في حاشية أمراء النفط وشيوخه. أمام هؤلاء، ينسون شعارات العزة والكرامة والعنفوان.
حظي جنبلاط أخيراً بلقاء &laqascii117o;اجتماعي" مع صديقه سعود الفيصل (وهو غير صديقه &laqascii117o;جيف" وغير أصدقائه من السفراء الأوروبيّين ــ هل من يتصّور أنّ لجنبلاط صديقاً ذا بشرة داكنة؟) لكن الملك السعودي لم يصفح عنه بعد. ومدير 14 آذار، الأمير مقرن، قد يُقرّر قريباً أنّ جنبلاط يستحق المكارم السعوديّة. عندها فقط، يزول بعض قلق وليد جنبلاط، وتصبح تصريحاته أقلّ توتّراً ويصبح الشأن السوري الذي يشغله أقلّ أهميّة. عندها فقط يستطيع جنبلاط أن يتنفّس الصعداء، بانتظار تحوّل جديد، أو فتح باب كنز جديد.
يُراكِم حزب الله أخطاءه، الواحد تلو الآخر. يتمرّس في تلقّي الطعنات من الحلفاء. ظهر حسن نصر الله على الهواء وأخبرنا أنّ جنبلاط اعتذر عمّا ورد عنه في &laqascii117o;ويكيليكس". صارت العودة عن مناصرة العدوّ في حمأة عدوانه فضيلة، وقد يقتدي بها عملاء إسرائيل، من المحكومين وغير المحكومين. قد يعود الحزب إلى عقد تحالف انتخابي معه، وربّما مع الماريشال المُتقاعد للّو المرّ. الطائفيّة تتناقض مع المبدئيّة حتى لو كانت موجّهة (بالصواريخ) ضد العدوّ الإسرائيلي. يبقى لجنبلاط أدوار ليلعبها، وليلعبها بنوه من بعده. من المؤكّد أنّ الحزب الذي أنشئ على هدف مصلحة العمّال والفلاحين لم يكن (في ذهن المؤسّسين) في وارد التحوّل إلى ذراع الأمير مقرن في لبنان. لكن جنبلاط يستطيع أن يقدّم أوراق اعتماد باهرة للملك السعودي: ساهم بصورة كبيرة في تقويض اليسار في لبنان، أوّلاً عبر تخريب الحركة الوطنيّة اللبنانيّة وإبادة برنامجها المرحلي (الإصلاحي، لا الثوري)، كما أنّه كان ركناً من أركان النظام الطائفي الذي أرسى دعائمه النظامان السوري والسعودي في لبنان، والذي قوّض الفكر والممارسة اليساريّة في لبنان. وجنبلاط كان واحداً من الذين ماشوا ورعوا وسوّغوا وطبّقوا رأسماليّة الحريريّة الوحشيّة التي فاقت فظاعتها وظلمها وجوْرها رأسماليّة ما قبل الحرب الأهليّة اللبنانيّة. لكن جنبلاط يستطيع أن يهنأ بانتظار اللقاء العابر مع الملك السعودي: فقد تناول العشاء هذا الأسبوع مع العزيز &laqascii117o;جيف" يصحبه واحد من أعتى أعداء العرب والإسلام في مجلس الشيوخ، جو ليبرمان. مُتنقّلاً بين قصريه في المختارة وكليمنصو، يستطيع جنبلاط أن يطالب بهدم قصور صدّام في العراق. جالساً بقرب ابنه تيمور الذي يُعدّ لوراثة قصور وثروات وزعامة ونيابة، يستطيع جنبلاط أن يطالب بشّار الأسد بنبذ الوراثة السياسيّة. مُقلّباً في أوراق &laqascii117o;ويكيليكس"، يستطيع جنبلاط أن يقول إنّه (في صيغة ما وحالة ما) مع سلاح المقاومة إذا لم يؤذِ إسرائيل. مُحاطاً بصوره مع الطغاة العرب ومع كيسنجر، يستطيع جنبلاط أن يزعم أنّه يناصر &laqascii117o;الربيع العربي". إنّ نظاماً سياسيّاً يستوعب حالة وليد جنبلاط لا يستحق إلا الهدم، بالمعول المُرمّز في علم الحزب التقدمي الاشتراكي.


- 'الجمهورية'
علي الحسيني:
هكذا قرأت 8 و14 آذار زيارتَي رحيمي وفيلتمان

أنهى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان زيارته للبنان، تاركاً أسئلة لدى فريق 8 آذار حول المهمة التي جاء لأجلها لم يعثر على أجوبة شافية عنها، وفي المقابل لم ير فريق 14 آذار في زيارة النائب الاول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي سوى تأكيد الدور الإيراني &laqascii117o;الساعي الى جعل لبنان ساحة تابعة له يستغلّها عند الحاجة".
الجراح:الزيارات تعبّر عن أهمية لبنان
قال عضو كتلة تيار 'المستقبل' النائب جمال الجرّاح لـ'الجمهورية' إنّ 'زيارة رحيمي الى لبنان تحمل رسالة سياسية واضحة، وهي أن ايران موجودة من خلال 'حزب الله' سياسياً وعسكرياً وأمنياً'، نافياً أن تكون لها 'أبعاد اقتصادية خيّرة على لبنان واللبنانيين، خصوصاً في موضوع الكهرباء، لأن ايران تعاني عقوبات اقتصادية وهي تحت المجهر الدولي، ومن هنا ضرورة الانتباه الى نوع العلاقات التي تنسجها الحكومة اللبنانية بين ايران ولبنان، وتحديداً النظام المصرفي اللبناني، لأن أيّ خطأ يتعارض مع القوانين الدولية يعرّض لبنان لمخاطر ذات عواقب وخيمة'. واعتبر الجرّاح أن 'وضع المنطقة إقليمياً ودولياً حسّاس جداً، ومن هنا ضرورة التنبّه الى مصلحة لبنان والتأكد من الدول التي تنوي مساعدته جدياً بعيداً من أسلوب الدعاية، فقدرات إيران على مساعدة لبنان محدودة، وهذه الزيارة ليست سوى دعاية للنظام الايراني'، مؤكداً أنّ 'قوى 14 آذار ليست في حاجة الى أحد للبقاء على موقفها من النظام السوري، فموقفنا من نظام بشار الأسد الإرهابي مستمرّ انطلاقاً من قناعاتنا السياسية'. بدوره، نفى عضو كتلة 'المستقبل' النائب محمد الحجّار عبر 'الجمهورية' ان تكون هناك 'بروتوكولات قد وقّعت بين الجانبين اللبناني والإيراني، وقد تبيّن أنه لا يوجد هناك من يستطيع تحمّل توقيع بروتوكولات كهذه، خصوصاً في ظل الظروف الحالية'، لافتاً الى انّ 'الإيراني يحاول القول إنه قادر على توسيع نفوذه الاقتصادي وما شابه في ظلّ الحصار الدولي المفروض عليه. ولكن هناك أمر مهم جداً، وهو أن كل هذا الحراك الخارجي، الاميركي أو حتى الإيراني، في اتجاه لبنان، يدلّ على مدى اهمية هذا البلد'. ورأى ان 'الاميركي يريد أن يؤكد وجوده على الساحة اللبنانية، وكذلك الامر بالنسبة الى الإيراني الذي يجِد في هذه الساحة مكاناً للدفاع عن حليفه، اي النظام السوري. وأصبح لدى الإيراني اليوم شِبه يقين بأنّ هذا النظام انتهى'، مشيراً الى 'ان الإيراني يحاول إيهام الجميع بأنه حتى لو سقط النظام السوري فأنه يملك بديلاً منه في هذه المنطقة'. وقال: 'إنّ تحذير رحيمي الدول الغربية من التعرّض للنظام السوري لا يُعدّ رسالة، لأنّ الرسالة تعبّر عن أمور مختزنة إنما دفاعهم عن هذا النظام يحصل في العلن وفي وضوح'، معتبراً أن 'البديل من النظام السوري بالنسبة الى ايران هما لبنان والعراق. وذهاب رحيمي الى جنوب لبنان يعبّر عن مدى ارتياحه الى البيئة هناك، مع العلم ان أهل الجنوب هم لبنانيون قبل وبعد كل شيء، وهم يعانون مثلما يعاني كثير من ابناء الشعب اللبناني على حدّ سواء'. وختم حجّار أنّ 'الإيرانيين يحاولون القول إنّ أرض الجنوب تابعة لهم، وإنهم ساعدوا 'حزب الله' بنحو أو بآخر على تحريرها، ومن هذا المنطلق فهم يعتبرونها أرضهم ومقراً لهم لاستهداف إسرائيل في الوقت الذي يُحشرون فيه'. من جهته قال عضو كتلة 'القوات اللبنانية' النائب جوزيف المعلوف لـ'الجمهورية' إنّ 'أيّ شخص يريد مصلحة لبنان مرحّب به في أي وقت، لكن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإيرانيون هي لتأكيد وجودهم على الساحة اللبنانية بطريقة غير مباشرة، ومن خلال حليفهم الاول 'حزب الله'، مستغرباً 'التوقيت التي يعتمده هؤلاء المسؤولون في زيارتهم الى لبنان، والذي يتزامن في الغالب مع زيارات الوفود الغربية. وهذا أمر يدعو الى التساؤل'. ورأى انّ 'توقيع البروتوكولات بين الجانبين اللبناني والإيراني امر طبيعي في ظلّ حكومة يتحكم 'حزب الله' بكل مفاصلها، إضافة الى الاعمال التسويقية التي يقوم بها النظام الإيراني التي قد تعطي انطباعات معينة لجزء من الشعب اللبناني'، مؤكداً أن 'زيارة رحيمي للحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مشابهة لزيارة الرئيس محمود احمدي نجاد لهذه الحدود، وهذا يدلّ على ان الساحة اللبنانية، وجنوب لبنان تحديدا، هما امتداد لهذا النظام ونقطة مهمة تطلّ على البحر المتوسط، وأيضاً هذا دليل إضافي على مدى الطموحات الإيرانية وطمعها في بلدنا'. واعتبر المعلوف أنّ 'تحذير رحيمي لقوى الغرب في حال تعرّضت للنظام السوري يقع في خانة التحالف المعلن بين البلدين، وهذا الأمر لم يكن مفاجئاً لنا، بل كان منتظراً، وهذا التحذير كان بمثابة رسالة مزدوجة للغرب والعرب في آن معاً'، نافياً أن يكون مساعد فيلتمان قد تطرّق الى موضوع الانتخابات النيابية خلال لقاءاته مع قوى '14 آذار'.
زيارة فيلتمان
ومثلما كان لزيارة رحيمي منتقدون، كذلك الامر بالنسبة الى زيارة فيلتمان، حيث رأى عضو كتلة 'الوفاء للمقاومة' النائب نوّار الساحلي في حديث الى 'الجمهورية' أن 'من الخطأ المقارنة بين زيارة رحيمي وفيلتمان، فشهادتنا مجروحة تجاه هذه الزيارة، أمّا زيارة فيلتمان الى لبنان فلا يمكن أن تكون الّا في اطار التحريض ضدّ المقاومة، وهو أصلاً من دعاة التحريض والفتنة في لبنان، ويتميّز فيلتمان بصراحته المعهودة، فهو يجاهر دائماً أن مصلحة بلده هي من مصلحة اسرائيل منذ أن كان سفيراً في لبنان'. ولفت الساحلي إلى أنّ 'فيلتمان لديه تاريخ أسود مع اللبنانيين، فهو ممثّل لدولة تدعم الكيان الصهيوني الذي قتل اللبنانيين'، مؤكداً أنّ 'فيلتمان 'أراد أن يشوّش على زيارة رحيمي الذي أتى في إطار زيارة رسمية للبنان واللبنانيين ممثلاً دولة كبيرة لتوقيع اتفاقات اقتصادية مع وزارة الطاقة، وقد وعد بمساعدة لبنان في موضوع الكهرباء. وهذا الأمر يصبّ في مصلحة جميع البنانيين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وهو لم يكن فئوياً، ولم يحرّض، بل يَدعو دائماً الى الحوار، على عكس فيلتمان الذي اجتمع مع فريق 14 آذار وحرّضه على الاستمرار في الموقف العدائي للنظام السوري، على عكس نائب الرئيس الايراني فقد كانت زيارته منسّقة مسبقاً ومعدّة وسابقة لكلّ تلك الظروف، وتحمل أجندة خاصة بتوقيع معاهدات اقتصادية بين لبنان وايران، ولا علاقة لها بالتدخّل في قضية من هنا أو هناك'.


- 'النهار'
29 - علاقة السعودية والعراق لم تستقر بعد
سركيس نعوم:

أجاب المسؤول نفسه الذي يتعاطى مع ملف العراق مباشرة في الإدارة الاميركية المهمة اياها عن سؤال: لماذا تتحدث بايجابية عن إيران عبر قولك إنها تريد عراقاً مستقراً؟ قال: 'لأن إيران تنظر الآن الى الداخل. ما يهمها هو سلامة نظامها وأمنها واستقرارها، ونجاح مشروعاتها السياسية وغير السياسية. لذلك فإنها تترك وإلى حد كبير العراق وشأنه. طبعاً لها نفوذ مهم فيه. ولهذا السبب تتراكض الجماعات العراقية المتنوعة اليها لكي تحصل على دور في العملية السياسية داخل بلادها. خذ مثلاً على ذلك 'عصائب أهل الحق' المنشقة عن جيش المهدي، ومؤسسه السيد مقتدى الصدر'. علّقتُ: أعتقد ان سلامة الداخل الإيراني ترتبط بالخارج المحيط بإيران. فهي عندها ثلاثة خطوط دفاع. الأول لبنان 'حزب الله'، والثاني سوريا نظام آل الأسد، والثالث العراق. وهي تتمسك بالخطوط الثلاثة المذكورة. لكنها إذا وجدت نفسها أمام واقع سلبي بالنسبة اليها لا تستطيع تغييره، مثل خسارة لبنان او خسارة سوريا الأسد التي ستتسبب بخسارة لبنان، فإنها ستتمسك بالعراق المحاذي لها جغرافياً. لأنه خط الدفاع الأهم بالنسبة اليها، ولأن العراق يشكّل المدى الحيوي لها. ردّ: 'ما تقوله فيه الكثير من المنطق. لكن ذلك لا يمنع إيران من الاهتمام بنفسها أيضاً اي بداخلها بصرف النظر عن خطوط الدفاع الثلاثة. الآن لا أحد يعرف كيف ستتطوّر الأمور في المنطقة. وهذه الاخيرة تغلي. لكن إذا سقط الأسد ونظامه، ربما تصبح الأولوية عند إيران العراق'. علّقتُ: هناك كلام ان الحرب الأهلية في العراق قد  تتجدد، ولكن على الطريقة العراقية، اي اغتيالات وتفجيرات وعمليات انتحارية. ويشير كلام آخر الى ان المنطقة السنّية في العراق ستصبح مركز عمليات تهريب السلاح والمال والمجاهدين الى سوريا. وربما يدفع ذلك شيعة العراق الى القيام بالعمل نفسه ولكن لمصلحة نظام الأسد. ويُمكن جداً ان يُطلق ذلك حرباً أهلية. وقد يكون للسعودية دور في 'العمل' السنّي المشار اليه اعلاه، وذلك رغم تعيينها اخيراً سفيراً وإن غير مقيم في بغداد. ردَّ: 'الامور التي ذكرتها تحصل منذ اشهر (عمليات عنفية) ومعك حق في ما قلته. لكنها تستهدف في غالبيتها مراكز تجمّع العسكريين ومؤسسات الدولة ومراكز الشرطة وشيعة مدنيين، وخصوصاً في مواسم دينية شيعية معروفة. لكنها لم ترقَ الى مرتبة الحرب الأهلية بعد. إذ أن احداً لم يرد عليها بالأسلوب عينه. لا الدولة ردّت بالقمع والثأر، ولا قام الشيعة بعمليات ضد السنّة بواسطة فصائلهم وفي مقدمها تيار السيد مقتدى الصدر و'عصائب أهل الحق'. أما بالنسبة الى السعودية، فان التبادل الديبلوماسي الذي جرى اخيراً بينها وبين العراق لا يعني ان علاقتها مع العراق قد استقرت. إنه محاولة مهمة ومفيدة. لكنها ليست نهائية، ولا تؤثر كثيراً على سير العلاقة الثنائية، ولا على سير الأمور في بغداد والمنطقة، ومع سوريا. وأما تحوّل المنطقة السنّية العراقية مركز عمليات عسكرية لمقاتلين ضد النظام السوري فأمر مُمكن. لكن لا أراه الآن. كانت الشكوى سابقاً من تدفّق الأسلحة والمقاتلين الى العراق. على كل، لا بد من متابعة التطورات في هذه الدولة إذ لا أحد عنده جواب أو بالأحرى تفسير لما يجري. لا حل نهائياً في العراق. لكن حتى الآن لا تزال الأمور قابلة للضبط والتكيّف'. ماذا عن العراق وتركيا وعن العراق والأكراد؟ سألتُ. أجاب: 'العلاقة الآن بين بغداد وانقرة معقولة. طبعاً في الايام القليلة الماضية تبادل مسؤولون عراقيون كبار ومسؤولون اتراك كبار هجمات إعلامية (تجددت اخيراً). دخلت اميركا على الخط للتهدئة ولإيجاد أرضية لحوار على مستوى مخفوض اولاً بين الدولتين بغية حل كل مشكلاتهما وقضاياهما الخلافية. الأكراد والأتراك الموجودون في العراق هم مشكلة له ولتركيا. أكراد العراق نجحوا ورغم الخلافات القديمة والمستمرة بينهم في استغلال الظروف، وبناء منطقة حكم ذاتي اقتصادها مزدهر وقوي. لا أعتقد ان لديهم مصلحة في الانفصال، أو في السعي اليه، أو في الخلاف مع تركيا. ذلك ان قطع انبوب النفط الذي يصل منطقتهم بتركيا ينهي اسطورة الاقتصاد المزدهر. قادة كردستان العراقية يعرفون ذلك ويتصرّفون على اساسه'. سألتُ: ألم يكن من الأفضل تطبيق الفيديرالية في العراق من زمان باعتبار إنها الحل الوحيد لانقسامات الداخل العراقي، علماً انها نص مكرّس في الدستور؟ ولماذا لا يبحث جدياً فيها أحد؟


- 'المستقبل'
ميشال عون 'إبن الأكابر'!
بول شاوول:

ميشال عون 'إبن الأكابر' و'إبن الذوات' و'إبن الأوادم' تربية جمعية 'الحبل بلا دنس'، 'عفيف اللسان'، و'الكفَ' و'طَهور السرائر'، و'الضمائر'، يتهم نواب المعارضة بأنهم 'أولاد أزقة، وشوارع وزعران'. وصرًّح وما أجمل ان تراه وهو يصرح أيها القارئ، فإن هؤلاء 'اتهمونا مثل عاهرة في الشارع تسب كل الناس، فعهد العواهر انتهى'. وميشال عون الذي لم يرشق أحداً بوردة ولا برصاصة ولا بمدفع ولا بقذيفة ولم يكن حليفاً لاسرائيل في 1982 في غزوها لبنان ولا لصدام حسين 'قديس' العراق، ولا أخيراً حليفاًَ للنظام السوري معقل 'غاندي' و'مانديلا'... ها هو يخترق بعذوبته وشفافيته وسلميته وعقله 'المدني' وهواجسه 'الثقافية' الكبيرة 'حّمّلة الأقلام' في لبنان فيتهمهم بأنهم 'يشجعون الجريمة'. لم يحدد جيداً هذا الدقيقُ الحصيفُ الألمعي اللوَّذعي الجريمةَ، ولكن اتهم من يكتب بأنهم يتواطئون مع المجرمين، وتالياً فهم مجرمون... (للقراءة).


- 'الشرق الاوسط'

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد