قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 17/5/2012

- 'السفير'
السـعوديـة وتـركيـا: الصداقـة اللـدودة
هيفاء زعيتر:

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يتسلم درعاً تكريميا من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال زيارته الرياض، العام الحالي. لم تكن السعودية وتركيا يوماً في مرتبة الأصدقاء. ما جمعته المصالح بينهما، حديثاً، لم يكف لستر ما فرقته الاختلافات الجوهرية الطاعنة سواء بين مملكة وجمهورية، أو بين إسلامية وعلمانية، أو بين &laqascii117o;فلسفة" إدارة السياسة الخارجية وآليات ترجمة هذه الفلسفة.  وفي مرحلة &laqascii117o;الربيع العربي" بدا التقارب متيناً بين كل من السعودية وتركيا، ثم اتخذ طابع الجدية مع احتدام الأزمة في سوريا، إلا أن ذلك لم ينف فرضية اندلاع عناصر الاختلاف، الخاملة حالياً، في وقت غير متوقع، بما لا يمكن تكهن تداعياته على المشهد الاستراتيجي للمنطقة بأكملها. عن العلاقة بين قطبين سنيين بارزين وعناصر التقائها واختلافها، نشرت مجلة &laqascii117o;فورين أفيرز" تقريراً يستعيد المسار التفصيلي لحالة &laqascii117o;الصداقة اللدودة" التي تجمع الرياض بأنقرة، في محاولات لاستشراف الوتر الذي يمكن أن تعزف عليه مستقبلاً مع تغيّر مجريات الساحة. تعززت العلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا في السبعينيات فقط. تركيا احتاجت السعودية لنفطها، والأخيرة لجأت إلى قطاع البناء التركي الضخم من أجل مدنها الحديثة. وفي التسعينيات، اتخذت العلاقة طابعاً عسكرياً. بعد حرب الخليج، تكاتفت السعودية مع مصر وسوريا من أجل التأسيس لنظام عربي جديد. واستطاعت دمشق، التي لم تكن حليفة لأنقرة حينها، أن تؤطر العديد من معاركها مع تركيا بما يتوافق مع المصلحة العربية. وفي وقت حافظت أنقرة على علاقات جيدة مع الرياض، لم تتخلّ عن حوارها مع إيران، وهذا ما عزّز في مطلع العام 2009 الشكوك حول الموقف التركي المزدوج... أما غزو العراق فقد غيّر المشهد بأكمله، فسقوط صدام حسين وتوسع نفوذ الشيعة العراقيين، زرع مخاوف في المملكة من حراك شيعي باتجاه التغيير. وفي معرض الردّ، شرعت الرياض ببناء تحالفات مع الدول التي تتقاسم وإياها المصالح فيما يسمى بـ&laqascii117o;المحور السني" لمواجهة &laqascii117o;الهلال الشيعي". وفي وقت بدا حينها أن كلاً من الأردن ومصر الحليفين الطبيعيين للسعودية في مواجهة مشروع كهذا، اختارت السعودية توسيع الدائرة في محاولة لحشد تركيا. خيار السعودية كانت له أسباب عدة تبرره. كانت أنقرة قد بدأت تتحول إلى قوة إقليمية فاعلة، فضلاً عن أنها عضو في حلف شمال الأطلسي وذات غالبية سنية. وكان من البديهي أن تخاف السعودية من يد طولى لقوة غير عربية في المنطقة، إلا أن &laqascii117o;الشرّ التركي" يكاد ينعدم إذا ما قورن بـ&laqascii117o;الشرّ الإيراني".. هكذا برّرت الرياض موقفها.
في العام 2006، قام الملك عبد الله بأول زيارة يقوم بها ملك سعودي إلى تركيا منذ عقود. واستتبعت الزيارة الأولى ثانية أخرى في العام 2007. وفي العام التالي، دخلت تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي في حوار استراتيجي مع إيران. وبعد ذلك بسنة، ازدهرت العلاقات السعودية – التركية، وقد بلغ حجم التجارة في العام 2011 بين الاثنين 5 مليارات دولار في السنة، كما وصل عدد السياح السعوديين إلى تركيا إلى 84 ألفاً في العام 2010.
من جهتها، كانت تركيا مهتمة بوضع السنة في العراق، فهي كانت تؤمن أن صعود الشيعة واقترانه بتمدّد العنف في العراق سيؤديان إلى تقسيم البلاد على أسس عرقية. إضافة إلى ذلك، خشيت أنقرة من أن يدفع استقلال شمال العراق بأكرادها إلى طلب الانضمام إليه، وهي أرادت بموازاة ذلك إخماد طموحات إيران الإقليمية. ولكن فيما كانت حريصة على الانفتاح على السعودية، لم ترغب أنقرة بأن تصبح ركناً أساسياً من أركان المحور السني في الشرق الأوسط لأن ذلك لم يتناسب مع سياستها &laqascii117o;صفر مشاكل" مع الجيران.. لقد أرادت أنقرة أن تحتوي النفوذ الإيراني في المنطقة عبر التوازن الناعم، لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والشأن العراقي والملفين اللبناني والسوري. &laqascii117o;ربيع" العلاقة التركية ـ السعودية.. و&laqascii117o;خريفها"؟
... أتى &laqascii117o;الربيع العربي". وفيما كانت السعودية متوجسة بعض الشيء من دعم الاحتجاجات خوفاّ من انتقال &laqascii117o;موسى التغيير إلى ذقنها"، بدا موقف تركيا أكثر وضوحاً في تأييد حراك الشارع. عندما وصل الدور لسوريا، توفرت الظروف لوضع العلاقة على خط الرياض ـ أنقرة على مسارها الصحيح. ولكن على الرغم من أنه بات لدى كل من السعودية وتركيا هدف مشترك، إلا أن ذلك لم يمنع من وجود منسوب ملحوظ من التوتر في مواقف الطرفين. أولاً، لم يكن ينحصر هدف امتصاص الأزمة السورية بالحدّ من التأثير الإيراني، كما لدى السعودية، بقدر ما هو حماية لتركيا من الفوضى التي قد تخترق أراضيها عبر الحدود الجنوبية. وهذا التباين إن كان بارزاً في حدّه الأدنى في سوريا، فقد ظهر جلياً في ما يتعلق بملفات مصر واليمن والبحرين.
يُضاف إلى ما سبق واقع أن الرؤى التركية والسعودية لمرحلة ما بعد الأسد تختلف. وفي وقت تدافع السعودية عن إقامة نظام إسلامي سني، تفضل تركيا مشاركة جميع الأطراف، وهي تحتضن وتدعم &laqascii117o;الإخوان المسلمين"، وتستفيد من ذلك لتدفعهم باتجاه المزيد من المشاركة وحصد التمثيل على الأرض.
وفي النهاية، على الرغم من أن احتمالات التقارب بين السعودية وتركيا تتضاعف من وقت إلى آخر، إلا أن قيوداً صعبة تقف عائقاً أمام توطد هذه العلاقة أو ضمان استقرارها. الطرفان يختلفان على ما يريدانه من المنطقة، وعلى السياسات المفترض تطبيقها لتحقيق هذه الإرادات. وفي الكفة الأخرى، تبقى للمصالح الاقتصادية كلمة مهمة في ضمان هذه العلاقة الثنائية، حيث سيحاول الطرفان التستر أو التغاضي عن الخلافات بأقصى حدود المستطاع.


- 'الشرق الاوسط'
إيران تكشف عن اختراق دولي لمخططات 'فيلق القدس'

بدأت طهران تحقق في كيفية &laqascii117o;اختراق" الخلايا السرية لـ&laqascii117o;فيلق القدس" الإيراني، إذ أمر قاسم سليماني قائد الفيلق بإجراء تحقيق عاجل وفوري لتحديد كيف أن الخلايا السرية للفيلق، وإجراءات عملها، وأهدافها في منطقة الخليج وأبعد من ذلك &laqascii117o;انكشفت" في الأشهر الستة الماضية. ذلك أن الأنشطة السرية التي قام بها قادة كبار في الجناح الخارجي السري لـ&laqascii117o;الحرس الثوري الجمهوري" نوقشت على نطاق واسع في وسائل الإعلام وعلى منتديات الإنترنت. وكلف سليماني أحد قدامى المحاربين في &laqascii117o;فيلق القدس"، للتحقيق بـ&laqascii117o;عمق" والوصول إلى &laqascii117o;القعر"، من أجل العثور على مصدر التسريبات. يريد سليماني على وجه التحديد أن يكشف التحقيق من سرب المعلومات الحساسة جدا عن نشاط &laqascii117o;حسن بوروماند"، وخططه لعمليات كان ينوي تنفيذها في عدة مدن أوروبية، ويريد أيضا أن يتوصل التحقيق كيف خرج اسم &laqascii117o;ماجد علوي" بعد أشهر قليلة من انضمامه إلى &laqascii117o;فيلق القدس"، وإشرافه على عمليات، من بينها الهجوم الواسع النطاق في بانكوك الذي وقع في شهر فبراير (شباط) من هذا العام، وكان علوي عمل سابقا في وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، حيث شغل أيضا منصب وزير الاستخبارات بعدما كان الرئيس محمود أحمدي نجاد عينه في شهر يوليو (تموز) عام 2009، وقبل ذلك كان مسؤولا عن الشؤون العربية وملف حزب الله. ليس فقط الكشف عن أسماء كبار قادة &laqascii117o;فيلق القدس" والنشطاء فيه أمثال &laqascii117o;بوروماند" و&laqascii117o;ماجد علوي" هو الذي أقلق الإيرانيين. قلق سليماني بوجه خاص من التتبع المكثف والواسع لنشاطات قواته من قبل عدد متزايد من الدول. تتطلب أنشطة &laqascii117o;فيلق القدس" الاستخدام المتكرر للشركات كغطاء لإخفاء عمليات نقل الأسلحة بطريقة غير شرعية من إيران إلى &laqascii117o;البلدان" المستهدفة، ومن بين هذه الشركات، شركة &laqascii117o;شهرياري للهندسة والتجارة العامة" وشركة &laqascii117o;أراش زوبن" ومديرا هاتين الشركتين من كبار النشطاء العملانيين في &laqascii117o;فيلق القدس". ووفقا للمعلومات حول التحقيق الذي أراده سليماني أشارت النتائج الأولية إلى أن التفاصيل عن أنشطة &laqascii117o;فيلق القدس" تم الحصول عليها من خلال التسلل إلى أنشطة مجموعات أخرى في العراق عمل &laqascii117o;فيلق القدس" معها بشكل وثيق. ويقدم &laqascii117o;فيلق القدس" التمويل والدعم العملاني إلى &laqascii117o;كتائب حزب الله" و&laqascii117o;جيش المهدي" وميليشيات أخرى في العراق كانت تستهدف طوال العقد الماضي قوات الاحتلال الأميركي والكثير من العراقيين. وكان &laqascii117o;فيلق القدس" تواطأ مع هذه المجموعات للقيام بهجمات قاتلة في السنوات الأخيرة. سليماني لم يكتف بهذا التحقيق، بل أكد أن تحقيقا آخر أكثر دقة سيجري لمعرفة بالضبط من سرب المعلومات، مشيرا إلى أن هناك مصادر أخرى مختلفة، واللافت أن هذه التسريبات جاءت بعد فترة وجيزة من تسلم اثنين من كبار نشطاء تنظيم القاعدة، محسن فاضل إياد الفضلي ونائبه عادل صقر الحربي، مواقع جديدة في هيكلية التنظيم في إيران، رأى سليماني أن هذا &laqascii117o;مكان" آخر يجب مراجعته والتدقيق فيه. والمعروف أن شكوكا عميقة كثيرة كانت قائمة بين إيران وتنظيم القاعدة، رغم أن علاقات العمل بينهما تطورت بسبب استراتيجية مشتركة، وتصورهما لأعداء مشتركين. تأتي ورطة سليماني والتسريبات عن أنشطة &laqascii117o;فيلق القدس" مع أسماء كبار مخططيه في وقت تستعد إيران لاجتماع مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة لألمانيا، في بغداد يوم 23 من الشهر الجاري، بعد فشل اجتماع إسطنبول. ستكون بغداد اختبارا عما إذا كانت المفاوضات هي الطريقة الفعالة لحل مشكلة البرنامج النووي الإيراني، وتشعر إيران بأنها أجبرت على العودة إلى طاولة المفاوضات، ذلك أن طهران صارت تشعر بأن المقاطعة الاقتصادية بدأت تؤذي الشعب الإيراني اقتصاديا، وعندما يبدأ مفعول المقاطعة الأوروبية الجديدة في الأول من يوليو المقبل، فإن معاناة أكثر ستنتشر بين الإيرانيين، ويأتي التوجه إلى طاولة المفاوضات والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية يتمتع بسلطة &laqascii117o;مطلقة" تقريبا، أغلبها على حساب الرئيس محمود أحمدي نجاد، في السابق كانت المفاوضات تستعمل من قبل القيادة الإيرانية، ضد فئة منها تدعم التوصل إلى اتفاق. هذه المرة، يقترب الموعد، لكن أفكار خامنئي لم تتغير، فهو يعتبر أن التنازلات التي تقدم تحت الضغط تؤدي فقط إلى المزيد من الضغوط، ثم إن المرشد الأعلى مقتنع بأن الغرب، وبالذات الولايات المتحدة الأميركية، لا يريد أقل من &laqascii117o;تغيير النظام" في إيران، ولذلك فإن هدف إيران، لتصبح القوة الكبرى في المنطقة، يعتمد على أن تصبح على مسافة &laqascii117o;مفك براغي" واحد من امتلاك القدرة لتجميع القنبلة النووية. ويبدو أن القلق الإيراني يزداد عمقا، خصوصا بعدما تسربت تقارير (نفتها كردستان العراق)، مفادها أن إسرائيل تستخدم قواعد في جزء من كردستان، للقيام بمهمات جمع المعلومات عن برنامج إيران النووي، وحسب المعلومات، فإنه بمساعدة بعض المنشقين الإيرانيين يحاول الإسرائيليون جمع ما يكفي من المعلومات لإقناع الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأن برنامج إيران النووي هو لصناعة أسلحة نووية. يقول لي مصدر غربي: إن إيران تنفي أن يكون برنامجها لصنع الأسلحة، وكذلك إسرائيل فهي تنفي أنها تملك 200 قنبلة نووية، ووفق معلومات أشارت إلى جزء منها صحيفة &laqascii117o;التايمز" البريطانية، فإن إسرائيل تستعمل في مهماتها داخل إيران طائرات هليكوبتر من طراز &laqascii117o;بلاك هوك" معدلة وتحمل طاقما من 12 شخصا مسلحين بمعدات حساسة لرصد الإشعاعات وقوة اختبارات التفجير. في المهمات داخل إيران، تقول التقارير: إن الكوماندوز الإسرائيلي يرتدون زي الجيش الإيراني ويستخدمون المركبات العسكرية الإيرانية. وتعتقد بعض المصادر أن الإسرائيليين يمكن أن يكونوا يشركون أعضاء من &laqascii117o;مجاهدين خلق"، الذين يستعملون شمال العراق، كملاذ آمن، لشن هجمات في الداخل الإيراني، والمعروف أن &laqascii117o;مجاهدين خلق" متهمون بالعمل مع الإسرائيليين لاغتيال علماء الذرة الإيرانيين. الروس يتوقعون حربا إسرائيلية على إيران خلال فصل الصيف، وبعض الخبراء الأميركيين يقولون: إذا طال التوقيت فلن يتجاوز نهاية الصيف. المفتاح لاتخاذ القرار مرتبط فيما إذا كانت مفاوضات 23 من الشهر الجاري بين الدول الغربية وإيران سوف تسفر عن نتائج ملموسة، وحسب مصدر أميركي، يظهر الإسرائيليون توترا وخوفا من المحادثات المتعددة الأطراف، فهم لا يريدون أن تفضي إلى نتيجة تقضي باستمرار المفاوضات إلى أبعد من &laqascii117o;النافذة" الإسرائيلية لشن الحرب. اللافت في التحضيرات الإسرائيلية حصول إسرائيل مؤخرا على رابع غواصة تعمل بالطاقة الكهربائية من ألمانيا، وهي قادرة على إطلاق صواريخ مزودة برؤوس نووية. ويمكن للغواصات أن تغامر في الدخول إلى شمال بحر العرب لإطلاق صواريخ على منشآت يصعب الوصول إليها، محفورة في الجبال. وكانت إسرائيل وضعت سفينتين سريتين في المنطقة نفسها لجمع المعلومات الأمنية عن الصواريخ الإيرانية والأنشطة العسكرية الأخرى. لم تكن السفينتان حربيتين، بل هما مدنيتان، وإنما مجهزتان بقيادة متطورة وتكنولوجيا مراقبة لتحليل المعلومات الاستخباراتية. وهناك مخاوف لدى بعض المحللين من أن إسرائيل وهي تحاول الحصول على &laqascii117o;الدليل الدامغ" بشأن برنامج التسلح النووي لإيران تقوم بتركيب مثل هذه الأدلة واستخدامها في توجيه ضربة استباقية. إذن، وأعصاب قاسم سليماني بدأت تهتز من جراء تسريبات &laqascii117o;أسرار" فيلقه، فإن حرب الاستخبارات تشتعل على أكثر من جبهة، وفي حين تحاول إيران إنقاذ النظام السوري، وهو &laqascii117o;قناتها" إلى حزب الله، فقد تجد نفسها في معركة حاسمة لإنقاذ نظامها!


- 'الاخبار'
الأميركيّون في لبنان: 'القاعــدة' أولاً
ناصر شرارة:

تتوالى أخبار عمليات توقيف الأجهزة الأمنية اللبنانية لمشتبه في انتمائهم إلى تنظيمات أصولية و&laqascii117o;إرهابية"، بغطاء &laqascii117o;دولي"، بعدما تكونت لدى الأجهزة الغربية قناعة ــ مبنية على معلومات ـ بأن لبنان صار ممراً لهذه التنظيمات نحو سوريا وغيرها من دول المنطقة.
بعد إلقاء القبض على الشاب السلفي شادي المولوي، نفذت مديرية استخبارات الجيش عملية أمنية أدت الى إلقاء القبض على شابين يُشتبه في انتمائهما إلى تنظيم القاعدة في بيروت. وحتى ليل أمس، كانت مصادر الجيش اللبناني تمتنع عن تسريب أي معلومات بشأن هذه القضية، فيما حصلت &laqascii117o;الأخبار" على معلومات تشير إلى أن عملية التوقيف جرت في منطقة عين المريسة، وأن الموقوفين هما سوري يدعى سمير ك.، وآخر لم تُعرَف جنسيته يُدعى أنس ع. وفيما لفتت مصادر أمنية إلى أن الموقوفين حضرا إلى لبنان لشراء أسلحة، وأنهما من &laqascii117o;الموقوفين العاديين" الذين يوقفون باستمرار، أكدت مصادر أخرى أن الطريقة التي نفذت بها استخبارات الجيش عملية التوقيف تشير إلى أن الموقوفين مهمان جداً. بدوره، قال مصدر دبلوماسي في بيروت إنه حصل على معلومات عن هذا الخبر من مصادر خاصة وصفها بأنها غربية معنية بمتابعة ملف الإرهاب، وقال إنه تأكد من هذا الخبر من مصادر محلية تقطن في المنطقة التي جرت فيها عملية إلقاء القبض على &laqascii117o;عنصر القاعدة" المذكور. وبحسب المصدر عينه، يشهد لبنان في هذه المرحلة موسماً حافلاً بعمليات توقيف المشتبه في انتمائهم إلى &laqascii117o;تنظيمات إرهابية، وذلك بغطاء دولي كبير؛ لأن المعلومات المسربة للاستخبارات الأميركية الغربية وللقيادة الوسطى في الجيش الأميركي، تؤكد وجود حراك ملحوظ لهذه التنظيمات، انطلاقاً من لبنان، وبالتحديد منطقة الشمال فيه، وبعض المخيمات الفلسطينية، باتجاه كل من اليمن وسوريا". وهذا ما دعا غير مصدر عالي المستوى في وزارة الدفاع الأميركية إلى التصريح في الفترة الأخيرة، صراحة وتلميحاً، بوجود اختراق لتنظيم القاعدة في المعارضة السورية وداخل حراكها، والتعبير عن القلق بهذا الشأن. ويؤكد المصدر أن قضية المولوي منعزلة عن الحسابات اللبنانية الداخلية، وليست لها أي صلة بالمواقف من الأحداث السورية، رغم أن الأخير ينشط ضمن مهماته في دعم الحراك الجهادي للجماعات الإسلامية ضد النظام. وكشف أن اتصالات تجري من قبل جهات في قطر للوقوف على حقيقة نوعية تورط مواطنها عبد العزيز العطية في المجموعة التي ألقى الأمن العام اللبناني القبض عليها أخيراً، وعمّا إذا كانت له ارتباطات في داخل قطر.
وقال المصدر إن الكلام على وجود تهديد باغتيال زعماء لبنانيين &laqascii117o;ليس جديداً، فهذه المعلومة موجودة منذ عدة أشهر، ويجري الآن التذكير بها في مناسبة أن الاستخبارات الغربية تتوقع رد فعل من القاعدة على الضربات التي توجهها الدولة اللبنانية إليها". وبخصوص القلق الغربي عامة والأميركي خاصة من نشاط &laqascii117o;القاعدة" انطلاقاً من لبنان في هذه الفترة، يؤكد المصدر الدبلوماسي الواسع الاطلاع، أن التوجه الأميركي ليس مبنياً على خلفية حصول تبدل في موقف واشنطن من الأحداث في سوريا، بل من قبيل تقدير مصالحها الأمنية القومية التي تشارك في صياغتها القيادة الوسطى في الجيش الأميركي لكونها موجودة لوجستياً في مسرح الشرق الأوسط الذي منه لبنان وسوريا. وضمن هذا الاعتبار، كشف الدبلوماسي عينه أنه خلال زيارة قائد قيادة المنطقة الوسطى في الجيوش الأميركية، فنسنت بروكس، بيروت في الشهر الماضي، أبلغ مراجع لبنانية رسمية بأنه غير معني بسقوط النظام السوري، وأن قلق قيادته يتمحور حالياً حول ثلاثة عناوين: الأول الخشية من سيطرة مجموعات أصولية متطرفة في المعارضة السورية على أسلحة غير تقليدية أو على صواريخ مضادة للطائرات من مستودعات الجيش السوري. وأكثر من ذلك، فإن بروكس صاغ خشيته حول هذه النقطة بطريقة توحي بأنها رسالة لفت انتباه من واشنطن للنظام السوري، لكي يكون متيقظاً لمنع حصول هذا الأمر. أما العنوان الثاني، فتمثل بالتشديد على الاستقرار في لبنان، على اعتبار أن هذا الأمر هو توجه استراتيجي في هذه المرحلة، وأقله لغاية نهاية هذا العام لإدارة الرئيس باراك أوباما، جرى إبلاغه لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل، وان الحافز الأميركي وراء هذا التوجه هو مصالح اقتصادية كبرى لأميركا على صلة برغبتها في الحفاظ على سعر النفط ضمن سقفه الحالي خدمة لانسجامه مع الخطط الاقتصادية الأميركية. ويعطي الدبلوماسي عينه أمثلة على جدية واشنطن في موضوع دعوة جميع الاطراف الى الالتزام بضمان عدم هزّ الاستقرار في هذه المرحلة، وذلك من خلال كشفه ان اسرائيل بعد تبلغها الطلب الأميركي الحاسم بهذا الخصوص أرسلت الى قيادة الجيش اللبناني قبل فترة رسالة بواسطة قوات اليونيفيل في الناقورة تقول فيها إنها غير معنية بالتوتر مع لبنان وإنها مستعدة لمعالجة كل المشاكل، ومنها مشكلة الحدود البحرية عبر قنوات التفاوض غير المباشرة. أما العنوان الثالث الذي أبلغه الجنرال الأميركي للمراجع اللبنانية العليا التي التقاها، فيفيد بأن واشنطن لا تزال تلتزم الخطوط الحمراء الإسرائيلية التي تقضي باستمرار التهدئة مع لبنان، شرط أن يمتنع حزب الله عن التزود بأي أسلحة &laqascii117o;تخل بالتوازن العسكري".


- 'الاخبار'
هكذا كُشِفَت الباخرة 'لطف اللّه 2'
ناصر شرارة:

بعد وصول الباخرة لطف الله 2 إلى بحر لبنان وانكشاف أمرها، كُشف بعد عدة أيام على مستوعبين آخرين مملوءين بالسلاح المستورد للمعارضة السورية عند شاطئ طرابلس، ويحتويان على 500 مسدس (بينها مسدسات مزودة بكواتم للصوت) وكميات كبيرة من الرصاص. وبعد يومين من ذلك، كانت الأجهزة الأمنية ترصد وتتابع باخرة ثالثة يقال إنها في طريقها إلى شواطئ شمال لبنان.مصدر في الاستخبارات الفرنسية يعزو تكثيف عمليات تهريب السلاح عبر لبنان إلى سوريا، إلى حقيقة أن تركيا والأردن والعراق اتخذوا أخيراً إجراءات تصعب عمليات تهريب السلاح عبر حدودهم إلى سوريا. لذلك، لم يبق أمام الناشطين في الخارج على خط تهريب السلاح للحراك السوري المتعاظمة حالة عسكرته، سوى المنفذ اللبناني عبر ساحله الشمالي.وتقول معلومات متقاطعة إن قيادة أركان الجيش الأردني ترفع في مقابل شعار الإخوان المسلمين الأردنيين المنادي بمساندة &laqascii117o;الثورة السورية" بالتسليح والمساعدات، شعار &laqascii117o;الدار أولاً"، وترجمته العملية هو إعطاء مصلحة الأمن الوطني الأردني الأولوية في التعامل مع الحدث السوري. وتحت هذا العنوان صاغ الجيش الأردني وأجهزة الأمن الأردنية، مقولة أنه يجب رفع جدار فاصل بين الواقع السياسي والأمني السائد الآن في سوريا وبين الوضع السياسي والأمني الأردني، خشية أن تنتقل عدوى الفوضى وسمات الحراك الإسلامي الناشئ هناك إلى المملكة. وتؤكد معلومات موثوقة أن عمّان رفضت في مرحلة سابقة طلباً من الاستخبارات الأميركية السماح لشركة أميركية خاصة بتموضع عناصر لها على الحدود الأردنية _ السورية لتدريب عناصر سوريين معارضين، على السلاح وعلى عمليات إدارة استيعاب مخيمات للنازحين السوريين وحمايتها.
مناورة بحرية في الإسكندرية
وفي مصر التي لا حدود لها مع سوريا، تعمل الأجهزة الأمنية على تحصين الموانئ في بورسعيد والإسكندرية لمنع استخدامهما في علميات تهريب السلاح إلى سوريا، عبر بواخر تمر &laqascii117o;ترانزيت" فيها آتية من ميناء مصراطة الليبي إلى ميناء طرابلس اللبناني. وفي معلومات لـ&laqascii117o;الأخبار" أنه يوم الرابع من الشهر الجاري نفذت شرطة ميناء الإسكنرية مناورة بحرية ضخمة في محيط المرفأ بواسطة قوارب الزودياك الفائقة السرعة. وكشفت أوساط مصرية مطلعة، أن قرار إجراء المناورة أوجبته استنتاجات توصلت إليها قيادة شرطة الميناء على خلفية مرور السفينة لطف الله 2 عبر الإسكندرية. والرسالة التي أرادت إيصالها هذه المناورة هي إخافة كل من يخطط لاستخدام ميناء الإسكندرية لتهريب السلاح أو الأشخاص بشكل غير قانوني.والسبب الذي دفع مصر إلى اعتبار حادثة الباخرة &laqascii117o;لطف الله 2" ذو معنى هام، ينبع من وجود معلومات عن نشاط لـ&laqascii117o;سكة" بحرية متوسطية يستخدمها تنظيم &laqascii117o;القاعدة" بطرق ملتوية في تهريب السلاح عبر واجهات إسلامية تتغطى دولياً وإقليمياً بأنها جزء من الحراك الشعبي العربي. ويوجد استنتاج لدى القاهرة بأن رحلة باخرة &laqascii117o;لطف الله 2" هي جزء من نشاط هذه &laqascii117o;السكة".ويدعم هذا الاستنتاج من ناحية ثانية ووفق مصادر أخرى، ظهور وقائع على صلة بالباخرة وحمولتها. فصاحب الباخرة يدعى محمد خفاجة، وهو يقيم حالياً في دمياط، وتسجل سيرته الذاتية أن اسمه كأحد أثرياء التجارة البحرية، صعد بسرعة فائقة وأنه اشترى باخرة &laqascii117o;لطف الله2" قبل عشر سنوات، من الدانمارك، وهي من صناعة ألمانية، وحمولتها 3900 طن، وكان قد اشترى أيضاً قبل خمس سنوات خمس سفناً أخرى. وتضيف المعلومات المتوافرة عنه أن سبب ثرائه السريع وصعوده المفاجئ في عالم التجارة البحرية، يعود إلى كونه يمتهن تجارة تهريب البشر الممنوعة، وذلك من مرافئ مصر باتجاه اليونان، ومن هناك يتدبر الأشخاص الذين يهربهم عبر سفنه، ومنها باخرة &laqascii117o;لطف الله 2"، طريقهم إلى أوروبا بواسطة شبكات يختلط فيها نشاط القاعدة بنشاط مافيات تجارية. وعن احتمالات تورط خفاجة بعملية تهريب السلاح على متن باخرته، تشير مصادر مطلعة إلى أن رحلة الباخرة من ميناء الإسكندرية إلى طرابلس، تكلف 20 ألف دولار، ولما كان في الباخرة ثلاثة مستوعبات، فإنه بحسب الأسعار المعتادة، يتقاضى عن كل مستوعب ما بين ألف وخمسمئة دولار وألفي دولار. بناءً عليه، إن مجمل المبلغ المستحق له، كثمن لرحلة باخرته إلى طرابلس، هو ستة آلاف دولار، ما يطرح عدة أسئلة عن دوره.
تزوير في المانفيست
وتظهر المعلومات أن المانفيست الصادر من مصراطة عن رحلة الباخرة لا يحمل أي توقيع من السلطات الجمركية. وهذا يرسم شكوكاً حول أن تكون كل أسماء شركات الشحن المسجلة فيه، وهمية. وهناك أساس إضافي لإطلاق هذا الشك: فالوزن المسجل في المانفيست لحمولة الباخرة من المستوعبات الثلاثة هو 31 طن وهو وزن يعتبر فوق الطاقة القصوى لسعة المستوعب.وبحسب ما هو مسجل في المانفيست بالعربية، إن عنوان الشركة المرسلة إليه الحمولة في لبنان، هو مطاوع ريما. لكن تسجيل الاسم باللغة اللاتينية جاء &laqascii117o;رينا"، لا &laqascii117o;ريما". والأغرب من ذلك عدم ظهور رقم السفينة في البوليصة وفقاً لما هو متبع في قواعد الشحن البحري.
نتائج التحقيق
أما بالنسبة إلى صاحب شركة الشحن مطاوع عمر ريما، فإن المعلومات تفيد بأنه كان موجوداً في السعودية عندما اتصلت به مجموعة من المعارضين السوريين وعرضوا عليه فكرة أن يسهم في دعم &laqascii117o;الثورة السورية". وتقول وقائع التحقيق إن المعلومة عن الباخرة وصلت إلى طرف أمني رسمي لبناني، خلال الفترة الزمنية التي كانت توضَّب فيها الأسلحة في ليبيا، عن طريق شخص لبناني أوضح أن خطة التهريب تقضي بنقلها، بعد إفراغها، إلى مخابئ أعدت مسبقاً في منطقة عكار، وبعد ذلك يصار لنقلها إلى داخل سوريا. في المقابل، كانت خطة الجيش اللبناني تقضي بعدم القيام بضبط الأسلحة المهربة إلا في المرحلة الثانية، أي عندما تُخزَّن في المخابئ المعدة لها. لكن في آخر لحظة قررت قيادة الجيش ضبطها في عرض البحر.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد