- 'الاخبار'
السافرات محجوبات عن 'المنار'
مهى زراقط:
منذ تأسيس قناة &laqascii117o;المنار" مطلع التسعينيات، وظهور النساء السافرات على شاشتها نادر. &laqascii117o;تساهلت" المحطة في الأمر لاحقاً، قبل أن تصدر مؤخراً قراراً إدارياً يقضي بعدم استقبالهنّ، إلا ضمن استثناءات. قرار يعيد طرح أسئلة عن التحدّيات التي يواجهها &laqascii117o;حزب الله" في التعامل مع جمهوره. الحزب المقاوم الذي حاز شعبية واسعة في مختلف الأوساط اللبنانية، لا يستطيع أن يتجاهل عقيدته الدينية
القرار القاضي بعدم استقبال نساء سافرات في برامج &laqascii117o;المنار"، ليس سرياً، لكن إدارة القناة تتعامل معه وكأنه كذلك. يعتذر مسؤول العلاقات الإعلامية ابراهيم فرحات، بلباقة، عن الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالموضوع، واعداً بأن: &laqascii117o;نتحدّث عن هذا الأمر لاحقاً". الشخص المعنيّ في إدارة المحطة يقول إن &laqascii117o;الأمر غير دقيق". وفيما يرفض توضيح مكامن عدم الدقة، يحذّر &laqascii117o;عندما ستنشر المعلومة (غير الدقيقة) سنرسل ردّاً"! لكن ما هو غير دقيق بالنسبة إلى الإداريّ المعنيّ، واضح جداً بالنسبة إلى الإعلاميين الموظفين في القناة، الذين تبلّغوا بالقرار، وينفذونه، منذ أكثر من عام. عدد منهم مربك فعلاً في العمل، بسبب الإحراج الذي يتعرّضون له عندما تقودهم اتصالاتهم إلى ضيفة، تقدّم المعلومة المناسبة للموضوع الذي يعالجونه، لكنها لا تلبّي الشرط الجديد: &laqascii117o;أن تكون محجبة". قد يكون الإحراج الذي تعرّض له بعض الزملاء في التعامل مع سيدات غير محجبات، هو ذاته الذي يمنع الإدارة من توضيح خلفيات قرارها. إذ لا يبدو أن هناك تفسيراً آخر لإصرارها على عدم الرغبة في الحديث عن الأمر، رغم معرفتها بأنه سيثار إعلامياً. كلّ ما فعلته &laqascii117o;تمنّي عدم النشر حالياً". تمنّ غريب. لم لا تشرح المحطة قرارها، خصوصاً أن المبرّرات التي قد تقدّمها يمكن أن تثير نقاشاً جدياً حول دور التلفزيون ووظائفه، والصور النمطية التي تنتجها الشاشات اللبنانية عن مجتمع لم يعد يشبه نفسه. سواء عبر برامج الضحك والمنوّعات، أو المسلسلات المحلية البعيدة كلّ البعد عن الواقع اللبناني.
لكن، في ظلّ غياب رأي الإدارة، لم يكن يسع &laqascii117o;الأخبار" إلا اللجوء إلى الزملاء العاملين في المحطة. منهم من رفض الحديث &laqascii117o;احترماً للمؤسسة"، ومنهم من وافق مشترطاً عدم ذكر الاسم. كيف صدر القرار؟ يروي أحد الزملاء أن الإدارة عقدت اجتماعاً مع الموظفين قبل نحو عام ونصف العام أبلغتهم فيه جملة من القرارات، كان منها عدم الرغبة في استضافة نساء سافرات. لم يعرف الزملاء على أي مستوى صدرت القرارات، لكنهم قدّروا أن تكون صادرة مباشرة عن الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله، خصوصاً أنه كان قد اجتمع بعدد من الموظفين قبل ذلك. هنا يدور جدل بين المتابعين. منهم من ينقل عن نصر الله قوله &laqascii117o;في حال وجود خيار بين ضيفة محجبة وأخرى سافرة تختارون الأولى". ومنهم من يؤكد أنه تمنى عدم استضافة السافرات. لكن أياً يكن، النتيجة كانت إعلان قرار إداري، لم يجر نقاش بشأنه مع الإعلاميين، حتى حول إمكانية تطبيقه. &laqascii117o;إذا كان صعب التطبيق في برنامج ما، يلغى البرنامج"، قيل يومها بكلّ وضوح. خلال التجربة، برزت بعض الاستثناءات. إذ يسمح بظهور السافرات في نشرات الأخبار والتقارير التي تبثّ خلالها. كما يسمح في التقارير التي تعدّ في الشارع ويسأل فيها مواطنون عن آرائهم. أي أن المعيار هو &laqascii117o;ما يمكن ضبطه". الجوّ العام الذي أدى إلى إصدار هذا القرار، وغيره، هو إعادة العمل على الصورة التي يريد &laqascii117o;حزب الله" أن يطلّ فيها على جمهوره، والتي يريد لجمهوره أن يكون عليها، من باب التأثير المتبادل. ذلك أنه تزامن مع ما يسمى بورشة &laqascii117o;الإصلاح" التي أطلقها الحزب في مختلف قطاعاته، وكان الإعلام أحد مرتكزاتها لكونه الأكثر تأثيراً. لا يمكن الجدال هنا في حجم التأثير، بدليل أن إدارة المحطة كانت قد فرضت في تلك المرحلة قيوداً على المذيعات تتعلّق حتى بمناديل الرأس التي يرتدينها، بحيث يكون المنديل مكوّناً من لون واحد، قاتم. والسبب توجّه كثيرات من جمهور &laqascii117o;المنار" إلى شراء مناديل ملوّنة، وحريرية، كتلك التي تطلّ بها المذيعات، وغالباً ما تكون أسعارها &laqascii117o;خيالية" نسبة إلى القدرة الشرائية. كذلك طاول الأمر &laqascii117o;جمال" المذيعات، فاستبعدت الإدارة مثلاً عدداً من الزميلات بسبب عمليات تجميل كنّ قد أجرينها. وقد أتت هذه الإجراءات تتمة لسلسلة قرارات &laqascii117o;جريئة" (اقتصادياً) كانت قد بدأت في قسم الإعلانات، الذي يخضع لشروط قاسية. فالمؤسسة لا تبثّ إعلانات لبضائع مقاطعة، كما أن إعلاناتها غالباً ما تكون &laqascii117o;صُنع في المنار". فهي تحذف منها، وتعيد تقديمها بشكل يتواءم مع شروطها. وقد تسبّب هذا القرار بخسارة المحطة لنحو 20% من إعلاناتها.
اللافت أن تأتي هذه القرارات بعد سياسة &laqascii117o;انفتاح" مارستها القناة لسنوات طويلة. قدامى &laqascii117o;المنار" يتحدّثون عن تدرّج في التخفيف من الضوابط التي كانت المحطة تفرضها. والأمر لا يقتصر على المرأة وحدها هنا. يذكر كثيرون يوم أطلّ الإعلاميان عماد مرمل وعمرو ناصف بربطة عنق. كان ذلك في إطار محاولة من &laqascii117o;المنار" للانفتاح على &laqascii117o;ثقافات أخرى". تزامن ذلك أيضاً مع فتح استديوهات القناة لنساء سافرات، يحللن ضيوفاً على برامج اجتماعية وتربوية وصحية وثقافية. هذا &laqascii117o;الانفتاح" لم ينجح في تغيير الصورة التي رسّخها الجمهور في ذهنه عن محطة المقاومة. كلّ إطلالة لمرمل وناصف، أو لسيدة سافرة، كانت ولا تزال تعدّ &laqascii117o;استثناءً" يكرّس القاعدة التي تسري على موظفي القناة &laqascii117o;الملتزمين". وهذا الاستثناء كان موضع انتقاد كثيرين من المحازبين، يأخذون على &laqascii117o;المنار" بحثها عن كفاءات من خارج جوّها. كان يمكن فهم انتقاد مماثل لو أنه صادر عن خلفية تطالب مثلاً، بعدم الاستمرار في استضافة وجوه مكرّسة إعلامياً خصوصاً أنه يشير إلى استسهال العاملين في المحطات التلفزيونية اختيار الضيوف الذين يسهل الوصول إليهم، عوض البحث عن متخصّصين لديهم فعلاً ما يدلون به. لكن الخلفية التي ينطلق منها هؤلاء هي شعورهم بملكيتهم للشاشة، وحقهم بأن يكونوا هم من يطلّ عليها ويدلي برأيه فيها. لذلك تعيد القرارات الأخيرة إلى النقاشات الأولى التي رافقت تأسيس &laqascii117o;المنار" عام 1991. منذ ولادتها، حاولت القناة المزاوجة بين انتمائها الحزبي، وبين الشروط الموضوعية التي يفرضها العمل في هذه المهنة. بين المحافظة على العقيدة، وبين الانفتاح على جمهور أوسع. الخطوط الحمر كثيرة هنا، وهي لا تشبه ابداً العمل في &laqascii117o;إذاعة النور" التي تقدّم دوماً، من قبل قيادات &laqascii117o;حزب الله"، كنموذج ناجح. صحيح أن الإذاعة ناجحة على أكثر من مستوى، لكنها لا تخضع للتحدّيات ذاتها التي يخضع لها التلفزيون. يدرك المهنيون العاملون في المحطة أنهم أمام مهمة غير سهلة. من جهة، هم يعملون في مؤسسة تتبع حزباً سياسياً ودينياً. ومن جهة ثانية، هم يعملون في &laqascii117o;تلفزيون" يقوم على الصورة... والصورة الجميلة. وهنا تبدأ أولى المشاكل. صحيح أن الجمال قيمة، لكنها ليست القيمة الأبرز التي ترغب إدارة القناة في التركيز عليها. فللمحطة هويتها وصورتها، وغاياتها أيضاً. قرار إنشائها يعني الإعلان عن وجود فئة في لبنان، كانت غائبة عن بقية الشاشات، وكلّنا يعرف أن &laqascii117o;ما لا نراه على التلفزيون ليس موجوداً". كانت &laqascii117o;المنار" رائدة، فإلى تجربتها في الإعلام المقاوم، قدّمت الإعلاميات المحجبات، وكانت حريصة على أن يكون بينهن من يرتدي الشادور الأسود، الذي ترتديه آلاف اللبنانيات. لكنها في المقابل، غابت عن فئة ثانية تشعر بأن لها أيضاً حصة في المقاومة. نجحت القناة في تقديم صورة نموذجية عن نفسها. قدّمت مجتمعاً مسلماً مقاوماً، في برامج هادفة. لكن من قال إن التلفزيون هو صورتنا عن أنفسنا فقط، حتى لو كانت صورتنا هي الهدف الرئيسي من إنشاء قناة؟
شروط معاكسة؟
تتفاوت آراء الزملاء في &laqascii117o;المنار" بهذا القرار. بين رافض له لأنه &laqascii117o;يصعّب علينا عملنا ويحجبنا عن جمهور واسع نتعامل معه يومياً" وبين من لا يجد فيه أكثر من إجراء إداري يشبه إلزام الموظفين في بعض المؤسسات بزيّ موحد (مضيفات الطيران، موظفو المصارف، إلخ.). ينسى محدّثنا أن المواطنات اللبنانيات، اللواتي يفترض ان يكون لهنّ صوت، لسن موظفات في &laqascii117o;المنار". فيذكّر بأن باقي الشاشات اللبنانية تتيج المجال لظهور غير المحجبات... وبشروط تكون معاكسة أحياناً. وإذا أتاحت الفرصة لسيدة محجبة بالإطلالة، فلأنها &laqascii117o;بتلعبها صحّ". ولم لا تلعبها &laqascii117o;المنار" صح أيضاً؟ الإجابة ببساطة: هذا قانونها!
- 'الاخبار'
حزب الله: السندريلا والـ'ستار'
زينب مرعي:
... لحزب الله أيضاً مناصرات متعصّبات من السافرات. يمزجن بين عشقهنّ للمقاومة وسيّدها. نموذج السافرات المشاركات في مهرجانات الحزب لم يعد غريباً عنه، لكنه ليس قابلاً للتعميم في &laqascii117o;الداخل"
عندما يصل الخطاب إلى خواتيمه، يلملم الناس أغراضهم وأولادهم ويخلون الساحة في وقت قصير. تبقى رندة هناك ثابتة في مكانها. تلوّح وتلوّح بيديها &laqascii117o;للسيّد" على الشاشة. ربما إن تعبت يداها كثيراً يشعر السيد حسن نصر الله، بطريقة ما، بأنّ هناك من يلوّح له. تلوّح وتشعر بأنّها ستصرخ بكلّ الكلام الذي تريد أن يصله. لكنها تستدرك في اللحظة الأخيرة وتصمت. &laqascii117o;ألوّح لأقول له إنني هنا. إنني على عادتي أتيت لأدعمه. طبعاً هو يعرف أنّ كثيرين يدعمونه، لكنني أشعر بأنّه بحاجة ليراني هنا". في إحدى المرّات، بقيت رندة تلوّح له وحيدة قبل أن يختفي عن الشاشة، فابتسم &laqascii117o;السيّد". شعرت كأنّه يشكرها. هذه الابتسامة كانت لها. هي متأكّدة من الموضوع، رغم سخرية الناس من قصّتها. رندة غلام، ربما لا يعرفها كثيرون باسمها، لكنهم حتماً يعرفون تلك السيدة الشقراء، بالعيون الملوّنة، التي يسلّط عليها الإعلام كاميراته في معظم مهرجانات &laqascii117o;حزب الله"، حتى أصبح يناديها البعض بـ&laqascii117o;vedette (نجمة) حزب الله". لكن، لمَ رندة غلام؟ عندما اختار الإعلام إبرازها لم يكن يعرف أنّها مسيحيّة، الأمر الكفيل بجعلها أكثر إغراءً له. ما لفت عين الكاميرا كان شعرها المتروك ليراه الجميع ممزوجاً بحماستها الكبيرة. غلام لا تشبه، عموماً، الحضور النسائي في احتفالات &laqascii117o;حزب الله". وإن كانت المهرجانات الكبيرة قادرة على احتضان أنواع مختلفة من الناس، إلا أنّ الليالي العاشورائيّة أو المناسبات التي تقام عادة في &laqascii117o;مجمّع سيد الشهداء"، لا تشهد قدراً كبيراً من الاختلاف. فكيف ينظر &laqascii117o;حزب الله" إلى السافرات من مناصراته؟ وهل استقطابهنّ كان يحتاج إلى تعديل في خطابه التأسيسي؟ وكيف يقيم التوازن بين &laqascii117o;الداخل" و&laqascii117o;الخارج"؟ بعد انتصار عام 2000، وجد اللبنانيون جميعاً في رحيل المحتلّ مناسبة للاحتفال. هذا الموضوع عزّز شعبية الحزب لدى غير المنتمين إليه. بالنسبة إلى الأستاذة والباحثة في علم الاجتماع السياسي هدى رزق، بقي خطاب &laqascii117o;حزب الله" في تلك الفترة يتّسم نوعاً ما بالتشدّد، حتى عام 2004، عندما طرح موضوع التمديد للرئيس إميل لحود. عندها أصبحت استدارة الحزب إلى الداخل أوضح من قبل، برأي رزق. مع هذه الاستدارة، أصبح &laqascii117o;الحزب" بحاجة إلى مناصرين له من خارج بيئته. بينما يرى النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض أنّ &laqascii117o;حزب الله طوّر خطابه اللبناني والعروبي، والرسالة المفتوحة الثانية عام 2009 شكّلت نقلة نوعية في خطابه ومقاربته لمختلف القضايا السياسية المحليّة والإقليمية. أصبح الخطاب أقلّ أدلجة وأكثر تسيّساً وانفتاحاً". ويضيف &laqascii117o;صحيح أن للحزب معايير دينية وسياسية للانتساب إليه، لكن البيئة الاجتماعية التي تتشكّل من مناصرين له باتت واسعة جداً، ولا تقتصر على الطائفة الشيعية. والسبب في ذلك هو شقّ المقاومة في الحزب الذي يلبّي تطلّعات عدد كبير من اللبنانيين العابرين للطوائف. هذه الظاهرة، تجاوزت الساحة اللبنانية، وهي ظاهرة مرحّب بها وتشكّل طموح أي حزب في أن تتوسع قاعدة المناصرين له". بالنسبة إلى فياض، لا يزعج &laqascii117o;حزب الله" أن يكون بين المناصرين سافرات، فهذا شأنهنّ الخاص، لا بل من وجهة معيّنة يعدّ الحزب الأمر ظاهرة إيجابية. بالطبع هي كذلك بما أنّها تعبّر عن أنّ مناصري الحزب لا يشبهون بعضهم بالضرورة، وهم من مختلف الاتجاهات. تقول رزق إنّه إعلامياً (أي خارجياً) الحزب منفتح على السافرات وهو يقبلهنّ بما أنّه يحتاج إليهنّ لنقل صورة منفتحة عنه للعالم العربي والغربي خاصةً، كما أنّه بحاجة إليهنّ للدعم السياسي. لكن، ما نوع العلاقة التي يمكن أن ينسجها مع هؤلاء؟ هنا يتغيّر الوضع، إذ إنّ عدد الخطوات التي يمكن أن يخطوها الحزب تجاه &laqascii117o;نسائه" السافرات محدود جداً. هكذا توقّفت العلاقة مع ريم حيدر أو &laqascii117o;المرأة التي حصلت على عباءة السيّد"، بعد الضجّة الإعلاميّة، عند حدود بعض التكريمات. ورغم مواقفها الداعمة للمقاومة، لم تدخل ريم معقل الحزب، فالداخل يخضع لمعايير مختلفة. تقول رزق إنّ &laqascii117o;ما يهمّ الحزب في من يختلفون عنه اجتماعياً هو أن لا يكونوا معادين له، ولكن إن كانت شيعيّة، غير محجّبة، يصبح وضعها أصعب. لا يجب إبرازها داخل حزبهم بما أنّها ليست النموذج الذي يجب الاحتذاء به". في الشارع، كثيرات هنّ اللواتي يشبهن ريم. فتيات، غير محجّبات، يناصرن المقاومة وسيّدها. لدى بعضهنّ القضيّة وفكر المقاومة هما الأهم، بينما يقع البعض الآخر تحت تأثير سحر &laqascii117o;السيّد" وكاريزماه حتى أصبح الناس يردّدون &laqascii117o;نشفق على أي سلطان من بعدك". صورة السيّد في أذهان الفتيات تجعله بعيداً كلياً عن متديّني الحزب الذين يرفضون المرأة السافرة. بالنسبة إليهنّ &laqascii117o;السيّد" هو صورة الانفتاح في الحزب، وسيقبلهنّ على ما هنّ عليه. في الحالتين، مهما بلغت درجة اندفاع هؤلاء ورغبتهنّ في خدمة المقاومة، لن يجدن مكاناً لهنّ في صفوف الحزب. فبعد مرور ستّ سنوات على قصّة ريم حيدر، تقول إنّها، بعدما اكتشفت أنّه لن يتمّ استثمارها في أيّ عمل مفيد لم تعد تريد أن تكون &laqascii117o;سندريلا الحزب"، أي تلك الفتاة التي اكتسبت شهرتها من الأمير وانتهت القصّة عند هذا الحدّ. أمّا رندة غلام فقصّتها مع السيّد بعيدة عن خواتيمها. رندة من &laqascii117o;الخارج" لا تعرف طريقة لدعم المقاومة وسيّدها خصوصاً. برأيها كل ما بوسعها فعله هو أن تحضر جميع مناسبات الحزب. تقول إنه أصبح لديها هاجس اسمه &laqascii117o;السيّد حسن". كلّ دقيقة فراغ من حياتها تستغلّها في التفكير به. &laqascii117o;هل هو بخير؟ هل يأكل؟ هل يشرب؟ هل يتنشّق الهواء؟". تغفو وتصحو على حلم لقائه. تذهب إلى الاحتفالات كي يراها، كما تراه. فهو بالنسبة إليها &laqascii117o;هبة من عند الله، وأخ وأب وابن ومثال الطهارة". تضيء له شمعة كلّما صلّت، كما تضيء له شموعاً بعدد سنوات عمره، على قالب حلوى خاص، كل 31 آب، يوم عيد ميلاده. بين صوره الموزّعة في منزلها، هناك واحدة تجمع في خلفيّتها اللونين الأخضر والأحمر. هذه تخصصها غلام لشجرة الميلاد، التي ستجد على رأسها صورة نصر الله مكان النجمة. السيّد الذي عاش بنفسه على الجبهة، ثمّ قدّم ابنه شهيداً هو رمز المقاومة. نسألها هل إن موقفها تجاه المقاومة سيكون مشابهاً لو لم يكن نصر الله هو الأمين العام لحزب الله. تجيب: &laqascii117o;طبعاً. إن كانت لديه المواقف والصفات والاندفاع والقوّة والشخصيّة ذاتها"!
- 'الجمهورية'
حزب الله وإسرائيل ومعركة 'كسر العظم' المحتملة
علي الحسيني:
القارئ بين سطور أحداث المنطقة، يستطيع أن يلاحظ أنّ ثمّة عناوين عدّة بدأت إسرائيل تطرحها على طاولات البحث لتبرير أيّ حرب جديدة ضد لبنان، وفي طليعتها &laqascii117o;ازدياد تسلّح" حزب الله إيرانيّاً وسورياً، الذي ترى فيه خطراً داهماً عليها، في الوقت الذي يتحدث البعض عن ضربة استباقية إسرائيلية لإيران لتقويض برنامجها النووي.
في مواجهة المستعمرات الإسرائيليّة
يبدو أن طرفَي النزاع التقليدي، حزب الله وإسرائيل، يستعدّان دراماتيكيّاً لحرب قد تكون فاصلة إلى حدّ ما إذا ما قيست بسابقاتها بينهما، إن لجهة التجهيز في العديد والعتاد، أو لجهة تحضير العنصر البشري نفسيّاً عبر رفع معنويات العسكر بوضعهم في صورة الانتصار المؤكّد مُسبقاً. كلّ المؤشرات تدلّ على أنّ إسرائيل أكملت جهوزيّتها لأيّ مواجهة محتملة مع الحزب في المرحلة المقبلة، لكن ضمن إستراتيجية جديدة عمادها 'سياسة الأرض المحروقة'، إذ إنّها 'لن تترك هذه المرة متراً واحداً في الخطوط الأمامية إلاّ وستحرقه من أجل إيجاد مساحات واسعة تتيح لآلياتها العسكرية والطبّية، إضافة إلى جنودها، التحرّك بحرية مطلقة من دون تعرّضها لأيّ إصابات محتملة'. ويقول محلّل استراتيجي غربي لـ'الجمهورية' إنّ 'ضربات إسرائيل الاستباقية قد تستهدف أماكن تخزين أسلحة بالغة الأهمية تابعة لـ'حزب الله' كانت رصدتها خلال الفترة الأخيرة، وإنّ مبادرتها إلى الحرب هي احتمال وارد في أيّ لحظة، لأنّها تعتبر أنّ الحزب تخطّى حدود المقبول، عسكريّاً وسياسيّاً وإعلاميّاً، ولذلك فهي ترى أنّه لم يعُد من الجائز تركه 'يسرح ويمرح' في المنطقة على هواه في ظلّ الانشغال الدولي بالأزمة السورية'. ويضيف: 'من المحتمل أن تبدأ إسرائيل مهاجمة القوافل التي تنقل السلاح أو الصواريخ للحزب من سوريا، وقد يتطوّر الأمر إلى حدّ استهداف مستودعات الأسلحة في الداخل السوري التي تدّعي أنّ 'حزب الله' يستخدمها'. ويلفت هذا المحلّل إلى أنّ 'إسرائيل قد تبدأ الحرب بلا سابق إنذار، أو استدراج 'حزب الله' إلى قتال لتدمير قدراته بضربات أولية نوعية ضد قوّاته أو قياداته لمنع إيران من فتح جبهة ضدّها في حال اضطرّت إلى مهاجمة منشآتها النووية'، كاشفاً أنّ 'التدريبات التي تجريها القوّات الخاصّة الإسرائيلية في منشأة جديدة تحت الأرض، تحاكي في المرتبة الأولى احتلال ما عُرف بمثلّث الصمود في جنوب لبنان: عيترون، مارون الراس، عيتا الشعب في أقلّ من 24 ساعة، وذلك من خلال تكثيف الغارات الجوّية وعمليات الكومندوس غير المسبوقة، لتكون المرحلة التالية إفراغ معظم مناطق الشريط الحدودي من سكانه عبر سياسة الأرض المحروقة التي من ضمنها تدمير منازل يشتبه بانتماء أصحابها إلى حزب الله'. ويجزم الخبير الغربي بأنّ 'ما يستحوذ التحليل لدى القيادة العسكرية الإسرائيليّة هذه الأيام، هو دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رجال المقاومة للاستعداد للحظة الطلب منهم احتلال الجليل، لأنّ الإسرائيلي يُدرك تماماً أنّ كلام نصرالله لا يمكن إلا أن يؤخذ على محمل الجدّ'. وينهي الخبير الاستراتيجي كلامه بالحديث عن التسلّح الإسرائيلي فيكشف الآتي: 'إنّ إسرائيل تعتمد في حروبها الكبيرة على 3 ألوية، لواء 'غولاني' ومهمّته ضمان السيطرة على المناطق التي تسقط في أيدي القوات الإسرائيلية، واسمه مشتقّ من كلمة 'الجليل'، ويتضمّن الكتيبة المؤلّلة 'إيغوز' ( ثمرة 'الجوز') وسمّيت بذلك نظراً لصعوبة كسرها، ومهمّتها احتلال المدن إذا عجزت بقيّة الفرق عنه، ويتوزع انتشار لواء غولاني على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وفي الضفة الغربية، مع العلم أنّ الوحدة 'ج' من الفرقة 51 التابعة لـ'غولاني' كانت أبيدت بكاملها تقريباً خلال معركة بنت جبيل في تموز 2006 على يد رجال حزب الله'. ويضيف: 'كذلك هناك لواء 'جفعاتي' الذي يعتبره الإسرائيليّون اللواء الأكثر تهذيباً واحتراماً، مع العلم أنّه أباد ما يربو على 70 في المئة من المدنيين الأبرياء في غزّة والضفة الغربية، ومن مهمّاته تنظيف المناطق من العدو، وتحديد القطع اللازمة لأيّ حرب تنوي إسرائيل القيام بها'. ويقول الخبير نفسه: 'لكنّ المهمّة الأصعب تُسند عادة إلى لواء 'ناحال'، ومهمّته تنفيذ عمليّات قتل وأسر واختطاف سريعة وراء خطوط العدو، والفرقة 931 من هذا اللواء هي الأخطر على الإطلاق، ومهمّتها تنظيف المناطق المُتاخمة للحدود مع إسرائيل تمهيداً لاحتلالها، ويتضمّن أهمّ كتيبة مظلّيين في إسرائيل'.
استعدادات حزب الله
لكن في المقابل، كيف يستعدّ حزب الله لمعركة كهذه؟ وهل سيتّكل على السلاح عينه الذي استعمله في حرب تموز 2006؟ أم سيستخدم أسلحة أكثر تطوّراً يمكن أن يكون قد حصل عليها أخيراً؟ يجيب الباحث الغربي: 'لا شك في أنّ الحزب بات يمتلك مجموعة متنوّعة من الأسلحة المتطورة، ولكن ليس إلى حدود تمكّنه من الصمود لفترة طويلة من دون حصوله على مزيد من الأسلحة، والحزب كما هو معروف يتّخذ من الجبال والوديان أماكن لتخزين السلاح، ولهذا قد يجد في بعض الأحيان صعوبة كبيرة في الوصول إليها في حال أُصيب حرّاسها، ومن هنا، فإنّه لا يزال يعتمد بمقدار كبير على نوعية الصواريخ التي كان يطلقها على إسرائيل أثناء الحرب الأخيرة، أضف إلى ذلك ما يحكى عن سلاح كيماوي في حوزته يمكن تركيبه داخل صواعق متفجرة لصواريخ بعيدة المدى تطاول العمق الإسرائيلي بسهولة، إضافة إلى المنشآت النووية في ديمونا وحيفا'. ويضيف: 'إنّ حزب الله قنّاص فرص، وهذا أمر تعترف به قيادة الحزب نفسها، ويُعتقد أنّه حصل على سلاح متطوّر جداً من ليبيا عقب سقوط نظامها من خلال طرق عدّة. ومن هنا، يجب أن نلاحظ أنّ النيّة الأميركية الإسرائيلية في إسقاط النظام في سوريا غير موجودة حتى الساعة، لأنّ من المؤكّد أنّ سقوط الرئيس بشار الأسد يعني أنّ أسلحة نظامه المتطورة ستنتقل بالتأكيد إلى الحزب بموجب اتّفاق معقود بين الجانبين السوري والإيراني بتغطية روسية، وهذا ما تخشاه إسرائيل وتعمل له ألف حساب قبل الإقدام على خطوة كهذه'. ويؤكّد 'أنّ حزب الله بدأ إعادة ترتيب أوراقه وأوضاعه إزاء التعاطي مع المرحلة التاريخية الجديدة في المنطقة بكل مستوياتها وميادينها بعد أن فرض الحدث السوري عليه تحدّيات سياسية جديدة على الصعيدين اللبناني والعربي'، ويلفت إلى 'أنّ حزب الله سيعتمد في أيّ حرب مقبلة مع إسرائيل، الطرق الآمنة بهدف تأمين التواصل بين قياداته في المناطق المتاخمة للحرب عبر طرق جديدة أحدثها في الفترة الأخيرة يصعب اكتشافها'. ويرى 'أنّ مشكلة إسرائيل الأولى تكمن في مواجهتها لشعب بكامله وليس فرقة أو حزب أو مجموعة، إذ إنّ هناك طائفة أكثر من 90 في المئة منها تؤيّد العمل المقاوم ضد إسرائيل، وكلّ ما عدا ذلك هو كلام لا أساس له من الصحة'، ويكشف 'أنّ الحزب قد يُفاجئ القيادة الإسرائيلية إلى حدّ بعيد باستعماله صواريخ مضادة للدروع للمرّة الأولى في تاريخ الحروب بين الجانبين. وعلى سبيل المثال، إنّ صاروخ 'كورنيت' الذي استعمله الحزب في حرب تموز تمّ عرضه أخيراً في معلم مليتا السياحي، ما يعني أنّ كشفه عن هذا السلاح يدلّ على أنّه بات يمتلك أهمّ منه من الناحية التدميرية'. ويلفت الخبير إيّاه إلى 'أنّ الحزب يعتبر أنّ حربه مع إسرائيل هي مسألة عقائدية ودينية لا يمكن التراجع عنها تحت أيّ سبب، كما أنّ لا معنى لسلاحه إذا لم يستعمل في حروب مع عدوّ كهذا، ومن هنا علينا أن ندرك جيداً أنّ إسرائيل لا يمكن أن تجرّد الحزب من سلاحه إلاّ من خلال إغلاق النافذتين الإيرانية والسورية، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا عبر تسويات دولية. وفي الجهة الأخرى، تعتبر إسرائيل أنّ مجرّد وجود منظمة كـ'حزب الله' في مواجهتها من شأنه أن يهدّد استقرارها الداخلي وسلامة مواطنيها في كل لحظة، وبالتالي لا يمكنها أن تأمن لعدو يتربّص بها تحت مجموعة ذرائع أو مسمّيات دينية أوعقائدية وما إلى ذلك من عناوين عريضة وشعارات يرفعها الحزب في حربه ضدّها'. ويشير إلى 'أنّ قيادة حزب الله مطمئنة في هذه المرحلة لأنّها قادرة على التكيّف مع المتغيّرات التي فرضتها الأحداث السورية، لكن أكثر ما تخشاه هو إدخال النموذج العراقي التفجيري إلى الساحة اللبنانية على رغم قدرتها على إغلاق مناطق نفوذها في لبنان ككلّ بإحكام بنسبة 95 في المئة، لكن لهذا الأمر تكاليف باهظة جداً على المستويين الاقتصادي والمعنوي، إذ إنّ مناطق نفوذه ستخضع للمراقبة الحساسة والدقيقة على مدار الساعة، وهذا معناه إقامة معابر تعيد اللبنانيين بالذاكرة إلى زمن الحرب الأهليّة'. ويختم الخبير قائلاً: إنّ المعركة إذا وقعت فلن تكون كسابقاتها بين الطرفين، وقد يذهب ضحيتها أكثر من 3000 شخص نظراً إلى ضراوتها المتوقعة، إذ قد تأخذ منحى دينياً، ومن هنا قد يجد معظم المنتمين والمتحمّسين للديانة الإسلامية بمختلف مذاهبهم أنفسهم معنيين بهذه المعركة مباشرة في مواجهة العقيدة اليهودية والصهيونية. ومن هنا، نستطيع القول إنّ صوت كسر العظم سيكون الصوت الذي لن يعلو غيره في المعركة'.
- 'المستقبل'
مخاض عسير ينتظر 'ولادة' قيادة جديدة لـ'الشيعي الأعلى'
باسم سعد:
تعيش الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان منذ فترة، مخاض ولادة عسيرة في ما يتصل بقيادتها على مستوى المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وهو مخاض كبير يعود إلى المرحلة التي غُيِّبَ فيها رئيسه الإمام السيد موسى الصدر، ولكن تم تجاوزه مع وجود نائبه الشيخ الراحل محمد مهدي شمس الدين الذي ملأ الفراغ دينياً وسياسياً، وكان له حضوره البارز لبنانياً وعربياً وإسلامياً.
ويبدو أنّ هذا الفراغ الذي تركه الراحلان، لم تستطع الطائفة معالجته معالجة جذرية في ظل صعوبة المرحلة وتوزع الخيارات داخلها، على الرغم من الدور الذي حاول ان يلعبه الشيخ عبد الامير قبلان، والكلام يدور الآن حول المستقبل، مستقبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في رئاسته ونيابة الرئاسة، ومستقبل الشيعة في لبنان خصوصاً مع عودة الحديث المتداول في الكواليس عن سير الأمور والعمل لإيجاد خليفة للشيخ قبلان منذ الآن، أو تهيئة ظروف ولادة قيصرية معيّنة، قبل أن تدهم التطورات هذا الوضع، فتحدث أزمة حقيقية في البنيان الشيعي اللبناني الديني الرسمي. ثمة مَن يتحدّث في الكواليس، ومن بين هؤلاء شخصيات شيعية بارزة، انّ المسلمين الشيعة في لبنان ليسوا في وضع يُحسدون عليه، فالقيادة التاريخية غير موجودة، بُعيد تغييب الإمام الصدر ووفاة الشيخ شمس الدين والعلاّمة السيد محمد حسين فضل الله الذي كان رفض في حياته ومنذ تأسيس المجلس الشيعي أن ينخرط فيه ساعياً إلى قيام مجلس إسلامي يجمع السنّة والشيعة في لبنان، ثم رفض كل التمنيات بقبول هذا الموقع بعد رحيل الشيخ شمس الدين. وهذا الغياب للشخصيات الشيعية التاريخية يوازيه غياب آخر يتصل بالجانب العلمي أيضاً. فإذا كانت رئاسة المجلس الشيعي تحتاج إلى العالِم المجتهد، فهنا تبدو الأمور صعبة جداً، وإن كان البعض يشير إلى بروز شخصيات علمية في الشباب الشيعي على مستوى الحوزات في لبنان والخارج، إلاّ أنه يشير أيضاً إلى أنّ العلم يحتاج إلى الممارسة وإلى التجارب فضلاً عن متابعة الأحداث والتطورات الكثيرة والمعقّدة داخلياً وخارجياً.
وتشير بعض المصادر إلى أنّ القطبين الشيعيين الأساسيين حركة 'أمل' و'حزب الله' غير متفقين على تسمية الرئيس ونائب الرئيس على الرغم من إلحاح نائب الرئيس الحالي الشيخ عبد الأمير قبلان على ضرورة التوصل إلى حل في هذا المجال، أو تهيئة الظروف له، لأنّ ما كان متداولاً في الماضي، وقبل حرب تموز 2006، عن التوافق على الشيخ قبلان رئيساً على أن يكون نائبه محسوباً على 'حزب الله'، وأن يختاره الحزب، قد تلاشى مع التطورات، أو لم يعد قائماً الآن، حيث أشارت المصادر إلى توافق قديم على أن يكون الشيخ قبلان رئيساً، فيما يتولّى السيد عباس علي الموسوي نيابة الرئاسة. ويبدو أنّه في ظل الوضع الصحّي للشيخ قبلان وإصراره على البحث عن حلول شيعية حاسمة لهذا الأمر، فإنّ 'أمل' تعمل جاهدة لتأمين موقع الرئاسة، وأنّ الرئيس نبيه برّي يسعى إلى ذلك، وتتحدّث المصادر عن أنّ السعي يأخذ أبعاداً كثيرة، واستطلاعات للرأي داخل الأوساط الشيعية المتعدّدة. ويشير البعض إلى أسماء باتت قيد التداول، منها ما يتصل بالشخصيات الدينية الشيعية الموجودة في مواقع رسمية وتشغل حيزاً من المشهد الرسمي والسياسي الشيعي، فيما يحسبها البعض على 'حزب الله' وإيران، ويضعها البعض الآخر في خانة حركة 'أمل'. ويتحدث هؤلاء عن ان الشرط الاول الذي وضعته 'أمل' لا يزال قائماً وأنّ الرئيس برّي لا يمكن أن يوافق على أنّ تكون رئاسة الطائفة في يد حزبية، أو أن يكون رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى شخصية لها طابعها الحزبي، بل أن تكون جامعة موحّدة ولها احترامها في الأوساط الشيعية خصوصاً واللبنانية عموماً. وتلفت المصادر إلى أنّ المخاض لا يزال على حاله، والكل يتحدث عن دور إيراني خفي وعلني في ذلك، بعد تراجع الدور السوري في هذا الشأن وغيره، كما أنّ الحديث يدور أيضاً عن الأطراف الشيعية الأخرى، سواء الصوت الصامت والخافت الذي هو صوت الأكثرية الصامتة، أو صوت المثقفين الشيعة الذي بدأت تعبّر عنه جهات متعدّدة لم تبلور موقفها إلى الآن، خصوصاً بعدما أثبتت أنه تيّار كبير وهو يتمتّع بالاستقلالية والاحترام داخل الطائفة الإسلامية الشيعية وخارجها، على الرغم من محاولات النيل منه والتي اتسعت دائرتها في الآونة الاخيرة، فضلاً عن بعض الأصوات التي تقدّمت بدعاوى ضدّ القابضين على المجلس الشيعي. وتختم المصادر ان المخاض الشيعي اللبناني مستمر على مستوى المجلس الشيعي، وربما على مستوى البحث عن وضع الطائفة في ظل التطوّرات التي تعصف بالمنطقة، وحيث تصل أصداء الربيع العربي إلى كل الساحات، فهل نشهد دخاناً أبيض يطلع من المدخنة الشيعية في القريب العاجل، وهل يولد التوافق ام يستمر المخاض وتستمر الأزمة؟! وكانت الهيئة المستقلة لمتابعة شؤون المجلس الشيعي قد أسفت لما آلت إليه أمور المجلس موضحة أنّه 'بات يشكّل إهانة للطائفة ولكل الساكتين عليه'، ومشيرة إلى أنّ 'نائب رئيس المجلس الإمام محمد مهدي شمس الدين توفي منذ أحد عشر عاماً وحتى الساعة لم تتم المبادرة إلى انتخاب خليفة له'. ودعت إلى 'إعادة النظر في القرارات الصادرة عن الشيخ عبد الأمير قبلان، كنائب أول للرئيس، قائمّقامه، أي القرارت المتخذة باسم المجلس منذ انتهاء الولاية القانونية للشيخ قبلان، بما فيها قرارات تعيين المفتين والموظفين، وعقود التصرف بالأوقاف، واستصدار قانون ينص على منع توظيف أقارب المسؤولين في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، حتى الدرجة الرابعة، نظيرَ المعمول به في دار الفتوى، وإعادة النظر بقانونية الوضع الوظيفي لأبناء الشيخ عبد الأمير قبلان ومَن قد يعنيهم الأمر من أقاربه'. وكانت رئاسة مجلس الوزراء قد تبلّغت رسمياً دعوى من قِبَل ثلاث شخصيات شيعية بينها مدير حوزة الإمام السجاد وإمام مسجد البوشرية الشيخ محمد علي الحاج، والمفكر الدكتور لقمان سليم، اللذين يعدّان من الفعاليات الدينية والمدنية الشيعية، ينسجان علاقات مميّزة بالفعاليات المسيحية والإسلامية خارج الساحة الشيعية، وتعتبر الشخصيات الثلاث 'وجود الشيخ قبلان في منصبه غير قانوني وباطلاً، استناداً إلى القانون رقم 72/67. والقرار رقم 15/69' وتطلب في دعوى من رئاسة مجلس الوزراء صاحبة السلطة 'اتخاذ التدابير اللازمة لمنع قبلان من الاستمرار في القيام بأي مهام كرئيس أو نائب رئيس للمجلس، لكون ذلك يشكّل مخالفة جسيمة للقانون والقرار، عبر قيامه بهذه المهام ليُصار إلى انتخاب رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ونائب أول له والهيئتين الشرعية والتنفيذية'. ويستند أصحاب الدعوى إلى أنّه كان يجب عند وفاة نائب رئيس المجلس الإمام محمد مهدي شمس الدين عام 2001، الاجتماع خلال شهرين وانتخاب رئيس، وهذا الأمر لم يتم، بل جرى تكليف الشيخ قبلان بمهام الرئاسة، ولاحقاً التمديد له مدة ست سنوات من تاريخ انتهاء ولايته حتى 71 عاماً، وهو اليوم بعمر 77 عاما، ثم وفاة نائب الرئيس الثاني د.عدنان حيدر قبل 3 سنوات ولم يُنتخب أحد مكانه، وصولاً إلى أنّ آخر انتخابات جرت في العام 1975 للهيئة الشرعية ولم تحصل انتخابات جديدة.
- 'الشرق الاوسط'
الأخطاء الثلاثة لإيران في سوريا والعراق والبحرين
لا يزال نظام الخميني يتشبث بثلاثة آمال بائسة، خوفا من العزلة في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط شكلا جيوسياسيا جديدا.ويتمثل الأمل الأول في إنقاذ النظام البعثي الحاكم في دمشق، حتى ولو كان ذلك يعني تقبل أعباء مادية لا يستطيع الاقتصاد الإيراني المنهك تحملها، أما الثاني فيكمن في منع إحياء العراق كمنافس محتمل، في حين يتمثل الأمل الثالث في استغلال الأزمة السياسية والاجتماعية الموجودة في الب حرين من أجل الاستحواذ على السلطة. في سوريا، تقوم استراتيجية الملالي على تصوير الثورة على أنها مؤامرة غربية لمعاقبة نظام يفترض أنه جزء من &laqascii117o;المقاومة أو الممانعة"، وتزعم إيران أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون لإقصاء القوى المعادية الحالية أو المستقبلية مثل إيران وروسيا والصين من المنطقة. ويتمنى الملالي تأجيل سقوط نظام الأسد، بحث يكون لديهم متسع من الوقت لزيادة نفوذهم في جنوب العراق، وهو ما يمثل أملهم الثاني. وقد يتأثر الشعب العراقي بانتصار إخوانهم في سوريا، ويرى أن دولته قوية بما يكفي لتجنب أي هيمنة جزئية أو كلية من جانب إيران. وتتمثل خطة طهران بالنسبة للعراق في تشجيع إقامة دولة منفصلة للشيعة في الجنوب تحت اسم الفيدرالية، وهو ما يمكن إيران من السيطرة على مركز العقيدة للشيعة في النجف، وبالتالي تستبق أي تهديد محتمل للفكر الخميني. ومن الواضح أن علي خامنئي، &laqascii117o;المرشد الأعلى" للنظام الخميني، يفتقر إلى المؤهلات التي تجعله قائدا روحيا للشيعة في العراق ولذا تعمل أجهزة الأمن الإيرانية على سيناريو آخر يقوم بموجبه أحد الملالي من ذوي المراتب المتوسطة بدور آية الله ومرجع التقليد للشيعة في العراق. إن الملا المقصود هو محمود الشاهرودي والمدرج اسمه بقائمة الموظفين العاملين بالحكومة الإيرانية منذ ثلاثة عقود. وبادئ ذي بدء، كان الشاهرودي عضوا بإحدى الجماعات التي شكلها الحرس الثوري الإيراني لمحاربة صدام حسين. وبعد ذلك، ارتدى عباءة الملا وتحول إلى رجل دين، ويترأس حاليا لجنة استشارية ملحقة بمكتب خامنئي.وبينما تحاول طهران الآن إمداد النظام السوري بالمال والأسلحة، فإن خطة إيران بشأن العراق تكمن في السيطرة من خلال شبكة دينية تدعمها قوات شبه عسكرية خاضعة للحرس الثوري الإيراني. وتتسم الخطة الخاصة بالبحرين بأنها أكثر وضوحا، لأنها تهدف إلى ضم أرخبيل الجزر اعتمادا على ادعاءات إيران التاريخية. وفي مقالتها الافتتاحية يوم الثلاثاء الماضي، أكدت صحيفة &laqascii117o;كيهان" الإيرانية اليومية، التي ينشرها مكتب الإرشاد، على أن &laqascii117o;البحرين جزء من إيران"، وأن &laqascii117o;غالبية الشعب البحريني ينظر إلى البحرين باعتبارها جزءا من إيران.. ويجب أن تعود للوطن الأصلي وهو إيران". وفي مقال سابق، ذكرت نفس الصحيفة بالأحداث التي وقعت عام 1970 والتي تحولت بمقتضاها من دولة تحت الوصاية البريطانية إلى دولة مستقلة. وخلال الأسابيع الأخيرة، كانت هناك مؤتمرات أكاديمية لكي &laqascii117o;تثبت" أن البحرين جزء من إيران، وأصبح هذا شيئا مألوفا في الحوزات الإيرانية. وطبقا للفولكلور الخميني، كان قرار الشاه بقبول &laqascii117o;بعثة التقييم" التابعة للأمم المتحدة من أجل تقرير مصير البحرين هو &laqascii117o;خيانة عظمى". ومن أولى الخطوات التي اتخذها الخميني عقب استيلائه على السلطة عام 1979 تكوين ما يسمى بجيش تحرير البحرين والذي حاول غزو البحرين باستخدام عدد قليل من القوارب، ولكن تم إيقافها من قبل البحرية الإيرانية التي كانت لا تزال خاضعة لسيطرة حكومة رئيس الوزراء مهدي بازركان. وعقب استيلاء &laqascii117o;الطلبة" على السفارة الأميركية في طهران في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1979 وغزو العراق لإيران في شهر سبتمبر (أيلول) عام 1980، تم إرجاء فكرة غزو البحرين. وفي الحقيقة، كان تدخل طهران في كل من سوريا وإيران والبحرين له تأثيرات سلبية مزدوجة، ففي سوريا، أدى التدخل الإيراني إلى زيادة الخسائر البشرية قبل الفترة الانتقالية التي تبدو أنها قد أصبحت شيئا محتوما ولا مفر منه. وقد أعطى هذا التدخل لما يعتبر في الأساس صراعا داخليا على السلطة بعدا خارجيا لا يستطيع الشعب السوري التحكم فيه. وفي العراق، منع التدخل الإيراني تعزيز حالة الإجماع الوطني التي تشكلت عقب سقوط نظام حزب البعث عام 2003 والصراعات الدموية خلال الفترة بين عامي 2004 و2009. ويتعين على العراق أن يجد طريقه للخروج من تلك المشكلة وأن يقوم بإعادة بناء هياكل الدولة. وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت تكلفة القيام بذلك نتيجة التدخل الإيراني. وبالمثل في البحرين، فإنه من غير المحتمل أن يوافق غالبية البحرينيين الذين يبحثون عن مزيد من الإصلاحات والمشاركة بشكل أفضل في السلطة، على العيش تحت حكم ولاية الفقيه (حكم الملا)، ولن يكونوا على استعداد للتضحية بمصالحهم الوطنية لحساب نظام يعاني بشدة داخل إيران نفسها. وعلاوة على ذلك، فإن المغامرة الثلاثية التي قام بها خامنئي في سوريا والعراق والبحرين كان لها تأثير سلبي على مصالح إيران نفسها كدولة قومية. ولا توجد أي مصلحة لإيران، سواء كدولة أو كشعب، في تمكين نظام الأسد من قتل السوريين في المدن والقرى السورية، كما لن تحصد إيران أي مكاسب من نشر بذور التفرقة والعنف في العراق ومنع التوصل إلى إجماع وطني في البحرين. ومرة أخرى، وفي هذه الحالات الثلاث الهامة، فإن مصالح إيران كدولة قومية لا تتطابق مع مصالح إيران كوسيلة للآيديولوجية الخمينية.
- 'الشرق الاوسط'
الضغوط على المسلمين بلبنان: الاستهداف والاستنزاف
لا أزال أذكر المرة الأولى التي سمعت فيها كريم بقرادوني - وكان رئيسا لحزب الكتائب أو نائبا للرئيس معينا من جانب السوريين - يقول &laqascii117o;إن التطرف الديني السني هو علة العلل في ما أصاب لبنان ويصيبه، ورفيق الحريري مسؤول عن ذلك لأنه يغطي ذلك أو يتواطأ مع المتطرفين"! وبعد ذلك - أي بعد عام 1994 - دأب الضباط العاملون مع القوات السورية بلبنان على تكرار هذا الاتهام على مسامعنا، مضيفين إليه أن المتطرفين السنة هؤلاء بطرابلس على الخصوص، اخترعهم ياسر عرفات، وهم ينشرون الكراهية ضد العلويين، ويميلون لاستخدام العنف في الداخل ضد المسيحيين وضد الشيعة! إنما عندما هاجم الجيش اللبناني أواخر عام 1999 شبانا اعتصموا بأعالي جبال الضنية فوق طرابلس، سمعنا للمرة الأولى أن هؤلاء الشبان هم من السلفيين الجهاديين أو من &laqascii117o;القاعدة"، وأن لبعضهم علاقات بالمشهد في أفغانستان، وبالأفغان العرب! ووقتها كان الرئيس رفيق الحريري خارج السلطة، وسارع إلى إصدار بيان بدعم الدولة والجيش، تماما كما فعل ابنه الرئيس سعد الحريري قبل أيام قليلة عندما اختطف ضباط من الأمن العام اللبناني شابا اسمه شادي المولوي، جرى اتهامه في ما بعد بأنه عضو في تنظيمٍ إرهابي مسلح!
والواقع أن طرابلس تضم في عدد من أحيائها الفقيرة مئات من الشبان، ينتمون إلى عدة تنظيمات دينية، وهي من دون استثناء – ومنذ الثمانينات من القرن الماضي - مخترقة من مخابرات الجيش اللبناني ومن المخابرات السورية، وأخيرا - بعد عام 2005 - من حزب الله. وقد جرى دائما توريط بعض هؤلاء في نزاعات مسلحة مع جيرانهم من الشبان العلويين المنظمين والمسلحين جيدا على مشارف المدينة، ودائما يتعلق الأمر بإحراج القيادة السياسية السنية باعتبار أنها تحتضن أصوليين وإرهابيين، أو أنها تتآمر على أمن سوريا الممانعة، أو أمن المقاومة العظيمة. وآخر ابتداعات حزب الله إنشاؤه لتنظيمات مسلحة من بين هؤلاء الشبان أيضا تحت اسم &laqascii117o;أنصار المقاومة"!
وقد ازداد تعرّض المدينة للاضطراب الشديد بعد عام 2005، تاريخ خروج السوريين من لبنان على أثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري. ففي عام 2007 أرسل السوريون – كما هو معروف - ما سُمي بتنظيم &laqascii117o;فتح الإسلام" إلى مخيم نهر البارد الفلسطيني بجوار طرابلس. وخلال شهور الصراع بين التنظيم والجيش، قبضت مخابرات الجيش على مئات من هؤلاء الشبان الذين تعرفهم بالطبع لأسباب مختلفةٍ يتعلق أكثرها بحمل السلاح أو الاتصال بأحد العناصر المشبوهة، ولا يزال أكثر هؤلاء في الاعتقال حتى اليوم من دون محاكمة. وعندما احتل حزب الله بيروت بالسلاح عام 2008 عاد الاضطراب إلى المدينة لانصباب القذائف على أحيائها من جبل محسن القريب، باعتبار أن شبابها ثاروا نصرة لبيروت المحتلة! وقبل أسابيع صدرت من القضاء العسكري اللبناني استدعاءات وأوامر قبض ضد أعداد من شباب بيروت وغيرها، تعود القضايا بحقهم إلى عامي 2008 و2009، وما تذكرت مخابرات الجيش وما تذكر قضاؤه هذه المخالفات إلا الآن، أما الذين أغاروا على بيروت وطرابلس والجبل وبلدات البقاع الأوسط وعكار عام 2008 بالسلاح المتوسط والثقيل؛ فلم يستدعهم أحد ولا سُجِّل قضايا ومخالفات ضدهم!
وعندما اندلعت الثورة في سوريا على النظام هناك، عاد الاضطراب إلى المدينة، وظهر في قرى عكار المجاورة أيضا، وامتد إلى عرسال بالبقاع الشمالي. ويعود جزء من هذا الاضطراب إلى تظاهر المئات من الشبان لنصرة الثورة في سوريا. ثم بدأوا يستقبلون النازحين من سوريا - وقد بلغوا اليوم ثلاثين ألفا وأكثر - ويظهرون في وسائل الإعلام. واختراق هؤلاء وأمثالهم سهل؛ فالمتدينون الشبان - سواء كانوا ينتمون لتنظيمات مثل حزب التحرير أو إحدى الجماعات السلفية - معروفون من جانب الأجهزة اللبنانية والسورية، إما لاندساس عناصر أمنية في صفوفهم، أو لحدوث انشقاقات بينهم لصالح حزب الله تحت اسم &laqascii117o;أنصار المقاومة". وقد تكفلت عدة جهات بنقل أسمائهم وأخبارهم بل وتوريطهم في تصريحات أو نشاطات حقيقية أو موهومة، مثل تهريب السلاح إلى سوريا أو المشاركة في نشاطات إرهابية.
وقصص الزوارق والشاحنات التي ضبطت في البحر والبر - وكان الذين ضبطوها هم الذين أرسلوها - لا تزال طازجة وحدثت قبل أسبوعين فقط! وتجيء قصة شادي المولوي لتندرج في كلاسيكيات الاشتباك بين السنة والنظام السوري، ومستجدات الاشتباك بين حزب الله والقيادة السياسية السنية. فالذي يظهر أن الإيرانيين – كالعادة - أطلقوا من سجونهم أخيرا شبانا عربا كانوا قد استخدموهم من قبل، وأرسلوهم عبر سوريا باتجاه لبنان. وما اكتفوا بإخبار مدير الأمن العام اللبناني، بل أخبروا أيضا الأمي