ملخص صفحات القضايا في الصحف اللبنانية لهذا اليوم 29/11/2007
جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: الميثاق المغدور هو ميثاق بين مسيحيين ومسلمين (2)
الكاتب: وسام سعادة
- يعتبر الكاتب ان المتغيرات التكوينية الناشئة عن اختلاف الأحجام والأوزان والأدوار في لبنان، كانت إما متغيرات من النوع الذي لم يظهر عند قيام الميثاق الوطني الاستقلالي أول مرة، وإما من النوع الذي ولد كنتيجة لعملية الأخذ والرّد بصدد معنى الميثاق وسبل انتهاجه.
الطائف لم يرد إبطال الميثاق الثنائي المسيحي الاسلامي، الموجد لدولة لا هي مسيحية ولا اسلامية. وفكرة الميثاق الوطني الثنائي المسيحي الاسلامي تتجاوز بحد ذاتها منطق تقاسم المقاعد والمناصب ودوائر النفوذ والصلاحيات. أما لو افترضنا أن ثمة ميثاقا مثلث الأضلع يوحي به الطائف أو يمهّد له، على أساس من المثالثة بين الموارنة والشيعة والسنّة، فعندئذ سيسقط التصوّر الميثاقي عن الدولة... و العامل الأساسي وراء حرف الطائف عن مراده الميثاقي الأصيل، انما تمثّل بخيار الحروب العبثية، كالتحرير والالغاء، التي أضعفت المسيحيين وشرذمتهم، وطعنت مرجعية بكركي وأنهت الحرب اللبنانية بتسهيل لعملية بسط الارادة السورية..
وحدها الكنيسة حاولت ابتداء من منتصف التسعينيات اعادة الوصل بين النضال من أجل احياء الميثاق والنضال من أجل استعادة السيادة..الا انها تعطّلت بعد أسابيع قليلة من جلاء القوات السورية عن لبنان. حيث أنه، بعد انسحاب القوات السورية عن لبنان، بدأ يبرز التفاوت في التحديث السياسي بين النخب المسيحية والنخب الاسلامية، سنية وشيعية ...فمن الناحية المسيحية، فان ما كان قائماً منذ القرن التاسع عشر من قسمة بين كنيسة وأعيان ظلّ قائماً في بدايات القرن الحادي والعشرين.
لقد تعطّلت المواكبة الكنسية للحراك الميثاقي والاستقلالية بسبب من هذا الفوات في عملية تحديث النخب المسيحية في لبنان بعد الحرب. ولم تكن الظاهرة العونية في هذا المجال، شكلاً من أشكال تحديث النخب، بل شكل من أشكال غياب أو تغييب شروط هذا التحديث. فإن ما اجترحته الظاهرة العونية جاء معاكساً لقواعد المنطق السليم، اذ ارتأت تعزيز المثالثة على حساب المناصفة، استناداً الى فكرة مبهمة عن &laqascii117o;تحالف الأقليات"، على اعتبار أنه وفقاً لهذا التحالف، يمكن للمسيحيين أن ينالوا بالمثالثة أضعاف ما ينالونه بالمناصفة، بل يمكنهم أن يعوضوا على هذا الأساس جلّ ما خسروه من صلاحيات مع أفول الجمهورية الأولى.
جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: لا تناقض بين الإمبريالية الأميركية ونهضة العرب
الكاتب: حسين عبد الحسين - واشنطن
- تلقي اكثرية المثقفين العرب اللوم على ما تسميه الامبريالية لوقوفها خلف معظم الشقاء العربي حتى ليحسب قارئهم ان العرب لطالما عاشوا في مدينتهم الفاضلة التي لم يعكر صفوها الا الامبريالية الاوروبية ... فمصدر قوة العرب كان الثورة على الذات وعلى التقاليد والانفتاح على الحضارات الاخرى وتبني ما هو مفيد من الثقافة والعلوم لا 'وحدة المسلمين' المتخيلة والتي تستعاد اليوم بصيغة فرض الرأي تحت راية الوحدة.
- الامبريالية قائمة منذ فجر البشرية ولا يجوز التلطي خلفها، كما يفعل الكثير من قياديي العرب ومثقفيهم اليوم، لان هذا التلطي يلغي مسؤولية العرب في القيام بنقد الذات والاصلاح...هذا الكسل العربي اجبر القوى العظمى على استغلالهم لتوافر الطاقة لديهم..لا بد للعرب والايرانيين اليوم من ممارسة نقد الذات واللحاق بركب الشعوب الاسلامية الاخرى كتركيا. فالنموذج الاسلامي في الحكم ان في ايران او في السعودية او غزة، مع اختلاف الظروف بين هذه الامثلة الثلاثة، لم يقدم ما هو مثير للاهتمام لتنظيم الحياة العامة..
مثلاً، هل يعتقد احدنا ان نهضة العرب مرتبطة بتحرير الجولان؟ هذه مصر استعادت سيناء من الاحتلال الاسرائيلي منذ قرابة ثلاثة عقود وما زالت القاهرة في انتظار الشحنات الغذائية 'الامبريالية' لتقتات. لا المجازر التي ارتكبها الفلسطينيون بحق بعضهم البعض في غزة ولا الانقسام في لبنان، ولا الديكتاتوريات في الدول العربية المختلفة هي صنيعة الامبريالية وربيبتها الصهيونية بل هذ البلاء صنع العرب انفسهم وصنع قلة علمهم وتواضع ثقافتهم المحصورة معظمها بتفسيرات احادية للدين.
جريدة المستقبل / رأي وفكر
المقال: من فوائد مشاركة لبنان في مؤتمر أنابوليس
الكاتب: خير الله خير الله
- لعل أكثر المفارقات تعارضاً مع المنطق ذهاب النظام السوري الى مؤتمر أنابوليس من جهة ودعوة 'حزب الله' لبنان الى مقاطعة المؤتمر من جهة أخرى. إن دلت هذه المفارقة على شيء، فإنها تدل مرة أخرى على أن المطلوب أن يكون لبنان 'ساحة' يستخدمها النظامان الإيراني والسوري لتحسين شروط التفاوض مع 'الشيطان الأكبر' الأميركي و'الشيطان الأصغر' الإسرائيلي...
لن يخسر لبنان شيئاً من المشاركة في مؤتمر أنابوليس. على العكس من ذلك، تسمح له مثل هذه المشاركة بطرح قضيته المتمثلة في استعادة مزارع شبعا. من يريد استعادة مزارع شبعا، بدل المتاجرة بها، يذهب الى أنابوليس ويطالب بها وبترسيم الحدود اللبنانية ¬ السورية
إن مزارع شبعا لبنانية بالفعل ....ما يفترض في اللبناني الصادق والمدافع حقيقة عن عروبة لبنان وكل ما هو عربي في المنطقة قوله إن في استطاعة النظام السوري الاعتراف، كخيار أوّل، بأنه دخل المزارع عنوة في العام 1956 وأقام مخافر فيها. وخسر المزارع في حرب 1967 هذا يعني في طبيعة الحال أن المزارع مرتبطة باستعادة سوريا للجولان وأن ما ينطبق على شبعا هو القرار الرقم 242...ومن شأن ترسيم الحدود تسهيل مساعي الأمم المتحدة الهادفة الى فصل قضية مزارع شبعا عن قضية الجولان تمهيداً لإعادتها الى لبنان ولكن اليس الفصل بين القضيتين نسفاً لكل الاستراتيجية السورية المبنية على استخدام جنوب لبنان كي يؤكد النظام في دمشق أنه لاعب اقليمي لا يمكن تجاهله بدليل أنه استطاع وضع جبهة جنوب لبنان في تصرف النظام الإيراني؟..من حق اللبنانيين الدفاع عن مصالحهم. ما ذنبهم إذا كانت هناك أحزاب لبنانية تريد أن تكون أدوات
جريدة الاخبار/ ساحة رأي
المقال: الجمهوريّة اللبنانيّة: شروط السيادة والاستقلال
الكاتب: إسكندر منصور
نحن أمام رؤيتين لطبيعة العلاقة بين الدولة والنظام السياسي في الشروط اللبنانيّة:
الرؤيا الأولى يمثِّلها أصحاب الفصل بين الدولة من جهة، والسلطة/النظام السياسي من جهة أخرى. أن نؤسّس أوَّلاً الدولة المستقلّة الحديثة ذات السيادة، ومن ثمّ ندخل في نقاش حول النظام السياسي وشكله ومعالمه، ونختار النظام الانتخابي &laqascii117o;الأفضل"..
الرؤيا الثانية إنه يوجد علاقة أو ترابط ضروري بين قابليّة الدولة اللبنانيّة للاستمرار في الوجود، وبين طبيعة النظام السياسي في لبنان. أنَّ عدم الإصلاح أو التباطؤ في الإصلاح السياسي، سيؤدّي حتماً إلى انفجارات مماثلة لما حصل ويحصل في لبنان.
يطرح السؤال: هل لبنان قادر على أن يحمي البلد ويوفّر استمرار وحدته ووجوده في وجه الرياح العاتية الإقليمية منها والدوليّة؟إنّ مقولة فصل الدولة وإمكانيّة بقائها أو استمراريّتها بمعزل عن النظام السياسي في لبنان كانت مقولة خاطئة في لبنان ماضياً وحاضراً وربّما مستقبلاً....فإن النظام السياسي القائم على الاعتراف بالمواطنة عبر الطائفة، والنظام الانتخابي، وهويّة لبنان وطبيعة توجّهه القومي والإقليمي، وإلى حدّ ما سياسته الاقتصادية والاجتماعيّة، كانت وما زالت ضرورات لاستمراريّة الكيان اللبناني. فمعظم المحطّات المتفجّرة في تاريخ لبنان كادت تطال وجود لبنان دولةً وكياناً. فحوادث 1958 و1969 و1973 و1975 والأزمة الراهنة التي بدأت تعصف بلبنان نتيجة اغتيال الرئيس الحريري، كلّها تنتمي إلى هذا النوع من الأزمات الوجوديّة بالنسبة إلى لبنان...الأزمة السياسيّة التي واجهها النظام اللبناني عكست إلى حدّ ما عدم إمكانيّة النظام السياسي الطائفي استيعاب الأزمة الإقليمية والتعامل معها....إنّ الأزمة السياسيّة المستمرة مرشّحة للاستمرار مع نتائج كارثيّة بأبعاد وجوديّة إذا لم ينتقل مفهوم المواطنة وعلاقتها بالدولة، من علاقة مقيدة تمرّ عبر الطائفة إلى علاقة مباشرة وحرّة عبر المؤسّسات.
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: &laqascii117o;الأطواق السبعة" حول عنق الأزمة اللبنانية
الكتب: باسم الجسر
هناك مثل لبناني يقول: &laqascii117o;القضية معقدة وبسبعة أطواق". فالطوق الاول الذي يكبل ايدي الساعين الى حلها هو: التنافس التاريخي بين &laqascii117o;البيوتات" السياسية المارونية والطوق الثاني، هو ازدواجية السلطة التنفيذية بين رئيس الجمهورية المسيحي ـ الماروني، ورئيس الحكومة، المسلم ـ السني.
والطوق الثالث، هو دور مجلس النواب في تأليف الحكومة، ودور رئيس مجلس النواب، المسلم ـ الشيعي، في الحكم. فالدستور الجديد فرض استشارات نيابية ملزمة على رئيس الجمهورية، قبل تكليفه الشخصية السنية التي تختارها اكثرية النواب لتأليف الحكومة..
الطوق الرابع، هو اتفاق الطائف اما الطوق الخامس فهو النزاعات الناشبة في الشرق الاوسط، ابتداء من النزاع العربي ـ الاسرائيلي مرورا بالنزاع بين محوري طهران ـ دمشق، وواشنطن ـ تل ابيب..والطوق السادس فهو في النزاع او بالأحرى الصراع المفتوح بين قوى 14 آذار، والحكم السوري منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والذي زاده حدة وعنفا، انسحاب الجيش السوري من لبنان، على مضض، والقرارات الدولية المنددة بالميليشيات المسلحة (اي حزب الله)، وسلسلة الاغتيالات...وأما الطوق السابع، فهو تداخل وتماهي وتزاوج المصالح والحسابات والشعارات الطائفية والمذهبية، بالحسابات والحجج والمعطيات السياسية، بين قوى 14 آذار و 8 آذار.
وفي تاريخ لبنان، اكثر من مثل على رؤساء للجمهورية، انهوا ولايتهم وهم في صفوف القوى السياسية التي عارضت انتخابهم، لا في صفوف من اتى بهم رؤساء. ان ما سيخرج عن مؤتمر أنابوليس، سيكون له تأثير مباشر اكيد على الازمة اللبنانية. تأثير ايجابي، اذا انتهى المؤتمر باتفاق ما على مواصلة عملية السلام..
جريدة الشرق الاوسط/ الرأي
المقال: النص المنسي في اتفاق الطائف
الكاتب: وليد ابي مرشد
- بين ملف ايران النووي وملف أنابوليس الإسرائيلي وعقد الطوائف الظمآنة والقلوب الملآنة في لبنان، تبدو تجربة أسبوع الفراغ الرئاسي في قصر بعبدا مفعمة بالعبر. قد يكون المصدر الحقيقي لهذا الخوف احتمال ان يعتاد اللبنانيون على الأمر الواقع الجديد فيستمرؤوا بقاء الحال على هذا المنوال.
عمليا، ماذا تغير على اللبنانيين في ظل ما سمي بالفراغ الرئاسي؟ حكومة الحد الادنى ما زالت تدير شؤون البلاد بحدها الادنى. مجلس النواب المشلول ما زال &laqascii117o;يمارس" الشللَ حتى في عملية الاستحقاق الرئاسي.في ظل هذا &laqascii117o;الستاتيكو" هل يمكن الاستنتاج بأنه لولا الاعتبارات الطائفية المتحكمة في توزيع السلطات التنفيذية والتشريعية في التركيبة اللبنانية.. لكان الافضل للبنان ان يختصر حكمه بـ&laqascii117o;مجلس ادارة" تمثيلي، منتخب شعبيا، وجيش نظامي فحسب؟
والمفارقة اللافتة على هذا الصعيد أن تحصين النظام اللبناني، وتصحيحه في الوقت نفسه، متاحان من داخله ولا يحتاج الى أكثر من تصويت للبرلمان اللبناني على تطبيق أكثر نصوص اتفاق الطائف واقعية ـ وأكثرها تجاهلا من البرلمان ـ أي النص على تشكيل مجلس شيوخ على قاعدة التمثيل المتساوي لكل الطوائف اللبنانية ومن ثم تكليفه ان يكون البديل الدستوري &laqascii117o;الوطني" للرئيس اللبناني في حال شغور منصبه لأي سبب كان، فلا يخاف &laqascii117o;مارون" ولا يفرح &laqascii117o;محمد" ولا يشمت &laqascii117o;علي".. ولا تكثر التأويلات المذهبية لشغور منصب الرئاسة.