قضايا وآراء » الإعلام المصري تهديد فتحريض.. فشكراً للملايين

مصطفى فتحي
&laqascii117o;إعلام حر، متوازن، صادق".. ذلك ما كتبه أحد المتظاهرين على لافتة حملها خلال احتجاجات &laqascii117o;ثورة يناير". كان ذلك الشعار يختصر حلم المصريين بإعلام مختلف وجديد. رغم أنّ الأداء الإعلامي في مصر اليوم، اختلف تماماً عمّا كان عليه خلال حكم مبارك. قبل &laqascii117o;25 يناير" كان الإعلام المصري بارداً هادئاً لا يحرّك ساكناً، بعد الثورة صار صاخباً مليئاً بأخبار غير صحيحة، تطغى عليه عادة عدم التحقق من المعلومات، وصولاً إلى استخدامه خطاباً تحريضياً متكاملاً، وذلك ما برز في أداء الشاشات خلال الانتخابات الأخيرة وبعدها.
قبل أيّام، نشرت &laqascii117o;بوابة فيتو" خبراً مفاده أنّ ناخبين ضربوا الكاتب علاء الأسواني في إحدى اللجان الانتخابية، ثالث أيام التصويت خلال الانتخابات الرئاسية المصرية. وصفت &laqascii117o;فيتو" الفيديو بأنّه يظهر أحد الناخبين وهو يهاجم الأسواني، ويُصرّ على طرده ومنعه من التصويت. لكنّ بحثاً بسيطاً على &laqascii117o;يوتيوب" يظهر أنّ تاريخ الشريط، محور الخبر، قديم، والتقط قبل عام ونصف، في فصل الشتاء، في منطقة غاردن سيتي. لم تعتذر &laqascii117o;فيتو" عن الخبر، بل تركته من دون تعديل، حتى أنّ بعض القنوات التلفزيونيّة المصريّة قامت بنقله.
ومن بين الأخطاء التي ارتكبتها الصحف المصريّة خلال مواكبة الانتخابات، ما نشره موقع صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم" منتصف الأسبوع الماضي، تحت عنوان &laqascii117o;مراسل &laqascii117o;سي أن أن" بالقاهرة يرقص مع المصريين في الشارع على نغمات أغنية &laqascii117o;بشرى خير". لكنّ من يظهر راقصاً في الفيديو، ليس مراسل المحطّة الأميركيّة بل المذيع اللبناني سلام الزعتري، منتج ومقدّم برنامج &laqascii117o;شي أن أن" الكوميدي الساخر، على شاشة قناة &laqascii117o;الجديد". بعد حوالي أربع ساعات من نشر الخبر، عدّلت الصحيفة متنه من دون أن تشير إلى أنّ الخبر تمّ تصحيحه، أو حتى تعتذر عن الخطأ.
تُضاف إلى المثالين السابقين أمثلة أخرى عن أخطاء، وقعت فيها مواقع مثل &laqascii117o;مصراوي"، و&laqascii117o;اليوم السابع"، و&laqascii117o;الوطن"، إذ عرضت في أخبارها للتغطية الانتخابية صوراً عدّة من انتخابات سابقة، من دون الإشارة إلى كونها صوراً أرشيفيّة.
شهدت الأيام الماضية أيضاً خطاباً جديداً من نوعه في الإعلام المصري وهو &laqascii117o;خطاب التهديد"، إذ استضافت برامج &laqascii117o;التوك شو" شخصيات تهدد المصريين إذا لم ينزلوا للإدلاء بأصواتهم. فبينما هدد الإعلامي توفيق عكاشة صاحب قناة &laqascii117o;الفراعين" بأنّه سيطلب من النظام قطع الكهرباء عن كل المنازل، إذا لم ينزل الناس للتصويت. كما ظهرت شخصيات مصرية عدّة على شاشات برامج &laqascii117o;التوك شو" تعتبر أن مَن لن يصوّت فهو &laqascii117o;خائن" و&laqascii117o;لا يستحق الجنسية المصرية". وبعد أيّام من لوم المصريين على عدم المشاركة بالانتخابات بكثافة، عادت وسائل الإعلام ذاتها لتوجّه الشكر للملايين على مشاركتهم! فالشاشات ذاتها التي كانت تصرخ أن اللجان خاوية طوال ثلاثة أيام، غيّرت نبرتها بعد الانتخابات، موجِّهةً الشكر للملايين التي نزلت وصوتّت، من دون أن يشير أي برنامج &laqascii117o;توك شو" لسؤال مهم: من أين جاءت تلك الملايين في الأصوات بينما الكاميرات وثقت فراغ العديد من اللجان؟
رغم أنّ الإعلام المصري نجح بكسب ثقة شريحة واسعة من المصريين أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، يبدو أنّ الآية انعكست تماماً بعد الانتخابات، إذ أنّ الشاشات لم تعد تجد ضيراً في التستير عن انحصار دورها بدعم النظام الجديد، والترويج والتصفيق له، حتى لو كان ذلك يمرّ عبر إيراد معلومات مغلوطة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد