قضايا وآراء » عائلة شبه مودرن على التلفزيون الإيراني

زينب مرعي
ليست المسلسلات الرمضانية العربية وحدها، من وقع في فخّ المبالغة بالاقتباس هذه السنة. فمنذ أن حلّ شهر رمضان وبدأت معه عروض المسلسلات والبرامج الخاصة بالشهر الفضيل على &laqascii117o;شبكة الجمهورية الإيرانية للبث" IRIB، حتى ثارت ثائرة الصحافة الإيرانية على مسلسل &laqascii117o;هفت سنغ" (Haft sang) أو &laqascii117o;سبعة أحجار"، &laqascii117o;المقتبس" عن المسلسل الأميركي الكوميدي الشهير &laqascii117o;مودرن فاميلي". فمنذ الحلقة الأولى تبيّن للجمهور الإيراني أنّ &laqascii117o;هفت سنغ" يتخطّى اقتباس المسلسل الأميركي إلى حدّ نقله! فبعض المشاهد تمّ نقلها كما هي، هذا غير كون أحداث الحلقات المختلفة، تتطابق تقريباً مع أحداث المسلسل في نسخته الأميركية الأصلية، رغم التعديلات التي أدخلت عليها لتتناسب أكثر مع المجتمع الإيراني.
familmodern_300أهمّ التعديلات التي طالت فكرة المسلسل الأصليّة، اختفاء الثنائي المثلي مع طفلته المتبناة في النسخة الإيرانية ليحلّ مكانه ثنائي مؤلّف من رجل وامرأة يحاولان تبنّي فتاة صغيرة أيضاً، إضافة إلى اختفاء الحوارات والتلميحات الجنسيّة. الموضوع أثار غضب الصحافة وسخرية الإيرانيين، إذ إنّهم يعرفون جيداَ تفاصيل المسلسل الذي يحوز شهرة واسعة عالمية، وهو يعرض بنسخته الأصلية، مدبلجة إلى الفارسية، على إحدى القنوات الإيرانية التي تبث من خارج البلاد. المشكلة كانت لهؤلاء هي في قيام &laqascii117o;شبكة الجمهورية الإيرانية للبث" بإنتاج عمل &laqascii117o;منقول" وعرضه على أكثر قنواتها مشاهدةً، القناة الثالثة المخصّصة للشباب، وفي وقت الذروة، وقت الإفطار. إذاً هو إنتاج الشبكة الأضخم لرمضان هذه السنة، الأمر الذي فاقم المشكلة، إذ تساءل الصحافيون إن كان الإيرانيون يريدون أن تنفق ميزانية كبيرة على عمل كهذا.
في ظلّ كلّ هذه البلبلة الحاصلة حول المسلسل، التزمت &laqascii117o;إيريب" الصمت منذ اليوم الأول، وهي ترفض حتى الآن التعليق على الموضوع بشكل رسمي. لكن يمكن ربما أن نفهم موقف الشبكة في حديث نائب رئيس اللجنة الثقافية في الشبكة والنائب في البرلمان الإيراني بيجن نوباوه وطن، الذي رأى في تعليق له في إحدى الصحف الإيرانية أنّ &laqascii117o;أسبابا سياسية تقف خلف الهجوم الشرس على &laqascii117o;هفت سنغ"، إذ إنّ المقصود هو الضغظ على &laqascii117o;إيريب". وتابع قائلاً &laqascii117o;إنّ العديد من الأفلام الإيرانية تمّ اقتباسها قبلاً عن أفلام هوليووديّة ولم يشكّل الموضوع مشكلة، فلم تشنّ هذه الحملة اليوم على شبكة التلفزيون؟".
مخرج المسلسل علي رضا بذرافشان كان قد تحدّث عن العمل قبل بدء عرضه قائلاً إنّه قد &laqascii117o;تمّت مناقشة أوجه الشبه بين مسلسله و&laqascii117o;مودرن فاميلي" مع وسائل الإعلام، وإنّ مدراء المحطة مطّلعون على كامل التفاصيل، إذاً ليس هناك خطّة لإبقاء الموضوع سرّيا". ورغم تأكيد المخرج أنّه لم يكن هناك نيّة بإخفاء &laqascii117o;أوجه الشبه" مع المسلسل الأميركي إلاّ انّه في شارة &laqascii117o;هفت سنغ" ليس هناك أي ذكر لكون المسلسل مقتبسا عن مسلسل أميركي.
ورغم موجات الإدانة الواسعة إلاّ انّ ما فعلته &laqascii117o;إيريب" ليس سابقة ولا هو بأمر جديد أو نادر حتى، بل على العكس إنه أمر شائع جداً عالمياً. إذ إنّ هناك لوائح طويلة بأسماء البلدان التي تنقل أشهر المسلسلات الأميركية وأنجحها إلى نسخ محليّة، تطالها فقط تعديلات بسيطة تتناسب مع اختلاف المجتمعات. وروسيا هي أشهر هذه الدول، لتربّعها على عرش الدول الأكثر نقلا للمسلسلات الأميركية. The Nanny. Prison Break وEverybody loves Raymond ليست سوى بعض تلك المسلسلات التي أنتجها التلفزيون الروسي بنسخات محليّة. وتنضم إلى روسيا دول عدّة مثل تركيا، وألمانيا، وبريطانيا، والهند، والأرجنتين، وإسبانيا، واليونان... وجميعها قامت بإنتاج مسلسلات أميركية بنسخات محليّة. وقد وصلت هذه الموجة العالميّة إلى العالم العربي وإيران. فهل يصبح نقل وليس اقتباس المسلسلات الأميركية أو غيرها، في السنوات القليلة المقبلة، أمراً يمرّ مرور الكرام على شاشاتنا؟
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد