قضايا وآراء » بي بي سي: الحرب على غزّة كذبة.. اسألوا تويتر

ملاك حمود
يمكن للصور على مواقع التواصل أن تكون مضلّلة. تلك حقيقة يواجهها أيّ صحافي يبحث عن أخبار دقيقة في العالم. وأخطاء وسائل الإعلام في هذا السياق، لا تعدّ ولا تحصى. وتحت شعار: &laqascii117o;على العالم أن يعرف الحقيقة" حول الصور المزوّرة على &laqascii117o;تويتر"، قرّرت &laqascii117o;بي بي سي" أن تخوض &laqascii117o;حرب المعلومات"، حفاظاً على حياديتها وموضوعيّتها، وذلك بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزّة. هكذا، بثّت &laqascii117o;هيئة الإذاعة البريطانيّة" عبر قناتها &laqascii117o;بي بي سي تراندنغ" على &laqascii117o;يوتيوب"، فيديو (2:27 د) تشير فيه إلى أنّ بعض الصور المتداولة عبر وسم &laqascii117o;غزة تحت الهجوم" على موقع &laqascii117o;تويتر"، قديمة أو تعود إلى أعمال عنف في بلد آخر. كأنّها تخبرنا أنّ الحديث عن مجزرة إسرائيليّة في القطاع، كما يخبرنا الناشطون في نقل أخبار الحرب على &laqascii117o;تويتر"، أمر مبالغ فيه، لا بل مبنيّ على صور كاذبة ومزوّرة وقديمة.
gazaascii117nderattack_300ماذا اكتشفت &laqascii117o;بي بي سي"؟ في سياق الحرب المستعرة على القطاع، تتبعّت الهيئة أحد الوسوم الأكثر انتشاراً على &laqascii117o;تويتر"، &laqascii117o;Gazaascii85nderAttack" غزة تحت الهجوم". انتشر هذا الوسم على نطاق واسع منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع، وساهم عبره المغرّدون بنشر معلومات وصور عن الحرب الدائرة حالياً. وبما أنّ دقّة الصور المنشورة على مواقع التواصل، تسبّبت بأزمات عدّة للإعلام التقليدي، كان من الطبيعي أن تبادر الهيئة، إلى التدقيق في ما إذا كانت الصور التي يتداولها المستخدمون عبر ذلك الوسم، دقيقة أم لا... لكنّ الهيئة لم تدقّق في جميع المعلومات والصور المنشورة عبر الوسم، بل اختارت من فيض الصور، أن تدقّق في أربع يفترض أنها التقطت في غزّة، لتكتشف أن تلك الصور قديمة، وتمّ التقاطها في سوريا والعراق... وبناءً عليه، قرّرت أنّ معظم ما ينشر على &laqascii117o;تويتر" من غزّة، مزوّر أو غير دقيق.
تبيّن بعد تحليل &laqascii117o;بي بي سي" لتلك الصور، أنّ واحدة منها تعود إلى حرب العام 2008/2009 على غزة. صورة أخرى تبيّن أنّها التقطت في مدينة حلب السورية في 25 حزيران الماضي، لمصلحة &laqascii117o;فرانس برس". كما نشرت صورة أخرى من وكالة &laqascii117o;أسوشييتد برس" التقطت في 16 أيلول العام 2007، في بغداد، وأخرى التقطها زين الرفاعي للوكالة الفرنسيّة في 26 حزيران 2014، في حلب أيضاً.
تمّ تداول تلك الصور مؤخرا على &laqascii117o;تويتر" بوصفها من غزّة إذا. ربما لا يكون ذلك في إطار التضليل، بقدر ما هو التسرّع في تناقل المعلومات والصور بين المستخدمين، من دون التأكّد من مصدرها أو صحّتها. وذلك ما يشكلّ عقبةً بالفعل، أمام مصداقيّة ما ينشر على موقع التدوينات القصيرة. لكنّ المفارقة، أنّ آلاف الصور الواردة من غزة خلال الأسبوع الماضي، عبر وكالات الأنباء أو غيرها من مصادر المعلومات الموثّقة، لم تلفت انتباه &laqascii117o;بي بي سي". واكتفت بأربع صور فقط لتبني عليها فرضيّتها حول وجود تزوير في الأخبار الآتية من القطاع. على الرغم من أنّ &laqascii117o;بي بي سي" نفسها، وقعت في خطأ نشر صور غير معروفة المصدر في السابق، كما حصل حين نشرت صورة من حرب العراق العام 2003، على أنّها صورة من مجزرة الحولة في سوريا العام 2012.
يقول الصحافي البريطاني أوين جونز في مقال نشر في صحيفة &laqascii117o;غارديان" مؤخراً: إنّ &laqascii117o;الحقيقة البشعة" تتمثّل في أن الإعلام الغربي يعتبر حياة الإسرائيلي أكثر قيمة من أرواح الفلسطينيين، كما أنّه يصنّف الموت في مراتب طبقيّة". فالتغطية الإعلامية الغربية نادراً ما تعكس الصورة الحقيقيّة، وهي أنّ قوة عسكرية &laqascii117o;عظمى"، مدججة بمقاتلات حربية وطائرات من دون طيار وصواريخ، وحتى قنابل نووية تواجه ما وصفه رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بأنه أشبه بـ&laqascii117o;معسكر للسجناء"، لا يطلق على إسرائيل سوى صواريخ عديمة التأثير. تلجأ &laqascii117o;بي بي سي" إلى تدقيق أخطاء المغرّدين، لتدعم روايتها حول الحرب الدائرة الآن، رغم أنّ آلاف الصور تؤكّد وقوع مجزرة. فالخسائر البشريّة التي بلغت حتى اليوم نحو 200 شهيد فلسطيني، كافية لتعكس عدم تكافؤ ما يسميه الإعلام الغربي، وفي مقدّمته &laqascii117o;بي بي سي"، &laqascii117o;صراعًا".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد