قضايا وآراء » الفضائيّات المصرية نسيت فلسطين ولم تنسَ حماس

القاهرة ــ مصطفى فتحي
شهدت التغطية الإعلاميّة المصريَّة لأحداث غزة، انقساماً كبيراً. فبينما ركّزت تغطية الفضائيّات على مهاجمة 'إرهاب حماس'، أظهرت بعض الصحف المصريّة احترافيّة أكبر في نقل حقيقة الصراع، ونشر قصص لمآسٍ إنسانيّة يشهدها القطاع.
الفضائيات تصرخ: تسقط حماس
gazainnews_300تغطية أحداث غزة في الفضائيات المصرية الخاصة تميز اغلبها ــ بحسب مراقبين ــ بعدم الاحترافية. مجرد شتائم لحركة 'حماس'، من دون نقل حقيقي لما يحدث على الأرض. النموذج الأبرز في هذا السياق، قدّمته فضائية 'الفراعين' وصاحبها توفيق عكاشة. وفي مونولوج تلفزيونيّ قدّمه ضمن برنامج 'مصر اليوم' الاثنين الماضي، توجّه عكاشة إلى أهالي غزّة قائلاً: 'لو كان بينكم رجل كان قام بثورة ضدّ 'حماس'، انتم جميعاً نعاج وخراف'. لم يكتفِ عكاشة بذلك بل خلع حذائه على الهواء، في وجه 'من لا يعلم قيمة مصر'، بحسب تعبيره. قبل ذلك بيوم واحد، أطلّ عكاشة عبر الشاشة نفسها، ليخاطب السيسي قائلاً: 'المصريّون مستاءون منك لأنّك أرسلت مساعدات لشعب غزة، هم لا يستحقون أي مساعدات'.
على نفس القناة أطلت حياة الدرديري ضمن برنامج 'أوراق سريّة'، مطالبة الجيش المصري في حلقة الأحد الماضي بـ'ضرب البؤر الإرهابية في قطاع غزة، والتخلص من حركة 'حماس' الإخوانيّة'. حتى أنّ الدرديري دعت الجيش المصري إلى أخذ دور ضدّ الحركة، في الحرب على غزّة.
الصوت المرتفع ذاته، خرج عبر قناة 'سي بي سي أكسترا'، حيث أطلّت لميس الحديدي عبر برنامجها 'هنا العاصمة' لتناقش خبراً مجهول المصدر، مفاده أنّ حرس الحدود المصري، عثر على صواريخ 'غراد' أثناء تهريبها من غزة إلى سيناء. وذلك ما اعتبرته الحديدي محاولة 'حماس' لتوريط مصر، كي 'تقع في الفخ'، وتدخل في حرب مع 'إسرائيل'.
كما شاركت المذيعة أماني الخياط زميلها خالد صلاح في حلقة من برنامج 'آخر النهار'، على فضائية 'النهار'، تمّ تخصيص الجزء الأكبر منها لنقد 'حماس'. وقالت الخيّاط إنّ الحركة 'تهاجم الإعلام المصري لأنه يكشف كل أخطائها'، وصوّبت سهامها إلى 'كتائب القسام'، وسامي أبو زهري المتحدث باسم 'حماس'، لأنه قال أنّ الحركة لديها شروط لقبول مبادرة مصر، قائلةً: 'شروط مين يا بابا'.
لم يختلف الأمر كثيراً مع يوسف الحسيني، الذي خصّص حلقة من برنامجه 'السادة المحترمون' على فضائية 'أون تي في'، لتوجيه التهم لـ'حماس' بعدم الاهتمام لدماء الشعب الفلسطيني. وكذلك فعل أحمد موسى، إذ جعل من برنامجه 'على مسؤوليتي' عبر فضائية 'صدى البلد'، مساحة للهجوم على قيادات 'حماس'، واتهامهم بقتل ضباط وجنود مصريين، قائلاً أنّها 'عدوّ' قبل 'إسرائيل'.
بعض العقلانيّة
الصحف المصرية سواء مستقلة أو قومية كانت تغطيتها أكثر عقلانية. صحف مثل 'المصري اليوم'، و'الوطن'، و'اليوم السابع'، أفردت مساحات كبيرة لتغطية الحرب على غزة، سواء في النسخة الورقية أو عن طريق إفراد أقسام خاصّة لتغطية الحرب، على مواقعها الإلكترونيّة. لم يختلف الأمر كثيراً مع الصحف القومية، ومنها 'الأخبار' و'الأهرام' و'الجمهورية'، رغم الموقف الرسمي الواضح للدولة المصريّة، لناحية الخلاف مع 'حماس'. ذلك لم يمنع تلك الصحف من نقل قصص إنسانية من القطاع، وكان لأغلب الصحف مراسلين في قطاع غزة، يمدون صحفهم بصور وقصص توضح ما يجري على الأرض من جرائم.
من جهتها، ابتعدت 'قناة النيل للأخبار'، عن الصوت العالي وتوجيه الشتائم، وأعطت فرصة لمسؤولين من 'حماس' لإبداء وجهة نظرهم، فيما يحدث عن طريق اتصالات تليفونية. واستضافت القناة العديد من المحللين السياسيين وخبراء الحروب لتحليل المعطيات على الأرض، واستعانت بمراسل في القطاع ينقل ما يحدث، واتخذت القناة موقفاً واضحا بعدم استضافة أفيخاي أدرعي على شاشتها. لكن طبعاً ظلت تغطية القناة محلية أكثر، إذ خصّصت المساحة الأكبر لما يحدث داخل مصر، من أحداث متلاحقة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد