قضايا وآراء » سينمائيون غربيون يرفضون المشاركة في مهرجان القدس

الألم الإسرائيلي لا يساوي الألم الفلسطيني
نديم جرجوره
cinama_300أثارت الحرب الإسرائيلية الجديدة على فلسطينيي قطاع غزّة، المعروفة باسم &laqascii117o;الجرف الصامد"، ردود فعل غربية وإسرائيلية سلبية، في المجال السينمائي تحديداً. سينمائيون عديدون أعلنوا رفضهم تلك الحرب، وأدانوا وحشيتها، خصوصاً بالنسبة إلى المجازر المرتكبة بحقّ الأطفال الفلسطينيين. سينمائيون إسرائيليون أصدروا بياناً أثناء انعقاد الدورة الأخيرة (10 ـ 20 تموز 2014) لـ&laqascii117o;مهرجان القدس السينمائي الدولي"، قالوا فيه كلاماً مفيداً، وإن سقطوا في المحظور الإسرائيلي في نهايته، فإذا بهم يُساوون بين &laqascii117o;الألم" الفلسطيني و&laqascii117o;الألم" الإسرائيلي، مُعتبرين أن أحدهما لن ينتهي ما دام الثاني مستمرا.
&laqascii117o;مهرجان القدس السينمائي الدولي"، المُقام سنوياً في القدس المحتلّة منذ العام 1984، يُعتبر ـ بالنسبة إلى إسرائيل ـ أحد الوجوه الثقافية والفنية الضرورية لاكتساب مزيد من شرعية دولية، بدا واضحاً أنها &laqascii117o;تترنّح" أحياناً أمام بطش الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد أطفال ونساء وعجائز (هذا عائدٌ إلى &laqascii117o;حسّ إنساني غربي" ملتبس أحياناً). دورته الأخيرة تلك تزامنت انطلاقتها وبداية &laqascii117o;الجرف الصامد". صحيحٌ أن الدورة هذه مستمرّة في تقديم عروض سينمائية، وبرامج مختلفة، كما في تنظيم ورشات عمل وندوات ولقاءات، كأن شيئاً لا يحدث في القطاع. صحيحٌ أن إدارة المهرجان لا علاقة لها بما يجري &laqascii117o;هناك" البتّة. لكن سينمائيين إسرائيليين &laqascii117o;ساءهم" أن ينأى المهرجان بنفسه عن &laqascii117o;مجزرة" جديدة ترتكبها القيادة السياسية ـ العسكرية الإسرائيلية بحقّ فلسطينيي القطاع، والأطفال منهم خصوصاً. سينمائيون غربيون أعلنوا، صراحة، رفضهم تلبية الدعوة للمُشاركة في المهرجان &laqascii117o;بسبب هذه الحرب"، من دون تصريحات علنية أو صاخبة، كالمخرج النمساوي أولريخ سيدل ومعاونته ماريا هوفستاوتر، وبيكي بروبست (مندوب &laqascii117o;السوق الأوروبية للفيلم" في برلين) والمخرجين أليس رورواشر ويوهانس هولزهاوسن وروبن آمار ولولا بيسّيس ومارتشيلو غوميز ولويد هاندويركر وغيرهم. هناك أيضاً سيرج توبيانا وفيلكس مولر وبروس غولدشتاين وماري ـ بيار فال وآخرين.
سينمائيون إسرائيليون أصدروا بياناً قرأه أحدهم، قبل أن تتولّى المخرجتان شيرا غيفين وكيرين يدايا تلاوة أسماء أطفال غزّة الذين قُتلوا في تلك الحرب: &laqascii117o;هذا ليس تحريضاً. طبيعيٌّ أن نمنحهم أسماء، وأن نتذكّرهم". يدايا نفسها، المولودة في العام 1972 في الولايات المتحدّة الأميركية، قبل انتقال عائلتها إلى إسرائيل وهي في الثالثة من عمرها، معروفة بنضالها من أجل حقوق المرأة، وأيضاً ضد الاحتلال العسكري للضفّة الغربية. السينمائيون الإسرائيليون أعلنوا بيانهم هذا في مؤتمر صحافي عقدوه في 14 تموز 2014، وهم، بالإضافة إلى غيفين ويدايا: شلومي إلكابيتز وتالي شالوم إيزير وإيفريت كوريم ونداف ليبيد ورونيت إلكابيتز وبوزي غيتي: &laqascii117o;لا يستفيد أطفال قطاع غزّة من حماية نظام &laqascii117o;القبّة الحديدية". إنهم غير مُجهّزين بمساحات سكنية آمنة، ولا بصفّارات إنذار. الأطفال الذين يعيشون اليوم في غزّة هم شركاؤنا من أجل سلام الغد. المجزرة والرعب اللذان يُحكَم عليهم بهما لا يفعلان سوى إبعاد كلّ حلّ ديبلوماسي". تابع السينمائيون الإسرائيليون هؤلاء بيانهم قائلين: &laqascii117o;الذين يُصوّرون آلام الإسرائيليين عليهم أن يكونوا أكثر شجاعةً واستقامةً فيُصوّروا الموتى والخراب في غزّة، وأن يرووا أيضاً هذه الحكاية".
هل يُمكن اعتبار مقاطعة سينمائيين غربيين مهرجاناً إسرائيلياً أكثر من مجرّد موقف علني، أم أنه لن يتعدّى فعلاً موقتاً كهذا؟ هل يُمكن القول إن كلاماً إسرائيلياً كهذا سيبقى مجرّد بيان لن يؤثّر إيجاباً على مستوى الألم الفلسطيني؟ السينمائي نافي لابيد تمنّى أن يكون البيان &laqascii117o;خطوة أولى"، و&laqascii117o;أن يُصبح السينمائيون الإسرائيليون أكثر نشاطاً وتأثيراً". هل هذا ممكن؟ أم أن الإصرار على مساواة الألم الفلسطيني بالألم الإسرائيلي سيظلّ عائقاً دون تحقيق عدالة الضحية، في مقابل قذارة الجلاّد ووحشيته ونذالته؟
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد