قضايا وآراء » في الإعلام الفرنسي: المتضامن مع فلسطين خارج عن القانون


رامي فوّاز

لا يشتّ الإعلام الفرنسي عن السياق العام السائد في الإعلام الغربي، عند تغطية المجازر الإسرائيليّة المرتكبة بحقّ الشعب الفلسطيني. ذلك ما برز منذ بداية العدوان الحالي على غزّة، خصوصاً بعد التظاهرات المتضامنة مع فلسطين في باريس، إذ عمدت معظم وسائل الإعلام الفرنسيّة إلى تشويه صورة المتظاهرين، وإلصاق صفات &laqascii117o;العنف" و&laqascii117o;معاداة الساميّة" بهم، وإظهارهم كمخربين، يهدفون إلى نقل الصراع من الأراضي المحتلة، إلى فرنسا الآمنة.
وكما نعلم، فقد شهدت فرنسا في الأيّام الماضية تظاهرات تضامنية عدة مع الشعب الفلسطيني، ما لبثت أن تحوّل بعضها إلى مواجهات بين الشرطة الفرنسية والمتظاهرين، خصوصاً في ضاحية باربيس الباريسيّة، وغالبيّة سكّانها من المهاجرين العرب.
جميع وسائل الإعلام ركّزت على رواية &laqascii117o;وكالة الأنباء الفرنسية" التي بنت خبرها على مصادر في الشرطة. وفي الرواية، فإنَّ بعض المتظاهرين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، حاولوا &laqascii117o;التوجّه إلى مراكز عبادة يهودية"، ما دفع بعض الناشطين على مواقع التواصل إلى تكذيب الخبر، معتبرين أنّ مراسل الوكالة لم يكن متواجداً في الشارع مكان التظاهرة، وإلا لكان عرف أنّ ذلك لم يحدث.
كثيرة هي الوقائع التي عتّم عليها الإعلام الفرنسي لتحميل المسؤولية كاملة للمتظاهرين، وبالتالي تبنّي الرأي الرسمي، برمي تهمة &laqascii117o;معاداة الساميّة" الجاهزة، على كلّ من يتجرّأ على قول رأي مخالف للموقف الإسرائيلي. نشرة الأخبار المسائية على &laqascii117o;فرانس 2" أمس الأوّل، ركّزت على أنّ المتظاهرين في باريس، يخرقون القانون بالنزول إلى الشارع رغم وجود قرار بمنع التظاهر. كما صوّرت هروبهم أمام هجوم رجال الشرطة، &laqascii117o;كالفارّين من وجه العدالة"، مشدّدة على أنّ تحرّكاتهم حملت طابعاً &laqascii117o;عنيفاً". &laqascii117o;تي أف 1" أشارت إلى حرق المتظاهرين للعلم الإسرائيلي، ما يتعارض برأيها مع &laqascii117o;سلميّة التظاهرة"، ولخّصت نتيجة التحرّك بالتالي: &laqascii117o;اعتقال أربعين متظاهراً، جرح عشرة رجال شرطة، وحرق ثلاث سيّارات".
المتظاهرون دعماً لفلسطين، هم مثيرو شغب إذًا، بنظر الإعلام الفرنسي. تعالت الصرخات من المسؤولين الفرنسيين: من الرئيس فرنسوا هولاند إلى رئيس حكومته مانويل فالس وعدد من الوزراء، لوصف التحرّك بأنّه موجة جديدة من العنصرية ومعاداة السامية. معظم وسائل الإعلام تبنّى وجهة النظر تلك، واكتفى بذكر عدد الجرحى من الشرطة، من دون التطرق إلى ذكر الإصابات بين المتظاهرين، أو إعطائهم المساحة لقول وجهة نظرهم.
وسائل التواصل الاجتماعي كانت فضاءً لنقل الصور والأخبار المعتّم عليها. فعلى صفحته على &laqascii117o;فايسبوك" وصف أحد المتظاهرين الأحداث بالتالي: &laqascii117o;قوات الأمن رمت الغاز على الجميع: متظاهرون سلميون، مارة، أصحاب المحال، سكان، سياح...". وفي تغريدة على موقع &laqascii117o;تويتر"، يكتب متظاهر آخر: &laqascii117o;في شارع بوليه، قوات الأمن ترمي قنابل مسيلة للدموع، وتحاصر مجموعة من المتظاهرين". وعلى &laqascii117o;تويتر" أيضاً، انتشرت صور المشاركين في التظاهرات، يرفعون أعلام فلسطين، ويهتفون لأطفال غزّة، ويحملون مظلّات بنقشة الكوفيّة الفلسطينيّة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد