قضايا وآراء » رحلت أماني وبقي عكاشة

مصطفى فتحي
لم تكن الإهانة التي وجّهتها المذيعة المصرية أماني الخياط للمغرب عبر برنامجها &laqascii117o;صباح أون" عبر شاشة &laqascii117o;أون تي في"، الخطأ الأوّل في مسيرة البرنامج، لكنه كان أقرب إلى القشة التي قصمت ظهر البعير. فتصريح الخياط بأن اقتصاد المغرب يعتمد على الدعارة، كاد يؤدي إلى أزمة ديبلومسية بين البلدين، بالإضافة إلى إعلان الجالية المغربية في مصر عن تنظيم وقفة أمام مقر القناة حتى ترحل الخياط. كل هذا جعل ادارة القناة تتعامل مع الأمر بجدية، وتستبعد المذيعة.

قصة التناقض

شاركت أماني الخياط في ثورة يناير مع ملايين المصريين، ولها تصريح شهير موثق بالفيديو في شباط / فبراير 2011، حين قالت إنّ قادة الجيش هم سبب خراب مصر. التصريح يتناقض تماماً مع حماس الخيّاط الزائد لقائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي، حين قرر أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية. إذ أنّها كانت من أكثر الداعمين له، وسخّرت برنامجها لحث المواطنين على اختياره مستخدمة خطاب &laqascii117o;البلد هتغرق". حتى أنّها اندمجت في الترويج لجهاز علاج الإيدز وفيروس سي الذي اعلن عنه الجيش المصري، إذ قالت في احدى حلقاتها على الهواء: &laqascii117o;الجهاز حقيقي جداً، وعالج مئات المصريين، حارس البناية التي أعيش فيها تم علاجه بهذا الجهاز".

الخياط وعكاشة؟

لا يوجد اي علاقة صداقة بين مالك قناة &laqascii117o;الفراعين" توفيق عكاشة وأماني الخياط. على العكس، بثّت &laqascii117o;الفراعين" في أيّار/ مايو (2012) حلقةً خصّصها عكاشة لمهاجمة الخيّاط، وطالبها بالتوقف عن انتقاده وهددها اذا لم تتوقف سيعرض على قناته تسجيلات صوتية للخياط مع عبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار سابقاً، ملمحاً انها تحوي تفاصيل لن تسر الخياط، كما هددها بكشف صداقتها مع احدى المسؤولات في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حسبما قال. رغم الخلاف بينهما، إلا أنّ روابط عدّة تجمع بينهما، خصوصاً أنّ منظّمات خاصة بمراقبة الإعلام، وضعتهما معاً، على رأس قائمة الإعلاميين المصريين الذين يستخدمون لغة كراهية وتحريض. ولم يتردّد عكاشة في رفع حذائه، أمام الكاميرا، في وجه من &laqascii117o;لا يعرف قيمة مصر"، واصفاً كلّ من يتكلّم في وسائل الإعلام عن غزّة &laqascii117o;بالكلب". ذلك التصريح أذهل التلفزيون الإسرائيلي ذاته، الذي أشاد ببرنامج عكاشة واحتفى بأدائه!
إلى جانب موقفهما المحرّض في مسألة الحرب على غزّة، يحمل عكاشة والخيّاط وجهات النظر نفسها، في مواضيع عدّة، أبرزها الموقف السلبي من شباب &laqascii117o;ثورة يناير". لكن هذا التشابه الكبير أخذ أعلى منحنياته مؤخراً مع بدء الحرب على غزة، استخدمت الخياط نفس مصطلحات عكاشة، نفس الإهانات الموجهة لسكان غزة، ونفس الاتهامات ـ غير المؤكدة بدلائل ـ لحركة &laqascii117o;حماس"، لدرجة أنّ بعض نشطاء السوشل ميديا اعتبروا أن الخياط وعكاشة يقرآن من نفس الورقة.

نفس الشكل؟

في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، تعرّض الناشط المصري أحمد ماهر (محبوس حالياً)، لحمّة تخوين من أماني الخياط وتوفيق عكاشة في الوقت ذاته. يومها كتب على &laqascii117o;تويتر": &laqascii117o;أماني الخياط بقت نسخة من توفيق عكاشة، مش اسلوب الكلام والارتجال الأهبل بس، لا كمان الشكل". يشبّه ذلك ما كتبته الناشطة نوّارة نجم قبل أيّام، حين قالت: &laqascii117o;اللهم لا تؤاخذنا بما فعل أحمد موسى وأماني الخياط وتوفيق عكاشة منا".
أزيحت أماني الخياط الشاشة المصريّة، لكن بقي توفيق عكاشة على الشاشة، مستمراً في العطاء غير المهني... مذكّراً المصريين أن إعلامهم بحاجة إلى ثورة.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد