قضايا وآراء » الصوت للفلسطينيين وحدهم على Arise tv

زينب مرعي

arisetv_300في الأشهر الأولى من العام الماضي، قام الرجل الملقّب بـ &laqascii117o;عملاق الإعلام النيجيري" ندوكا أوبيغبينا، بإطلاق مشروع إعلامي آخر له، بعد صحيفته الأكثر شهرة في نيجيريا THISDAY ومجلة الموضة ARISE، ألا وهو المحطة الإخبارية ARISE TV. هدف الإعلامي الطموح، من إنشاء المحطّة الجديدة، بناء قناة إخبارية أفريقية عالمية، لا تقلّ مستوى عن قنوات الصف الأول الإخبارية مثل &laqascii117o;سي أن أن" و&laqascii117o;بي بي سي" وغيرهما، وتنافسهما في المستقبل. لكن القناة تميّز نفسها عن القنوات الأميركية والأوروبية المنشأ، وتقترح أجندة مغايرة تماماً عنها، إذ هي تضع ضمن أولوياتها &laqascii117o;التسويق والاحتفاء بأفريقيا"، ونقل أصوات المهمّشين حول العالم، كما يقترح موقع المحطّة الإلكتروني. لكن أيضاً، وكما يشرح أوبيغبينا أسباب إنشاء المحطة: &laqascii117o;أنشأنا شبكة عالمية لنعكس نظام العالم الجديد. لسنا متمسكين بكل ما هو قديم وجاهز، بل نريد أن نكون نموذجاً عن الإعلام الحديث. وفي العالم الجديد ليس هناك ما هو أهمّ من الدول ذات الاقتصاد النامي".
رغم توزيع المحطّة لمكاتبها بين لندن، نيويورك، جوهانسبرغ، ولاغوس، لكنّ نقص الميزانية الواضح فيها، يمنعها حتى الآن من التفكير في منافسة القنوات العالمية الكبرى، إلاّ أنّها على الأقلّ تبدو ملتزمة فعلياً بخطة العمل التي وضعتها لنفسها؛ إذ تميّزت المحطة بتغطية مغايرة للحرب الإسرائيليّة الشعواء على غزة، عن تلك التي اعتدناها من القنوات الأجنبيّة العالمية، لا بل ويمكن حتى القول إنّ تغطيتها كانت أفضل من تغطية بعض القنوات العربية لهذه الحرب. القناة بعيدة عن رسم تلك الصورة التقليدية في الإعلام الغربي، عن &laqascii117o;حرب دولة على منظمات إرهابية فلسطينية"، أو محاولة ادعاء الحياد في هذه الحرب ونقل ما يجري على الضفّتين، الفلسطينية والإسرائيلية، وكأنّها مسألة حسابات قديمة بين طرفي الصراع، وها هما يحاولان تصفيتها في جولة جديدة. موقف المحطة واضح منذ اليوم الأول، مراسلها كارل بوستيك متمركز في غزّة ولا مراسل لها في الأراضي المحتلّة. الضحيّة هي غزّة وأهلها، العنف يحدث على جانب واحد في هذا الصراع، والمجازر تطال الجانب الفلسطيني فقط.
لا يدخل بوستيك الأراضي المحتلة إلاّ لساعات قليلة يلتقط فيها أنفاسه، ليعود بعدها لدخول أتون النار في غزّة. هنا ينقل المراسل أحداث العنف اليومي على القطاع المحاصر. يقابل الناس والمسؤولين فيه. ينقل معاناتهم بدقّة، يذكّر بكون &laqascii117o;حماس" رفضت الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار، لكن ليس ليخبرنا بأنّ &laqascii117o;حماس" لا تريد لدائرة العنف أن تنتهي، بل ليشرح أنّ &laqascii117o;حماس" تريد فكّ الحصار عن القطاع أولا. يعدّ التقارير عن نتائج الحصار المستمرّ منذ العام 2006. يخبر المشاهدين أنّ الموظّفين لا يتقاضون رواتبهم هنا، وفي ظلّ هذه المعركة لم تعد الناس تملك ما تشتري به الخبز، يستدينون من المحال التجاريّة لسدّ جزء بسيط من حاجاتهم اليوميّة. في المقابل ليس هناك تقارير من الجانب الفلسطيني المحتلّ. لا تقارير هنا عن صفارات الإنذار التي تدوي فيهرع الإسرائيليّون للاحتماء في الملاجئ، أو في الغرف الآمنة من منازلهم. لا تقارير عن حالات الهلع بينهم أو عن عائلات تعلن عن تمسكّها بالدولة الإسرائيلية في هذه الحرب أكثر ممّا مضى، ووجدت نفسها تترك العواصم الأوروبية أو الولايات المتحدة لتنتقل إلى &laqascii117o;الأرض الموعودة". لا مقابلات مع شخصيات سياسية أو عسكريّة أو حتى مدنيّة إسرائيلية، فقط الفلسطينيون لهم صوت هنا. ولا تتخذّ المحطّة هذا النهج تجاه فلسطين فقط، بل يبدو انّها ترفض اتباع خطوط الإعلام الغربي العريضة في تغطيتها للحرب في سوريا أو لقضية إسقاط الطائرة الماليزية MH17 مثلاً فوق شرق أوكرانيا. لا تعتمد المحطّة هنا أيضاً الخيارات &laqascii117o;الجاهزة"، بل تضع نفسها على خط مختلف. ففي سوريا لا يواجه الأسد ثورة، أو بقايا ثورة، بل هما طرفان متنازعان لا يقلّ أحدهما عنفاً عن الآخر، ويصعب على المحللين على القناة إظهار ميل تجاه أحدهما. بينما في موضوع إسقاط الطائرة الماليزيّة، لا تبدو القناة واثقة كغيرها أيضاَ أنّ روسيا أو الثوّار هم خلف العملية بل تكتفي بنقل تصاريح الأطراف كافة، بانتظار التحقيقات، من دون أن تحسم أمرها وتوجّه أصابع الاتهام إلى جهة معيّنة بعد. قد لا تكون ARISE TV الإخبارية قادرة على منافسة القنوات الإخبارية الكبرى حتى الآن، بسبب ميزانيتها الضعيفة نسبياً، والتي يضيف صاحبها إنّها لا تتلقى أي مساعدة مالية من أي جهات حكومية أو سياسية، رغم الشائعات حول كون وزير النفط النيجيري راعياً لها. لكنه يمكن القول إنّ &laqascii117o;الإعلام الجديد" البعيد عن سطوة الأفكار الجاهزة الأميركية أو الغربية، يستحقّ المشاهدة.
www.arise.tv
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد