قضايا وآراء » معارضو السيسي ينقرضون عن الشاشات

 

ssiactives_300

 

مصطفى فتحي
اختفى معارضو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من الإعلام، قبل أشهر من فوزه بالانتخابات. منذ سقوط نظام الإخوان المسلمين، تحوّلت كل الشاشات المصرية، سواء الحكومية منها أم الخاصة، إلى مساحة محصورة بالضيوف المؤيدين للنظام الحالي، والمعارضين للإخوان. ترسّخ الأمر في مواقف عدّة، خصوصاً بعد الحرب على غزّة، وحشد الدعم لمشروع محور قناة السويس.
تتفق مصادر عدّة من فضائيّات مصريّة خاصّة تحدّثت لـ&laqascii117o;السفير"، على تأكيد عدم وجود &laqascii117o;أوامر مباشرة من النظام الحاكم، تمنع استضافة معارضين للسيسي". إلا أنّ منع ظهور أسماء بعينها، يأتي بناءً على تعليمات من مالكي ورؤساء هذه الفضائيات، بسبب وجود مصالح مشتركة بينهم، وبين النظام الحالي.
يختلف الأمر قليلاً في التلفزيون المصري الرسمي، حيث لا يتصّل أيّ معدّ بضيف، إلّا بعد حصوله على موافقة من رئيس القناة. وحتى بعد الحصول على الموافقة، يطلب المعدّ من الضيف رقم بطاقته، ويمرر الرقم لمكتب الأمن التابع لـ&laqascii117o;ماسبيرو" الذي يصدر موافقة نهائية على حضوره أو عدمه. وفي حالات عدّة تمّ توثيقها، يتفق فيها المعد مع ضيف معيّن على موعد، ثم يتصل به مرة أخرى ليعتذر منه عن عدم استكمال اللقاء، بحجج من نوع &laqascii117o;تأجيل الحلقة".
السبت الماضي، اجتمع السيسي في مقر رئاسة الجمهورية، بالعشرات من الإعلاميين المصريين، من الفضائيات والصحف والإذاعات. وبحسب بيان رسمي أصدرته رئاسة الجمهورية، فإنّ السيسي أكّد خلال اللقاء &laqascii117o;على أهمية ومحورية دور الإعلام فى المرحلة الراهنة، وضرورة تقديم المثال والنموذج اللذين يمكن الاقتداء بهما من قبل المشاهد المصري، ليس فقط في مواضيع الحوار التي يتمّ اختيارها، وإنمّا أيضاً في أسلوب الحوار ذاته، والذي يتعين أن يتسم بالعقلانية والموضوعية ودقة مصادر المعلومات"؛ وذلك ما اعتبره مراقبون رسالة غير مباشرة من النظام الحالي للفضائيّات، تحدد لها خريطة المواضيع التي يجب أن تناقشها في الفترة القادمة.
يقول الباحث الإعلامي والكاتب في صحيفة &laqascii117o;المصري اليوم" شريف رزق لـ&laqascii117o;السفير"، إنّ &laqascii117o;عدم ظهور معارضين حقيقيين للنظام الحالي على الفضائيات، نابع بشكل أساسي من مصالح رجال الأعمال مالكي تلك الفضائيات. وقد اختاروا لقنواتهم إعلاميين لا يتمتعون بتاريخ مهني حقيقي، بشكل يوحي بأنّ هناك أجندة محدّدة عليهم تنفيذها". يضيف رزق: &laqascii117o;باتت المعادلة كالتالي: تجميع رأس مال مع إعلاميين بلا قضية حقيقية، فكانت النتيجة الطبيعية الغباء الحالي الذي نشاهده في بعض الفضائيات، وليس كلّها، رغم حاجة المصريين لإعلام يقدّم قراءة موضوعيّة لمواقف السيسي، بعيداً عن النفاق الفجّ". ويرى رزق أنّ معظم البرامج الحواريّة المصريّة متحيّزة، وغير قادرة على التعامل مع المعارضة سوى بتخوينها.
عدم استضافة أصوات معارضة، يضاف إلى ممارسات أخرى ينتهجها الإعلام المصري، منها التحريض وبث رسائل كراهية. وباتت نسبة غير قليلة من المصريين ترى أن هناك مشكلة في الإعلام المصري، كما ظهرت أصوات معارضة من داخل الوسط الإعلامي نفسه. وكتب رئيس تحرير صحيفة &laqascii117o;الوطن" اليومية مجدي الجلاد الأحد مقالةً بعنوان: &laqascii117o;أنا مكسوف"، اعتبر فيها أنّ الإعلام المصري &laqascii117o;بات أشبه بالبيت المسموم".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد