جهاد أبو مصطفى
يبدو أنّ &laqascii117o;بي بي سي" تحاول استدراك الانتقادات التي وجّهت لتغطيتها المنحازة للرواية الإسرائيليّة، خلال الحرب الأخيرة على غزّة. وكان الشارع البريطاني قد تظاهر أمام مقرّ الهيئة في لندن، للتنديد بسياسة الشبكة في تغطية أخبار غزّة. ذلك ما جعل &laqascii117o;بي بي سي ميديا أكشن"، تُطلق مُؤخراً برنامج &laqascii117o;أثير غزة" الإذاعي اليومي، بالشراكة مع خدمة &laqascii117o;بي بي سي عربي".
يُناقش البرنامج الذي يُبث على خدمة &laqascii117o;بي بي سي عربي"، ويُعاد بثّه في غزة عبر راديو &laqascii117o;ألوان"، ملفّات مرتبطة بالحياة في القطاع بعد الحرب. يبثّ البرنامج من الأحد إلى الخميس، في حلقات مدّتها 18 دقيقة. ويتمّ التطرّق في كلّ حلقة إلى موضوع مختلف، &laqascii117o;بهدف مساعدة المواطنين من خلال تقديم المعلومات المتعلقة بالأزمات والمشاكل العملية التي تواجههم في ظل الكارثة الإنسانية الراهنة"، بحسب ما ورد في بيان صادر عن &laqascii117o;بي بي سي".
تطرّقت الحلقة الأولى من البرنامج إلى الخطط والاستراتيجيّات الموضوعة لاستئناف العام الدراسي الجديد في غزّة، في ظلِّ إقامة آلاف النازحين ممن فقدوا منازلهم خلال الحرب في مدارس &laqascii117o;الأونروا". وفي الحلقة الثانية، ناقش البرنامج كيفيّة التعامل مع الصدمات النفسية الناتجة من الحرب، مع تقديم بعض الإرشادات لمعالجة تلك الصدمات، وسلوكيات الأطفال بعد الحرب. تضمّنت الحلقة تقارير لمراسلين التقوا بعض المواطنين في غزّة، ممّن واجهوا سلوكيات وصدمات نفسيّة جديدة لدى أبنائهم نتيجة الكبت والضغط النفسي الذي عانوه خلال الحرب.
في الحلقة الثالثة، استمعنا إلى آراء المواطنين في غزّة الذين يبحثون عن المساعدات الإغاثيّة التي تُقدمها عدّة جهات خيريّة في القطاع، ومدى معاناة هؤلاء في الحصول على &laqascii117o;كابونة"، والانتظار الطويل أمام الجمعيات لاستلام هذه الطرود الغذائية، والتموينيّة، مع بعض الشكاوى بأن هذه المساعدات تتم عبر &laqascii117o;الواسطة والمحسوبية".
تناولت الحلقة الرابعة مُخلّفات الاحتلال التي لم تنفجر أثناء الحرب، ومدى خطورتها على المواطنين في غزّة، لا سيما الأطفال الذين يلهون فيها من دون دراية بالخطر المُحدق بهم، وكيفيّة التعامل معها، وتبليغ الجهات المُختصة فوراً، وأغلب هذه المخلفات هي قذائف أطلقتها الدبابات الإسرائيلية على الحدود الشرقية لقطاع غزّة، بالإضافة لعشرات الصواريخ التي لم تنفجر بعد.
بالرغم من أن مذيعة البرنامج ديما حمدان تؤكد في مستهلّ كلّ حلقة، أنّ البرنامج مخصّص لأهل غزّة، إلا أنّ مشاركات المواطنين وتفاعلهم مع البرنامج لم ترقَ إلى المستوى القادر على تجميل صورة &laqascii117o;بي بي سي" لدى سكّان غزّة، والتي تكوّنت على مر سنوات طويلة من انحيازها لـ&laqascii117o;إسرائيل". تقتصر مداخلات المواطنين على تقارير المراسلين التي تمّ تسجيلها مسبقاً.
هذا ما يُؤكّده الصحافي سليمان النبيل لـ&laqascii117o;السفير" قائلاً: &laqascii117o;تسعى بي بي سي إلى تجميل صورتها عند الفلسطينيين، خصوصاً سكّان غزّة، رغم أن أغلب سكّان القطاع لا يعلمون شيئاً عن البرنامج، ولا يستمعون إليه، لأن الصورة النمطيّة لـ&laqascii117o;بي بي سي" لن تتغيّر بسهولة عند الناس". ويُلفت إلى أنه ليس مطلوباً من الهيئة أن تتبنّى الرواية الفلسطينيّة، أو تنحاز إليها بالكامل، لكن &laqascii117o;عليها على الأقل أن تكون حياديّة في نقل الشأن الفلسطيني، والصراع العربي الإسرائيلي، وألا تنحاز للاحتلال، وتُنكر حق الشعب الفلسطيني في مقاومته بكل الوسائل المشروعة".
سألت &laqascii117o;السفير" عيّنة عشوائيّة من المواطنين في غزّة، عن علمهم بأن &laqascii117o;بي بي سي" تبثّ برنامجاً يومياً خاصّاً بهم، ويُعاد بثّه عبر راديو &laqascii117o;ألوان"، تبيّن أنّ الأغلبيّة الساحقة منهم لا تعرف شيئاً عن البرنامج، أو حتّى تردد الإذاعة بدقة. لكن جميعهم أجمعوا على رأي واحد، وهو أنّ &laqascii117o;بي بي سي" منحازة بالكامل للاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: صحيفة السفير