ملخص صفحات القضايا والرأي لهذ اليوم 8/12/2007
صحيفة السفير
المقال: الحركات الاجتماعية في تاريخ لبنان الحديث (2)
الكاتب: فواز طرابلسي
في السبعينيات، كان المجتمع اللبناني أشبه بمن يمشي على حبل معلّق في فراغ، يتأرجح بين مسعى لإعادة بناء وحدته من خلال الاصلاحات البنيوية وبين انقسام يشق ابناءه حول هاجس &laqascii117o;الامن". وإذ توحدت البرجوازية لصد أي محاولة للاصلاح، مهّد الاحتقان والانقسام في الطبقات الوسطى والبرجوازية الصغيرة والطبقات الفقيرة للانزلاق نحو الاقتتال الاهلي. حقيقة الامر ان كمال جنبلاط وحلفاءه اليساريين والقوميين من جهة وحزب الكتائب وحلفاءه من جهة اخرى، كانوا يتنازعون على روايتين متناقضين لمسألة الامن. عارض حزب الكتائب اي نوع من أنواع الاصلاح، اما جنبلاط، الذي نال الاعتراف العربي به شخصية مسلمة قائدة في لبنان، والمستقوي بدعم سوري ومصري، فقد كان مدركاً تمام الإدراك ان الوجود الفلسطيني المسلّح قد كسر &laqascii117o;احتكار العنف" الذي كان يتمتع به المسيحيون، فاقترح ضفقة شاملة: اصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية. في تلك الأثناء، نشأت وترعرعت حركتان عبّرتا خير تعبير عن وقع الحركات الاجتماعية في الأوساط المسيحية وعن درجة الاحتقان السائدة في أوساط المسلمين. بمناسبة عيد الميلاد عام ,1968 أصدرت &laqascii117o;حركة الشبيبة المسيحية" بياناً يدين ثروة الكنيسة وقوتها السياسية, كما أدان دور الكنيسة في تبرير هذا النظام. ودعا البيان الكنيسة والمسيحيين الى ان يحسبوا أنفسهم جزءاً عضوياً من العالم العربي فيشاركونه مشكلاته ونضالاته وتطلعاته الى التحرر والى بناء مجتمع متطور لجميع ابنائه, هذا صوت من بين أصوات لمنظمات عديدة سعت ناشطة للتجديد داخل الكنيسة المارونية. وفي مطلع 1974 ايضاً، تكوّنت حركة للتجديد الروحي بأفق مستقل حول غريغوار حداد، مطران بيروت للروم الكاثوليك، ومجلة &laqascii117o;آفاق" التي انتقد حداد على صفحاتها &laqascii117o;النظام الاجتماعي الاستغلالي" في لبنان، داعيا الى الالتزام الجاد بـ&laqascii117o;قضية الانسان العربي"لم تطل إقامة الإمام موسى الصدر في لبنان. لكنها سوف تطبع حياة لبنان، والشيعة خصوصاً، لحقبة كاملة من التاريخ. ولد الصدر في ايران لدى واحدة من الاسر الإيرانية الدينية، وانتقل الى لبنان مطلع الستينيات حاملا اموالاً وفيرة لافتتاح مشاريع اجتماعية لمصلحة ابناء الطائفة. لم يعر رجال الدين الشيعة موسى الصدر كبير اهتمام أول الأمر، وهم المعادون تقليدياً للحكومة المركزية والزعماء التقليديين والموالون للمرجعية الشيعية في النجف. غير ان الصدر أثار اهتمام الرئيس شارل حلو و&laqascii117o;الأجهزة" الشهابية وميشال اسمر، مؤسس &laqascii117o;الندوة اللبنانية"، مصنع الأفكار اللبنانوية في صيغتها المارونية. وهؤلاء جميعاً يبحثون عن حليف مسلم ضد الزعامة السنّية. خلال فترة نهوض الحركة المطلبية والاجتماعية، كان خطاب موسى الصدر الشعبوي يشدد على الجوانب الطائفية والمناطقية. شدد الصدر على الحاجة إلى تنمية الجنوب قبل ان تندلع الثورة فيه. عليه، طالب بتخصيص حصة من الموازنة لتلك المنطقة، وتوسيع مشروع الليطاني لري الاراضي الجنوبية وبناء المستشفيات والمدارس. على ان موسى الصدر لم يجد أي تناقض بين الوجود الفلسطيني المسلّح وبين السيادة اللبنانية، معتبراً أن لبنان ليس مسؤولاً عن حماية حدود إسرائيل. لاحقا، اقترح الصدر تمركز قوة عسكرية عربية لحماية الجنوب وإنشاء صندوق عربي لتنميته. وضع موسى الصدر أصبعه على مسألة ملتهبة عندما صك شعاره عن التحالف بين &laqascii117o;المحرومين من أرضهم والمحرومين في أرضهم".أما الأحداث اللاحقة فسلسلة متوالية من محاولات تصفية المقاومة الفلسطينية تتناوب مع تنازلات للفدائيين تأتي متأخرة في كل مرة. إلا أن التطور الأهم خلال تلك الفترة كان طبعاً اندلاع حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973 العربية ـ الاسرائيلية. لم يشارك لبنان في الحرب الا ان البقاع تحوّل الى ممر استخدمه الطيران الحربي الاسرائيلي لقصف دمشق ومدن الداخل السوري, في ايلول/سبتمبر 1974 وقع اشتباك بين مسلحين كتائبيين وتقدميين اشتراكيين في ترشيش في المتن الأعلى. رد جنبلاط بتعليق مشاركة وزيريه في الحكومة, عندما كلّف رشيد الصلح أن يخلف ابن عمه تقي الدين، كان يفترض بحكومته ان ترضي كمال جنبلاط وتساهم في التهدئة العامة. الا ان الانقسام بشأن الوجود الفلسطيني المسلّح ومسألة الدفاع عن الجنوب كان آخذاً في الاتساع. بدأ عام 1975 بإضراب عام في الجنوب وتظاهرات في بيروت حول هذين الموضوعين, في اليوم التالي، يوم 13 نيسان/ابريل 1975 أطلقت سيارة مجهولة النار على تجمع لحزب الكتائب عند كنيسة عين الرمانة، وجرحت عدداً من الأهالي، رد الكتائبيون على ذلك بعد ساعات بمجزرة في حق باص متوجه إلى مخيم تل الزعتر فقتلوا 21 فلسطينياً. فانفجر القتال انطلاقاً من خط التماسّ بين الشياح وعين الرمّانة. هكذا بدأت حرب سوف تستمر لخمس عشرة سنة.
صحيفة السفير
أولوية التحرير المعرفي في الطريق إلى حداثة عربية
الكاتب:كرم الحلو
يقع العالم العربي في طليعة المستهلكين لمنتجات الحداثة التي باتت تغطي كل وجوه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية العربية، من الإبرة والدبوس والزر الى الطائرة والغواصة والصاروخ، ومن حبة الدواء الى أرقى الآلات الطبية وأكثرها تطورا، ومن الورقة والقلم الى أحدث أجهزة الاتصال المرئي والمسموع. لكن الحداثة الابستمولوجية العربية لا تزال مع ذلك قاصرة ومتخلفة واقعيا، هذا الانسداد، في رأي هاشم صالح في &laqascii117o;الانسداد التاريخي، لماذا فشل مشروع التنوير في العالم العربي؟" يمنع العرب وكل الشعوب الاسلامية من الانطلاق الآن، وهو ناتج عن هيمنة مجموعة من اليقينيات المطلقة التي تتخذ صفة الحقيقة الالهية المقدسة، وعن التناقض المطلق بين النص والواقع، تكمن، في رأي المؤلف، المواجهة الفعلية مع الخطاب الاسلامي الذي لم يجرؤ أحد حتى الآن على مواجهته على أرضيته الخاصة بالذات، أي أرضية الفكر الاسلامي نفسها، من أجل تأويل آخر للاسلام، تأويل تاريخي نقدي مستنير يواجه التأويل التقليدي الذي يحتل الساحة الآنبهذه المواجهة وحدها يمكن تحرير الروح الاسلامية من أصفادها وحل عقدة العقد الموجعة. وبهذا المعنى فإن تحرير الروح الداخلي سوف يسبق التحرير الخارجي،. لأنه من دون هذا التحرير تصبح الأمة عاجزة عن الانتصار في أي معركة من معاركها: معركة التنمية او معركة السياسة او حتى المعركة العسكرية، الا ان معركة تحرير الروح الاسلامية ليست سهلة، وقد تكلف مئات الآلاف وربما ملايين الضحايا، لهذا يبدو المؤلف واثقا من امكانية المصالحة التاريخية بين الاسلام والحداثة، بين الايمان والعقل، بين الفكر العلمي والفكر الديني، بين اللاهوت والفلسفة، وبالتالي من وجود خيار آخر غير صدام الحضارات، لكن هذا لن ينجح، الا اذا كان نتيجة اشتغال الذات على ذاتها. في نظرة اجمالية يمكن القول ان الكتاب يعتبر اسهاما جديا في معركة التنوير التي فتحت في الفكر العربي، وان بأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة لكننا نأخذ على المؤلف:
أ ـ يشكو كتابه من خلل ظاهر في المنهج الذي افتقد الترابط المحكم بين المقدمات والنتائج، وارباك وضعف في تحرير النص، ما أوقع المؤلف في ورطة التكرار والاستعادة وفوضى الموضوعات.
ب ـ اعتبر ان ما يجري في العراق &laqascii117o;أم المعارك" من أجل التنوير، وأنه أشبه ما يكون بمعركة الحداثة في أوروبا &laqascii117o;بكل نزعتها الانسانية وعقليتها العلمية والفلسفية"، وفي هذا قلب مفجع للواقع وتزوير للأحداث.
ج ـ رأى ان المسلمين يرفضون &laqascii117o;البرنامج الذي يقترحه الغرب الآن على الناس في العالم الاسلامي كي يخرجهم من عقلية بن لادن والزرقاوي" مستغربا كيف لا يتظاهر مســلم واحــد ضد خطف الصحافيين والصحافيات وذبحهم في العراق، وهو هنا لا يعير بالا لـ &laqascii117o;مآثر" الأميركيين غير المحمودة.
صحيفة الأخبار
حركة &laqascii117o;اليسار الديموقراطي": إلى اليمين دُرْ
الكاتب: اسكندر منصور
سقط البناء من الداخل بعد أن شاخ الأساس. كثيرٌ من البلشفيّين تيتّموا وساروا في اتجاهات مختلفة بعدما فقدوا البوصلة التي قادتهم أكثر من سبعين عاماً. فكانت حركة &laqascii117o;اليسار الديموقراطي". وُلدت في غمرة الحدث، والحدث كان رفع الوصاية عن لبنان وإطلاق سراحه وكان سؤال: هل &laqascii117o;طائفة + طائفة + طائفة تصنع وطناً أم تبقى ثلاث طوائف"؟ وجاء الجواب: في حرب تموز وفي انتخابات المتن وبيروت، وفي خطب الوليد و&laqascii117o;القدّيس جعجع" و&laqascii117o;زاي ما هيّ" والشيخ أمين والياس عطا الله وأهل التفاهم.
الياس عطا الله واليسار الديموقراطي
غاب التمايز في موقف &laqascii117o;اليسار الديموقراطي" عن قوى 14 آذار من البداية، حتى يصعب على السامع أو القارئ أن يميّز بين سمير جعجع والياس عطا الله، أو بين الحريري والياس عطا الله. أمّا بين جنبلاط والياس عطا الله، فحدّث ولا حرج عن التقارب والاندماج، ولو كان الدروز يؤمنون بتقمّص الدرزي خارج طائفته لكان الياس عطا الله واحداً من حكمائهم السابقين.
هل هناك إمبرياليّة؟
حتى أواخر تمّوز 2006، أي بعد نحو ثلاثة أسابيع وأكثر على العدوان، نطقت حركة اليسار كلمة السرّ لتنعت العدوان بأنّه &laqascii117o;العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً". وهذا الوصف الذي جاء متأخّراً لم يُذكَر على لسان القائد الأوحد والأبرز أي النائب الياس عطا الله ولو لمرّة واحدة، بل إنّ الموقف المعلَن على لسان الأخير جاء ليتماهى مع الموقف المعلَن لقادة 14 آذار الرافض حتى الإشارة إلى الولايات المتحدة كقوّة داعمة ومحتضنة ومشجّعة للعدوان على لبنان. إن كنت أفهم موقف قوى 14 آذار من الولايات المتحدة، والفهم ليس تبريراً بل تفسيراً، لم أكن أفهم الموقف الملتبس أحياناً والمتردّد أحياناً لـ&laqascii117o;حركة اليسار الديموقراطي". الالتباس والتردُّد كانا في التأخير في تحديد طبيعة العدوان ومداه، من ذلك قرّرت الاستقالة من التفكير وذهبت إلى التحليل السطحي ونسبت العدوان كردّة فعل على عمليّة &laqascii117o;الوعد الصادق" بالرغم من موقفنا من هذه العمليّة، أكان نقداً أو تأييداً, السؤال يدخل في باب الإقرار بأن الأمبرياليّة حقيقة واقعة وناشطة، وليست وهماً من مخلّفات الحرب الباردة. إذاً، وجود إمبرياليّة حيّة وناشطة في كل أرجاء العالم لا وجود له في أدبيات &laqascii117o;حركة اليسار الديموقراطي"، إلّا باستثناء بعض مقالات زياد ماجد الصحافيّة وبعض مقالات الياس خوري في ملحق جريدة &laqascii117o;النهار" خلال العدوان.
وملاحظات على السياسة الأميركيّة
في مقابلة مع جريدة &laqascii117o;السياسة" الكويتيّة، أكّد عطا الله على أنّ التواصل مع &laqascii117o;المجتمع الدولي" مصدر قوّة لقوى 14 آذار، كما أكّد بأننا &laqascii117o;لا نتنصّل من صداقات الآخرين ولا من صداقاتنا للمجتمع الدولي". وعندما سُئل هل تتنصلون من صداقاتكم الأميركيّة؟ أجاب عطا الله: &laqascii117o;نحن لنا ملاحظات على السياسة الأميركية، وخاصة في موضوع الانحياز لمصلحة إسرائيل وفي الموضوع الفلسطيني".ليس صدفة أن الحركة لم تنتج أي بحث نظري أو تقييمي لمسارها خلال السنتين الماضيتين أو لمسار الأحداث في لبنان، حيث غدت مهمتها تصريحاً يومياً يحمّل سوريا وميشال عون كل ما جرى ويجري في لبنان.
الاعتدال والتطرّف
نافس الياس عطا الله رايس في الإكثار من ترداد مفردات &laqascii117o;الاعتدال" و&laqascii117o;المعتدلين"، و&laqascii117o;التطرّف" و&laqascii117o;المتطرفين" و&laqascii117o;المجتمع الدولي".اختار عطا الله &laqascii117o;الاعتدال" على &laqascii117o;التطرّف"، الدقة والحسابات في الموقف على المغامرة، التقاعس في الدعم على الحزم والوقوف بجانب لبنان ومقاومته في تصدّيها للعدوان وبعكس ما ذهب اليه عطا الله، حاول زياد ماجد أن يكون التمايز في موقف &laqascii117o;اليسار الديموقراطي" عن تحالف 14 آذار واضحاً لا لبس فيه وإن جاء نقده متأخّراً، أي بعد وقف الأعمال العدائيّة الإسرائيليّة, المطلوب واضح، هو أن تسلّم المقاومة كل أوراقها وتضع لبنان وجنوبه ومهجّريه تحت رحمة إسرائيل وأميركا المتطلّبتين تحت اسم المجتمع الدولي.
بين الياس والياس
في مقابلة بمناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق &laqascii117o;جبهة المقاومة الوطنيّة"، وردّاً على سؤال: هل من كلمة أخيرة؟ أجاب الياس عطا الله: أريد أن أذكر شهادة. في الوقت الذي كانت فيه بيروت تخوض أقدس معركة في مواجهة جيش العدو الإسرائيلي الذي فتح أول عاصمة عربيّة، كانت مدينتنا تعيش محرومة من كل شيء، الشطر الآخر من المدينة، كانت تزدهر الحياة وكان يلتفت أحدنا إلى التلال الشرقيّة المحيطة ببيروت حيث تتلألأ أنوار فندق &laqascii117o;البستان" الذي كان مرتعاً لقيادة القوّات اللبنانية والكتائب والملتحقين بهما تنتظر بفارغ الصبر لحظة سقوط المدينة. ولكن انتظارهم طال، وأحياناً كثيرة تساءلنا بشكل ساذج كيف يمكنهم تحمّل هذا القدر من الخيانة"؟كنت محقاً يا رفيق. تبدّلت الأدوار وفي حرب تموز عندما كانت سيارات الإسعاف تُقصَف وقرى الجنوب تُحرَق ومباني الضاحية تُدمَّر على من فيها، وأطفال قانا يُقتلون، كانت الأنوار تتلألأ في سفارة ما حيث كانوا يجتمعون ويضحكون ويقهقهون.
صحيفة الأخبار
نحو انتخابات شعبية من لائحة البطريرك
الكاتب: فادي الجردي
الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسّسات الدستورية".
هذا من مقدمة الدستور اللبناني الذي أصبح تفسيره والتعاطي في بنوده وجهة نظر. وهذا البند يؤكّد أنّ الشعب هو مصدر كلّ السلطات ويمارس سلطته وسيادته عبر المؤسّسات، وأهّمها المجلس النيابي الذي بدا منذ مدة طويلة غير قادر على التعبير عن رأي صاحب السيادة &laqascii117o;الشعب اللبناني".المجلس النيابي، ولأسباب عديدة هو غير شرعي بالمعنى الشعبي والوطني, عدا عن السبب الأكبر وهو الانقسام الكبير والسحيق بين سياستين مرتبطتين في محورين: محور الشعوب المناهضة للسياسات الأميركية غير العادلة، ومحور المرتبطين بهذه السياسة باعتبارها علّة وجودهم وبقائهم. ووفقاً للوضع اللبناني القائم، يجب أن نسعى إلى حصول تعديل دستوري يتيح للشعب أن ينتخب، لملء سدّة رئاسة الجمهورية، شخصاً يجسّد أمل ودعم اللبنانيّين جميعاً وإعطائه الشرعية الوطنية, إنه الحرص المنطلق من رؤية لموقع رئاسة الجمهورية باعتبارها تتمتع بدعم أكثرية اللبنانيّين. وبهذا يكون الرئيس العتيد رئيساً للبنان واللبنانيّين، وليس رئيساً لهذا الفريق السياسي أو ذاك، وإن لم يكن هكذا، يكون رئيساً ضعيفاً لا حيلة له إلا الموافقة على الطبخة ما بين الأفرقاء السياسيّين الذين يريدون الاستئثار بمقدرات الوطن.
صحيفة الاخبار
بين يهوديّة إسرائيل وفلسطين الـ20%
الكاتب: فايز فارس
تضمّنت خلاصة أعمال مؤتمر أنابوليس للسلام الأميركي ـــــ الإسرائيلي، دعوة صريحة إلى حكّام الدول العربية والإسلامية إلى الإقرار النهائي والاعتراف بـ&laqascii117o;يهوديّة" دولة إسرائيل التي عاشت منذ تأسيسها عام 1948 حتى أيامنا هذه، على إيقاع مزدوج، حتى لا نقول ملتبس، بين انتمائها إلى دين معيّن هو اليهودية وادعاءاتها بأنها نموذج للدولة الديموقراطية. إنها عملية ترانسفير من الدرجة الأولى، يُراد لها أن تحصل بالتراضي وسلمياً، أي من دون معارك وحروب عسكرية لم تعد إسرائيل مستعدة لخوضها لأكثر من سبب: إنّ العالم العربي اليوم هو غير العالم العربي منذ سبعين سنة مضت، والشعوب العربية مهما قِيل فيها، هي اليوم أكثر وعياً وإدراكاً للواقع من ذي قبل، وحكّامهم أكثر خوفاً وترقباً وحذراً ممن سبقهم, إنّ التقهقر الاجتماعي الذي أصاب بنية المجتمع الإسرائيلي منذ 1982 وما تكبّدته الدولة العبريّة من خسائر وانهيارات وإخفاقات، وبخاصة خلال حربها العدوانيّة الأخيرة على لبنان صيف 2006، جعلت المواطن/ الجندي الإسرائيلي يفقد الثقة بنفسه وبالجماعة الصهيونية وبمشروع الدولة الإسرائيلية الذي يبدو أنه وصل إلى خواتيمه، لن يعود في المدى القريب باستطاعة الحركة الصهيونية العالمية استغلال &laqascii117o;عقدة الذنب" لدى الجيل الثالث من شعوب أوروبيّة غارقة في بحثها عن وحدة تنهض بحاضرها وتحفظ مستقبل أبنائها وسلام يحمي &laqascii117o;بحرها المتوسط". وغداً أو بعد غدٍ سيقف الإسرائيلي عاجزاً كل العجز عن فكّ رموز تلك القنبلة العربية الصامتة عنيت بها قوة الديموغرافيا التي ستتفجر ببطء مخيف لتفرض وبهدوء مريب على الشعب الإسرائيلي أنْ يختار بين الاندماج في محيطه العربي, أو الرحيل والعودة من حيث جاء في سلام تام ومن دون إطلاق رصاصة واحدة.
صحيفة النهار
هل يرتدع بوش؟
الكاتب: سميح صعب
معظم التحليلات تصب في خانة واحدة... ان تقرير جهاز الاستخبارات القومية الاميركية عن وقف ايران برنامجها للتسلح النووي عام 2003، نزع من يد الرئيس جورج بوش الحجة التي كان سيستخدمها لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران. فهل يمكن ان تتكىء الادارة الاميركية على هذا التقرير كي تنتهج سياسة جديدة حيال ايران، أم تواصل المضي في نهج التشدد وصولاً الى الضربة؟ التعليق الاولي لبوش وباقي فريق ادارته على التقرير، لا يفسح في المجال للذهاب بعيداً في تخيّل سياسة اميركية جديدة حيال ايران خلال ما تبقى من ولاية هذه الادارة. فالرئيس الاميركي يطالب طهران بالكشف عن برنامجها الذي أوقفته عام 2003 وعما تلاه من نشاطات حساسة، كأنه لا يصدق تقرير استخباراته. وبحسب كتاب 'في عين العاصفة' لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية 'سي آي إي' السابق جورج تينيت فإن فريق المتشددين داخل الادارة الاميركية كان يعمل بعد ساعات من هجمات 11 ايلول 2001 على واشنطن ونيويورك الى جمع أدلة من أجل تبرير شن الحرب على العراق. وذهب ايضاً وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول الى مجلس الامن في شباط 2003 حاملاً أدلة على امتلاك العراق اسلحة للدمار الشامل، ليتبين في ما بعد ان هذه الادلة مفبركة وليس لها أساس من الصحة بشهادة باول نفسه الذي ندم لاحقاً وخرج من ادارة بوش. وبعد ثبوت تهافت الادلة التي سيقت ضد العراق بعد الحرب، بدأت إدارة بوش التركيز على ايران, لكن لا التقرير الاستخباراتي ولا تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا موقفي روسيا والصين، يمكن ان تثني بوش عن قرار الحرب على ايران اذا كان قد اتخذ مثل هذا القرار.
صحيفة النهار
تحالفات جديدة في المنطقة تلغي الخلافات بين اللبنانيين
الكاتب: سليم نصار
مطلع شهر آذار 2006، استضافت المؤسسة التي يشرف على برامجها السفير الاميركي السابق في اسرائيل مارتن انديك رئيس 'اللقاء النيابي الديموقراطي' النائب وليد جنبلاط. ودعا انديك الذي شغل منصب مساعد وزير الخارجية فترة طويلة، جمهوراً كبيراً لمحاورة الضيف الذي تحدث عن النضال من أجل استقلال لبنان بعد انقضاء سنة تقريباً على اغتيال رفيق الحريري. ويستدل من مراجعة نص المحاضرة والأجوبة التي تلتها، ان جنبلاط كان مقتنعاً بأن الادارة الاميركية تؤيد انتقاداته اللاذعة للنظام السوري. وكان واضحاً من سلسلة الحملات العنيفة التي شنها ضد دمشق طوال السنتين الماضيتين، ان وليد جنبلاط راهن خطأ على اسقاط النظام السوري بواسطة اميركا وحلفائها في المنطقة, بعد زيارته الاخيرة لواشنطن، عاد جنبلاط الى بيروت ليتحدث عن 'ضرورة اعادة نظر شاملة في المواقف التي فرضتها الواقعية'. ولمس زملاؤه النواب حجم الانقلاب الذي طرأ على تفكيره السياسي اثناء اعتراضه على اقتراح الدكتور سمير جعجع تبني خيار انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً, ورأى اللبنانيون في هذا الموقف صورة التغيير الذي لمسه جنبلاط في واشنطن كأن مؤتمر انابوليس فتح باب اميركا امام عودة النفوذ السوري الى لبنان. عندما دعيت سوريا لحضور مؤتمر انابوليس لم تكن الوزيرة كوندوليزا رايس تتوقع الترحيب العربي الذي لقيه هذا القرار. ويبدو ان الرئيس جورج بوش كان قد حدد شروط المشاركة بالدول 'المعتدلة' التي يمكن ان تقف في مواجهة الخط الايراني المتطرف. ولكنه اكتشف ان عزلة سوريا قد تتحول الى تيار واسع في حال اضطرت دمشق الى تشكيل جبهة سياسية عريضة تضم ايران و'حزب الله' و'حماس' و'الجهاد الاسلامي'،وهددت باقامة مؤتمر بديل في دمشق وآخر في موسكو، من أجل نسف كل الجهود الاميركية - الاسرائيلية الرامية الى تفتيت الموقف العربي الموحد. يقول المراقبون في طهران ان الرئيس محمود أحمدي نجاد لم ينجح في ثني الرئيس بشار الاسد عن مشاركة بلاده في انابوليس. والسبب ان الاسد قلّد والده في الشؤون المتعلقة بالمصلحة الوطنية. اختارت سوريا الاجماع العربي من دون التخلّي عن روابط الصداقة العميقة مع ايران. لذلك ارسلت الى طهران نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بهدف تطمين القيادة الى متانة العلاقات على رغم المشاركة في انابوليس. ويتردد في طهران ان موسكو ودمشق اشتركتا في تغيير المسار الايراني، الأمر الذي قابلته واشنطن بارتياح. تجمع الصحف الاوروبية على القول إن تقرير وكالات الاستخبارات الاميركية لُفق بهدف تحرير الرئيس بوش من تهديداته المتواصلة بشن حرب استباقية وصفها بـ'الحرب العالمية الثالثة'. ومثل هذا التهديد فرض على اسواق النفط التعاطي مع الاسعار بخوف وحذر، الامر الذي رفع سعر البرميل الى المئة دولار من دون الخضوع لنظرية العرض والطلب. اسرائيل، من جهتها، تسعى الى استدراج الولايات المتحدة لشن حرب استباقية ضد ايران وذلك لعدة اسباب منها: أولاً، الخوف من امتلاك اسلحة نووية تهدد بها اسرائيل والولايات المتحدة ودول الخليج. ومثل هذا التهديد غير منطقي لأن اسرائيل تملك أكثر من مئتي قنبلة نووية جاهزة للاستخدام، ولأن الاسطول الاميركي مستنفر لتدمير الترسانة النووية الايرانية قبل أن تستكمل. ثانياً، ان التدخل الايراني في العراق يحول دون استتباب الأمن، ويمنع القوات الاميركية وحلفاءها من الانسحاب. وتقول طهران إن الشيعة موجودون بغالبية في العراق، وإن ادارة جورج بوش هي المسؤولة عن الاحتلال، وعن ظهور المقاومة. ثالثاً، الاعتراض على دعم ايران لـ'حزب الله' و'حماس' والقضية الفلسطينية. وترد طهران على هذا الاعتراض بأنها تقاوم عزلتها الاقليمية باحتضان خصوم اسرائيل مثل 'حزب الله' و'حماس' وتمنع قيام حلف معاد لها في المنطقة بسبب تبنيها القضية الفلسطينية.