قضايا وآراء » اغتيال شكري بلعيد: الجزيرة تتقصّى وتؤلّف

رجاء يحياوي
في وقت كانت شبكة 'الجزيرة' القطريّة تحتفل بمرور 18 عاماً على تأسيسها في حفلة أقيمت في الدوحة أمس الأوّل السبت، كان السجال يحتدم في تونس، حول وثائقي بثّته القناة قبل أيّام، بعنوان 'من قتل شكري بلعيد؟'. جاء ذلك ضمن حلقة من سلسلة 'الصندوق الأسود'الخاصّة بالأفلام الوثائقيّة، وأعلنت على إثره عائلة بلعيد عزمها مقاضاة القناة، لما تضمّنه الوثائقي من مغالطات وأكاذيب وتشهير.
 في الدوحة، حضر أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزا حفلة عيد 'الجزيرة'، حيث تحدّث رئيس مجلس إدارة الشبكة حمد بن ثامر آل ثاني قائلا: 'إنّ 'الجزيرة' لم تبدّل سياستها التحريريّة التي تقوم على التوازن، والموضوعية، والإيمان بحقّ الإنسان في المعرفة والتعبير عن رأيه بحرية'. وأضاف انَّ البعض 'راهن على أن 'الجزيرة' ستحيد عن هذا النهج، لكن التطورات التي صاحبت الربيع العربي في السنوات الثلاث الماضية أثبتت خسران هذا الرهان' كان المشهد في تونس مختلفاً، خصوصاً مع القيمة المعنويّة الكبيرة التي يحظى بها المناضل الراحل شكري بلعيد. واتسعت رقعة السجال لأن القناة كانت قد أستبقت عرض الفيلم بدعاية ضخمة، ثمّ أجّلت موعد عرضه إلى ما بعد الانتخابات التشريعية كي 'لا تؤثر في الناخبين التونسيين'، بحسب تعبيرها، على اعتبار أنّ عرضه سيورط أطرافاً عدّة، ويحرج أطرافاً أخرى، وقد يؤدي ذلك إلى اتهام القناة بدعمها لتيار سياسي معين (في إشارة إلى حزب 'حركة النهضة'). وبخلاف ما يوحي به عنوان الشريط، لم يلجأ معدّوه إلى معلومات دقيقة، بل وجّهوا الاهتمام إلى خصوصيّات بلعيد وأرملته بسمة الخلفاوي. ولمّح الفيلم إلى علاقة بين الاغتيال، وعلاقة مفترضة بين الخلفاوي ومخرج أفلام وثائقية يدعى ناجي النغموشي، في أواسط التسعينيات. ونقلت القناة شهادة قيل إنّها مأخوذة من محاضر الأبحاث، تفيد أنّ بلعيد هدّد النغموشي بالقتل إن لم يبتعد عن زوجته. إلى جانب الحفر في خصوصيّات حياة بلعيد الزوجيّة، حاول الوثائقي إبعاد الشبهات عن الجماعات الإسلامية المتطرفة التي ظهرت في تونس ما بعد الثورة، ليحوّل الاتهام بالاغتيال إلى زوجته ومرافقه. ذلك ما دفع بعائلته و'وحزب الوطنيين الديموقراطيين' إلى رفع دعوى قضائية ضدّ القناة، بحسب شقيق الراحل، عبد المجيد بلعيد. وقال الأخير: 'اعتمد الفيلم على تصريحات لصحافي محسوب على حزب 'حركة النهضة'، وكشف عن مستوى منحط أخلاقياً ومسيء لحرمة الشهيد، بتوجيهه اتهاماً مباشراً لزوجته' من جهتها، أصدرت 'الجبهة الشعبية' بياناً ندّدت فيه بعرض الوثائقي، 'واصفة إياه بالسلوك اللامهني واللاأخلاقي الذي يعمل على طمس معالم الجريمة، والتستّر على من كان ضالعاً فيها'. وأكّد البيان أنّ الشريط تضمن مغالطات وأكاذيب عدّة، 'وهو سلوك فاقد لكلّ الشروط المهنية والأخلاقية، مما يفضح الأغراض المشبوهة من بثّه، إضافة إلى سعي القناة المتواصل والمحموم إلى خدمة أجندات سياسية معلومة للجميع' خلّف الوثائقي موجة سخط في الساحة الإعلاميّة، إذ استخدم بعض الإعلاميين صفحات وسائل التواصل لمهاجمة 'الجزيرة'. وكتب المذيع سمير الوافي على 'فايسبوك': 'معلومات وشهادات مكرّرة ومستهلكة، لا توحي بأيّ حقائق جديدة ولا تؤدي الى أيّ حقيقة مؤكّدة. تشهير منحطّ وغير أخلاقي بسمعة الناس، ومسّ بذيء بأعراضهم من دون مبرِّر وبأسلوب فضائحي. مجرّد سرد سطحي للأحداث من دون جهد استقصائي عميق وجدي يستحق ما سبقه من تشويق ودعاية. ماذا أضافت 'الجزيرة' بهذا التقرير الهزيل وماذا كشفت؟ لا شيء سوى الإثارة الفضائحية التي لا تليق بقناة جدية' بدوره، كتب المدون هيثم القمودي على 'فايسبوك' أيضاً: 'قناة 'الجزيرة' ظاهرة مرضيّة، وانعكاس صارخ لحالة الانحطاط التي وصلت إليها الأمّة على يد دول النفط والصهيونية'
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد