قضايا وآراء » الوفيات تتحوّل إلى سجلّ خلود على الشبكة


زينة برجاوي
لأنّ لكلّ إنسان قصة جديرة أن تُروى وتُحفظ وتُنشر، جاءت فكرة تخصيص منصة الكترونية لنشر ذكرى الأحباء الذين فارقوا الحياة، بعنوان &laqascii117o;خلود". أبصر الموقع النور في آب/ أغسطس الماضي على يد مؤسسة ناجي تويني، بالتعاون مع جمعيّة &laqascii117o;كن هادي"، تحت شعار أنّ &laqascii117o;خسارة من نحبّ مؤلمة أبعد من حدود الوصف، الاحتفاء بحياتهم يساعد على الشفاء".
ولدت فكرة الموقع لدى تويني، كمحاولة لتخليد ذكرى جدّه جبران أندراوس تويني، مؤسس الزميلة &laqascii117o;النهار"، والذي لطالما آمن بأنّ &laqascii117o;التواصل أداة يجب استعمالها على كل مستويات الإعلام، سواء لناحية مشاركة الأخبار، أو نقل أيّ شكل آخر من أشكال المعلومات"، بحسب تويني الحفيد. من هذا المنطلق، يهدف موقع &laqascii117o;خلود" إلى نشر معلومات حول شخصيّات عامّة، أو أشخاص أقلّ شهرة توفوا حديثاً، وتركوا أثراً لا بدّ من مشاركته مع العالم.
يقول تويني لـ&laqascii117o;السفير" إنّ فكرة موقع &laqascii117o;خلود" استكمال لعمله على تطوير إعلانات الوفيات، ونشرها عبر الانترنت، ولذلك هو المنصّة الأولى من نوعها في لبنان. &laqascii117o;أكثرية الصحف المحليّة لا تصدر يوم الأحد، وبالتالي لا يمكن نشر وفيّات يوم السبت، فجاءت منصة &laqascii117o;خلود" لتسهّل الأمر". ويضيف: &laqascii117o;للمغتربين حصّة كبيرة من المشروع، إذ انه يتوجّه إليهم ويساعدهم على نشر أخبار وفاة من يخصّهم في الخارج، ومشاركتها مع أقاربهم في الوطن".
يتوفر تطبيق الموقع للتحميل مجاناً على الهواتف عبر نظامي &laqascii117o;أندرويد" و&laqascii117o;أبل"، إلى جانب إمكانيّة التسجيل عبر الموقع الالكتروني من خلال ملء استمارة قصيرة. ولنشر خبر وفاة، يمكن للمعنيّ إرسال الخبر مع الصورة وكل المعلومات، ودفع بدل النشر بواسطة بطاقة ائتمان، علماً بأنّ كلفة النشر على &laqascii117o;خلود" تختلف عن كلفة النشر في الصحف حيث يتمّ احتساب سعر الوفيّة وفقاً لعدد الأسطر، في حين أنّ المساحة على الانترنت مفتوحة.
يؤكّد ناجي تويني انّ &laqascii117o;خلود" لا يهدف لأن يكون منصةً للبكاء على فقيد عزيز، بل هو مكان لتخليد ذكراه. &laqascii117o;حين ينشر خبر الوفاة على &laqascii117o;فايسبوك" مثلاً، نلاحظ أنّ بعض المعزّين يختار نقر زرّ &laqascii117o;لايك"، وذلك أمر لا يليق بالراحلين، إذ يبدو كأنّه تعبير عن الإعجاب بوفاتهم. لذلك ابتكرنا على موقع &laqascii117o;خلود" وسائل أخرى للتعبير عن الرغبة بالمواساة، منها &laqascii117o;الضريح الافتراضي"، أو إضاءة الشموع، أو وضع أكليل زهور". يتيح الموقع أيضاً خدمة إنشاء نصب تذكاري لمجموعة أشخاص توفوا في حادث مأساوي واحد، أو كتابة سجل تعاز للراغبين بتقديم شهادة عن المتوفى، إلى جانب تشييد مدفن افتراضي للمتوفين من أفراد الأسرة الواحدة. كما تتيح زاوية &laqascii117o;الذكرى الخالدة" نشر صور وأشرطة فيديو عن ذكريات الفقيد مع أهله وأصدقائه، إلى جانب سيرته الذاتية ومقالاته وكتاباته أو منجزاته الأخرى إن كان شخصيّة عامّة. وتتضمن زاوية &laqascii117o;الذكرى الخالدة" على الموقع الآن ضرائح افتراضيّة لميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وروبن ويليامز، إلى جانب المغني الراحل ألان مرعب، وهادي جبران الشاب الذي ألهمت وفاته تأسيس جمعيّة &laqascii117o;كن هادي". كما يتيح الموقع خدمة زرع شجرة باسم الشخص الراحل، في زاوية بعنوان &laqascii117o;غابة أرز خلود".
تنحصر خدمات موقع &laqascii117o;خلود" حالياً بنشر وفيّات اللبنانيين، لكنّ مؤسسه يعمل على تطوير الفكرة، كي تشمل بلدانا أخرى، علماً بأنّ خدماته متوفّرة بالعربيّة والانكليزيّة. كما يستعدّ لبناء تعاون مع الصحف المحليّة، لتطوير مضمونه.
ولم ينس الموقع شهداء الجيش اللبناني، فخصّص لكلِّ شهيد ضريحاً افتراضياً وسجلاً للتعازي. وفي هذا الإطار، يتمنّى تويني التعاون الدائم مع قيادة الجيش &laqascii117o;كي لا يبقى هناك أيّ شهيد مجهول الهويّة".
www.khoolood.com
&laqascii117o;فايسبوك العالم الآخر"
السؤال عن كيفيّة التعامل مع الموت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس بجديد. وإن كانت فكرة موقع &laqascii117o;خلود" الأولى من نوعها في لبنان، إلا انّ منصّات مشابهة أخرى تنشأ حول العالم، لتخليد ذكرى المتوفين. آخر تلك المنصّات تحمل اسم &laqascii117o;اليسواي Elysway"، وهي شبكة &laqascii117o;فايسبوك العالم الآخر" كما وصفتها مجلّة &laqascii117o;لو كورييه انترناسيونال". تشبه الشبكة موقع &laqascii117o;فايسبوك" لناحية التصميم، مع &laqascii117o;فرق بسيط" يظهر في صورة الحساب الشخصيّة، إذ انّها تأتي ممهورة بشريط أسود.
أسس الموقع البلجيكي فيليب تروش، تخليداً لذكرى والده فريدي تروش الذي توفي قبل عشر سنوات. تمّ إطلاق الموقع في 28 تشرين الأول الماضي، وفيه صفحات مكرّسة لتذكّر الراحلين، تشبه حائط &laqascii117o;فايسبوك" إلى حدّ بعيد، حيث تمّ إلغاء زرّ &laqascii117o;لايك"، وتمّ استبداله بعبارة &laqascii117o;تعازيّ الحارّة".
وتنقل &laqascii117o;لو كورييه انترناسيونال" عن المعالج النفسي جوهان مايس قوله إنّ هذه الشبكات الخاصّة بالموتى، تساهم بخلق مفهوم جديد للحداد، &laqascii117o;يبقى فيه المتوفى حاضراً بجانب الأحياء، ويستمر كجزء من عالمنا، وهويتنا، ومن شبكاتنا الاجتماعيّة".
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد