قضايا وآراء » ويكيليكس في كتاب جديد:من الثقافة الشعبية إلى الاقتصاد السياسي


wikileaksbook_300

فادي الطويل

في هذا الشهر قبل ثماني سنوات نشر موقع &laqascii117o;ويكيليكس" أول وثيقة، بعد تأسيسه في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2006. منذ ذلك الحين، بات اسم &laqascii117o;ويكيليكس" حاضراً، بشكل مباشر أو غير مباشر، في كل الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية والإعلامية في العالم.
اليوم، توسعت &laqascii117o;ويكيليكس" لتصبح منظمة ذات أهداف وخطط واضحة، وبات نهجها مكرّساً للنضال ضد أعداء حريات التعبير وسلطات القمع والاحتلال. وهذا ما أمّن لها خلال السنوات القليلة التي مرت شعبية طاغية، لا سيما بين أوساط الشباب الذين أرادوا التمرّد على هيمنة التيارات الإعلاميّة والسياسيّة السائدة التي تقيّد حرياتهم وتقوم ببرمجتهم ضمن سياسات &laqascii117o;تضليلية" عامة لخدمة مصالحها. لكن مع كل ما تحظى به &laqascii117o;ويكيليكس" من شهرة، ويناله مؤسسها جوليان أسانج من تعاطف، إلا أنّ هذه المنظومة التي ولدت من تنازع القوى السياسيّة والإعلاميّة وتضارب المصالح الدوليّة، لا تزال في موقعِ مٌثيرِ المشاكلَ والجدلِ، ومفجِّرِ النقاشاتِ التي لا تنتهي حول مسائل الحرية أولاً، والمصالح التي تتحقق على حساب حقوق الإنسان وخصوصيته. ومع الدور الذي تضطلع به &laqascii117o;ويكيليكس"، كان من الطبيعي صدور مجموعة من الكتب التي تتناول هذه &laqascii117o;الظاهرة" ودورها والصراعات التي يتقاطع اسمها ضمنها. أحدث هذه الكتب هو &laqascii117o;ويكيليكس: من الثقافة الشعبية إلى الاقتصاد السياسي"، ويحتوي على مجموعة مقالات من إعداد الباحث السويدي كريستيان كريستنسن، أستاذ الصحافة في جامعة ستوكهولم. نشر الكتاب في 208 صفحات، وهو صادر عن منشورات جامعة جنوب كاليفورنيا.
يضمّ الكتاب مقدمة وخمس عشرة مقالة موزعة على ثلاثة أقسام: &laqascii117o;السرد والحقيقة"، &laqascii117o;المعلومات والرقابة" و"النشاط (السياسي والإعلامي)، التعبير والاقتصاد السياسي". تستعرض المقالات التي نُشرت كلها من قبل في &laqascii117o;المجلّة الدوليّة للاتصالات"، علاقة &laqascii117o;ويكيليكس" بالمنظومات المؤسساتية والحكومات التي تخوض معها نزاعاً مستمراً، وعلاقتها الحالية مع وسائل التواصل الحديثة والشبكات الاجتماعية، وتحديها لـ"بارادايم" الصحافة والتيار الإعلامي السائد. جاءت معظم المقالات حاملةً لمواقف مؤلفيها الذين التزموا موقف المحلّل لدور &laqascii117o;ويكيليكس" ودافعوا عن هذا الدور، وعبروا عن &laqascii117o;الثورة" التي بشرت بها. ومع ارتفاع حدة الجدال حول الخصوصية والحريات والشفافية ودور الإعلام والإعلام المضاد، فمن المؤكد أن ثمة دراسات أخرى قادمة يفترض بها أن تتناول ويكيليكس من زاوية النقد والموضوعية أكثر من الإعجاب الكبير الذي تستحقه لا شك.
من مقدمة الكتاب
في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً، أصبحت &laqascii117o;ويكيليكس" أشهر منظمة لتسريب المعلومات في العالم. وبسبب دورها في نشر كميات هائلة من البيانات السرية حول احتلال أفغانستان والعراق، وما طال &laqascii117o;سمعة" مؤسسها جوليان أسانج، ومحاكمة وسجن تشلسي مانينغ، فإن &laqascii117o;ويكيليكس" أصبحت موضوع اهتمام ونقاش واسعين.
تمكن ملاحظة تطور ويكيليكس منذ تأسيسها في العام 2006 عبر ثلاث مراحل واضحة:
1 - ظهورها كبديل عن تيار وسائل الإعلام الرئيسة (2006 حتى 2009).
2 - التأقلم مع التوجه الإعلامي السائد عبر المشاركة فيه (2009 حتى 2011).
3 - الانسحاب من، ومهاجمة التيار الإعلامي السائد (من 2011 إلى الآن).
وفي حين أن أحداث المرحلتين الأخيرتين هي الأكثر شهرة، بخاصة فيديو القتل &laqascii117o;غير المقصود"، وثائق حرب العراق وأفغانستان، والبرقيات الديبلوماسية (...) فإن المادة التي نشرتها &laqascii117o;ويكيليكس" خلال سنواتها الأولى كانت، بدورها، مؤثرة للغاية.
بين 2008 و2010، مثلاً، نشرت &laqascii117o;ويكيليكس" وثائق عمليات غسيل أموال محتملة في واحد من البنوك السويسرية الأساسية، بالإضافة إلى فساد محتمل في صياغة سياسات منظمة الصحة العالمية، تخلّص غير قانوني من نفايات سامة في ساحل العاج، لوائح مشاركة في الحزب الوطني البريطاني اليميني المتطرف، وحالات ليّ أذرع من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في كوبنهاغن.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد